نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قوله في الصحيح اي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وان اصابك شيء فلا تقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان اختصر المصنف رحمه الله هذا الحديث وتمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي ليتك قرأت الحديث اولا قال المصنف رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان. قوله في الصحيح اي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل لو فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان اختصر المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث وتمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك اي في معاشك ومعادك والمراد الحرص على فعل الاسباب التي لتنفع العبد في دنياه واخراه مما شرعه الله تعالى لعباده من الاسباب الواجبة والمستحبة والمباحة ويكون العبد في حال فعله السبب مستعينا بالله وحده دون كل ما سواه ليتم له سببه وينفعه فيكون اعتماده على الله تعالى في ذلك لانه تعالى هو الذي خلق السبب والمسبب. ولا ينفعه سبب الا اذا نفعه الله به فيكون اعتماده في فعل السبب على الله تعالى ففعل السبب سنة والتوكل على الله توحيد فاذا جمع بينهم هما تم له مراده باذن الله قوله ولا تعجزن النون نون التأكيد الخفيفة نهاه صلى الله عليه وسلم عن العجز. وذمه والعجز مذموم وعقلا. وفي الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني فارشده صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اذا اصابه ما يكره فلا يقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا لكن يقول قدر الله وما شاء فعل. اي هذا قدر الله والواجب التسليم للقدر والرضا به واحتساب الثواب عليه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم ان ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى طرفة عين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه هو في صحيح مسلم حديث عظيم في باب بذل السبب وحسن التوكل على الله تبارك وتعالى. وهما اصلان تقوم عليهما السعادة العبد وفلاحه في دنياه واخراه اما الاصل الاول ففي قوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك. وهذه دعوة لبذل الاسباب النافعة وترك الخمول والكسل وان المرأة عليه في هذه الحياة ان يكون مجاهدا نفسه على فعل الخيرات والاقبال عليها وبذل الاسباب في تحصيل المصالح الدينية والدنيوية بهمة عالية ونشاط وحسن اقبال والاصل الثاني في قوله واستعن بالله اي لا تلتفت الى ما بذلته من سبب ولا تعتمد عليه مهما كان شأن السبب وانما كن متوكلا على الله. تبارك وتعالى الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض وقوله ما ينفعك اي في دينك ودنياك فهو يتناول الاسباب في المصالح الدينية وكذلك الاسباب في المصالح الدنيوية وان العبد في كل منهما ينبغي ان يكون باذلا الاسباب وان يكون في الوقت نفسه مستعينا بالله تبارك وتعالى متوكلا عليه لان الامر بيده جل وعلا قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله فصلان عظيمان قد جمع بينهما في نصوص كثيرة كقول كقول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين وقول الله جل وعلا عليه توكلت واليه متاب قول الله سبحانه وتعالى فاعبده وتوكل عليه وفي الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل في الرجل صاحب الناقة ويقول عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. تغدو خماصا وتروح بطانا تغدو هذا بذل للاسباب لا تبقى في اوكارها او عشها بل انها تغدو تذهب باذلة السبب في تحصيل الرزق فالحاصل ان سعادة المرء وفلاحه في دنياه واخراه يقوم على هذين على تحقيق هذين الاصلين العظيمين. بذل الاسباب النافعة الدينية منها والدنيوية والاستعانة بالله تبارك وتعالى وحسن التوكل عليه. نعم قال رحمه الله تعالى قوله فان لو تفتح عمل الشيطان اي لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر ولوم القدر وذلك ينافي الصبر والرضا والصبر واجب والايمان بالقدر فرض. قال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور. قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه الصبر من الايمان منزلة الرأس من الجسد الا انه لا ايمان لمن لا صبر له وقال الامام احمد رحمه الله تعالى ذكر الله الصبر في تسعين موضعا من القرآن قال شيخ الاسلام رحمه الله وذكر حديث الباب بتمامه ثم قال في معناه لا تعجز عن مأمور ولا تجزع من مقدور ومن من يجمع كلا الشرين فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على النافع والاستعانة بالله والامر يقتضي الوجوه والاستحباب والا فالاستحباب ونهى عن العجز وقال ان الله يلوم على العجز. والعاجز ضد الذين والعاجز قوله والا فالاستحباب يعني ان الاصل في الامر للوجوب الا اذا وجد ما يصرفه الى الاستحباب والاصل في قوله احرص على ما ينفعك اذا تأملت في قوله ما ينفعك تجد ان ما ينفع المرء منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب منه ما هو واجب ينبغي ان يحرص المرء عليه وان وان يكون حرصه عليه مقدما على الحرص على المستحب. ومنه ما هو مستحب كلما حرص عليه واعتنى به العبد زاد اجره وعظم ثوابه ولا يثار الى المستحبات مقدمة على الواجبات. بل كما جاء في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما طردته عليه نعم قال رحمه الله تعالى ونهى عن العجز وقال ان الله يلوم على العجز والعاجز ضد الذين هم ينتصرون فالامر بالصبر والنهي عن الجزع مأمور به في مواضع كثيرة وذلك لان الانسان بين امرين امر بفعله فعليه ان يفعله. ويحرص عليه ويستعين الله ولا يعجز امر اصيب به من غير فعله فعليه ان يصبر عليه ولا يجزع منه. ولهذا قال بعض العقلاء ابن المقفع او غيره الامور امران امر فيه حيلة فلا تعجز عنه وامر لا حيلة فيه فلا تجزع منه. وهذا في جميع الامور لكن عند المؤمن الذي فيه حيلة هو ما امر الله به واحبه له. فان الله لم يأمره الا بما فيه حيلة له. اذ لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقد امره بكل خير له فيه حيلة. وما لا حيلة فيه هو ما اصيب به من غير عليه واسم الحسنات والسيئات يتناول قسمين. فالافعال مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. ومثل قوله تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها ومثل قوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها. ومثل قوله تعالى يا من كسب سيئة واحاطت به خطيئته. الى ايات كثيرة من هذا الجنس والله اعلم. والقسم الثاني ما يجري على العبد بغير فعله من النعم والمصائب. كما قال تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك فمن سيئة فمن نفسك والاية قبلها فالحسنة في هاتين الايتين النعم والسيئة المصائب هذا هو الثاني من القسمين نعم يعني هنا ذكر رحمه الله تعالى هذين القسمين فيما يتناولهما اسم الحسنات والسيئات. الحسنات التي ينالها العبد او السيئات التي يبوء بها راجع كل منهما راجع الى هذين القسمين القسم الاول افعال يقوم بها العبد. يباشرها من سواء كانت افعالا صالحة فيثاب عليها او افعالا سيئة فيعاقب عليها لكنها من كسب العبد وعمله وافعاله فهذا قسم والقسم الثاني ما يجري على العبد غير فعله وهي المصائب التي يصاب بها او النعم التي ينعم الله سبحانه وتعالى على عبده بهذا فكل من هذين البابين فيه حسنات وفيه سيئات. اما الاول فان العبد اذا باشر الافعال الحسنة الطيبة واعتنى بها وتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذلك كان باب حسنات له واذا باشر الافعال السيئة من المعاصي والذنوب فانها فانه يعاقب عليها وتكون باب اثم عليه وايضا فيما يتعلق بما يجري على العبد مما لا ففعل العبد فيه او كسب العبد فيه المصائب ونحو ذلك ان تلقاها بالصبر دخلت في افعاله الحسنة التي يؤجر عليها ويثاب وان تلقاها بالجزع والسخط وعدم الرضا ونحو ذلك دخلت في افعاله السيئة التي يعاقب عليها فالحسنات والسيئات داخل في هذا وهذا داخل في افعال العبد التي يباشرها ويقوم بها وداخل فيما يجري على العبد بغير فعله. نعم قال رحمه الله تعالى هذا هو الثاني من القسمين واظن شيخ الاسلام رحمه الله ذكره في هذا الموضع كغيره ولعل الناسخ اسخطه والله اعلم ثم قال رحمه الله تعالى فان الانسان ليس مأمورا ان ينظر الى القدر عندما يؤمر به من الافعال ولكن عندما يجري عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفعها. فما اصابك بفعل الادميين او بغير فعلهم فاصبر عليه وسلم قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه نعم يعني تأمل لما ذكر رحمة الله عليها البابين في نيل الحسنات او آآ تحصيل آآ او او ان يبوء بالسيئات لما ذكر القسمين قسم من افعال العبد وقسم يجري على العبد ليس من فعله قسم يجري على العبد ليس من فعله. رجع للمسألة فيما يتعلق بدلالة الحديث. نعم. قال فان الانسان ليس مأمورا ان ينظر الى القدر عندما يؤمر عندما يؤمر به من الافعال عندما يؤمر به من الافعال في في هذا الباب لا ينظر الى القدر بل عليه ان يبادر يباشر السبب فلا يترك لا يترك الطاعة والعبادة ويقول هذا لم يقدر لي هذا لم يقدر لي بل عليه ان ينظر في هذا الباب الى الشرع ينظر الى الشرع لان هذه اعمال مأمور بها شرعا فيبادر اليها لا ينظر الى القدر ويزعم ان هذه الامور غير مقدرة له فلهذا لم يفعلها بل نظره يكون في مثل هذه في مثل هذه الحال الى الشرع الذي امر به بالقيام بهذه الاعمال فيبادر الى طاعة الله سبحانه وتعالى. قال فان الانسان ليس مأمورا ان ينظر الى القدر عند ما يؤمر به من الافعال ولكن عندما يجري عليه المصائب التي لا حيلة له فيها. هذا ينظر فيه ذا القدر المصائب التي تحصل ينظر الى القدر حتى يصبر ويعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم. نعم. قال رحمه الله تعالى ولهذا قال ادم لموسى اتلوم على امر قدره الله علي قبل ان اخلق باربعين سنة. فحج ادم موسى لان موسى قال له لماذا اخرجتنا من الجنة فلامه على المصيبة التي حصلت بسبب فعله لا لاجل كونها ذنبا. واما كونه لاجل الذنب كما ما اظنه طوائف من الناس فليس مرادا بالحديث فان ادم عليه السلام كان قد تاب من الذنب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ولا يجوز لوم التائب باتفاق الناس. قد انتهى لوم موسى عليه السلام لادم عليه السلام في في آآ في امر لامه في في امر هو مصيبة حصلت لادم وذريته وهي ان اخرج من الجنة ولهذا قال له اخرجتنا ونفسك من الجنة. نعم. فلامه على المصيبة لم يلمه على الذنب وشأن موسى عليه السلام اعلى من ان ينوم ادم على ذنب تاب منه ومن تاب من الذنب فكم فكمن لا ذنب له فلم يلمه على الذنب ذنب تاب منه لا يلام عليه المرء لكنه لا مع المصيبة ولهذا قال اخرجتنا ونفسك من الجنة لامه على المصيبة فاحتج ادم بالقدر اتلومني على شيء قدره الله علي وهذا يفيد ان الاحتجاج على المصيبة بالقدر سائق ولهذا يقول العلماء يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب. المعائب لا يحتج فيها بالقدر. المعائب ان ان يرتكب الانسان معصية ويقترف ذنب ويغشى كبيرة فاذا عوتب قال هذا شيء كتبه الله علي. ما يجوز ان يحتج بالقدر لان هنا مثل ما تقدم في كلام شيخ الاسلام الاصل في هذا ان ينظر الى الشرع فالشرع منعك من هذا الامر ونهاك عنه فينظر الى الشرع الشرع الذي فيه النواهي وفيه التحذير من هذه الاعمال لا ينظر الى القدر فالاحتجاج الاحتجاج بالقدر على المعائب هذا باطل ابتزاز على المعائب بالقدر هذا باطل وانما يحتج بالقدر في المصائب. انسان حصل له مصيبة حادث وفاة اي شيء من هذا القبيل وقال قدر الله وما شاء فعل هذا صحيح يحتج المرء على المصيبة بالقدر بان هذا امر قدره الله وما قدره الله لا لا مناص عنه. اما المعائب التي تكون من العبد الافعال السيئة وارتكاب المحرمات لا يجوز له اطلاقا ان يحتج على شيء منها بالقدر نعم. قال رحمه الله تعالى قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فتضمن هذا الحديث الشريف اصولا عظيمة من اصول اصول الايمان احدها ان الله سبحانه وتعالى موصوف بالمحبة وانه يحب حقيقة الثاني المراد بالحديث حديث الباب. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. اوله المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف فمما يستفاد من الحديث ان الله موصوف بالمحبة قال المؤمن القوي احب الى الله فالله سبحانه وتعالى موصوف بالمحبة يحب عباده يحب اولياءه يحبهم ويحبونه كما في القرآن الكريم نعم قال رحمه الله تعالى الثاني انه يحب مقتضى اسمائه وصفاته وما يوافقهما فهو القوي ويحب المؤمن القوي. وهو ووتر يحب الوتر وجميل يحب الجمال وعليم يحب العلماء ونظيف يحب النظافة ومؤمن يحب المؤمنين ومحسن يحب المحسنين وصابر يحب الصابرين وشاكر يحب الشاكرين ومنها ان محبته للمؤمنين تتفاضل في حب في حب بعضهم اكثر من بعض. ومنها ان سعادة الانسان في على ما ينفعه في معاشه ومعاده. والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع. فاذا صادف ما ينتفع به الحريص كان حرصه محمودا وكماله كله في مجموع هذين الامرين ان يكون حريصا وان يكون حرصه على ما ينتفع به. فان حرص فان حرص على ما لا ينفعه او فعل ما ينفعه بغير حرص فاته من الكمال بقدر ما فاته من ذلك. فالخير كله في الحرص على ما ينفع ولما كان حرص الانسان وفعله انما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه امره ان يستعين بالله ليجتمع له مقام اياك نعبد واياك نستعين فان حرصه على ما ينفعه عبادة لله تعالى ولا يتم الا بمعونته فامره ان نعبده وان يستعين به فالحريص على ما ينفعه المستعين بالله ضد العاجز فهذا فالحريص على ما ينفعه المستعين بالله ظد العاجز. فهذا ارشاد له قبل وقوع المقدور الى ما هو من اعظم اسباب اصوله وهو الحرص عليه مع الاستعانة بمن ازمة الامور بيده. ومصدرها منه ومردها اليه فان فاتهما لم يقدر له فله حالتان عجز وهي مفتاح عمل الشيطان فيلقيه العجز الى لو ولا فائدة في لو ها هنا بل هي مفتاح اللوم والعجز والسخط والاسى والحزن وذلك كله من عمل الشيطان فنهاه صلى الله عليه وسلم عن افتتاح عمله بهذا الافتتاح وامره بالحالة الثانية وهي النظر الى القدر وملاحظته قوله ولكن قل قدر الله وما شاء فعل تظبط قدر الله وما شاء فعل فعل وفعل وتنبط قدر الله وما شاء فعل مضاف ومضاف اليه. نعم قال رحمه الله تعالى وامره بالحالة الثانية وهي النظر الى القدر وملاحظته. وانه لو قدر له لم يفته ولم يغلبه عليه احد فلم يبق له ها هنا انفع من شهود القدر اذا اجتهد المرء فيما ينفعه اجتهد وبذل الاسباب ولم يحصل بذل الاسباب ولم يحصل الشيء الذي بذل السبب من اجله لم يقدره الله سبحانه وتعالى له في هذا المقام حالة اما ان يفتح على نفسه باب عمل الشيطان او ان يفتح نفسه باب الايمان احدهما اما ان يفتح نفسه باب باب عمل الشيطان الاسف والندم واليتني لو اني واشى من هذا القبيل تلحق وتدخل على قلبه هما وغما والما عظيما لا فائدة من ورائه وهذا يحصل كثيرا للناس في هذا المقام تجده مثلا في مصالحه الدنيوية بعض مثلا تجاراته بعض اعماله يجتهد ويتحرى ربحا يتحرى مثلا فائدة ثم لا يتحقق المطلوب الذي كان يسعى لتحصيله لا يتحقق لانه لم يقدر فله في هذا المقام حالتان اما ان يفتح على نفسه والعياذ بالله عمل الشيطان بالتحسر والندم والتأسف ولو وليتني والى اخره او انه يفتح على نفسه باب الايمان قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل. الامور بقدر الله وهذا شيء لم يكتبه الله. سبحانه وتعالى. واعلم ان ما اصابك لم يكن لاخداك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فايمان العبد بالقدر يجعله لا يندم على اثر فعل الاسباب الصحيحة الطيبة التي بذلها لا يندم بل يفوظ امره الى الله والامر بتقدير الله سبحانه وتعالى وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولا يفتح عن نفسه ايضا باب عجز ولهذا فقال في الحديث ولا تعجزن واصل اذا ما حصل لك مطلوبك في هذه المرة يحصل في المرة الثانية. واصل بذل الاسباب ومجاهدة النفس حتى الان مثلا لما تنظر في طلب العلم طلب العلم وملازمة الطلب ومجاهدة النفس على ذلك يعني بعظهم قد ينقطع في في وسط الطريق يمظي الشهر والشهرين والسنة والسنتين ينقطع بعد ذلك يقول لازمت طويلا ما استفدت مثلا ما حصلت شيئا فيدخل عليه الاجز فيترك الحرص على ما ينفعه من طلب العلم ولهذا اه يعد هذا الحديث حقيقة اصل عظيم جدا نافع في طلب العلم في العبادة في طلب الرزق في التجارة في جميع المجالات ينبغي ان يكون هذا الحديث حاضرا في ذهن المرء وقلبه والامام بن سعدي رحمة الله عليه له شرح جميل جدا على هذا الحديث في كتاب بهجة قلوب الابرار له شرح نفيس جدا على هذا الحديث وذكر في شرحه لهذا الحديث منهجية مهمة جدا لطالب العلم في حرصه على العلم وتحصيله نعم قال رحمه الله تعالى فلم يبق له ها هنا انفع من شهود القدر ومشيئة الرب النافذة. التي توجب وجود المقدور. وان امتنع وجوده ولهذا قال فان غلبك امر فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فارشده الى ما ينفعه في الحالتين حالة حصول مطلوبه وحالة فواته. فلهذا كان الحديث فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد ابدا. بل هو اشد ضرورة اليه وهو يتضمن اثبات القدر والكسب والاختيار والقيام بالعبودية ظاهرا وباطنا في حالتي حصول المطلوب وعدمه. وبالله التوفيق انتهى. نعم ونسأل الله الكريم ان فانا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. اه انبه الى ان هذا الدرس شرح كتاب او التعليق على كتاب فتح المجيد يتوقف الى بداية الدراسة في الفصل الثاني في الاسبوع بعد القادم ليس الاحد القادم وانما الاحد آآ الذي بعده اه سنرجع الى الدراسة في متن يختار ان شاء الله يقرأ في هذه الفترة اما الكتاب يعني سبب التوقف ان كثير من المرتبطين معنا في هذا الكتاب سيكون عندهم اختبار فيتوقف فتح شرح فتح المجيد ونأخذ متنا مختصرا ربما ينتهي في اسبوع او اسبوعين باذن الله سبحانه وتعالى نبدأ به ليس لاحد القريب وانما الاحد الذي بعده باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا وجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا