الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول المؤلف حفظه الله تعالى في رسالته المختصر المفيد في بيان دلائل اقسام التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على امام المرسلين وخيرة رب العالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذه رسالة مختصرة وورقات يسيرة في بيان بعض البراهين والدلائل على اقسام التوحيد وصحة تقسيمه الى ثلاثة اقسام. توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات اختصرتها من كتاب الذي رددت فيه على من انكر هذا التقسيم تحقيقا لرغبة عدد من الافاضل واسأل الله ان ينفع بهذا المختصر واصله بمنه وكرمه بيان بيان مختصر لاقسام التوحيد القسم الاول توحيد الربوبية وهو الاقرار بان الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه. وانه المحيي المميت النافع الضار المتفرد باجابة الدعاء الدعاء عند الاضطرار الذي له الامر كله وبيده الخير كله القادر على كل شيء. ليس له في ذلك شريك ويدخل في ذلك الايمان بالقدر القسم الثاني توحيد الاسماء والصفات وهو الاقرار بان الله بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. له المشيئة النافذة والحكمة البالغة. وانه سميع بصير رؤوف رحيم على العرش استوى وعلى الملك احتوى وانه الملك القدوس سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون الى غير ذلك من الاسماء الحسنى والصفات العلى والايمان الجازم بها دون تحريف او تعطيل او تكييف او تمثيل القسم الثالث توحيد الالهية ومبناه على اخلاص التأله لله تعالى من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء لله وحده واخلاص العبادات كلها ظاهرها وباطنها لله وحده لا شريك له. فلا يجعل فيها شيء لغيره. لا لملك لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل. فضلا عن غيرهما وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قول الله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين وهو اول الدين واخره وهو اول الدين واخره وباطنه وظاهره وهو اول دعوة الرسل واخرها وهو معنى قول لا اله الا الله فان هو المألوف المعبود بالمحبة والخشية والاجلال والتعظيم وجميع انواع العبادة. ولاجل هذا التوحيد خلقت الخليقة وارسلت الرسل وانزلت الكتب وبه افترق الناس الى مؤمنين وكفار وسعداء اهل الجنة واشقياء اهل النار الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الرسالة هي رسالة مختصرة في موضوع هو من اهم الموضوعات واجلها وانفعها فهو في الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها الا وهي توحيد الله عز وجل والله عز وجل خلق الخلق ليوحدوه جل شأنه بالعلم والعمل ليس بالعلم وحده وانما بالعلم والعمل وتوحيده عز وجل بالعلم هو الاقرار بربوبية الله عز وجل وانه وحده الخالق لا شريك له الملك لا شريك له المتصرف لا ند له الذي بيده ازمة الامور واثبات اسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وتوحيده جل وعلا بالعمل وذلك بافراده جل شأنه بالعبادة واخلاص العبادة له دون سواه وقد قال الله عز وجل في بيان ان هذين الامرين هما غاية الخلق اعني العلم والعمل قال جل شأنه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وهي الاية الاخيرة من سورة الطلاق وقال جل شأنه في اواخر الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا تأملت في الايتين الكريمتين تبين لك ان الغاية التي خلقنا لاجلها واوجدنا لتحقيقها ان نعلم وان نعمل ان نعمل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وان نعلم لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى ان التوحيد ينقسم الى قسمين علمي وعملي يدل للعلم اية الطلاق وللعمل اية الذاريات ويدخل تحت التوحيد العلمي يدخل تحت التوحيد العلمي توحيد الربوبية وتوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات لان كلا منهما المطلوب فيه العلم توحيد العبادة او توحيد الالهية هذا توحيد عملي توحيد عملي وهذه الاقسام للتوحيد سواء قلنا انه قسمان او قلنا ثلاثة اقسام كلها حقائق شرعية دل عليها الاستقراء كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي حقيقة شرعية ثابتة ثبوت فرائض الدين وواجباته بالدلائل البينات والحجج الواضحات وفي هذه الرسالة عرظ ايراد لدلائل التوحيد وشواهد هذه الاقسام وبراهينه من كلام الله تبارك وتعالى وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه عرف كل قسم من هذه الاقسام تعريفا مختصرا فالقسم الاول توحيد الربوبية القسم الاول توحيد الربوبية والربوبية صفة الله التي دل عليها اسمه الرب وتوحيد الربوبية هو الاقرار بان الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه وانه المحيي المميت النافع الضار المتفرد باجابة الدعاء عند الاضطرار الذي له الامر كله وبيده الخير كله القادر على كل شيء ليس له في ذلك شريك ويدخل في ذلك الايمان بالقدر هذا تعريف لتوحيد الربوبية ويعرف ويعرف ايضا بتوحيد الله بافعاله بتوحيد الله جل شأنه بافعاله. مثل الخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير التسخير وغير ذلكم هذه كلها افعال لله عز وجل فتوحيد الربوبية ان يفرد الله وان يوحد بافعاله وان تثبت له وان ينفى عنه جل شأنه الشريك في شيء من ذلك القسم الثاني توحيد الاسماء والصفات توحيد الاسماء والصفات توحيد الاسماء والصفات وذلك الاقرار بان الله عز وجل بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه الحي القيوم الى غير ذلكم من اسمائه جل شأنه وصفاته الثابتة في كتابه وفي سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الايمان باسماء الله عز وجل وصفاته العليا الثابتة في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ركن من اركان الايمان بالله عز وجل. ركن من اركان الايمان بالله عز وجل لا يكون الايمان به الا بالايمان باسمائه وصفاته عز وجل الايمان باسماء الله وصفاته يجب ان يكون ايمانا جازما لا شك فيه ولا ريب وان يحذر العبد اشد الحذر من الطرائق الضالة التي وجدت في هذا الباب من تحريف او تعطيل او تكييف او تمثيل فهذا كله من الطرائق الباطلة التي ابتلي بها من ابتلي وانحرف عن الجادة بسببها من انحرف فتثبت اسماء الله جل وعلا وصفاته دون تحريف ودون تعطيل ودون تكييف او تمثيل والقسم الثالث من اقسام التوحيد توحيد الالوهية ويقال له ايضا توحيد العبادة والالوهية هي صفة الله التي دل عليها اسمه الله واسمه الاله ومبنى هذا التوحيد على اخلاص التأله والتعبد لله جل وعلا ومبناه على تحقيق كلمة التوحيد لا اله الا الله بان يفرد جل شأنه بالعبادة وان تخلص له الطاعة من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء والصلاة والصيام والحج وغير ذلك وهذه كلها افعال للعباد ولهذا عرف هذا النوع من التوحيد بافراد الله بافعال عباده توحيد الله بافعال عباده من المحبة والخوف والرجاء والدعاء والنذر غير ذلك فلا يصرف شيء منها الا لله وتكون لله جل شأنه خالصة وهذا التوحيد هو الذي تظمنه قول الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فاياك نعبد هو الغاية اي نعبدك ولا نعبد غيرك واياك نستعين هو الوسيلة لتحقيق هذه الغاية ولهذا فان من اعظم او اعظم ما يتقرب به المسلم الى الله او اعظم ما يدعو به المسلم ربه جل وعلا ان يسأله العون على العبادة لان العبادة هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة وفي الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذا التوحيد هو اول الدين واخره وباطنه وظاهره وهو اول دعوة الرسل واخرها وهو معنى قول لا اله الا الله وكل رسول بعثه الله فان اول ما يسمعونه منه واول ما يقرع اسماعهم من رسولهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ويقول الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت نعم قال حفظه الله تعالى افضاد هذه الاقسام ولكل قسم من هذه الاقسام الثلاثة ضد. فاذا عرفت ان توحيد الربوبية هو الاقرار بان الله الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الامور المتصرف في كل مخلوقاته لا شريك له في ملكه فضد ذلك هو اعتقاد العبد وجود متصرف مع الله غيره فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل واذا عرفت ان توحيد الاسماء والصفات هو ان يدعى الله بما سمى به نفسه ويوصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وينفى عنه التشبيه والتمثيل فضد ذلك شيئان ويعمهما اسم الالحاد احدهما نفي ذلك عن الله عز وجل وتعطيله عن صفات كماله ونعوت جلاله الثابتة بالكتاب والسنة وثانيهما تشبيه صفات الله تعالى بصفات خلقه وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما واذا عرفت ان توحيد الالوهية هو افراد الله تعالى بجميع انواع العبادة ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تبارك وتعالى تضد ذلك هو صرف شيء من انواع العبادة لغير الله عز وجل. وهذا هو الغالب على عامة المشركين. وفيه الخصومة بين جميع الرسل واممها في هذا بيان لاضداد اقسام التوحيد وكما ان معرفة التوحيد باقسامه مطلوبة من المسلم ليكون من اهل التوحيد فان اضداد اقسام التوحيد مطلوب معرفتها من كل مسلم ليتقيها كما ان المسلم مطلوب منه ان يعرف الحق ليلزمه مطلوب منه ان يعرف ضده ليحذره وليتقي وكم من انسان وقع في امر هو من الشرك او من البدعة والسبب في ذلك عدم العلم وانما تنفق الضلالات والاباطيل على الجهلة بدين الله عز وجل وبما يضاده وبما يقدح فيه او يقدح في كماله ولهذا جاء شرع الله عز وجل وجاء كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان هذا وهذا بيان الحق ليستمسك به وبيان ضده ليحذر قد قال الله تعالى وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين فاذا استبانت واتضحت فان العبد يحذر منها اشد الحذر اما اذا لم تكن مستبينة للانسان فانه قد يقع فيها او في شيء منها بسبب عدم علمه وقلة بصيرته وكل قسم من اقسام التوحيد الثلاثة له ظد كل قسم من اقسام التوحيد الثلاثة له ضد وعرفنا ان توحيد الربوبية هو توحيد الله بافعاله وانه جل شأنه وحده الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر لا شريك له في شيء من ذلك فمن صرف شيئا من خصائص الله في ربوبيته لغيره يكون بعمله هذا اتى بما يظاد توحيد الربوبية وينقظه اتى بما يضاد توحيد الربوبية وينقضه فاذا اثبت لغير الله شيء من خصائص الله جل شأنه في ربوبيته فهذا شرك في الربوبية مضاد لتوحيد الربوبية فالتوحيد الربوبية يضاده توحيد الربوبية يضاده اعتقاد العبد وجود متصرف مع الله غيره وجود متصرف مع الله غيره فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فكل امر هو من خصائص الله عز وجل ان صرف لغير الله يكون معتقد ذلك او قائل ذلك مشركا بالله العظيم آآ شركا اكبر ناقلا من ملة الاسلام مضادا اه توحيد الربوبية المطلوبة من المسلم ان يكون عليه وتوحيد الاسماء والصفات عرفنا انه اثبات اسماء الله وصفاته له جل شأنه على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وان ينفع عنه التشبيه والتنفيذ فهذا التوحيد يظاد من حيث الجملة شيئان يعمهما اسم الالحاد الالحاد هو الميل والعدول باسماء الله وصفاته عن الحق الثابت لها وقد قال الله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فالالحاد في اسماء الله جل شأنه الميل والعدول بها عن الحق الثابت لها ولهذا الالحاد طرائق عديدة طرائق عديدة يا تتلخص في من حيث الجملة في امرين الاول نفي ذلك عن الله وتعطيلهم فمن نفى عن الله صفات كماله ونعوت جلاله سبحانه الثابتة في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فان هذا النفي كفر وقد كان الله في القرآن وهم يكفرون بالرحمن فنفي اسماء الله او نفي صفاته كفر بالله جل شأنه اذا كان الله يثبت في القرآن والرسول عليه الصلاة والسلام يثبت في سنته عليه الصلاة والسلام ثم يجترئ مجترئ وينفي ما اثبته الله او ينفي ما اثبته رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وايضا يظاد توحيد الاسماء الصفات تشبيها صفات الله بصفات خلقه من يقول والعياذ بالله ان يد الله كايد المخلوقين او سمع الله كسمع المخلوقين او بصر الله تباصى المخلوقين او غير ذلك فهذا كفر كفر ناقل من الملة وقائل ذلك ليس بمسلم فالتشبيه كفر والتعطيل كفر تشبيه كفر التعطيل كفر فمن شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه كفر وليس فيما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه ولهذا الحق في هذا الباب بين هاتين الضلالتين ضلالة التعطيل وضلالة التشبيه وهو ان تثبت لله اسماؤه وصفاته على الوجه اللائق به دون ان يشبه جل شأنه بخلقه على حد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذه الاية الكريمة وتعتبر قاعدة متينة في هذا الباب فيها الرد على المعطلة والرد على المشبهة واثبات ان الحق قوام بين ذلك الرد على المشبهة في قوله ليس كمثله شيء والرد على المعطلة في قوله وهو السميع البصير فالتشبيه كفر والتعطيل كفر والحق في الاثبات بلا تشبيه ولهذا قاعدة اهل السنة في هذا الباب اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل ثم القسم الثالث توحيد العبادة او توحيد الالوهية وقد عرفنا معناه انه افراد الله وحده بالعبادة واخلاص الدين له جل شأنه فهذا يضاده ان تصرف العبادة او شيء منها لغير الله ان تصرف العبادة او ان يصرف شيء منها لغير الله فمن دعا غير الله او استغاث بغير الله او ذبح لغير الله او توكل على غير الله او نذر لغير الله هذا كله شرك اكبر مضاد لتوحيد الالوهية لان توحيد الالوهية ان يفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة وان تخلص لهم وحده جل شأنه والا يجعل معه شريك وقد قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى الا لله الدين الخالص. وقال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا توحيد العبادة ان يفرد جل شأنه بالعبادة وان تخلص العبادة له والا يجعل معه شريك في شيء من ذلك فمن صرف شيئا من العبادة لغير الله كان مشركا في الالوهية شركا اكبر ناقلا من ملة الاسلام وهذا النوع من الشرك يعني شرك الالوهية هو الذي كان عليه المشركون الذين بعث فيهم عليه الصلاة والسلام كانوا كانوا يشركون في العبادة كانوا يشركون في العبادة ويؤمنون بالربوبية ولهذا قال الله عنهم وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا منعما الا وهم مشركون اي معه غيره في العبادة وهذا هو الغالب على عامة المشركين وفيه الخصومة بين جميع الرسل واممهم فان الرسل يخاطبون الاقوام بالدعوة الى افراد الله بالعبادة. اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله فهذا الذي فيه الخصومة بين جميع الرسل واممهم كان الرسل يدعونهم الى توحيد الله في العبادة وافراده سبحانه وتعالى بها وكانوا يرفضون ذلك قال الاولون اجئتنا لتأفكنا عن الهتنا فاتنا بما تعدنا وقال كفار قريش اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب نعم قال حفظه الله تعالى توحيد الربوبية وحده لا يكفي يمكن يضاف ايضا لها ولا ينجي. لا يكفي ولا ينجي. نعم لقد حكى الله سبحانه في كتابه عن المشركين انهم مقرون بتوحيد الربوبية فقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ وقال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وقال ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله وقال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله؟ قليلا ما تذكرون فهم كانوا يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره ومع ذلك فان هذا الاقرار لا يكفيهم ولا ينجيهم. وما ذلك الا لاشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معنى لا اله الا ولهذا قال الله تعالى عنهم وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من ايمانهم اذا قيل لهم من خلق السماء؟ ومن خلق الارض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا الله وهم مشركون. وقال عكرمة تسألهم من خلقهم ومن خلق السماوات والارض فيقولون الله فذلك ايمانهم بالله وهم يعبدون غيره. وقال مجاهد ايمانهم قولهم الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا. فهذا ايمان مع شرك عبادتهم غيره. وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم ليس احد مع الله غيره الا وهو مؤمن بالله. ويعرف ان الله ربه وان الله خالقه. ورازقه وهو يشرك به. الا ترى كيف فقال ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين قد عرف انهم يعبدون رب العالمين مع ما يعبدون. قال فليس احد يشرك به الا وهو مؤمن به الا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك المشركون كانوا يقولون هذا وقال تبارك توحيد الربوبية وحده لا يكفي ولا ينجي توحيد الربوبية وعرفنا ان توحيد الربوبية قسم من اقسام التوحيد وركن من اركان الايمان بالله ولا يكون العبد مؤمنا بالله عز وجل الا اذا امن بربوبيته والايمان بالله يقوم على الاركان الثلاثة المتقدمة الايمان بروبيته والايمان بالوهيته والايمان باسمائه جل شأنه وصفاته فتوحيد الربوبية اذا وجد وحده في العبد دون لازمه وهو توحيد العبادة فانه وحده لا يكفي ولا ينجي ومعنى لا يكفي اي لا يكفي ليكون بذلك العبد موحدا المعنى لا يكفي اي لا يكفي ليكون العبد بذلك موحدا فوجود توحيد الربوبية وحده لا يكفي ليكون العبد بذلك موحدا ولا ينجي اي وجوده وحده دون لازمه توحيد العبادة لا ينجي اي من عذاب الله يوم القيامة فتوحيد الربوبية وحده لا يكفي ولا ينجي يعني اذا وجد في العبد الاقرار بان الله الرب الخالق الرازق المالك المدبر المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل كل كل هذا يؤمن به ولا عنده فيه اي شك ولكنه يذبح لغير الله او يدعو غير الله هل اقراره هذا بربوبية الله جل وعلا يكفي ليكون بذلك موحدا وينجي من عذاب الله سبحانه وتعالى؟ الجواب لا ما الدليل الجواب لا ما الدليل حكى الله سبحانه هذا هو الجواب حكى الله سبحانه في كتابه عن المشركين انهم انهم مقرون بتوحيد الربوبية مع الايات الكثيرات التي فيها الوعيد لهم والتهديد والعقوبة بالنار وبسخط الجبار جل وعلا والخلود فيها الى غير ذلك فحكى الله عز وجل في كتابه عن المشركين انهم مقرون بتوحيد الربوبية انهم مقرون بتوحيد الربوبية وذلك في ايات كثيرة منها على سبيل المثال قول الله تعالى قل من يرزقكم قل ايها النبي لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله قل لهم من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. اسألهم هذه السؤالات ماذا يقولون هل هل يقولون ان الاصنام التي يعبدونها تملك ذلك لا فسيقولون الله فسيقولون الله يعني يقولون الله متفرد بهذا متفرد بالرزق متفرد بالملك متفرد بالاحياء والاماتة متفرد بالتدبير لا شريك له في ذلك فسيقولون الله فقل افلا تتقون الا تتقون الله عز وجل تعلمون هذه الحقيقة العظيمة تعلمون هذه الحقيقة العظيمة ان الله جل شأنه هو المتفرد بالرزق والخلق والملك والتدبير ثم تصرفون العبادة لمن لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فظلا عنان يملك ذلك لغيره افلا تتقون؟ اي افلا تتقون الله عز وجل بالبعد عن هذا الشرك الذي تلطختم به وتلوثتم به وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى كذلكم قوله تعالى ولئن سألتهم اي ولئن سألت هؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله من خلقهم ليقولن الله لو سألتهم من الذي خلقهم واوجدهم من العدم؟ سيقولون الله لا يقولون الاصنام وهم يعلمون ان الاصنام لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت وكذلك قوله ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله ايقرون بذلك ان الله عز وجل هو المتفرد انزال اه الماء من من السحاب وكذلك احياء الارظ بعد موتها وقال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله قليلا ما تذكرون اي تذكركم قليل والا لو تذكرتم تذكرا حسنا وتنبهتم تنبؤا جيدا لما وقعتم في الشرك وانتم تعلمون ان الله وحده هو الذي يجيب المضطر هو وحده الذي يكشف السوء ولهذا كانوا يخلصون حال الشدائد يخلصون حال الشدائد فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين لماذا هذا الاخلاص؟ لانهم يعلمون ان وحده هو الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وكانوا اذا حصلت لهم شدة كانوا اذا حصلت لهم شدة يقول بعظهم لبعظ اخلصوا فلا ينجيكم الا الاخلاص كان كانوا يقولون كان يقول بعضهم لبعض اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص قصة اسلام عكرمة بن ابي جهل فيها بيان ذلك لما فتح النبي عليه الصلاة والسلام مكة واهدر عليه الصلاة والسلام دمه وفر وركب السفينة فارا ولما كانوا في السفينة ادركهم الغرق وبدأت الامواج تتلاطم فاخذ بعضهم يهتف ببعض اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص كما روى ذلك عكرمة في قصة اسلامه رضي الله عنه قال بعضهم لبعض اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص فقال لان كان لا ينجيني في شدة هذا الا الاخلاص فلا ينجيني في رخاء الا هو لله علي ان نجاني الله سبحانه وتعالى من هذه لاذهبن الى محمد صلى الله عليه وسلم ولاضعن يدي في يده ولاجدن انه عفوا كريما وفعلا نجاه الله وذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وظع يده في يده واسلم الشاهد كان بعضهم يقول لبعض اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص لانهم يعرفون انه لا يجيب المضطر اذا دعاه ولا يكشف السوء الا الله سبحانه وتعالى رب العالمين ولهذا في الشدائد يخلصون وفي الرخاء يشركون فهم كانوا يعرفون الله المشركون كانوا يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره ومع ذلك فان هذا الاقرار لا يكفيهم ولا ينجيهم لا يكفيهم ليكونوا بهذا الاقرار من الموحدين ولا ينجيهم يوم القيامة من عذاب الله سبحانه وتعالى بل ليس لمن مات على الشرك بالله الا دخول النار والخلود فيها ابد الاباد وما ذلك الا لاشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معنى لا اله الا الله هذا المعنى ان توحيد الربوبية لا يكفي ولا ينجي مما يدل عليه قول الله جل شأنه وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وانتبه للاية وما يؤمن اكثرهم بالله يؤمن بالله الا وهم مشركون فذكر ايمان وذكر ماذا شركا لكن هل هذا الايمان الذي ذكر عن هؤلاء هل هو نافعهم وهل هو منجيهم الجواب لا لانه يوجد معه الشرك والشرك افة خطيرة متى خالطت شيئا افسدته افسدته تماما واعطبته ولم يبقى به اي منفعة فالشرك متى خالط الاشياء ولو كانت كبار وعظيمة افسدها كلها دنس يلوث ما خالطه كله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك عمل مفرد مضاف يفيد العموم اي كل عملك ليحبطن عملك اي ليحبطن جميع عملك لو كان عمل الانسان السنوات الطوال والليل والنهار وجميع الاوقات في دأب اذا اشرك كل عمله يحبط فالشرك افة افة خطيرة جدا متى خالطت العمل افسدته كله افسدته كله وابطلته جميعا فهؤلاء وجد فيهم ايمان وما نوع هذا الايمان قال وما يؤمن اكثرهم بالله وجد فيهم ايمان ما نوع هذا الايمان؟ ايمان بربوبية الله بان الله الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر الذي يحيي ويميت ويعز ويذل هذا ايمان وجد عند هؤلاء لكنه لا ينفعهم لماذا؟ لانهم اشركوا مع الله غيرة في العبادة ولهذا قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ابن عباس رضي الله عنه رضي الله عنهما في معنى الاية قال من ايمانهم يعني المذكور في قوله وما يؤمن اكثرهم بالله من ايمانهم اذا قيل لهم من خلق السماء من خلق الارض من خلق الجبال ماذا يقولون قالوا الله وهم مشركون وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة. فهذا الايمان الذي هو الاقرار بربوبية الله. وانه وحده الخالق الرازق المالك الى اخر هذا لا يكفي اذا كان لم يأتي بلازمة وهو توحيد العبادة وقال عكرمة اه رحمه الله تسألهم من خلقهم تسألهم اي الكفار المشركين من خلقهم ومن خلق السماوات والارض فيقولون الله فذلك ايمانهم بالله فذلك ايمان بالله اي المذكور في قوله وما يؤمن اكثرهم بالله وهم يعبدون غيره وهم يعبدون غيره وهذا وهذا معنى قول الا وهم مشركون الا وهم مشركون ولاحظ تفريق ائمة السلف بين التوحيدين الربوبية والالوهية الربوبية والالوهية والاية فرقت بينهما اثبتت توحيد الربوبية للمشركين ونفت عنهم توحيد الالوهية ثم يوجد في الناس من الضلال اهل الباطل يقولون لا ليس هناك فرق بين ربوبية والوهية ليس هناك فرق بين ربوبية والوهية وهذا من اعظم الجهل بدين الله من اعظم الجهل بدين الله سبحانه وتعالى قال وقال مجاهد ايمانهم قولهم الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا هذا ايمانهم الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا فهذا ايمان مع شرك عبادتهم غيره الشرك الذي عندهم الذي في قوله الا وهم مشركون هو في العبادة في عبادة غير في عبادة غيره سبحانه وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم ليس احد يعبد مع الله غيره الا وهو مؤمن بالله الا وهو مؤمن بالله ويعرف ان الله ربه وان الله خالقه ورازقه وهو يشرك به اي غيره في العبادة الا ترى كيف قال ابراهيم عليه السلام قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي. ابراهيم لم يقل عدو لي ويقف لم لم يقل عدو لي ويقف قال فانهم عدو لي افرأيتم ما تعبدون ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون لم يقل عدو لي يعني فانهم عدو لي ويقف وانما استثنى استثنى لماذا هذا الاستثناء استثنى قال الا رب العالمين الا رب العالمين لانهم يعبدون الله مع ما يعبدون فهم يعرفون الله ويعبدون الله انتبه المشركون يعرفون الله ويعبدون الله افرأيتم ما تعبدون؟ هكذا يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الاية تدل على انهم يعرفون الله ويعبدون الله لكن عبادتهم لله سبحانه وتعالى لما لم تكن خالصة وجعلوا مع الله فيها الشريك كانت باطلة وعبادتهم كانت هابطة لا يقبلها الله سبحانه وتعالى لانه لا يقبل الا الاخلاص قد عرف انهم يعبدون رب العالمين مع ما يعبدون بل ان كلمة شرك التي يصفها لهم تدل على ذلك كلمة شرك التي هي صفة لهؤلاء تدل على ذلك لان الشرك ما هو الشرك التسوية الشرك التسوية فهم مشركون اي يسوون غير الله بالله في في حقوق الله فاذا هم يعبدون الله ويعبدون مع الله سبحانه وتعالى غيره. قال فليس احد يشرك به الا وهو مؤمن به الا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك يستثنون في التلبية يقولون الا شريك هو لك تملكه وما ملك تملكه وما ملك فيثبتون مع الله الشريك اي في العبادة وليس في الربوبية لانهم يقولون تملكه وما ملك فاذا ليس شريكا في الربوبية وانما في العبادة ولهذا قالوا تملك وما ملك يعني هذا الذي نعبده هذا الشريك الذي نعبده هو مملوك لك هكذا يقولون هو مملوك لك تملكه يا الله هو مملوك لك. وهو لا يملك شيئا وما ملك اي هذا الذي نعبد لا يملك شيئا الملك كله لله يقرون بذلك اذا لم تعبدونه وهو لا يملك شيئا؟ قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى نعم وقال تبارك وتعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اي لا تشركوا بالله غيره من الانداد التي لا تنفع ولا تضر وانتم تعلمون انه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم ان الذي يدعوكم اليه الرسول صلى الله عليه وسلم من توحيده هو الحق الذي لا شك فيه وقال قتادة اي تعلمون ان الله خلقكم وخلق السماوات والارض ثم تجعلون له اندادا. نعم كذلكم من الادلة في هذا الباب قول الله عز وجل فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ومعنى الاية لا تجعلوا لله اندادا اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة تدعونهم وتذبحون لهم وتنذرون لهم وتستغيثون بهم لا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي تعلمون انه لا رب لكم الا الله ولا خالق لكم الا الله ولا رازق لكم الا الله انتم تعلمون ذلك ومر معنا الايات الواظحات التي تدل على ان المشركين كانوا يعلمون ذلك. يعلمون انه لا رب الا الله ولا خالق الا الله. ولا راسق الا الله ولهذا قال الله لهم قال الله للمشركين فلا تجعلوا لله انداد اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله هذا هو معنى الاية قال ابن عباس رضي الله عنهما اي لا تشركوا بالله غيره لا تشركوا بالله غيره من الانداد التي لا تنفع ولا تضر وانتم تعلمون انه لا رب لكم يرزقكم غيره واضح كلامه رضي الله عنه وارضاه وهذا هو معنى الاية لا تجعلوا لله اندادا يعني لا تجعلوا لله شركا في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم ولا رازق لكم الا الله سبحانه وتعالى. وقد علمتم ان الذي يدعوكم اليه الرسول صلى الله عليه وسلم من من توحيده هو الحق الذي لا شك فيه هو الحق الذي لا شك فيه لوظوح براهينه وانه صوع دلائله وشواهده وقال قتادة اي تعلمون ان الله خلقكم وخلق السماوات والارض ثم تجعلون له اندادا ثم تجعلون له اندادا يعني مع مع علمكم بانه وحده المتفرد بالخلق والرزق التدبير والعطاء والمنع مع علمكم بذلك تجعلون له اندادا اي شركاء تعبدونهم مع الله وتصرفون لهم حقوق الله عز وجل التي لا يجوز صرفها الا له نعم وقد اورد ابن القيم رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. انه قال يريد عدل من خلق الحجارة والاصنام بعد ان اقروا بنعمتي وربوبيتي. كذلكم فهذه الاية الكريمة الحمد لله الذي طرق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. اي ثم الذين كفروا بالله فاشركوا معه جل شأنه غيره في العبادة مع علمهم بانه وحده الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور مع علمهم بذلك عدلوا به غيره عدلوا به غيره والعدل التسوية العدل العدل التسوية عدل غير الله بالله اي تسوية غير الله بالله وجعلوا غيره عدلا له ومساويا وهذا معنى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون غيره به يجعلون غيره مساويا له وهذه التسوية في ماذا الربوبية او في التألم والتعبد في ماذا في التألف والتعبد اما الربوبية واضحة الايات مرت معنا لا لا لا يجعلون الاصنام لها شيء من ذلك بل قالوا في تلبيتهم تملكه وما ملك فهم لا يسوون اه الاصنام بالله في الربوبية لكن يسوونها بالله في العبادة ولهذا اذا دخلوا النار يوم القيامة قالوا نادمين ندما لا ينفع تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اذ نسويكم برب العالمين نسويكم برب العالمين هذا يوضح ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون غيره به في العبادة فيصرفون آآ من العبادات لهذه الاصنام الدعاء الذبح النذر الاستغاثة التوكل الرجاء الخوف الى غير ذلك يصرفونها لهذه آآ الاصنام قال نقل ابن القيم رحمه الله عن ابن عباس انه قال في معنى الاية يريد اي الله عدلوا بي اي سووا بي من خلق الحجارة والاصنام ثم الذين كفروا بربهم يعدلون انتبه الله الله يقول يحمد نفسه في صدر اية في صدر سورة عظيمة من القرآن يقول الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يعني ثم مع هذا الخلق العظيم مع هذا الخلق العظيم والابداع والايجاد الصنع مع ذلك ثم الذين كفروا بربهم يعدلون يعدلون به حجارة تصور هذا كافي في بيان شناعة عملي هؤلاء وفظاعته خالق المخلوقات خالق السماوات وخالق الارض وجعل الظلمات والنور وهم يعلمون ذلك لو سئلوا من خلق السماوات من خلق الارض من جعل الظلمات من جعل النور يقولون الله ثم يعدلون به غيره. يذهب الى حجر من الاحجار او شجرة من الاشجار ثم يذل عندها ويخضع ويرجو منها ويطمع ويقبل عليها بالدعاء وبالرجاء وبالخوف وبالتعبد ثم الذين كفروا بربي بربهم يعدلون قال ابن عباس يريد اي الله عدلوا بي من خلق الحجارة والاصنام سووا اه التراب برب الارباب وخالق المخلوقات سبحانه وتعالى عدلوا بي من خلقي الحجارة والاصنام بعد بعد ان اقروا بنعمة وربوبيتي وانتبه لهذه الكلمة من ابن عباس بعد ان اقروا بنعمتي وربوبيتي بعد ان اقروا بنعمتي وربوبيتي اثبت ابن عباس رضي الله عنهما ان المشركين كانوا ماذا يقرون بربوبية الله يقرون بربوبيته ويقرون بالنعمة انها من الله يقرون بذلك يقرون ان النعمة من الله وان الربوبية لله ليست للاصنام وان النعمة من الله وليست من الاصنام ثم مع ذلك الاقرار يعدلون بالله الاصنام في ماذا في العبادة في الدعاء في الذبح في النذر في الرجاء في الخوف يصرفون تلك العبادات لغير الله سبحانه وتعالى وهذا الامر كما ان شواهده واضحات ان هؤلاء كانوا يقرون بربوبية الله في فيما دل عليه القرآن الكريم فانه ايظا من نظر في اه المنقول عنهم من شعر او نفر المنقول عن هؤلاء المشركين من شعر او نثر يجد ان هذا الاقرار بربوبية الله موجود في كلامهم شعرا ونثرا ولهذا بعض المفسرين بعض المفسرين نقلوا من دواوين سعر شعراء المشركين الكفار نقلوا ابياتا في كتب التفسير نقلوها استئناسا اه اه لتأكيد هذه الحقيقة استئناسا في تأكيد هذه الحقيقة وهي ان المشركين كانوا مقرين بربوبية الله يعرفون ان الخالق انه الرازق انه الرب وهذا موجود في شعر كثيرا ومن ينظر في آآ دواوين شعراء العرب المشركين اه يجد فيها اه اه الشواهد الكثيرة والدلائل العديدة ان القوم كانوا يقرون بربوبية الله ومن الامثلة التي ساقها المفسرون في ذكر ذلكم والتأكيد عليه ما يلين نعم ومن الشواهد على اعتراف المشركين بربوبية الله من كلامهم قول زهير ابن ابي سلمى في معلقته المشهورة فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى فمهما يكتمل الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم حساب او يعجل فينقم قال اعد فلا فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى فمهما يكتم الله يعلم. يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر يوم حساب او يعجل فينقمي. اه هنا تعديلان. الاول ومهما بدل فمهما ومهما والثاني في في البيت الذي بعده ليوم ليوم الحساب ليوم الحساب اعد فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم. يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب او يعجل فينقمي. هذا القائل لهذين البيتين هذا الشاعر جاهلي مشرك القائل لهذين البيتين شاعر جاهلي مشرك بالله سبحانه وتعالى وانظر ماذا يقول؟ يقول فلا تكتمن الله ما في نفوسكم لا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى اي ليخفى على الله يقول لهم لا يخفى على الله شيء يقول لهم لا يخفى على الله شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فلا تكتم يعني لا تظن ان ان الشيء الذي تزوره في صدرك او تخفيه في نفسك انه يخفى على الله قال لا يخفى على الله فهذا فيه اثبات ماذا علم الله المحيط علم الله سبحانه وتعالى المحيط الذي وسع كل شيء. وانه عز وجل يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فهذا ايمان منه بعلم الله اقرار بعلم الله وان الله احاط علما بكل شيء لا يخفى عليه شيء قال فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى فمهما يكتم الله يعلم مهما يكتم يعني ومهما يكتم الانسان من شيء او يخفي شيئا فالله عليم به لا يخفى عليه شيء فهذا فيه الاقرار بعلم الله واثبات علم الله سبحانه وتعالى وانه وسع كل شيء علما ثم يقول يؤخر يعني هذا الذي يخفيه الانسان ويظن مثلا ان ان الله لا يعلمه قال يؤخر فيوضع في كتاب يعني هذا العمل الذي يقوم به الانسان يكتب في كتاب ويؤخر وهذا فيه الايمان بكتابة الاعمال في الايمان بكتابة الاعمال وان اعمال الانسان مكتوبة عليه وان اعماله مكتوبة عليه ومحصاة عليه يؤخر فيوضع في كتاب لماذا يوضع في كتاب؟ قال فيدخر ليوم الحساب وهذا فيه ايمانه بماذا بالحساب والجزاء وان الناس يبعثون ويحاسبون ويجزون باعمالهم ليوم الحساب او يعجل فينقمي او تعجل له عقوبة في الدنيا هذا الذي يخفي على الله اما ان يؤخر ويعاقب بعمله يوم القيامة او يعجل بعقوبة معجلة تنزل عليه في دنياه قبل اخراه فهذا شاعر جاهلي وعنده هذه الامور وهذا الشاهد لقوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. هذا الان يؤمن بالله اي بعلمه ويؤمن بكتابته ويؤمن بالبعث والجزاء والحساب والعقوبة كل هذا يؤمن به وهو مشرك وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون نعم قال ابن كثير وقد اورد هذين البيتين فقد اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات وبالمعادي وبالجزاء وبكتابة الاعمال في الصحف ليوم القيامة. ابن كثير رحمه الله في في تفسيره لما اورد هذين البيتين قال اعترف هذا الشاعر الجاهلي وانتبه على تنصيصه للجاهلين من من من شعراء الجاهلية المشركين الكفار قال اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات وبالمعاد وبالجزاء وبكتابة الاعمال في الصحف ليوم القيامة هذي كلها اعترف بها في هذين البيتين اعترف بوجود الله واعترف بعلمه بالجزئيات واعترف بالمعاد واعتبر واعترف بالجزاء واعترف بكتابة الاعمال في الصحف كل هذا اعترف به بعض الظلال بعظ الظلال الذين يكابرون ويقولون ان الكفار ما كانوا يقرون بربوبية الله الايات التي مرت معنا ولئن سألتهم ولئن سألتهم يقولون هذا لا يقولون الا على وجه ماذا المجادلة فقط على وجه المجادلة في المخاصمة يقولون الله لاسكات من امامهم لا لا انهم يعتقدون ذلك فماذا يقولون في في هذه الابيات؟ هذا الان شاعر ينثر المعاني التي عنده وتجول في نفسه فيقول فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب او يعجل فينقم ومثله كثير جدا في اقاويل هؤلاء شعرا ونثرا في اقرارهم بربوبية الله واعترافهم آآ شيء من اسمائه او صفاته سبحانه وتعالى موجود بكثرة جدا فماذا يقول هذا وامثاله في في مثل هذا نعم وقال ابن جرير وقد انشد وقد انشد لبعض الجاهلية الجهلاء الا ضربت تلك الفتاة هجينها؟ الا غضب الرحمن ربي يمينها وقال سلامة ابن جندل الطهوي عجلتم علينا عجيلتنا عليكم وما يشاء الرحمن يعقد ويطلق والشواهد على هذا كثيرة ومع ذلك فهم مشركون. لانهم يعبدون مع الله غيره هذاني ايضا بيتان اوردهما الامام بن جرير الطبري رحمه الله تعالى لبعض الجاهلية الجهلاء لبعض الجاهلية الجهلاء واذا تأملت تجد فيها اه اه بعظ معاني الايمان. قال الا غضب الرحمن ربي الا غضب الرحمن ربي يمينها فاثبت الرحمن واثبت الربوبية لله سبحانه وتعالى وكذلكم آآ الاخر قال وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق اي الامر بيده سبحانه وتعالى واثبت هذا والذي قبله اسم الله الرحمن فمثل هذا كثير في شعر الجاهلية الجهلة مثله كثير وهذا الايمان او هذا الاعتراف من هؤلاء بربوبية الله سبحانه وتعالى لا ينجي من عذاب الله. ولا يكفي ليكون هؤلاء من اهل توحيده سبحانه وتعالى لانهم لم يخلصوا العبادة لله ولم يفردوا الله عز وجل وحده بالعبادة بل جعلوا معه الانداد واتخذوا معه جل شأنه الشركاء ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين