الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. يقول في كتابه في فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد في شرحه لباب ما جاء في كثرة الحلف قال رحمه الله اي من النهي عنه والوعيد قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى واحفظوا ايمانكم. قال ابن جرير لا تتركوها بغير تكفير وذكر غيره من المفسرين عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يريد لا تحلفوا وقال اخرون احفظوا ايمانكم عن الحنث لا تحنثوا والمصنف اراد من الاية المعنى الذي ذكره ابن عباس فان القولين متلازمان فيلزم من كثرة الحلف كثرة الحنف مع ما يدل عليه من الاستخفاف وعدم التعظيم لله وغير ذلك مما ينافي كمال التوحيد الواجب او عدمه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء في كثرة الحلف عقدها رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد تحذيرا من ذلك لما يترتب على كثرة الحلف من كثرة الحنف والحنث هو خلف اليمين وما يترتب ايضا على ذلك من عدم التعظيم الى المحلوف به سبحانه وتعالى والاستخفاف بشأن اليمين والحلف بالله وهذا يتنافى مع التوحيد الواجب الذي يستوجب من صاحبه ان يكون معظما لربه معظما لجنابه سبحانه وتعالى ولهذا من امور الايمان العظيمة وخصاله المهمة التي ينبغي ان يتحلى بها المؤمن حفظ اليمين كما قال الله سبحانه وتعالى واحفظوا ايمانكم والسلف رحمهم الله تعالى لهم في معنى حفظ اليمين قولان وكلاهما متلازمان احفظوا ايمانكم عن كثرة الحلف فلا تحلفوا واحفظوا ايمانكم عن الحنف في اليمين بان تخلفوا ما حلفتم عليه والامران متلازمان لان لانه يلزم من كثرة الحلف كثرة الحلف وهذا يتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه العبد من تعظيم لربه سبحانه وتعالى واذا غاب عن المرء التعظيم لله لم يبالي تجد ان بعض الناس ربما يكثر من الحلف بالله جل وعلا من اجل الريال والريالين والدرهم والدرهمين فيحلف على كل سلعة يبيعها يحلف عليها وعلى لسانه في بيعة وشراءه والله انها كذا والله انها كذا يحلف توفيقا للسلحة فاصبحت السلعة والمال هو المعظم عنده وهو المستولي على قلبه فيكثر من الحلف بالله سبحانه وتعالى تنفيقا سلعته غير مبال بما يستوجبه هذا المقام من التعظيم لله سبحانه وتعالى بترك الحلف وان لا يجعل الله عرظة ليمينه وغرظا لتنفيق سلعته فان هذا مما مما يتنافى مع التوحيد الواجب ويتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من تعظيم لربه ومولاه جل في علاه نعم قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب اخرجاه اي البخاري ومسلم واخرجه ابو داوود والنسائي. والمعنى ان انه اذا حلف على سلعته انه اعطي فيها كذا وكذا او انه اشتراها بكذا وكذا وقد يظنه المشتري صادقا فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها والبائع كذب وحلف طأ والبائع كذب وحلف طمعا في الزيادة فيكون قد عصى الله تعالى فيعاقب بمحق البركة. فاذا ذهبت بركة كسبه دخل عليه من النقص اعظم من تلك الزيادة التي دخلت عليه سبب حالفه وربما ذهب ثمن تلك السلعة رأسا وما عند الله لا ينال الا بطاعته. وان تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها محلال وذهاب وعقاب اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب اي ان سلعة البائع الذي يحرص على ترويجها بالاكثار من الحلف والله انها بكذا والله انها جديدة والله انها حسنة طيبة والله انها كذا ينفق سلعته فقد يقبل الناس على اه على سلعته شراء لها لهذا الحلف الذي يسمعونه منه فيجعلهم يطمئنون قيل مثلا سلامتها او فعدم غلاء قيمتها او نحو ذلك فتنفخ السلعة لكن يقابل ذلك محق البركة فيكون هذا الربح الزائد الذي حصله وهذا النفاق لسلعته الذي الذي ناله يترتب عليه محق البركة ومحق البركة يكون باحد امرين اشار اليهما الشارع رحمه الله تعالى اما بان يعتري هذا المال الذي حصله افة من جائحة او نحو ذلك فيفقده جملة او يبقى المال عنده يبقى هذا المال عنده وفي حوزته لكنه عديم البركة عديم البركة نزعت منه بركة المال والبركة هي النماء والزيادة في الخير فماذا جنى هذا المرء ماذا جنى هذا المرء عندما جعل الله عز وجل بظاعته في بيعه وشرائه ماذا جنى الا ان خسر ما كان ينبغي عليه ان يكون من تعظيم لمولاه جل وعلا وفي الوقت نفسه محقت البركة في في تجارته فهي تجارة لا بركة فيها. محقت البركة منها نعم قال المصنف رحمه الله تعالى عن سلمان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وشيم طن زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه رواه الطبراني بسند صحيح. قال رحمه الله وسلمان لعله سلمان الفارسي ابو عبد الله اسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد الخندق روى عنه ابو عثمان النهدي وشرحبيل ابن السمط وغيرهما قال النبي صلى الله عليه وسلم سلمان منا اهل البيت وقال ان الله يحب من اصحابه اربعة عليا وابا ذر وسلمان والمقداد رضي الله عنهم اجمعين. اخرجه الترمذي وابن ماجه. قال الحسن كان سلمان اميرا على ثلاثين الفا يخطب بهم في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه. قال ابو عبيدة سنة ست وثلاثين عن ثلاث مئة وخمسين سنة ويحتمل انه سلمان ابن عامر ابن اوس الضبي قوله ثلاثة لا يكلمهم الله نفعوا هنا في في فيما يتعلق بسلمان الفارسي قوله لعله سلمان في المعجم للطبراني صرح بان سلمان هو صرح بانه الفارسي رضي الله عنه وارضاه قوله قال ابو عبيد عن ثلاث مئة وخمسين سنة هذا ذكر المحققين من اهل العلم ومنهم الامام الذهبي رحمه رحمه الله تعالى انه لم يثبت ما يدل على ذلك لم يثبت ما يدل على ذلك بل قال الذهبي رحمه الله تعالى ما اراه اه بلغ المئة ما اراه بلغ المئة نعم قوله ثلاثة لا يكلمهم الله نفي كلام الرب تعالى وتقدس عن هؤلاء العصاة دليل على انه يكلم من اطاعه ان الكلام صفة من صفات كماله والادلة على ذلك من الكتاب والسنة اظهر شيء وابينه. وهذا هو الذي عليه اهل السنة والجماعة من المحققين قيام الافعال بالله سبحانه وتعالى وان الفعل يقع بمشيئته تعالى وقدرته شيئا فشيئا ولم يزل متصفا به فهو حادث الاحادي قديم النوع كما يقول ذلك ائمة اصحاب الحديث وغيرهم من اصحاب الشافعي واحمد وسائر الطوائف. كما قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فاتى بالحروف الدالة على الاستقبال والافعال الدالة على الحال والاستقبال ايضا وذلك في القرآن كثير قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فاذا قالوا لنا يعني النفاء حادث الاحاد كما في الاية الكريم ما يأتيه من ربهم اما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وآآ كون حادث الاحاد يعني تكلم بالتوراة ثم تكلم بالانجيل ثم تكلم للقرآن القرآن تكلم بسوره صورة تلو الاخرى اية تلو الاخرى هذا هو المعنى وقديم النوع اي ان الله سبحانه وتعالى لم يزل متصفا بالكلام يتكلم متى شاء سبحانه وتعالى بما شاء على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته وما يلزم وصف المخلوق بالكلام من نقص لا يلزم الله لان اللوازم التي تختص بالصفة باعتبار اتصاف المخلوق بها ليست لازمة للصفة باعتبار اتصاف الرب جل وعلا بها كما قال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع وهو السميع البصير. نعم قال رحمه الله قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فاذا قالوا لنا يعني النفاة فهذا يلزم ان تكون الحوادث قائمة به قلنا ومن انكر هذا قبلكم من السلف والائمة ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك مع صريح العقل. ولفظ الحوادث مجمل فقد يراد به الامراض والنقائص والله تعالى منزه عن ذلك. ولكن يقوم به ما يشاء من كلامه وافعاله ونحو ذلك. مما دل عليه الكتاب والسنة والقول الصحيح هو قول اهل العلم والحديث الذين يقولون لم يزل الله متكلما اذا شاء كما قال ابن المبارك واحمد بن حنبل خيرهما من ائمة الحديث انتهى وغيرهما من ائمة السنة انتهى. قلت ومعنى قيام الحوادث به تعالى قدرته عليها وايجاده لها بمشيئته وامره والله اعلم. هذه المسألة آآ قيام الحوادث جر اليها الكلام هنا اما يتعلق باثبات صفة الكلام ما يتعلق باثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى قيام الحوادث هذه هذه الكلمة مصطلح حادث. المصطلح في حد ذاته حادث وهو لفظ مجمل لفظ مجمل كما اشار آآ الشارح نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ولفظ الحوادث مجمل لفظ مجمل يراد به معاني صحيحة مثل ثبوت الاستواء الكلام والنزول وغير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية ويراد به معاني غير صحيحة غير لائقة بالله سبحانه وتعالى كلها ينتظمها هذا اللفظ وطريقة اهل السنة في مثل هذه الالفاظ المجملة المحتملة لمعاني صحيحة معاني غير صحيحة ايقاف اللفظ وتفسير المعنى وتفسير المعنى بمعنى اذا قال القائل هل الحوادث قائمة بالله يقال له ماذا تريد بهذا اللفظ؟ ان كان ان كنت تريد ان الله عز وجل مستو على عرشه وانه يتكلم متى شاء وانه متصف بصفاته الفعلية اللائقة بجلاله وكماله فهذه صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى ونسميها صفات لله ونسميها افعال لله جل وعلا كما جاءت تسميتها بذلك في النصوص وان كان يريد بهذه اللفظة معان غير صحيحة وغير لائقة بالله سبحانه وتعالى فيكون آآ ما اراده مردود والله سبحانه وتعالى منزه عنه فالحاصل ان هذه اللفظة لفظة مجملة والقاعدة فيها ايقاف مثل هذه الالفاظ والتفسير في المعنى مثل ما اشار اه نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية قال ولفظ الحوادث مجمل قد يراد به الامراظ والنقائص والله منزه عنها وقد يراد به صفاته ولهذا قال ولكن ولكن آآ يقوم به ما شاء من كلامه وافعاله قد يراد به صفاته التي تليق بجلاله فهذه ثابتة لله عز وجل على الوجه اللائق به نعم قال رحمه الله قوله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم لما عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم فعوقبوا بهذه الثلاث التي هي اعظم العقوبات قوله شيمط زان صغره تحقيرا له وذلك لان داعي المعصية ضعف في حقه فدل على ان الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور وعدم خوفه من الله. وضعف الداعي الى المعصية مع فعلها يوجب تغليظ العقوبة عليه. بخلاف الشاب فان قوة داعي الشهوة منه قد تغلبه مع خوفه من الله. وقد يرجع على نفسه بالندم ونومها على المعصية فينتهي ويراجع. نعم كل منهما الشاب او الاشيمط اذا حصل منهما الزنا فهو اثم وكبيرة من كبائر الذنوب بل هو من اه اكبر من اكبر الكبائر واعظمها والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون لكن وقوعه من الكبير كبير السن اشنع ولهذا كانت عقوبته اعظم المعصية تغلظ عقوبتها تغلب عقوبتها باعتبارات باعتبار الفاعل تارة وتارة باعتبار الزمان وتارة باعتبار المكان وتارة باعتبار الحال فتغلب الا المعصية بحسب الاعتبارات المتنوعة ولهذا الزنا من الكبير اعظم عقوبة عند الله سبحانه وتعالى من الزنا من الشاب لان الكبير ظعفت فيها الشهوة والشاب في صراع مع ثورة شهوته. ففرق بينهما وهذا الكبير الذي ظعفت شهوته ويفعل الزنا والعياذ بالله فهذا دليل على فجوره وان الذي هيج فيه ارتكاب هذه الفاحشة ليس مجرد ثوران الشهوة فيه وانما ما قام فيه من الفجور وعدم التعظيم لله سبحانه وتعالى وعدم الخوف منه جل في علاه نعم قال رحمه الله وكذلك العائل المستكبر ليس له ما يدعوه الى الكبر لان الداعي الى الكبر في الغالب كثرة المال والنعم والرياضة والعائل الفقير لا داعي له الى ان يستكبر فاستكباره مع عدم الداعي اليه يدل على ان الكبر طبيعة له كامل في قلبه فعظمت عقوبته لعدم الداعي الى هذا الخلق الذميم الذي هو من اكبر المعاصي. نعم. العائل اي الفقير المستكبر الذي يتكبر على الناس والذي يوجب التكبر ما عند المرء من رئاسة او مال وهذا فقير لا رئاسة له ولا مال ومع ذلك يتكبر على الناس فحصول التكبر الذي هو من من عظيم الاثام وكبائر الذنوب في مثل هذا الرجل بدون وجود الموجب له وهو الرئاسة او المال دليل على خبثه وتأصل الشر فيه حيث تحرك فيه التكبر والتعالي على الناس دون ان يقوم فيه الموجب لان من الناس من يقوم فيه الموجب مثل الرئاسة او المال الكثير ويبقى في صراع مع نفسه فقد تدفعه رئاسته او ماله الى ان يتكبر على من دونه واما الفقير الذي لا مال عنده ولا رئاسة عنده ليس هناك موجب يدفعه او سبب يدفعه الى ان يتكبر فاذا وجد منه التكبر صار صارت العقوبة عليه في تكبره اعظم من عقوبة الذي تكبر بسبب وجود الرئاسة او او المال او نحو ذلك لان ذاك تكبر لوجود الداعي وهزمه الداعي فتكبر واما هذا تكبر بدون وجود داعي وبدون صراع مع النفس لوجود موجب التكبر في نفسه فعدم وجود الموجب وحصول التكبر مع عدم وجود الموجب هذا اعظم من حصوله مع وجود موجب التكبر الذي هو الرئاسة او المال نعم قال رحمه الله قوله ورجل جعل الله بضاعته بنصب الاسم الشريف اي الحلف به جعله بضاعته لملازمته له وغلبته عليه هذا هو الشاهد من الحديث للترجمة نعم. وهذه اعمال تدل على ان صاحبها ان كان موحدا فتوحيده ضعيف واعماله ضعيفة بحسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك المعاصي العظيمة على قلة الداعي نسأل الله السلامة والعافية ونعوذ بالله من كل عمل لا يحبه ربنا ولا يرضاه. قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن عمران ابن حصين رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا ادري ذكر بعد قرنه مرتين او ثلاثة ثمان بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون يخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السما. نعم قال يشهدون ولا يستشهدون يعني دون ان يطلب منهم الشهادة ويخونون ولا يؤتمنون وينظرون ولا يوفون وهذه خصال المنافق كما في الحديثات المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الصحيح اي صحيح مسلم واخرجه ابو داوود والترمذي ورواه البخاري بلفظ خيركم قوله خير امتي قرني لفضيلة اهل ذلك القرن في العلم والايمان والاعمال الصالحة التي يتنافس فيها المتنافسون ويتفاضل فيها يعاملون فغلب الخير فيها وكثر اهله وقل الشر فيها واهله واعتز فيها الاسلام والايمان وكثر فيها العلم والعلماء ثم الذين يلونهم فضلوا فضلوا على من بعدهم لظهور الاسلام فيهم وكثرة الداعي اليه والراغب فيه والقائم به وما ظهر فيه من البدع انكر واستعظم وازيل. كبدعة الخوارج والقدرية والرافضة. فهذه البدع وان كانت قد ظهرت فاهلها في غاية الذل والمقت والهوان والقتل في من عاند منهم ولم يتب قوله فلا ادري ذكر بعد قرنه مرتين او ثلاثة هذا شك من راوي الحديث عمران ابن حصين رضي الله عنه والمشهور في الروايات من القرون المفضلة ثلاثة. الثالث دون الاولين في في الفضل. لكثرة ظهور البدع فيه لكن العلماء متوافرون. والاسلام فيه ظاهر والجهاد فيه قائم ثم ذكر ما وقع بعد القرون الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الاهواء فقال وقوله عليه الصلاة والسلام خير امتي او خيركم كما في اللفظ الاخر قرن يدل على عظيم فضل الصحابة رضي الله عنهم ورفيع مكانتهم وانهم افظل امة محمد عليه الصلاة والسلام ويدل ايضا من جهة اخرى ان من لم يعرف للصحابة قدرهم ويرعى لهم مكانتهم رظي الله عنهم وارضاهم فانه ينفصم تماما عن الخيرية ينفصم تماما عن الخيرية لان ائمة الخير والقدوة فيه لا مكانة لهم عنده ولا منزلة فيكون هذا انفصام عن الخيرية وشاهد ذلك في قول الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان من لم يعرف لهم سبقهم وفضلهم وامامتهم ومكانتهم العلية في الدين وانهم نقلة هذا الدين للامة وحملته فان هذا يكون انفصاما عن خير ممن كان كذلك فلا يكون المرء من اهل الخير الا معرفة فضل الصحابة رضي الله عنهم ومجاهدة مجاهدة النفس على حسن التأسي بهم والاتباع لمنهاجهم فكلما كان بهم اشبه كان الى الخير اقرب. نعم قال رحمه الله فقال ثم ان بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون لاستخفافهم بامر الشهادة وعدم تحريهم للصدق وذلك لقلة دينهم في اسلامهم قوله وهذا الذم لهؤلاء يشهدون ولا ولا يستشهدون يعني لا تطلب منهم الشهادة اه الذم الذي اه الذم الذي لهؤلاء في قوله يشهدون ولا يستشهدون محمول على الشهادة بالباطل محمول على الشهادة بالباطل واما الشهادة بالحق عند الحاجة اليها منهي عن كتمانها ولا تكتموا الشهادة لكن المراد هنا الشهادة بالباطل. ولهذا جاء في بعض الالفاظ ما يدل على ذلك يعني ما يدل على ان شهادتهم هذه التي يسارعون اليها ويبادرون اليها ويقدمونها ويدلون بها دون ان يطلب منهم قائمة على الكذب والباطل ولهذا جاء في بعض الفاظ آآ الحديث قال ثم يفشوا فيهم الكذب قال ثم يفشوا فيهم الكذب حتى يشهد الرجل ولا يستشهد حتى يشهد الرجل ولا يستشهد لفسوء الكذب فيهم فقوله يشهدون ولا يستشهدون هذا محمول على الشهادة بالباطل القائمة على الكذب والجور نعم قال رحمه الله قوله ويخونون ولا يؤتمنون يدل على ان الخيانة قد غلبت على كثير منهم او اكثرهم قوله وينذرون ولا يوفون اي لا يؤدون ما وجب عليهم فظهور هذه الاعمال الذميمة يدل على ضعف اسلامهم وعدم ايمانهم قوله ويظهر فيهم مسلما لرغبتهم في الدنيا ونيل شهواتهم والتنعم بها وغلبتهم عن الدار الاخرة والعمل لها ويظهر فيهم السمن لرغبتهم في الدنيا ونيل شهواتهم والتنعم بها وغفلتهم عن الدار الاخرة والعمل لها. وفي حديث انس رضي الله عنه لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم. قال انس رضي الله عنه سمعته من نبيكم الله عليه وسلم فما زال الشر يزيد في الامة حتى ظهر الشرك والبدع في كثير منهم حتى في من ينتسب الى العلم تصدروا للتعليم والتصنيف قلت بل قد دعوا الى الشرك والضلال والبدع وصنفوا في ذلك نظما ونثرا فنعوذ بالله من موجبات غضبه قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قري ثم الذين ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة احدهم يمينه ويمينه شهادته قال الشارح رحمه الله قلت وهذه حال من صرف وهذه حال من صرف رغبته الى الدنيا. قال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار. نعم قال الشارح قلت وهذه حال من صرف رغبته الى الدنيا ونسي هي المعاد فخف امر الشهادة واليمين عنده تحملا واداء لقلة خوفه من الله وعدم مبالاته بذلك وهذا هو الغالب على الاكثر يبتلي والله المستعان. فاذا كان هذا قد وقع في الصدر الاول ففيما بعده اكثر باضعاف فكن من الناس على حذر قال المصنف رحمه الله تعالى وقال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار. قوله قال ابراهيم هو النخعي كانوا يضربون على الشهادة والعهد ونحن صغار وذلك لكثرة علم التابعين وقوة ايمانهم ومعرفتهم بربهم وقيامهم بوظيفة الامر بالمعروف والنهي والنهي عن المنكر لانه من افضل الجهاد ولا يقوم الدين الا به. وفي هذا الرغبة في تمرين الصغار على طاعة ربهم ونهيهم عما يضرهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. الحاصل في هذه الترجمة ان الشريعة جاءت بالنهي عن كثرة الحلف لان الحلف مبناه على التعظيم لله سبحانه وتعالى ومن التعظيم لله عز وجل الا يكثر المرء من الحلف والا يجعل الله عرظة يمينه ومنفقة سلعته فان هذا مما يتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من التعظيم لله جل وعلا. وهذا يتنافى مع اه التوحيد الواجب وكثرة الحلف تجر الى كثرة الحنف في الحلف وهذا ايضا مما يتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه الحالف من تعظيم لله جل وعلا وكما ان المرء في نفسه ينبغي ان يكون على حذر من كثرة الحلف فانه في الوقت نفسه ينبغي ان ينشأ الصغار ويربى الصبيان على التعظيم لله جل وعلا وان يجنبوا ويحذروا من كل من كل الامور المنافية للتعظيم لله سبحانه وتعالى حتى تكون نشأتهم نشأة قوية قائمة على التعظيم لله سبحانه وتعالى والتتميم للتوحيد والتكميل له. ولهذا قال ابراهيم وهو النخعي رحمه الله تعالى قال كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار وهذا من السلف رحمهم الله تربية تربية الناشئة والصغار على النشوء على التعظيم لله جل وعلا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلح لنا اجمعين النية والذرية والعمل. وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين مؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على فمن عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه