الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما ان اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الشيخ العلامة ابو عبد عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الدين الصحيح يحل جميع المشاكل. قال رحمه الله المشكلة الثانية مشكلة العلم لقد غلط كثير من الناس في مسمى العلم الصحيح الذي ينبغي ويتعين طلبه والسعي اليه على قولين متطرفين احدهما اخطر من الاخر فالاول قول من قصر العلم على بعض مسمى العلم الشرعي المتعلق باصلاح العقائد والاخلاق والعبادات دون ما دل عليه الكتاب والسنة من ان العمل من ان العلم يشمل علوم الشرع ووسائلها وعلوم الكون هذا قول طائفة ممن لم تتبصر بالشريعة تبصرا صحيحا ولكنهم الان بدأوا حللون من هذا الاطلاق لما رأوا من المصالح العظيمة في علوم الكون. وحين تنبه كثير منهم لدلالات نصوص الدين عليه والقول الثاني قول من قصر العلم على العلوم العصرية التي هي بعظ علوم الكون وهذا القول انما نشأ من انحرافهم عن الدين وعلومه واخلاقه. وهذا غلط عظيم حيث جعلوا الوسائل هي المقاصد وحيث نفوا من العلوم الصحيحة والحقائق النافعة ما لا تنسب اليه العلوم العقمال تنسب اليه العلوم بوجه من الوجوه وغرهم ما ترتب عليهم من الصناعات والمخترعات. عليها وغر ما ترتب عليها من الصناعات والمخترعات وهؤلاء هم المرادون بقوله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبيت فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. فهم فرحوا بعلومهم واستكبروا بها واحتقروا علوم الرسل حتى نزل بهم ما كانوا به يستهزؤون من الحق. ونزل بهم العذاب الذي وعد به من كذب الرسل عذبوا في الدنيا بالختم على قلوبهم واسماعهم وابصارهم وعموا عن الحق ولا عذاب الاخرة اشق وما لهم من الله من واق. نعم. قال رحمه الله تعالى المشكلة الثانية مشكلة العلم مراده رحمه الله بمشكلة العلم اي ما يحدث لدى الناس من كارم في هذا الباب وما يقع في هذا الباب من اشكال لديهم في حقيقة العلم ما هو وما المطلوب من العبد فيه وذكر رحمه الله تعالى ان من الناس من قصر العلم النافع على بعض علوم الشريعة وحقائقها المطلوبة من العباد واخرج من العلم النافع الامور العامة النافعة المفيدة التي تتعلق بها مصالح العباد وتتعلق بها حاجاتهم ومن الناس من نحى منحا اخر في بيان العلم وحقيقته فجعل العلم محصور في العلوم الدنيوية واخرج العلوم الدينية من حقيقة العلم فصار او ال امر هؤلاء الى التحلل من الدين ومن الاخلاق ومن الاداب ومن تحقيق العبوديات التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها ثم بين رحمه الله تعالى ان العلم يتناول ذلك كله. العلم النافع يتناول ذلك كله يتناول بالاصالة علوم الشريعة التي عليها مدار السعادة والفلاح وهي الداخلة دخولا اوليا فيما اثنى الله سبحانه وتعالى عليه او على اهل العلم به لان ثناء الله على اهل العلم وعلى الذين يعلمون المراد بذلك اصالة علم الشريعة قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وما وما جاء في هذا المعنى من ايات المراد به العلم الشرعي الذي يصل به العبد الى رضوان الله سبحانه وتعالى وجنته كذلك النصوص نصوص السنة في مدح العلم والثناء على اهله من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهلا سهل الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة لتظع اجنحتها لطالب العلم. رظا بما يصنع الى ان قال وان العلماء ورثة الانبياء. فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر وقوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ونحو ذلك من النصوص التي تختص بالثناء على من تعلم العلم الشرعي وتفقه في دين الله سبحانه وتعالى وميز بين الحلال والحرام وعرف الاحكام الهدى من الباطل والحق من الضلال فلا شك ان هذا هو الاصل الذي تبنى عليه السعادة والعلوم الاخرى النافعة في امور الدنيا وفي حاجات الناس ومصالحهم مما لا تكون متصادمة مع الدين. ولا مخلة بادابه واصوله فهذه محمودة لا تذم ولا ينهى عنها ولا ينهى عن عن تعلمها بل عمومات النصوص تدل على ذلك ولهذا خطأ الشيخ رحمه الله تعالى من ينهى عن هذه العلوم ولا يرتضيها ولا يقبلها فهي علوم تنفع الناس وتفيدهم كعلم الطب ونحوه من العلوم التي فيها فائدة ومصلحة ومنفعة للناس في معاشهم ودنياهم. فهذه من العلوم النافعة لا ينهى عنها ايضا بالمقابل لا تكون هذه العلوم الدنيوية طاغية على الاصل بحيث يكون الانسان علمه منحصرا في ذلك ولا علم له بدين الله. فيكون من اهل قوله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. اي علم الاخرة الذي يوصل الى رضوان الله تبارك وتعالى انا وجنته غافلون عنه. معرظون عن تعلمه ولهذا يوجد كثير في الناس من يكون بصيرا ببعض علوم الدنيا او العلوم الدنيوية ولكن التي تعلم من الدين بالضرورة يجهلها ولا فقه له فيها وهذه مصيبة وبلية عظيمة بحيث تصبح حال الانسان في علمه في حدود هذه الحياة الدنيا. اما ما يتعلق بالاخرة وما يقرب الى الله سبحانه وتعالى فلا نصيب عنده من ذلك وفي الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا الدنيا تكون مبلغ علم الانسان عندما تكون علومه منحصرة في العلوم الدنيوية اما اذا لم تكن منحصرة في العلوم الدنيوية وتفقهها في دين الله. ولا سيما ضروريات الدين وواجباته فانه لا يذم على تعلمه العلوم النافعة المفيدة التي فيها مصلحته مصلحة العباد فهذا لا يذم على ذلك ولا ينهى عنه والحق قوام بين من ينهى عن هذه العلوم نهيا كليا ويحذر منه وبين من يجعل هذه العلوم هي علومه معرضا عن علم الاخرة وعن العلوم المقربة الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله اما مدلول العلم النافع ومسماه الذي دل عليه الكتاب والسنة فهو كل علم اوصل الى المطالب العالية واثمر الامور النافعة. لا فرق بين من ما تعلق بالدنيا او بالاخرة كل ما هدى الى السبيل ورق العقائد والاخلاق والاعمال فهو من العلم. وقسم العلوم الى قسمين مقاصد ووسائل توصل اليها وتعين عليها. اولا ذكر رحمه الله تعالى مدلول مدلول العلم النافع ومسماه الذي دل عليه الكتاب والسنة قال هو كل علم اوصل الى المطالب العالية واثمر الامور النافعة لا فرق في ذلك بينما تعلق بالدنيا او بالاخرة. لكن هذا لا بد فيه من قيد. وضابط وهو ان لا تطغى علوم دنيا على علم الاخرة العلم المقرب الى الله سبحانه وتعالى فانه حينئذ يذم اذا كان علم الدنيا هو له علم الانسان ولا اهتمام له بعلم الاخرة لا اهتمام له بالعلم الذي يقرب الى رضوان الله سبحانه وتعالى وجنته فهذا لا شك انه يذم لانه اصبح هذا العلم الدنيوي مبلغ علمه اي لا علم له ولا همة له في تعلم العلم المقرب الى الله. ففي مثل هذه الحالة يذم لكن اذا كان معها هذا العلم تعلم علم الاخرة او تعلم كحد ادنى ما يعلم من الدين بالضرورة من فرائض الاسلام وواجبات الدين فهذا في مثل هذه الحالة لا يذم بل هو علم نافع يحمد عليه صاحبه. واذا صحبه في ذلك نية نية صالحة تحول الى قربة من القرى مثل ان يتعلم علم الطب او نحوه من العلوم ليخدم الناس ليكون ساعيا في آآ علاجهم في شفائهم من الامراض باذن الله تبارك وتعالى فيما يتعلق بالالام المؤذية والمزعجة لهم. فاذا استصحب هذه النية الصالحة كان في عمله في قربة الى الله سبحانه وتعالى. فالشاهد ان هذه العلوم تمدح اذا لم تطغى على علم الاخرة ولم تكن هي مبلغ علم الانسان واذا صحب تعلمه لها نية صالحة تحولت بذلك الى قربة من القرب التي يثاب عليها عند الله عز وجل ثم قال وقسم العلوم الى قسمين مقاصد ووسائل توصل اليها وتعين عليها. ومن المعلوم ان من القواعد الكلية ان الوسائل لها احكام المقاصد. الوسائل لها احكام المقاصد. فالمقاصد الواجبة وسائلها واجبة والمقاصد المستحبة وسائلها مستحبة والوسائل المحرمة وسائلها ايضا محرمة وما لا يتم واجب الا به فهو واجب قال فالمقاصد؟ قال فالمقاصد هي العلوم المصلحة للاديان والوسائل ما اعان عليها من علوم العربية بانواعها ومن علوم الكون التي التي ثمرتها معرفة الله ومعرفة وحدانيته وكماله صدق رسله الان عرفنا ان العلوم علمان علم هو علم المقاصد وعلم هو علم الوسائل ولا شك ان المقصد هو الذي يطلب اصالة وابتداء لان هو المقصد وهو الاساس وعرفه الشيخ رحمه الله بانه العلوم المصلحة للاديان هذا علم المقاصد العلوم المصلحة للاديان او هو ما قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فهذا علم مقاصد والنوع الاخر من العلم علم الوسائل. علم الوسائل وعرفه بانه علوم العربية بانواعها. وعلوم الكون التي ثمرتها معرفة الله ومعرفة وحدانيته لانها داخلة في عموم النصوص التي فيها الدعوة الى النظر في ملكوت الله. وفي خلق الله تفكر في النفس وما اودع الله سبحانه وتعالى فيها من الايات العظيمة قال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت؟ والى الجبال كيف نصبت؟ والى الارض كيف سطحت وقال جل وعلا وفي انفسكم افلا تبصرون فعلم الكون اذا استصحب فيه متعلمه نية صالحة زاده معرفة بالله وبعظمة الله وقدرة الله سبحانه وتعالى واطلع عن كذب على ايات الله العظيمة الدالة على وحدانيته فكان ذلك من اسباب زيادة الايمان وقوة الصلة بالله فاذا هو وسيلة بهذه الطريقة يكون وسيلة عظيمة في باب المعرفة معرفة الله عز وجل والايمان به سبحانه وتعالى فهو وسيلة فاذا كان تعلمه في حدود ذلك صار نافعا للعبد نفعا عظيما. نعم. قال رحمه الله الله وثمرتها الاستعانة بها على عبادة الله وشكره. وعلى قيام الدين فانه تعالى اخبر انه سخر لنا هذا الكون وامرنا ان نتفكر فيه ونستخرج منافعه الدينية والدنيوية والامر بالشيء امر به امر بما لا يتم الا به وذلك حث على معرفة علوم الكون التي يستخرج بها ما سخره الله لنا ان منافعها لا تحصر لنا عفوا من دون طلب وفكر وتجارب. قال تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس فهذه المنافع لا تحصل الا بالمعرفة بفنون الصنائع حتى يتم انتاجها وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة على الثناء على العلم واهله وتفضيلهم على غيرهم. قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وانهم اهل الخشية لله والمعرفة به. انما يخشى من عباده العلماء وامر الجهال بسؤال اهل العلم هنا يذكر رحمه الله تعالى ثمرة العلوم الكونية ثمرة العلوم الكونية. وفائدتها للمسلم اذا تعلمها بنية صالحة وقصد طيب فذكر انها تعين العبد على عبادة الله وعلى شكره وعلى قيام الدين. واستدل لذلك بان الله جل وعلا اخبر انه سخر لنا هذا الكون. وامرنا ان فيه ونستخرج منافعه الدينية والدنيوية. قال والامر بالشيء امر به وامر بما لا يتم الا به فهذا فيه دلالة على ان تعلم علم الكون بنية صالحة يثمر آآ قوة في المعرفة بالله واياته سبحانه وتعالى مما يقوي الايمان به وتحقيق وحدانيته سبحانه وتعالى ثم ذكر بعض الادلة على ذلك ثم قال وقد امر بعبادات كثيرة وعفى عن محرمات هكذا في جميع نسخ الكتاب المطبوعة وعفا عن محرماته خطأ والصواب ونهى عن محرمات وقد امر بعبادات كثيرة ونهى عن محرمات نعم الامر بالشيء والنهي عنه لا يمكن امتثال الامر واجتناب النهي الا بعد علمه ومعرفته. فجميع الاوامر الشرعية والنواهي تدل على وجوب تعلم العلم الذي تتوقف عليه. كما انه اباح معاملات وحرمات لا لا يمكن تمييز الحلال والحرام منها الا بالعلم. وقد ذم من لم يعرف حدود ما انزل ما ما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة ذكر رحمه الله هنا قاعدة بين مكانة العلم العظيمة ومنزلته العلية. قال ان الله عز وجل امر باوامر ونهى عن نواهي امر باوامر اعظمها توحيده ونهى عن نواه اخطرها الاشراك به جل وعلا والامر بالشيء والنهي عنه لا يمكن امتثال الامر واجتناب النهي الا بعد علمه ومعرفته. الا بعد علمه ومعرفته. ولهذا فان العلم مقدم على العمل وبه يبدأ كما قال الله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الصبح يقول في دعائه اللهم اني علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. فبدأ عليه الصلاة والسلام بالعلم ان افا قبل الرزق الطيب والعمل المتقبل وذلك لانه بالعلم النافع يميز بين الرزق الطيب والخبيث وبين العمل الصالح والطالح ومن لم يكن عنده علم نافع كيف يميز؟ بين رزق خبيث او طيب وبين عمل صالح او طالح فالعلم هو الميزان الذي توزن به الامور ويضيء للعبد طريقه ويعرف به الهدى من الضلال والحق من الباطل والخبيث من الطيب كيف يتقي المحرمات من لا يدري بها ولا يعرفها. كما قال بعض السلف قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي نهى الله عن المحرمات ونهى عن الاثام وبين عقوباتها. فكيف يتقيها من لم يتعلمها كيف يتقيها من لم يقف على زواجرها في الكتاب والسنة وعقوباتها وايضا كيف يباشر الاوامر ويفعلها على الوجه الذي يرظي الله سبحانه وتعالى دون ان يكون عنده فقه وتعلم قال والامر بالشيء والنهي عنه لا يمكن امتثال الامر واجتناب النهي الا بعد علمه ومعرفته فجميع الاوامر فجميع الاوامر شرعية فجميع الاوامر الشرعية والنواهي تدل على وجوب تعلم العلم الذي تتوقف عليه لان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. كيف يصلي المسلم الا بالعلم. كيف يزكي الا بالعلم؟ كيف يحج الا بالعلم؟ لا يمكن ان يقوم بالاوامر وواجبات الدين الا بالعلم بالفقه في دين الله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين مفهوم المخالفة للحديث ان من لم يتفقه في الدين لم يرد به خيرا لانه اذا لم يتفقه في الدين كيف يقوم باعمال الدين وكيف تقع من مثله الطاعات على الوجه المشروع وعلى الوجه الذي امر الله سبحانه وتعالى عباده به قال كما انه اباح معاملات وحرم معاملات اباح معاملات وحرم معاملات لا يمكن تمييز الحلال والحرام منها الا بالعلم. كيف يميز الانسان بين معاملات وبيوع مباحة؟ وبين معاملات وبيوع محرمة الا بالعلم ولهذا من لطيف ما يذكر ان جماعة جاءوا اه محمد بن الحسن او ابو يوسف وقالوا اه نريد ان تؤلف لنا كتابا في الزهد. نريد ان تؤلف لنا كتابا في الزهد فقال رحمه الله تعالى لقد الفت كتابا في البيوع. لقد الفت كتابا في البيوع. مراده انه يكفيكم في هذا الباب بمعنى ان الزهد فرع عن علم الانسان بالبيوع المباحة والمحرمة اذا كان الانسان يتعامل مع الناس بالبيع والشراء والاخذ والعطاء ولا فقه له في هذا الباب ولا بصيرة عنده. كيف يتحقق من مثله الزهد فالزهد الحقيقي فرع عن الفقه في دين الله ومعرفة الحلال والحرام والبصيرة باحكام الله سبحانه وتعالى. اما الذي يدخل في التعاملات في البيع في الشراء في الاخذ والعطاء بدون فقه في دين الله قد يدخل عليه دواخل كثيرة في بيوعه من اشياء حرمها الله سبحانه وتعالى ونهى عباده عنها فالامر الذي احله الله من المعاملات وحرمه لا يمكن ان يميز الا بالعلم النافع. وقد ذم جل وعلى من لا يعرف حدود ما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة. وهذه الحدود لا يمكن ان يعرف الا بالعلم نعم. قال ومن ذلك انه امر بالجهاد في عدة ايات. وباعداد المستطاع من القوة للاعداء واخذ الحذر منهم ولا يتم ذلك الا بتعلم فنون الحرب والصنائع التي تتوقف القوة الحذر منهم عليها قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. هذا لا يمكن ان يكون الا علم لا يمكن ان يكون ويتحقق الا بالعلم نعم. وامر بتعلم امور التجارة والاصول الاقتصادية حتى انه امر ان يبتلى الاولاد الصغار اليتامى ويعلم التجارة وطلب المكاسب. قال تعالى اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم. هذا هذا موجه الى ولي مال يتيم انه لا يظع في يده المال حتى يبتليه ويعرف رشده وحسن تصرفه في المال. اما اذا تبين له انه غرا جاهلا لا يعرف اه طريقة البيع والشراء والتعامل اذا وضع في يده المال طاعة في لحظة واحدة. فقبل ان يوضع في يده المال يبتلى هل عنده رشد في هذا الباب والرشد في هذا الباب حسن التصرف والمعرفة بالمال وتدبيره واما اذا كان ليس عنده ذلك لا يوضع في يده المال لان وضع المال في يده ظياع. للمال نعم. فلم يأمر بدفع اموالهم اليهم حتى يعلم رشدهم ومعرفتهم لامور المكاسب والتجارة فهذه الشريعة الكاملة امرت بتعلم جميع العلوم النافعة من من العلم بالتوحيد واصول الدين ومن من علوم الفقه والاحكام ومن علوم العربية ومن العلوم الاقتصادية والسياسية ومن العلوم التي تصلح بها الجماعة والافراد فما من علم نافع في الدين والدنيا الا امرت به هذه الشريعة وحثت عليه ورغبت فيه فاجتمع فيها العلوم الدينية والعلوم الكونية وعلوم الدين وعلوم الدنيا بل انها جعلت العلوم الدنيا التي تنفع من علوم الدين. واما المتطرفون فانهم اقتصروا على بعض علوم الدين. فقص وغلطوا غلطا فاحشا. التطرف هنا اذا كان بالنهي والذم المطلق. للعلوم اما اذا كان ليس هناك نهي اقتصر طالب العلم على العلم الشرعي فقط والفقه في دين الله واقبل على ذلك وكرس حياته وجهده لهذا الامر لانه اهم الامور واعظم المطالب والحاجة اليه امس ولم يذم العلم النافع من العلوم الدنيوية لا يذم ولا يكون ذلك تطرفا من هذا المراد رحمه الله تعالى نعم قال واما الماديون فانهم اقتصروا على بعض علوم الكون وانكروا ما سواها فالحدوا ومرجت اديانهم واخلاقهم وصارت علومهم حاصلها انها صنائع صنائع جوفاء لا لا تزكي العقول والارواح ولا تغذي الاخلاق فكان ظررها عليهم اعظم من نفعها. فانهم انتفعوا بها من جهة من جهة ترقية الصنائر والمخترعات وتوابعها وتضرروا بها من جهتين. احداهما انها صارت اكبر نكبة عليهم وعلى جميع البشر لما ترتب عليها من الفناء والحروب المهلكة المهلكة والتدمير. الثانية انهم اعجبوا بها واستكبروا فحقروا فحقروا لذلك علوم الرسل وامور الدين. ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه. فاستعذ بالله انه هو السميع البصير وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون. فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وفاق بهم ما كانوا به يستهزؤون. قال رحمه الله واما الماديون يعني الذين اقتصروا على العلوم المادية العلوم الدنيوية واعرض عن علوم الدين اعراضا كليا لم يتفقهوا في دين الله سبحانه وتعالى لو اقتصروا على بعض علوم الكون وانكروا ما سوى ذلك ومن جملة ما انكروه علوم الدين العلم التي العلم الذي جاء به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه والذي به سعادة الناس وفلاحهم في الدنيا والاخرة. يقول هؤلاء لما اعرضوا عن هذا العلم علم الدين علم الشريعة الحدوا ومرجت اديانهم اخلاقهم. الحدوا ومرجت اديانهم واخلاقهم. وصارت علومهم ومحاصلها انها صنائع جوفاء لا تزكي العقول والارواح ولا تغذي الاخلاق يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. ثم يقول رحمه الله ان هذه ان هذا الاقتصار من هؤلاء على العلوم المادية معرظين عن علم الدين علم الشريعة ترتب ايه مفاسد واضرار كثيرة حلت بهؤلاء وجنايات عديدة لحقت بهؤلاء. لكن اخطرها امران. الامر الاول انها صارت اكبر نكبة عليهم وعلى جميع البشر لما اشتغل هؤلاء بالصناعات وخاصة في مجال الاسلحة الفتاكة المدمرة وخاضوا في صناعة تلك الالات وتوسعوا فيها وتوصلوا الى صناعات اسلحة مدمرة مهلكة وفي الوقت نفسه لا ليس في قلوبهم دين ليس في قلوبهم خوف من الله ولا مراقبة له ليس في قلوبهم اعتقاد ان هناك اخرة وحساب وعقاب وجنة ونار فاصبحت هذه الاسلحة في يد رجل ليس في قلبه ما يحجزه ويردعه ويمنعه. ليس في قلبه خوف من الله ولا مراقبة لله. سبحانه وتعالى مثل لو كان بيد احد الطائيسين الة مدمرة مثل لو كان بيد احد الطائشين الزائغين الة مدمرة يهلك نفسه ويهلك الاخرين ولا يبالي. ليس هناك دين يردع او خلق يزع ليس هناك اداب تجردت قلوبهم وعلومهم عن العلوم الدنيوية التي تهذب وتزكي وتجعل الانسان يحسن في التعامل ويراقب الله سبحانه وتعالى ويرحم فهذه الامور كلها انتزعت منهم لان كل حياة تكرست في دراسة العلوم الدنيوية علوم الصناعات علوم الالات اما الدين فهم عنه غافلون ومعرضون جناية الجناية الثانية انها اوجدت في قلوبهم استكبارا على الحق وتعال عليه فاذا ذكر لهم شيء من علوم الدين المقربة الى الله عز وجل سخروا واستكبروا وتجبروا وطغوا واحتقروا ورأوا انهم هم اهل العلوم. وانهم هم اهل البصيرة وانهم وانهم وحاصل ما عندهم من علوم امورا تتعلق بالدنيا فاذا فارقت ارواحهم اجسادهم انتهى كل شيء واقبلوا على الله سبحانه وتعالى وليس عندهم شيء يقربهم الى الله ويدنيهم منه سبحانه وتعالى فخسروا خسرانا مبينا فالشيخ رحمه الله تعالى اشار الى ان اقتصار هؤلاء على العلوم المادية معرظين عن العلوم المقربة الى الله سبحانه وتعالى اه ترتب عليه ان تضرر هؤلاء من جهتين قال الجهة الاولى انها صارت اكبر نكبة عليهم وعلى جميع البشر لما ترتب عليها من الفناء والحروب المهلكة والتدمير. يعني قارن الان عندما يفعل عندما يقوم هؤلاء تفعيل هذه الالات المدمرة. وكم يهلك من البشر صغارا وكبارا رجالا ونساء راح تزهق بينما النبي عليه الصلاة والسلام لما يذهبون في معركة يراد بها نصرة الدين تجد رحمة الاسلام معهم تجد اداب الاسلام لا تقتلوا وليدا لا تقتلوا امرأة لا تقتلوا شيخا تجد رحمة الاسلام ماضية معهم يقتل قاتلة الذين يحملون السلاح ويجابهون انصار دين الله تبارك وتعالى اما المرأة الضعيفة والطفل الصغير والمواشي والدواب هذه لا تقتل بينما هؤلاء الذين بايديهم هذه الاسلحة اذا غضبوا غضبة دمروا كل شيء ولا يبالون هل هو طفل صغير او امرأة او رجل مسن او ماشية او غير ذلك لا يبالون بذلك ابدا فهذه جناية الجناية الاخرى انها اورثت في نفوسهم علوا واستكبارا وفرحا بما عندهم من العلم وتعاليا على علوم الانبياء والمرسلين العلوم التي تقرب الى الله سبحانه وتعالى رب العالمين. نعم. قال رحمه الله فتبين مما ذكرنا ان العلوم النافعة في العاجل والاجل هي العلوم التي جاء في جاءت في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانها احتضنت كل علم نافع. ومعرفة صحيحة لا فرق بين والفروع ولا بين الدينية والدنيوية كما احتضنت عقيدتها الايمان بكل حق وحقيقة وبكل كتاب انزله الله وكل رسول ارسله الله والحمد لله. نعم. قال المشكلة الثالثة الغنى والفقر تنوعت مقاصد الخلق وسياساتهم في مسألة الغنى والفقر بحسب اغراضهم اغراضهم النفسية لا بحسب اتباعهم للحق ونظرهم للمصالح العامة الكلية. ولكنهم اخطأوا الطريق النافع حيث لم يتقيدوا بهدايات الدين الاسلامي وتنوعت بهم الافكار وعملوا على مقتضى ذلك فحصل بذلك اشر مستطير ووقعت فتن كبرى بين من يدعي نصرة الفقر والفقراء والعمال وبين من يتمسك تمسك المزري بالثروات والاموال ولهم في ذلك كلام طويل كله خطأ وضلال. وهدى الله الله المؤمنين الى صراط مستقيم في جميع امورهم عامة وفي هذه المسألة خاصة ذكر رحمه الله هنا مشكلة وهي مشكلة الغنى والفقر الغنى مشكلة والفقر مشكلة وهناك دراسات كثيرة كما اشار الشيخ رحمه الله وتوجهات عديدة في حل المشكلتين مشكلة الغنى والفقر واشار الى ان آآ من تعاطوا حل هذه المشكلة تعاطوها بحسب اغراظهم النفسية بحسب اغراضهم النفسية فمنهم من يبحث عن حل هذه المشكلة بما يحقق مصالحه الخاصة بما يحقق مصالحه الخاصة. منهم من يبحثه حل هذه المشكلة ولا يبالي بالاضرار التي تطال الفقراء. وتحصل لهم فيكون الحل عنده بالنظر الى جانب الاغنياء على سبيل المثال. فثمة حلول كثيرة المشكلة تطرح بوجه عام وبسياسات عامة يتبناها اهل اهل الشأن وهناك ايضا حلول خاصة لكن يقول الشيخ رحمة الله عليه ان جميع هؤلاء تنكبوا الجادة السوية ووقعت فتن كبرى ممن يدعي نصرة الفقراء والفقر والعمال وبين من يتمسك التمسك المزري الثروات والاموال تشير الى توجهات وسياسات عامة في حل هذه المشكلة. قال ولهم في ذلك كلام طويل وكله خطأ وضلال وهدى الله المؤمنين الى صراط مستقيم في جميع امورهم عامة. وفي هذه المسألة خاصة يعني مسألة الغنى والفقر والشيخ رحمه الله اكتفى بهذه الاشارة المجملة للحلول وفصل في الحل الاسلامي. والمنهج الشرعي في علاج مشكلة الغنى ومشكلة الفقر بمعنى ما هي التوجيهات الشرعية التي جاء بها الاسلام لاصحاب الاموال مما يحقق لهم السعادة والبركة وزيادة الربح والفوز بثواب الاخرة وما هي التوجيهات ايضا التي جاء بها الاسلام في حق الفقراء كيف يتعاملون مع الفقر وما هي الحلول الشرعية له فجاء الشيخ بخلاصات عظيمة جدا ونافعة في هذا الباب. او بعبارة اخرى جاء الشيخ رحمة الله عليه بتوجيهات في النافعة ومفيدة تختص بالاغنياء وتوجيهات نافعة ومفيدة تختص بالفقراء نعم. قال جاء الشرع ولله الحمد بصلاح الاغنياء والفقراء بحسب الامكان. لما حكم الله تعالى لما حكم الله تعالى قضاء وقدرا ان الخلق درجات فمنهم الغني ومنهم الفقير ومنهم شريف ومنهم الحقير لحكم عظيمة واسرار يضيق التعبير عن وصفها. فربط بعضهم ببعض بالروابط الوثيقة وسخر بعضهم لبعض وتبادلت بينهم المصالح العادلة واحتاج بعضهم الى بعض. شرع الشارع الحكيم اولا ان يكونوا اخوانا والا يستغل بعضهم بعضا استغلالا شخصيا بل ارشد كلا منهم ان يقوم نحو الاخر بواجباته الشرعية التي يتم بها التي يتم التي يتم بها الالتئام. الالتئام وتقوم بها الحياة. الشيخ رحمه الله في حديثه عن هذه المسألة اولا بدأ رحمه الله بان الله له حكمة له حكمة بالغة في جعل الناس منهم الغني ومنهم الفقير وهو جل وعلا عندما يمد الانسان بالمال والثروات ليس هذا مقياسا او دليلا على ان الله عز وجل اكرمه بذلك وكذلك عندما يضيق على الانسان او يقتر عليه في في رزقه. ليس هذا دليل على اهانة الله له ليس دليلا على اهانة الله له. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. قال الله سبحانه وتعالى كلا. يعني ليس الامر كذلك قال جل وعلا كلا يعني ليس الامر كذلك ليس كون الانسان وسع عليه في المال دليل اكرامه او كرامته عند الله قد يكون المال الذي بيده فتنة عليه. ومظرة عليه ليس دليلا على اكرامه وكذلك كون الانسان تقل ذات يده ويقل حظه ونصيبه من المال ليس ذلك دليل على اهانته بل جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الفقراء يدخلون الجنة قبل اهل الجد قبل اهل المال بخمس مئة عام فليس فقر الانسان دليلا على ان الله سبحانه وتعالى اهانه ليس دليلا على ذلك. وكثرة المال في يد الانسان ليس دليلا على ان الله سبحانه وتعالى اكرمه بل الماء الغنى والفقر كلاهما فتنة على الانسان فمن الناس من يفتن ويبتلى بالغنى ومنهم من يفتن ويبتلى بالفقر. كل من الغنى والفقر ابتلاء وامتحان الغني يبتلى ايكون شاكرا ام كافر والفقير يبتلى ايكون صابرا او جازعا وهناك خلاف معروف بين اهل العلم ايهما افضل الغني الشاكر؟ ام الفقير الصابر؟ يقول ابن القيم رحمة الله عليه سألت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه فقال الاكرم منهما الاتقى لله الاكرم منهما الاتقى لله سبحانه وتعالى واذا استويا في التقوى فهم في الفضل على درجة واحدة اذا استوي في التقوى فهم فالفضل على درجة واحدة فليس المقياس في هذا الباب غنى الانسان او فقره وانما المقياس وكرامته عند الله بحسب تحقيقه لتقوى الله جل لو على هذا من حيث التأصيل العام ثم اخذ يبين رحمة الله عليه المسألة من ثلاث جهات الجهة الاولى التوجيهات التي تتناول الجميع التوجيهات العامة التي تتناول جميع الاغنيا والفقراء ثم الامر الثاني التوجيهات التي تخص الاغنياء ثم الامر الثالث التوجيهات التي تخص الفقراء. فتدرج في بيان او تقسيم وتوظيح هذه المسألة من هذه النواحي الثلاث الناحية الاولى التوجيهات العامة التي تشمل الفقراء والاغنياء على حد سواء فقال الله تعالى شرع الشارع الحكيم اولا ان يكونوا اخوانا ان يكونوا اخوانا من هم؟ الاغنياء والفقراء. ان يكونوا اخوانا اي بينهم الاخوة الايمانية. انما المؤمنون اخوة انما المؤمنون اخوة كونوا عباد الله اخوانا. سواء منكم الغني او الفقير او غير ذلك. كونوا عباد الله اخوانا اي متآخين في دين الله فهذا الامر الاول ان يكونوا اخوانا والا يستغل بعظهم بعظا استغلالا شخصية اي خارجا عن نطاق الاخوة الايمانية ولهذا نلاحظ في الحديث بيان هذا الامر قال لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض كل هذه المعاني خارجة عن نطاق الاخوة الايمانية وما تقتضيه من سلامة الصدور وحسن المعاملات وطيب المعاشرة قال بل ارشد كلا منهم اي الاغنيا والفقراء ان يقوم نحو الاخر بواجباته الشرعية. ان يقوم نحو الاخر بواجباته شرعية التي يتم بها الالتئام وتقوم بها الحياة. هذا توجيه عام للجميع. ايضا من التوجيهات العامة للجميع للفقراء والاغنياء قال امر الجميع ان يتوجهوا باجمعهم الى المصالح العامة الكلية التي تنفع الطرفين كالعبادات البدنية والمشاريع الخيرية وجهاد الاعداء ومقاومتهم ودفع عدوانهم بكل وسيلة. هذه كلها امور عامة مطلوبة من الجميع كل بحسب استطاعته كل منهم بحسب وسعه وقدرته هذا ببدنه وماله وهذا ببدنه وهذا بماله وهذا بجاهه وتوجيهاته وهذا بتعليمه بتعلمه وتعليمه كل بحسب ما يستطيع في تحقيق المصالح العامة للامة. لان الغاية واحدة والمصالح مشتركة والغاية شريفة والوسائل اليها شريفة فاذا هذه الان توجيهات عامة آآ تتناول الفقراء والاغنياء على حد سواء. ثم بعد ذلك انتقل للجانب الثاني وهو الكلام او التوجيهات التي تختص بالاغنياء نعم. قال رحمه الله امر الجميع ان يتوجهوا الى المصالح العامة الكلية التي تنفع الطرفين كالعبادات البدنية والمشاريع الخيرية وجهاد الاعداء ومقاومتهم ودفع عدوانهم بكل وسيلة. كل منهم بحسب وسعه وقدرته. هذا ببدنه وماله وهذا ببدنه وهذا بماله وهذا بجاهه وتوجيهه وهذا بتعلمه وتعليمه. لان الغاية واحدة والمصالح مشتركة والغاية الشريفة والوسائل اليها شريفة. هذه الان اه كما عرفنا توجيهات عامة تتناول الاغنياء والفقراء على حد سواء ثم بعد ذلك شرع رحمه الله تعالى في ذكر التوجيهات التي تختص بالاغنياء فقط قال ثم اوجب في اموال الاغنياء فرضا الزكاة بحسب ما جاء في تفصيل في تفاصيلها الشرعية. وجعل مصرفها دفا حاجات المحتاجين. وحصول مصالح الدينية الدينية المقيمة لامور الدنيا والدين. وحث على الاحسان في كل وقت وفي كل مناسبة واوجب دفع ضرورة المضطرين واطعام الجائعين وكسوة العارين ودفع الضرورات عن المضطرين. وكذلك النفقات الخاصة للاهل والاولاد وما يتصل بهم والقيام بواجب والقيام والقيام بواجبات المعاملات كلها الواقعة بين الناس. وامرهم مع ذلك الا يتكلوا في كسب الدنيا على حولهم قوتهم ولا ينظروا نظر استقرار استقرار وطمأنينة الى ما عندهم بل يكون بل يكون نظرهم نظرهم على الدوام الى الله والى فضله. وتيسيره والاستعانة به. وان وان يشكروه على ما تفضل عليهم وميزهم به من الغنى والثروة. واوجب عليهم ان يقفوا عند الحدود. فلا ينغمسوا في الترف اسراف انغماسا يضر باخلاقهم واموالهم وجميع احوالهم بل يكونوا كما قال الله تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وامرهم مع ذلك ان يكون طلبهم للغنى ان يكون طلبهم للغنى والدنيا طلبا شريفا نزيها. فلا يتلوثون بالمكاسب الخبيثة التي هي ما بين ربا او قمار او غرر او غش او خداع. بل يتقيدون بقيود الشرع العادلة في معاملاتهم كما تقيد بذلك في عباداتهم وامرهم ان ينظروا الى الفقراء نظر الرحمة والاحسان لا نظر القسوة والغلظة والاثر والبطر والاشر والكبر ولهذه الارشادات الحكيمة تكون الثروة الدينية في غاية الشرف وكمال كبار ويكون الغنى على هذا الوجه وصفا محمودا ونعتك مال ورفعة وعلو. لان الشرع هذبه فحث على التباعد عن رذائله ورغب في اكتساب فضائله. هذه الان توجيهات تختص بالاغنياء ومن اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالثروة والمال وهذه التوجيهات تتناول نقاطا عديدة الاولى ان الله سبحانه وتعالى اوجب في اموال الاغنياء فرظا الزكاة بحسب ما جاء في تفاصيلها الشرعية قال عليه الصلاة والسلام فانهم اجابوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم. صدقة تؤخذ من اغنياء فترد على فقرائهم هذا افترضه الله الزكاة المكتوبة وجعلها الله سبحانه وتعالى تعظيما لشأنها قرينة قرينة للصلاة في كتابه فلا تكاد تذكر الصلاة فريضة الصلاة في القرآن الكريم الا وتذكر معها فريضة الزكاة فهذا شيء اوجبه الله سبحانه وتعالى على الاغنياء في اموالهم وفي اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم. هذا حق وفرض اوجبه الله جل وعلا. قال وجعل مصارفها دفع حاجات المحتاجين وحصول المصالح الدينية المقيمة لامور الدنيا والدين. هذا التوجيه اول الثاني قال وحث على الاحسان في كل وقت وفي كل مناسبة حث على الاحسان في كل وقت وفي كل مناسبة تجد النصوص الشرعية في الحث على الاحسان على البذل على الانفاق وذكر الثواب العظيم والاجور الجزيلة المترتبة على ذلك. الامر الثالث اوجب دفع ظرورة المضطرين اوجب ظرورة اه دفع ضرورة المضطرين واطعام الجائعين وكسوة العارين ودفع الظرورات عن المضطرين هذا اوجبه الله سبحانه وتعالى الامر الرابع اوجب النفقات الخاصة للاهل والاولاد لينفق ذو سعة من سعة اوجب الله سبحانه وتعالى النفقات الخاصة على الاهل والاولاد وما يتصل بهم اي من خدم او نحو ذلك والقيام بواجب وبواجبات المعاملات كلها الواقعة بين الناس. قال وامرهم مع ذلك الا يتكلوا في كسب الدنيا على حولهم وقوتهم يعني لا ينظر الغني في كسبه الى حذقة او فهمه او تجارته وانما ينظر الى فضل الله عليه لا يقول انا جدير بهذا او انا حقي به او ورثته كابرا عن كابر او نحو ذلك بل ينظر الى فضل الله سبحانه وتعالى عليه قال ولا ينظر نظرا ولا ينظر نظر استقرار وطمأنينة الى ما عندهم. يعني اذا كان عنده ثروة ومال لا ينظر الى هذا المال نظر استقرار وطمأنينة لان هذا المال اما ان يفارق الغني بجائحة او نحوها او يفارقه الغني بموت لن يبقى له هذا المال مهما كثر المال لن يبقى له اما ان يفارق هو المال او يفارقه المال لابد من احدى المفارقتين. اما ان يبقى ان يبقى هو وماله لا يكون لا بد من من حصول هذه المفارقة. قال ولا ينظر نظر استقرار وطمأنينة الى ما عندهم بل يكون نظرهم على الدوام الى الله والى فضله هذا فضل الله هذه نعمة الله لا يكونون كمن قال الله فيهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ومن انكار هذه النعمة ان يقول هذا ورثته كابرا عن كابر. انا جدير به انا حقي به. انا اهل لهذا او نحو ذلك بل الواجب ان يقول هذا فضل الله وهذه منة الله علي لولا فضل الله علي لما حصل لي هذا المال قال بل يكون نظرهم على الدوام الى الله والى فضله وتيسيره قال والاستعانة به ان يطلب عون الله دائما وابدا في هذا المال وفي الربح وفي وجوه استعماله والانتفاع به قال واوجب عليهم ان يقفوا عند الحدود. اي حدود الشرعية فلا ينغمس في الترف والاسراف انغماسا يضر باخلاقهم واموالهم وجميع احوالهم بل يكونوا كما قال الله والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان وكان بين ذلك قواما اي وسطا لا افراط ولا تفريط وامرهم مع ذلك ان يكون طلبهم للغنى والدنيا طلبا شريفا نزيها يعني لا يدخلوا في بيوع محرمة ومعاملات منهي عنها كالربا والغش والسرقة والانتهاب والابتزاز فلا يتلوثون بالمكاسب الخبيثة التي هي ما بين ربا او قمار او غرر او غش او خداع. كل ذلك حرمه الله سبحانه وتعالى واذا كانت اموالهم قائمة على ذلك فهي سحط. وكل جسد قام على السحت فالنار اولى به كما قال عليه الصلاة والسلام بل يتقيدون بقيود الشرع العادلة في معاملاتهم كما تقيدوا بذلك في عباداتهم. يعني كما انه مطلوب منهم ان الله سبحانه وتعالى بما شرع متقيدين في العبادة بقيود الشرع وضوابطها فكذلك هم مطالبون في التجارة والكسب ان يتقيدوا ايضا بقيود الشريعة قال وامرهم ان ينظروا الى الفقراء نظرة الرحمة والاحسان لا نظر القسوة والغلظة والاثرة والبطر والاسر والكبر هذا كله نهى آآ الله جل وعلا الاغنياء عنه وحثهم وامرهم بالرحمة والاحسان والرفق والعطف ورتب على ذلك الاجور العظيمة. قال ولهذه الارشادات الحكيمة تكون الثروة الدينية في غاية الشرف وكما الاعتبار ويكون الغنى على هذا الوجه وصفا محمودا ونعت كمال ورفعة وعلو. لان الشرع هذبه وصفاه حث على التباعد عن رذائله ورغب في اكتساب فضائله بهذا يكون رحمه الله انتهى من ذكر التوجيهات التي تختص بالاغنياء ثم انتقل بعد ذلك الى وجهات التي تختص بالفقراء ونقف الى هذا الحد والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله لنبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. هذا سائل يقول متى تصبح علوم الدنيا والدين من الفروض العينية. علوم الدين تكون فرض عين فيما يتعلق بواجبات الدين وفروضه لان اه العلوم الدينية يقسمها اهل العلم الى قسمين علم هو فرض عين وعلم هو فرض كفاية والعلم الذي هو فرض عين واجبات الدين وفرائضه وما لا يتم الواجب الا به فالواجبات الدينية والفرائض التي فرضها الله سبحانه وتعالى هذه تعلمها فرض عين تعلمها فرض عين لان العبد لا يمكن ان يقوم بها الا بهذا العلم وهي واجبة عليه فالعلم بها والعلم بالغاية التي خلق العبد لاجلها ووجد لتحقيقها وتوحيد الله ومعرفة الشرك لاتقائه هذي كلها فرائض وواجبات عينية على كل مكلا اما ما سوى ذلك من علوم اه الشريعة فهي علوم اه فرضها الله عز وجل فرضا كفائيا بمعنى اذا قام بها البعض سقط الاثم عن الباقين والعلوم الدنيوية تكون فرظا على بعظ الناس اذا اذا اضطر الناس الى اذا اضطر الناس الى الى ذلك اذا اضطر الناس الى ذلك والا فهي من الامور التي آآ آآ يعني اذا قام بها اه بعضهم اه سدت الحاجة اذا قام بها بعضهم سدت الحاجة فهي فروض كفائية اذا قام بها بعضهم اه كفى الباقي قيل في القيام بهذا الواجب. فاذا الفرض العيني الفرظ العيني اه انما يكون فقط في واجبات الدين وفرائض الاسلام. وما سوى ذلك فهو فرظا كفائيا. نعم. هذا يقول ما هي العلوم الكونية؟ العلوم الكونية كل العلوم التي تتعلق بهذا الكون من اه اه علم يتعلق بالانسان نفسه وآآ ما يتعلق آآ صحته وعافيته ما يتعلق بهذا الكون من آآ اه من من اه مثلا علوم البحار او مثلا اه اه علوم المتعلقة مثلا الحيوانات والدواب وبهيمة الانعام ونحو ذلك من العلوم التي تفيد الانسان. افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى الجبال كيف ونصبت والى الارض كيف سطحت فكل هذه العلوم اه من العلوم التي تمدح ويثنى عليها اذا كانت بالظابط الذي مر معنا ذكره عند الشيخ رحمه الله وهي ان يقصد بذلك قوة ايمانه وحسن صلته بالله تبارك وتعالى والانتفاع من هذا الوجه. نعم. هذا يقول كيف يكون التدرج الصحيح في طلب العلم؟ التدرج الصحيح يكون بالبدء اولا الدين وواجباته وان يأتي الامور من ابوابها فيتدرج اول ما يبدأ بالفرائض بالواجبات. واهل العلم ينصحون المبتدئ ان يبدأ بالاربعين للامام النووي رحمه الله يبدأ بهذا الكتاب العظيم لان لانه جمع رحمه الله فيه في هذا الكتاب جوامع الكلم في جوامع امور الدين من عقيدة وعبادة واخلاق فاذا حفظ المسلم هذا الكتاب وفهمه فهما جيدا اصبحت الامور الاساسية موجودة عنده الامور الاساسية والقواعد الاساسية في العقيدة في الاداب في الاخلاق موجودة عنده. ثم بعد ذلك ينطلق في هي تعلم اهل تعلم العلم في ضوء المتون الميسرة المختصرة التي جمعها اهل العلم في الفنون. ففي التوحيد هناك متون مختصرة في الحديث متون مختصرة في الفقه والاحكام متون مختصرة يتدرج بذلك شيئا فشيئا نعم اقول هل يجوز الدعاء اغثنا يا غوثاه اغثنا يا يا غوثاه يعني اه يقصد بذلك الاستغاثة بالله والله سبحانه وتعالى هو هو المغيث. امن يجيب المضطر ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. فالمغيث هو الله وتعالى والاستغاثة لا تكون الا به فكون القائل يقول في دعاء اغثني يا الله او انا مستغيث بك يا الله هذه استغاثة صحيحة ويا غوثاه يعني مناداة الله سبحانه وتعالى بهذا النداء الذي ينبغي ان يقول يا مغيث يا مغيث او يا مغيث الملهوفين اه او نحو ذلك. والاولى ان ينادي الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى آآ الثابتة في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ويكون دعاؤه باسماء الله في قل لدعوة بما يناسبها من اسمائه سبحانه وتعالى. نعم هذا يقول كيف تكون العمرة بالطفل الصغير؟ والطفل الرضيع؟ الطفل الصغير والطفل الرضيع يحرم اه يحرم عنها او ينوي عنه وليه ويؤدي به جميع المشاعر من طواف وسعي وتقصير يؤدي لذلك وينوي عنه. ينوي عنه وله اجر في ذلك وله اجر في ذلك ولا تكون هذه العمرة مجزئة لهذا الصغير عن عمرة الاسلام لان عمرة الاسلام وحجة الاسلام لا تكون الا بعد البلوغ لكن اذا اعتمر به والده او حج به والده صغيرا كان لوالده بذلك اجر نعم هذا يسأل الحديث في السلسلة الصحيحة للالباني رحمه الله مرفوعا كان داوود عليه السلام اعبد البشر ما ما اذكر يعني الحديث لكن اذا صح اه هذا الحديث فيحمل على انه اعبد البشر في في زمانه والا فان نبينا عليه الصلاة والسلام اكمل الناس عبادة لله ان اخشاكم اتقاكم لله انا واكمل الناس تحقيقا للعبودية لله سبحانه وتعالى فيكون المعنى في قوله اعبد بشر مثل ما جاء في موسى عليه السلام وغيرها وانا اول المسلمين آآ مع انه في في الانبياء قبله وفي الناس قبله من سبقه الى الاسلام لكن يحمل ذلك على يعني آآ آآ امته او زمانه او نحو ذلك. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله