الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا تقبل اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. نعم. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ العلامة ابو عبد الله عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى. الشيخ عبدالرحمن ابن ظبطها بكسر السين السعدي عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الدين الصحيح يحل جميع المشاكل. قال رحمه الله المشكلة الثالثة مشكلة الغنى والفقر. واما ما صنعه الدين الاسلامي مع الفقراء. فقد امرهم وكل من لم يدرك عقوباته النفسية ان يصبروا ويرضوا بقضائه وتدبيره. وان يعترفوا ان الله حكيم له في ذلك حكم. وفيه مصالح متنوعة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون فنظرهم هذا يذهب الحزن الذي يقع في القلوب فيحدث العجز والكسل. فيحدث فيحدث العجز والكسل ثم امرهم الا ينظروا في دفع فقرهم وحاجاتهم الى المخلوقين. ولا يسألوهم الا حيث لا مندوحة عن السؤال عند الضرورة. عند الضرورة الى ذلك. وان يطلبوا دفع فقرهم من الله. وحده لا له بما جعله من الاسباب الدافعة للفقر الجالبة للغنى وهي الاعمال والاسباب المتنوعة كل واحد يشتغل بالسبب الذي يناسبه ويليق بحاله فيستفيد بذلك تحرره من رق المخلوقين وتمرنه على القوة والنشاط ومحاربة الكسل والفتور. ومع ذلك لا يقع في قلوبهم حسد على ما اتاهم الله من فضله. ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما نسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما. وامرهم ان ينصحوا في ان ينصحوا في اعمالهم ومعاملاتهم وصناعاتهم والا يتعجلوا الرزق بالانغماس في المكاسب الدنيئة التي تذهب الدين والدنيا. وامرهم بامرين وامرهم بامرين يعينانهم على الفقر الاقتصاد في تدبير المعاش والاقتناع برزق الله. فالرزق القليل مع الاقتصاد الحكيم يكون كثيرا والقناعة كنز لا ينفذ وغنى بلا مال. فكم من فقير وفق للاقتصاد والقناعة لا الاغنياء المترفين. وفق وفق للاقتصاد والقناعة والقناعة لا يغبط الاغنياء المترفين. وفق للاقتصاد والقناعة وفق للاقتصاد والقناعة لا يغبط الاغنياء المترفين. ولا يتبرم بقلة ما ما عنده من الرزق اليسير. فمتى اهتدى اهل الفقر بارشادات الدين من الصبر والتعلق بالله والتحرر من رق المخلوقين والجد الاجتهاد في الاعمال الشريفة النافعة والاقتناع بفضل الله هانت عليهم وطأة الفقر وعناؤه ومع ذلك فهم لا لا يزالون يسعون في تحصيل الغنى ويرجون ربهم وينتظرون وعده. ويتقون الله فانه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. نعم آآ الشيخ رحمه الله تعالى سبق ان تحدث عن مشكلة الغنى ومشكلة الفقر وذكر كما مر معنا بالامس التوجيهات العامة التي يلزم الغني والفقير الالتزام بها على حد سواء ثم ذكر التوجيهات التي تختص بالاغنياء ثم انتقل هنا الى التوجيهات التي تختص بالفقراء. توجيهات الاسلام للفقير ما هي الامور التي ينبغي عليه مراعاتها حال فقره وعرفنا بالامس ان الغنى والفقر كلاهما ابتلاء فالله سبحانه وتعالى يبتلي الغني بالمال والثروة لينظر ايشكر ام يكفر ويبتلي الفقير بقلة ذات اليد لينظر ايصبر ام يجزع وكل منهما ابتلاء وغنى الانسان ليس دليلا على اكرام الله سبحانه وتعالى له وفقره ليس دليلا على اهانة الله جل وعلا له وقد مر معنا قول الله سبحانه فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن. قال الله عز وجل كلا اي ليس الامر كذلك ليس التوسعة على الانسان دليلا على اكرامه بهذه التوسعة وليس ايظا التضييق عليه في قلة ذات يده دليلا على اهانة الله سبحانه وتعالى له وكل من الامرين ابتلاء وامتحان فمن ابتلي بالغنى ما الذي ينبغي عليه ان يراعيه وان يلتزمه من توجيهات هذا ما ذكره الشيخ في الكلام الذي مضى معنا بالامس وما يتعلق بالفقير وما يختص به من توجيهات هو في هذا المتن الذي استمعنا اليه الان وقد احتوى هذا المتن على مجموعة عظيمة من التوجيهات المستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه مما ينبغي على الفقير ان يراعيها قال رحمه الله واما ما صنعه الدين الاسلامي مع الفقراء يعني ما هي توجيهات الدين الاسلامي للفقراء فذكرها رحمه الله تعالى سردا وهي تنتظم نقاط عديدة. ولهذا نعرظها على شكل نقاط لتكون ليكون اه ظبطها وفهمها بشكل ادق الامر الاول من التوجيهات التي ينبغي على الفقير مراعاتها قوله رحمه الله فقد امرهم وكل من لم يدرك محبوباته النفسية ان يصبروا ويرظوا بقظاء الله وتدبيره ان يصبروا ويرضوا بقضاء الله وتدبيره فهذه النقطة الاولى وجه الاسلام الفقير الى التحلي بالصبر عند فقده لمحبوباته وعند فقره وقلة ذات يده قال الله سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين فهو في ابتلاء في ابتلاء ومحنة فعليه ان يتلقى هذه المحنة بالصبر وعدم التسخط والجزع والتشكي شكاية الله سبحانه وتعالى الى المخلوقين يحذر من ذلك بل يتحلى بالصبر والصبر حبس النفس عن الجزع وعن التشكي والتسخط ومنعها من ذلك واذا كان الفقير بهذه الصفة فاز في فقره بثواب الصابرين فاز في فقره بثواب الصابرين وكان بذلك حاله مثل الغني الشاكر لان الغني الشاكر والفقير الصابر اذا كان سواء في تقوى الله سبحانه وتعالى فدرجتهما واحدة كما سبق نقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ذلك اذا النقطة الاولى التي ينبغي على الفقير مراعاتها التحلي بالصبر الامر الثاني ان يعترفوا ان الله حكيم له في ذلك حكم وفيه مصالح متنوعة على الفقير ان يقر وان يعترف ان الله سبحانه وتعالى حكيم في تدبيره وربما كره الفقير الفقر وهو خير له وهو خير له وانفع له في ملاقاة ربه قد يأتيه مال طائل فيفتنه ويصرفه عما خلق له ولا يصلحه الا الفقر فيكون فقره خيرا من من غناه واصلح له فيما يلقى الله سبحانه وتعالى به ومن عباد الله سبحانه وتعالى من لا يصلحه الا الفقر من عباد الله من لا يصلحه الا الفقر فقد يكون فقره خيرا له ولهذا نقل المصنف رحمه الله تعالى قول الله وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون قد يكره الفقير الفقر وهو خير له وقد يحب الغنى وهو شر له ويكون من نعمة الله سبحانه وتعالى عليه بقاؤه فقيرا لانه لو وقع في يده المال فتنه وصده وصرفه عن طاعة الله وعن عبادته وعن الخير فقد يكون فقره خيرا من غناه ولهذا على العبد ان يؤمن بان الله سبحانه وتعالى حكيم في تدبيره وعليم بخلقه سبحانه وتعالى فاذا نظر هذا النظر ان افعال الله سبحانه وتعالى كلها عن حكمة اذا نظر هذا النظر قال يذهب الحزن الذي يقع في قلبه يذهب الحزن الذي يقع في قلبه اذا قال اذا قال في نفسه الله سبحانه وتعالى حكيم في تدبيره فلعل هذا الفقر الذي انا فيه خير لي ولعل هذا الغنى الذي اتطلع او تتطلع نفسي اليه شر علي فيذهب عن قلبه الحزن ويحل محله الجد والنشاط والهمة العالية والسعي في طلب الرزق الامر الثالث قال امرهم الا ينظروا في دفع فقرهم وحاجاتهم الى المخلوقين ولا يسألوهم الا حيث لا ممدوحة عن السؤال عند الضرورة الى ذلك فهذا الامر الثالث آآ ان على الفقير الا ينظر في دفع فقره الى المخلوقين والا يتعرض لسؤالهم ومد اليد لهم الا حيث لا ممدوحة ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان المسألة لا تحل لا تحل الا في ثلاث وما سوى هذه الثلاث فما يأخذه سحت الحالة الاولى ان يصيب ما له جائحة فلا يبقى عنده شيء فيضطر للسؤال ويضطر للحاجة والحالة الثانية ان يشهد ثلاثا من ذوي الحجى ان المسألة حل حلت لمثله ان المسألة حلت لمثله والحالة الثالثة ان ان يصيبه فقر لا يجد معه اي شيء وما سوى ذلك فهو سحت الشاهد ان الفقير ينبغي عليه الا يعرض نفسه او يعرض حاجته المخلوقين ولا يسألهم الا اذا اضطر الا اذا اضطر اذا كانت هناك ضرورة لذلك فانه حينئذ تحله المسألة. اذا كان مضطرا الامر الرابع مما يوجه له الفقير ان يطلبوا دفع فقرهم من الله وحده لا شريك له ان يطلبوا دفع فقرهم من الله وحده لا شريك له بما جعله من الاسباب الدافعة للفقر الجانبة للغنى وهي الاعمال والاسباب المتنوعة كل واحد يشتغل بالسبب الذي يناسبه ويليق بحاله فيستفيد بذلك تحرره من رق المخلوقين وتمرنه على القوة والنشاط ومحاربة الكسل والفتور هذا يتضمن توجيهين اثنين الاول الاستعانة بالله ودعائي والالحاح عليه بالسؤال والتعوذ به تبارك وتعالى من الفقر وفتنة الفقر ويسأل الله عز وجل من فظله وان يمن عليه سبحانه وتعالى وان يهبه ويتوسل اليه باسمائه الوهاب والمحسن والمنان والرزاق ويلح عليه تبارك وتعالى بالسؤال والتوجيه الثاني ان يبذل الاسباب فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه يبذل السبب ويجد ويجتهد في العمل والكسب وطلب الرزق بالوجوه المباحة والامور المشروعة ويتدرج في العمل حتى ولو كان العمل الذي بدأ به عملا لم يقتنع به او لا يرى فيه كفايته او ما يتوافق مع همته ومطلبه يرظى به ويعمل الى ان ينتقل الى عمل اخر انفع واجدى ثم قال رحمه الله في نقطة اخرى كم اصبحت الان خمسة يعني مر معنا ثلاثة اضفنا لها اثنين الامر السادس قال ومع ذلك لا يقع في قلوبهم حسد للاغنياء على ما اتاهم الله من فضله يحذر الفقير الامر السادس ان يحذر الفقير من الحسد لا يكون في قلبه حسد للاغنياء لان المال الذي لدى الاغنياء هو منة الله عليهم وفضله سبحانه وتعالى فلا يحسدهم لا يحسدهم على ذلك ان حسدهم على ذلك اصبح عدوا لنعمة الله على عباده. ومن الذي يرظى لنفسه ان يكون بهذه الصفة فاذا انعم الله سبحانه وتعالى على اخيك بمال انعم عليه اه ثروة ان انعم عليه بسعة في الرزق. لا تحسدوا على ذلك. هذه منة الله عليه وهذا فضل الله عليه فحاسدوا اه اه حاسد الناس على ما اتاهم الله من فضله هو في الحقيقة عدو لنعمة الله جل وعلا على عباده نعم للانسان اذا رأى في يد غيره ثروة ان يتمنى مثلها لنفسه وهذه تسمى الغبطة يتمنى مثلها لنفسه اذا كان الرغبة في ذلك يصحبها نية صالحة فله ذلك ان يتمنى مثله اما ان يحسده بكراهية النعمة او بتمني زوالها عنه او السعي في زوالها وهذه مراتب الحسد الثلاثة فهي محرمة ولا يحل له ذلك لا يحل له ان يكره النعمة التي انعم الله جل وعلا بها على عبده وكراهية النعمة نوع من الحسد ولا ايظا يتمنى زوالها عنه وتمني زوالها حسد ولا ايظا يسعى في زوالها عنه هذا كله لا يحل اذا الامر السادس مما ينبغي للفقير ان يراعيه الا يحسد الاغنياء على ما اتاهم الله تبارك وتعالى من فضله قال الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله بكل شيء عليم. وتأمل الاية وعظيم نفع التوجيه الذي تظمنته. لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض لكن اسأل الله اسأل الله من فضله اسأل الذي اعطاه يعطيك والذي من عليه يمن عليك اسأل الله من فضله لكن لا تحسده لا تتمنى هذا الشيء الذي عنده ان يكون لك لا تكرهوا فهي منة الله سبحانه وتعالى عليك فهي منة الله سبحانه وتعالى عليه انت نفسك لو كان هذه الثروة بيدك لم ترظى ان يحسدك حاسد ولم ترظى ان يتمنى زوالها متمنن ولم ترظى ان يسعى في زوالها ساع لا ترضى ذلك فكما ان هذا لا ترضاه لنفسك لو كنت انت الغني فلا ترضاه ايضا للاغنياء فهذا التوجيه السادس للفقير الا يقع او للفقراء الا يقع في قلوبهم حسد للاغنياء على ما اتاهم الله من فضله الامر السابع ان ينصحوا في اعمالهم ومعاملاتهم وصنائعهم اذا وفق لعمل من الاعمال وظيفة من الوظائف مهنة من المهن صنعة من الصناعات تجارة من التجارات اذا وفق لاي من ذلك فعليه ان يكون ناصحا في معاملته امينا وفيا صادقا حسن المعاملة فان هذه من اسباب البركة في رزقه ومن اسباب ثقة الناس به ومن اسباب نماء ماله وزيادة الخير عنده بخلاف من تكون معاملته والعياذ بالله بالغش والكذب والتدليس على الناس واساءة الخلق معهم ونحو ذلك من المعاملات الامر الثامن الا يتعجل الا يتعجل الرزق بالانغماس في المكاسب الدنيئة التي تذهب الدين والدنيا الا يتعجلوا الرزق بالانغماس في المكاسب الدنيئة. يعني بعض الفقراء يريد ان يتخلص من مشكلة الفقر لكن لا يبالي بالوسيلة لا يبالي بالوسيلة المهم ان المهم عنده ان يتخلص من مشكلة الفقر الوسيلة لا يبالي بها. هل يدخل في ربا؟ لا يهمه بعضهم لا يبالي لو ابتز اموالا او سرق او تعدى ظلما على اموال الاخرين او ادعى لنفسه ما ليس له لا يبالي ان يحصل اموال الاخرين بالغش بالظلم بالتعدي بالكذب لا يبالي بذلك المهم عنده ان يذهب عنه الفقر وان يصبح ثريا وصاحب مال. الطريقة لا يبالي بها ولهذا ذكر الشيخ رحمه الله هذا الامر الذي ينبغي على الفقير مراعاته الا ينغمس في آآ المكاسب الدنيئة التي تذهب الدين والدنيا التي تذهب الدين والدنيا لا يدخل في اي مكسب دنيء ولا في اي مكسب محرم ولا في اي بيع نهى الله سبحانه وتعالى عنه ولا يدخل في ظلم ولا كذب ولا غش ولا تدليس ولا غير ذلك من المعاملات بل يحرص على الكسب الذي اباحه الله سبحانه وتعالى له ويلتحق بهذا الامر وهو امر تاسع واهم من هذا الامر ان يحذر وهي طريقة يسلكها بعض الناس لحل مشكلة الفقر ان يحذر من الذهاب للسحرة والكهنة والدجالين والعرافين وان يأخذ منهم التمائم والحروز والتعويذات واشياء من هذا القبيل يفعلها بعض الناس زعما وتوهما ان فيها حل لمشكلة الفقر واذا اراد بعظهم ان يدخل في تجارة ذهب الى كاهن واستشاره في تجارته او في سفره او الى ساحر او الى مشعوذ او الى دجال او نحو ذلك فهذا هدم للدين وبيع له بارخص الاثمان والعياذ بالله واظرار باضرار منه بدنياه واخراه فيكون بذلك اوبق دنياه واخراه فلا يتعلق بمثل هذه التعلقات وايضا لا يتعلق بالمقبورين كما يفعل بعض الجهال في تجارة او في بيع او في حل لمشكلة الفقر يتعلق بالمقبورين توجها لهم ونذرا لهم وتبركا بهم وطلبا منهم والتجاء اليهم فهذا كله من الشرك بالله جل وعلا الذي يهدم دنيا الانسان واخراه فيحذر من ذلك كله الامر العاشر والحادي عشر قال وامرهم بامرين يعينانهم على مشقة الفقر الاقتصاد في تدبير المعاش والاقتناع برزق الله فالرزق القليل مع الاقتصاد الحكيم يكون كثيرا والقناعة كنز لا ينفد وغنى وغنى بلا مال فهذان امران الامر الاول الاقتصاد الاقتصاد في المعاش اي يوازن معاشه في طعامه في شرابه في مسكنه في ملبسه في مركبه على قدر ذات يده على قدر ذات يده وهذه مهمة جدا كثير من الناس يتعدى مرحلة الاقتصاد في المعاش على قدر ذات اليد الى الدخول في ديون لا يتحملها وكل هذه الديون منصبة في كمالات كلها منصبة في كمالات يمكن ان يستغني عنها ويوازن اموره المعيشية على قدر ذات يده فالاقتصاد من الامور المهمة جدا وبالاقتصاد يصبح القليل كثيرا ويبارك للانسان في في القليل الذي عنده. اما اذا كانت نفسه شرهة وليست قنوعة ولا راضية بالاقتصاد في التدبير ويتطلع الى ما سوى ذلك فهذا يظر بنفسه اضرارا بالغا هذا الامر العاشر الامر الحادي عشر القناعة القناعة والقناعة هي الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى له وليس الغنى كما جاء في الحديث بكثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس وقد قال عليه الصلاة والسلام من اصبح منكم امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرها فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرها كانما حيزت له الدنيا كاملة اذا كان امن في سربه له بيت يأوي اليه وفي صحة وعافية في البدن وعنده طعام ذلك اليوم اذا كان بهذه الصفة كأنما حيزت له الدنيا كانما حيزت له الدنيا كأنما اجتمعت الدنيا كلها له لان ما زاد عن هذه الامور الثلاثة ما زاد عن هذه الامور الثلاثة كله فظله كل فظله كله زيادة عن ظروريات الانسان وحاجاته الظرورية فاذا القناعة شأنها عظيم ونفعها كبير الامر الثاني عشر في توضيح الامر السابق قال فكم من فقير وفق للاقتصاد والقناعة لا يغبط الاغنياء المترفين ولا يتبرم بقلة ما عنده من الرزق اليسير اذا كان قنوعا يتحقق له هذان المطلبان الامر الاول لا يغبط الاغنياء لانه يحس بالنعمة التي انعم الله سبحانه وتعالى بها عليه والفضل الذي من الله سبحانه وتعالى به عليه ولا يتبرأ من حال يده لانه يحس بالكفاف وسداد الحاجة وفي نفسه يقول ما زاد على ذلك زائد فضلة وزائد عن الحاجة الامر الثاني عشر ولم يشر اليه الشيخ ان لا ينظر الى من هو فوقه الا ينظر الى من هو فوقه في مثل هذا الباب لا ينظر الى من هو فوقه بل ينظر الى من هو دونه لئلا يزدري نعمة الله عليه لان لا يزدري نعمة الله عليه. لا ينظر الى من هو فوقه لا ينظر الى من هو اكثر منه مالا اكثر منه تجارة افضل منه مسكنا ومعيشة ومركبا لا ينظر الى من هو فوقه لان ان نظر الى من هو فوقه نسي النعمة وازدرى النعمة لكن ينظر الى من هو دونه. اذا نظر الى من هو اقل منه مالا وذات يد قال الحمد لله واحس بالنعمة واذا نظر الى من هو فوقه ازدرى النعمة وقال انا ما عندي شيء ولا املك شيئا وينسى نعما كثيرة ينسى نعمة الاسلام ينسى نعمة الصحة ينسى نعمة البيت ينسى نعمة الامن ينسى نعمة الولد ينسى نعم كثيرة جدا وتذهب عن فكره وعن باله اذا اخذ ينظر الى من هو فوقه ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تنظروا الى من هو فوقكم لان لا تزدروا نعمة الله عليكم يعني لا تنتقصوا وتحتقروا وتستهينوا بنعمة الله تبارك وتعالى عليكم ثم قال رحمه الله تعالى فمن اهتدى من اهل الفقر بارشادات الدين من الصبر والتعلق بالله والتحرر من رق المخلوقين والجد والاجتهاد هذا كله تلخيص لما سبق والجد والاجتهاد في الاعمال الشريفة النافعة والاقتناع بفظل الله هانت عليهم وطأة الفقر وعناؤه ومع ذلك فهم لا يزالون يسعون في تحصيل الغناء ويرجون ربهم وينتظرون وعده ويتقون الله وهذا امر ثالث عشر من الامور التي على الفقير مراعاتها تقوى الله عز وجل وقد قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه وتقوى الله عز وجل هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان يترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله الامر الرابع عشر ان يكثر من الاستغفار عملا بقوله سبحانه وتعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ولهذا اذا حس العبد ضعف ذات اليد يكثر من الاستغفار جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله يشكو الفاقة هو الفقر قال استغفر الله وجاءه اخر يشكو عدم الانجاب قال استغفر الله وجاءه ثالث يشكو جفاف بستانه قال استغفر الله فقال له رجل عنده كل من جاءك قلت له استغفر الله. قال لم ازد على القرآن وتلا قول الله سبحانه فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا ثم ذكر جل وعلا الثمرات الدنيوية للاستغفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا فالذي يشكو الفقر يستغفر الله كثيرا الذي يشكو عدم الانجاب يستغفر الله كثيرا. الذي يشكو القحط وقلة الماء وجفافه بستانه وتضرر ماشيته يستغفر الله كثيرا فالاستغفار باب عظيم من ابواب البركة وحلول الرزق وسعة النعمة وكثرة الاولاد وغير ذلك من البركات الدنيوية. اما في الاخرة فقد قال عليه الصلاة والسلام طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا. وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر اكثر الناس استغفارا يقول ابو هريرة رضي الله عنه وهو يتحدث عن الصدر الاول من هذه الامة عن خيارها وافضلها يقول ما رأيت احدا اكثر من النبي صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه وهو رأى ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وخيار الصحابة وعباد الامة رأى هؤلاء يقول ما رأيت اكثر من النبي صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه ويحصى له في المجلس الواحد استغفر الله واتوب اليه اكثر من مئة مرة تقول عائشة رضي الله عنها ما اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة يوم الا استغفر الله مئة مرة فكان عليه الصلاة والسلام كثير الاستغفار كان عليه الصلاة والسلام كثير الاستغفار الاستغفار له فوائده العظيمة واثاره المباركة على العبد في دنياه واخراه له ثمار عظيمة على العبد في الدنيا من آآ آآ حصول الغنى حصول البركة في المال في الرزق في الولد في التجارة في غير ذلك وحصول الثواب العظيم والاجر الجزيل يوم القيامة فهذه جملة من التوجيهات العظيمة اه هذه جملة من التوجيهات العظيمة التي اه مرت معنا في كلام المصنف رحمه الله تعالى ايضا الامر الخامس عشر من الامور التي ينبغي ان يراعيها الفقير ان لا يلتفت للاسباب ان لا يلتفت للاسباب ولا يعتمد عليها اذا باشر سببا او وظيفة او عملا او تجارة او صنعة لا يلتفت اليها بل يكون اعتماده وثقته وتوكله على الله سبحانه وتعالى وحده وفي خاتمة ما ذكر المصنف قول الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فيكون توكله وثقته بالله يبذل السبب ويحرص على الذي ينفعه من تجارة او صناعة او غير ذلك ولا يعتمد على ذلك ولا يثق به وانما تكون ثقته واعتماده وتوكله على الله سبحانه تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقد وجه النبي عليه الصلاة والسلام من يخرج من بيته ان يقول في كل مرة يخرج من بيته لحاجة دينية او دنيوية ان يقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. قال فيقال له حينئذ هديت وكفيت ووقيت كل هذه الامور الثلاثة تجتمع له ثم الشيطان الذي يرصده لخروجه لاغوائه واظلاله والاساءة اليه يقول للشياطين كيف لكم برجل هدي وكفي ووقي فيكون متوكلا على الله مفوضا امره اليه سبحانه وتعالى طالبا مده ومنه وفظله ورزقه سبحانه وتعالى والله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين. نعم قال رحمه الله فهذه التعاليم الدينية وارشادات من الله ورسوله لاهل الغنى والفقر تجلب لهم الخيرات تمنعهم من الشرور والمضرات وتنتج لهم اجمل الثمرات العاجلة والاجلة. فهذا الحل الوحيد من بالمجيد لمشكلة الغنى والفقر وما سوى ذلك فعناء وشقاء وضرر وهلاك. والله الموفق لم ما ذكر رحمه الله تعالى ان هذا هو الحل ان هذا هو الحل لمشكلة الغنى ومشكلة الفقر وان هذا الحل هو الذي يجلب الخيرات ويمنع الشرور والمضرات وانه ينتج له اجمل الثمرات العاجلة والاجلة حذر من الحلول الفاسدة العاطلة الباطلة قال فهذا الحل الوحيد من الرب المجيد لمشكلة الغنى والفقر وما سوى ذلك فعناء وشقاء وضرر وهلاك من ينظر واقع الناس يجد فعلا تطرح حلول لمشكلة الفقر تطرح حلول لمشكلة الفقر لكنها حلول فاسدة وفي كثير منها حلول تجري على تجني على الدين وتضر بعبادة الانسان وتوجهه الى الله سبحانه وتعالى وتجد في بعضها غرابة وفي بعضها نكارة وفي بعضها اساءة وفي بعضها عبث بالعقول والافكار والافهام في بعضها تعطيل للهمم والجد والاجتهاد والنشاط يعني من الامور التي تذكر وربما تشاهد كحل من الحلول التي يطرحها بعض دعاة الضلال ائمة الباطل بعض الناس بعض الناس يجلس في الصباح الباكر معه سبحة معه سبحة وتكون ايضا طويلة ثم يجلس لا يسبح بها في الصباح لا يسبح بها وانما يسحب بهذه الطريقة يمسك السبحة في الصباح ويسحب باستمرار مرات كثيرة انا رأيت مرة شخصا يفعل ذلك وهو ليس تسبيح قطعا لانه يسحب عشر او عشرين خرزة دفعة واحدة. قطعا ليس تسبيح لكن ما هو هذا موضع تساؤل فسألت شخصا من المهتدين قال هذا نسميه جلب الرزق نسميه جلب الرزق وسحب الرزق يقول في الصباح نجلس نسحب الرزق بالسبحة وبعد ان هذا نجلس فترة طويلة في الصباح نجر السبحة بهذه الطريقة سحبا للرزق وجلبا له هذا الان عندما وجه هذا التوجيه حلا لمشكلته عطل عن العمل عطل عن ذكر الله عطل عن الدعاء عطل عن التسبيح عطل عن قراءة عطل عن الاستغفار الى هذا النوع من العبث وظياع العقول والافهام كحل لمشكلة فقره وهكذا ايضا يوجه اخرون الى الى الى مشعوذين او الى كهنة او الى تعليق حروز او نحو ذلك اما للوقاية من من الفقر او لجلب الغنى او نحو ذلك من التعاليق الباطلة او الذهاب الى القبور للتبرك بها والطلب منها والاستنجاد بالمقبورين ما بين خرافة الى بدعة الى شرك الى ضلال الى غير ذلك من الامور التي تطرح للجهال حلا لمشكلة الفقر وكل ذلك ظياع في الدين وفي العبادة وفي الخلق وفي العقول ايظا والافهام لكن الحل الصحيح لهذه المشكلة في ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه هو في حدود هذه النقاط التي ذكرها المؤلف رحمه الله وجمعها في هذا المتن النافع المفيد نعم قال ونظير هذه المسألة مسألة الصحة والمرض فان الشريعة الاسلامية جاءت باكمل الامور فيها امرت بكل ما يحفظ الصحة وينميها وما يدفع الامراض او يخففها بحسب الامكان. وفصلت في هذا ما الموضوع تفاصيل نافعة تدور على حفظ الصحة وتنميتها والحمية من جميع المؤذيات والامور الضارة وعلى السعي لتأدي التحرز من الامراض قبل نزولها. ومداواتها بعد نزولها. وامرت مع ذلك بالتوكل قل يا الله والاعتماد عليه والعلم بانه تعالى هو المعطي للنعم الدافع للنقم بلطفه وقدرته ورحمته وبما جعله من الاسباب الكثيرة التي علمها الله العباد. وامرهم بسلوكها وامر ايضا مقاومة الامراض بامور اخرى غير الادوية الحسية امر بالصبر لله على المكاره ايمانا به احتسابا لثواب فانه بذلك تخف مشقة الامراظ بما يحصل للصابر المحتسب من الايمان واليقين الثواب العاجل والاجل. وكذلك امر بقوة الاعتماد على الله. عند نزول المصد قال رحمه الله ونظير هذه المسألة مسألة الصحة والمرض مسألة الصحة والمرض اي الى ماذا يوجه الصحيح وايضا الى ماذا يوجه المريض؟ وما هي الحلول الاسلامية والتوجيهات الشرعية لكل منهما قال فان الشريعة الاسلامية جاءت باكمل الامور فيها فامرت بكل ما يحفظ الصحة وينميها وما يدفع الامراض او يخففها بحسب الامكان ولهذا ما من ينظر الى السنة في باب الشراب الغذاء الطعام اه يجد توجيهات عظيمة جدا هي آآ يترتب عليها نفع عظيم في باب حفظ الصحة كقوله عليه الصلاة والسلام بحسب او ما ملئ وعاء شر شر من بطن بحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه فان كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لبدنه فهذا الحديث اصل عظيم جدا بشهادة كثير من الاطباء ويكفي في ذلك انه كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولو لم يشهد على ذلك ولا طبيب واحد هذا اصل عظيم جدا في باب حفظ الصحة والسلامة من الامراض قال عليه الصلاة والسلام ما ملأ ابن ادم وعاء شر من بطن هنا ارشاد الى اصل عظيم من اصول حفظ الصحة وهي الحمية ومراعاة التغذية وعدم ملء البطن بالاخلاق وانواع المأكولات والاغذية والاشربة قول الله سبحانه وتعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا في الكتاب والسنة قواعد وتأصيلات عظيمة جدا ومباركة فيها حفظ صحة العبد وحفظ بدنه وحميته باذن الله سبحانه وتعالى من الامور الضارة المؤذية قال امرت بكل ما يحفظ الصحة وينميها وما يدفع الامراض او يخففها بحسب الامكان وفصلت في هذا الموضوع تفصيلا نافعا ومن اراد ان يقف على اه ما جاء في الكتاب والسنة في هذا الباب فليقرأ كتاب الطب النبوي من زاد المعاد لابن القيم رحمه الله يجد في هذا الباب علما غزيرا وفوائد جمة ومنافع جليلة في باب الصحة وحفظها ومعالجة الامراظ في ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. قال وفصلت في هذا الموضوع تفاصيل نافعة تفاصيل نافعة يرجع في هذا الى كتاب زاد المعاد او كتاب الطب النبوي من زاد المعاد لابن القيم قال تفاصيل نافعة تدور على حفظ الصحة وتنميتها والحمية من جميع المؤذيات والامور الضارة وعلى السعي في التحرز من الامراض قبل نزولها ومداواتها بعد نزولها حتى ما يعرف في زماننا بالطب الوقائي جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اصطبح بسبع تمرات من العجوة او من عجوة العالية بالفاظ للحديث لم يضره عين ولا سحر او كما قال عليه الصلاة والسلام هذا طب وقائي وكذلك الادعية المأثورة والاذكار المباركة التي من واظب عليها لم يظره شيء في يومه ولم يضره شيء في في منامه فالسنة جاءت بحفظ الصحة وبدفع الامراض والاسقام وبالتعوذات المباركة والادعية النافعة وجاءت ايضا بالادوية في القرآن والسنة اشفية كثيرة جدا لانواع كثيرة من الامراض قال وامرت مع ذلك بالتوكل على الله والاعتماد عليه والعلم بانه تعالى هو المعطي للنعم الدافع للنقم بلطفه وقدرته ورحمته وبما جعل من الاسباب الكثيرة التي علمها الله العباد وامرهم بسلوكها فهذا امر عظيم في هذا الباب وهو التوكل على الله والثقة به واعتقاد ان العافية والصحة والشفاء منه قال ابراهيم الخليل فيما ذكره الله في القرآن واذا مرضت فهو يشفين وفي دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام في رقية المريض اللهم رب الناس مذهب البأس وفي رواية اذهب البأس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فالشفاء من الله سبحانه وتعالى ومن اسمائه جل وعلا الحسنى الشافي اي الذي بيده جل وعلا الشفاء قال وامر ايضا بمقاومة الامراض امر بمقاومة الامراض بامور اخرى غير الادوية الحسية امر بالصبر لله على المكاره ايمانا به واحتسابا لثوابه فانه بذلك تخف مشقة المرض. المريض عندما يحتسب عندما يحتسب مرضه كفارة وطهورا له من مرضه فان وطأة المرض تخف عليه لانه يرجو من وراء ذلك اجرا عظيما وثوابا جزيلا هذه المعاناة وهذه الشدة يرجو من ورائها شيء عظيم عند الله رفعة في الدرجات وتكفير للذنوب والسيئات فتخف عليه وطأة المرض ولهذا من السنة ان يقال للمريض طهور ان شاء الله اي في ان يكون في مرضك تطهير لك وتمحيص من من من الذنوب فهذا مما يخفف وطأة المرض وشدته فانه بذلك تخف مشقة المرض بما يحصل للصابر المحتسب من الايمان واليقين والثواب العاجل والاجل بل كما ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى اخذ يعدد للمرض والمصيبة فوائد عدد فوائد عديدة من ضمنها انها تقوي الصلة بالله قد يكون الانسان في غفلة وفي انشغال وفي معاصي وفي اثام فاذا اصيب بمرض اقعده بدأ يحاسب نفسه وكثير من الناس كانت توبتهم النصوح على فراش المرض كثير من الناس كانت توبتهم النصوح ورجوعهم الصادق الى الله سبحانه وتعالى على فراش المرض فكان مرضه باب خير عليه باب توبة وانابة ورجوعنا لله سبحانه وتعالى ودعاء واستغفار فكان باب خير عليه اصبحت هذه المضرة التي اصابته في بدنه نافعة له كبير النفع في دينه وفي صلاح حاله بينه وبين الله سبحانه وتعالى نعم قال وكذلك امر بقوة الاعتماد على الله عند نزول المصائب والمكاره والا يخضع الانسان ويضعف قلبه وارادته وتستولي عليه الخيال الخيالات التي هي امراض فتاكة فكم من مرض يسير بسيط عظمت وطأته بسبب ضعف القلب وخوره. وانخداعه بالاوهام والخيالات. وكم من عظيم هانت مشقته وسهلت وطأته حين اعتمد القلب على الله وقوي ايمانه وتوكله وزال الخوف الخوف منه وهذا امر مشاهد ومحسوس. هذا توجيه عظيم ينبغي ان ان يعنى به العبد المؤمن قال وكذلك امر بقوة الاعتماد على الله سبحانه وتعالى. عند نزول المصائب والمكاره قال الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه. قال علقمة رحمه الله تعالى هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فالشاهد المؤمن اذا قويت ثقته بالله وتوكله على الله وكان محتسبا وراجيا ما عند الله سبحانه وتعالى فان هذا مما يهون عليه وطأة المرض وشدة المصيبة قال والا يخضع الانسان ويضعف قلبه وارادته وتستولي عليه الخيالات التي هي امراض فتاكة هي بحد ذاتها مرض فتاك بعض الناس قد يكون مرضه مرضا يسيرا وشيئا سهلا لكن تستولي عليه الاوهام والافكار السيئة والواردات التي ترد على قلبه وخاطره فينميها فيعيش في امراض الوهم يعيش في امراض الوهم وامراض الافكار السيئة التي تدور في في قلبه فترهقه ارهاقا شديدا مما هو اشد من المرظ اليسير الذي اصابه في بدنه يعني بعض الناس يصاب بمرض يسير في بدنه ثم تدخل عليه الاوهام ويبدأ يفكر تفكيرات تضر به تارة يعتقد انه مسحور وتارة انه مصاب بعين وتارة وتارة ويدخل في اوهام كثيرة وهو ربما فيه مرض يسير بشيء من الحمية او العلاج اليسير في ايام قليلة ينتهي لكنه يمرظ نفسه باوهام وتخيلات تجعل المرض اليسير مرضا كبيرا بالمقابل من الناس من يوفقه الله سبحانه وتعالى ويكون مرظه عظيم لكن بما اتاه الله من الثقة به والتوكل عليه والصبر واحتمال الامور واحتساب الاجر عند الله سبحانه وتعالى يهون المرظ عنده يهون المرظ عنده وتخف وطأته عليه بل يكون في حال مرضه فيه سعادة يجدها في نفسه لا يجدها كثير من الاصحاء الاسوياء وقد لقيت مرة شابا اصيب بحادث فاصيب بشلل كامل لا يتحرك منه الا رأسه فقط لا يتحرك منه الا رأسه فقط وعمره ستة وعشرين سنة. جميع بدنه لا يتحرك لا يتحرك منه الا رأسه فقط قال لي بالحرف الواحد والله انني اشعر بسعادة قال والله انني اشعر بسعادة مشيت على قدمي كثيرا ابحث عنها لم اجدها يقول مشيت على قدمي كثيرا ابحث عنها لم اجدها يعني دخل في متع في ملهيات في امور في كذا يبحث عن هذه السعادة يقول ما وجدتها يقول والله انني اجد في قلبي سعادة مشيت على قدمي كثيرا ابحث عنها لم اجدها سعادة الايمان والطاعة والصبر والرظا والدعاء والاقبال على الله وذكره الى غير ذلك من الناس من يكون مرضه عظيم لكن تخف عليه وطأته بثقة بالله بتوكله على الله بالتجائه الى الله في طلبه ما عند الله احتساب الثواب والاجر واخرون يكون مرضهم يسير جدا لكنه يتفاقم عندهم بالاوهام والظنون والتخيلات وظعف الثقة بالله والتوكل عليه سبحانه وتعالى ونحو ذلك قال فكم من مريظ يسير اه فكم من مرض يسير بسيط عظمت وطأته بسبب ضعف القلب وخوره وانخداعه بالاوهام والخيالات وكم من مرض عظيم هانت مشقته وسهلت وطأته حين اعتمد القلب على الله وقوي ايمانه وتوكله وزال وزوال وزال الخوف منه. وهذا امر مشاهد محسوس نعم قال رحمه الله فالدين الاسلامي امر بالامرين في وقت واحد امر بفعل الاسباب النافعة وبالاعتماد على الله في نفعها وتحصيل المنافع ودفع المضار بحسب الاستطاعة. وكذلك النعم والمسار والمكاره والمصائب جاءت جاءت شريعة الاسلام فيها باكمل الحالات. قال امر فالدين الاسلامي امر بالامرين في وقت واحد امر بالامرين في وقت واحد. امر بفعل الاسباب النافعة وبالاعتماد على الله في نفعها وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا فان لوم تفتح عمل الشيطان فالمطلوب من العبد ان يحرص دائما وابدا على ما ينفعه في دينه ودنياه وان يستعين اه بالله ويتوكل عليه سبحانه وتعالى فاعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين ثم قال رحمه الله وكذلك النعم هذه جملة جديدة الان وموظوع اخر غير موظوع الصحة؟ قال وكذلك النعم والمسار والمكاره والمصائب جاءت شريعة الاسلام فيها باكمل الحالات يعني ماذا جاء في الاسلام فيما يتعلق بالنعمة اذا اكرمك الله بها والامور السارة اذا من الله عليك بها. المكاره الامر الذي يكرهه الانسان فيحل به ماذا عليه ان يفعل مصيبة اصابته ما الموقف الشرعي تجاه ذلك هذا ما سيبينه باختصار في كلامه الاتي رحمه الله نعم قال امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بتلقي النعم وبالافتقار الى الله فيها. امر امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بتلقي النعم والافتقار الى الله فيها. والافتقار امر الله ورسوله بتلقي النعم بالافتقار الى الله فيها بالافتقار الى الله فيها والاعتراف التام بفضل الله بتقديرها وتيسيرها وشكر المنعم بها شكرا متتابعا وتصريفها فيما ما كانت لاجله والاستعانة بها على عبادة الله والا يكون العبد عندها اشرا ولا بطرا. بل متواضع عن شاكرا وامر العبد ان يغتنم الفرصة النافعة في النعم فيربح عندها ارباحا عاجلة واجلة يغتنم فرصة العافية والصحة والقوة والجاه والاولاد. فلا يغبن فيها بحيث تكون نعما حاضرة بل يستخرج منها نعما باقية وخيرا متسلسلا ونفعا مستمرا. وفي الحديث اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك. فمتى عرف العبد المقصود من النعم؟ وانها مجعولة وسائل الى خيرات الاخرة جمع له الامران التمتع بها عاجلا. والاستفادة من خيراتها اجلا. فيؤدي واجبها ومستحبها وبذلك تكون نعما حقيقية دينية ودنيوية. عكس حالة المنحرفين عما جاءت به الشريعة الذين يتمتعون بها كما تتمتع الانعام السائمة. ويتناولونها بمقتضى الشهوة البهيمية. فالنعم في حقهم شريعة الزوال وشيكة الانفصال لا تعقبهم الا تعقبهم لا تعقبهم الا الحسرة والندامة والاولون يشاركونهم في التمتع العاجل وربما زادوا عليهم براحة القلب وطمأنينة النفس والسلامة من الهلع والجشع. هذا ما يتعلق امر النعمة اذا انعم الله سبحانه وتعالى على عبده بها ما الذي ينبغي ان يكون عليه قال امرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بتلقي النعم بالافتقار الى الله فيها بالافتقار الى الله فيها ان يكون دائما وابدا يشعر بفقره الى الله واحتياجه اليه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد انتم الفقراء الى الله اي من كل وجه وهو الغني الحميد سبحانه وتعالى عن خلقه من كل وجه فعلى العبد ان يستشعر دائما وابدا افتقاره افتقاره الى الله واحتياجه اليه سواء حال فقر العبد او حال غناه سعة ذات يده يشعر دائما وابدا بافتقاره الى الله واحتياجه اليه وعدم غناه عنه سبحانه وتعالى طرفة عين والاعتراف التام بفظل الله بتقديرها وتيسيرها وشكر المنعم بها شكرا متتابعا عليه كذلك اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى بالنعمة ان يعترف بفظل الله وان الفضل فضله سبحانه وتعالى والعطاء عطاؤه خلاف حال من قال الله عنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اي ينعم الله عليهم بالنعمة فينسبونها الى غيره ينعم الله عليهم بالنعمة فيقول قائلهم انا حقي بهذا او يقول قائلهم ورثت كابرا عن كابر او نحو ذلك من العبارات التي ليس فيها اعتراف من المنعم عليه بالمنعم سبحانه وتعالى وفضله ومنه فاذا يتلقى النعمة بالافتقار ويتلقى النعمة بالاعتراف بالمنعم سبحانه وتعالى وشكر المنعم بها وهو الله عز وجل وفي الحديث ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها قال وشكر المنعم بها شكرا متتابعا وتصريفها فيما كانت لاجله اعملوا ال داوود شكرا تصريفها فيما كانت لاجله اي اي ان يستعملها في طاعة الله وما يقرب اليه وفي الامور التي اباح الله سبحانه وتعالى له ان يستعملها فيها قال والاستعانة بها على عبادة الله ان تكون هذه النعمة عونا له على الطاعة لا ان تكون شاغلة له عن العبادة بعض الناس يكرمه الله بقليل من المال فيشغله هذا المال عن اداء الصلاة المفروضة. فاي خير في هذا المال يشغله عن فرائظ الاسلام او يستعمل هذا المال في المعاصي والاثام والمحرمات والعياذ بالله قال والا يكون العبد عندها اشرا ولا بطرا بل متواضعا شاكرا اذا من الله عليه بالنعمة لا يكون هذا دافعا له للاسر والبطل والبطل تعالي والتكبر على الناس والعجب بالنفس فليتواضع لله سبحانه وتعالى تواضع الشاكرين وامر العبد ان يغتنم الفرصة النافعة في النعم وهذا كلام عظيم جدا. امر العبد ان يغتنم الفرصة النافعة في النعم فيربح عندها ارباحا عاجلة واجلة يعني يحاول العبد ان يستخرج من النعم نعم كثيرة وان يوظف النعم في تحصيل نعم كثيرة قال يغتنم فرصة العافية وهي نعمة والصحة وهي نعمة والقوة وهي نعمة والجدى ان يكون يجد المال غنيا وهي نعمة يغتنم الجاه والجاه نعمة يغتنم الولد هذي كلها نعم فيحاول ان يغتنم هذه النعم بشيء يلقاه عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كثير من الناس ينعم الله عليه بهذه النعم عافية وصحة وغير ذلك لكنه يكون مغبون في هذه النعمة نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ عنده صحة وعافية وقوة ونشاط وسعة من الوقت ولكنها تذهب وتظيع سدى دون ان يحصل فيها شيئا يلقى الله سبحانه وتعالى به يوم القيامة ويحصل عليه ثوابه جل وعلا قال فلا يغبن فيها بحيث تكون نعما حاضرة مؤقتة لا يغبن فيها عليه ان يحرص الا يغبن في هذه النعم لا لا يغبن في نعمة الصحة بحيث تكون صحته فقط نعمة مؤقتة واذا انتهت الصحة انتهى كل شيء وانتهت الثمار بل ينبغي ان ان يستخرج من صحته نعم كثيرة يلقى الله بها عافيته غناه تجاه غير ذلك كل هذه النعم يحاول ان يستغلها بان يستخرج منها نعما تبقى له ويلقى الله بها قال بل يستخرج منها نعما باقية وخير متسلسلا ونفعا مستمرا واستدل لذلك بالحديث قال عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فغرك فقرك وحياتك قبل موتك هذه خمسة امور الان الشباب والصحة والفراغ والغنى والحياة كل هذه نعم ينبغي على من انعم الله سبحانه وتعالى عليه بها ان ان يستغلها الصحة تتحول الى مرظ الشباب يتحول الى هرم الفراغ يتحول الى شغل شغل الغنى يتحول الى فقر الحياة تتحول الى موت فاذا لم يستغلها وقت وجودها باستخراج نعم منها ضاعت عليه وذهبت وان ندم لم ينفعه ندم كثير من الكبار المسنين ندم على الشباب وقال كما قال الشاعر الا ليت الشباب يعود يوما لكن لا يعود فيجتهد في استغلال شبابه باستغلال صحته باستغلال عافيته في استغلال فراغه في استغلال حياته قوته ونشاطه بحيث يستخرج نعما تبقى له وتستمر ويموت وهي باقية وتكون عمر ثاني للانسان الان في كثير من اهل العلم ماتوا لكن لهم عمر ثاني بعد حياتهم وهو العلم الذي بثوه في الامة هذا عمر ثاني لهم واجور تتوالى عليهم في قبورهم وثواب يتوالى عليهم في قبورهم ومن العجب ان امواتا في قبورهم تتوالى عليهم الاجور كل يوم وهناك احياء على على وجه الارض بقوة وصحة ونشاط ويحرمون من الاجر كل يوم ويحرمون من الاجر كل يوم ميت في قبره تتوالى عليه الاجور وهو في قبره كل يوم ما يمر يوم الا ويؤجر ويثاب على ذلك نحن الان نعتقد ونحسب ونظن ان الشيخ عبد الرحمن بن سعد يؤجر الان على هذا الكتاب الذي اجتمعنا لدراسته وهذه الفوائد التي استفدناها منه يؤجر على ذلك فكم من ميت في قبره يؤجر اجورا عظيمة وهو في قبره كل يوم وكم من انسان شاب نشيط قوي صحيح معافى ويحرم من الاجر كل يوم ويحرم من الاجر كل يوم. اذا ينبغي على الانسان الصحيح الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى الصحة والعافية ان يستغل ذلك يستغل شبابه يستغل صحته يستغل نشاطه يستغل قوته الشباب لا يبقى والصحة لا تبقى والمال لا يبقى والحياة لا تبقى كلها لا تبقى كلها تذهب فاذا اجتهد في استغلالها بالنافع المفيد وبالخير وبما يسره ان يلقى الله سبحانه وتعالى به فهذه اكبر غنيمة اما اذا ضيع هذه الامور فهو الخاسر ويندم فيما بعد ولا يفيده الندم ويتحسر فيما بعد ولا يفيده التحسر قال فمتى عرف العبد المقصود من النعم وانها مجعولة وسائل الى خيرات الاخرة اجتمع له الامران انتبه الى هذا التوجيه العظيم يقول متى استشعر العبد ان هذه النعم مجعولة وسائل يسأل الانسان نفسه لماذا هذه الصحة لماذا هذه الحياة لماذا هذه القوة؟ لماذا هذه العافية هي مقصودة لنفسها والا مقصودة لغيرها اذا تفكر المسلم يجد ان هذه كلها مقصودة لغيرها وسائل والمقصود هو الاخرة وثواب الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. مقصود وجودك صحيحا معافا اه قويا نشيطا مقصود وجودك عبادة الله سبحانه وتعالى وكسب ثواب الاخرة. هذا هو المقصود فاذا اه استشعر العبد انها مجعولة اي هذه النعم وسائل الى خيرات الاخرة اجتمع له الامران التمتع بها عاجلا يعني يستفيد من هذه النعم يتمتع بها تمتعا مباحا في هذه الحياة العاجلة يتمتع بصحته يتمتع بعافيته يتمتع بماله تمتعا صحيحا مشروعا مباحا وايضا الاستفاد الاستفادة من خيراتها اجلا لانه يحصل من ورائها ثوابا واجرا يلقى الله سبحانه وتعالى به. فيؤدي واجبها ومستحبها وبذلك تكون نعما حقيقية دينية ودنيوية هذا حال الموفق حال الموفقين من عباد الله. اما اما الخاسرون فما حالهم قال عكس المنحرفين عكس المنحرفين عما جاءت به الشريعة ما حياتهم قال عكس المنحرفين عما جاءت به الشريعة الذين يتمتعون بها اي بهذه النعم كما تتمتع الانعام السائمة الذين يتمتعون بها كما تتمتع الانعام السائمة. الذين نعم ويتناولونها بمقتضى الشهوة البهيمية فالنعم في حقهم سريعة الزوال وشيكة الانفصال لن تبقى لهم نعمهم شبابه لن يبقى ماله لن يبقى صحته لن تبقى كلها تذهب وشيكة الانفصال فهو يستغل هذه الفترة من الشباب والصحة في التمتع البهيمي ثم ماذا اذا انفصلت عنه هذه الامور اذا ابتلي بمرض اضر به الى ان مات او مات وهو منغمس في شهواته وملذاته ومعصيته لربه او او اصيب بمرض عطل قدرته على النشاط وعلى العبادة والعمل او نحو ذلك قال فالنعم في حقهم سريعة الزوال وشيكة الانفصال لا تعقبهم الا الحسرة والندم يعني لا يعقب هذا الانغماس في في هذه الشهوات وهذه المحرمات وهذه النزوات البهيمية الا الحسرة والندم والاولون يشاركونهم في التمتع العاجل في حدود ما اباح الله سبحانه وتعالى وربما زادوا عليهم براحة القلب براحة القلب يعني عندما يقرن مثلا لتوضيح كلام الشيخ عندما يعقد مقارنة بين شاب اعف نفسه بزواج مباح يقضي شهوته بالمباح ويكون مع اهله في بيته متمتعا وايضا راجيا من الله سبحانه وتعالى ثوابا على ذلك متمتعا وراجيا ثوابا من الله سبحانه وتعالى على ذلك ويؤجر على ذلك على مؤانسته لاهله ومداعبته لهم الى اخر ذلك كله يؤجر عليه واخر شاب في سنه مال الى التمتع الحرام والى الشهوات البهيمية فيمارس ذلك في قلق وفي خوف وفي وفي امراض يستجلبها لنفسه وفي جنايات ومضرات يضرها بها بنفسه الشاب المستقيم في متعة في متعة لا يعادلها متعة ومع ذلك يؤجر وذاك في نزوات بهيمية تجلب له اضرارا في دنياه وفي اخراه ولهذا يقول الشيخ رحمه الله والاولون يعني اهل الايمان والطاعة يشاركونهم في التمتع العاجل في الدنيا وربما زادوا عليهم براحة القلب. يتمتع وقلبه مرتاح قلبه مطمئن بخلاف الاخر قلق المعصية وما تجره عليه من مصائب ومشاكل في الدنيا والاخرة كثيرة يخاف ان يطلع عليه يخاف ان يعاقب يخاف ان يعلم به الناس امور كثيرة تقلق قلبه وهو يقع في المعصية بينما المستقيم يغلق على نفسه بابه مع اهله ويدخل في متعة عظيمة ويرجو ثواب الله لا قلق وايضا طمع في ثواب الله سبحانه وفضله جل وعلا فقال يشاركونهم في التمتع العاجل وربما زادوا عليهم براحة القلب وطمأنينة النفس والسلامة من الهلع والجشع. وهذا ما لا يمكن ان يحصله المنحرف ما لا يمكن ان يحصله المنحرف عن الجادة السوية والصراط المستقيم نعم قال واما المصائب فلما كانت لابد منها للخلق ولا احد يسلم منها اعد الشارع الحكيم لها عدتها وارشد عباده الى الصبر والتسليم والاحتساب لثوابها والا العبد بجزع وخور وضعف نفس بل بقوة وتوكل على الله وايمان صادق وبذلك تخف وقتها وتهون مشقتها ويحصل من الثواب وزيادة ويحصل من الثواب وزيادة الايمان اضعاف وزيادة الايمان اضعاف اضعاف ما حصل من المصيبة. اضعاف اضعاف ما حصل من مصيبة. اضعاف اضعاف ما حصل من المصيبة قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اولئك هم المهتدون. فقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ان وقال الله عز وجل ان تكونوا تألمون فانهم يألمون. كما تألمون ويرجون من الله وترجون من الله ما لا يرجون. فانظر هذه الارشادات الحكيمة في هداية الشريعة الى تلقي النعم والمسار والمصائب والمضار. كيف ترى القلوب فيها مطمئنة والحياة طيبة والخير حاصلا ومأمولا والربح مستمرا عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر وان اصابته ان اصابته سراء شكر فكان سراء سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر ضراء وصبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن فان هذه الحالة فاين؟ فاين هذه فاين هذه الحالة الجليلة العالية من حالة المنحرفين عن الدين الذين اصابتهم النعم الذين اذا قابتهم النعم بطروا ومرحوا مرح البهائم وتجبروا على عباد الله وطغوا وبغوا واذا اصابتهم جزعوا وضعفوا وربما ادت بهم الحال الى الانتحار لعدم الصبر وللهلع والجزع الذي لا امل نسأل الله العافية انا نؤجل الكلام على ذلك الى لقاء القد والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم هذا سائل يقول اشكل علي كون كلا الغنى والفقر بلاء وما السر في قول النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذوا من الفقر الله جل وعلا يقول ونبلوكم بالشر والخير فتنة الغنى امتحان وابتلاء والفقر امتحان وابتلاء والفقير يبتلى بفقره والغنى يبتلى بغناه واذا اه نجح في كل منهما فاز الفقير بثواب الصابرين وفاز الغني بثواب الشاكرين ومر معنا في الحديث عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فالغني يفوز بثواب الشاكرين والفقير يفوز بثواب الصابرين يكون كل منهما فائز في امتحانه وناجح في اختباره. هذا فاز بثواب اهل الشكر وهذا فاز بثواب اهل الصبر واشرت الى ان اهل العلم اختلفوا اي ايهما افضل الفقير الصابر او الغني الشاكر هذا فاز بالصبر وهذا فاز بالشكر فايهما افظل يقول ابن القيم رحمة الله عليه سألت شيخ الاسلام عن هذه المسألة فقال افظلهما اعظمها اعظمهما تقوى لله افظله ما اعظمهما تقوى لله ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان اكرمكم عند الله اتقاكم سواء كان غنيا او فقيرا الاكرم عند الله الاتقى فقال يا شيخ الاسلام اكرمهما او اعظمهما اتقاهما لله عز وجل. قال فان استويا في التقوى فهما في درجة واحدة فان استوي في التقوى فهما في درجة واحدة نعم هذا السائل يقول اذا تحمل رجل حمالة هل عليه ان يسأل الناس اذا كان تحمل حمالة لا لا يطيقها واضطر اصبح في حدود الظرورة حلت له المسألة. نعم يقول هل تحديد النسل حلا لمشكلة الفقر الله عز وجل اه اه قال في سورة الاسراء قال ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم نحن نرزقهم واياكم رزق الاولاد على الله سبحانه وتعالى فليس منع النسل حلا لمشكلة الفقر ليس حلا لمشكلة الفقر بل كم من ولد كان سببا لرزق عظيم على اهلي واسرته كم من ولد كان سببا لرزق عظيم على اسرته واهله نشأ والده فقيرا واكرمه بابن وفق للتجارة والعمل فاخذ ينفق على والديه وعلى اخوانه وعلى اسرته بل احيانا يكون الولد احيانا يكون الولد في بداية الامر متعب مثل ما قرأت في قصة احد اهل العلم كف بصره صغيرا كف بصره صغيرا وكان والده يعني حالته ضعيفة عنده بستان صغير يقتات منه هو واولاده. ومشغل اولاده كلهم في في بستانه يعملون كان هذا الكفيف متعبا لهم لا يستطيع ان يعمل ومرة يسقط في حفرة ومرة يصطدم في نخلة والاولاد يتابعون هنا حتى يوجهونا يعطلهم عن العمل فكان والده متعب منه فاقترح عليه احد الناس قال اذا انت متعب منه رحله الى البلد الفلاني فيهم مكان يطلبون في طلاب العلم العلم خله يطلب العلم وخرج الصغير عمره اثنا عشر سنة او ثلطعشر سنة على بعير قبل زمن السيارات على بعير قيل الى ذاك البلد وهو يبكي ولما وصل هناك ايضا واخذه احد العلماء الافاضل لقيه واخذه وعطف عليه وقال عندنا مكان لطلبة العلم الى اخره. المهم حياته طويلة في خاتم امره من الله عليه بعلم وبمال دخل في بعض التجارات ومن الله عليه باموال طائلة واصبح ينفق على اخوانه. كل واحد من اخوانه بنى له بيتا كل واحد من اخوانه بنى له بيتا هو ينفق على اهله وهو كان متعب لهم في صغره. واصبح هو الذي ينفق عليهم. كل واحد من اخوانه بنى له بيت قم في صغرك يا متعب لهم ما ما يدري الانسان قد يكون هذا الفقير الولد الصغير الذي يتعب الانسان عليه سبب لراحته فيما بعد راحته وراحة اخوانه فليس الحل هو ان يعني يمنع النسل لكن اذا كان يعني اه ما يسمى بتحديد النسل او تأخيره لسبب مرض او عدم قدرة المرأة على الحمل او ضعفها او نحو ذلك من الاعذار تؤخر الحمل سنة او سنتين فهذا لا بأس به. اما منع النسل وبحجة ان ان هذا قضاء على مشكلة الفقر او نحو ذلك هذا من الحلول السقيمة السيئة التي ما انزل الله بها من سلطان يقول قال بعض الفقهاء من خوارق المروءة عمل الرجل عمل الحلاق والحجام والجزار. فهل دفع الفقر يكون باحدى هذه الاصناف ما في حرج الكسب من هذه الامور وان كان دون غيره من المكاسب لكن ان لم يتهيأ له الا مثل ذلك لا حرج لكن في في الحلق لا يجوز له ان يحلق اللحية لان هذا حرام لكن اذا كان يعني آآ يحلقه مثل شعر الرأس وكذلك عمل الحجامة النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى الحجام اجرا. فهو اجر مباح وان كان دون غيره دون غيره لكنه مباح فله ان يعمل بهذا العمل ولا حرج عليه. نعم يقول في بعض البلاد يعلقون صور في المحلات التجارية للصالحين كما يزعمون. واذا سئلوا عن ذلك قالوا لا فيهم وانما لجلب الناس جلب الناس او جلب البركة يضعونها لجلبها هذا كله من الحلول الباطلة التي آآ يعني يطلب من يطلب بها الناس الرزق والكسب هذي من الحلول التي لا تجوز. والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله