ومعنى قوله تعالى الا ليعبدون اختلف اهل التفسير في قوله الا ليعبدون في في اللام في يعبدون. فمنهم من قال ان اللام هنا لا تعليلية لعلة موجبة لعلة موجبة اي لابد ان يقع العبادة من خلقه ويسمى العبادة بالعبادة القهرية هذا مال اليه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فيكون المعنى ان الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه قهرا وان الخلق وان الخلق جميعهم ان وجنهم مسلمهم وكافرهم كلهم عبيد لله عز وجل لا يخرجون عن عبادته ولا يمكن لاحد ان يخرج عن عن قهره قوته وجبروته سبحانه وتعالى. والقول الثاني وهو قول جماهير السلف وقال به علي بن ابي طالب وابن عباس ومجاهد وجعل من السلف ان معنى الا ليعبدون ان اللام هنا هي لام تعليلية لعلة غائية لعلة غائية وليست موجبة وانما هي علة غائية. فمنهم من يحقق هذه الغاية ومنهم من من يحرم تحقيق هذه الغاية ومعنى الغاية اي خلقهم لعلة ان يعبدوه سبحانه وتعالى. وقد قال علي ليأمرهم ولينهاهم يأمرهم بطاعته وينهاهم عن معصية وهذا القول هو الارجح. ويمكن ان نقول ان جميع الاقوال او جميع القولين صحيحين فيكون من جهة من جهة القهر ومن جهة الاحاطة انهم عبيد لله عز وجل مربوبين لا يخرج عن الربوبية ولا عن عبادته ويكون معنا الا ليعبدون لا لعلة موجبة او تكون ايضا وهم مع هذا يختار الله عز وجل ويوفق الله سبحانه وتعالى من يختار لعبادته وطاعته ويحرم ربنا سبحانه وتعالى من شاء من عباده من عبوديته كالكفار المنافقين كما قال تعالى ومن يهن الله فما له فما له من مكرم. فالعبادة تكريم وتشريف يكرم الله ويشرف الله بها من شاء من عباده وجميع الخلق هم عبيد لله عز وجل لانهم لا يخرجون عن قهره ولا عن قوته