نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون الند المثل والنظير وجعل الند لله هو صرف انواع العبادة او شيء منها لغير الله كحال عبدة الاوثان الذين يعتقدون فيمن دعوه ورجوه انه ينفعهم ويدفع عنهم ويشفع لهم وهذه الاية في سياق قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره قال ابو العالية فلا قال ابو العالية في قوله فلا تجعلوا لله اندادا اي عدلاء شركاء. وهكذا قال الربيع ابن انس وقتادة والسدي وابو مالك واسماعيل ابن بخال وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. اي لا تشركوا بالله شيئا من الانداد التي لا تنفع ولا تضر وانتم تعلمون انه لا رب لكم يرزقكم غيره. وقد علمتم ان الذي يدعوكم الرسول اليه من توحيده هو الحق كل الذي لا شك فيه وكذلك قال قتادة عن قتادة ومجاهد في قوله فلا تجعلوا لله اندادا. قال اي كفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله اي اي اكفاء؟ قال اكفاء اكفاء جمع اكفاء جمع كثيف واكفاء جمع كفؤ قال اكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله. وقال ابن زيد الانداد الالهة التي جعلوها معه. وجعلوا لها مثل جعلوا له وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا تجعلوا لله اندادا قال اشباها. وقال مجاهد فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال تعلمون انه اله واحد في التوراة والانجيل. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون عقدها الامام المصنف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تحذيرا من اتخاذ الانداد والشركاء وبيان ما في ذلك من المنافاة للتوحيد واتخاذ الانداد تارة يكون بجعل الشركاء مع الله سبحانه وتعالى فيصرف لهم من الحق ما ليس الا لله او من الخصائص ما ليس الا لله تبارك وتعالى وهذا شرك اكبر ناقل من الملة وتارة يكون ذلك في اللفظ في لفظ المرء في الفاظ فيها هذا الاتخاذ للانداد ولهذا سيأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله ندا؟ وفي رواية عدلا لمن قال ما شاء الله وشئت وهذا من شرك الالفاظ وهو من الشرك الاصغر والسلف رحمهم الله تعالى كان من طريقتهم وقد مر نظير لذلك عند المصنف يستدلون بالايات الواردة في الشرك الاكبر تحذير من اهله يستدلون بها في التحذير من الشرك الاصغر لعموم دلالة الاية ولعموم تحذيرها من الشرك واتخاذ الانداد ولان كلا من الامرين من باب اتخاذ الانداد ولهذا سيعقد المصنف رحمه الله تعالى ابوابا عديدة ستأتي معنا كلها في شرك الالفاظ كلها في شرك الالفاظ المنافي لكمال التوحيد الواجب والذي هو من الشرك الاصغر وشرك الالفاظ بابه واسع جدا وكثير في السن الناس ولا سيما مع قلة العلم وضعف البصيرة وعدم العناية بمقام التوحيد وبابها العظيم ولهذا كان من عظيم نصح هذا المصنف شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه هذا المبارك كتاب التوحيد انعقد جملة من الابواب في التحذير من هذا النوع من الشرك هو شرك الالفاظ لان الشريعة كما انها جاءت العناية باصلاح العقيدة وتنقيتها وتصفيتها من كل شائبة ايضا جاءت بصيانة منطق الانسان ولسانه ولهذا لا يصلح ان يقال لم اقصد كذا بل يجب ان يصان اللفظ عن كل مخل عن كل مخالف عن كل لفظ مخل وكلمة مخالفة حتى وان لم يقصد ويقال له ان كنت تقصد فالامر اعظم وان لم تكن تقصد فهذا لفظ سيء يجب اجتنابه والشريعة جاءت صيانة الالفاظ وحفظها من كل الالفاظ السيئة ولا سيما ما كان من الالفاظ منافيا لمقام التوحيد ولهذا كما قلت كان من عظيم نصح هذا الامام انعقد ابوابا رحمه الله تعالى في التحذير من ذلك ولم يكن عقده لهذه الابواب على سبيل الحصر مما يقع في السن الناس نتمنى الالفاظ الشركية المخالفة والمنافية للتوحيد والقادحة فيه وانما عقد ابوابا ليدل بها على غيرها ويرشد بها الى ما سواها مما هو آآ مما هو مماثل لها ونظير لها من الالفاظ التي فيها منافاة للتوحيد وفيها قدح لقدح في قدح في التوحيد فعقد ابوابا عديدة رحمه الله تعالى تحذيرا منها آآ صدرها بهذه الترجمة فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا هذا اول نهي تراه وانت تقرأ المصحف من اوله كما ان قوله عز وجل في الاية التي قبل هذه الاية اعبدوا ربكم هذا اول امر تطالعه وانت تقرأ المصحف وبه تعلم ان اول امر في القرآن امر بالتوحيد اعبدوا الله واول نهي في القرآن نهي عن الشرك فلا تجعلوا لله اندادا فاول امر في القرآن امر بالتوحيد لان قوله اعبدوا ربكم هذا امر بالتوحيد فان كل امر في القرآن بالعبادة امر بالتوحيد اذ ان العبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد كما ان الصلاة لا تكون صلاة الا في الطهارة وكما انه يصح ان يقال فيما صلى بلا طهارة لم يصل فكذلك يصح ان يقال في من لم يخلص عبادته لله انه لم يعبد الله لان عبادة الله لا تكون الا بالتوحيد عبادة الله لا تكون الا بالتوحيد ومن هذا قول الله سبحانه ولا انتم عابدون ما اعبد. مع انهم يعبدون الله في جملة ما يعبدون لكنهم لم يخلصوا دينهم وعبادتهم لله فلم يكونوا بذلك من عباد الله وممن يعبدون الله سبحانه وتعالى لان المرء لا يكون عبدا لله الا اذا وحد الله واخلص دينه لله سبحانه وتعالى وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون جاء في سياق مبارك قرر فيه التوحيد وذكرت ابراهيمه ودلائله كما في قوله الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. هذه براهين بالتوحيد ودلائل على وجوب اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى فامر بالتوحيد اولا ثم ذكرت براهينه ثانيا ثم حذر ثالثا من اتخاذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فلا تجعلوا لله اندادا اي شركاء وانتم تعلمون اي انه لا خالق لكم غير الله. لا رب لكم الا الله لا مدبر لشؤونكم الا الله فاقراركم بانه وحده الخالق لا شريك له يستلزم ان تفردوه بالعبادة وان تخلصوا الدين له في قوله كما في قوله تعالى وانا ربكم فاعبدون اي ان تفرده بالربوبية استوجب ان يفرد وحده بالعبادة وان يخلص الدين له سبحانه وتعالى وقد نقل السارح رحمه الله نقولات عن بعض السلف في معنى قوله فلا تجعلوا لله اندادا وفي معنى قوله وانتم تعلمون اما قوله فلا تجعلوا لله اندادا اي شركاء شركاء لان الند هو الشريك المثيل ولهذا قال بعضهم اشباها وقال بعضهم اكفاء اكفاء يعني جمع كفؤ ولم يكن له كفوا احد اشباها وامثالا كما قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال فلا تضربوا لله الامثال فالند هو الشريك والمثيل والنظير والكفر والاية فيها نهي عن اتخاذ ذلك فلا تجعلوا لله اندادا اندادا اي في العبادة وانتم تعلمون اي انه لا رب لكم الا الله وهذا فيه دلالة على ان المشركين كانوا يقرون بالربوبية في في الاية دليل على ان المشركين كانوا يقرون بالربوبية انه لا رب الا الله وهذا هو معنى قوله ولا وانتم تعلمون. انظر الى قول ابن عباس في معنى الاية وقد ساقه المصنف قال وانتم تعلمون انه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد كان المشركون كذلك يعرفون انه لا يعرفون ويعلمون انه لا رب لهم يرزقهم غير الله يعرفون ذلك ويعلمونه لكنهم اتخذوا الانداد مع الله في العبادة زعما منهم انها تقربهم الى الله وتدنيهم زلفى منه سبحانه وتعالى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فاتخذوا الانداد لاجل ذلك فلهذا قال الله سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ففي الاية بيان ان المشركين كانوا يقرون بربوبية الله ويشركون في العبودية نظيرها قول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله هذا نظير ماذا؟ في الاية التي معنا وانتم تعلمون وانتم تعلمون اي انه لا رب لكم الا الله. فقوله ما يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا مدبرا الا وهم يشركون اي في العبادة باتخاذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى يصرفون لهم من العبادة والحقوق ما ليس الا لله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى وذكر حديثا في معنى هذه الاية الكريمة وهو ما في مسند الامام احمد عن الحارث الاشعري ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله امر يحيى بن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بهن وان يأمر بني اسرائيل الى ان يعملوا بهن وانه كاد ان يبطئ بها فقال فقال له عيسى عليه السلام انك قد امرت بخمس كلمات ان تعمل بهن وتأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن. فاما ان تبلغهن واما ان ابلغهن فقال يا اخي اني اخشى ان سبقتني ان اعذب او يخسف بي. قال فجمع يحيى ابن زكريا بني اسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله امرني بخمس كلمات ان اعمل بهن وامركم ان تعملوا بهن. اولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فان مثل ذلك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب او ورق فجعل يعمل ويؤدي الا غلته الى غير سيده فايكم يسره ان يكون عبده كذلك وان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وامركم بالصلاة فان الله ينصب وجهه لوجه لوجه عبده ما لم يلتفت فاذا صليتم فلا تلتفتوا وامركم بالصيام وامركم وامركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك. وان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وامركم بالصدقة فان فان مثل ذلك كمثل رجل اسره العدو فشدوا يديه الى عنقه دموه ليضربوا عنقه فقال لهم هل لكم ان افتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه بالقليل والكثير حتى فك نفسه وامركم بذكر الله تعالى كثيرا فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو صراعا في اثره في اثره فاتى حصنا حصينا فيه وان العبد وان العبد احصن ما يكون من الشيطان اذا كان في ذكر الله قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا امركم بخمس الله امرني بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة الجهاد في سبيل الله فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع الا ان يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قالوا يا رسول الله وان صلى وصام فقال وان صلى وصام وزعم انه مسلم فادعوا المسلمين باسمائهم بل بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله هذا حديث حسن والشاهد منه في هذه الاية قوله وان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وهذه الاية نعم هذا الحديث ساقه الشارح رحمه الله تعالى بطوله لا لان فيه معنى الاية وقول قول الله سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وذلك في قول يحيى ابن زكريا لقومه ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو التوحيد الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله برهانه ان الله خلقكم ورزقكم قال وان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا فان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوا ولا تشركوا به شيئا اي كما انه تفرد بذلك الخلق والرزق وانتم تعلمون تفرده بذلك فافردوه بالعبادة. واخلصوا الدين له جل وعلا فالاية نظير الحديث نظير الاية في قوله ان الله ان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوا ولا تشركوا به شيئا هذا نظير فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون انه لا خالق لكم وانتم تعلمون اي انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى هذا الحديث العظيم فيه اتفاق دعوة الانبياء على التوحيد وفيه ان التوحيد اول ما يبدأون به. لان هذه الوصايا الخمس صدرت بالدعوة الى التوحيد وهذا نظير ما في القرآن والسنة عند عندما تذكر الاوامر تبدأ بالتوحيد. وعندما تذكر النواهي تبدأ بالنهي عن الشرك وذلك ان اعظم ما امر به الله جل وعلا هو التوحيد واعظم ما نهى عنه هو الشرك بالله فمما اتفق عليه الانبياء اجمعين في دعوتهم البدء بالتوحيد قبل كل شيء البدء بالتوحيد قبل كل شيء ويحيى بن زكريا لما جمع قومه وحشدهم لسماع ما امره الله به من كلمات خمس بدأها توحيد الله سبحانه وتعالى وايضا دل هذا الحديث على عظم شأن ضرب الامثال في بيان امور الدين ولا سيما ما يتعلق بالتوحيد والعقيدة فان القرآن الكريم فيه اكثر من اربعين مثلا في تقرير ذلك وبيانه وقد دل هذا الحديث ان ضرب الامثال في تقرير التوحيد وبيان الدين من طرائق الانبياء في الدعوة الى الله من طرائق الانبياء في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وذلك ان شأن الامثال في تقليد المعاني وتوظيحها شأن عظيم لان المثل يجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة المشاهدة انظر مثلا في فهمك للايمان وبيانه قول قول الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها يعني اذا اردت ان تعرف الايمان باصوله وفروعه وثماره انظر الى النخلة امامك النخلة انظر اليها وشاهدها تعرفك بالايمان فالنخلة مثال محسوس تراه بعينك يعرفك الايمان الذي هو امر معنوي يقوم بالمؤمن فالامثال من شأنها انها تجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة المعاينة المشاهدة انظر هنا هذا المثل العجيب في تقرير التوحيد والتحذير من الشرك قال ان تعبدوا الله ولا تشركوا بي شيئا. فان مثل ذلك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له اشترى عبدا اي رقيقا من خالص ما له بذهب او ورق يعني باغلى الاثمان اشتراه من خالص ما له باغلى الاثمان هذا المراد بقوله بذهب او ورق يعني باغلى الاثمان ما اشتراه بشيء رخيص. وانما بثمن غال فجاء ليعمل اي هذا العبد الذي اشتراه آآ سيده من خالص ما له باغلى الاثمان جعل هذا العبد يعمل ويؤدي غلته الى غير سيده يعمل ويؤدي غلته الى غير سيده يعني تصوروا حال عبد رقيق اشتراه سيدة باغلى الاثمان بالذهب والورق حتى تكون منافع هذا العبد لهذا السيد الذي لسيده هذا الذي اشتراه ثم لما جاء عنده هذا العبد اصبح يشتغل ويعمل وكل ما جاءت غلة ذهب الى بها الى شخص اخر غير سيده كيف تكون حال مثل هذا في في مرأى الناس قال فجعل يعمل ويؤدي غلة الى غير سيده. فايكم يسره ان يكون عبده كذلك ايكم يسره ان يكون عبدا كذلك؟ من من الناس يسر ان يشتري عبدا بخالص آآ ماله باغلى ثمن ثم يأتي هذا العبد ويعمل ويعمل ويعمل وكل ما اجتمعت غلة ذهب واعطاها غير سيدة. من يسره ان يكون عبده كذلك هذا مثل لبيان يعني قبح الشرك فهذا العبد الله الذي خلقه واوجده وامده بالرزق ومده بالصحة وامده بالعافية وامده بالمال ثم من عجيب امر هذا العبد مع علمه ان الذي خلقه هو الله وان الذي يرزقه هو الله يا من عجيب امره انه اذا اراد ان يعبد ويتذلل ويخضع صرف عبادته وتذلله الى غير من خلقه فهذا في القبح مثل ما تقدم بل هو اشنع واقبح والامثلة المراد منها تقريب المعاني هذا هو المراد تقريب المعاني وتوظيحها فهذا فيه بيان قبح الشرك وانه من اقبح ما يكون كيف يكون حال هذا الانسان؟ الله بخلقه ورزقه ثم يتجه في تعبده الى بغير خالقه وسيده ومولاه سبحانه وتعالى قال فايكم يسره ان يكون؟ عبده كذلك؟ وان الله خلقكم ورزقكم وان الله خلقكم ورزقهم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا كما انه وحده الذي تفرد بالخلق والرزق فالواجب ان يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة ثم ذكر من بعد ذلك في الحديث الامر بالصلاة والامر بالصيام والامر بالصدقة والامر بالذكر والاكثار من ذكر الله وفي كل يذكر اه مثالا يوضح هذه الحقائق الدينية العظيمة على كل الشاهد من الحديث هو هذا قوله وان الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا. نعم قال رحمه الله تعالى وهذه الاية دالة على توحيد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له قد استدل بها كثير من المفسرين على وجود الصانع وهي دالة على ذلك بطريق الاولى والايات وهذه الاية وهذه الاية دالة على توحيد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له وقد استدل بها كثير من المفسرين على وجود الصانع وهي دالة على ذلك بطريق الاولى والايات في القرآن الدالة على هذا المقام كثيرة جدا. وسئل ابو نواس عن ذلك فانشد هذه الابيات شعرا تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين فاترات باحداق هي الذهب السبيك على قطب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك وقال ابن المعتز فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد؟ وفي كل شيء وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد يعني ان ان مخلوقات الله من سماء وارض شمس وقمر وليل ونهار وجبال واشجار وبحار وانهار الى غير ذلك من مخلوقات الله العظيمة واياته العجيبة هذه كلها براهين وايات على وحدانية الله ووجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة في كل شيء له اية تدل على عظمته وكمال قدرته وعظيم تدبيره وانه سبحانه وتعالى الذي يجب ان يفرد بالعبادة وان يخص جل وعلا بالذل والخضوع والا يجعل معه تبارك وتعالى الشركاء والانداد ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى اثرا عن ابن عباس نكتفي الان بسماع الاثر ثم نأخذ غدا الاثر التعليق عليه نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفات سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول والله وحياتك يا فلانة اياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتانا اللصوص ولولا البط في الدار لاتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك رواه ابن ابي حاتم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسامين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ام لها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا