الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في باب ما جاء في المصورين قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما امر به ونهى عنه وما كان عليه اصحابه وبينما عليه اكثر الناس اليوم رأى احدهما مضادا للاخر مناقضا له بحيث لا يجتمعان ابدا. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الى القبور وهؤلاء يصلون عندها واليها. ونهى عن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب امين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة طرفة عين اما بعد فهذا نقل مطول نقله السارح رحمه الله تعالى عن كتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للامام ابن القيم رحمه الله تعالى وفيه مقارنة مهمة ومفيدة لطالب العلم وللمسلم بين ما جاءت به النصوص والهدي المبارك هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالقبور وبين واقع كثير من الناس ويتبين بهذه المقارنة ان واقع كثير من الناس مع القبور مخالف تماما ومباين تماما لما جاء عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحاصل هذه المقارنة الا يغتر المرء بكثرة المخالفين او المنحرفين عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فخير الهدي هديه صلوات الله وسلامه عليه وان كثر المخالفون له المباينون لهديه صلوات الله وسلامه عليه فذكر في اول هذه الفروقات ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الصلاة الى القبور قال لا تصلوا الى القبور لا تصلوا الى القبور. هذا نهي صريح عن ذلك وجاء في في صحيح البخاري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى انس بن مالك يصلي وامامه قبر ما انتبه له ما انتبه فاخذ يصيح به عمر رضي الله عنه يا انس القبر يا انس القبر منبها له فهذا هدي النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فعل اصحابه واذا قارن المرء بواقع كثير من الناس منهم من يتقصد الصلاة الى القبور ويعد ذلك من وسائل القبول للعمل بينما في الحقيقة الصلاة الى القبور من وسائل الشرك. ولهذا جاءت الشريعة بالنهي عنه والمنع منه سدا لهذه الذريعة المفظية بفاعلها الى الشرك بالله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ونهى عن اتخاذها مساجد وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله صح عنه عليه الصلاة والسلام قبيل وفاته بل في اللحظات الاخيرة من حياته عليه الصلاة والسلام انه لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا صلوات الله والسلام عليه وهذا قاله قبيل وفاته بلحظات صلوات الله والسلام عليه فهو محكم. غير منسوخ ثابت واظح الدلالة صريحها في النهي عن هذا الامر ولعن فاعله. واللعن طرد وابعاد من رحمة الله سبحانه وتعالى واذا نظر الانسان الى واقع كثير من الناس يجد المخالفة الصبيحة لهديه صلوات الله وسلامه عليه في البناء على القبور. ومر معنا قريبا وصية النبي او بعث النبي عليه الصلاة والسلام لعلي حيث قال له والا تدع قبرا مسرفا الا سويته. نعم قال رحمه الله تعالى ونهى عن ايقاظ السرج عليها وهؤلاء يوقفون الوقوف على ايقاظ القناديل عليها. ايقاد نهى صح النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن اه ايقادها في القبور وعند القبور والسرج هي القناديل السرج هي القناديل توظع اضاءة المكان فتكون مؤثرة على العوام فاتنة لهم فجاءت الشريعة بالنهي عن ذلك سدا للذريعة وحماية لحمى التوحيد واقع كثير من الناس المخالفة هذا النهي الصريح عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم. قال رحمه الله تعالى ونهى ان تتخذ عيدا هؤلاء يتخذونها اعيادا ومناسك ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد او اكثر. وهذا ايضا صح عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام النهي عن اتخاذ القبور عيدا والنهي عن اتخاذ قبره عليه الصلاة والسلام عيدا ولا تجعلوا قبري عيدا واتخاذه عيدا يكون بالمعاودة بعود اسبوع او عود الشهر او عود اليوم او يخصص المرء وقتا معينا كل عشاء او مثلا كل فجر او كل سبت او كل اول شهر او نحو ذلك فهذا كله من اتخاذه عيدا لان العيد من المعاودة من المعاودة نهى عن ذلك صلوات الله وسلامه عليه ان يتخذ قبره صلى الله عليه وسلم عيد نعم قال رحمه الله تعالى وامر بتسويتها كما روى مسلم في صحيحه عن ابي الهياج الاسدي فذكر حديث الباب وحديث ثمامة ابن شوفية وهو عند مسلم ايضا قال كنا مع فضالة ابن عبيد بارض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فامر فضالة قبره فسوي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها من الارض كالبيت ويعقدون عليها القباب. نعم. ونهى عن تجصيص القبر والبناء عليه كما روى مسلم في في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تخصيص القبر وان يقعد عليه وان يبنى عليه ونهى عن الكتابة عليها كما روى ابو داوود في سننه عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تجسيص القبور وان يكتب عليها. قال الترمذي حديث حسن صحيح وهؤلاء يتخذون عليها الالواح ويكتبون عليها القرآن وغيره. ولم يقتصروا على ذلك بل يضعون عليها من الرخام الفاخر وتنحت فيه الكتابة نحتا وترفع هذه اه الانواع او الاعتاب او الزخارف او نحو ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك نهى عن ذلك حماية للامة وصيانة لها عن التعلقات الباطلة الشركية التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ولما كانت هذه الاعمال من الوسائل المفظية الى الشرك نهى عن ذلك. عليه الصلاة والسلام حماية للامة وصيانة لعقائد الناس. نعم قال رحمه الله تعالى ونهى ان يزاد عليها غير ترابها كما روى ابو داوود عن جابر رضي الله عنه ايضا نهى ان يجصص القبر ان يكتب عليه او يزاد عليه. وهؤلاء يزيدون عليه الاجر والاحجار والجص قال ابراهيم النخاعي كانوا يكرهون الاجر على كانوا يكرهون الاجر على قبورهم والمقصود ان هؤلاء المعظمين للقبور المتخذينها اعيادا الموقدين عليها السرج الذين يبنون عليها المساجد او القباب مناقضون لما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم محادون لما جاء به واعظم ذلك اتخاذها مساجدا وايقاد السرج عليها وهو من الكبائر. وقد صرح الفقهاء من اصحاب احمد وغيرهم بتحريمه. ولا شك انه من الكبائر لان اللعن واللعن انما يكون في امر كبير لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد ومر معنا انه قال عنهم لاجل هذا الصنيع اولئك شرار الخلق عند الله فهذا لا يكون الا فيما هو كبير فيما هو كبير وكذلك اتخاذ السرج ورد فيه اللعن لعن فاعل ذلك عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واللعن لا يكون الا فيما هو كبير واتخاذ القبور مساجد يكون بالبناء عليها وتشييد الابنية والقباب ونحو ذلك عليها ويكون ايضا بقصدها للعكوف عندها وتحري العبادة عندها. فهذا ايضا من اتخاذها مساجد. لان اتخاذ القبور مساجد يكون بالبناء بالبناء ويكون ايضا بالفعل فعل العبد وهو العكوف عند القبر والمكفأ الطويل تحريا للعبادة واعتقادا ان اه العبادة عند القبر اعظم او اقرب الى الله سبحانه وتعالى او ان ذلك وسيلة لقبولها عند الله جل وعلا. فهذا من اتخاذها مساجد وهو داخل في هذا الوعيد لانه يفظي فاعل ذلك الى تعلق بالمقبور الى تعلق بالمقبور والتفات قلبه الى اه المقبور وهذا التعلق نوع من الشرك نوع من الشرك ولهذا نهى النبي صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك حماية لحمى التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو محمد المقدسي ولو ابيح اتخاذ السروج عليها لم يلعن من فعله ولان فيه افراط في تعظيم القبور اشبه تعظيم الاصنام. قال ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر. ولان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا متفق عليه ولان تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الاصنام بالسجود لها والتقرب اليها. وقدر وقد وقد روينا ان ابتداء عبادة الاصنام تعظيم الاموات باتخاذ صورهم والتمسح بها والصلاة عندها. انتهى وقد ال الامر بهؤلاء الضلال المشركين الى ان شرعوا للقبور حجا ووضعوا لها مناسك حتى صنف بعض غلاتهم في ذلك كتابا اماه مناسك حج المشاهد مضاهاة منه بالقبور للبيت الحرام ولا يخفى ان هذا مفارقة لدين الاسلام ودخول في دين عباد الاصنام فانظر الى هذا التباين العظيم بينما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عن ما تقدم ذكره في القبور وبينما شرعه هؤلاء وقصدوه ولا ريب ان في ذلك من المفاسد ما يعجز عن حصره فمنها تعظيمها الموت هذا الكتاب الذي اشار اليه رحمه الله كتاب مناسك حج المشاهد وله نظائر عند المقابرية الذين يتعلقون القبور ويلتجئون الى اهلها عبادة وذلا وخضوعا وطلبا ودعاء ورجاء لهم مثل هذا الكتاب لهم مثل هذا الكتاب ونظائر ونظائره القائمة على الشرك بالله والتعلق بالمقبورين من الاموات الذين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ووجود مثل هذا الكتاب وجود مثل هذا الكتاب يفيد يفيدنا الحكمة العظيمة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك الاشياء المتقدمة من اتخاذ السرج ومن الكتابة على القبور والتعلية لها بالابنية واتخاذها مساجد والصلاة اليها ونحو ذلك مما صح عنه حماية لحمى التوحيد ولما وجد في الناس من فارق هديه ولم يتقيد بسنته صلى الله عليه وسلم وقعوا في هذه المصادمة الصريحة لدين الاسلام والمناقضة لدين الاسلام لان مناسك حج المشاهد حج المشاهد هذا شرك صراح وكفر بواح ناقل من الملة. لان الله سبحانه وتعالى يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فقالوا اتموا الحج والعمرة لله فنقل هؤلاء الضلال هذه العبادة الى القبور نقلوها الى القبور بل بالغوا في فعل جميع الاعمال التي تفعل في الحج عند القبور عند القبور من طواف آآ لباس ازار ورداء واعمال اعمال الحج المختلفة اعمال الحج المختلفة يمارسونها في اوقات من السنة وهذا لا شك انه مصادم لدين الله سبحانه وتعالى ومباين له تمام المباينة ومن وفقه الله سبحانه وتعالى لزوم ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من مما نهى عنه من امور تتعلق بالقبور وتقيد بها كما جاءت سلم باذن الله ومن دخل فيما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام افضى به ذلك الى مثل هذه الامور او الى ما هو اشد من ذلك نعم قال رحمه الله تعالى فمنها تعظيمها الموقع في الافتتان به ولا ريب ولا ريب ان في ذلك من المفاسد ما يعجز عن حصره فمنها تعظيمها الموقع في الافتتان بها ومنها اتخاذها اعيادا ومنها السفر اليها ومنها مشابهة عبادة الاصنام بما يفعل عندها من العكوف عليها من العكوف عليها والمجاورة عندها وتعليق الستور عليها وسدانتها وعبادها يرجحون المجاورة عندها على المجاورة عند المسجد الحرام. فيرون استدانتها افضل من خدمة المساجد. والويل هم والويل عندهم لقيمها ليلة يطفأ القنديل المعلق عليها ومنها النذر لها ولسدنتها ومنها اعتقاد المشركين بها ان بها يكشف البلاء. وينصر على الاعداء ويستنزل غيث السماء تفرج الكروب وتقضى الحوائج وينصر المظلوم ويجار الخائف الى غير ذلك ومنها الدخول في لعنة الله ورسوله باتخاذ المساجد عليها وايقاظ السرج عليها. ومنها الشرك الاكبر الذي يفعل عندها ومنها ايذاء اصحابها بما يفعله المشركون بقبورهم فانهم يؤذيهم فانهم يؤذيهم ما يفعل عند قبورهم ويكرهونه غاية الكراهية. كما ان المسيح عليه السلام يكره ما يفعله النصارى عند قبره وكذلك عند قبره اي المزعوم عندهم والا عيسى عليه السلام رفعه الله الى السماء بل رفعه الله اليه لكن المراد بالقبر اي المزعوم عند هؤلاء نعم وكذلك غيره من الانبياء والاولياء والمشايخ يؤذيهم ما يفعله اشباه النصارى عند قبورهم ويوم القيامة يتبرع يقرأون منهم كما قال تعالى ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول اانتم اضللتم عبادي هؤلاء امهم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا ان نتخذ من دونك من اولياء ولكن متعتهم ولكن متعتهم واباءهم حتى الذكر وكانوا قوما بورا. قال الله تعالى للمشركين فقد كذبوكم بما تقولون. وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. وقال تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول الملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم هم بهم مؤمنون ومنها اماتة السنن واحياء البدع ومنها تفضيلها على خير البقاع واحبها الى الله. فان عباد القبور يقصدونها مع والاحترام والخشوع ورقة القلب والعكوف بالهمة على الموتى ما لا يفعلونه في المساجد ولا قريبا منه. نعم يعني يقع عند ولا من الخشوع والبكاء والذل والانكسار عند القبر او عند القبور ما لا يقع منهم نظيره او قريبا منه في وقوفهم في الصلاة بين يدي الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها ان الذي شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور انما هو تذكر الاخرة والاحسان الى المزور بالدعاء له والترحم عليه والاستغفار له وسؤال العافية له فيكون الزائر محسنا الى نفسه والى الميت. نعم هذه الزيارة الشرعية هذا شأنها. لان فيها احسان الى النفس بتذكر الاخرة واحسان الى الميت بالدعاء له بالمغفرة والرحمة. واما الزيارة الشركية القائمة على التعلق بالمقبورين فانها تؤذي الميت المزور وتؤذي الحي الزائر بل تضر الحي الزائر لان هذا فساد لدينه وخراب عقيدته فهي تؤذي الميت وتضر الحي الزائر اما الزيارة الشرعية فانها تنفع الزائر وتنفع المزور الذي هو الميت. ففيها احسان الى النفس واحسان الى الغير الذي هو الميت المزور نعم قال رحمه الله تعالى فقلب هؤلاء المشركون الامر وعكسوا الدين وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به وسؤاله حوائجهم واستنزال البركة منه. ونصره لهم على الاعداء ونحو ذلك. فصاروا مسيئين الى انفسهم للميت نعم ولهذا اصبحت حال هؤلاء في الظائقات والشدائد والكربات يذهبون الى تلك القبور المقصودة ويقدمون لها القرابين والنذور ويقفون امامها بهيئة الذل والخضوع والانكسار ويتوجهون الى المقبورين بالدعاء والسؤال يطلبون اه منهم حاجاتهم ويعتقدون فيهم ذلك انهم يفرجون الكربات ينفسون الضائقات يعتقدون فيهم ذلك ويقولون ليس من اولياء الله من يحول بينه وبين قضاء حاجات من من يقصده ذراعا او مترا من تراب يكون هذا التراب الذي دفن به لا يحول بين هذا الميت وبين قظاء الحاجات تتعلق قلوبهم به ويذلون ويخظعون له وينزلون به حاجاتهم. وطلباتهم وهذا كله كفر بالله عز وجل وشرك ناقل من الملة. لا يقبل الله سبحانه وتعالى من فاعله صلاة وولا صياما ولا صدقة ولا غير ذلك ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك. ولتكونن من الخاسرين. نعم قال رحمه الله تعالى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجال عن زيارة القبور سدا للذريعة. فلما تمكن التوحيد في قلوبهم اذن لهم في زيارتها على الوجه الذي شرعه. ونهاهم ان يقولوا هجرا ومن اعظم الهجر الشرك عندها قولا وفعلا وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فانها تذكر الموت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فاقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا اهل يغفر الله لنا ولكم انتم سلفنا ونحن بالاثر. رواه احمد والترمذي وحسنه فهذه الزيارة التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته وعلمهم اياها هل تجد فيها شيئا مما يعتمده اهل الشرك والبدع ام تجدها مضادة لما هم عليه من كل وجه؟ وما احسن ما قال ما لك بن انس رحمه الله لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها ولكن كلما ضعف تمسك الامم بعهود انبيائهم ونقص ايمانهم عوضوا عن ذلك بما احدثوه من البدع شرك ولقد جرد السلف الصالح التوحيد وحموا جانبه حتى كان احدهم اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اراد الدعاء استقبل وجعل ظهره الى جدار القبر ثم دعا. ونص على ذلك الائمة الاربعة انه يستقبل القبلة وقت الدعاء. حتى لا يدعو عند القبر فان الدعاء عبادة وفي الترمذي وغيره مرفوعا الدعاء هو العبادة. فجرد السلف العبادة لله ولم يفعلوا عند القبور منها الا ما اذن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعاء لاصحابها والاستغفار لهم والترحم عليهم واخرج ابو داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا عيدا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم واسناده جيد ورواته ثقات مشاهير وقوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور فامرا بتحري النافلة في البيوت ونهى عن تحري العبادة عند القبور. وهذا ضد ما عليه المشركون من النصارى واشباههم. ثمان في تعظيم القبور واتخاذها اعيادا من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها الا الله ما يغضب لاجله كل من في قلبه وقار لله وغيرة على التوحيد وتهجين وتقبيح للشرك. ولكن ما لجرح بميت ايلام فمن مفاسد اتخاذها اعيادا الصلاة اليها والطواف بها وتقبيلها واستلامها وتعفير الخدود على ترابها وعبادة اصحابها الاغاثة بهم وسؤالهم النصر والرزق والرزق والعافية وقضاء الديون وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وغير ذلك من انواع الطلبات التي كان عباد الاوثان يسألونها اوثانهم. فلو رأيت غلاة المتخذين لها عيدا وقد نزلوا عن الاكوار والدواب اذ اوهى من كل مكان بعيد فوضعوا لها الجباه وقبلوا الارض وكشفوا الرؤوس وارتفعت اصواتهم بالضجيج وتباكوا حتى تسمع لهم النشيد ورأوا انهم قد اربوا في في الربح على الحجيج فاستغاثوا بمن لا يبدئ ولا يعيد ونادوا ولكن من مكان بعيد حتى اذا دنوا منها صلوا عند القبر صلوا عند القبر ركعتين صلوا عند القبر ركعتين ورأوا انهم قد احرزوا من الاجر ولا اجر من صلى الى القبلتين. فتراهم حول القبر ركعا وسجدا يبتغون فضلا من الميت وانا وقد ملأوا اكفهم خيبة وخسرانا. فلغير الله بل للشيطان ما يراق هناك من العبرات. ويرتفع من ويطلب من الميت من الحاجات ويسأل من تفريج الكربات واغناء ذوي الفاقات ومعافاة ذوي العاهات والباليات ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالمين. ثم اخذوا في التقبيل والاستلام ارأيت ارأيت الحجر الاسود وما يفعل به وفد البيت الحرام؟ ثم عفروا لديه تلك الجباه والخدود التي يعلم الله ان انها لم تعفر كذلك بين يديه في السجود. ثم كملوا مناسك حج القبر بالتقصير هناك والحلاق. واستمتعوا بخلاقهم من ذلك الوفاء اذ لم يكن لهم عند الله من خلاق وقد قربوا لذلك الوثن وقد قربوا لذلك الوثن وقد قربوا لذلك وثني القرابين وكانت صلاتهم ونسكهم وقرباتهم لغير الله رب العالمين. فلو رأيتهم يهنئ بعضهم بعضا ويقول اجزى الله لنا ولكم اجرا وافرا وحظا. فاذا رجعوا سألهم غلاة المتخلفين ان يبيع احدهم ثواب حجة القبر بحج تخلفي الى البيت الحرام فيقول لا ولا بحجك كل عام. هذا ولم نتجاوز فيما حكيناه عنهم ولا استقصينا جميع ضلالهم اذ هي فوق ما يخطر بالبال او يدور في الخيال. وهذا مبدأ عبادة الاصنام في قوم نوح كما تقدم. وكل ومن شم ادنى رائحة من العلم والفقه يعلم ان من يعلم ان من اهم الامور سد الذريعة الى هذا المحظور وان صاحب الشرع اعلم بعاقبة ما نهى عنه وما يؤول اليه واحكم في نهيه عنه وتوعده عليه وان الخير والهدى في اتباعه وطاعته والشر والضلال في معصيته ومخالفته انتهى كلامه رحمه الله تعالى. يسر الله العافية نسأل الله العافية والمعافى الدائمة وان يعيذنا والمسلمين من الشرك والضلال. وان يحفظ علينا امننا وايماننا. وان يهدينا صراطا مستقيما وان يعيذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها. وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها قبل ان نختم الدرس انبه الجميع الى انه بعد قليل تقام صلاة الاستسقاء في النحر جميعا على اخذ اماكننا في الصف لان بعد قليل من الان ستقام الصلاة ولنحرص على الاقبال على الله في هذه الصلاة دعاء واستغفارا عسى الله عز وجل ان يفرج الكربات وان يغيث البلاد والعباد بمنه وكرمه الله سبحانه وتعالى يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه. نستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه. نستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره. علانيته وسرا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من صرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه. جزاكم الله خيرا