الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء فيمن لم يقنع بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم من حلف بالله فليصدق. ومن له بالله فليرضى ومن لم يرضى فليس من الله. رواه ابن ماجه بسند حسن قوله لا تحلفوا بابائكم تقدم النهي عن الحلف بغير الله عموما. وقوله من حلف بالله فليصدق هذا مما اوجبه الله تعالى على عباده وحظهم عليه في كتابه. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال على والصادقين والصادقات. وقال تعالى فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم وهو وهو حال اهل البر كما قال تعالى اهل وهو حال اهل البر كما اهل البر كما قال تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله اصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله اي ما جاء في ذلك من الوعيد حيث يأتي معنا في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم فليس من الله وهذا من نصوص الوعيد والتهديد ليس من الله اي في شيء من نيل محبته ورضوانه ومثوبته والنجاة من سخطه تبارك وتعالى وعقوبته وهذا من الوعيد الذي جعل لمن لم يقنع بالحلف بالله. ومعنى لم يقنع اي لم يرظى. يحلف له بالله فلا يرضى ولا يقبل من حاله وهذا وهذا لعدم للقبول للحلف بالله سبحانه وتعالى من نقص التعظيم لله جل وعلا. من نقص التعظيم لله عز وجل. لان من يعظم الله جل وعلا وعمر قلبه بتعظيم الله جل وعلا فانه يقنع اذا حلف له بالله تعظيما لله فمن لم يقنع بالحلف بالله فهذا من نقص تعظيمه لله جل وعلا من نقص تعظيمه للمحلوف به المعظم لان الحلف للتعظيم فمن لم يقنع بالحلف بالله فهذا من نقص تعظيمه لله جل وعلا. وهذا فيه منافاة للتوحيد الواجب ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان ذلك والتحذير منه عدم الرضا الحلف بالله او بمن حلف بالله او حلف له بالله يتناول من اتجهت اليه اليمين عند القاضي وعند الفصل في الخصومات والمنازعات ويتناول ايضا ما هو اعم من ذلك في حلف الناس بعضهم لبعض في تأكيد الامور التي بينهم وتثبيتها ويستثنى من ذلك من عرف من الناس بالفجور والكذب وعدم التعظيم لله سبحانه وتعالى وان يحلف بالله وهو كاذب ولا يبالي من عرف بهذا الفجور وهذا الكذب فان عدم الرضا قوله وان حلف بالله سبحانه وتعالى مبني مبني على المعرفة بفجور الرجل وكذبه وعدم تعظيمه لله سبحانه وتعالى وهذا المعنى مستفاد من الحديث نفسه الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى على ما سيأتي بيان ذلك اورد رحمه الله في هذه الترجمة حديث ابن عمر عند ابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بابائكم لا تحلفوا بابائكم نهي عن الحلف بالاباء. والحلف بالاباء حلف بغير الله والحلف بغير الله كما تقدم معنا في الترجمة السابقة شرك من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك قال من حلف بالله فليصدق من حلف بالله يعني اول حديث نهي عن الحلف بغير الله ثم نهي عن الحلف بغير الله وقصر الحلف بالله سبحانه وتعالى فلا يحلف الا به ثم تنبيه للحالف بالله سبحانه وتعالى الا يحلف بالله الا وهو صادق الا يحلف بالله الا وهو صادق فان حلف بغير الله وهو غير صادق فهذا من ضعف ونقص تعظيمه لله. وهذا مناف للتوحيد الواجب فان من تعظيم الله سبحانه وتعالى الا يحلف بها الحالف الا وهو صادق فان حلف بالله جل وعلا وغير صادق فيما يقول فهذا من نقص التعظيم عنده لربه سبحانه وتعالى قال ومن حلف له بالله فليرضى فليرضى اي بما حلف عليه الحالف من تثبيت قول او تأكيد امر او نفي امر او غير ذلك من حلف له بالله فليرضى فليرضى بما قيل له او اخبر به او نفي او نحو ذلك فليرضى بذلك ومن حلف له بالله فليرضى. وهذا الرضا مبناه التعظيم لله هذا الرضا مبنى التعظيم لله المحلوف به سبحانه وتعالى. فان من تعظيم الله عز وجل ان المرء اذا له بالله عليه ان يرضى بهذا الامر تعظيما لله جل وعلا. قال ومن لم يرضى فليس من الله ومن لم يرظى فليس من الله وهذا من الوعيد وهذا من الوعيد ولا يقال ليس منا وليس من الله الا فيما هو كبير كما هو او كما هي القاعدة المعروفة في ذلك. وقد مر معنا كلام للسارح حول هذا المعنى فهذا يدل على ان الامر ليس بالهين وذلك لما في هذا الامر من منافاة التوحيد الواجب وقدح في التوحيد الواجب ودلالة على نقص وظعف فيه والا فمن عظم الله سبحانه وتعالى ووقره جل في علاه ما لكم لا ترجون لله وقارا عظمه حق تعظيمه فانه اذا حلف له بالله رضي وقبل وقنع قال ومن لم يرظى فليس من الله في شيء اورد الشارح رحمه الله ايات في الصدق وان الله اوجب على عباده ان يكونوا من الصادقين وهذا الوجوب للصدق في الحديث حتى وان لم يحلف المرء فانه يجب ان يكون صادقا في حديثه فكيف اذا حلف حتى وان لم يحلف يجب ان يكون صادقا وان يتقي الله في حديثه. وان يكون مع الصادقين لا يكذب بدون حلف فكيف اذا حلف لا شك ان الامر اعظم والمقام اكبر اذا كان المؤمن لا يجوز له ان يكذب لا يجوز له ان يكذب في في حديثه وان يكون صادقا في حديثه بدون حلف فكيف لو حلف على ذلك؟ ومقام الحلف مقام تعظيم بالمحلوف به وهو الله سبحانه وتعالى ومن الايات التي اوردها الاية التي ذكر رحمه الله تعالى ان فيها بيانا لحال اهل البر وهي تعرف عند العلماء باية البر. لان الله سبحانه وتعالى ذكر فيها حال اهل البر وآآ صفاتهم وختمها جل في علاه بقوله اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فعلم من ذلك ان الصدق بمعناه الاعم يتناول لزوم الدين كله عقيدة وعبادة وهذا مقام الصادقين ولهذا ذكر الله جل وعلا في اول هذه الاية الاعتقاد واصول الايمان ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وختم الاية بشرائع الاسلام واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس فذكر في الاية سبحانه وتعالى امرين العقيدة والشريعة العلم والعمل ذكرهما معا وختم ذلك بقوله اولئك اي اهل هذه الاوصاف عقيدة وسريعة علما وعملا اولئك اي اهل هذه الاوصاف الذين صدقوا فالصادق هو الذي يعمل بشرع الله عقيدة وعبادة هذا هو الصادق مع الله وهذا هو الصدق مع الله واهله هم الصادقون مع الله تبارك وتعالى فمن صدقهم معه ان لزموا شرعه ودينه وحفظوا وحافظوا على ما امروا ما امروا به من اعمال الدين وعقائد الدين والاية تدل على ان البر يشمل الدين كله البر وصفا جامع يشمل الدين كله عقيدة وسريعة نعم قال رحمه الله تعالى وقوله ومن حلف له بالله فليرضى ومن لم يرضى فليس من الله اما اذا لم يكن له بحكم اما اذا لم يكن له بحكم الشريعة على خصمه الا اليمين فاحلفه. فلا ريب انه يجب عليه الرضا واما اذا كان فيما يجري بين الناس مما قد يقع في الاعتذارات من بعضهم لبعض ونحو ذلك. فهذا من حق المسلم على المسلم ان يقبل منه اذا حلف فله معتذرا او متبرأ من تهمة ومن حقه عليه ان يحسن به الظن اذا لم يتبين خلافه كما في الاثر عن عمر رضي الله عنه ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك شرا وانت تجد لها في الخير محملا. نعم يعني قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من حلف له بالله فليرضى يتناول ما اشار اليه الشارح رحمه الله تعالى اه اولا فيما اذا توجهت اليمين للشخص في مجلس القضاء في اثبات امر او التبري من امر واتجهت اليه اليمين بذلك فان على خصمه ان يقنع باليمين التي التي اتجهت الى خصمه ان يقنع بذلك فاذا حلف فلا ريب انه يجب عليه الرضا وان لم يرظى فليس من الله في شيء لان هذا حكم الله. هذا حكم الله وان يحلف الخصم مثبتا او نافيا فيما اتهم به فاذا حلف وكانت اليمين قد اتجهت اليه فان على الخصم خصمه الاخر ان يرظى ان يرظى بحلفه بالله فان لم يرظى فليس من الله في شيء وتتناول ايضا الاية ويتناول ايضا الحديث بعمومه ما هو اعم من ما يكون في مجلس القضاء او عند القاضي او الحاكم يتناول ما هو اعم من ذلك وهو ما يكون بين الناس فيما يجري بينهم من حلف بتثبيت امر او تأكيد امر او نفي امر او نحو ذلك فان من التعظيم لله سبحانه وتعالى ان يرظى ما حلف بالله سبحانه وتعالى لتأكيده او نفيه او نحو ذلك يستثنى من ذلك ما اشار اليه السارح رحمه الله بقوله اذا لم يتبين اذا لم يتبين خلافه اذا لم يتبين خلافه بمعنى ان فالشخص ان عرف بالكذب والفجور والخصومة والفجور في الخصومة الحلف بالله مع عدم المبالاة عرف بذلك فان لم يرظى قوله او لم يقبل قوله بناء على ما عرف به من فجور وكذب فان هذا لا يتنافى مع الحديث فان هذا ما لا يتنافى مع الحديث. لان اول حديث اول الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بالله فليصدق بل من حلف بالله فليصدق فاذا كان عرف من شخص انه يحلف بالله ولا يبالي ولا يصدق عرف منه ذلك وجرب في هذا الامر. نعم عرف منه ذلك عرف منه الفجور والكذب وانه يحلف ولا يصدق فمثل هذا اذا رد كلامه ولم يقبل وان حلف لا يكون الرد لعدم تعظيم للمحلوف به وانما الرد لما عرف من حال هذا الرجل من فجور وكذب نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من التواضع والالفة يدخل يدخل ايضا ففي قوله ومن لم يرظى فليس من الله في شيء اذا حلف للمرء ولم يرظى يدخل في ذلك بل هو اشد ما يصنع بعض الناس اذا حلف له بالله يقول لا احلف بالطلاق نعم. مثلا احلف بالطلاق او قل لا ما اقبل قل علي الطلاق هذا ما عظم الله هذا اشد هذا ما عظم الله سبحانه وتعالى ما عظم الله سبحانه وتعالى عندما يحلف له الرجل بالله فيقول لا انا ما اقبل احلف بالطلاق او قل علي الطلاق او نحو ذلك من الامور الاخرى التي يترك فيها اليمين بالله سبحانه وتعالى ويصير الى آآ اشياء اخرى من هذا القبيل؟ واشد من ذلك وانكى ما يوجد عند اه اه ظلال الطرقية المتصوفة اذا حلف بالله له بالله لا يقنع يقول لا احلف لي بالوليد حلف لي بالولي واذا حلف له بالولي قنع اذا حلف لهم بالله لم يقنع فهذا تعظيم الاولياء اشد من تعظيم الله اشد من تعظيم الله وهذا داخل في نوع من العبودية الناقلة من الملة لان هذا التعظيم مبني على او اه هذا التعظيم مبني على آآ تعبد في في قلوب هؤلاء وتذلل الاولياء مما لا يجوز صرفه الا لله سبحانه وتعالى وما كان من ذلك فهو من الشرك الاكبر الناقل من الملة اضافة الى ما يعتقده هؤلاء في الاولياء من انهم يعلمون ويطلعون يعرفون ما يكون بين الناس مثل ما ذكر في احد الكتب ان شخصا حلف على امر شخصا من هؤلاء حلف على امر بالله فحلف ثم حلف من بعد ذلك بولي من الاولياء فحلف ايضا فغضب احد الحاضرين وقال له تحلف بالولي الفلاني وانت تعلم انه يعلم انك كاذب لما حلف له بالله ما قال شيء لما حلف له بالله لم يقل شيئا ولما حلف بالولي قال تحلف بالولي الفلاني وانت تعلم انه يعلم انك كاذب انظر هذا التعظيم للاولياء الذي صار عند هؤلاء اشد من التعظيم لله سبحانه وتعالى فاين من كان كانت هذه حاله من الاسلام ليس من الاسلام في شيء نعم قال رحمه الله تعالى وفيه من التواضع والالفة والمحبة وغير ذلك من المصالح التي يحبها الله تعالى ما لا يخفى على من له فهم وذلك من اسباب اجتماع القلوب على طاعة الله. ثم انه يدخل في حسن في حسن الخلق الذي هو اثقل ما يوضع في ميزان العبد. كما في وهو من مكارم الاخلاق نعم يعني هذا الذي جاء في هذا الحديث فيه معاني اخرى عظيمة من اداب الشريعة وكمالها ومن محاسن الاخلاق وجميلها ومن موجباتها الالفة والمحبة والتآخي بين آآ المسلمين هذه كلها معالي آآ يدل عليها هذا الحديث ويحققها العمل به نعم قال رحمه الله تعالى فتأمل ايها الناصح لنفسه ما يصلحك مع الله تعالى من القيام بحقوقه وحقوق عباده وادخال السرور على المسلمين وترك الانقباض عنهم والترفع عليهم فان فيه من الضرر ما لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال وبسط هذه الامور وذكر ما ورد فيها مذكور في كتب الادب وغيرها. فمن رزق ذلك والعمل به والعمل بما ينبغي العمل به منه وترك ما يجب تركه من ذلك دل على وفور دينه وكمال عقله. والله الموفق المعين لعبده الضعيف المسكين والله اعلم. قوله فمن رزق ذلك والعمل بما ينبغي العمل به منه وترك ما يجب تركه من ذلك لان باب الاداب والاخلاق في الشريعة وهو باب واسع وعظيم جدا ويدل على كمال هذه الشريعة وحسنها وجمالها فان باب الاخلاق فيه باب فعل وباب ترك والاخلاق فيها محاسن ومساوئ هناك اخلاق حسنة دعت الشريعة للزومها والمحافظة عليها واخلاق سيئة. جاءت الشريعة بذمها والتحذير منها والعبد مطلوب منه ان يعمل بما ينبغي العمل به منه اي من ذلك وترك ما يجب تركه من ذلك وفي الدعاء المأثور وهو ختم هذا المجلس اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا لا يصرف عنا سيئها الا انت. نفعنا الله اجمعين بما علمنا. وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء اي منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا ورا همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا