الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى المشتمل على كل خير والنهي عن كل شر وعدل الى ما سواه من الاراء والاهواء الاستراحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان اهل الجاهلية يحكمون بها كما يحكم بها التتار من السياسات اخوتي من جنكيز خان الذي وضع لهم كتابا مجموعة من احكام اقيسة من شرائع شتى. وفيها كثير من الاحكام اخذها عن مجرد نظره فصار في بنيه شرعا يقدمونها على الحكم. بكتاب الله وسنة رسوله ومن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع الى حكم الله ورسوله. فلا يحكم بسواه في قليل ولا كثير وقوله ومن احسن من الله حكما استفهام انكار اي لا حكم احسن من حكمه تعالى وهذا من وهذا من باستعمال افعال التفضيل فيما ليس له في الطرف الاخر مشارك. اي ومن اعدل من الله حكما لمن عقل عن الله شرعا وامن وايقن انه تعالى احكم الحاكمين وارحم بعباده من الوالدة بولدها. العليم بمصالح عباده القادر على كل شيء الحكيم في اقواله وافعاله وشرعه وقدره. وفي الاية التحذير من حكم الجاهلية واختياره على حكم الله ورسوله فمن فعل ذلك فقد اعرض عن الاحسن وهو الحق الى ضده من الباطل. بسم الله الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم فقهنا في الدين اللهم لاتباع هدي نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم. اما بعد هذه الاية الكريمة قول الله جل وعلا افحكم الجاهلية يبون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون اوردها المصنف رحمه الله تعالى لما فيها من بيان وجوب بالتحاكم الى شرع الله. وبطلان التحاكم الى ما سواه فالحكم لله جل وعلا. وكل ترك لحكمه جل وعلا وحكمه من اهواء او اقيسة او نحو ذلك فهو جاهلية حكم حكمان حكم الله سبحانه وتعالى وحكم الجاهلية. ومن لم يقبل حكم الله الله تبارك وتعالى فان الحكم الذي قبله وارتضاه هو الجاهلية. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن من الله حكما لقوم يوقنون. وعرفنا ان المصنف رحمه الله تعالى عقد هذه ترجمة بتمامها لبيان ما في التحاكم الى الى غير شرع الله سبحانه وتعالى من منافاة التوحيد ولهذا عقد رحمه الله تعالى هذا الباب في كتابه التوحيد وقول الله جل وعلا افحكم الجاهلية هذا استفهام وهو استفهام انكار كما بين الشارح رحمه الله تعالى فهذا فيه انكار على كل من لا بشرع الله سبحانه وتعالى. قال ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون احسن نبه الشارح رحمه الله تعالى الى ان افعل التفظيل هنا في قوله احسن هو من باب استعمال افعل التفظيل فيما ليس في الطرف الاخر مشارك وهذا النوع من الاستعمال لافعل التفضيل يسمى استعمال افعال على التفضيل في غير بابه. من باب استعمال افعل التفضيل في غير بابه. باب افعل التفضيل مفاضلة بين فاضل ومفضول. وفي كل منهما الوصف الذي عليه التفظيل. من حسن او جمال او قوة او نحو ذلك. يعني لما يقال اقوى فلان اقوى من فلان او فلان احسن من فلان او فلان اجمل من فلان او نحو ذلك يكون الوصف الذي هو وصف التفظيل مشترك بينهما واحدهما افضل من الاخر او احسن او اقوى في هذا الامر لكن اذا استعمل هو ليس في الطرف الاخر شيء من ذلك الوصف. يقال حينئذ استعمل افعل التفضيل في غير بابه. منه هذه الاية ومن احسن من الله حكما. احسن هنا استعمل في غير بابه لان حكم الله سبحانه وتعالى هو الحق وما سواه هو الباطل. نظير هذا الاستعمال لافعل التفظيل في غير بابه قول الله سبحانه وتعالى الله خير اما يشركون خير هنا افعل تفضيل. استعمل في غير بابه. لان ما يشركون به من دون الله لا خير فيه ما يشركون به من دون الله جل وعلا لا خير فيه. بل كله شر وظلال وباطل فاستعمل افعل التفضيل في غير بابه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الاية التحذير من حكم الجاهلية واختياره على حكم الله ورسوله. فمن فعل ذلك فقد اعرض عن الاحسن وهو الحق الى ضده من الباطل نعم يعني في الاية تحذير من حكم الجاهلية ببيان بالاستفهام الانكار على من حكم بحكم الجاهلية وببيان انه لا احسن حكما من حكم الله سبحانه وتعالى من لم يبتغي حكم الله الذي لا احسن منه فالحكم الذي صار اليه ظلال وباطن وايضا من جهة تسمية التحاكم الى غير شرع الله سبحانه وتعالى تحاكا ثم الى الجاهلية. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا الحديث رواه الشيخ ابو الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي الشافعي في كتاب الحجة على تارك المحجة باسناد صحيح كما قال المصنف رحمه الله عن النووي. ورواه الطبراني وابو بكر بن الحافظ ابو نعيم في الاربعين التي شرط لها ان تكون من صحاح الاخبار. وشاهده في القرآن قال تعالى الا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. وقوله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقوله فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ونحو هذه الايات قوله لا يؤمن احدكم اي لا يكون من اهلك مال الايمان الواجب الذي وعد الله اهله عليه بدخول الجنة والنجاة من النار وقد يكون في درجة اهل الاساءة والمعاصي من اهل الاسلام. وقوله حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. الهوى قصر اي ما يهواه اي ما يهواه وتحبه نفسه وتميل اليه. فان كان الذي تحبه وتميل اليه نفسه ويعمل وبه تابعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج عنه الى ما يخالفه فهذه صفة اهل الايمان المطلق. وان كان بخلاف ذلك او في بعض احواله او اكثرها انتفى عنه من الايمان كماله الواجب. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. يعني انه بالمعصية ينتفي عنه كمال الايمان واجب وينزل عنه في درجة الاسلام. وينقص ايمانه فلا يطلق عليه الايمان بلا قيد المعصية او الفسوق فيقال مؤمن عاص او يقال مؤمن بايمانه فاسق بمعصيته فيكون معه مطلق الايمان الذي لا يصح اسلامه الا به كما قال تعالى فتحرير رقبة مؤمنة والادلة هذا الحديث لا يؤمن احد حتى يكون هواه تبعا لما جئت به تكلم في اسناده كما هو مفصل في جامع العلوم والحكم لابن رجب رحمه الله تعالى. ومن اهل العلم من حسنه ومنهم من صححه واما معناه فحق لا ريب في صحته. معنى الحديث حق لا ريب في صحة معناه وله شواهد تدل على صحة معناه في القرآن الكريم. اشار الى شيء منها السارح رحمه الله تعالى من لم يكن كذلك استحق ان ينفى عنه كمال الايمان الواجب. الذي يكون صاحبه عرظة لعقوبة الله سبحانه لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. وهذا فيه دلالة على ان الذنوب الاثام لها تأثيرها على الايمان تعفيء نقصان. فان النفي هنا نفي لكمال الايمان. الواجب نفي لكمال الايمان الواجب. وعندما ينفى كمال الايمان الواجب في النصوص. يكون نفي عنه هذا الايمان مؤمنا ناقص الايمان الا يستحق الايمان المطلق لا يستحق وصف الايمان المطلق وانما يكون مؤمنا ناقص الايمان. او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. او مؤمن عاص لكن لا يستحق الايمان المطلق لا يستحق وصف الايمان المطلق وهذا فيه دلالة. على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف. ومن القواعد المتكررة عند اهل العلم في هذا الباب فيما يتعلق بنفي ايمان ان الايمان لا ينفى الا عند ترك واجب او فعل محرم الايمان لا ينفى الا عند ترك واجب. او عند فعل محرم. فلا ينفى في ترك مستحبات او فعل مكروهات فيستفاد من ذلك ان نفي الايمان انما فيكون فيما هو كبير. من كبائر ومن علامة الكبيرة ولها علامات مرة الاشارة لديها عند الشارح رحمه الله منها نفي الايمان عن المرء كما في هذا الحديث نعم قال رحمه الله تعالى والادلة على ما عليه سلف الامة وائمتها ان الايمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اكثر من ان تحصر. فمن ذلك قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس قبل تحويل القبلة. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس امركم الايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ شهادة ان لا اله الا الله. الحديث وهو في الصحيحين والسنن اية والحديث صريحان في دخول العمل في مسمى الايمان. الاية والحديث صريحان في دخول العمل في مسمى الايمان. فان الاية في قوله جل وعلا وما كان الله ليضيع ايمانكم وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم سمى جل وعلا الصلاة ايمانا. قال وما كان الله وهو ليضيع ايمانكم اي صلاتكم. فالصلاة ايمان. هذا دليل صريح على دخول العمل. في مسمى وحديث وفد عبد القيس ايضا صريح قال اامركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ شهادة اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة. وايتاء الزكاة. فجعل اقام الصلاة وايتاء الزكاة واعطاء من المغنم جعل هذه الاعمال من الايمان. فالاية والحديث صريحان في دخول العمل في مسمى الايمان خلافا لقول المرجئة باقسامهم. الذين اه اشتركوا في نفي او اخراج العمل من الايمان وان اختلفوا في في تقرير في حقيقة الايمان. وان اختلفوا في تقرير حقيقة الايمان الا ان جميعهم يشترك في اخراج العمل من مسمى الايمان ولهذا سموا مرجئة من الارجاء وهو التأخير تأخير العمل عن دخوله في مسمى الايمان ان نعم. قال رحمه الله تعالى والدليل على ان الايمان يزيد قوله تعالى ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا. الاية وكل اية تدل على اه على زيادة الايمان تصريحا فانها تدل على نقصانه لزوما. فانها تدل على نقصانه لزوما. والقرآن جاء فيه التصريح بان الايمان يزيد. وجاء تصريح بان الايمان ينقص ويضعف في غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى نعم فالزيادة نطق بها القرآن والنقصان نطقت به السنة نعم. قال رحمه الله تعالى خلافا لمن قال ان الايمان هو القول وهم المرجئة. ومن قال فان الايمان هو التصديق كالاشاعرة. والاشاعرة مرجئة في باب الايمان. والمرجئة اقسام اشار الى اشار الشارح رحمه الله هنا الى قسمين من اقسام المرجئة نعم. قال رحمه الله تعالى ومن المعلوم وشرعا ان نية الحق تصديق والعمل به تصديق وقول الحق تصديق فليس مع اهل البدع ما ينافي قول اهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنة. نعم. قال الله تعالى ليس البر اهل البدع للتصديق في قول في فيما يكون في القلب لا دليل عليه لان النية تصديق والعمل بتصديق قولوا الحق تصديق كما قال الحسن البصري رحمه الله ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما في القلب وصدقته الاعمال. فسمى الاعمال تصديقا للقلب. او لما يقوم في القلب النبي صلى الله عليه وسلم سمى فعل الجوارح تصديقا في قوله ان ابن ادم كتب عليه حظه من الزنا لمدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النظر وزنا اليد اللمس الى ان قال والفرج يصدق ذلك. او يكذبه فسمى فعل الجوارح تصديقا ليس التصديق آآ شيء خاص بالقلب فقط. وجاءت ايضا السنة آآ عدي نطق اللسان تصديقا اذا كان عن صدق كما في الحديث او الدعاء المأثور اللهم اني اسألك بن سليما ولسانا صادقا. نعم. قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر. الى قوله اولئك الذين صدقوا اي فيما عملوا به في هذه الاية من الاعمال الظاهرة والباطنة. وشاهده في كلام العرب لقولهم حملة صادقة. هذه الاية تسمى اية البر. ساقها نفأل ساقها السارح رحمه الله تعالى لبيان ان التصديق ليس منحصرا في ما يكون في القلب بل الاعمال ايضا داخلة في التصديق. فان الله سبحانه وتعالى ذكر امور والدين وامور البر في هذه الاية وانها على قسمين القسم الاول عقائد اه اه قال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذي عقائد في القلب والقسم الثاني اعمال القسم الثاني اعمال ذكره جل وعلا في قوله واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. الى تمام الاية وهذه كلها اعمال ثم ختم جل وعلا الاية بقوله اولئك الذين صدقوا فالصدق في العقيدة والصدق ايضا في العمل. الصدق في العقيدة بصحتها وسلامتها قوامها انطواء القلب على هذه العقيدة وتمكنها في القلب فهذا يعد صدقا وكذلك امتثال المرء لا شرع الله عز وجل بفعله الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية وانواع القروبات هذا داخل في باب الصدق. فالصدق ليس شيئا في القلب فقط بل في الصدق والتصديق ليس في القلب فقط بل في القلب واللسان والجوارح. واية البر هذه على ذلك. ولهذا قال السارح توظيحا لوجه دلالة الاية قال اولئك الذين صدقوا اي فيما عملوا به في هذه الاية ما الاعمال الظاهرة والباطنة الاعمال الظاهرة بدءا من قوله في الاية واتى المال الى تمامها والباطنة في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر قال وشاهده في العرب قولهم حملة صادقة. حملة صادقة الحملة وهي عمل من الاعمال بانها صادقة. يعني مثلا يقولون حمل الجيش على الاعداء حملة صادقة. حمل الجيش مثلا على الاعداء حملة صادقة. فالحملة عمل وصف هذا العمل عندهم بماذا؟ بالصدق وصف هذا العمل عندهم بالصدق فليس فليس العرب الصدق اظن يختص ما يكون في القلب فقط. بل حتى اعمال الجوارح يسمون فيكون منها صدقا. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد سمى الله تعالى الهوى المخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم الها. فقال تعالى ارأيت من اتخذ الهه هواه؟ قال بعض المفسرين لا يهوى شيئا الا ركباه. قال ابن رجب رحمه الله تعالى اما معنى الحديث فهو ان الانسان لا يكون مؤمنا كامل الايمان الواجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي وغيرها. في حب ما امر به ويكره ما نهي عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع وذم سبحانه من كره ما احبه الله او احب ما كرهه الله كما قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم اعد حتى تكون فهو ان الانسان لا يفهمه. حتى تكون محبة فهو ان الانسان لا يكون مؤمنا كامل الايمان واجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي وغيرها فيحب وما امر به ويكره ما نهي عنه. يظهر لي ان الاولى ان تظبط فيحب ما امر به اذا السياق هنا في توضيح معنى هواه تبعا لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام قال حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الاوامر والنواهي وغيرها في حب ما امر به الظمير عائد على الرسول عليه الصلاة والسلام ويكره ما نهى عنا نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع. وذم سبحانه من كره ما احبه الله او احب ما كرهه الله كما قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحوط اعمالهم فالواجب على كل مؤمن ان يحب ما احبه الله محبة توجب له الاتيان بما اوجب عليه منه. فان زادت المحبة حتى اتى بما ندب اليه منه كان ذلك افضل. وهذا دليل على ان المحبة وهي عمل من اعمال القلوب تزيد وتنقص. وان اهل المحبة ليسوا فيها على رتبة واحدة بل متفاوتون فمن الناس من تزيد المحبة في قلبه زيادة اه تدعو الى فعل المندوبات والمستحبات والرغائب. ومنهم من تكون محبته اقل من ذلك يفعل بموجبها الواجبات. ويقتصر عليها. فالمحبة تزيد وتنقص واهلها ليسوا فيها على رتبة واحدة. نعم. قال رحمه الله تعالى فان زادت الكراهة حتى اوجبت الكف عما كرهه تنزيها كان ذلك فضلا. فمن احب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه اوجب ذلك له ان يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله. ويكره ما يكرهه الله ورسوله. فيرضى ما يرضى به الله ورسوله ويسخط ما يسخط الله ورسوله ويعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض. فان عمل فان عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك بان ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله وترك ما يحبه الله ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص محبته الواجبة فعليه ان يتوب من ذلك ويرجع الى تكميل المحبة الواجبة التي هي ركن العبادة اذا كملت نعم دل على نقص محبته الواجبة. وهذا يكون المرء به عرضة للعقوبة يعني قد قد يكون اصل المحبة باقي في القلب. قد يكون اصل المحبة باقي في القلب لكنها ناقصة ناقصة لو لو قويت في القلب اثمرت فيه الامتثال. لاوامر الله اوامر رسوله عليه الصلاة والسلام فاذا وجدت المعصية والمخالفة لامر الله مع وجوب هذا الذي امر الله به او حرمة هذا الذي نهى الله عنه وقدرة المرء على الامتثال وقدرته على الترك. ومع ذلك آآ يقع في المعصية فهذا لا شك دليل على نقص هذه المحبة. ويكون المرء بذلك عرضة ولهذا الرجل الذي جيء به الى النبي صلى الله عليه وسلم وجلد جلد في الخمر وقال النبي عليه الصلاة والسلام انه يحب الله ورسوله. انه يحب الله ورسوله. فالمحبة تكون موجودة في القلب لكن قد تنقص ووتضعف ويكون المرأة عرظة اه عرظة للعقوبة نعم. قال رحمه الله تعالى فجميع المعاصي تنشأ من تقديمها النفس على محبة الله ورسوله. وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه فقال تعالى فان لم يستجيبوا لك اعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. وكذلك البدع انما تنشأ من تقديم هوى على الشرع ولهذا سمي اهلها اهل الاهواء. وكذلك المعاصي انما تقع من تقديم الهوى على محبة الله ومحبة ما يحبه الله وكذلك حب الاشخاص الواجب فيه ان يكون تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فيجب على المؤمن محبة من يحبه الله من الملائكة والرسل والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين عموما. ولهذا كان من علامات حلاوة الايمان ولهذا كان من علامات وجوده حلاوة الايمان ان يحب المرء ان يحب المرء لهذا كان ولهذا كان من علامات وجوده حلاوة الايمان. ولهذا كان من علامات وجود حلاوة ولهذا كان من علامة وجود حلاوة الايمان ان يحب المرء لا يحبه الا لله. فتحرم موالاة اعداء الله ومن يكرهه الله عموما وبهذا يكون الدين كله لله. ومن احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصا في ايمانه الواجب فيجب من ذلك انتهى ملخصا. نعم وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك. ففيها حب الله الذي هو الاصل. وفيه حب من يحب وحب ما يحب. من يحب من الاشخاص وما يحب اي من الاعمال. وهذا فرع عن محبة الله نعم قال رحمه الله تعالى ومناسبة الحديث للترجمة بيان الفرق بين اهل الايمان واهل النفاق والمعاصي في اقوالهم وافعالهم واراداتهم. قال المصنف رحمه الله تعالى وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من خصومة فقال اليهودي نتحاكم الى محمد عرف انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم الى اليهود علمه انهم يأخذون الرشوة فاتفقا ان يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكم اليه فنزلت الم تر الى الذين يزعمون الاية وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الاخر الى كعب بن الاشرف ثم رفع الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر له احدهما القصة فقال للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف فقتله. قوله وقال الشعبي هو عامر بن شراحيل الكوفي عالم اهل زمانه وكان حافظا علامة ذا فنون كان يقول ما كتبت سوداء في بيضاء وادرك خلقا من الصحابة وعاش بضعا وثمانين سنة قاله الذهبي وفيما قاله الشعبي ما يبين ان المنافق يكون اشد كراهة لحكم الله ورسوله من اليهود والنصارى. ويكون اشد عداوة من هم لاهل الايمان كما هو الواقع في هذه الازمنة وقبلها من اعانة العدو على المسلمين. وحرصهم على اطفاء نور الاسلام والايمان ومن تدبر ما في التاريخ وما وقع منهم من الوقائع عرف ان هذا حال المنافقين قديما وحديثا قد حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من طاعتهم القرب منهم وحظه على جهادهم في مواضع من كتابه. قال تعالى يا ايها النبي جاهد سار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. وفي قصة عمر رضي الله عنه وقتله المنافق الذي طلب التحاكم ثم الى كعب ابن الاشرف اليهودي دليل على ان قتلي من اظهر الكفر دليل على قتل من اظهر الكفر والنفاق. وكان كعب بن الاشرف هذا شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان كعب بن الاشرف هذا شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم واذاه له واظهار عداوته. فانتقظ به عهده وحل به قتله. وروى مسلم في صحيحه عن عمرو قال سمعت جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب ابن الاشرف؟ فانه قد اذى الله ورسوله. قال محمد بن مسلمة يا رسول الله اتحب ان اقتله؟ قال نعم. قال اذن لي فلا اقل فلاقل. قال اذل لي؟ قال فاذن لي فلاقل قال قل فاتاه فقال له وذكر ما بينهما. وقال ان الرجل قد اراد صدقة وقد عنانا وقد عنانا فلما سمعه قال وايضا والله لتملن. قال انا قد اتبعناه الان ونكره ان ندعه حتى ننظر الى اي شيء يصير امره. قال وقد اردت ان قال وقد اردت ان تسلفني سلفا. قال فما فما ترهنني؟ قال ما تريده؟ قال ترهنني نسائكم ترهنني نسائكم؟ قال انت اجمل العرب؟ انرهنك نساءنا قال ترهنون ترهنوني اولادكم قال يسب ابن احدنا فيقال رهن في في وسقين من تمر ولكن نرهنك اللأمة. يعني السلاح. قال فنعم وواعده ان يأتيه بالحال وابي عبس بن جبر وعباد ابن بشر قال فجاءوا فدعوه فدعوه ليلا فنزل اليهم قال سفيان قال غير عمرو قالت له امرأته اني لاسمع صوتا كانه صوت دم. قال انما هذا محمد بن مسلمة ورظيعه وابو نائلة. ان الكريم لو دعي الى طعنة ليلا لاجاب. قال محمد اني اذا جاء فسوف امد يدي الى رأسه. فاذا استمكنت منه فدونكم قال فلما نزل نزل وهو متوشح فقالوا نجد منك ريح الطيب؟ قال نعم تحت فلانة اعطر نساء العرب. قال فتاذن لي ان اشم ومنه؟ قال نعم فشم فتناوله فتناول فشم ثم قال اتأذن لي ان اعود؟ قال فاستمكن من رأسه ثم قال دونكم قال فقتلوه. وفي قصة عمر بيان ان المنافق المغموس المغموس بالنفاق اذا اظهر نفاقه قتل في الصحيحين وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم انما ترك قتل من اظهر نفاقه منهم تأليفا للناس. فانه قال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحاب اصحابه. فصلوات الله وسلامه عليه. اورد المصنف رحمه الله في خاتمة فهذا الباب هاتين القصتين في معنى نزول الاية المتر الى الذين يزعمون والتي هي عنوان هذه الترجمة. فاورد ما رواه الشعبي ثم بما روي عن عمر وصدره بهذه الصيغة وقيل والقصتان في اسنادهما نظر ومن اهل العلم من قوى ما ورد في في ذلك كثرة الطرق مع ما فيها من ضعف هاتان القصتان فيه مشاهد للمعنى الذي قصد وهو ان كراهة المنافق كراهة المنافق للتحاكم الى شرع الله تبلغ في شدتها انها اعظم من كراهة اليهود والنصارى لشرع الله. فالمنافق في قلبه بغظ شديد لشرع الله والتحاكم. لشرع الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يرظون بالتحاكم الى الى شرع الله جل وعلا. والقصة الاخرى ان ان صحت نزلت في رجلين اه اختصما فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اخرمتنا ان تراه فالى كعب الاشرار. نترافع الى كعب الاشراف. فهذا من امارات النفاق. يعني قول آآ القائل نترافع الى كعب ابن الاشرف هذا من علامات النفاق. ولهذا قال الشارح اه في قتل عمر للمنافق الذي اه قتل عمر للمنافق الذي طلب التحاكم الى كعب ابن الاشرف وآآ ايضا قالوا في قصة عمر بيان ان المنافق المغموس بالنفاق. اذا اظهر نفاقه قتل من اظهاره نفاقه رفظا لحكم لحكم الله والتحاكم بشرع الله وتفظيله لغير ذلك القصة فيهما شاهد لهذا المعنى الذي دلت عليه الاية الكريمة التي صدر بها المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كل ولا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والسمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا