بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الشيخ العلامة ابو عبد الله عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الدين الصحيح يحل جميع المشاكل. قال المشكلة الثالثة مشكلة الغنى والفقر واما المصائب فلما كانت لابد منها للخلق ولا احد يسلم منها اعد الشارع الحكيم لها اعدتا وارشد عباده الى الصبر والتسليم والاحتساب لثوابها والا يتلقاها العبد بجزع وخوف وضعف نفس بل بقوة وتوكل على الله وايمان صادق. وبذلك تخف وطأتها وتهون مشقتها ويحصل من الثواب وزيادة الايمان اضعاف اضعاف ما حصل من المصيبة. قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. فانظر هذه الارشادات الحكيمة. نعم. في قال رحمه الله تعالى واما المصائب فلما كانت لابد منها للخلق ولا احد يسلم منها اعد الشارع الحكيم لها عدتها هنا يتكلم رحمه الله تعالى ويبين ما جاء في الاسلام من توجيهات مباركة وارشاد وارشادات مسددة لمن اصيب بمصاب والمصاب عرضة له كل انسان والحياة ميدان ابتلاء وما ملئ بيت فرحة الا وملئ طرحة فالانسان عرظة لهذا وعرظة لهذا والشارع الحكيم جاء بامور عظيمة جدا وتوجيهات مباركة يتلقى بها المسلم مصابة فيحصل خيرات عظيمة في العاجل والاجل والله جل وعلا يقول ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقسم من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين فذكر البشارة ولم يذكر نوعها ليعم كل بشارة على قاعدة اهل العلم رحمهم الله تعالى ان حذف المتعلق يفيد العموم فقوله وبشر الصابرين اي بكل خير عاجل او اجل فجاء الاسلام مرشدا الى الصبر الى الرضا الى الاحتساب الى البعد عن الجزع والتسخط جاء بتوجيهات مباركة يحصل للقلب بها الطمأنينة والراحة ويذهب عنه انزعاجه وقلقه وتوتره واضطرابه قال الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقم رحمه الله تعالى هو المؤمن يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم والشيخ رحمه الله ذكر جملة من الامور التي ينبغي على من اصيب بمصاب ان يتحلى بها وان يتصف بها قال رحمه الله تعالى فارشد عباده الى الصبر والتسليم والاحتساب لثوابها والا يتلقاها العبد بجزع وخور وضعف نفس فهذه ثلاثة امور يحرص المسلم على التحلي بها عند المصاب الاولى الصبر والصبر هو حبس النفس ومنعها عن كل ما يسخط الله عز وجل حبس النفس عن الجزاء واللسان عن التشكي واليد عن لطم الخدود وشق الجيوب الحبس الصبر هو الحبس والمنع وعندما يصاب الانسان بمصاب فيتحلى بالصبر فان معنى ذلك ان يمنع نفسه عن فعل او قول ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى هذا الامر الاول الامر الثاني ان يحتسب ان يحتسب ثواب ذلك واجره عند الله والله سبحانه وتعالى وعد الصابرين بالاجر الوافر انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فيحتسب اجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى وفي الحديث ما ما اصاب عبد هم ولا حزن الى ان قال حتى الشوكة يشاكها الا كتب الله سبحانه وتعالى له فيها اجر فيحتسب ذلك كله عند الله سبحانه وتعالى الامر الثالث الا يتلقى العبد مصابه بجزع وخور وضعف نفس بل بقوة بقوة وتوكل على الله وايمانا صادق واذا كان في تلقيهم لمصابه بهذه الصفة صابرا محتسبا غير جازع متوكلا على الله سبحانه وتعالى واثقا به سبحانه فان هذا يثمر ان تخف وطأة المصاب على قلبه ان تخف وطأة المصاب على قلبه لان القضية في المصاب لن تنتهي بالمه وشدة وطأته عليه بل ينتظر وراء ذلك امورا يفوز بها في دنياه واخراه فيخف عليه وطأة الامر يشعر بان هناك عوض وان هناك اثر وان هناك ثواب وان هناك موعود كريم عند الله سبحانه وتعالى فيطمئن القلب وتخف عليه شدة المصاب قال وبذلك تخف وطأتها وتهون مشقتها ويحصل من الثواب وزيادة الايمان اضعاف اضعاف ما حصل من المصيبة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على اهل الايمان خاصة ولهذا سيأتي عند المصنف قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له اي ان اي ان اي انه في سرائه يفوز بثواب في سرائه يفوز بثواب الشاكرين وفي ضراءه يفوز بثواب الصابرين فهو فائز في كلتا الحالتين. قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لا يكون والا للمؤمن ثم اورد رحمه الله تعالى بعض الايات في تجلية هذا الامر وبيانه الاولى قول الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وهذه كلها مصائب العبد عرظة للابتلاء بها قال فبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وهذه كلمة يشرع ان يقولها المسلم عند كل مصاب وان يبادر اليها ليفوز بالعوض العظيم في الدنيا والاخرة ان يقول عندما يصاب بمصاب انا لله وانا اليه راجعون وانا لله اي انا لله عبد عبد مدبر طوع تدبير سيده ومالكه وخالقه سبحانه مشيئة خالقه فيه نافذة وقدرته عليه شاملة ولا قدرة للعبد على شيء الا بما شاءه الله سبحانه وتعالى. فانا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا لله راجع لن ابقى في هذه الحياة ولن اخلد فيها ولن ابقى مع هذه المتع وكل ذلك سافارقه. انا راجع الى الله واذا رجعت اليه حاسبني على ما قدمته في هذه الحياة ومما سيحاسبني عليه ماذا سافعل عند عند المصاب الذي ابتلاني وامتحنني به ااجزع ام اصبر فاذا قال انا لله وانا اليه راجعون متدبرا لمعناها عاقلا دلالتها محققا الايمان بها سلا باذن الله ولهذا اعظم ما يسلو به المصاب قول انا لله وانا اليه راجعون. اعظم ما يسلو به المصاب قول انا لله وانا اليه راجعون اذا قالها عن عقل لمعناها ومعرفة بدلالتها وتحقيقا للايمان بها وما تقتضيه لان هذه الكلمة عندما يقولها مستشعرا معناها تجلب لقلبه ايمانا بالعبودية وتحقيقا للذل والافتقار وايظا تذكرا للبعث والقيام بين يدي رب العالمين والمجازاة والحساب فيشغل بهذه الامور عن المصاب الذي الم به يشغل بها عن المصاب الذي الم به يشغل قلبه بالايمان وهذا هو معنى قول الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن يهدي قلبه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه من يكون عند مصابه محققا الايمان بالله سبحانه وتعالى فان الله سبحانه وتعالى يهدي قلبه الى كل خير والى كل فضيلة والى الراحة والطمأنينة وذوق لذة الايمان وحلاوته واورد قول الله سبحانه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذه اذا ذكرها المصاب وتلقى مصابه بالصبر فانه يرجو على ذلك اجره عند الله سبحانه وتعالى بغير حساب. كما وعد الله جل وعلا اه الصابرين بذلك واورد كذلك قول الله سبحانه وتعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وهذا موضع الشاهد اي فرق بينكم ايها المؤمنون وبين الكفار انكم كلكم يحصل له الالم لكن الكافر لا يرجو شيئا عند الله من وراء ذلك لانه فاقد الايمان وفاقد الايمان بالله وفاقد الايمان بالجزاء والحساب وملاقاة الله والثواب ولهذا ليس في قلبك رجاء عند مصابه بينما المؤمن عند مصابه يرجو من الله سبحانه وتعالى شيئا لا يقع في قلب الكافر مثله فهذا الرجاء الذي يقع في قلب المؤمن باذن الله سبحانه وتعالى يكون سلوة له عاد سلمان الفارسي رضي الله عنه مريضا عاد مريضا فقال له آآ رضي الله عنه قال له فيما يتعلق بمرضه قال هو كفارة ومستعتب هو كفارة ومستعتب للمؤمن كفارة ومستعتب المؤمن اذا اصيب بمصاب فان المصاب كفارة له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لذاك المريض طهور ان شاء الله اي مطهر لك فالمريئ المرظ في حق المؤمن كفارة ومستعتب اي فرصة له ان يعاتب نفسه وان يلومها وان يحاسبها على على تقصيرها قال كفارة ووسعت قال واما مثل المنافق اذا مرض فمثل البعير عقله قومه ثم اطلقوه او عقله اهله ثم اطلقوه فلا يدري فيما عقل ولا يدري فيما اطلق فلا يدري فيما عقل ولا يدري فين ما اطلق يعني يمشي صحيحا المنافق ثم يمرض وينهد جسمه ويقوم لا يدري لما عقل ولما اطلق بينما المؤمن اذا اصابه المصاب يقوم في قلبه من معاني الايمان ومعاني الاخلاص ومعاني الرجاء ما يكون في مصابه خير عظيم له وفوائد عديدة يستفيدها من المصاب نفسه ففرق بين اهل الايمان واهل الكفر والنفاق قال وترجون من الله ما لا يرجون. هذي ميزة اهل الايمان ونعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لما انهى رحمه الله تعالى الكلام على ما يتعلق الحل في الاسلام فيما يتعلق بالنعمة وما يتعلق بالمصاب وما يتعلق الفقر وما يتعلق بالغنى وغير ذلك ختم هذا الفصل بخاتمة قال فيها قال فانظر هذه الارشادات الحكيمة في هداية الشريعة الى تلقي النعم صار والمصائب والمضار كيف ترى القلوب فيها مطمئنة؟ والحياة طيبة والخير حاصلا والربح مستمرا عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. فاين هذه الجليلة العالية من حالة المنحرفين عن الدين. الذين اذا اصابتهم النعم بطروا ومرحوا مرح البهائم وتجبروا على عباد الله وطغوا وبغوا واذا اصابتهم المكاره جزعوا وظائفوا. وربما عدت بهم الحال الى الانتحار بعدم الصبر وللهلع والجزع الذي لا يحتمل. نسأل الله العافية. هذه خاتمة تتعلق بكل ما سبق فهو يدعو بعد هذا البيان والايضاح ان يعيد الانسان النظر والتأمل بهذه الارشادات العظيمة الحكيمة في هدايات الشريعة. هدايات الشريعة الى تلقي النعم والمسار المصائب والمضار والمؤمن ميزه الله سبحانه وتعالى بميزة الا وهي انه في كل امر ينوبه يفزع الى الايمان ويسير في ضوء هداياته يفزع الى الايمان ويسير في ضوء هداياته فاذا جاءه على سبيل المثال امرا جاءه امر سار مفرح لقلبه وفزع الى ايمانه يهديه ايمانه الى ان المنعم الله يهديه ايمانه الى تحريك اللسان والقلب بحمد الله والثناء عليه يهديه ايمانه الى استعمال النعمة في طاعة الله وما يقرب اليه فيفتح له ايمانه ابوابا وافاقا من الخير تنطلق من هذه النعمة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها اذا وفق الى عبادة من العبادات وطاعة من الطاعات يفزع ايضا لايمانه فيهديه ايمانه الى ان هذه الطاعة منة الله وتوفيقه ولولا فضل الله ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا فيزداد ذلا وخضوعا وطواعية وامتثالا لاوامر الله سبحانه وتعالى اذا وقع في ذنب ومعصية فزع الى ايمانه فهداه ايمانه الى الانابة الى الله والتوبة اليه وكثرة الاستغفار والندم على ما اقترفه من اثم وخطيئة اذا ايظا اصيب بالمصاب فزع الى ايمانه فهداه ايمانه الى الصبر والى الاحتساب والى الرضا والى طلب موعود الله سبحانه وتعالى فاذا نجد الايمان يصاحب المسلم الصادق في المسار والمضار وفي المفرحات والمحزنات وفي السراء والضراء وفي المرض والصحة وفي الغنى والفقر في كل احواله يصاحبه ايمانه مسددا له وهاديا له الى كل خير وفضيلة قال كيف ترى القلوب اي قلوب اهل الايمان فيها مطمئنة والحياة طيبة والخير حاصلا ومأمولا والربح مستمرا اي في كل الاحوال وفي كل التقلبات في مصيبة في نعمة في امر سار في امر محزن في كل امر يتقلب فيه المؤمن في هذه الحياة يسوقه الى الفضائل والربح والكمالات واستشهد على ذلك بالحديث عجبا لامر المؤمن وانتبه بدأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بقوله عجبا للمؤمن وختمه له بقوله وذلك لا يكون الا للمؤمن بدأه بقوله عجبا للمؤمن وختمه بقوله وذلك لا يكون الا للمؤمن. لان هذه خاصة اهل الايمان خاصة اهل الايمان وميزتهم التي اكرمهم الله سبحانه وتعالى بها عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن اي هذه خاصة المؤمن وميزته في سرائه شاكر وفي ضراءه صابر في سرائه يفوز بثواب الشاكرين وفي ضراءه يفوز بثواب الصابرين فهو فائز في كلتا الحالتين سواء كان الذي عنده مصاب او كان الذي عنده نعمة هو في كلتا الحالتين فائز هذا المؤمن اما المنحرف عياذا بالله فحالته اخرى قال الشيخ فاين هذه الحالة الجليلة العالية من حالة المنحرفين عن الدين وما هي حالة المنحرفين عن الدين في السراء والظراء قال الذين اذا اصابتهم النعم اي الامور السارة المفرحة بطر ومرح مرح البهائم وتجبروا على عباد الله وطغوا وبغوا هذي حالهم يتلقون النعم بالاسر والبطر وجهد نعمة المنعم وعدم الاعتراف بها يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فيتعالى ويتكبر انا حقيق به ورثته كابرا عن كابر انا جدير بهذا انا اهل له ويتعالى على يتعالى على عباد الله يتعالى على على عباد الله ويتكبر هذا في الامور السار واذا اصيب بمصاب وبلاء تلقاه بالجزع وضعف القلب ووهن الايمان والتسخط ونحو ذلك قال واذا اصابتهم المكاره جزعوا وضعفوا وربما ادت بهم الى الحال الى الانتحار ربما ادت بهم الحال الى الانتحار من المصاب الذي داهم قلبه واقلق نفسه فلم يحتمل لانه ليس عنده ايمان يحتمل به يحتمل به المصاب ولهذا يفضي به الامر الى الانتحار ولهذا يكثر الانتحار في الكفار كثرة شديدة لانه يريد ان يتخلص من مصابه ولا يدري ما وراء ذلك لا يدري ما وراء ذلك ويكثر فيه ايضا من ضعف ايمانهم ضعفا شديدا فذهب عن الايمان الصبر ذهب عن الايمان الرضا ذهب عن الايمان التوكل والثقة ذهب عن القلب التوكل والثقة بالله فاذا ذهبت هذه المعاني ربما وصل الامر بالانسان الى عدم الاحتمال فيرى ان الحل هو الانتحار ليس الا بينما الانتحار ليس هو الحلل الانتحار هو زيادة المصاب اضعافا مضاعفة من قتل نفسه بحديدة فانه يجأ نفسه بها في نهر في نار جهنم خالدا فيها ويعذب بالذي قتل نفسه به ايا كان فليس الانتحار هو الخلاص الانتحار هو وقوع في الهلكة باشد ما تكون الحال عياذا بالله قال لعدم الصبر وللهلع والجزع الذي لا لا يحتمل لا يحتمل معه آآ لا صبرا ولا احتسابا ولا غير ذلك من معاني الايمان فاذا نعمة الله سبحانه وتعالى على المؤمن بالايمان عظيمة لان الايمان مفزع له في المسار والمضار في النعم وفي النقم وفي الاحوال كلها يفزع الى ايمانه فيهديه ايمانه الى التي هي اقوم ثم ختم الكتاب بالحديث عن مشكلتين نعم. قال رحمه الله المشكلتان الرابعة والخامسة السياسة الداخلية والخارجية قد قررت شريعة الاسلام مسائل السياسة اكمل تقرير. وهدت الى جميع ما ينبغي سلوكه مع المسلمين ومع غيرهم باحسن نظام واعدله. وجمعت فيه بين الرحمة والقوة وبين اللين والشفقة والرحمة الخلق مهما امكنت الاحوال فاذا تعذر ذلك اشتغلت القوة بحكمة وعدل لا بظلم وعنف قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظهم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم فامر الله بالعدل مع كل احد وبالاحسان والرحمة لكل احد وخصوصا القرابة ومن له حق على الانسان ونهى عن الفحشاء والبغي عن الخلق على الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وحقوقهم وامر بوفاء العهود والمحافظة عليها وحذر من نقضها وهذه الامور المأمور بها والمنهي عن منها ما هو واضح جلي عينت على المسلمين سلوكا ولم تجعل لهم في ذلك خيرا ولا معارضة وهي التي نص الشارع على اعيانها ولم يكل بيانها الى احد فهذا النوع يدخل في قوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فان فزعتم في شيء فردوه الى الله والى الرسول. الى الله فردوه الى الله والرسول. وما وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله وقد تتبع هذا النوع العظيم فوجد ولله الحمد مطابقا للعدل والحكمة موافقا للمصالح دافعا للمفاسد. والقسم الثاني الامور المشتبه المشتبه في اصلها. او في تطبيقها على الواقع ادخال وادخال الامور الواقعة فيها نفيا واثباتا وطلبا وهربا فهذا قد امر ان يتشاوروا فيه وينظروا فيه ومن جميع نواحيه. ويتأمل ويتأمل ما يتوقف عليه من الشروط قواعد وما يترتب عليه من الغايات والمقاصد ومقابلة المصالح والمضار وترجيح وترجيح اصلحي منها. قال تعالى وشاورهم في الامر. وقال تعالى عن جميع المؤمنين وامرهم شورى بينهم. وهذا قد وسع الشائع في فيه الامر بعدما قرر القواعد والاسس الموافقة لكل لكل زمان ومكان مهما تغيرت الاحوال وتطورت الامور فالقواعد الشرعية اذا سلكت في كليات الامور وجزئياتها صلحت بها الامور واستقامت الدنيا والدين. وصلحت امور العباد واندفعت الشرور والمضار عنهم. ولا لكنها تحتاج الى عقد مجالس تجمع الرجال العقلاء الناصحين اولي العقول الرزينة والاحلام الواسعة والرأي والرأي المصيب والنظر الواسع وتبث وتبحث وتبحث فيها القضايا الداخلية واحدة بعد واحدة بحثا يشمل نواحي القضية وتصورها وتصورها كما ينبغي وتصور ما تتوقف عليه وتصورها نعم وتصورها وتصورها كما ينبغي وتصورها كما ينبغي وتصور ما تتوقف عليه وتتم به ان كانت مقصودة ان كانت مقصودة تحصيلها وان كانت مقصودة تم تحصيلها. ان كانت مقصودا تحصيلها وتصور ما يترتب عليها من الفوائد والمصالح الكلية والجزئية وبحث احسن طريق لتحصيلها واسهله. وبحث القضايا الضارة التي يطلب دفعها بتتبع اسبابها وينابه وينابيعها التي تسربت منها وحسمها بحسب الامكان ثم السعي في ازالتها بالكلية ما امكن والا بتخفيفها وتلطيفها. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. ومن اعظم هنا يتحدث رحمه الله تعالى في خاتمة كتاب عن مثال اخر من الاشكالات او المشاكل التي جاء الاسلام بحلها والهداية فيها للتي هي اقوم وهي المشكلة مشكلة السياسة الداخلية والخارجية سياسة الدول الداخلية والخارجية الداخلية فيما يتعلق بين افراد الدولة من اهل الاسلام والايمان والخارجية في التعامل مع الاعداء فبين رحمه الله ان الاسلام جاء بالتوجيهات العظيمة والارشادات السديدة التي يرشد او ترشد امة الاسلام للتعامل في ضوئها في سياستها الداخلية وسياستها الخارجية وذكر في البداية قواعد كلية واصول جامعة ينبغي ان تكون متوافرة في اهل الايمان وان يكونوا متصفين بها يقول رحمه الله تعالى لقد قررت شريعة الاسلام مسائل السياسة اكمل تقرير وهدت الى جميع ما ينبغي سلوكه مع المسلمين ومع غيرهم باحسن نظام واعدله وجمعت فيه بين الرحمة والقوة وبين اللين والشفقة والرحمة بالخلق مهما كانت الحال مهما كانت الحال فاذا تعذر ذلك استعملت القوة بحكمة وعدل يعني ليس ليست القوة هي التي يصار اليها ابتداء ليست القوة هي التي يسار اليها ابتداء وانما هي اخر حل بينما قبلها شفقة ورحمة ولطف ودعوة ورفق وغير ذلك من المعاني التي دعت اليها الشريعة وذكر مستدلا قول الله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. هذه او هاتان الايتان فيهما سياسة التي ينبغي ان يكون عليها المسلم في تعاملاته بل هي اعظم الاسس في السياسة التي ينبغي ان يمضي عليها المسلم في حياته ولخص المعاني التي في الاية قال فامر الله بالعدل مع كل احد وبالاحسان والرحمة لكل احد وخصوصا القرابة لانه قال في الاية وايتاء ذي القربى وخصوصا القرابة ومن لهم حق على الانسان ونهى عن الفحشاء ونهى عن البغي على الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وحقوقهم وامر بوفاء العهود والمحافظة عليها وحذر من نقضها هذه كلها سياسة وتدابير عظيمة اذا مضى اهل الاسلام عليها وساروا في ضوئها حققوا كل خير وفضيلة قال وهذه الامور المأمور بها والمنهي عنها لان الاية جمعت بين اوامر ونواهي قال وهذه الامور المأمور بها والمنهي عنها منها ما هو واضح منها ما هو واضح جلي عينت على المسلمين سلوكا ولم تجعل لهم في ذلك خيرة ولا معارضة. وهي التي نص الشارع على اعيانها ولم يكن بيانها الى احد قسم رحمه الله الامور الى قسمين الامور التي دلت عليها الشريعة في هذا الباب قسمها الى قسمين قسم ورد في النصوص التنصيص عليه فهو امر واظح عينت الشريعة فعله بعينه لانه نص عليه وجاءت الادلة تنص على ان يفعل هذا الامر تحديدا يعني لا مجال للاجتهاد في هذه المسألة والقسم الثاني المسائل التي ليس فيها نص فتكون محل النظر والاجتهاد واستنباط الحكم واستخراجه من ادلة الشريعة العامة وقواعدها الكلية فالامور على قسمين امور نص عليها باعيانها وبينت احكامها تنصيصا في الشريعة فهذه يتعين على كل مكلف لزومها كما نص عليها وكما امر بها والقسم الثاني منها امور لم يأتي فيها نص فينظر في معرفة حكمها وطلب حكمها في اه ادلة الشريعة العامة وفي قواعدها الكلية الجامعة عن النوع الاول الذي هو جاء التنصيص عليه قال هذا يدخل في قوله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقوله فلا وربك لا يؤمنون الى اخر الاية وقوله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول وقوله وما اختلفتم في فيه من شيء فحكمه الى الله قال وقد تتبع هذا النوع العظيم فوجد ولله الحمد مطابقا للعدل والحكمة موافقا للمصالح دافعا النوع الثاني الذي لم يأتي فيه نص فهذا يكون محل بحث واجتهاد قال رحمه الله والقسم الثاني الامور المشتبه المشتبه في اصلها اي دليلها الذي تستنبط منه او في تطبيقها على الواقع او في تطبيقها على الواقع وادخال الامور الواقعة فيها نفيا واثبات وطلبا وهربا اي لا يدرى عن طلب الشارع لها هل هو يثبت او ينفي هل هو يرغب او يرهب ويحذر بمعنى ان تكون المسألة بحاجة الى نظر والى بحث والى دراسة والى اجتماع لاهل الحل والعقد وتبصر في الامر ومثل هذه الامور يجب مثل هذه الامور يجب ان يرجع فيها الى الائمة الاكابر والعلماء الراسخين حتى يتحقق فعلا الاستنباط الصحيح والمعرفة الدقيقة بالحكم الشرعي في ضوء قواعد الشريعة الكلية وادلة الشرع العامة وفي الاية الكريمة قال اذا اصابهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فالرد انما يكون لاهل العلم الراسخين الذين عندهم الاهلية للاستنباط استخراج الاحكام والمعرفة بادلة الشريعة العامة وقواعدها الكلية قال رحمه الله فهذا قد امروا ان يتشاوروا فيه يعني امروا ليس عامة الناس وانما اهل الحل والعقد والعلما الراسخين اهل البصيرة امروا ان يتشاوروا فيه وينظر فيه من جميع نواحيه ويتأمل ما يتوقف عليه من الشروط والقواعد وما يترتب عليه من الغايات والمقاصد ومقابلة المضار المصالح والمضار وترجيح الاصلح منها واستدل لي ذلك بقوله وشاورهم في الامر وقوله وامرهم شورى بينهم وهذا النوع قد وسع الشارع فيه الامر بعدما قرر القواعد والاسس الموافقة لكل زمان ومكان مهما تغيرت الاحوال وتطورت الامور فالقواعد الشرعية اذا سلكت في كليات الامور وجزئياتها صلحت بها الاحوال واستقامت الدنيا والدين وصلحت امور العباد واندفعت الشرور والمضار عنهم ولكنها تحتاج الى عقد مجالس ولكنها تحتاج الى عقد مجالس اي من اهل العلم الراسخين اولي الامر اهل البصيرة والفقه في دين الله وهذا فيه ان النوازل والامور التي لا تكون لا يكون واضحا وحكمها لا ينظر فيها العالم نظرا منفردا اما العامي وطالب العلم فليس اهلا ان ينظر فيه اصلا لكن العالم يجتمع مع اخواني اهل العلم ويتشاورون ويتدارسون ويتبصرون في الامر ويوازنون في ضوء القواعد التي اشار اليها المؤلف رحمه الله اما اذا دخل افراد الناس وعوامهم وطلاب العلم المبتدئين في هذه النوازل كل يفتي وكل يدلي بدلوه يصبح امر الناس مريج وحالهم فوظى والقرارات التي تطرح قرارات متناقضة واشياء متصادمة فينشأ فساد عريظ بينما اذا رد الامر الى العلماء الراسخين واجتمع اهل العلم خرج الجميع بحل شرعي مستمد من قواعد الشريعة واصولها الكلية وهذا هو الذي ينبغي ان يكون عليه امة الاسلام قال ولكنها تحتاج الى عقد مجالس تجمع الرجال العقلاء الناصحين اولي العقول الرزينة والاحلام الواسعة اي المصيب والنظر الواسع وتبحث فيها القضايا الداخلية واحدة بعد واحدة بحثا يشمل نواحي القضية وتصورها كما ينبغي وتصور ما تتوقف عليه وتتم به ان كانت مقصودا تحصيلها وتصور ما يترتب عليها من الفوائد والمصالح الكلية والجزئية وبحث احسن طريق لتحصيلها واسهله وبحث القضايا الضارة التي يطلب دفعها بتتبع اسبابها وينابعها التي تسربت منها وحسمها بحسب الامكان ثم السعي في ازالتها بالكلية ان امكن والا بتخفيفها وتلطيفها قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. نعم قال رحمه الله ومن اعظم الاصول الشرعية حث المسلمين على القيام بدينهم والقيام بحقوق الله عبوديته والقيام بحقوق العباد والحث على الاتفاق واجتماع الكلمة والسعي في اسباب الالفة والمحبة وازالة الاحقاد والضغائن. قال تعالى انما المؤمنون اخوة. واذكروا نعمة الله عليكم. اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله رسوله ان كنتم مؤمنين ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واعتصموا بحبل الله جميعا الى غير ذلك من النصوص الدالة على الاصل العظيم الدالة على هذا الاصل العظيم الذي به تستقيم احوال ويترقب به المسلمون الى اعلى الكمال وهذا ايضا من التوجيهات التي جاءت بها الشريعة الى امة الاسلام ان يكونوا اخوة متآلفين متحابين انما المؤمنون اخوة وكونوا عباد الله اخوانا يحرصون على ازالة العداوات والضغائن ازالة الاسباب اسباب الفرقة والتنازع والخصومة بحيث تكون قلوبهم قلبا واحدا وتكون الامهم وامالهم مشتركة وهمومهم واحدة مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وساق جملة من الادلة على ذلك قول الله تعالى انما المؤمنون اخوة وقول الله جل وعلا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم. فاصبحتم بنعمته اخوانا وقال فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا فهذه ايات تضع اسس عامة ينبغي ان يكون عليها اهل الايمان الا وهي تحقيق التآخي والتحاب والتواد في الله وفي طاعة الله وانى ينبذوا عنهم اسباب الفرقة والشقاق والخلاف وان يعتصموا بحبل الله جميعا والا يتفرقوا فاذا كانوا كذلك قويت شوكتهم وعظمت هيبتهم اه سلموا ايضا من الفشل فلا لا تنازعوا فتفشلوا وكان ذلك قائدا لهم الى كل خير وعز وفضيلة نعم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. واطيعوا الله ورسوله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ولا الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله. والله بما يعملون محيط. فامر بطاعته وطاعة رسوله ويدخل في ذلك جميع الدين. ونهى عن التنازع الذي يوجب تفرق القلوب العداوة وحدوث العداوات المحللة للمعنويات. وامر بكثرة ذكره المعين على كل امر من الامور وبالصبر الذي يتوقف عليه كل امر. وامر بالاخلاص والصدق. ونهى عما يضاد ذلك من الرياء. والفخر والبطر والمقاصد السيئة وارادة اظلال الخلق ثم اورد رحمه الله هذه هاتين الايتين قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله. والله بما يعملون محيط فجمعت هاتان الايتان جملة من التدابير والسياسات التي ينبغي ان يكون عليها اهل الاسلام ولا سيما في ملاقاة الاعداء فبدأ اولا بالامر بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا يدخل فيه الدين كله يدخل في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الدين كله وهذا اساس ينطلق منه المؤمن في تعاملاته الداخلية والخارجية ينطلق من قاعدة الدين واساسه والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يرضيه فامر بطاعته وطاعة رسوله ويدخل في ذلك جميع الدين ونهى عن التنازع الذي يوجب تفرق القلوب وحدوث العداوات المحللة للمعنويات لان المعنويات تضعف اذا اذا وجد التنازع وهيبة الاسلام والمسلمين لدى الاعداء ايضا تقل فيكون ذلك ذريعة الفشل قال وامر بكثرة ذكره قال واذكروا الله كثيرا امر بكثرة ذكر المعين على كل امر من الامور وبالصبر الذي يتوقف عليه كل امر قال واصبروا ان الله مع الصابرين وامر بالاخلاص والصدق ونهى عما يضاد ذلك من الرياء والفخر والبطر والمقاصد السيئة وارادة اظلال الخلق وهذا اخذه من قوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله فالاية فيها الامر بالاخلاص والصدق مع الله والحذر من الرياء والبطر وقصد وارادة اظلال الناس وصدهم عن سبيل الله نعم وقال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. فامر باعداد المستطاع من القوة فيشمل القوة السياسية والعقلية والصناعات واعداد الاسلحة وجميع ما يتقوى به وجميع ما ما يتقوى به على الاعداء وما به يرهبونهم يرهبونهم نعم يرهبونهم وهذا يدخل في جميع وهذا يدخل فيه جميع ما حدث ويحدث من النظم الحربية والفنون العسكرية والاسلحة المتنوعة والوقايات من شرور الاعداء. قال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم ولكل وقت ومكان ثان من هذه ولكل وقت ومكان من هذه الامور ما يناسب ذلك. فانظر كيف كانت هذه التعاليم الشرعية هي السبب الوحيد والطريقة المثلى لسلوك اقوى السياسات الداخلية والخارجية. وان الكمال والصلاح بالاهتداء بها والاسترشاد باصولها وفروعها. وان النقص الحاصل والنقص المتوقع انما يكون باهمال وعدم العناية بها. هذه ايضا امور مستمدة ومأخوذة من قوله تبارك وتعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وهذا امر موجه الى امة الاسلام وهو شامل الى هذه المعاني العديدة اعداد المستطاع من القوة سواء السياسية او العقلية او الصناعية او غير ذلك فهذا امر مطلوب من امة الاسلام ان يحققوه واعدوا لهم ما استطعتم من قوة واعداد القوة لا يكون الامر في هذا متروكا لافراد الناس فتشيع الفوضى ويشيع البغي والعدوان والظلم والتجني على الاخرين وانما هذا امر اه موكل الى ولاة الامر في سياسات الدول والاستعداد للاعداء وتهيئة العدة لهم تنوع الامور التي تكون بها قوة الاسلام وقوة امة الاسلام بما اتاهم الله سبحانه وتعالى من علم وفهم وبصيرة ودراية بكتاب الله سبحانه وتعالى وكتاب الله يهدي للتي هي اقوم في كل امر وكل جانب من الجوانب فيستفاد من هذه الاية فوائد عظيمة مأخوذة من الامر باعداد القوة فيتناول ذلك القوة العقلية والقوة في في الصناعات القوة في اه التدابير القوة في ترتيب الامور. القوة في وحدة الكلمة وجمع قف والتعاون على البر والتقوى في كل هذه المعاني يطلب تحقيقها ما وجه الله جل وعلا وارشد اليه في هذه الاية الكريمة نعم قال ومن السياسات الشرعية ان الله ارشد العباد الى قيام مصالحهم الكلية بان يتولى كل نوع منها طائفة تصدى تتصدى للاحاطة علما بحقيقتها وما تتوقف عليه وما به تتم وتكمل يبذل جهدها واجتهادها في ترقيتها بحسب الامكان. قال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. ولا شك ان القيام الصالح العامة على هذا الوجه على هذا الوجه الذي ارشد الله اليه هو السبب الوحيد للكمال الديني والدنيوي كما هو مشاهد يعرفه كل احد. ومن ذلك قوله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن وهذا يشمل دعوة دعوة المسلمين الذين حصل منهم اخلال ببعض امور الدين تشمل دعوة الكفار الاولون الاولون يدعون الى تكبيرهم الاولون يدعون. الاول الاولون يدعون الى تكميل لدينهم والاخرون يدعون الى الدخول في دين الاسلام الذي به صلاح البشر وتكون هذه الدعوة بالحكمة التي هي سلوك اقرب طريق. وانجح وسيلة يحصل بها تحصيل الخير او تكميله. وازالة الشر او او تقليله بحسب الزمان والمكان وبحسب الاشخاص والاحوال والتطورات. وكذلك بالموعظة الحسنة الموعظة بيان بيان وتوظيح المنافع والمضار. مع ذكر ما يترتب على المنافع من الثمرات النافعة عاجلا واجلا وما يقترن بالمضار من الشرور عاجلا واجلا ووصفها الله بانها موعظة حسنة لانها نفسية لانها في نفسها حسنة وطريقها كذلك. وذلك بالرفق واللين والحلم والصبر وتصريف اساليب الدعوة وكذلك اذا احتيج في الدعوة الى مجادلة الى مجادلة الى مجادلة لاقناع ندعو فلتكن المجادلة بالتي هي احسن يدعى المجادل الى الحق ويبين محاسن الحق ومضار ضده عما يعطون عما يعترض به الخصم من الشبهات. كل ذلك بكلام لطيف وادب حسن لا بعنف واولى بعنف وغلظة او مخاشنة او او مشاتمة فان ضرر ذلك عظيم. قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم ولنقتصر على هذا الانموذج فانه يحصل به المقصود والله اعلم وصلى الله على محمد وسلم ثم قال رحمه الله تعالى ومن السياسة الشرعية ان الله ارشد العباد الى قيام مصالحهم الكلية بان يتولى كل نوع منها طائفة لان مقدرة الناس متفاوتة وكل اقدره الله سبحانه وتعالى ومكنه من مجال من المجالات فلا يطلب من الجميع ان يكونوا كل في مجال واحد يعني لا يطلب من الامة كلها ان تكون كلها علماء بالشريعة او كلها آآ مثلا في صناعة من الصناعات او او مهنة من المهن وانما في كل مجال ينتدب اليه افراد بحسب ما اتى الله عز وجل الشخص من قدرة وميول يطلب من الجميع ان تكون امور الدين المعلومة منه بالضرورة معلومة عند الجميع ثم يذهب كل في مجاله حتى في تربية النسء حتى في تربية النشأ الناس ينسى وله وله ميول هذا له ميول في الصناعة وهذا له ميول في التجارة وهذا له ميول في الفلاحة وهذا ميول في في والفقه ولهذا ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه تحفة المولود تحفة الودود في احكام المولود ذكر ان من مهام المربي ان ينظر ميولات آآ الناشئة ولا يلزم الجميع في ميول معينة وجهة معينة وانما ينظر الى الميولات وكل يوجه الى الميول النافع الذي هو متوجه اليه من يميل الى الفلاحة يترك في هذا الشأن. الامة تحتاج اليه الى الصناعة ايضا الامة تحتاج اليه الى الطب الامة تحتاج اليه كل والميول الذي يحتاج اليه ويكون فيه منفعة للامة لكن الجميع ينشأون على الامور المعلومة من الدين بالضرورة بحيث يمشي في حياته مسلما على بصيرة باسلامه ودينه عارفا باركان الاسلام واجبات الدين عارفا بالمحرمات والمنهيات ممتثلا للامر مجتنب النهي ثم يمضي في حياته في المجال الذي فتح الله سبحانه وتعالى عليه به ولهذا نجد النصوص توجه الى هذا اورد مثلا قوله ولتكن منكم امة ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقال وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذروا يحذرون قال ولا شك ان القيام بالمصالح العامة على هذا الوجه الذي ارشد الله اليه هو السبب الوحيد للكمال الديني والدنيوي كما هو مشاهد يعرفه كل احد ومن ذلك يعني من من الايات التي فيها حل اه هذه المشكلات التي تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية قول الله سبحانه ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي احسن قال وهذه الاية تشمل دعوة المسلمين الذين عندهم اخلال ببعض امور الدين ودعوة الكفار ليست خاصة بالكفار وانما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن تكون للمسلم وتكون ايضا لغير المسلم. المسلم المقصر يحتاج ان يدعى والكافر يحتاج ان يدعى يقول الشيخ رحمه الله في بيان ذلك قال الاولون يدعون الى تكميل دينهم. يعني اهل الاسلام الذين عندهم نقص في الدين يدعى من اجل ان يكمل دينه والاخرون وهم الكفار يدعون الى الدخول في هذا الدين فقوله ادعوا الى سبيل ربك يسلم يشمل المؤمن ناقص الايمان وضعيف الدين ليكمل دينه يدعى ليكمل دينه ويشمل الكافر يدعى ليدخل في هذا الدين العظيم قال وتكون هذه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي احسن وهذي امور ثلاثة جمعتها الاية ويسميها اهل العلم مراتب الدعوة بحسب حال المدعوين نسميها للعلم مراتب الدعوة بحسب حال المدعوين لان من الامور التي تطلب من الداعية ان ينظر في حال المدعو فبعض المدعوين يحتاج الى الحكمة وبعضهم يحتاج الى الموعظة وبعضهم يحتاج الى المجادلة بالتي هي احسن فكل يدعى بحسب حاله كل يدعى بحسب حاله. فالاية جمعت مراتب الدعوة بالنظر الى حال المدعوين المرتبة الاولى الدعوة بالحكمة قال الشيخ رحمه الله في تعريفها قال هي سلوك اقرب سلوك اقرب طريق وانجح وسيلة يحصل بها تحصيل الخير وتكميله لان الحكمة وضع الامور مواظعة فينظر في اقرب طريقة واقرب سبيل اه تقرب لهذا الرجل الحق وتقربه الى الهداية تحصيل الخير وتكميله وازالة وازالة الشر وتقليله بحسب الامكان وبحسب الاشخاص والاحوال المرتبة الثانية الموعظة الموعظة الحسنة قال والموعظة بيان وتوظيح المنافع والمظار مع ذكر ما يترتب على المنافع من ثمار من الثمار النافعة في العاجل والاجل وما يقترن بالمضار من السرور الموعظة هي ان يذكر الخير مع الترغيب ويذكر الشر مع الترهيب هذه تسمى وعظ الوعظ هو ان تذكر الخير مع ذكر المرغبات تذكر الثواب والاجر وايضا تحذر من الشر مع المرهبات تذكر العقوبات فاذا ذكرت في كلامك وفي نصحك الثواب والعقاب اصبحت هذه موعظة فالموعظة هي النصح بذكر الثواب والعقاب. الثواب الاعمال المطلوب فعلها والعقاب للاعمال مطلوب تركها. فهذا يسمى وعظ تسمى النصيحة وعظا اذا آآ كانت مصحوبة بترغيب وترهيب اذا كانت مصحوبة بترغيب وترهيب قال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة والموعظة الحسنة المرتبة الثالثة المجادلة بالتي احسن اذا احتيج الى ذلك لا لا يبدأ بالمجادلة وانما المجادلة تكون بالتي احسن اذا احتيج اليها اذا كان من يدعى محتاج الى ان يجادل قال والمجادلة بالتي احسن اذا احتيج اليها في الدعوة الى مجادلة لاقناع المدعو يعني عنده شبهات اذا كان عند المدعو شبهات تجول في خاطره يجادل بالتي احسن حتى تكشف هذه الشبهات وتزال عنه قال فلتكن المجادلة بالتي احسن يدعى المجادل الى الحق ويبين محاسن الحق ومضار ضده ويجاب عما يعترض به الخصم من الشبهات كل ذلك بكلام لطيف وادب حسن لان الله قال وجادلهم بالتي هي احسن لا بعنف وغلظة او مخاصنة او مشاتمة فان ضرر ذلك عظيم وبهذا ندرك ايظا خطورة الامر بين بعظ الشباب وبعظ طلاب العلم عندما يتجادلون في مسألة فينتصر احدهما لقوله وينتصر الاخر الى قول اخر ويكون الحديث بينهما فيه مخاصنة الحديث بينهما فيه مخاسن في خشونة في غلظة في الحديث في تسفيه فيه طعن في اه في اه قد يصل الى السب او نحو ذلك هذا غير مطلوب المجادلة تكون بالتي هي احسن مع المسلم ومع الكافر لان الهدف وصول الجميع الى الحق وهداية الكافر الى الحق ودلالته اليه فالمقام لا يحتاج الى مخاشنة المخاصنة وجودها في مثل هذا الموضع تنفر وتزرع العداوات وتنشر البغضاء وتكون من عمل الشيطان ولهذا تكون المجادلة كما امر الله وجادلهم بالتي هي احسن قال الشيخ فان ضرر ذلك عظيم. يعني المشاتمة والمخاشنة والغلظة ونحو ذلك هذي ظررها عظيم. لا ثمرة من ورائها وضررها عظيم تنشر العداوات توجد البغضاء بين الاخوان توجد في القلوب الاحن آآ تثير فرقة بين الاخوان يترتب عليها مضار لا تحمد عقباها ولهذا اذا احتيج الى المجادلة فانها تكون بالتي احسن كما امر الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وهذا يفيد ان ان المسلم مطالب ان يكون بهذه الصفة ان يكون رحيما ان يكون رفيقا ان يكون لينا ان يكون ودودا حسن التعامل لطيف المعاشرة اذا كان بهذه الصفة اثمر حديثه واثمر نصحه ودعوته بخلاف ما اذا كان فيه غلظة وشدة وقسوة وفظاظة في الحديث فان هذا يؤدي الى اه انفظاظ الناس من حوله وعدم قبولهم كلامه وحديثه ولما كان الشيخ رحمه الله مقصده بهذا الكتاب التمثيل ختم بقوله ولنقتصر على هذا الانموذج يعني لم اقصد مراده انه لم يقصد رحمه الله في كتابه بسط المسألة وانما ضرب امثلة ونماذج وهذا فيه تنبيه لطالب العلم يعني هذه الرسالة يستفيد منها طالب العلم فائدة كبيرة جدا وهي ان الاسلام يحل جميع المشاكل وهذي نماذج لك وظعها الشيخ بين يديك كيف ان الاسلام حل مشكلة الدين مشكلة العلم مشكلة الفقر مشكلة الغنى مشكلة الصحة مشكلة المرض مشكلة السياسات الداخلية والخارجية كيف ان الاسلام جاء بالحلول لها فاذا اذا واجهتك مشكلة اطلب حلها من الشرع بمراجعة النصوص على الطريقة التي عرظها الشيخ رحمه الله تعالى تطالع النصوص والادلة وكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فتطلب من الكتاب والسنة الشفاء تطلب من الكتاب والسنة الهداية. تطلب من الكتاب والسنة الحل للاشكال الذي عرظ لك وتكون معولا عليهما معتمدا عليهما محكما لهما راجعا اليهما طالبا لحل مشكلتك من جهتهما فتسعد في دنياك واخراك قال ولنقتصر على هذا الانموذج فانه يحصل به المقصود المقصود ان نعرف وندرك ان الاسلام فيه حل لجميع المشاكل الاسلام فيه حل لجميع المشاكل ثم ختم رحمه الله بقوله والله اعلم وصلى الله وسلم على محمد وصلى الله على محمد وسلم قال حرر في خمسة ربيع الاخر سنة الف وثلاث مئة وخمسة وسبعين والشيخ رحمة الله عليه توفي عام الف وثلاث مئة وستة وسبعين عام الف وثلاث مئة وستة وسبعين وبهذا نعلم ان هذه الرسالة من اواخر من اواخر مؤلفاته ومن الرسائل التي جاءت في اخر حياته وهو رحمه الله بدأ في التأليف من وقت مبكر من عمره وكتابة التفسير ايضا بدأ به في وقت مبكر من عمره يعني هذه الرسالة قبل بعد كتابة تفسير بسنوات كثيرة جدا فاذا هذه عصارة من عالم ناصح جاءت اه منه في اخر حياته رحمه الله جمع فيها هذه التوجيهات المسددة والارشادات الحكيمة التي بين من خلالها رحمه الله تعالى ان الاسلام هذا الدين العظيم الدين المبارك دين يحل جميع المشاكل وما من مشكلة تواجه الانسان في حياته الا وحلها موجود في الكتاب والسنة فاذا كان اهلا لاستخراج ذلك من الكتاب والسنة فعل وان لم يكن اهلا لذلك سأل اهل العلم سأل اهل العلم واهل البصيرة عملا بقوله تبارك وتعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وختاما نحمد الله الذي يسر لنا قراءة هذا الكتاب والافادة من مضامينه العظيمة ونسأل الله عز وجل ان يجزي مؤلفه خير الجزاء وان يرفع درجته في عليين وان يلحقنا جميعا بالصالحين من عباده وان يتولانا بتوفيقه وان يصلح لنا كله وان يغفر وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. وان يصلح احوالنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما واحب ان انبه الى ان الدرس يتوقف الى اه يوم الاحد يعني غدا وبعد غد اه ليس هناك درس وانما الدرس يوم الاحد باذن الله تبارك وتعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين