لماذا المهمة التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم وهو يدرس الايمان الايمان الذي هو اعظم العلوم واشرفها واجلها على الاطلاق والله جل وعلا يقول واتوا البيوت من ابوابها فطالب العلم ينبغي ان يكون في تعلمه للايمان وطلبه له ان يسير سيرا صحيحا وان يسلك نهجا شديدا على ضوء ما جاء في كتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد عرفنا ايها الاخوة بعض المقدمات المهمة وشيئا يسيرا من البدايات التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم في هذا الباب وكان اخر اه حديثنا في هذا الباب عن حديث جبريل العظيم وان هذا الحديث يعطي طالب العلم منهجية رصينة في طريقة الطلب وفي حقيقة ما يطلب ويحصل ورأينا تلك السؤالات العظيمة التي طرحها جبريل عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم قاصدا بها تعليم الناس دينهم كما هو منصوص النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث وتمامه ومن جملة ما قد وقفنا عليه في هذا الحديث العظيم المبارك بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمراتب الدين وان الدين على ثلاثة مراتب وهي الاسلام ومر في الحديث بيانه والايمان ومر في الحديث بيانه والاحسان ومر في الحديث بيانه وسبق الكلام على هذه الرتب الثلاث وبما يكون المرء مسلما وبما يكون مؤمنا وبما يكون محسنا ولم يتم حديثنا في هذا الموضوع. سنواصل الكلام على ما يتعلق بالاسلام والايمان وبيان الفرق بينهما على ضوء ما جاء في حديث جبريل عليه السلام والاحاديث الاخرى والايات الواردة في هذا الموضوع وان كان قد مر معنا طرفا او جانبا من هذا الموضوع اعني الفرق بين الاسلام والايمان والاسلام والايمان قد عرف كل منهما في حديث جبريل فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام في الحديث بالاعمال الظاهرة الايمان بالاعتقادات الباطنة لكننا هنا ينبغي ان نلاحظ والحديث ماض بنا بالكلام عن الفرق بين الاسلام والايمان ان نلاحظ ورود الاسلام والايمان بالنصوص نصوص الكتاب والسنة لان الاسلام قد يأتي في بعض النصوص مفردا غير مقرون معه ذكر الايمان واحيانا يأتي ذكر الايمان مفردا ليس مظموما معه ذكر الاسلام واحيانا يأتي الايمان والاسلام معا في نص واحد وهذا ينبغي ان يلاحظ في الكلام على الفرض بين الاسلام والايمان حال الاقتران وحال الافتراء ذلك ان الاسلام اذا ذكر مفردا فانه يشمل الدين كله وكذلك الايمان اذا ذكر مفردا فانه يشمل الدين كله الاسلام اذا اطلق شمل الدين كله فروعه اصوله وفروعه والايمان كذلك اذا اطلق او افرد يشمل الدين كله اصوله وفروعه واذا ذكر مظموما الى الايمان اي ذكر الاسلام والايمان معا بنص واحد كحديث جبريل وكقوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا وكقوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ونظائر ونظائر ذلك مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهنا ينبغي ان يلاحظ عند التعريف ورود الايمان والاسلام مجتمعين وفي هذا يذكر اهل العلم قاعدة مفيدة في هذين الاسمين الاسلام والايمان وفي غيرهما ايضا من الاسامي التي ساشير الى شيء منها والقاعدة هي ان هذه الاسماء من شأنها انها اذا اجتمعت افترقت واذا افترقا اجتمعت وهذي قاعدة مهمة في هذا الباب اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت ما معنى هذا اي ان الاسلام والايمان من شأنهما انهما اذا اجتمعا في الذكر اجتمعا اي في نص واحد باية واحدة او في حديث واحد او في موضع واحد افترقا اي في المعنى سرق اي في المعنى فيكون للاسلام معنى خاصا وسيكون للاسلام معنى خاص ويكون للايمان معنى خاص واذا افترقا اي في الذكر بان يكون كل واحد منهما ذكر بمفرده اجتمع في المعنى ايضا توضيح لهذا الاسلام والايمان قد يجتمعان وقد يفترقان وعندما نقول قد يجتمعان وقد يفترقان اي في النصوص في ورودهما في النصوص فقد يجتمعان ان يذكر الاسلام والايمان معا مجتمعين باية او في حديث فهنا يقال اجتمعا اي في الذكر ذكرا معا ففي حال اجتماعهما يكون للاسلام معنى ويكون للايمان معنى واحسن ما آآ يبين لك الفرق بينهما حال الاجتماع حديث جبريل فلاحظ حديث جبريل اجتمع فيه الاسلام والايمان فبماذا فسر عليه الصلاة والسلام؟ الاسلام وبماذا فسر الايمان فسر الاسلام بالاعمال الظاهرة. وفسر الايمان بالاعمال بالاعتقادات الباطنة لاحظ معي مرة ثانية الدين قسمان اعتقادات باطنة واعمال ظاهرة الدين قسمان اعتقادات باطنة في القلب مكانها القلب واعمال ظاهرة تكون على الجوارح اللسان فعندما يذكر الاسلام والايمان معا يختص الاسلام بالاعمال الظاهرة ويختص الايمان بالاعتقادات الباطنة على ضوء تبين النبي صلى الله عليه وسلم لذلك في حديث جبريل حيث لما سأله جبريل عن الاسلام فسره بالشهادتين والصلاة والصيام والحج زكاة وهذه كلها اعمال ظاهرة وعندما سأله عن الايمان فسره بالايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره شره وهذه كلها اعتقادات باطنة فاذا الاسلام والايمان عندما يذكران معا يكون الاسلام مختصا بالاعمال الظاهرة ويكون الايمان مختص بالاعتقادات الباطنة وفي هذا ايضا قاعدة اخرى نظير القاعدة المتقدمة في توضيح هذا الباب ذكرها اهل العلم وهي قولهم ان من الاسماء ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعظ تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيه واحسب ان هذه القاعدة واضحة لديكم تماما على ضوء ما ذكرته انفا وتأملوا معي ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه. يعني عندما يذكر مفردا وحده مثل الايمان. الايمان اذا افرد واطلق ماذا يشمل الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة يشمل الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. فاذا قرن ذلك الاسم بغيره اي قرن الاسم الايمان باسم الاسلام صار ذلك الاسم دالا على بعض تلك المسميات. ما البعض الذي يدل عليه الايمان حال اقترانه بالاسلام فالاعتقادات الباطنة والاسم المقرون به دال على باقيها الاسم المقرون به هو الاسلام دال على باقيها الذي بقي هو الاعمال الظاهرة مثل هذا اه الفقير والمسكين البر والتقوى واسماء كثيرة شرعية تنطبق عليها هذه القاعدة اه انها عندما تجتمع في الذكر تفترق في المعنى وعندما تفترق في الذكر وعندما تفترق في الذكر يجتمع في المعنى آآ الان تأمل معي بعظ الادلة الان فهمنا ما سبق ونريد ننظر في بعض الادلة لنعرف على ضوئها كيف نعرف الاسلام والايمان عندما تقرأ عندما تقرأ قول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقول الله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ما الاسلام هنا الاعمال الظاهرة فقط ماذا تقولون الاسلام هو الدين كله باعماله الظاهرة وعقائده الباطنة. ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه عندما تقرأ قول الله تعالى قد افلح المؤمنون وقول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ونظائر هذه الايات ما المراد بالايمان هنا الدين كله باعتقاداته الباطنة واعماله الظاهرة فاذا جئت الى نص جمع معا كقوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وقوله قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا وحديث سعد الذي مر معنا في الليلة البارحة اني لاراه مسلما قال او مؤمنا مما يدل على ان ثمة فرض بينهما فيكون الاسلام الاعمال الظاهرة. والايمان الاعتقادات الباطنة ثم لما نأتي عقب هذا لنعرف من المسلم ومن المؤمن فالامر واظح على ظوء ما تقدم وعلى ضوء ايضا ما بيناه بلقائنا الماظي عرفنا ان الاسلام والايمان وعندما يسأل من المسلم ومن المؤمن يعني من في درجة الاسلام ومن في درجة الايمان عرفنا على ضوء حديث جبريل ان الاسلام هو الاعمال الظاهرة ولكننا ايضا في الوقت نفسه عرفنا ان الاعمال الظاهرة وحدها بدون شيء من الاعتقاد الباطن لا تنفع فمن المسلم عرفناه بالامس المسلم هو من جاء باعمال الاسلام الظاهرة وعنده من الايمان ما يصحح اسلامه اما اذا لم يكن عنده شيء من الايمان يصحح اسلامه فهذا منافق لا يقبل الله عز وجل منه صرفا ولا عدلا لان الناس من حيث الايمان وعدمه ثلاثة اقسام قسم اهل الايمان حقا وصدقا وهم المؤمنين في الظاهر والباطن في القلب والقالب والقسمة الثاني هم من عندهم ايمان الظاهر وليس عندهم ايمان في الباطن والقسم الثالث لا ليس عندهم ايمان لا في الظاهر ولا في الباطن وقد ذكر الله عز وجل هذه الاقسام الثلاثة وبينها في اول سورة البقرة فذكر اولا اهل الايمان ثم ذكر المنافقين ثم ذكر الكفار الذين هم الذين ليس عندهم لا ايمان في الظاهر ولا ايمان في الباطن ومثل هذه النصوص يستفاد منها فوائد عظيمة في تعريف الايمان الايات التي تبين احوال الناس مع الايمان وجودا وعدما استفاد منها فوائد عظيمة ولهذا شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمة كتابه الايمان اطال في عرض كثير من الايات التي من هذا القبيل في بيان احوال الناس مع الايمان وان المؤمن هو من امن في الظاهر والباطن جوارحه صلحت بطاعة الله وباطنه زكى بالايمان بالله عز وجل وبكل ما امره تبارك وتعالى بالايمان به. وانظر هذا جليا في قوله تعالى في وصف المؤمنين آآ في اول سورة البقرة هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ووصفهم هؤلاء المؤمنون وصفهم بصلاح الباطل والظاهر الباطن بالاعتقادات الصحيحة والايمان السليم والظاهر بصلاح الاعمال من صلاة وزكاة ونحو ذلك من الطاعات المقربة الى الله جل وعلا ومن النصوص التي ذكر فيها الايمان شاملا مفردا فيكون شاملا للدين كله ويبين ما بدأنا بالكلام عليه حديث الشعب وقد اشرت اليه فيما سبق وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه يقول صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا الحديث جليل القدر عظيم الفائدة كبير النفع حظي بعناية واسعة واهتماما بالغ من اهل العلم بل ان من اهل العلم من افرد هذا الحديث في مجلدات كما صنع البيهقي كتب في هذا الحديث سبع مجلدات وغيره من اهل العلم. وكانت اهتمامات العلماء بهذا الحديث واسعة جدا من جهات عديدة من من هذه الجهات حتى ندرك دأب اهل العلم وصبرهم في دراسة السنة ومعرفة الايمان من خلال احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة الايمان بضع وسبعون شعبة اوضح ايضاحا جليا وبين بيانا تاما ان الايمان ذي سحب له اجزاء له افراد له انواع ليس الايمان منحصر في جانب ليس الامام مختصا فيما يقوم بالقلب. ولا الايمان مختصا بما يكون على اللسان. ولا ايظا مختصا بما يكون على الجوارح بل الايمان يتناول ما يكون بالقلب وما يكون باللسان وما يكون بالجوارح. وذكر لنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث المختصر اه في الفاظه الجامع في معانيه ودلالاته ذكر لنا صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بما يكون بالقلب او شيء مما يتعلق بما يكون بالقلب وشيء مما يتعلق بما يكون باللسان وشيء ما يتعلق بما يكون بالجوارح حتى نعرف شمول الايمان وتعدد شعبه وتنوع جوانبه واجزائه قال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان الحياة مكانها القلب بماقة الاذى عن الطريق هذه فعل يقام بالجوارح قول لا اله الا الله هذا نطق باللسان وعقيدة تكون في القلب اذا الايمان يشمل يشمل جوانب يشمل اشياء تكون منا بالسنتنا واشياء تكون منا بجوارحنا ويشمل عقائد تكون في قلوبنا يتناول ذلك كله وهذا واضح في قوله عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة ثم ثم يقول اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق لنعرف ان هذه الشعب والاجزاء للايمان ليست على مستوى واحد ولا على مرتبة واحدة بل لها بل لها اعلى ولها ادنى. واعلى شيء في الايمان لا اله الا الله وهذا ايضا يدلنا على فضل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها اعلى شيء في الايمان. اعلاها قول لا اله الا الله. فهي الرتبة العلية والدرجة المنيفة الى الرفيعة اعلى شيء في الدين قول لا اله الا الله ثم ثم امور الدين تأتي دون ذلك وادناها اماطة الاذى عن الطريق. بين هاتين الشعبتين ماذا يوجد شعبة لا اله الا الله التي اعلى الشعب وشعبة اماطة الطريق التي هي ادنى الشعب بينها هاتين الشعبتين ماذا يوجد شعب كثيرة يوجد شعب كثيرة منها ما هو اقرب للاعلى ومنها ما هو اقرب للادنى وتمضي هذه الشعب متفاوتة ليست على مستوى واحد وهذا الحديث من الدلائل البينة على ان الايمان يزيد وينقص. وان اهله يتفاضلون فيه. اليس يعلم كل الناس او كل من عرف هذا الدين تفاوت اهله في قيامهم بهذه الشعب وهل اهل الاسلام في قيامهم بهذه الشعب على مستوى واحد بل انت ايها المسلم هل انت مستواك مع هذه الشعل في ايامك وفي اوقاتك واحايينك على مستوى واحد امانك تراك تارة تزيد فيها وترى وتارة تنقص هذا ابين ما يكون في حسك انت وواقعك ان الايمان يزيد وينقص وانك انت تتفاضل فيه تارة يزيد عندك وتارة ينقص ولهذا قال عمير بن حبيب الخطم رضي الله عنه الايمان يزيد وينفخ احد الصحابة عمير قال الايمان يزيد وينقص؟ قالوا وما زيادته ونقصانه قال اذا ذكرنا الله سبحناه وحمدناه زاد. واذا غفلنا نقص الايمان يزيد وينقص وهذا امر يحس به كل احد من نفسه ولا ينفي عن الايمان الزيادة والنقصان الا مكابر معانق والا زيادة الايمان ونقصانه واضحة في الادلة في الكتاب العزيز وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والعقل يشهد لها والحس يشهد لها والله جل وعلا يقول واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون ويقول تعالى آآ انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا والايات في هذا المعنى كثيرة ايظا قوله تعالى ويزيدهم خشوعا. وقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم وقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والايات في هذا المعنى كثيرة جدا الايمان يزيد وينقص ومن دلائل نقصانه الصريحة قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير وقوله صلى الله عليه وسلم عندما ذكر اهل بعض المنكرات قال فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلب او مؤمن وذلك اضعف الايمان او قال وليس وراء ذلك من ايمانه حبة خردة. في الحديث الاخر قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع بلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. ففيه الايمان اضعف وفيه ايش اعلم وايضا ما ذكره عليه الصلاة والسلام عن النساء عندما قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب لدب للب الرجل الحازم منكن. ومن الطرائف التي يحسن ذكرها في هذا المقام بعض النساء ربما تنزعج من هذا الحديث من قوله عليه الصلاة والسلام ما رأيتم الناقصات عقل ودين؟ وهذا في الغالب لا لا يحدث هذا الانزعاج من المرأة المتدينة المطمئنة الواثقة بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام المنشرحة الصدر بما جاء عنه صلى الله عليه سلم لا يفطر مثل هذا ممن اطمأن قلبها بالايمان وانشرح صدرها لكلام الرسول عليه الصلاة والسلام لان من كان هذا شأنه آآ منشرح الصدر وهو يعلم من من القائل ومن المتكلم بهذا الكلام؟ وانه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى. على ان هذا الحديث لم مذمة فيه للمرأة لان قوله ما رأيتم من ناقصات عقل ودين نفس الدين الذي يكون عند المرأة تركها للصيام وتركها للصلاة وقت حيضها. وهذا نقص في الدين لكنها ليست محاسبة عليه هو نقص في الدين من حيث مقارنتها مع الرجل الذي لا ينقطع عن الصلوات وعن الصيام في كل اوقاته. وهذا النقص هي ليست محاسبة عليه لانها مأمورة به لانها مأمورة به فهي ليست محاسبة عليه اه قلت ان مثل هذا الكلام لا يصدر من امرأة مطمئنة منشرحة الصدر واثقة بما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام لكن بعض من يتفلتن ويملنا الى بعض المخالفات او ايظا من يطعن في التبرج والسفور اه نحو ذلك اه يكون في قلوبهن شيء من وحشة من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الزاجرة للمرأة الزاجرة للمرأة عن المخالفة. مثل نهي المرأة عنان تخرج متعطرة. ومثل امره لها بان تخرج متحجبة ومتسترة ومثل ايضا نهيها عن الاختلاط فبعضهن تتضجر وتتململ من هذه الاوامر وتظن ان هذا نوع من التضييق عليها والتحجير بينما في حقيقة الحال وهذا تدرك كل امرأة عاقلة حصيفة مؤمنة مطمئنة هذا في حقيقة الحال صيانة لها ديانة لها وحفظ لكرامتها وحفظ لعفتها وبعد لها عن ان تكون آآ اداة فساد ووسيلة هدم في المجتمعات فماذا مرة بعظ النساء المتفلتات قلنا لاحد اهل العلم ان معترظات قلنا له ان ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما رأيتم الناقصات عقل ودين كيف يكون هذا كيف يكون هذا؟ يقال ان ناقصات عقل ودين هذا ما هو صحيح كيف يكون يقال في المرأة ويعني انها ناقصة عقل ودين فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال النساء ناقصات عقل ودين لما قال هذه الكلمة ما يقصدكن ما قصدكن بهذا الكلام ولا اراد يعني اراد بهذا الكلام ولا ارادكن بهذا الكلام لما قال للنساء ناقصات عقل ودين اراد نساء الصحابة اما انتم لا عقل ولا دين انتم لا عقل ولا دين لما قال ناقصات عقل ودين قصد نساء الصحابة يعني المرأة الفاضلة المتقية لله العاملة بطاعة الله هذه المقصودة والنقص الذي عنده هي ليست ملامة عليه ولا محاسبة عليه اما المرأة الجريئة التي تتجرأ على دين الله وعلى كلام الله وعلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكل وقاحة تعترض وتنتقد اين الدين الزاجر واين الفهم اين الوعي اين معرفتها بكلام الله وكلام رسوله؟ ومن الذي يجرؤ على ان ان ينتقد او يعترض على كلام الله وكلامه صلى الله عليه وسلم الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله على كل حال اه من الادلة التي مرت معنا على نقص الايمان قوله ما رأيتم الناقصات عقل ودين والادلة على نقص الايمان كثيرة وكلها قد اوردتها تأكيدا للمعنى الذي استفدناه من حديث الشعب وانه من الدلائل التي ذكرها اهل علم على ان الايمان يزيد وينقص لان آآ الايمان له شعب والناس في شعبه يتفاوتون ليسوا فيه على درجة واحدة ذكرت لكم عناية اهل العلم بهذا الحديث العظيم. اسمعوا شيء من عنايته حتى تعرفوا اهتمام العلم اهتمام اهل العلم وطريقتهم في دراسة الايمان من خلال احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اهل العلم في معنى قوله بضع وسبعون شعبة منهم من قال المراد بضع ما سبعون شعبة اي المراد هو هذا العدد بعينه بضع وسبعون شعبة اي ان الايمان عدد شعبه بضع وسبعون وفي بعض الروايات بضعا وستون ومنهم من قال ان العدد هنا لا مفهوم له ما معنى العدد لا مفهوم له؟ اي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بضع وسبعون اراد الكثرة يعني ان الايمان له شعب كثيرة وهذا يأتي في كلام العرب كثيرا وخاصة السبعين والسبع مئة وما تظعف منهما يستعمل للتكفير. ومنه قوله تعالى ان تستغفر لهم سبعين مرة. ليس المراد هنا العدد ذاته وانما المراد ان تستغفر لهم مرات كثيرة فمن اهل العلم من يرى ان العدد له مفهوم وان شعب الايمان بضع وسبعون شعبة على التحديد ومنهم من يرى ان العدد لا لا مفهوم له من من اهل العلم رأى ان العدد لا لا مفهوم له بعضهم اجتهد في جمع شعب الايمان في جمع شعب الايمان وهؤلاء كثيرون منهم ابن حبان البستي رحمه الله صاحب الصحيح وله طريقة فلكها في جمع شعب الايمان اخذت منه سنوات وبعضنا يستكثر على نفسه جلسة او جلستين في دراسة الايمان فاخذت منه سنوات ماذا فعل؟ يقول وهو ذكر ذلك في كتابه الصحيح يقول لما قرأت هذا الحديث اخذت اتتبع السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم واجمع فيها امور الايمان وخصاله فوجدت انها كثيرة تزيد على السبعين. يعني الاشياء التي امر الله بها والامور التي نهى عنها والامور التي اثنى عليها وجدتها كثيرة يقول فرجعت وبدأت اقرأ المصحف اقرأ القرآن اية اية واستخرج منه كل ما اعده الله ايمان مثلا قول الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم. الصلاة ايمان قوله تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معروضون الى اخر الايات كل هذه الخصال ايمان لان الله عدها في صفات اهل الايمان مثل قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا قال فهذه كلها ايمان لانها صفات ايمان فاخذ هذا العالم يتتبع كل ما نص الله على انه ايمان فجمعه. يقول فاجتمع عندي اقل من السبعين اجتمع عندي اقل من السبعين فاخذت اتتبع احاديث النبي عليه الصلاة والسلام حديثا حديثا في السنن والمسانيد والجوامع واستخرج كل حديث نص النبي صلى الله عليه وسلم فيه على انه ايمان مثل لا ايمان لمن لا امانة له ونحو ذلك من الاحاديث وهي كثيرة جدا. يقول فاجتمع عندي اقل من السبعين فجمعت ما اجتمع عندي من القرآن ومجتمع عندي من السنة وحدثت المكرر فصار العدد بضع وسبعون فصار العدد بضع يصلون هذه الطريقة سلكها هذا العالم يقول واودعت ذلك كله في كتاب وصف الايمان وشعبه في كتاب وصف الايمان وشعبه. وهذا الكتاب مفقود ومن وقت ليس قليل مفقود وبعض العلماء المتقدمين شيئا ما وما وقفوا عليه مثل ابن حجر ذكر في فتح الباري انه ما وقف عليه لكن هناك ايضا علماء اخرون جمعوا في الشعب مثل اه البيهقي في في كتابه الشعب ومن قبله شيخه الحليمي او الحليمي في كتاب منهاج اه المنهاج في شعب الايمان ومن الكتب التي في هذا الباب يعني يناسب ان تتداول كتاب مختصر لشعب الايمان للبيهقي للقزويني رحمه الله هذا مجند لطيف فيه خلاصة لما في كتاب شعب الايمان في البيهقي انا اقصد بهذا ان بهذه الطريقة يشتغل الانسان بدراسة الايمان ويعرف الاحاديث ثم لما يعرفها يعمل بها ليزداد ايمانه ويقوى يقينه وتعظم صلته بالله تبارك وتعالى ثم ثم انني اختم بالاشارة الى ان هذه هي ما هي الا مقدمات ومداخل لدراسة الايمان وبيان شيء من المنهجية التي ينبغي ان يكون عليها اه طالب العلم في دراسة الايمان مع اعتراف التام بعدد وقصور وتقصيري. اسأل الله جل وعلا ان يعفو عني وعنكم وان يغفر لي ولكم. وان يستعملني واياكم في طاعته وان ان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يزيننا واياكم بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يجعل ما نقوله اه حجة لنا لا حجة علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم اما الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين