الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال قبحا لمن نبذ القرآن وراءه. واذا استدل يقول قال الاخطل. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الناظم رحمه الله تعالى لما بين الابيات التي قبل هذا البيت عقيدة اهل السنة والجماعة في اسماء الله وصفاته وبين قاعدتهم في هذا الباب وهي اعتمادهم على الدليل وانهم يقولون قال الله جل جلاله قال المصطفى الهادي اي انهم يعتمدون على ما جاء في كتاب الله عز وجل وما جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وانهم في جميع ايات الصفات ونصوص الصفات يمرونها كما جاءت لا يخوضون فيها بتأويل ولا يخوضون فيها بتخيلات ومحاولة لمعرفة كيفيات صفات الباري جل وعلا وانهم يعتمدون بنصوص الصفات على ما جاء من طريق النقلة الثقات العدول وانهم يجعلون العهدة في ذلك على النقلة يردون عهدتها الى نقلتها وانهم يصونون صفات نصوص صفات الله جل وعلا عن كل ما يتخيل عن كل ما يدور في خيال الانسان ومعنى يصونونها ان يحمونها ويقونها من ذلك ويبعدونها عن ذلك لما انهى رحمه الله تعالى بيان عقيدة اهل السنة وقاعدتهم في هذا الباب حذر تحذيرا بليغا من طريقة ممن يعرظ عن كتاب الله وعن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن يجعل او يتخذ القرآن وراءه ظهريا لا يحتج به ولا يعتمد عليه ولا يرد موارد النزاع اليه بل ينبذ القرآن والعياذ بالله وراءه ويعتمد على آآ اما عقله او على بيت من الشعر او ابيات من الشعر او على رأيه او على ذوقه او ما تمليه عليه الشياطين او غير ذلك معرضا عن كتاب الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا قال في القرآن الكريم ولما جاءهم رسول مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ونبذ الكتاب له صور منها الاعراض عنه الاعراض عن كتاب الله وعدم التعويل عليه وعدم الالتفات اليه والى احكامه وعدم رد موارد النزاع فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا عدم رد موارد النزاع الى كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فالناظم رحمه الله تعالى يحذر في هذا البيت من طريقة من يعرض عن كتاب الله ومن اعرض عن كتاب الله باي شيء يؤمن فباي حديث بعده يؤمنون اذا اعرض عن كتاب الله سبحانه وتعالى باي شيء يؤمن الايمان في كتاب الله الدين في كتاب الله الشرع كله وحي الله الدين ما شرعه الله سبحانه وتعالى فاذا نبذ كتاب الله واعرظ عنه ولم يلتفت اليه فبأي شيء يؤمن الانسان واين وجود الايمان وحقائق الدين اذا لم تكن موجودة في كتاب رب العالمين الذي يهدي للتي هي اقوم فهو رحمه الله تعالى يحذر من هذه الطرائق اشد التحذير يحذر من هذه الطرائق اشد التحذير ومن ينبذ كتاب الله نبذ المعين الصافي الذي يتلقى منه دين الله سبحانه وتعالى نبذ المعين الصافي الذي يتلقى منه دين الله سبحانه وتعالى ومن ينبذون التلقي من كتاب الله جل وعلا فانهم ييممون نحو مصادر شتى فمنهم من يجعل مصدره في التلقي عقله منهم من يجعل مصدره في التلقي ذوقه ووجده منهم من يجعل مصدره بالتلقي القصص والحكايات والمنامات والاخبار منهم من يجعل مصدره في التلقي التجارب جربنا او جرب شيوخنا او نحو ذلك منهم من يجعل مسفره في التلقي اشعار الشعراء الى غير ذلك من الامور التي جعلت مصادر للتلقي ولما اتخذ هؤلاء هذه الاشياء مصادر يتلقون منها دينهم اصبحوا طرائق قددا ومذاهب شتى قلوبا متفرقة وعقائد متباينة واكرم الله سبحانه وتعالى من كان تعويلهم على كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالاعتقاد الصافي والدين الكامل والمحبة والائتلاف والاجتماع على الحق والهدى ولهذا يقال لاهل هذا الطريق اهل السنة والجماعة لان السنة تجمع ويقال لغيرهم اهل البدعة والفرقة لان الفرقة لان البدعة تفرق فهؤلاء افترقوا فرق شتى بسبب تنوع المصادر التي يتلقون منها عقائدهم واديانهم وسلم الله جل وعلا اهل السنة وبرأهم جل وعلا وهو المان المتفضل من ذلك كله قال رحمه الله تعالى قبحا لمن نبذ القرآن وراءه قبحا اي اقبح بحاله فهي حال ذميمة قبيحة غاية القبح بعيدة عن الحق والهدى ونيل الصواب قبحا لمن نبذ القرآن وراءه نبذ القرآن وراءه نبذه اي القاه واعرظ عنه ولم يلتفت اليه واذا احتج عليه باية من كتاب الله او بحديث من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض ولا يرفع لذلك رأسا ولا يلقي لذلك بالا واذا اراد هو ان يحتج لا يحتج بالاية ولا بالحديث وانما يحتج ما ارتضاه مصدرا لتلقيه بما ارتضاه مصدرا لتلقيه ولا يلتفت لكتاب الله سبحانه وتعالى فلنلاحظ هذا في هذين الجانبين اذا استدل عليه باية او حديث اعرض ولم يتقبل واذا اراده ان يستدل لا يستدل بالاية والحديث وانما يستدل بما ارتضاه منهجا له في الاستدلال ولهذا كتبهم في العقائد خالية من ذكر الايات والاحاديث تجده يقول يؤلف في العقيدة ولا ترى في كتابه اية او حديث واذا اورد اية او حديثا يوردها كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ايراد من قصد ردها اصلا مثلا يقرر نفي علو الله بالعقل والمنطق والفلسفة ثم اذا انتهى من ذلك قال فان قيل لك الرحمن على العرش استوى قل له كذا اذا قوله الرحمن على العرش استوى لم يوردها ايراد من اراد ان يستدل بها وانما اوردها ارادة من قصد ردها اصلا ورد ما دلت عليه من اثبات علو الله سبحانه وتعالى ولما كان القوم بهذه الطريقة وهذا البعد عن كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متلوثين بتلك العقائد عندما يحتج عليهم بالاية يظهر عليهم الكراهية وعدم الارتياح ومن ذلكم ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة ذكر انه جمعه مجلس مع بعض اصحابه باحد المتكلمين يقول فدار بحث بمسألة علم الكلام وهي المسألة التي عقد هذا البيت اصلا او اصالة في بيان قبح من اعرضوا عن كتاب الله سبحانه وتعالى بتقرير العقيدة الصحيحة في كلام الله الى الاستدلال بقول شاعر نصراني يقول جمعنا مجلس احد هؤلاء المتكلمين يقول فقال ذلك المتكلم في اثناء البحث لهذه المسألة انا اقول ان القرآن كلام الله كلام الله لكن اعطوني الدليل الصريح انه تكلم ويتكلم اعطوني دليل ولا نوم من كلام الله طبعا هم يضيفون الكلام الى الله ولهم فيه مقصد قال اعطوني الدليل على انه تكلم وتكلم صراحة نص صريح انه تكلم ويتكلم يقول فقال احد الحاضرين من اصحابنا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا تكلم الله بالوحي وقالت عائشة رضي الله عنها ولشأني في نفسي احقر من ان يتكلم الله في بوحي يتلى اراد هاتين الكلمتين نصا من الدليل فاعطاه الدليل تكلم ويتكلم يقول فاعرض بوجهه كأنما ذاق اخبث طعم او شم انت نريح فعرظ بوجهه كأنما ذاق اخبث طعم او سمى انت نريه والذي ذكر له احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لما كانت هذه الاحاديث مصادمة هذه العقيدة المتراكمة في صدره اعرض عن احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الاعراب فمن كانت هذه حالهم قبحا لهم واي خير يكون في من يعرض عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مثل هذا الاعراض ثم يا يرتاح ان يقول في الاستدلال ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل الفؤاد على اللسان دليلا قال الشاعر ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا والاية والحديث يعرض عنها من كانت هذه حاله فقبحا له ثم قبحا قال قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطلو واذا استدل يقول قال الاخطل اذا اراد ان يستدل يقول قال الاخطري الناظم هنا لا يحدد استدلالهم بهذا الذي ذكره وانما يذكره كمثال فقط لطريقتهم في الاستدلال مثال من قبائح الامثلة الكثيرة عند هؤلاء لا يحدد في هذا النوع وانما هذا مثال مثال من الامثلة القبيحة عندهم عندما يريد ان يستدل المستدل منهم يعرض عن الكتاب والسنة ثم اذا اراد ان يستدل يقول قال الاخطل او يقول اه مثلا الذي اراه بعقلي هو كذا او يقول انا عندي رؤية منامية تخالف ذلك او يقول مثلا عندنا قصة او مشائخنا عندهم تجارب او غير ذلك. يترك القرآن والسنة ويخوض بامور اخرى يصادم ويعارض بها كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فالناظم هنا لا يريد ان يحدد بهذا الامر وانما يذكر مثال من الامثلة التي توضح قبح ما عليه هؤلاء يقول واذا استدل يقول قال الاخطلو هذا البيت سبق ان اشرت الى ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اورده في مجموع فتاواه في مأرظ كلامه رحمه الله تعالى على بدعة المتكلمين فيما يتعلق بكلام الله سبحانه وتعالى ومشيرا الى طريقتهم في الاستدلال وفي ثنايا ذلك اورد رحمه الله تعالى هذا البيت بمجموع فتاواه رحمه الله تعالى بالمجلد الثاني صفحة ثلاثة واربعين قال ولهذا كان مما يشنع به على هؤلاء انهم احتجوا في اصل دينهم ومعرفة حقيقة الكلام كلام الله وكلام جميع الخلق بقول شاعر نصراني يقال له الاخطل شاعر نصراني يقال له الاخطل هذا الشاعر النصراني الذي يقال له الاخطأ اسمه غياث ابن غوث التغلبي وهو توفي سنة اثنين وتسعين ذكر في ترجمته انه كان سليط اللسان وذكر في ترجمته انه كان مدمن للخمر اضف الى ذلك انه نصراني ليس مسلم ويمكن ان تطالع ترجمته في البداية والنهاية لابن كثير وغيرها من كتب التاريخ والتراجم فالرجل ذكر في ترجمته انه كان سليط اللسان وكان مدمنا للخمر ثم هو مع ذلك نصراني ليس بمسلم ليس بمسلم ثم ترى القوم بهذا القبح يتركون الاية والحديث واذا ارادوا الاستدلال يقولون قال الاخطب اذا ارادوا الاستدلال يقولون قال الاخطل نعود لكلام شيخ الاسلام يقول بقول شاعر نصراني يقال له الاخطل ومن لطائف التي سينبه عليها ابن تيمية ان الخطل في اللغة الخطأ من معانيه وهذه من الموافقات يقول بقول شاعر النصراني يقال له الاخطل ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا وقد قال طائفة ان هذا ليس من شعره وبتقدير ان يكون من شعره فالحقائق العقلية او مسمى لفظ الكلام الذي يتكلم به جميع بني ادم لا يرجع فيه الى قول الف شاعر فاضل دع ان يكون شاعرا نصرانيا الان امثل لكم لو اراد انسان او لو نعم اتجه انسان الى ان يثبت اليد ما هي وقال لهم الان انا اجيب لكم بيت لشاعر نصراني يثبت لكم اليد ماذا تظنون في عقل مثل هذا الانسان ربما يقول له من عنده انت صاحي ولا فاقد للعقل اليد ما نحتاج فيها لا لالف شاعر مسلم فظلا ان تأتينا بشاعر هذي اشياء حقائق معروفة مسمى اليد ومسمى الكلام هذه اشياء معروفة ما يحتاج فيها الى شعر شاعر نصراني فضلا عن الف شاعر مسلم او فرض ما تحتاج الى ذلك لكنهم لما وقعوا في هواء تلمسوا شيئا ينصرون به هو اهم فلم يجدوا الا هذا البيت اليتيم لشاعر نصراني فاصبح في عامة كتبهم في الاعتقاد لا يخلو منه كتاب كل من يقول ببدعة الكلابية في علم الكلام في كلام الله سبحانه وتعالى وهي تقسيم الكلام الى نفسي ولفظي وان الذي يضاف الى الله من الكلام انما هو النفسي واما اللفظي الذي له حروف و كلمات هذا ليس كلام الله وانما عبارة او حكاية عن كلام الله هذه البدعة لما تطلبوا دليلها لم يجدوا الا هذا البيت اليتيم مثل انهم لما تأولوا صفة الاستواء بالاستيلا بحثوا عن مستند فلم يجدوا الا بيتا يتيما قال فيه قائله قد استوى بشر على العراق يقول وقد قال طائفة ان هذا ليس من سعره وبتقدير ان يكون من شعره فالحقائق العقلية او مسمى لفظ الكلام الذي يتكلم به جميع بني ادم لا يرجع فيه الى قول الف شاعر فاضل الف شاعر فاضل دع ان يكون شاعرا نصرانيا اسمه الاخطل والنصارى قد عرف انهم يتكلمون في كلمة الله بما هو باطل والخطل في اللغة هو الخطأ في الكلام وقد انشد فيهم المنشد قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل وجاء ايضا في مجموع فتاواه قال واما البيت الذي يحكى عن الاخطل انه قال ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فمن الناس من انكره. الان اريد ان تتابعوا معي لان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى سيذكر وجوها في رد استدلالهم بهذا البيت فلنتأمل في كلامه رحمه الله ونجمع هذه الوجوه في رد استدلال من استدل بهذا البيت قال فمن الناس من انكر ان يكون هذا من شعره هذا وجه من وجوه الرد وقالوا انهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه وهذا يروى عن محمد ابن الخشاب يقول فتشت في ديوان الاخظل لم اجد هذا البيت فهذا اولا يعني نسبته الى قائله اه مشكوك فيها وقال بعضهم لفظه ان البيان لفي الفؤاد بعضهم يقول انه مصحف وحرف وان الاصل ان البيان لفي الفؤاد ليست ان الكلام لفي الفؤاد وانما البيت حرف هذا وجه ثاني وجه اخر قال ولو احتج محتج بمسألة بحديث اخرجاه في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم لقالوا هذا خبر واحد لقالوا هذا هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول وهذا البيت الذي جعلوه عمدة لهم لم يثبت نقله عن قائله باسناد صحيح لا واحد ولا اكثر من واحد فاذا كان حديث في الصحيحين لا يوافق عقيدتهم يقول هذا خبر احد ولا يحتج به بالاعتقاد. يقول هذا الان البيت الذي جعلوه عمدة لهم لم ينقله لا واحد ولا غير واحد ومع ذلك جعلوه عمدة وهو بيت ولشاعر نصراني هذه كلها كل هذه وجوه في الرد ووجوه في بيان قبح صنيع هؤلاء وعملهم الشنيع قال فكيف يثبت فكيف يثبت به ادنى شيء من اللغة؟ فضلا عن مسمى الكلام ثم يقال هذا وجه اخر مسمى الكلام والقول ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه الى قول شاعر فان هذا مما تكلم به الاولون والاخرون من اهل اللغة وعرفوا معناه في لغتهم كما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل ما يحتاج في هذه الالفاظ الكلام اليد الرجل ان يبحث الانسان لبيان معناها بقول شاعر قال وايظا وجه اخر الناطقون باللغة قال فالناطقون باللغة يحتج باستعمالهم للالفاظ في معانيها لا بما يذكرونه من الحدود فان اهل اللغة الناطقين لا يقول احد منهم ان الرأس كذا يعرفه واليد كذا والكلام كذا واللون كذا بل ينطقون بهذه الالفاظ دالة على معانيها فتعرف لغتهم من استعمالهم فعلم ان الاخطل هذا ايضا وجه فالرد علم ان الاخطل لم يرد بهذا ان يذكر مسمى الكلام يعني البيت اصلا ليس فيه حجة له. مع كل هذه الامور البيت نفسه ليس حجة لهم بل عليهم يقول فعلم ان الاخطر لم يرد بهذا ان يذكر مسمى الكلام يعني لما قال ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان الفؤاد دليلا لم لم يرد ان يبين بهذا البيت او يعرف بهذا البيت ان مسمى الكلام هو الكلام النفسي ما اراد ذلك يقول فعلم ان الاخطر لم يرد بهذا ان يذكر مسمى الكلام ولا احد من الشعراء يقصد ذلك البتة وانما اراد ان كان قال ذلك ما فسره به المفسرون للشعر اي اصل الكلام من الفؤاد وهو المعنى فاذا قال الانسان بلسانه ما ليس في قلبه فلا تثق به يعني اذا كان الانسان يتكلم ليس من قلبه وانما من طرف لسانه هذا لا يوثق ولهذا يقولون الكلمة اذا خرجت من القلب دخلت القلب وانما اراد ان كان قال ذلك ما فسره به المفسرون للشعر اي اصل الكلام من الفؤاد وهو المعنى فاذا قال الانسان بلسانه ما ليس في قلبه فلا تثق به وهذا كالاقوال التي ذكرها الله عن المنافقين ذكر انهم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم. ولهذا قال اي الاخطل فالبيت الذي قبل هذا البيت ولهذا قال لا يعجبنك من اثير لفظه لا يعجبنك من اثير لفظه حتى يكون مع الكلام اصيلا ما مراده هنا بقول مع الكلام النفسي او اللفظي حتى يكون مع الكامل. لما تسمع من متكلم كلاما لا تغتر بلفظة حتى يكون مع الكلام اصيلا ما ما مراده مع الكلام الكلام الذي تسمعه منه فاطلق الكلام واراد الذي يسمع وهذا هو الذي يعرف باطلاق الكلام في لغة العرب قال ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا. نهاه ان يعجب بقوله الظاهر حتى يعلم ما في قلبه من الاصل. يعني ان هذا نابع من القلب ولهذا قال حتى يكون مع الكلام اصيلا. وقوله مع الكلام دليل على ان اللفظ الظاهر قد سماه كلاما وان لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبه سماه كلاما وان لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبها النفس الشاعر الذي يستدلون به يسمى اللفظ الظاهر كلاما وهذا حجة عليهم فقد اشتمل شعره على هذا وهذا بل قوله مع الكلام مطلق وقوله ان الكلام لفي الفؤاد اراد به اصله ومعناه المقصود به واللسان دليل على ذلك فما فمن احتج فمن احتاج الى ان يعرف مسمى الكلام في لغة العرب والفرس والروم والترك وسائر اجناس بني ادم بقول شاعر فانه من ابعد الناس عن معرفة طرق العلم ثم هو يعني هذا الشاعر الاخطل من المولدين هذا وجه اخر وليس من الشعراء القدماء ايضا وجه اخر وهو نصراني كافر مثلث هذا وجه اخر من زهور رد واسمه الاخطل والخطل فساد في الكلام وهو نصراني والنصارى قد اخطأوا في مسمى الكلام فجعلوا المسيح القائم بنفسه هو نفس كلمة الله. جعلوا عيسى عليه السلام هو نفس الكلمة كلمة الله جل وعلا فهذه وجوه كثيرة ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ابطال احتجاج من يحتج في الاعتقاد بهذا البيت معرضا عن كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه اورد ابن قدامة رحمه الله في كتابه العلو وكذلك الذهبي في كتابه العلو عن ابي المعالي اسعد بن المنجى قال كنت يوما عند الشيخ ابي البيان رحمه الله تعالى فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الامين فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما ويحك الحنابلة اذا قيل لهم ما الدليل على ان القرآن بحرف وصوت قالوا قال الله كذا وقال رسوله صلى الله عليه وسلم كذا وسرد الشيخ الايات والاخبار سردها في المجلس الايات التي فيها دلالة على ان الكلام كلام الله بحرف وصوت وسرد الشيخ الايات والاخبار وانتم اذا قيل لكم ما الدليل على ان القرآن معنى في النفس قلتم؟ قال الاخطل ان الكلام لف الفؤاد ايش هذا الاخطلن النصراني؟ هكذا يقول ايش هذا الاخطل ايش هذا الاخطر يكون نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم السنة الكتاب والسنة هذا مثل قول الناظم هنا قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال رحمه الله ايش هذا الاخطل وقلت لكم ان كل هؤلاء القائلين بالكلام النفسي عمدتهم هذا البيت لا يخلو منه كتاب من كتبهم فيقال لهم مثل ما قال ايش هذا الاخطل نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة تعود اصل نشأت هذه البدعة اصل نشأة هذه البدعة بدعة الكلام النفسي واول من نشأت على يديه هذه البدعة ولم تعرف عن احد قبله ابن كلاب هو اول من نشأت على يديه هذه البدعة ويمكن ان يطالع في ذلك وطريقة نشأة هذه البدعة على يديه مقدمة كتاب الرد على من انكر الحرف والصوت السدسي رحمه الله تعالى ذكر تلخيصا جميلا في بيان كيف نشأت هذه البدعة على يد هذا الرجل وابن كلاب نشأ محاولا ان يجمع بين الايات والاحاديث التي يستدل بها اهل السنة والجماعة والتوفيق بينها وبين العقل الذي يعتمد عليه علماء الكلام اقول العقل الذي يعتمد عليه علماء الكلام اما العقل الصحيح لا يتعارض مع كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فكان يوما في مناظرة اعني ابن كلاب مع بعظ المعتزلة في صفة الكلام في صفة الكلام وكان ابن طلاب يقول الكلام كلام الله يضيف الكلام الى الى الله سبحانه وتعالى فقال له المعتزلي يلزم من اثبات الكلام صفة لله سبحانه وتعالى كذا وكذا وذكر لوازم تلزم صفة الكلام الذي هو كلام الانسان وهذه طريقة اهل البدع التي بناء عليها انكروا صفات الله يعني توهموا اولا ان اثبات الصفات لله يقتضي المشابهة فاورد له ذلك المعتزلي لوازم تلزم كلام البشر يلزم من الكلام كذا وكذا وكذا وكذا الى اخره من لوازم كلام البشر فاراد الرجل ان يستمر في اثبات الكلام صفة لله وان يخرج من هذا الاعتراض وكان يكفيه ان يقول ليس كمثله شيء الله نثبت له الكلام حقيقة على ما يليق بجلاله والله ليس كمثله شيء في صفاته واللوازم التي تلزم الصفة عند اظافتها للمخلوق لا تلزم الصفة عند اظافتها للخالق كذلك العكس اللوازم التي تلزم الصفة عند اظافتها للخالق ليست لازمة للصفة عندما تظاف للمخلوق فاظافتها الى الله تقتظي الكمال واظافتها الى المخلوق تقتظي النقص وكما قيل الاظافة تقتظي التخصيص فما يظاف الى الله جل وعلا يخصه ويليق بجلاله وكماله وما يضاف الى المخلوق يخصه ويليق بضعفه ونقصه اراد ان يتخلص من هذا الايراد فقال الكلام ينقسم الى قسمين هذا بداية نشأة هذه البدعة. الكلام ينقسم الى قسمين كلام نفسي وهو معنى واحد قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت وانما هو معنى قائم بالنفس وكلام اللفظي وهو الذي بحروف واصوات الى اخره قال والكلام النفسي الذي هو معنى قائم بالنفس هذا هذا هو كلام الله هذا هو كلام الله واما القرآن المتكون من كلمات وحروف الى اخره ليس كلام الله هذا حكاية عن كلام الله ثم جاء الاشاعرة بعده وتلقفوا بدعته وقالوا عبارة عن كلام الله ليس كلام الله وانما هو عبارة عن كلام الله او حكاية لكلام الله وعلى معتقدهم القرآن الذي بين ايدينا مخلوق من مخلوقات الله لكنهم لا يصرحون بذلك تصريح الجهمية لكنه مؤدى قولهم ونتيجة تقريرهم فالقرآن ليس هو كلام الله وانما عبارة او حكاية فلما قيل لهم هاتوا الدليل على ان ما يقوم بالنفس يسمى كلاما مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تفعل او تتكلم ما لم تفعل او تتكلم. قال اعطونا الدليل على ان الحديث الذي يقوم بالنفس يسمى كلاما حتى قال السجززي بهذا الكلام اظحكوا على انفسهم العقلاء والمجانين لان من لازم قولهم هذا ان الاخرس يسمى متكلم مع انه باتفاق الناس انه غير متكلم مع ان الاخرس يقوم بنفسه كلام ويعبر عن كلامه بالاشارة يعبر عن كلامه الذي يدور في نفسه بالاشارة لكنه لا يسمى متكلم ولا يصاب بالكلام. يقال عن اخرس غير متكلم يقال عنه لا يتكلم مع انه يدور في نفسه كلام ويعبر عنه بالاشارة وهو غير متكلم. فقيل اعطونا دليل على ان الذي المعنى القائم بالنفس يسمى كلاما وانه هو الكلام هاتوا الدليل على ذلك فتشوا وجدوا اه شاعر نصراني يقول ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عن فؤاد دليلا والبيت مثل ما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية حوله امور كثيرة منها ان الشاعر لا يقصد هذا الذي يقصدونه بدليل البيت الذي قبله لا يعجبنك من اثير لفظه حتى يكون مع الكلام اصيلا اي حتى يكون مع الكلام الذي تسمع منه اصيلا يعني دليل على انه نابع من القلب وانه صادق فيما يتكلم به فما قصد هذا المعنى الذي ذهب اليه اولئك الشاهد ان هذه طريقة فاسدة ومنهج قبيح يعرض يعرض صاحبه عن كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه واذا اراد ان يستدل يقول قال الاخطل ومن يكون هذا الاخطل شاعر نصراني والنصارى مخطئون في كلام الله سبحانه وتعالى فكيف يليق بمسلم ان يجعل قول هذا الشاعر عمدة له بالاستدلال ويعرض عن كتاب الله عز وجل ولهذا انشد في هؤلاء المنشد قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزلون. نعم ثم ذكر رحمه الله تعالى في هذا البيت قوله والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزل ذكر رحمه الله في هذا البيت عقيدة اهل السنة والجماعة اه في اثبات الرؤية رؤية الله عز وجل وان المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة هذا في الشطر الاول وفي الشطر الثاني من البيت اثبت صفة النزول وان الله سبحانه وتعالى ينزل الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر بغير كيف اي لا نعلم كيفية هذا النزول فهذا البيت ذكر فيه رحمه الله عقيدتين لاهل السنة عقيدتهم اه في اثبات الرؤية لله وعقيدتهم في اثبات النزول اما اولا فعقيدة اهل السنة في الرؤية قال فيها رحمه الله والمؤمنون يرون حقا ربهم والمؤمنون اي اهل الايمان بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا يرون ربهم يوم القيامة وهذه الرؤية هي اعظم نعيم يناله اهل الايمان يوم القيامة. نسأل الله عز وجل ان يكرمنا جميعا بذلك اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة فهذا اكبر نعيم يناله المؤمنون يوم القيامة يرون ربهم حقا اي بابصارهم ان يرونه بابصارهم سبحانه وتعالى رؤية حقيقية بالابصار يرون الرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى فهذا اكبر نعيم قد جاء في في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. هذا تنبيه منه عليه الصلاة والسلام ان الرؤيا تحتاج الى عمل ومن اعظم الاعمال الصلاة التي هي صلة بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا فاخبر عليه الصلاة والسلام ان المؤمنين يرون ربهم جل وعلا يوم القيامة وهذه الرؤية هي اكمل نعيم يناله اهل الجنة في الجنة كما جاء في حديث صهيب في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا دخل اهل الجنة الجنة اذا دخل اهل الجنة الجنة آآ ناداهم الله جل وعلا اه قال اتريدون شيئا ازيدكم لما يتنعمون بنعيم الجنة يقول اتريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة؟ قال في كشف الحجاب فينظرون الى ربهم سبحانه وتعالى قال فما اعطوا نعيما اعظم من رؤيتهم لربهم سبحانه وتعالى او كما جاء في لفظ الحديث فهذا اكمل نعيم يناله اهل الجنة الجنة رؤية الرب العظيم فمن عقيدة اهل السنة اثبات الرؤية وان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة ومع هذا الاثبات للرؤية قام في قلوب اهل الايمان طمع عظيم في ذلك ورجاء ودعاء مثل ما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه كان يقول في صلاته انه كان يقول في صلاته بدعاء طويل اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة وقد رأيت في مجموعة من نصوص الكتاب والسنة صلة بين الصلاة والرؤيا صلة بين الصلاة والرؤيا. فها هو نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يسأل الله جل وعلا وهو في صلاته الرؤيا وفي الحديث المتقدم لما قال انكم سترون ربكم نبه على العناية بالصلاة. قال انكم سترون ربكم ثم قال في تمامه فان استطعتم الا تغلب على صلاة الى اخره وفي القرآن لما ذكر الله عز وجل رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة قال وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية الى ربها ناظرة اي تنظر اليه بابصارها وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى هذا محروم من الرؤية فلا صدق ولا صلى فتجد في النصوص ارتباط بين الرؤية رؤية الله عز وجل والصلاة المحافظة عليها والعناية بها ولهذا نبه على ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبلها والان كثير من الناس يغلبون على اه الصلاة المكتوبة المفروظة باتفه الامور باتفه الامور واحقر الاشياء يغلبون على الصلاة منهم من يغلبه على صلاته النوم والكسل ومنهم من يغلبه على صلاته المشاهدات في القنوات تجد مسمرا عينيه امام القنوات ينظر الى اشياء غير مفيدة او اشياء سيئة او اشياء قبيحة وينافي وينادى الى الصلاة ولا يجيب تنتهي الصلاة وعينه مسمرة في الشاشة ينظر الى ما فيها او في سمر مع اصدقائه يتحدثون ويمرحون ويمزحون وينادى الى الصلاة فلا يجيبون فكثير من الناس يغلبون على الصلاة باتفه الامور واحقر الاشياء يغلبون على الصلاة ولهذا نصح لما ذكر عليه الصلاة والسلام الرؤيا قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبلها طلوع الشمس وهي صلاة الفجر وعلى صلاة قبل غروبها وهي صلاة العصر فافعلوا وهذا فيه تنبيه على عظم شأن هاتين الصلاتين وان من حافظ عليهما فانه سيحافظ باذن الله على غيرهما من الصلوات ومن ضيع الصلاة المكتوبة فهو لما سواها اضيع ولا دين لمن ضيع الصلاة في الحديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ولهذا قال الله عز وجل في شأن الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وهذا مما استدل به اهل السنة من القرآن على اثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لان الحاجب ذكره في حق من الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فاذا كان حجبهم جل وعلا لسخطه عليهم فالمؤمنون لا يحجبهم بل يكرمهم برؤيته انعاما منه سبحانه وتعالى عليهم فمن قال ان الكل محجوب من الرؤية وانه لا احد يرى الله سوى المؤمن بالكافر وجعل الجميع كلهم يشتركون في قوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون مع ان هذا الحجب عقوبة خاصة بالكافر اما المؤمن فان الله سبحانه وتعالى يكرمه آآ برؤيته ومما استدل به اهل السنة على الرؤية من القرآن قوله سبحانه وتعالى لهم ما يشاؤون فيها اي الجنة ولدينا مزيد جاء في السنة تفسير المزيد برؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة الشاهد ان الرؤية حق ثابتة وان المؤمنون يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة بابصارهم وهذا اكمل نعيم يناله اهل الجنة في الجنة قال والى السماء بغير كيف ينزل والى السماء بغير كيف ينزل اي الله سبحانه وتعالى فهذه من صفاته الفعلية الثابتة له في السنة وحديث النزول ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام عن ثمانية وعشرين صحابيا روى هذا الحديث وقد سردهم وسرد احاديثهم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة ذكرهم وذكر احاديثهم وذكر مصادر تلك الاحاديث. فالحديث حديث النزول حديث متواتر ثابت عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر في ثلث الليل الاخر فيقول هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له وهذا وقت من اعظم واحرى اوقات اجابة الدعاء. وقت النزول الالهي الى سماء الدنيا والنزول حق والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ويفعل سبحانه وتعالى ما يشاء وهذا من صفاته الفعلية وهذا من صفاته الفعلية ولهذا لما قال احد الجهمية في رد النزول انا لا اؤمن برب يتحول من مكان الى مكان اراد بذلك اه رد حديث النزول قال له السني وانا اؤمن برب يفعل ما يشاء. وانا اؤمن برب يفعل ما يشاء لان هذه صفة فعلية والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء واللوازم التي تلزم صفة المخلوق لا يجوز ان تظاف او تجعل لوازم لصفة الخالق سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان المخلوق اذا كان في مكان عال ونزل منه الى مكان تحته اصبح المكان العالي فوقه واصبح محيطا به الى غير ذلك من اللوازم هذي لوازم صفة المخلوق اما الله سبحانه وتعالى فصفاته تليق بجلاله وكماله ولهذا نحن نقول ينزل الى سماء الدنيا حقيقة كما اخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نعلم كيفية النزول لا نعلم كيفية النزول كما اننا لا نعلم كيفية ذاته لا نعلم كيفية صفاته فنحن نؤمن بالنزول ونعرف معنى النزول في لغة العرب اما كيفية النزول لا نعلمها لان نبينا عليه الصلاة والسلام اخبرنا ان ربنا جل وعلا ينزل الى سماء الدنيا ولم يخبرنا كيف ينزل وايماننا بصفات الله سبحانه وتعالى هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف لا نعرف لها كيفية كيفيتها الله اعلم بها لكننا نثبتها لانها ثابتة في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولا نقول ولا نتأول مثل ما قال المصنف الناظم رحمه الله لا نتأول نقول قال الله قال رسوله ولا نتأول ومن التأويل هنا قول المعطلة النزول المراد به نزول امرهم او نزول رحمته او نزول ملك من الملائكة وليس الذي ينزل هو الله. مع ان الفاظ الحديث وحدها كافية برد هذا التأويل قال ينزل جاء في بعض الفاظ الفاظه ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة ويقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري اذا كان الذي ينزل ملك وانه في الحديث محذوف مقدر ينزل ربنا اي ملك ربنا اذا قيل ينزل ملك ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة ويقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري يستقيم هذا الكلام ان يقول ملك هذا الكلام ثم يقول من يسألني الملك يقول من يسألني من يعطيني من من يسألني من يستغفرني من يدعوني؟ هل يقول ذلك الملك لو كان الذي ينزل الملك فعلا لتغيرت سيرة الحديث لو كان الذي ينزل الملك لتغيرت صيغة الحديث لكان الكلام ينزل ملك ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة فيقول ان ربكم يقول من يسألني هكذا تكون الصيغة لو كان الذي ينزل هو الملل مثل ما جاء في الحديث الاخر اذا احب الله عبده نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه هكذا ستكون الصيغة فلفظ الحديث نفسه يرد هذا التأويل يرد هذا التأويل الباطل فالشاهد ان اهل السنة والجماعة يثبتون النزول حقيقة لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بكماله وجلاله وعظمته ويمكن ان يطالع توسعا في هذه المسألة كتابة شرح حديث النزول لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومطبوع في مجلد وايضا يمكن مطالعة مطالعة ما كتبه العلامة ابن القيم حول صفة النزول في كتابه الصواعق المرسلة وهو رحمه الله ذكر في الصواعق المرسلة امثلة لما يدعي اهل البدع انه مجاز وانه يحتاج الى تأويل فذكر امثلة كثيرة من ضمنها النزول ومن ضمنها ايضا الكلام وذكر امثلة عديدة وتكلم فيها بكلام من انفس ما يكون فيمكن ان ان الرجوع الى كلام ابن القيم حول هذه الصفة والردود العديدة التي ذكرها برد قول من قال ان المراد بالنزول ان الذي ينزل اه الامر او الذي ينزل الملك او الذي ينزل الرحمة او نحو ذلك ذكر وجوها كثيرة في ابطال ذلك واختم الحديث فيما يتعلق النزول بالتنبيه والتحذير من فرية يروجها اهل البدع الى يومنا هذا الى يومنا هذا وهي ذكرت في كتاب ابن بطوطة الرحالة آآ انه مر الى دمشق ودخل الجامع ووجد اه ابن تيمية على آآ المنبر يحدث الناس فنزل منه هكذا يقول فنزل منه وقال ان الله ينزل الى سماء الدنيا مثل نزول هذا مثل نزول هذا وهذه الكلمة تلاقفها اهل البدع الى يومنا هذا ينسبونها الى ابن تيمية وهذا كذب وافتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله نشهد بالله العظيم انه كذب وافتراء على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اما كذب من صاحب الرحلة او كما ذكر بعض اهل العلم احتمال كبير ان يكون بعض النساخ من اعداء شيخ الاسلام وخصومه ادرجها وادخلها في رحلة ابن بطوطة كيدا وبثا للعداوة في القلوب لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولما تتبع اهل العلم تاريخ دخول ابن بطوطة لدمشق وورخ في في كتابه دخوله لدمشق كان في ذلك الوقت شيخ الاسلام بن تيمية في السجن وبقي في السجن الى ان مات وهذا من حيث التاريخ يكذب هذه القصة. لما دخل ابن بطوطة حسب التاريخ الذي ذكر او ذكر في رحلته كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك الوقت في السجن وبقي فيه الى ان مات الامر الثاني وهو الاهم ان كتب ابن تيمية الموجودة بين ايدينا ومنها شرحه لحديث النزول في مواضع كثيرة منها احصيت منها ما يقرب من عشرة مواضع يصرح يقول ينزل لا كنزولنا في كتبه في مواضع كثيرة يقول ينزل لك نزولنا هذا في النزول خاصة تم في ابطاله للتمثيل والتشبيه في في عموما هذا مليئة به كتبه رحمه الله وهو من اكثر الناس ابطالا للتشبيه وكلامه في ابطال التشبيه من اقوى ما يكون اشد ما يكون وكتبه مليئة بذلك لكن في النزول نفسه خاصة احصيت ما يقرب من عشرة مواضع في كتبه كتابه شرح النزول وغيره من كتبه يقول ينزل لكن نزولنا بما يؤخذ بما بثه في كتبه رحمه الله ونشره ام في كلام يوجد في رحلة ابن بطوطة وتهتف به تلك الامور التي اشرنا اليها فالشاهد ان الكلام الذي يوجد في هذه الرحلة ويتناقله اهل البدع الى يومنا هذا هذا كذب وافتراء على شيخ الاسلام وهو بريء منه رحمه الله تعالى براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام وهذا دأب اهل البدع في التشنيع على اهل السنة لما اعيتهم الحجة لجأوا الى الكذب والافتراء على ائمة العلم واهل الفضل وعند الله سبحانه وتعالى تجتمع الخصوم ونسأل الله عز وجل لنا جميعا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان يعيذنا من البدع والاهواء وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين معين نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين امين هذا سائل يقول احسن الله اليك هل الحروف المكتوبة بهذه المصاحف الان تعتبر من كلام الله ام لا؟ هل هل الحروف المكتوبة في هذه المصاحف الان اعتبر من كلام الله ام لا الامام احمد رحمه الله يقول القرآن اينما توجه كلام الله سواء كتب في السطور او حفظ في الصدور او تلي بالالسن او سمع بالاذان او نظر اليه بالاعين في المصاحف اينما توجه كلام الله والكلام ينسب ويضاف الى من قاله ابتداء لا الى من نقله اداء ليس الكلام الذي في القرآن كلام من كتب الفاظ القرآن وحروف القرآن بيده ليس كلامه هذا يقال له خطاط وايضا ليس هو كلام من حفظ القرآن في صدره وليس هو كلام من تلاه وليس هو كلام من سمعه الكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا الى من نقله اداء ولهذا يقولون الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري قال الله في القرآن وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله حتى يسمع كلام الله فكلام الله اينما توجه هو كلام الله كتب في السطور او حفظ في الصدور او سمع بالاذان اينما توجه كلام الله اما الحبر والورق هذا مخلوق الحبر والورق هذا مخلوق اما الكلام المكتوب هذا كلام الله سبحانه وتعالى لسان الانسان وصوته مخلوق لكن الكلام كلام الله اذا تلا الكلام اذا قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذا ليس كلام الانسان هذا كلام الله تلاه الانسان تلاه الانسان فاينما توجه الكلام فهو كلام الله وهو والكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا الى من نقله اداء النعم الله اليكم على الكفار والمنافقون يرون الله عز وجل فهذه مسألة ذكر شيخ الاسلام فيها بحثا في اه مجموع فتاواه لانه حصل في زمانه اه خصومة طويلة في هذه المسألة وفصل فيها رحمه الله تعالى برسالة وبين ان رؤية الانعام والاكرام هذه انما هي خاصة باهل المؤمنين يكرمهم الله سبحانه وتعالى في الجنة بذلك اما آآ الرؤية التي يوم القيامة التي هي للحساب والجزاء آآ لقاء الجميع لله سبحانه وتعالى ومجيئه سبحانه وتعالى لفصل القضاء فهذا اه ليست هي آآ الرؤية التي خص الله سبحانه وتعالى بها اهل الايمان رؤية الاكرام والانعام. ويمكن مطالعة تفاصيل ذلك في بحث مطول لشيخ الاسلام ابن تيمية فصل فيها اه رحمه الله القول في بيان هذه المسألة نعم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه