الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب بقاضي القضاة ونحوه ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة اشارة الى النهي عن التسمي بقاضي القضاة قياسا على ما في حديث الباب لكونه يشبهه في المعنى فينهى عنه قال رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخنع اسمي عند الله رجل تسمى ملك الاملاك لا مالك الا الله. قال سفيان مثل شاه شاه لان هذا اللفظ انما يصدق على الله تعالى فهو ملك الاملاك لا ملك اعظم ولا اكبر منه. ما لك الملك ذو الجلال الاكرام وكل ملك يؤتيه الله من يشاء من عباده فهو عارية يسرع رد جزية فهو عارية يسرع ردها الى المعير وهو الله تعالى ينزع الملك من من ملكه تارة وينزع الملك منه تارة فيصير لا حقيقة له سوى من زال مسماه. واما رب العالمين فملكه دائم كامل لا انتهاء له. بيده القسط يخفضه ويحفظ على عباده اعمالهم بعلمه سبحانه وتعالى. وما تكتبه الحفظة عليهم فيجازي كل عامل بعمله ان خيرا فخير وان شر فشر. كما ورد في الحديث اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الامر كله. اسألك من الخير كله واعوذ بك من الشر كله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة اين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب التسمي بقاضي القضاة ونحو اي حكم هذه التسمية هو بيان ما فيها من منافاة للتوحيد وان مثل هذه التسمية من اخنع الاسماء واحقرها واوضعها وان عقوبة من يسمى بها وهو راض بهذه التسمية او يتسمى بها يسمي نفسه بها عقوبة ان يجازى من جنس عمله وان يعاقب بنقيض قصده. لانه اراد لنفسه هذا الاسم علوا فوظعه الله سبحانه وتعالى وكان وكان اسمه بهذه المثابة اخنع اسم اي اوضع اسم واذا كان هذا حال الاسم فكيف بحال صاحبه الذي تسمى به فهو من اوضاع العباد احقرهم لتسميه بهذا الاسم او لقبوله ورضاه بان يسمى بهذا الاسم وتوحيد الله سبحانه وتعالى يتطلب من العبد تعظيم الله جل وعلا. ولزوم الادب معه والا يضاف شيء من خصائص الله سبحانه وتعالى لغيره عز وجل حتى وان لم يقصد المرء ذلك بقلبه ان يسوي غير الله بالله. وانما اراد لفظة يعظم بها شخصا او يثني بها عليه او يطريه بها ولم يقصد حقيقة تسويته بالله سبحانه وتعالى فان عمله هذا مناف لي التوحيد الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده وقوله بقاضي القضاة ونحوه اي نحو هذه اللفظة مثل آآ مثل حاكم الحكام ومثل سيد السادات او السادة ومثل ملك الملوك ونحو هذه العبارات. ونحو هذه العبارات وهذه اللفظة التي صدر بها رحمه الله تعالى الترجمة قاضي القضاة ونحوه هي قياس على ما جاء في الحديث قياس على ما جاء في الحديث. في الحديث قال تسمى بملك الاملاك تسمى بملك الاملاك فصدر رحمه الله تعالى الترجمة بهذه اللفظة قاضي القضاة تنبيها منه رحمه الله تعالى ان النهي الوارد في الحديث الذي ساقه في هذه الترجمة ليس خاصا بهذه اللفظة التي وردت في الحديث بل كل لفظة تؤدي الى هذا المعنى فانه يشملها هذا الحكم كل لفظة كانت بمعنى هذه اللفظة فان الحكم يشملها فليس الحكم الوالد في الحديث خاص بهذه اللفظة ملك الاملاك. بل كل ما كان من الالفاظ مثل هذه اللفظة في المعنى بما فيها من غلو ملك الاملاك او قاضي القضاة او حاكم حكام او سيد السادات او نحو ذلك فانه يتناوله الحكم حتى لو كان هذا اللفظ بلسان غير اللسان العربي حتى لو كان بلسان غير اللسان العربي بلسان اعجمي. كما هي هذه اللفتة جميلة من سفيان قال مثل شاه شاه وشأن شاء هذه كلمة اعجمية كلمة فارسية بمعنى ملك الملوك. بمعنى ملك الملوك كان من هذا القبيل من الالفاظ سواء باللسان العربي او بغيره او بغيره فان الحكم يتناول ذلك فهو اخنع اسم عند الله سبحانه وتعالى احقره واوضعه نعم قال رحمه الله تعالى قوله قال سفيان يعني ابن عيينة مثل شاه شاه عند العجم عبارة عن مالك ولهذا مثل به سفيان لانه عبارة عنه بلغة العجم. وهذه كما وضحت يعني لفتة جميلة من سفيان رحمه الله تعالى في ان النهي الذي ورد في في الحديث لا يختص هذا اللفظ المعين ملك الملوك بل يتناول هذا اللفظ وما كان بمعناه سواء باللسان العربي او غيره. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وفي رواية اغيظ رجل على الله يوم القيامة واخبثه قوله اخنع يعني اوظع. وقوله اغيظ من الغيظ وهو مثل الغظب والبغظ. فيكون بغيظا الى الله مغظوبا عليه والله اعلم وايظا ما سبق تنبيه الشارع آآ الشارح رحمه الله تعالى فيما يتعلق لا مالك الا الله. لا مالك الا الله في النهي عن التسمي بملك الاملاك. قال لا مالك الا الله لا مالك الا الله عز وجل اي ان ما يوجد لدى الناس من املاك انما هي عارية انما هي عارية فهم انما ملكوها بتمليك الله سبحانه وتعالى لهم والا لا يملك مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض على الحقيقة ملكا استقلاليا الا الله سبحانه وتعالى. كما قال عز وجل قل ادع قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما يملكه الانسان انما ملكة بتمليك الله له. كما في الاية الكريمة قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير وهذا الملك الذي بيد الانسان امره كما اوضح الشارح رحمه الله عارية وهو اما زائل عن صاحبه او صاحبه زائل عنه اما الملك يفارق صاحباه او صاحبه يفارقه. اما ان اما ان يفارق الملك صاحبه بجائحة او نحو ذلك او ان صاحب الملك يفارق ملكه بالموت فهو ملك مؤقت بزمان محدد وهو انما ناله العبد بتمليك الله سبحانه وتعالى اياه. فلا ملك الا الله لا مالك الا الله كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى قوله واخبثه وهو يدل ايضا على ان هذا خبيث عند الله فاجتمعت في حقه هذه الامور لتعاظمه في نفسه. ايضا يعني ثمة فائدة انبه عليها تؤخذ من قوله لا مالك الا الله في صلاح التوحيد لان هذا توحيد عندما يعتقد ان لا مالك الا الله في صلاح التوحيد لدى العبد والتعظيم لله سبحانه وتعالى تذهب هذه الالفاظ الباطلة ويذهب عن العبد هذا الغلو فان مداواة هذه الالفاظ المخلة هو توحيد الله توحيد الله سبحانه وتعالى. لا مالك الا الله هذا توحيد لا مالك الا الله هذا توحيد ومن حقق التوحيد في هذا الباب زالت عنه هذه آآ الالفاظ المحرمة فكلما حدثته نفسه بشيء من هذا الغلو دفعه بهذا التوحيد. لا مالك الا الله. نعم قال رحمه الله تعالى قوله واخبثه وهو يدل ايضا على ان هذا خبيث عند الله فاجتمعت في حقه هذه الامور لتعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بهذه الكلمة هي من اعظم التعظيم فتعظمه في نفسه وتعظيم الناس له بما ليس له باهل وضعه عند الله يوم القيامة. قول لا اه تعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بهذه الكلمة. هو الحديث اه جاء جاءت روايته بلفظين رجل يسمى ملك الاملاك ورجل تسمى ملك الاملاك يسمى بالياء مضمومة او تسمى بالتاء مفتوحة يسمى بالبناء لما لا لم يسم بالبناء لما لم يسمى فاعله اي سماه غيره بذلك ولكن هنا لابد فيه من قيد الرظا الرضا بهذه التسمية اذا سمي اي سماه غيره بهذا الاسم وعلم بهذه التسمية ورضي بها يسمى ملك الاملاك او تسمى ملك الاملاك اي سمى نفسه فيسمى نفسه العقوبة مترتبة على الامرين سواء تسمى هو تسمى هو بذلك اعلن ان اسمه كذا وكذا او سمي بذلك سماه الناس او بعض الناس بهذا الاسم رضي بهذه التسمية فان هذا الوعيد اذ يشمل هذا وهذا قال رحمه الله فتعاظم في نفسه لتعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بهذه الكلمة. تعاظم في نفسه بان سمى نفسه بها تعاظما او سماه الناس بها تعظيما له ورضي بذلك. نعم قال رحمه الله تعالى فصار اخبث الخلق وابغضهم الى الله واحقرهم لانصار اخبث الخلق صار اخبث الخلق لاحظ الحديث قال ان اخنى اسم اي اوظع واحقر ان اخنع اسم اي اوظع واحقر اسم عند الله هذا يتعلق بالاسم فاذا كان الاسم كذلك الذي اطلقه على نفسه التعاظم والتعالي بهذا الوصف فان صاحبه كذلك فان صاحبه كذلك ولهذا قال الشارح فصار اخبث الخلق فصار اخبث الخلق وابغضهم الى الله واحقرهم. نعم قال رحمه الله تعالى لان الخبيث البغيض عند الله يكون يوم القيامة احقر الخلق واخبثهم لتعاظمه في نفسه على خلق لله بنعم الله نعم بنعم الله اي بما اتاه الله من رئاسة او اه ملك او نحو ذلك نعم. قال رحمه الله تعالى الا قوله اخنع يعني اوظع هذا هو معنى اخنع فيفيد ما ذكرنا في معنى اغيظ انه يكون حقيرا بغيظا عند الله وفيه التحذير من كل ما فيه تعاظم كما اخرج ابو داوود عن ابي مجلز قال خرج معاوية رضي الله عنه على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر اجلس فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار فاخرجه الترمذي ايضا وقال حديث حسن وعن ابي امامة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على عصا فقمنا اليه فقال لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضهم بعضا. رواه ابو داوود. نعم. يعني هذه الفائدة التي نبه عليها السارح رحمه الله تعالى فيها نظر للعلة. علة النهي في الحديث. ان اخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك هذا فيه تعاظم والنهي عنه لما فيه من تعاظم وتعالي على العباد. ولهذا عومل بنقيض قصده وعوقب بنقيض قصده فكان من احقر الناس اوضاعهم عند الله سبحانه وتعالى. فبالنظر الى هذه العلة ايضا كل ما فيه تعاظم سواء ما الاسماء او الافعال؟ كل ما فيه تعاظم سواء من الاسماء مثل ملك الاملاك او الافعال مثل ما نبأ رحمه الله تعالى من احب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار هذا تعاظم وذاك تعاظم العلة في ترتب هذه العقوبة واحدة هو التعاظم والتعالي على عباد الله. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله اغيظ رجل هذا من الصفات التي تمر كما جاء التي تمر كما جاءت وليس شيء مما ورد في الكتاب والسنة الا ويجب اتباع الكتاب والسنة في ذلك. واثباته على وجه يليق بجلال الله وعظمته تعالى بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل كما تقدم. والباب كله واحد وهذا هو قول اهل السنة والجماعة من الصحابة فمن بعدهم من الفرقة الناجية من الثلاث والسبعين فرقة وهذا التفرق والاختلاف انما حدث في اواخر القرن الثالث وما بعده. كما لا يخفى على من له معرفة بما وقع في الامة من التفرق اختلاف والخروج عن الصراط المستقيم والله المستعان. نبه رحمه الله تعالى الى القاعدة التي مضى عليها ائمة السلف واهل السنة رحمهم الله تعالى في باب الصفات ومنها ما جاء في هذا الحديث اغيظ رجل واغيظ هذا افعل تفضيل اي اشد اشد اغاظة من من غيره هذا اللفظ الذي هنا ومن احاديث الصفات القاعدة فيه ان يمر كما جاء. وان يؤمن به كما ورد. وان يثبت لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله اما ما يلزم من وصف المخلوق بهذا الوصف من لوازم نقص فهذه لوازم صفة المخلوق ولا يجوز ان تضاف الى الصفة باعتبار اضافتها الى الله سبحانه وتعالى. والقاعدة في هذا الباب ان ما يلزم الصفة باعتبار اضافتها الى الله جل وعلا يخص الله ويليق بجلاله وما يلزم الصفة باعتبار اظافتها الى المخلوق يخص المخلوق ويليق بظعفه فما كان لازما للصفة باعتبار اضافته للمخلوق لا يجوز ان يجعل لازما للصفة باعتبار اظافتها الى الله فهذا هو التسبيح وهذا ايضا هو القياس الفاسد قياسا الخالق على المخلوق وهو اساس التعطيل. لان من وقع في التعطيل لصفات الله سبحانه وتعالى وجحدها بنى ذلك على هذا التوهم وعلى هذا القياس الفاسد من صفات الله تبارك وتعالى بصفات اه المخلوقين فاراد ان يفر من هذا التشبيه المتوهم عنده فعطل صفة الله سبحانه وتعالى اللائقة بجلاله وكماله واما اهل السنة فقد عافاهم الله سبحانه وتعالى من الافتين ونجاهم من البليتين بلية التشبيه وبلية التعطيل اثبتوا بلا تمثيل ونزهوا بلا تعطيل فكانوا بذلك اهل السواء السبيل وفقنا الله اجمعين للزوم سبيلهم واتباع نهجهم وثبتنا اجمعين على الحق والهدى واصلح لنا شأننا كله. انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما هون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا