نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد بعد فيقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب لا يقال السلام
وعلى الله في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فان الله هو السلام
هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وابو داوود والنسائي وابن ماجه من حديث شقيق بن سلمة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا جلسنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على فلان وفلان
الحديث وفي اخره ذكر التشهد الاخير ورواه الترمذي من حديث الاسود بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه وذكر في الحديث سبب النهي عن ذلك بقوله فان الله هو السلام ومنه السلام
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من الصلاة المكتوبة استغفر ثلاثا وقال اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام وفي الحديث ان هذا هو
وفي الحديث ان هذا هو تحية اهل الجنة لربهم تبارك وتعالى وفي التنزيل ما يدل على ان الرب تبارك وتعالى يسلم عليهم في الجنة كما قال تعالى سلام قولا من رب رحيم
ومعنى قوله ان الله هو السلام انه تعالى سالم من كل نقص ومن كل تمثيل فهو الموصوف بكل كمال المنزه عن كل عيب ونقص قال في البدء الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد
وان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة
قرة عين اما بعد هذه الترجمة باب لا يقال السلام على الله هي من جملة التراجم العديدة التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى في باب التعظيم لله جل وعلا  والتعظيم
لاسمائه سبحانه وتعالى ومن هذا التعظيم لله جل وعلا الا يقال السلام على الله كما بين النبي عليه الصلاة والسلام علة النهي عن ذلك في الحديث بقوله فان الله هو السلام
فان الله هو السلام والسلام اسم من اسمائه الحسنى دال على التنزيه وقد عرفنا في القاعدة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى ونقلها السارح في اخر باب مر علينا
ان اسماء الله تبارك وتعالى باعتبار ما دلت عليه من المعاني تنقسم الى اقسام وان من هذه الاقسام اسماء دالة على التنزيل مثل السبوح والقدوس والسلام ونحوها من الاسماء الدالة على التنزيه
فالسلام اسم دال على تنزه الرب سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب وانه جل وعلا له صفات الكمال المنزه عن كل نقص والمنزهة عن مماثلة المخلوقات كما قال الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء
وكما قال تبارك وتعالى هل تعلم له سميا وقول السلام على الله السلام على الله في طلب السلامة لمن هو السلام. ومنه السلام وهذا يتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه العبد من تعظيم لله سبحانه وتعالى
ومن معرفة بعظيم شأنه وعظيم شأن اسمائه تبارك وتعالى وصفاته الصحابة رضي الله عنهم عندما كانوا يقولون السلام على الله قبل ان ينهاهم عن ذلك صلوات الله وسلامه عليه كانوا يقولون ذلك ظنا
منهم ان هذا مجرد تحية ظنا منهم ان هذا مجرد تحية فنبه النبي عليه الصلاة والسلام عندما نهى عن ذلك ان هذا القول لا لا يليق ان يقال في حق الله سبحانه وتعالى السلام على الله
لان الله هو السلام ومنه السلام الله هو السلام اي المنزه عن كل نقص جل في علاه ومنه السلام اي كل سلام وسلامة وعافية تكون للعباد وتحصل للناس انما هي من الله
وهو المان بها والمتفظل سبحانه وتعالى فكيف يقال في حق من هذا شأنه السلام الذي منه السلام كيف يقال في حقه السلام على الله لكن كما قدمت الصحابة رظي الله عنهم قالوا ذلك
ظنا منهم ان هذا مجرد تحية ظنا منهم ان هذا مجرد تحية فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام وهذا يستفاد منه ان اللفظ الخاطئ ان اللفظ الخاطئ يجب ان يجتنب حتى وان لم يقصد المعنى
حتى وان لم يقصد الشخص المعنى الخاطئ الذي فيه حتى وان لم يقصد الشخص المعنى الخاطئ الذي في هذا اللفظ. وكثير من الناس يا يتكلمون بالفاظ خاطئة تتنافى مع التوحيد الواجب. واذا نبهوا على ذلك يقول لم اقصد ذلك
فيقال له لو كنت تقصد ذلك لكان الامر اعظم. واشد لكن لكونك لا لم تقصد فهذا لفظ منهي عنه. يتنافى مع كمال التوحيد الواجب والواجب اجتناب مثل هذه الفاظ تعظيما للرب سبحانه وتعالى. نعم
قال رحمه الله تعالى قال في البدائع السلام اسم مصدر وهو من الفاظ الدعاء يتضمن الانشاء والاخبار. فجهة خبرية التي فيه لا تناقض الجهة الانشائية وهو معنى السلام المطلوب عند التحية وفيه قولان مشهوران مبنيان على ما ذكر رحمه الله ان الجهة الانشائية فيه لا
انا او لا تناقض الجهة الخبرية فالسلام اسم مصدر وهو من الفاظ الدعاء وهو من الفاظ الدعاء فيتظمن ان شاء واخبار نعم قال رحمه الله تعالى وفيه قولان مشهوران الاول ان الله عز وجل هو السلام
ومعنى الكلام نزلت بركته عليكم. نعم يعني اللفظة هنا فيها فيها اختصار عما في الاصل منقول عنه وهو بداعي الفوائد للامام ابن القيم رحمه الله تعالى ويتضح المعنى بتمامه بالرجوع الى الاصل. يقول ابن القيم الاول
ان المعنى اسم السلام عليكم. ان المعنى اسم السلام عليكم السلام هنا هو الله والسلام هنا هو الله ومعنى الكلام نزلت بركته عليكم نعم قال رحمه الله تعالى ونحو هذا فاختير في هذا المعنى من اسمائه عز وجل اسم السلام دون غيره من الاسماء
الثاني ان السلام مصدر بمعنى السلامة وهو المطلوب المدعو به عند التحية ومن حجة اصحاب هذا القول انه يأتي منكرا. فيقول المسلم سلام عليه. بشير رحمه الله الى ان ان اه ان ثمة قول
منهم من يقول من اهل العلم من يقول السلام هذا اسم. السلام عليكم. السلام هذا اسم من اسماء الله ومنهم من يقول السلام هذا مصدر بمعنى السلامة وفي الاصل ذكر حجج هؤلاء وحجج
هؤلاء ثم رحمه الله تعالى فصل في فالمسألة نعم قال رحمه الله تعالى ومن حجة اصحاب هذا القول انه يأتي منكرا فيقول المسلم سلام فيقول المسلم سلام عليكم ولو كان اسما من اسماء الله لم يستعمل كذلك. ومن حجتهم انه ليس المقصود من السلام هذا المعنى. وانما المقصود
منه الايذان بالسلامة خبرا ودعاء. نعم يعني عندما يسلم شخص على اخر السلام عليكم لم يقصد هذا المعنى اي الاسم وانما قصد الدعاء له بالسلامة الدعاء له بالسلامة او الايذان بالسلامة خبرا
دعاء خبرا اي ان لقائي بك لقاء لقاء قائم على السلامة السلامة من الشر والسلام من العدوان افشوا السلام تسلموا وايضا قائم على الدعاء للمسلم عليه بالسلامة ففيه معنى الخبر وفيه معنى
الانشاء نعم قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى وفصل الخطاب ان يقال الحق في مجموع القولين فكل منهما بعض الحق والصواب في مجموعهما وانما يتبين ذلك بقاعدة وهي ان حق من دعا الله حق ان حق من دعا الله باسمائه الحسنى ان يسأل في كل مطلوب
ويتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى ان الداعية متشفع الى الله تعالى متوسل اليه به. فاذا قال رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور فقد سأله امرين وتوسل اليه باسمين من اسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه
وقال صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضي الله عنه وقد سأله ما يدعو به قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور
الرحيم المطلوب في هذا الدعاء مغفرة ورحمة تناسب التوسل الى الله تبارك وتعالى في نيل هذا المطلوب باسميه الرحيم الغفور نعم قال رحمه الله تعالى فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي اهم عند الرجل. وفي ايضا في هذا المقام نبه ابن القيم
رحمه الله تعالى في بعض كتبه ان انه ان لم يفعل ذلك يعني يذكر الاسم المناسب يحصل تنافر في الكلام يحصل تنافر في الكلام عندما يطلب شيئا ويتوسل باسم من اسماء الله او صفة من صفاته مما لا صلة له بهذا الامر
يكون تنافرا في الكلام مثل لو قال مثل ابن القيم لذلك لو قال القائل في دعاء اللهم اغفر لي انك انت شديد العقاب مم. او يا شديد العقاب او نحو ذلك يحصل تنافر في
آآ الكلام بين المطلوب وبين الاسم او الصفة المتوسل الى الله تبارك وتعالى بها. فالقاعدة في هذا الباب فمن سأل الله حاجة فليتوسل اليه سبحانه وتعالى من اسمائه بما يتناسب مع المطلوب
نعم قال رحمه الله تعالى فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي اهم عند الرجل اتى بلفظها هنا حرف ساقط مم آآ فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي اهم ما عند الرجل
سلام عليكم قال رحمه الله تعالى فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي اهم ما عند الرجل اتى بلفظها بصيغة اسم من اسماء الله تعالى وهو السلام الذي تطلب منه السلامة
فتضمن لفظ السلام معنيين احدهما ذكر الله والثاني طلب السلامة وهو مقصود المسلم. يقول رحمه الله تضمن لفظ السلام لما يقول المسلم السلام عليكم تظمن امرين ذكر الله بذكر اسمه السلام
والامر الثاني طلب السلامة الامر الثاني طلب السلامة وهو مقصود المسلم. ومقصود المسلم وهذا فيه جمع بين القولين هل السلام هنا اسم اه الله جل وعلا او هو مصدر يراد به طلب السلامة. نعم
نعم قال رحمه الله تعالى وقد تضمن سلام عليكم اسما من اسماء الله تعالى وطلب السلامة منه. فتأمل هذه الفائدة وحقيقته البراءة والخلاص والنجاة من الشرور والعيوب. وعلى هذا المعنى تدور تصاريفه
فمن ذلك قولك سلمك الله ومن دعاء المؤمنين على الصراط ومنه دعاء المؤمنين على الصراط رب سلم سلم ومنه سلم الشيء لفلان اي خلص له وحده. قال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء
او متشاكسون ورجلا سلما لرجل اي خالصا له وحده لا يملكه معه غيره. هذا مثل ضربه الله وتعالى لبيان قبح الشرك وشناعته وفساده وعظم شأن التوحيد وجماله وصفائه نعم قال رحمه الله تعالى
ومنه سلم الشيء لفلان اي خلص له وحده قال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل خالصا له وحده لا يملكه معه غيره. ومنه السلم ضد الحرب. لان كل واحد من المتحارب من المتحاربين
اخلصوا ويسلموا ويسلم من اذى الاخر. ولهذا بني فيه على المفاعلة فقيل المسالمة مثل المشاركة ومنه القلب السليم وهو النقي من الدغل والعيب وحقيقته الذي قد سلم لله وحده فخلص من دغل الشرك وغله
ودغ للذنوب والمخالفات بل هو المستقيم على صدق حبه وحسن معاملته. وهذا هو الذي ضمن له النجاة وهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذابه والفوز بكرامته وهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذابه والفوز بكرامته
ومنه اخذ الاسلام فانه من هذه المادة لانه الاستسلام والانقياد لله والتخلص من شوائب الشرك فسلم لربه وخلص له كالعبد الذي سلم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون. ولهذا ضرب سبحانه هذين المثلين
المسلم الخالص لربه وللمشرك به. ظرب هذين المثلين اي في قوله الاية المتقدمة ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل. فهذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للمسلم
الموحد المخلص دينه لله وللمشرك الذي اتخذ الانداد والشركاء يدعوهم ويصرف لهم من العبادة ما ليس الا لله تبارك وتعالى والله يقول اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا
ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك فالثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك
ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما اتعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم. ولمشايخنا وولاة
امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها فيها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما
تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا
من ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه