بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فبمثل هذا الوقت من الليلة البارحة جرى ذكر بعض المقدمات المهمة في التوحيد ونواصل الحديث في الموضوع ذاته مستعينين بالله تبارك وتعالى وستكون هذه المذاكرة حول الايمان جاء في الحديث الصحيح ان سفيان بن عبدالله للثقفي رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه قولا جامعا لا يسأل عنه احدا غيره فقال له عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استغفر هذا الحديث عده اهل العلم من جوامع كرم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ذلك ان من سأل النبي عليه الصلاة والسلام طلب قولا جامعا لا يحتاج بعده الى سؤال احد اخر فقال فقال عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم سقي فدل ذلك على ان هذان على ان هذين الامرين الايمان بالله والاستقامة على دين الله جمع الخير كله واحاط به ولاجل هذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم جوابا لهذا السائل قل امنت بالله ثم استقم فما المراد بقوله عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله وما المراد بقوله ثم استكثر واهل العلم يقولون ان القول اذا اطلق كما في هذا الحديث كما في قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا كما في قوله تبارك وتعالى قولوا امنا بالله ونظائر ذلك مما جاء في القرآن او السنة يشمل قول القلب وقول اللسان المراد بقوله قل امنت بالله اي قل ذلك بلسانك معتقدا ايضا ذلك بقلبك فهو قول بالقلب اعتقادا وايمانا واذعانا وقول باللسان تلفظا بتوحيد الله تبارك وتعالى والايمان به ثم التزام بعد ذلك بهذا الايمان بهذا الايمان وتقيد به وامتثال لما يدعو اليه قل امنت بالله ثم استقم وعندما تتأمل هذه الكلمة امنت بالله هذه كلمة عربية واضحة المعنى. معروفة الدلالة والعرب يعرفون المراد بهذه الكلمة كما انهم يعرفون المراد بكلمة الصلاة من حيث اللغة كلمة الحج من حيث اللغة وكلمة الصيام من حيث اللغة كل هذه الكلمات مفهومة المعنى من حيث اللغة لكن الشريعة جاءت وقيدت هذه الدلالات اللغوية وخصتها بمعاني شرعية لا سبيل الى ادراكها ولا مجال الى العلم بها الا من خلال الشارع الحكيم فالذي يريد معرفة الايمان لا يمكن ان يعرفه من مجرد اللغة لذلك الذي يريد ان يعرف الصلاة التي امرنا بها لا يمكن ان يعرف ان يعرفها من مجرد اللغة الصلاة لغة الدعاء فهل الصلاة الشرعية هي مجرد الدعاء ام انها افعال مخصوصة في اوقات مخصوصة بصفات مخصوصة بشروط مخصوصة الحج لغة القصد فهل يكفي معرفة الحج بمعرفة دلالة هذه الكلمة من حيث اللغة الصيام في اللغة الامساك هل يكفي في معرفة الصيام ومعرفة هذه اللفظة من حيث اللغة الجواب واضح ان الدلالة اللغوية وحدها ليست كافية بمعرفة المطلوب الشرعي والمقصود الديني بهذه الالفاظ وهكذا وهكذا الشأن بالنسبة للايمان والالفاظ على ثلاثة اقسام قسم بلا سبيل الى معرفته الا من جهة الشرع والالفاظ الشرعية والعبادات المأمور بها فهذه لا يمكن ان تعرف ولا سبيل الى معرفة حدودها وضوابطها واركانها وشروطها الا من خلال الشرع وهناك الفاظ تعرف باللغة فالشمس القمر الشهر اليوم الكذا هذه امور تعرف معناها والمراد بها والمقصود بها باللغة وهناك امور لا تعرف الا الا بالعرف الفاظ سبيلي الى معرفتها بالعرف وهذه ايضا لها امثلة لكن كلامنا في النوع الاول وهو الالفاظ الشرعية الايمان الصلاة الصيام الحج وغير ذلك من من الالفاظ التي جاءت في الشرع هذه الفاظ شرعية العلم بها لا سبيل اليه ولا مجال الى تحصيله الا من خلال الشاشة ومن هنا اريد ان ادخل معكم في حديث وفد عبد القيس لاننا نحن الان في دراسة حول الايمان المذاكرة حول الايمان حديث عبد القيس وهو من الاحاديث المهمة جدا في دراسة الايمان ومعرفته ومخرج في الصحيحين وغيرهما وفد عبد القيس وفد جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام لتأنم الدين قالوا يا رسول الله وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضى اختاروا المجيء الى النبي عليه الصلاة والسلام في شهر حرام لان عادة الناس لذلك الوقت التوقف عن القتال تعظيما للشهر فقالوا اتيناك في شهر حرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضى يعني ما نستطيع نأتي اليك اتيانا او مجيئا متكررا كلما رغبنا في المجيء فاتيناك في شهر حرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة اؤمرنا بقول فخر نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وهنا ينبغي ان تقف انت طالب العلم على مقصود السؤال لماذا تطرح السؤال؟ لماذا تسأل والاسئلة للناس فيها مناح شتى ومقاصد مختلفة ولا خير في سؤال الا سؤال يرجو صاحبه به نفع نفسه ونفع غيره اما الاسئلة التي ليس من ورائها فائدة او من ورائها شر وضرر هذه لا خير فيها ولا يؤجر الانسان على طرحه بل قد يأتي فلاحظ هؤلاء ماذا يريدون بهذا السؤال وماذا يريدون بهذه المكابدة والمشقة وتحين هذه الفرصة للمزيد قالوا مرنا بقول فصل ماذا يصنعون به نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا هذا المقصود نخبر به من وراءنا. وندخل به الجنة وبهذا تفهم قول الامام احمد رحمه الله عندما قال العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك هذان المقصدان اجتمعا فيها هؤلاء السائلين او الفصل نخبر به من ورائنا وندخل به الجنة يعني ننتفع به نحن فنعرف ما يراد منا وما يطلب منا وما نؤمر به من اجل ان نعمل فندخل الجنة هذه الهمة التي وراء هذا السؤال وامر اخر نخبر به من وراءنا. يعني نخبر من لم يأتي من اقوامنا وعشيرتنا نبلغهم هذا الخير والله يقول والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات والعلم وهو لا يريد ان يدخل به الجنة ولا يريد ايضا ان ينصح به اخوانه وقومه واهل بيته وعشيرته فما هي المنفعة التي يرجوها منه وما الفائدة التي يريد ان يحصلها منه ولهذا تصحيح النية بطلب العلم مهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فما اجمل هذا السؤال وما وما اروع هذا المقصد مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وليتنا نتحلى بهذا الوصف الكريم وبهذا النعش العظيم في طالبنا للعلم في سؤالنا لاهل العلم في بحثنا في مسائل العلم في قراءتنا لكتب اهل العلم ليتنا نستصحب هذه النية المباركة والمقصد العظيم ماذا قال لهم عليه الصلاة والسلام قال امركم بالايمان بالله امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله هؤلاء هؤلاء المخاطبون الان لقوله عليه الصلاة والسلام اتدرون ما الايمان بالله هؤلاء اليسوا عرب اليسوا من اهل اللسان اليسوا يعرفون مدلولات الالفاظ اللغوية اليسوا يعرفون معنى الايمان لغة والا لا قال لهم يامركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ وهم اهل لغة هنا اريد ان تنتبه الى فائدة عظيمة جدا في هذا الحديث ما حاجة قول النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء اتدرون ما الايمان بالله اذا كانت اللغة وحدها كافية في معرفة الايمان هم اهل اهل لسان يعرفون معنى ايمان لغة معروف عندهم ومن يعرف اللغة الامر الواضح في اللغة لا يسأل عنه فقال اتدرون ما الامام؟ ما الايمان بالله قال وما الايمان بالله ماذا تستفيد الان انت من هذا؟ وما الايمان بالله ماذا تستفيد؟ ومن يقول ومن اتدرون ما الايمان بالله؟ قالوا وما الايمان بالله وهم اهل لسان واهل لغة ويعرفون معنى الايمان لغة قالوا وما الايمان بالله انت تستفيد من هذا فائدة عظيمة ومهمة جدا وهي ان الايمان حقيقة شرعية لا سبيل الى العلم بها الا من خلال من الا من خلال السارق. الشارع هو الذي يحدد لك معنى الايمان بالله. والا لو كان يكفي في الايمان لغة. يكفي في ماله في الايمان شرعا معرفة في اللغة لما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل هؤلاء ولا محتاج ايضا ان يجيبهم بهذا الجواب مالي ايمان بالله واضح قالوا وما الايمان بالله فعرفنا من هذا ان الايمان حقيقة شرعية السبيل الى العلم فيها الشارع انظر هذا في قوله تعالى في اخر السورة وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدين الصراط المستقيم فالسبيل معرفة الايمان وتفاصيله وحدوده وشرائع الايمان تميل الى ذلك هو الشارع الحكيم وانت تعلم ذلك وتفهمه جيدا تعجب غاية العجب من فئة من المخالفين لاهل السنة والجماعة في باب الايمان عندما يعرفون الايمان يقولون الايمان لغة التصديق اذا شرعا فالايمان المطلوب منا شرعا هو التصديق فقط فالمصدق مؤمن يا سبحان الله هؤلاء هل فهموا هذا الحديث؟ المخرج في الصحيحين حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب هذا الوصف الوفد المبارك الذي جاء لمقصد جليل وغاية نبيلة هل عرفوا هذا الحديث على ان كثير من هؤلاء وهذا من المؤسف يتحدثون عن الايمان ويتحدثون عن كثير من الحقائق الشرعية بمعزل عن النصوص وببعد عن الكتاب والسنة وانما يتكلمون بعقل مجرد او حدود اللغة او باقيصة عقلية او نحو ذلك. ومن هنا ينسى الضلال فقارن بين مسلك هؤلاء وبين المسلك المبارك الذي تمثل في هذا الوفد المبارك الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب وقولا فصلا فقال لهم عليه الصلاة والسلام امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله وهنا ايضا في حسن تعليم وكمال توجيه وشد للاذهان. لاحظ النبي عليه الصلاة والسلام لما اراد يعلم الوفد شدهم وشد اذهانهم وانتباههم. اتدرون ما الايمان بالله؟ حتى تتهيأ الاذهان وتستعد الفهوم لاخذ المعلومة تامة وافية. فلم يعطهم الجواب مباشرة ما قال امركم بالايمان بالله والايمان بالله هو كذا وكذا وانما استعمل معهم هذه الطريقة وهي كثيرا ما تأتي في السنة وهذا من تمام النصح وحسن البيان قالوا وما الايمان بالله قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتوا الزكاة. وتصوم رمضان وتعطوا الخمس من المعنى هنا لاحظ ماذا ذكر عليه الصلاة والسلام في تعريف الايمان تأمل ماذا ذكر في تعريف الايمان الشهادتين الصلاة الصيام هذه كلها من الايش؟ من الاعمال الظاهرة اذا العمل الظاهر داخل في داخل في الايمان وجزء من مسماه ولما عرف عليه الصلاة والسلام الايمان عرفه بالعمل الظاهر. فالعمل الظاهر جزء من مسمى الايمان داخل في مسماه هذا الحديث يدل على دخول العمل الظاهر في مسمى الايمان. انظر الى حديث جبريل في الحديث المشهور بحديث جبريل لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال له اخبرني عن الايمان قال عليه الصلاة والسلام الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فذكر هذه الاصول الستة وكلها اعتقادات باطنة في القلب الايمان بالله والايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان بالملائكة والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر كلها عقائد في القلب عقائد قلبية وحديث وفد عبد القيس فسر فيه النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بالايش بالعمل الظاهر فدل مجموع الحديثين ان الايمان يتناول الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة كلها داخلة في مسمى الايمان الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر خيره وشره هذه من الايمان بل هي يا اصول الايمان واسسه التي عليها يقوم والشهادتان والصلاة والصيام والحج والصدقة وغير ذلك هذه كلها من اعمال الايمان وهي داخلة في في مسمى والدلائل في الكتاب والسنة على دخول العمل في مسمى الايمان لا حصر لها كثيرا جدا اقرأ قول الله تعالى قد افلح المؤمنون ثم ذكر اعمالهم من صلاة وزكاة وحفظ للخروج وغير ذلك من الاعمال هذه كلها من اعمال الايمان واقرأ قول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون صلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا الصلاة والزكاة والتوكل تلاوة القرآن وذكر الله جل وعلا كل هذا ايمان هنا داخل في مسمى الايمان. والايمان يتناول هذا كله يتناول الاعمال الظاهرة ويتناول العقائد الباطنة وانظر ايضا حديث الشعر. حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا الحديث من اوضح ما يكون في الدلالة على ان الايمان يتناول ما يكون بالقلب وما يكون باللسان وما يكون بالجوارح فالجوارح فالايمان منه ما يكون في القلب ومنه ما يكون باللسان ومنه ما يكون بالجوارح وقد تناول هذا الحديث هذا كله فقوله عليه الصلاة والسلام اعلاها قول لا اله الا الله هذا فيه ماذا الا اقول لا اله الا الله مر معنا قاعدة لعلكم ما نسيتموها. القول اذا اطلق يتناول قول القلب وقول اللسان. قول القلب اعتقادا وقول الانسان نطقا وتلفظا فهنا يشمل العقيدة اسم العقيدة التي تقوم في القلب ويشمل التلفظ بالشهادتين الذي يكون باللسان فكل ذلك ايمان وقوله عليه الصلاة والسلام وادناها اماطة الاذى عن الطريق هذا عمل الجوارح وعمل جوارح من الايمان. وداخل في مسماه وقوله والحياء شعبة من شعب الايمان دليل على ان عمل القلب ومنه الحياء داخل في مسمى الايمان فالحياء ايمان الرجاء رجاء الله ايمان التوكل على الله ايمان خوف الله ايمان خشية الله ايمان كل هذه اعمال قلبية وهي من الايمان. يزيد الايمان بزيادتها وينقص بنقصه والاعمال الظاهرة التي جاءت في الكتاب والسنة ايمان يزيد الايمان بزيادتها وينقص ايش؟ بنقصه فهناك يعني فهذا يدل على ان الايمان يتناول العقيدة الباطنة ويتناول الاعمال الظاهرة ويتناول ايضا ما يكون باللسان. فذكر الله ايمان. التسبيح ايمان. التهليل ايمان قراءة القرآن ايمان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ايمان النصيحة لعباد الله ايمان فهذا كله من من الايمان فهذا فهذا توظيح للايمان والمراد به ايضا من الاحاديث التي توضح معنى الايمان حديث آآ الحديث الذي في الصحيحين حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس فيها او اليه فيها ابصارا وهو مؤمن فهذا ايضا مما يوضح لنا الايمان. الايمان يتناول العقيدة الباطلة يتناول الاعمال الظاهرة يتناول الاقوال الطيبة التي تكون باللسان ويتناول ايضا ترك ما حرم الله فالترك ايمان الترك ايمان بعد الانسان عن الزنا هذا ايمان بعده عن السرقة هذا ايمان. بعده عن شرب الخمر هذا ايمان. بعده عن الكذب هذا ايمان. بعده عن الغش والخيانة هذا ايمان بعده عن المحرمات ايمان داخل في في في مسمى الايمان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن هنا في نفي للايمان في حق من زنا او سرق او شرب الخمر وليس المراد بالايمان المنفي هنا اصل الايمان ولا كذلك المراد بالايمان المنفي هنا كمال الايمان المستحب. وانما المنفي كمال الايمان الواجب. يعني لا لا يزني الزاني وهو مؤمن الايمان الواجب عليه ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن اي الايمان الواجب عليه. لان الواجب على المسلم ان يبتعد عن الزنا يبتعد عن السرقة يبتعد عن شرب الخمر. فاذا وقع في شيء من ذلك نقص من كمال ايمانه الواجب بحسب ما ارتكب من هذه الموبقات. وبحسب ما فعل من هذه المحرمات اذا حديث ابي هريرة هذا يدل على ان ترك المحرمات ماذا؟ ايمان ترك المحرمات ايمان ولهذا عفة المؤمن عن الحرام وبعده عن الفواحش وتركه للمحرمات هو من الايمان الذي يثيبه الله تبارك وتعالى عليه يوم القيامة. ويجزيه عليه اعظم الجزاء ولهذا اية في سورة المؤمنون قال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون الى ان قال والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين الى ان قال اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس فلاحظ ترسب دخول الفردوس ترتب الثواب على مجموع اعمال الايمان ومنها البعد عن البعد عن المحرمات وواجتنابها وتركها فهذا فهذا كله يتناوله الايمان ويدخل ويدخل في ويدخل في مسماه ولا يعقل حقيقة الايمان ومعنى ومعنى الايمان من اخذ يتحدث عن الايمان ببعد عن هذه النصوص من يتحدث عن الايمان وهو بعيد عن هذه النصوص ما يمكن ان يعرف الحين ووالله تعجب عندما تفتح بعض الكتب التي مؤلفة ويكتب عليها العقيدة الاسلامية ويتكلمون عن الايمان ولا يذكرون ايات من القرآن ولا احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. ويشرح الايمان شرحا مبنيا على اللغة او مبني على اقية عقلية. وكأن النبي عليه الصلاة والسلام ما شرح للامة الايمان ولا بين لها ولا وضح ولا جاءت عنه احاديث في بيان الايمان والتوضيح. اين هؤلاء الذين يشرحون الايمان عن حديث شعب الايمان. اين هم عن حديث وفد عبد القيس اين هم عن حديث جبريل؟ اين هم عن حديث ابي هريرة؟ اينما الاحاديث المتكاثرة؟ في سنة النبي عليه الصلاة والسلام التي تشرع الايمان اين هم عن كلام الله عز وجل في القرآن الكريم؟ ايليق بمن يكتب عقيدة اسلامية؟ او يدعي انها عقيدة اسلامية يشرح الايمان يذكر اية من القرآن ولا يذكر حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام ويبدأ يتكلم في حدود اللغة ويتكلم في حدود ان يقف العقلية وبما انه كذا اذا يكون كذا. ولو كان كذا اذا لكان كذا. ويدخل في مقدمة ونتائج وامور من هذا القبيل يشرح بها الايمان بلا اية وبلا حديث يا سبحان الله ووالله انك لتاجر غاية العجب من حال هؤلاء وكثير من هؤلاء لما ابتلي بهذه الطريقة لما ابتلي بهذه الطريقة اصبح في غربة او في بعد عن النصوص. ولم يعد يعرف شيئا منها حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ذمه وكلامه على المنطقيين قال اصبح بعضهم ما يميز بين احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وقصص تختلط عليه. قال حتى انني رأيت بعضهم يقول قال الله تعالى ويذكر حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام. ويقول كما جاء في الحديث اية في القرآن الكريم فهل هؤلاء الذين بهذا المستوى؟ هل يحسنون شرح الايمان ويحسنون بيان الايمان ويحسنون توضيح الايمان لا ايات تتلى من كتاب الله ولا احاديث تقرأ من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما كتب كتابه الكبير الذي سماه الايمان اول ما بدأ في مقدمة الكتاب ذكر وجود الخلاف ووجود المذاهب ووجود الاراء والافكار التي تتحدث عن الايمان وقال ان هذه الخلافات كلها بسبب الدخول في المصطلحات والدخول في في في هذه الاراء والبعد عن الادلة. ثم قال وانا ابين بعون الله تبارك وتعالى الايمان من خلالك الفاضل لا وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وجاء بهذه جاء بالايات والاحاديث واخذ يبين الايمان من خلالها فاصبحت الايش الايات هي الحاكمة والاحاديث هي الحاكمة وهي المبينة وهي الشارعة فبهذا يعرف الايمان المعرفة الصحيحة ولهذا قصدت بهذا الكلام نصيحة لاخواني الذي يريد الايمان يفعل مثل طريقة وفد عبد القيس يحفظ الاحاديث ويحفظ كلام النبي عليه الصلاة والسلام ويعمل في في تطبيقه ليدخل به الجنة ويبلغ به اخوانه يبلغهم به حديث وفد عبد القيس ويبلغهم بحديث جبريل ويبلغهم بحديث الشعب والاحاديث الاخرى التي توضح الايمان ونشرها هذه طريقة السلف وكان كانوا رحمهم الله يكتبون كتب في الايمان كلها ايات واحاديث اقرأ الايمان لابن ابي شيبة الايمان لابي عبيد الايمان لابن منده كتب كثيرة ما فيها الا ايات واحاديث والمتأخرين من علماء السلف احتاجوا الى بعض الكلام وبعض البيان للرد على من خالف هذه الايات والاحاديث. وان الاحاديث والايات كافية وهي الشافية في معرفة الايمان الذي امرنا به وطلب منا القيام به لعلكم انتبهتم في الشرح الى هذا التسلسل اه حديث اه سفيان قل امنت بالله ثم استغفر تريد تشرح الحديث ان وقفت عند اللغة وحدها لن تصل الى معرفة الايمان الان خذ هذا الحديث قل امنت بالله ثم استقم. واشرح لي هذا الحديث في حدود اللغة. ما الايمان؟ وما الاستقامة واسألك هل تفوز بالموعود الكريم؟ لمن لمن حقق مقصود هذا الحديث الذي الذي عليه قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا نزلوا عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة هل يفوز بهذه البشارات وبهذا الموعود الكريم؟ من يعرف الايمان في حدود اللغة فقط هل يفوز بهذا الموعود ابدا لابد من الرجوع الى الكتاب والسنة واعمال الادلة لفهم الايش؟ لفهم الايمان تشرح هذا الحديث امنت بالله ببيان النبي عليه الصلاة والسلام بوفد عبد القيس ببيانه لجبريل في سؤاله التعليمي. هذا جبريل اتاكم يعلمكم يعلمكم دينكم بحديث الشعب حديث ابي هريرة بحديث الايمان لا بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وغيرها من الاحاديث لا ايمان لمن لا امانة له وتمضي معك احاديث كثيرة جدا شارحة للايمان تريد ان تفهم الايمان ولا تفهم هذه الاحاديث فانت تشتغل في ماذا ولهذا النصيحة ان نعود الى طريقة السلف الصالح نقرأ الايات ونقرأ الاحاديث ونحفظ النصوص ونفهم كلام الله ونفهم كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ونعمل بذلك ونعمل بذلك هذا هو الايمان الذي امرنا الله عز وجل به ودعانا اليه بينوا في كتاب الله وفي احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واختم بشيء يتعلق بهذه الامور التي هي داخلة في مسمى الايمان يقسمها العلماء الى اقسام ثلاثة القسم الاول يذهب الايمان بذهابه يذهب الايمان بذهابه. والقسم الثاني يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه والقسم الثالث يذهب كمال الايمان المستحب بذهابه. فهي على اقسام ثلاثة. ولهذا لو تلاحظ حديث الشعب قال اعلاها قول لا اله الا وادناها اماطة الاذى عن الطريق. هل من ترك الشهادتين مثل من ترك اماطة الاذى عن طريق هل هما شيء واحد؟ هل الترك هذا واحد؟ اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق اذا هذه هذه الشعب الداخلة في مسمى الايمان هذه الشعب الداخلة في مسمى الايمان آآ آآ ليست على درجة واحدة ليست على مستوى واحد هي كلها داخلة في في مسمى الايمان. والايمان سام لها لكنها في الدرجات منها ما يذهب الايمان بذهابه منها ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه منها ما يذهب كمال الايمان المستحب بهذا. وتوضيح ذلك. لو ان انسانا فيصلي ويصوم ويفعل الطاعات ويؤمن بما امر الله تبارك وتعالى بالايمان به لكنه قال معتقدا انا عندي شك بالملائكة عندي شك في الملائكة وفي وجود الملائكة ونحو ذلك. هل هذا عنده ايمان صلاته صيامه حجه زكاته اعماله الاخرى. هل هذه تقبل منه فمن الايمان ما يذهب الايمان بذهابه. كما قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهم في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله النفقات عمل طيب يحبه الله سبحانه وتعالى. ولكنه لا يقبله ممن ليس عنده ايمان فاذا انتهى فمن الايمان ما اذا انتفى لم ينتفع الانسان بعمه. ولم تقبل منه طاعة لو ان لو ان انسانا اتى بامور الايمان ولكنه ماذا؟ شك في القدر ماذا قال ابن عمر في في القدرية والقصة موجودة في صحيح مسلم في اول حديث جبريل ماذا قال بهم؟ قال انني بريء منه اخبرهم انني بريء منهم وانهم مني برآء وان الله عز وجل لا يقبل من من احدهم طرفا ولا ولا عدلا لو انفق احدهم مثل احد هكذا قال لو انفق احد مثل احد ذهبا ما تقبل ما تقبله الله منه ما لم يؤمن بالقدر جبل احد تعرفونه جبل عظيم من جبال المدينة فيقول لو انفق احدهم مثل احد ذهب ما تقبله الله منه ما لم يؤمن بالقدر. فلو ان انسان عنده صلوات وعنده صيام وعنده ولكنه يجحد ويقول ليست الامور بقدر هل هذا عنده ايمان ليس بمؤمن هذا كافر فاذا من امور الايمان ما يذهب الايمان بذهابه ما يذهب الايمان بذهابه ومن امور الايمان ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه ومن ذلك ما جاء في الحديث لا يجلسان حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. هذا الان الذي ترى او زنى او مثلا شرب الخمر ما الايمانا ما الايمان الذي انتفى في حقه هل الذي انتفى في حقه اصل الايمان يعني يكون المعنى لا يزني الزاني حين يزهن ممن زنى فهو كافر هل هذا هو المراد؟ ابدا ليس هذا هو المراد وهل المراد الثاني حين يزني وهو مؤمن نفي كمال الايمان المستحب ايضا ليس هذا هو المراد وانما المنفي هنا كمال الايمان بالواجب يعني ما الزنى فان ايمانه الواجب نقص بحسب ما وقع فيه من هذه الاعمال. اذا من امور الايمان وامور واجبة امور واجبة فاذا نقص شيء منها نقص من الايمان بحسب ما نقص من الايمان الواجب بحسب ما ما حصل منه في في في هذه الامور الامر الثالث آآ نقص الايمان المستحب نقص الايمان المستحب اماطة الاذى عن الطريق هذا من الامور المستحبة لرأيت في طريق في طريق المسلمين شيء دين اما سوف او مثلا يعني مثلا حجر في طريق السيارات ربما يقلب سيارة ويضر بها فاوقفت سيارتك وامقت هذا الحجر عن طريقه هذا من الايمان المستحب وقد يكون في بعض احواله واجب اذا كان يترتب على بقائه ظررا محققا في حق المسلمين وهذا عمل من من اعمال الاسلام العظيمة في صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام مر رجل في طريق فوجد غصن شجرة ذا شوك طريق المسلمين ركن شجرة ذا شوك فقال والله نادى هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم. فاخذ الغصن ونحاه فشكر الله عمله فادخله الجنة وانظر هذا الرجل الذي قام في قلبه رحمة للمسلمين محبة للخير لهم. والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فاماط نفس الاماطة نفس اماطة الاذى التي هي من الايمان يتفاوت الناس في ماذا فيها مع المباشرة عمل واحد من كثير منهم لكن يتفاوتون ممكن احد يميط الاذى من طريق المسلمين لانه هو يمر من هذا الطريق فيقصد باماطة الا يؤذي شخصه هو ولا يلتفت في قلبه الى معنى يتعلق المسلمين ورحمة لهم محبة خير لهم. او نحو ذلك واخر لا مثل هذا الرجل والله لا ادع هذا في طريق المسلمين قام في قلبه من الرحمة والمحبة للمسلمين الابتعاد عما او تجنيب المسلمين ما يؤذيهم فانظر هذا الايمان شكر الله عمله فادخله الجنة بل الرحمة بالحيوان في قصة الرجل او المرأة البغي التي وجدت كلبا ووجد كلبا يلهث او يلهث من شدة العطش فما كان معه الا خفه فنزل في بئر وملأه ماء وامسكه به وخرج وسقى هذا الكلب رحمة منه له فشكر عمله فغفر له فهذه كلها اعمال ايمان يثيب الله عليه يثيب على الرحمة التي في قلبك للمؤمنين محبة الخير لاخوانك المؤمنين النصح لهم آآ الايثار الاخوة جميع هذه المعاني كلها يثيب عليها وهي من الايمان فالشاهد ان من من امور الايمان ما يذهب الايمان بذهابه ومنها ما يذهب كمال الايمان بالواجب بذهابه ومنها ما يذهب كمال الايمان للمستحب بذهابه ومثلت لكل بمثال او بعض الامثلة وهنا يجب على على المسلم ان يبتعد عن الخلق في في هذه الامور وعن التعميم وكم اضر التعميم بالناس. يأتي ويعمم ولا يفصل ولا يميز بين الامور فيخلط ويعمم ويذكر امورا فتوجد اشكالات وخلافات وشقاق بين الناس وعداوات وخصومات ليش انه ورائها طائل في نفع الناس في دينهم وايمانهم وعبادتهم؟ لربهم تبارك وتعالى وهناك رسالة آآ انصح بقراءتها في هذا الباب صغيرة الحجم كبيرة الفائدة للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله عنوانها التوضيح والبيان لشجرة الايمان من اروع ما يكون في بيان الايمان مختصرة وكلها ايات واحاديث وادلة مع بعض التوظيح من الشيخ رحمه الله لها وقسم امور الايمان قسم هذه الرسالة الى اقسام ثلاثة القسم الاول في حد الايمان وتفسيره والقسم الثاني في ما الامور التي يستمد منها الايمان والقسم الثالث في فوائد الايمان وثمراته في فوائد الايمان وثمراته. وهي والله رسالة عظيمة جدا ونافعة. التوظيح والبيان لشجرة الايمان. الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله وهنا نقف ونسأل الله جل وعلا لنا ولكم اه التوفيق والسداد واسأله جل وعلا ان يزينني واياكم بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد