الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ويقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب من سب الدهر فقد اذى الله وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. في صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسب الدهر فان الله هو الدهر. قال العماد ابن كثير رحمه الله على في تفسيره يخبر تعالى عن دهرية الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في انكار المعاد. وقالوا ما هي الا الدنيا نموت ونحيا ما ثم الا هذه الدار يموت قوم ويعيش اخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشرك العرب المنكرون للميعاد ويقوله الفلاسفة الالهيون ويقوله الفلاسفة الالهيون منهم وهم ينكرون البداءة والرجعة. وتقوله الفلاسفة الدهرية المنكرون للصانع. المعتقدون ان في كل ستة وثلاثين الف سنة يعود كل شيء الى ما كان عليه. وزعموا ان هذا قد تكرر مرات لا تتناهى. فكابر معقول وكذبوا المنقول ولهذا قالوا وما يهلكنا الا الدهر. قال سبحانه وتعالى وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون ان يتوهمون ويتخيلون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى على اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة باب من طب الدهر فقد اذى الله. الدهر هو الزمان وهو العصر. وهو تقلب الليل والنهار فالساعة دهر واليوم والشهر والسنة واللحظة والدقيقة كل ذلك من الدهر واجزاء منه. فمن سب شيئا من ذلك فقد اذى الله وهذا يتنافى مع التوحيد الواجب. ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتابه التوحيد والواجب على العبد ان يكون في اشد ما يكون من الحذر فيما يقدح في توحيده وسب الدهر سب ما لا يملك شيئا الدهر مقلد بتقليب الله له ومدبر بتدبير الله سبحانه وتعالى له. وكل ما يقع في الدهر من امور لا يملك من تصريفها شيئا لا يملك الدهر من تصريفها شيئا فالامر الله وبتقريبه جل في علاه. فمن سب الدهر وهو لا يملك شيئا فكأنما سب مقلب الدهر. وهذا وجه كون سب الدهر فيه هذا المعنى الذي جاء في الحديث يؤذيني ابن ادم فالدهر مقلب والذي يقلب الدهر هو الله فسبوا المقلب الذي لا يملك من تقليبه شيء سب لمقلبه جل في علاه سب لمقلبه جل في علاه. ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتابه التوحيد لما في سب الدهر من منافاة للتوحيد الواجب. نعم قال رحمه الله تعالى فاما الحديث الذي اخرجه صاحب الصحيح وابو داود والنسائي من رواية سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسبني الدهر وانا الدهر بيد الامر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسب الدهر فان الله هو الدهر. وفي رواية لا يقول ابن ادم يا خيبة الدهر فاني انا الدهر ارسل الليل والنهار فاذا شئت قبضتهما انتهى قال في شرح السنة حديث متفق على صحته اخرجاه من طريق معمر من اوجه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ومعنى ان العرب كانت من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل لانهم كانوا ينسبون اليه ما يصيبهم من المصائب كاره فيقولون اصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر. فاذا اضافوا الى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فكان مرجع سبها الى الله عز وجل اذ هو الفاعل في الحقيقة للامور التي يصنعونها فنهوا عن سب الدهر انتهى انتهى باختصار نعم يعني هذا الان معنا قول في قوله جل وعلا في هذا الحديث القدسي يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. وانا دهر اقلب الليل والنهار. فقوله سبحانه وتعالى في هذا الحديث يؤذيني ابن ادم يسب دهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وهذا معناه ان الدهر آآ مفعول فيه ليس له من الامر شيء وهو ساعات او ايام او شهور او اعوام او غير ذلك. فمن سب شيء من هذا فمن سب شيئا من هذا الزمان او العصر او الدهر فقد سب آآ سب رب العالمين. لان الدهر لا يملك من امره شيئا. وانما الذي بيده الامر والذي يقلب الليل والنهار هو الله سبحانه وتعالى. وقوله انا الدهر الاظافة هنا الى الله سبحانه وتعالى ليس اضافة وصف ولا اضافة اسم لان الدهر من مخلوقات الله ولهذا جاء التوضيح في الحديث نفسه قال اقلب الليل والنهار. وقد اخطأ خطأ فادحا من عد الدهر باسماء الله لان لان اسماء الله تبارك وتعالى كلها اعلام واوصاف اعلام قاف اعلام باعتبار دلالتها على الذات واوصاف باعتبار دلالتها على المعاني القائمة بالذات فمثلا سميع يدل على صفة السمع الرحيم الرحمة العليم العلم الحكيم الحكمة العزيز العزة الدهر ما هي الصفة التي تثبت من من هذا الاسم فهذا ليس من اسماء الله ليس من اسماء الله تبارك وتعالى وانما اظافته الى الله مبينة في الحديث نفسه قال انا الدهر اقلب الليل والنهار. انا الدهر اقلب الليل والنهار اي ان تقليب الليل والنهار انما هو بيد الله. وبتدبير الله وتسخيره سبحانه وتعالى. فمن سب الدهر المقلب الذي لا يملك من الامر شيء فكأنما سب مقلبه جل في علاه اسب الدهر يكون فيها يكون باي كلمة فيها شتم له او تقبيح مثل مثلا شخص يقول يعني قاتل الله هذه الساعة او هذا اليوم او قبح الله هذا اليوم او يشتم ويلعن اليوم او الساعة او الدقيقة او اللحظة او الحزة او كل ما دل على هذا المعنى كل ما دل على هذا المعنى من الايام او الليالي او الشهور او اجزاء الوقت اليسيرة من سب شيئا من ذلك او قبح او شتم ما او لعنه او نحو ذلك فقد سب الدهر ومن سب الدهر فقد اذى الله. وفي هذا منافاة للتوحيد الواجب نعم. قال رحمه الله تعالى وقد اورده ابن جرير بسياق غريب جدا بهذا الطريق قال كان اهل الجاهلية يقولون انما يهلكنا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا فقال الله عز وجل في كتابه وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. ويسبون الدهر. فقال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيد الامر. اقلب الليل والنهار. وكذا رواه ابن ابي حاتم عن احمد ابن منصور عن شريح بن النعمان عن ابن عن ابن عيينة مثله. ثم روى عن يونس عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن ابي عن ابن ابي عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقول الله تعالى يسب ابن ادم الدهر وانا الدهر بيدي الليل والنهار. واخرجه صاحب الصحيح والنسائي من حديث يونس ابن يزيد به وقال محمد بن اسحاق عن العلاء بن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل استقرظت عبدي فلم يعطني وسبني عبدي يقول ودهراه وانا الدهر. قال الشافعي وابو عبيد وغيرهما من الائمة في تفسير قوله لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. كانت العرب في جاهليتها اذا اصابهم شدة او بلاء او ملامة قالوا يا خيبة الدهر فيسندون تلك الافعال الى الدهر ويسبونه وانما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم انما سبوا الله سبحانه وتعالى لانه فاعل ذلك في الحقيقة. فلهذا نهي عن سب الدهر بهذا الاعتبار لان الله هو الذي يعنونه ويسندون اليه تلك الافعال. هذا احسن ما قيل في تفسيره وهذا المراد والله اعلم نعم هذا احسن ما قيل في تفسيره هذا احسن ما قيل في تفسيره في تفسير الحديث لا تسبوا الدهر فانا الدهر او فان الله هو الدهر اقلب او يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر او هذا الحديث لا يسب الدهر فان الله هو الدهر. فان الله هو الدهر لان المعنى مفسر في الحديث نفسه. المعنى مفسر في الحديث نفسه قال اقلب الليل والنهار. فالدهر هو تقلب الليل والنهار. والذي يقلب الليل والنهار هو والله فمن سب المقلب الذي هو الليل والنهار والذي لا يملك من هذا التقليب شيئا فقد سب مقلبه وهذا فيه من المنافاة للتوحيد ما لا يخفى. وقوله كانت العرب في جاهليتها تقول ذلك ينبغي ان يستحضر معه حتى يعمل العبد على التوقي والحذر قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعون يبيعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا. ولهذا من يقع منه مثل ذلك من سب للدهر او اي جزء من اجزاءه من دقيقة او ساعة او لحظة او حزة او ثانية او نحو ذلك بشتم او لعن او تقبيح او غير ذلك فانه فيه خصلة من خصال الجاهلية متشبه بهم في هذه الجاهلية. ومتبع في هذا الامر لسنن الجاهلية نعم. قال رحمه الله وتعالى وقد غلط ابن حزم ومن نحى نحوه من الظاهرية في عده من الدهر من الاسماء الحسنى اخذا من هذا الحديث. انتهى نعم اسم جامد اسماء الله تبارك وتعالى على ما وصاف. واسماء الله اعلام واوصاف. نعم قال رحمه الله تعالى وقد تبين معناه في الحديث بقوله اقلب الليل والنهار وتقليبه تصرفه تعالى فيما يحبه الناس يكرهون وفي هذا الحديث زيادة لم يذكرها المصنف رحمه الله تعالى وهي قوله بيد الامر. نعم يعني قوله الدهر اذا قيل ان الدهر ليس من اسماء الله فما معناه؟ ما معنى قوله وانا الدهر؟ ان الله هو الدهر ما معنى ذلك قال اه معناه في الحديث قال معناه في الحديث لقوله اقلب الليل والنهار هذا هو معناه اقلب الليل والنهار فمعنى قوله انا الدهر معنى ذلك اقلب الليل والنهار اي ان تقلب الليل والنهار انما هو امر بيد الله مثل ما جاء في الرواية الاخرى التي اشار اليها قال بيدي الامر نعم قال رحمه الله الا قوله وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. معنى هذه الرواية هو ما صرح به في الحديث. من قوله وانا الدهر الليل والنهار يعني ان ما يجري فيه من خير وشر بارادة الله وتدبيره بعلم منه تعالى وحكمة لا يشاركه في غيره ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فالواجب عند ذلك حمده في الحالتين وحسن الظن به سبحانه وبحمده والرجوع اليه بالتوبة والانابة. كما قال الله تعالى وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. وقال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. نعم يعني قوله قوله حمده في الحالتين الحالتين اي حالة الرخاء والشدة فالله يحمد في الرخاء والشدة وآآ سبحانه وتعالى على كل حال يحمد سبحانه وتعالى على كل حال نعم. قال رحمه الله تعالى نسبة الفعل الى الدهر ومسبته كثير في اشعار المولدين. كابن المعتز والمتنبي وغيرهما. وليس منه وصف السنين الشدة ونحو ذلك لقوله تعالى ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد. قال بعض الشعراء ان الليالي من مهولة تطوى وتنشر مثلها مثلها مثل قول الله عز وجل في يوم نحس في ايام نحسات يعني هذا اه اخبار من الله سبحانه وتعالى بواقع الحال هؤلاء الكفار والمشركين وان هذه الايام او ذلك اليوم كان بهذا الوصف في حقهم لما فيه من اه السخط والعقوبة وحلول النقمة نعم قال رحمه الله تعالى قال بعض الشعراء ان الليالي من الزمان مهولة تطوى وتنشر بينها الاعمار فقصارهن مع عن هموم طويلة وطوالهن مع السرور قصار. وقول ابي تمام اعوام وصل كاد ينصت كاد ينسي طيبها ذكر النوى فكأنها ايام ذكر النوى يعني التفرق. اعوام وصل كاد ينسي طيبها ذكر النوى اي التفرق يعني ايام حلوة جميلة كاد طيبها ينسي ايام تفرق نعم. ثم انبرت فكأنها ايام اي من حلاوتها مرت سريعا. كانها ايام مع انها اعوام نعم. ثم انبرت ايام هجر اعقبت نحو اسا فكأنها اعوام. ثم انقضت كالسنون واهلها فكأنها وكانهم احلام. يعني هذه الابيات مثل البيت الاخير في اللي آآ في البيتين الذين قبله قال فقصارهن مع الهموم طويلة. وطوالهن مع السرور قصار ففي البيت الذي بعده قال اعوام وصل مرت كأنها ايام لحلاوتها ما فيها من السرور والايام التي فيها الهموم والغموم تكون طويلة على المرء ثم انبرت ايام هجر اعقبت نحو اسى فكأنها اعوام ونسأل الله عز وجل بمنه وكرمه وفضله ان يعمر ايامنا واوقاتنا والبركة والسعادة والهناءة والطاعة والايمان وان يختم ايامنا وليالينا في هذه الحياة بخير ختام ان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكيها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا