الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول المؤلف حفظه والله تعالى القرآن كله مقرر لهذا التوحيد. وفي بيان دلالة القرآن على انواع التوحيد يقول العلامة ابن القيم رحمه الله بعد ان ذكر ان كل طائفة تسمي باطلها توحيدا واما التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتبه فوراء ذلك كله وهو نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد فالاول هو حقيقة ذات الرب تعالى واسمائه وصفاته وافعاله وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده واثبات عموم قضائه وقدره وحكمه وقد افصح القرآن عن هذا النوع جد الافصاح كما في اول سورة الحديد وسورة طه واخر سورة الحشر واول سورة التنزيل السجدة واول سورة ال عمران وسورة الاخلاص بكاملها وغير ذلك النوع الثاني مثل ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية واول سورة تنزيل الكتاب واخرها واول سورة يونس ووسطها واخرها واول سورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متظمنة لنوعي التوحيد. بل نقول قولا كليا ان كل اية في القرآن فهي متظمنة للتوحيد شاهدة به داعية اليه. فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله فهو التوحيد العلمي الخبري واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي واما امر ونهي والزام بطاعته في نهيه وامره فهي حقوق التوحيد ومكملاته واما خبر عن كرامة اتق الله لاهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة فهو جزاء توحيده واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكمه توحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه. وفي شأن الشرك واهله وجزائهم. فالحمد لله توحيد رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين توحيد اياك نعبد توحيد واياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال الهداية الى طريق اهل التوحيد. الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فرقوا التوحيد فارقوا. الذين فارقوا التوحيد. وقال الشوكاني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه القيم ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد على التوحيد والمعاد والنبوات واعلم ان ايراد الايات القرآنية على اثبات كل مقصد من هذه المقاصد واثبات اتفاق الشرائع عليها لا يحتاج اليه من يقرأ القرآن العظيم. فانه اذا اخذ المصحف الكريم وقف على ذلك في اي موضع شاء ومن اي مكان احب وفي اي محل منه اراد ووجده مشحونا به من فاتحته الى خاتمته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا العنوان جاء لبيان ان كتاب الله سبحانه وتعالى كله من اوله الى اخره في تقرير التوحيد وبيانه وذكر شواهده ودلائله وذكر ثواب اهله وذكر عقوبة من فارقه فالقرآن كله توحيد ويدل لان القرآن كله توحيد. قول الله سبحانه وتعالى قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد امره الله سبحانه وتعالى ان يخبر بهذا الخبر الا وهو ان ما يوحى اليه محصور في انما الهكم اله واحد وهذا هو توحيد الله قل انما يوحى الي قل انما هذا الحصر يوحى اليه انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون فهذا فيه ان آآ الوحي محصور في بيان التوحيد وسيأتي تقرير معنى هذه الاية وبيان دلالتها لهذا الامر من كلام العلامة المحققة الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى فالقرآن كله مقرر لهذا التوحيد وفي تقرير هذا الامر وبيانه يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في اواخر كتابه مدارج السالكين بعد ان ذكر مفهوم التوحيد لدى الطوائف المنحرفة واخذ يذكر عن كل طائفة من طوائف الضلال ماذا تفهم من التوحيد او ما هو مفهوم التوحيد عندها فلما ذكر ذلكم رحمه الله قال واما التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتب الله فور ذلك كله يعني امر اخر غير الذي يذكره هؤلاء الضلال او يقرره هؤلاء المنحرفون قال وهو نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد اي توحيد علمي وتوحيد عملي هذا التوحيد الذي بعث الله سبحانه وتعالى به رسله وانزل به كتبه علمي وعملي علمي يتعلق بالجانب الذي يطلب من العبد فيه معرفة واثبات بمعرفة واثبات ربوبية الله وانه الملك لا شريك له واثبات اسمائه الحسنى وصفاته العليا جل وعلا والنوع الثاني توحيد عملي توحيد عملي وهو ما يطلب فيه من العبد مباشرة اعمال وعبادات يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى قلبية وقولية وفعلية فالتوحيد نوعان توحيد علمي وتوحيد عملي يقال للاول منهما توحيد المعرفة والاثبات ويقال للثاني توحيد الطلب والقصد ويأتي في مواضع عديدة مشروعية قراءة سورتي الاخلاص. قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد وكل منهما كل من السورتين اخلصت لبيان نوع من نوعه التوحيد فقل يا ايها الكافرون اخلصت للتوحيد العلمي للتوحيد العملي وقل هو الله احد اخلصت للتوحيد العملي ولهذا يشرع للمسلم في مواضع ان يجمع بين هاتين السورتين ان يجمع بين هاتين السورتين ومما ثبت فيه ذلك نافلتي نافلة الفجر القبلية التي قبل الفجر ونافلة المغرب التي بعد المغرب وفي الشفع والوتر في ركعتي الطواف وفي اذكار طرفي النهار اه او في او في الذكر عند النوم او في الذكر عند النوم فهذه مواضع يشرع فيها قراءة السورتين قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد جمعا بين نوعي التوحيد. التوحيد العلمي والتوحيد العملي قال فالاول هو حقيقة ذات الرب التوحيد العلمي الذي هو المعرفة والاثبات هو حقيقة ذات الرب تعالى واسمائه وصفاته وافعاله وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده واثبات عموم قضائه وقدره وحكمه فهذا توحيد علمي توحيد العلم يعني المطلوب من العبد فيه علم ومعرفة واثبات قال وقد افصح القرآن عن هذا النوع جد الافصاح اي بين في القرآن تمام البيان ووضح تمام الايضاح كما في اول سورة الحديد كما في اول سورة الحديد سورة الحديد صدرت بذكر هذا التوحيد ذكر فيه آآ جملة من اسماء الله وجملة من صفاته وربوبويته سبحانه وتعالى قال جل شأنه سبح لله ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلجأ في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير ملك السماوات والارض والى الله ترجع الامور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور هذا كله في ذكر هذا التوحيد العلمي. توحيد المعرفة والاثبات فذكر فيه من اسماء الله عدد وذكر ايضا من صفات الله وذكر فيه ربوبية الله وملكه سبحانه وتعالى وقدرته جل شأنه على كل شيء واستوائه جل وعلا على العرش وعلمه المحيط بكل شيء يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه واطلاعه اي بعلمه واطلاعه والله ما تعملون بصير في السياق كله في اثبات هذا النوع الذي المطلوب فيه من العبد معرفة واثبات عندما نقرأ هذه الايات في اول سورة الحديد المطلوب منا ان نعرف هذه الامور وان نثبتها لله وان نعلمها وان نؤمن بها وان نقر فهو توحيد علمي توحيد معرفة واثبات قال وسورة طه اي اول سورة طه اه اوائل سورة طه تنزيلا ممن خلق السماوات تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى الرحمن على العرش استوى لهما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وان تجهر وان تجهر بصلاة انعم الى اخر الايات فهذا كله المطلوب فيه معرفة واثبات وقول الله لا اله الا هو هذا التوحيد العملي فجمع في هذا السياق بينهما العلم والعملي وكذلك هم اخر سورة الحشر ثلاث الايات التي ختمت بها سورة الحشر ايضا جمع بها جمع فيها بين النوعين هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم فذكر هنا عددا من اسماء الله تبارك وتعالى المتضمنة لثبوت صفات الكمال ونعوت الجلال لله عز وجل والمطلوب معرفة واثبات وعلم بهذه الاسماء وهذه الصفات واول سورة تنزيل السجدة اول سورة تنزيل السجدة الف لام ميم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون آآ الذي يريده المصنف بدءا من قوله الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون. يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ في من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون هذا كله في ذكر فهذه الاسماء الحسنى والصفات العظيمة والافعال العظيمة لله تبارك وتعالى والمطلوب من العبد ان يؤمن بها وان يقر وان يثبتها لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه كذلكم اول سورة ال عمران اول سورة ال عمران قول الله تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم آآ كالارحام كيف يشاء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء فهذا ذكر لهذه المعاني التي المطلوب من العبد ان يؤمن بها وان يثبتها وان يعدها صفات لله سبحانه وتعالى وان يؤمن بها افعالا له عز وجل لائقة بجلاله وكماله وعظمته قال وسورة الاخلاص بكاملها اي سورة قل هو الله احد سورة قل هو الله احد فهذه السورة اخلصت لذكر صفة الرحمن وكلنا يعرف قصة ذلك الصحابي رضي الله عنه الذي كان يقرأ بهذه السورة في كل ركعة فلما سئل قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن هكذا قال والحديث في الصحيح قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن فهي سورة اخلصت لذكر صفة الرحمن بحيث لو قال قائل من هو الله فتلوت عليه هذه السورة هذا الجواب قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فهي سورة اخلصت لبيان صفة الله تبارك وتعالى قال وسورة الاخلاص بكاملها وغير ذلك. يعني غير ذلك مواضع عديدة في القرآن ذكر فيها هذا النوع من التوحيد الذي هو التوحيد اه العلم او توحيد المعرفة والاثبات قال النوع الثاني مثل ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون مثل ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون وهذه سورة اخلصت لبيان التوحيد العملي الذي هو العبادة والتقرب الى الله وافراده سبحانه وتعالى بها والبراءة من الشرك وكان بعض السلف يسميها المقشقشة لان من قرأها وعرف معناها وامن بها وعمل بما دلت عليه برئ من الشرك برئ من الشرك ومن قرأها عند نومه كما جاء في حديث ثروة من قرأها عند نومه وجعلها خاتمة ما يقرأ ومات من ليلته مات على الفطرة والبراءة من الشرك فيسور اخلصت لبيان التوحيد العملي الذي هو توحيد الطلب والقصد بان يخلص العبد عبادته لله سبحانه وتعالى وان يخلص الدين لله وان يفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة والا يجعل مع الله شريكا قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين فيا سورة اخلصت لبيان التوحيد العملي لبيان التوحيد العملي وكذلكم قوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله الا نعبد الا الله. هذا هو التوحيد العملي ان يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والا يجعل معه شريك في شيء منها وكذلكم اول سورة تنزيل الكتاب واخرها اول سورة تنزيل المراد بها سورة الزمر المراد بسورة تنزيل سورة الزمر فقد صدرت بهذا التوحيد التوحيد العملي في قوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فبدأت بهذا التوحيد وصدرت به وكذلكم اخرها وكذلكم اخرها في تقرير هذا التوحيد بل الله قال تعالى ولقد اوحي اليك قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. وما قدروا الله حق قدره والارض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون فذكر هذا التوحيد العملي في اول سورة تنزيل الزمر وايضا ذكر في خاتمتها قال واول سورة يونس ووسطها واخرها في اول السورة باول السورة قال الله تعالى بعد ان ذكر ربوبيته واستواءه جل وعلى على العرش سواء يليق بجلاله وكماله قال ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون؟ هذا في وسط السورة في اول السورة. هذا في اولها وفي اثناء السورة جاء مواضع في ذكر هذا التوحيد منها قوله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وجاء في اخر هذه السورة ايضا تقرير هذا التوحيد في قوله جل شأنه قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تدعون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم والايات بعدها فهذا في خاتمة هذه السورة وهو في تقرير هذا التوحيد التوحيد آآ العملي وكذلكم اول سورة الاعراف واخرها في اولها قال الله سبحانه وتعالى قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون وفي خاتمتها قال ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم والايات بعدها فهذا كله في تقرير هذا التوحيد التوحيد آآ العملي وجملة سورة الانعام في مواضع كثيرة من هذه آآ السورة وغالب سور القرآن وغالب سور القرآن قال بل كل سورة قال رحمه الله قال ابن القيم رحمه الله بل كل سورة في القرآن فهي متظمنة لنوعي التوحيد بل كل سورة في القرآن فهي متظمنة لنوعي التوحيد بل نقول قولا كليا ان كل اية في القرآن ان كل اية في القرآن فهي متظمنة للتوحيد شاهدة به داعية اليه ثم بين ذلكم رحمه الله بقوله فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله هذا ماذا يكون قال فهو التوحيد العلمي الخبري فهو التوحيد العلمي الخبري وسماه قبل قليل توحيد المعرفة والاثبات. وسماه هنا التوحيد العلمي والخبري واما دعوة الى عبادته واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي او ايظا ان شئت قل التوحيد العملي واما امر ونهي واما امر ونهي والزام بطاعته في نهيه وامره فهي حقوق التوحيد ومكملاته. هذه الاوامر كلها حقوق التوحيد ومكملات التوحيد واما خبر عن كرامة الله لاهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة فهو جزاء التوحيد. وثوابه وما اعده الله لاهله في الدنيا والاخرة واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبة من العذاب فهو خبر عن عن من خرج عن حكم التوحيد عن من خرج عن حكم التوحيد وبهذا التقرير البين والكلام الواضح يتبين ان القرآن كله توحيد وان كل سورة بل كل اية في القرآن فهي في تقرير التوحيد حسب تفصيل والبيان الذي ذكره الامام ابن القيم رحمه الله تعالى خالف القرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزاءه هذا تلخيص لما سبق تلخيص للتفصيل السابق قال فالقرآن كله في التوحيد وفي حقوق التوحيد اي الاوامر والنواهي وفيه جزاء اه التوحيد اه اي الثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهله وفي شأن الشرك واهله وجزائهم وهم المناقضون للتوحيد ثم مثل لبيان ان القرآن كله مثل رحمه الله لبيان ان القرآن كله في التوحيد وان كل سورة في التوحيد وان كل اية في التوحيد بسورة الفاتحة ام القرآن كمثال كمثال يتضح به او من خلاله ومن خلال التقرير الذي ذكر فيه ان القرآن جميع اياته في التوحيد قال فالحمد لله توحيد رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد ما لك يوم الدين توحيد اياك نعبد توحيد واياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متظمن لسؤال الهداية الى طريق اهل التوحيد لان الصراط المستقيم هو طريق اهل التوحيد الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد الذين فارقوا التوحيد. فهذا الكلام العظيم والتقرير المتين وقد اورده ابن القيم رحمه الله في اواخر كتابه مدارج السالكين بين فيه ان القرآن كله من اول سورة فيه الى اه خاتمة سورة فيه كله في تقرير التوحيد وبيانه وذكر شواهده ودلائله وحقوقه ومتمماته وثواب من حققه وعقوبة من خالفه وتركه وقال العلامة ابن القيم وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في كتاب له مطبوع بعنوان ارشاد الثقات الى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات هذه الاصول الجوامع الثلاثة الالهيات او التوحيد والمعاد والنبوات. التوحيد والمعاد والنبوات هذه اتفقت عليها جميع الشرائع واتفقت عليها جميع الكتب المنزلة فما من رسول ارسله الله وما من كتاب انزله الله الا وفيه الدعوة الى هذه الاصول الثلاثة. التوحيد والمعاد والنبوات والشوكاني رحمه الله تعالى في هذا الكتاب قصد الى بيان اتفاق الكتب المنزلة والشرائع على هذه الاصول الثلاثة التوحيد والمعاد والنبوات واخذ يسوق من الشواهد والدلائل والبراهين ما يدل لذلك ويشهد له وفي اثناء ذلكم قال رحمه الله واعلم ان ايراد الايات القرآنية على اثبات كل مقصد من هذه المقاصد اي الثلاثة واثبات اتفاق الشرائع عليها لا يحتاج اليه من يقرأ القرآن العظيم لا يحتاج اليه الى من يقرأ القرآن العظيم لانها ليست مواضع معدودة تحتاج الى بحث وان يوقف عليها الانسان في اماكنها في القرآن قال لا يحتاج اليه من يقرأ القرآن العظيم. لماذا؟ قال فانه اذا اخذ المصحف الكريم وقف على ذلك في اي موضع شاء وقف على ذلك في اي موضع شاء ومن اي مكان احب وفي اي محل منه اراد ووجده مشحونا به من فاتحته الى خاتمته نعم قال حفظه الله تعالى تقسيم التوحيد حقيقة شرعية معلومة معلومة بالاستقراء قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى وقد دل استقراء القرآن العظيم على ان توحيد الله ينقسم الى ثلاثة اقسام توحيده في ربوبيته وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء. قال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وقال قل من يرزقكم من السماء والارض؟ امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ وانكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله قال فرعون وما رب العالمين جاهل من عارف انه عبد مربوب بدليل قوله تعالى قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر الاية وقوله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. وهذا النوع من التوحيد لا ينفع الا باخلاص العبادة لله كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. والايات الدالة على ذلك كثيرة جدا الثاني توحيده جل وعلا في عبادته وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى لا اله الا الله وهي متركبة من نفي واثبات فمعنى النفي منها خلع جميع انواع المعبودات غير غير الله كائنة ما كانت في جميع انواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الاثبات منها افراد الله جل وعلا وحده جميع انواع العبادات باخلاص على الوجه الذي شرعه على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام. واكثر ايات القرآن في هذا النوع من التوحيد وهو الذي فيه المعارك بين الرسل واممهم. اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. ومن الايات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك الاية. وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة من الايات نعد ومن الايات؟ ومن الايات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى فاعلم فاعلم انه لا اله الا الله استغفر لذنبك ساقطة عندكم تضاف فاعلم انه نعم وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقوله قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون؟ فقد امر في هذه الاية الكريمة ان يقول انما اوحي اليه محصور في هذا نوع من التوحيد لشمول كلمة لا اله الا الله لجميع ما جاء في الكتب. لانها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده. فيشمل يشمل ذلك جميع العقائد والاوامر والنواهي. وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب. والايات في هذا النوع من التوحيد كثيرة النوع الثالث توحيده جل وعلا في اسمائه وصفاته وهذا النوع من التوحيد ينبني على اصلين الاول تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم كما قال تعالى ليس كمثله شيء. والثاني الايمان بما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله كما قال بعد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. مع قطع الطمع عن ادراكك كيفية الاتصاف. قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. وقد قدمنا هذا المبحث مستوفا موظحا ايات القرآنية في سورة الاعراف. نعم اه هذا العنوان عقد لبيان ان تقسيم التوحيد الى توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات حقيقة شرعية معلومة بالاستقراء والتتبع لادلة الكتاب والسنة وليس امرا اصطلاحيا ليس امرا اصطلاحيا اه انشأه بعض العلماء او اصطلح عليه بعض اهل العلم وانما هو حقيقة شرعية اخذت بالاستقراء التام لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والاستقراء التام حجة الاستقراء التام حجة هذا في امور كثيرة تعلم بالاستقراء ولا تكون محل جدال ولا نقاش الان مثلا من الامور التي عرفت بالاستقراء والتتبع للغة العرب ان الكلام اسم وفعل وحرف ان الكلام ينقسم الى ثلاثة اقسام اسم وفعل وحرف العرب الاول العرب الاول لم يفوه بذلك ما قالوا الكلام ينقسم الى كذا وكذا لكن لما آآ كتب كتبت قواعد النحو وقواعد اللغة وهي اخذت بالتتبع آآ اللغة فوضعت قواعد وضوابط تعلم به اه اللغة ويصان بها اللسان فمن خلال اه التتبع تبين ذلك بالاستقراء فهل هناك مجال ان يأتي ات ويقول لا اللغة قسمين او يقول خمسة او ستة هذه حقيقة حلمت بالاستقراء والاستقراء التام حجة الاستقراء التام حجة باستقراء اهل العلم وتتبعهم لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام تبين ان التوحيد ثلاث اقسام توحيد ثلاث اقسام وان الايمان بوحدانية الله له اركان ثلاثة ووحدانية في الربوبية وحدانية في الاسماء والصفات ووحدانية في الالوهية ولكل قسم من هذه الاقسام دواء دلائله وشواهده من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفي ذلكم يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله وقد دل استقراء القرآن العظيم وقد دل استقراء القرآن العظيم على ان توحيد الله ينقسم الى ثلاث اقسام فاذا هذا التقسيم الثلاثي التوحيد وان التوحيد ثلاث اقسام هو امر اخذ بالاستقراء التام كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم قال وقد دل استقراء القرآن العظيم على ان توحيد الله ينقسم الى ثلاثة اقسام ثم ذكر كل نوع مع بعض ادلته قال الاول توحيده في ربوبيته وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء. جبلت عليه فطر العقلاء قال الله تعالى ولئن سألتهم اي الكفار المشركين من خلقهم ليقولن الله وقال قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون قال وانكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله وما رب العالمين وما رب العالمين على وجه الانكار هذا الانكار يقول الشيخ رحمه الله تجاهل من عارف هذا الانكار تجاهل من عارف ليس تجاهل من عدم عارف بهذه الحقيقة بل هو على علم فرعون عندما قال وما رب العالمين كان في قرارة نفسه يعلم ان رب العالمين هو الله عندما قال هذه الكلمة وما رب العالمين كان يعلم ان رب العالمين هو الله ما دليلنا على ذلك انه كان يعلم قال الشيخ الدليل انه كان عارفا عالما بذلك قول الله تعالى قال اي موسى لفرعون لقد علمت اي يا فرعون ما انزل هؤلاء الا رب السماوات هكذا قال موسى لفرعون قال له لقد علمت اي انت تعلم ان المنزل لهذه الايات رب السماوات هكذا قال له موسى لقد علمت اي عندك علم لست جاهلا بان الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين عندما قلت وما رب العالمين لست جاهلا لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات اذا ما نوع هذا الانكار ما نوع هذا الانكار قال الله سبحانه وتعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. هذا هذا هو هذا الانكار على وجه الظلم والعلو والتكبر والتعالي وجحدوا بها واستيقنت انفسهم. يعني انفسهم كانت على علم ويقين بهذه الحقيقة علم وعلى علم ويقين بهذه الحقيقة. اذا هذا النوع من التوحيد. توحيد الربوبية جبلت عليه الفطر حتى فرعون الذي كان يقول وما رب العالمين في قرارة نفسه كان يعلم ان رب العالمين هو الله كان يعلم ان رب العالمين هو الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله وهذا وهذا النوع من التوحيد لا ينفع الا باخلاص العبادة لله وقد مر معنا عنوان سابق فيه ان توحيد الربوبية وحده لا يكفي ولا ينجي لا يكفي ولا ينجي. فهنا يقول الشيخ وهذا النوع من التوحيد لا ينفع الا باخلاص العبادة لله الا باخلاص العبادة لله قال الله تعالى كما قال الله تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وقد مر معنا آآ ذكر هذه الاية هو ذكر اه بعظ النقولات عن السلف ابن عباس وغيره آآ في معنى هذه الاية قال والايات الدالة على ذلك كثيرة جدا النوع الثاني من انواع التوحيد قال توحيده جل وعلا في عبادته توحيده جل وعلا في عبادته قال وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى لا اله الا الله هو تحقيق معنى لا اله الا الله فتوحيد العبادة هو مدلول لا اله الا الله تحقيق مدلول لا اله الا الله تحقيق مدلول لا اله الا الله. ولقد كان الكفار المشركون الذين بعث فيه من النبي صلى الله عليه وسلم يعلمون ان معنى لا اله الا الله هو افراد الله بالعبادة ولهذا لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا اي جعل المعبودات معبودا واحدا ان هذا لشيء عجاب ان هذا لشيء عجاب. وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد فعرف القوم ان لا اله الا الله مدلولها افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهذا هو توحيد الالهية توحيد الالهية هو افراد الله بالعبادة وهو مدلول لا اله الا الله قال رحمه الله مبينا مدلول لا اله الا الله بكلام عظيم متين قال وهي متركبة من نفي واثبات اي قائمة على ركنين وهما النفي والاثبات ولا توحيد الا بهما من جاء بالاثبات وحده لا يكون موحدا ومن جاء بالنفي وحده لا يكون موحدا التوحيد الذي هو مدلول لا اله الا الله نفي واثبات. ولا يكون التوحيد الا بهما بالنفي والاثبات معا خالف معنى النفي فمعنى النفي منها اي من لا اله الا الله خلع جميع انواع المعبودات خلع جميع انواع المعبودات غير الله كائنا ما كانت في جميع انواع العبادات كائنة ما كانت. كلام عظيم جدا خلع جميع انواع المعبودات غير الله كائنة ما كان جميع ما يعبد كلها تخلع بلا اله الا الله تخلع المعبودات وتكون باطلة وتكون ضلال ولا تعبد ولا يصرف لها شيء من العبادة ويكفر بها فلا اله الا الله فيها خلع جميع انواع المعبودات جميع انواع المعبودات غير الله كائنا من كانت. كائنا ما كانت. يعني الملائكة الانبياء الاحجار الاشجار كائنا ما كانت العبادة حق لله سبحانه وتعالى. فلا اله الا الله فيها خلع جميع انواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع انواع العبادات من صلاة من صيام من ركوع من سجود من دعاء من نذر من ذبح الى غير ذلك كائنة ما كانت ومعنى الاثبات منها اي من لا اله الا الله افراد الله جل وعلى وحده بجميع انواع العبادة باخلاص الا الله اي افراد الله سبحانه وتعالى بجميع انواع العبادات باخلاص على الوجه الذي شرعه على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام منبها بذلك الى اه شرطي قبول عبادة الاخلاص المعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم واكثر ايات القرآن في هذا النوع من التوحيد اي توحيد العبادة اكثر ايات القرآن في هذا النوع من التوحيد الذي هو توحيد العبادة قال وهو الذي فيه المعارك بين الرسل واممهم هو الذي فيه المعارك بين الرسل واممهم واقرأ ذلك واضحا فيما ذكره الله عنهم اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب اي امر في غاية العجب جعل الالهة الها واحد اي جعل المعبودات معبودا واحدا هم الفوا واعتادوا على انواع كثيرة من المعبودات لما دخل النبي عليه الصلاة والسلام مكة كان في البيت وحوله اكثر من ثلاث مئة وستين صنم اعتادوا على معبودات كثيرة جدا ولا اله الا الله تعني ابطال كل المعبودات كل المعبودات كائنة ما كانت الا الله سبحانه وتعالى انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني قال ومن الايات الدالة على هذا النوع من التوحيد اي توحيد الالهية توحيد العبادة قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فاعلم انه لا اله الا الله ولا لا اله الا الله مدلولها كما مر هو توحيد العبادة هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لان لا نافية للجنس اله اسمها خبرها محذوف تقديره حق تقديره حق فالمعنى لا اله الا لا اله الا الله اي لا معبود لان الاله معناه المعبود لا معبود حق الا الله لا معبود حق الا الله والدليل على ان المقدر حق ايات كثيرة في القرآن ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير له دعوة الحق والايات في هذا المعنى كثيرة وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون من دون الرحمن الهة يعبدون وهذه الايات الثلاث كلها تدل على ان هذا النوع من التوحيد هو المقصود ببعثة الرسل هو المقصود ببعثة الرسل فالله سبحانه وتعالى انما بعث المرسلين للدعوة الى افراده جل وعلا بالعبادة وقوله قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون وهذا ايضا فيه ان مقصود الوحي هو هذا التوحيد ان مقصود الوحي هو هذا التوحيد ان يفرد سبحانه وتعالى بالعبادة قال رحمه الله مبينا معنى الاية فقد امر في هذه الاية الكريمة آآ او فقد امر في هذه الاية الكريمة ان يقول صلوات الله وسلامه عليه انما اوحي اليه محصور في هذا النوع من التوحيد لان انما من ادوات الحصر قل انما يوحى الي ماذا؟ انما الهكم اله واحد فالله سبحانه وتعالى امره ان يقول ان ما اوحي اليه محصور في هذا النوع من التوحيد لماذا لشمول كلمة لا اله الا الله لجميع ما جاء في الكتب لشمول كلمة التوحيد لا اله الا الله لجميع ما جاء في الكتب لانها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده فيشمل ذلك جميع العقائد والاوامر والنواهي وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب. والايات في هذا النوع من التوحيد كثيرة واشرت انفا ان هذه الاية الكريمة التي ذكرها رحمه الله تعالى تصلح شاهدا للعنوان السابق القرآن كله مقرر لهذا التوحيد والنوع الثالث من انواع التوحيد توحيد الاسماء والصفات وهذا النوع من التوحيد يبنى على اصلين يبنى على اصلين بينهما بقوله الاول تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم كما قال الله تعالى ليس كمثله شيء وكما قال ولم يكن له كفوا احد وكما قال هل تعلم له سمي الاستعفان بمعنى النفي اي لا سمي له وكما قال فلا تضربوا لله الامثال وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والثاني الايمان بما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله الوجه اللائق بجلاله وكماله كما قال بعد قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قوله وهو السميع البصير قالها الله عقب قوله ليس كمثله شيء فدل ذلكم على ان اثبات السمع والبصر لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى لا تمثيل فيه ولا تشبيه لا تمثيل ولا فيه ولا تشبيه. التشبيه ان يقول القائل والعياذ بالله سمع الله كسمعنا وبصر الله كبصرنا. وهذا تشبيه وهو كفر بالله ناقل من ملة الاسلام كفر اكبر ناقل من ملة الاسلام الذي يشبه الله او يشبه شيء من صفات الله سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين هذا كفر اكبر ناقل من الملة واثبات اسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى هذا ليس فيه تشبيه لان الله اثبت لنفسه السمع والبصر عقب ماذا عقب نفي المثلية فدل ذلكم على ان اثبات الصفات لله على الوجه اللائق فيه الوجه اللائق به سبحانه وتعالى لا تشبيه فيه ولا تمثيل قال مع قطع الطمع عن ادراك كيفية الاتصاف. هذا ايضا ضابط مهم في باب الاسماء والصفات ان يقطع المسلم الطمع عن ادراك الصفات منبها ان هذا التوحيد ينبني على اصول ثلاثة اه تنزيه الله عن المشابهة واثبات الصفات على الوجه اللائق بجلال الله والامر الثالث قطع الطمع قطع الطمع عن ادراك كيفية الاتصاف اه كيفية الاختصاص اي كيفية اتصاف الله سبحانه وتعالى بتلك الصفات ولهذا لما جاء رجل الى الامام مالك رحمه الله وقال الرحمن على العرش استوى كيف استوى غضب مالك رحمه الله حتى علاه الرحظاء اي تصبب عرقا حتى تصبب عرقا والعرق يتصبب منا عندما يؤخذ منا شيء يتعلق بدنيانا فتصبب رحمه الله تعالى عرقا عندما انتهكت حرمات الله وعندما قال هذا القائل في الله سبحانه وتعالى هذا القول العظيم كيف استوى كيف استوى فقال رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة خرجت كلمته رحمه الله قاعدة جامعة في الباب قاعدة جامعة في الباب فاسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته معلومة اي معانيها معلومة وكيفياتها مجهولة والايمان بها واجب والسؤال عن كيفياتها بدعة السؤال عن كيفياتها بدعة فالواجب قطع الطمع يعني لا يجعل المسلم في قلبه طمع لا يجعل في قلبه طمع في ادراك الكيف لان مهما قدر الانسان في نفسه وفي عقله وفي فكره من الصفات انها هي صفة الكمال اللائقة بالله فالله سبحانه وتعالى اعظم واجل ولهذا مما يعينك على قطع الطمع ان تقول دائما الله اكبر مما يعينك على قطع الطمع ان تقول الله اكبر واذا آآ مثلا ابتلي الانسان بشيء من التكييف وحاول ذهنه ان يقدر شيئا يعده هو الكيفية لصفات الله فليقل الله اكبر فالله اكبر سبحانه وتعالى من كل شيء جل شأنه واكبر من كل كمال يخطر في بالك مهما تقدر من كمال وجلال وعظمة فالله اكبر من ذلك سبحانه وتعالى فالله جل وعلا اكبر من ذلك مهما قدرت مهما بلغ ذهنك واجتهدت قريحتك واستجمعت فكرك لتصل الى كمال تظن او تتوهم انه هو صفة الله فالله اكبر منه سبحانه وتعالى الله اكبر جل شأنه من ان تبلغ كنها صفاته وحقيقة نعوته عقول الواصفين وافكار الناس اجمعين الله اكبر سبحانه وتعالى وهذا من المعاني العظيمة التي ينبغي ان نفقهها من هذه الكلمة التي اكرمنا الله سبحانه وتعالى بتكرارها وتردادها مرات كثيرة. ولا سيما في صلواتنا المكتوبة الله اكبر سبحانه وتعالى قال مع قطع الطمع عن ادراك كيفية الاتصاف مع قطع الطمع عن ادراك كيفية الاتصاف قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ولا يحيطون به علما. وهذا ايضا مما يعين على قطع الطمع الله يقول ولا يحيطون به علما ولا يحيطون به علما ويقول لا تدركه الابصار وقد قدمنا هذا المبحث مستوفى موضحا بالايات القرآنية في سورة الاعراف. نعم قال حفظه الله تعالى قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار الكلام لا يزال موصولا للامام الشنقيطي والله تعالى نعم ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته. ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير فاذا اقروا بربوبيته احتج بها عليهم على انه هو المستحق لان يعبد وحده. ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره مع اعترافهم بانه هو الرب وحده بان من اعترف بانه الرب وحده لزمه الاعتراف بانه هو المستحق لان يعبد وحده ومن امثلة ذلك قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار الى قوله فسيقولون الله فلما اقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به شركهم به غيره بقوله فقل افلا تتقون ومنها قوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله فلما اعترفوا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل افلا تذكرون؟ ثم قال قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله فلما اقروا وبخهم منكرا عليهم بقوله قل افلا تتقون. ثم قال قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله فلما اقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل فانى تسحرون. ومنها قوله تعالى قل من رب السماوات والارض قل قل الله فلما صح الاعتراف وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ومنها قوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فلما صح اعترافهم وبخهم كن منكرا عليهم شركهم بقوله فانى يؤفكون وقوله تعالى ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله فلما صح اقرارهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعقلون وقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فلما صح اعترافهم وبخهم الله منكرا عليهم بقوله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. وقوله تعالى االله خير ام ما يشركون؟ امن خلق السماوات والارض وانزل لكم قم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها ولا شك ان الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره غيره هو ان القادر على خلق السماوات والارض وما ذكر معها خير من جماد نعم. هو ان القادر على خلق السماوات والارض نعم يا شيخ؟ على خلقنا. هو ان القادر على خلق السماوات والارض وما ذكر معها خير من جماد لا يقدر على شيء فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون. ثم قال تعالى امن جعل الارض وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا. ولا شك ان الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون؟ ثم قال جل وعلا امن المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. ولا شك ان الجواب كما قبله فلما تعين اقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله اإله مع الله قليلا ما تذكرون. ثم قال تعالى امن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته ولا شك ان الجواب كما قبله. فلما تعين اقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله تعالى الله عما يشركون. ثم قال جل وعلا امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض ولا لا شك ان الجواب كما قبله فلما تعين الاعتراف وبخهم منكرا عليهم بقوله االه مع الله؟ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وقوله الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء ولا شك ان الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو هو لا لا اي ليس من شركائنا من يقدر على ان يفعل شيئا من ذلك المذكور من الخلق والرزق والاماتة والاحياء فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله سبحانه وتعالى عما يشركون والايات بنحو هذا كثيرة جدا ولاجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع ان كل الاسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير يراد منها انهم اذا اقروا رتب الله لهم التوبيخ والانكار على ذلك الاقرار. لان المقر بالربوبية يلزمه الاقرار بالالوهية ضرورة نحو قوله تعالى افي الله شك وقوله قل اغير الله ابغي ربا وان زعم بعض العلماء ان هذا استفهام انكار لان استقراء القرآن دل على ان الاستفهام المتعلق بالربوبيات استفهام تقرير وليس استفهام انكار لانهم لا ينكروا لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الايات الدالة عليه والكلام على اقسام التوحيد ستجده ان شاء الله ان شاء الله في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك. بحسب المناسبات في الايات التي نتكلم على بيانها بايات اخر انتهى كلامه رحمه الله تعالى قال حفظه الله تعالى وقد نقلت كلامه بطوله لاهميته. وقد نبه فيه رحمه الله الى ان اقسام التوحيد الثلاثة مأخوذة بالاستقراء لنصوص في القرآن الكريم وبهذا يعلم ان هذا التقسيم من الحقائق الشرعية المستمدة من كتاب الله تعالى وليس امرا اصطلاحيا انشأه بعض العلماء نعم لما بين الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى اه انواع التوحيد الثلاثة وذكر الادلة لكل نوع شرع في بيان التلازم بين توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد الارادة والطلب فبين رحمه الله انه يكثر في القرآن الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبية الله ومر معنا قريبا ذكر الشيخ رحمه الله لجملة من الايات فيها دلالة واضحة على ان القوم كانوا يقرون بربوبية الله ولا سألتهم ولئن سألتهم في مواضع عديدة وسيأتي ايضا فيها اقرار القوم بربوبية الله سبحانه وتعالى فمن طريقة القرآن من طريقة القرآن في دعوة المشركين الى توحيد الله وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة وهي طريقة تكثر او يكثر ورودها في القرآن الكريم هي الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبية الله جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته فيذكر لهم الربوبية تذكر لهم ربوبية الله من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ الجواب الذي يجيب به هؤلاء ولا جواب لهم غيره هو انه الله يعترفون بذلك ويقرون ذكر لهم ذلك في سياق ماذا؟ دعوتهم الى عبادة الله في سياق دعوتهم الى عبادة الله وافراده وحده بالعبادة كأنه يقال لهم كما تؤمنون بتفرده وحده بالخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير فافرده وحده بالعبادة يلزمكم باقراركم انه وحده الرب لا شريك له ان تفردوه بالعبادة لا ند له كما في قوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فلا تجعلوا لله اندادا اي شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله سبحانه وتعالى وبسط رحمه الله القول في ذلك بذكر شواهد كثيرة جدا من القرآن يجلي فيها هذا الامر ويبين فيها هذه الحقيقة قال ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير باستفهام التقرير يعني الايات الكثيرة التي مرت وستأتي من خلق كذا من خلق كذا ما نوع الاستفهام استفهام تقرير استفهام تقرير يراد به اي كما انكم تقرون بذلك وتؤمنون به ولا تجحدونه ولا تنكرونه اذا فاخلصوا العبادة لله وافردوه وحده سبحانه وتعالى بالعبادة. قال فاذا اقروا بروبيته اذا قروا بربيته وهو الذي لا جواب لهم غيره الاقرار بروبية الله عندئذ يحتج بذلك عليهم ويقال اذا افردوه بالعبادة افردوه بالعبادة فاذا اقروا بربوبيته احتج بها عليهم على انه المستحق لان يعبد وحده لان المشركين في زمنه اذا سئلوا من خلق السماوات من خلق الارض من خلق الجبال من خلق الانهار من انزل الماء من من لا يكون الاصنام ولا يقولون اللات ولا العزة ولا غيره يقولون الله هكذا يقولون والايات كثيرة جدا تدل على ذلك فهذا استفهام استفهام تقرير ليستدل من خلال اقرارهم بذلك على اه وجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة قال فاذا اقروا بربوبيته احتج بها عليهم على انه هو المستحق لان يعبد وحده ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره مع اعترافهم بانه هو الرب وحده بانه هو الرب وحده. هذا ايضا اه في انكار على القوم انكار كيف تقرون بانه وحده رب العالمين لا شريك له ثم تجعلون معه شركاء لا تملكي لنفسها نفعا ولا ظرا ولا عطاء ولا منعا فضلا عن ان تملك شيئا من ذلك لغيرها قال لان من اعترف بانه الرب وحده لزمه الاعتراف بانه المستحق لان يعبد وحده واخذ رحمه الله يسوق شواهد كثيرة جدا على هذا الامر قال ومن امثلة ذلك قوله تعالى قل اي ايها النبي للمشركين من يرزقكم من السماء والارض من يرزقكم من السماء والارض من السماء المطر الذي ينزل والارض النبات الذي يخرج وانواع الرزق انواع الرزق من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار من الذي بيده؟ ملك السمع والابصار آآ الى قوله فسيقولون الله فسيقولون الله ماذا يقال لهم وهم لا جواب لهم الا هذا القوم يقرون بذلك فلما اقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره بقوله فقل افلا تتقون يعني تعلمون انه لا يرزق الا الله ولا يملك السمع والابصار الا الله وهو وحده سبحانه وتعالى الذي بيده الحياة والموت والتدبير تدبير الامر تقرون بذلك ما تتقون الله تعبدون معه غيره افلا تتقون افلا تتقون الله لم تتخذون الانداد والشركاء وانتم تقرون انه لا رب لكم الا الله فاذا المقام مقام تقرير لهؤلاء الاستدلال بما اقروا به من ربوبية الله على وجوب افراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة ومنها اي الامثلة على ذلك قوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله فلما اعترفوا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل افلا تذكرون افلا تذكرون ما دمتم تعلمون ان آآ الارظ ومن فيها لله وحده لا شريك له لم لا تفردونه وحده بالعبادة وتخلصون له الدين ثم قال قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله انتبه فيه في السياق اقرار المشركين بان الله لهما له له ملك السماوات والارض وما فيها وانه سبحانه وتعالى رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ايضا فيهم في اقرارهم بالعرش وربوبية الله سبحانه وتعالى للعرش سيقولون لله ما هو اي السماوات السبع والعرش العظيم لله يقرون بذلك فلما اقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل افلا تتقون قل افلا تتقون الله اي بالبعد عن الشرك واتخاذ الانداد ثم قال قل من بيده ملكوت كل شيء وهذا التعميم بعد تخصيص بعد ان ذكر ملك السماوات وملك الارض وملك العرش قال قل من بيده ملكوت كل شيء هذا تعميم بعد تخصيص من بيده ملكوت كل شيء ملكوت كل شيء ملكوت هذي مبالغة من الملك على وزن فعلوت ومثله قوله عليه الصلاة والسلام في ركوعه وسجوده سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة قل من بيده ملكوت كل شيء ملكوت كل شيء اي ملك كل شيء وهو يجير اي من التجأ اليه واحتمى بحماه وطلب مده ونصره وعونه يجير سبحانه وتعالى ان ينصر من التجأ اليه سبحانه وتعالى ولا يجار عليه ولا يجار عليه اي اه ان كتب الله سبحانه وتعالى امرا على احد لا راد له ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله. كل ذلك يقولون لله فلما اقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله قل فانى تسحرون اي اين تذهبون وتذهب عقولكم مثل حال المسحور المنصرف عن الحقائق البينات والواظحات فان تسحرون فاذا تجد السياق كله في هذه الايات ولها نظائر كثيرة في في في كتاب الله سبحانه وتعالى كلها اه ذكر فيها آآ ايمان هؤلاء بالربوبية من اجل الزامهم آآ الزامهم من خلال هذا الاقرار او هذا الامر الذي يقرون به ان يفردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة وان يخلصوا دين له. وذكر رحمه الله تعالى على ذلكم امثلة اه كثيرة رحمه الله وآآ ختم ذلكم بذكر قاعدة آآ في الباب وهي ان كل الاستفهامات ان كل الاستفهامات المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير استفهامات تقرير ماذا يراد بها قال يراد منها انهم اذا اقروا رتب لهم التوبيخ والانكار على ذلك الاقرار اي كيف تقرون بانه وحده رب العالمين لا شريك له ثم تجعلون له تجعلون معه الانداد والشركاء قال لان المقر بالربوبية يلزمه الاقرار بالالوهية ظرورة ولهذا العلماء قالوا في التلازم بين نوع التوحيد قالوا توحيد الربوبية يستلزم توحيد توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية وتوحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية. لان من عبد الله لما تكن منه عبادة لله الا بعد ان عرف الله فتوحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد آآ الالوهية لان المقر بروبيته يلزمه الاقرار بالالوهية ظرورة نحو قوله تعالى افي الله شك وقوله قل اغير الله ابغي ربا وان زعم بعض العلماء ان هذا استفهام انكار وان زعم بعض العلماء ان هذا الشفاء منكار وهذا الزعم ليس في محله كما بين لان استقراء القرآن دل على ان الاستفهام بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام انكار استفهام تقرير وليس استفهام انكار لانهم لا ينكرون الربوبية لانهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الايات الدالة عليه ثم ختم رحمه الله الكلام بقوله والكلام على اقسام التوحيد ستجدها ان شاء الله في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك يعني كتابه التفسير بحسب المناسبات في الايات التي نتكلم على بيانها بايات اخرى. او بايات اخرى. انتهى كلامه رحمه الله. وقد نقل هذا الكلام بطوله لاهميته لان الكلام عظيم ومتين للغاية ونبه رحمه الله في صدر هذا الكلام ان هذه الاقسام الثلاثة للتوحيد مأخوذة بالاستقراء والتتبع لنصوص القرآن الكريم. وبهذا يعلم ان هذا التقسيم من الحقائق الشرعية المستمدة ده من كتاب الله تعالى وليست امرا اصطلاحيا انشأه بعض العلماء لان بعض الكتاب المعاصرين قالوا هذه الاقسام اصطلاحية اصطلح عليه بعض العلماء ثم اه يصلون بعد ذلكم من ذلك الى ان يقول هذا الصلاح ولا مشاحة في الاصطلاح. انت اصطلح وانا اصطلح وكل يصطلح فالامر ليس اصطلاحيا الامر حقيقة شرعية اخذت بالتتبع لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. نعم نعم تعالى قال الشيخ علامة بكر ابو زيد رحمه الله تعالى هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف اشار اليه ابن منده وابن جرير الطبري اي وغيرهما وقرره شيخا الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وابن القيم وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في اضواء البيان في اخرين رحم الله الجميع. وهو استقراء تام لنصوص الشرع وهو مضطرد لدى اهل كل فن كما في استقراء النحات كلام العرب الى اسم وفعل وحرف والعرب لم تفه بهذا ولم يعتب على النحات في ذلك عاتب. وهكذا من انواع الاستقراء وما يؤمن بالتوحيد انتهى كلام الشيخ بكر. نعم. انتهى كلامه رحمه الله. وما يؤمن بالتوحيد من لم يؤمن بهذه الاقسام الثلاثة المستمدة من نصوص الشرع اذ التوحيد المطلوب شرعا هو الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ومن لم يأت بهذا جميعه فليس موحدا. عندكم يا زائدة في والوهيته الياء الاخيرة والوهيته واسمائه وصفاته ومن لم يأتي بهذا جميعه فليس موحدا هذا نقل آآ عظيم عن الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى قرر فيه ما قرره آآ الشيخ الشنقيطي انفا وهو ان هذا التقسيم استقرائي ان هذا التقسيم استقرائي لدى متقدم علماء السلف لدى متقدمي علماء السلف واشار الى بعضهم مثل ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما وقرره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وذكر اخرين ممن قرروه وسيأتي معنا نقول عديدة عن جماعة من السلف قبل ابن تيمية رحمه الله بسنوات وقرون قرروا هذه الانواع الثلاثة بالتوحيد التي اخذت بالاستقراء والتتبع لنصوص الوحي فالشاهد من كلام الشيخ رحمه الله تقريره ان هذه ان هذا التقسيم للتوحيد تقسيم استقرائي وليس امرا اصطلاحيا انشأه بعض العلماء ونظر لذلك بتقسيم النوحات الى اه كلام العرب الى اسم وفعل وحرف النحات اخذوا ذلكم بالاستقراء النحات اخذوا ذلكم بالاستقراء والعرب لم تفه بهذا. العرب القدامى لم يقولوا الكلام ثلاثة اقسام العرب لم تفه بذلك يقصد ان العرب القدامى لم لم يقولوا الكلام ثلاث اقسام اسم وفعل وحرف وانما لما كتب علم النحو وقواعد اللغة السقرة اهل العلم آآ كلام العرب فوجدوه ينقسم الى ثلاث اقسام فكتبوا ذلك في كتب القواعد او كتب النحو قال والعرب لم تفه بهذا ولم يعتب على النحات في ذلك عاتب. ما قال احد ان النحات لما قالوا ان ان الكلام ثلاثة اقسام فعل وحرف واسم آآ امر لا لا لا دليل عليه ولا شاهد عليه ومن اين لهم ذلك ما حد عتب عليهم في ذلك لان امر واظح ومأخوذ بالاستقراء والتتبع والامر الذي يؤخذ عن استقراء وتتبع تام فهو حجة معتبرة قال وهكذا من انواع الاستقراء وهكذا من انواع الاستقراء مشيرا ان ما ذكره هو مجرد مثال لذلك انتهى كلامه رحمه الله والذي لا يؤمن اقسام التوحيد الثلاثة حقيقة لم يؤمن بالتوحيد الذي امر الله سبحانه وتعالى عباده به. ودعاهم اليه لان التوحيد الذي خلق الخلق لاجله اوجدوا لتحقيقه يقوم على ثلاثة اركان ايمان بوحدانية الله في ربوبيته وايمان بوحدانية الله في اسماءه وصفاته وايمان بوحدانية الله تبارك وتعالى في الوهيته هذا التوحيد المطلوب والشاهد او الشواهد على كل قسم من هذه الانواع الثلاثة من القرآن والسنة كثيرة جدا. ومر معنا في هذا الكتاب آآ كثير من اه ادلة القرآن وادلة السنة وسيأتي ايضا ذكر ادلة اخرى لاقسام التوحيد الثلاثة فما يؤمن بالتوحيد من لم يؤمن بهذه الاقسام الثلاثة التوحيد المستمدة من نصوص الشرع اذ التوحيد المطلوب شرعا هو الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ومن لم يأتي بهذا جميعه فليس موحدا من لم يأتي بهذا جميعا فليس موحدا لان التوحيد الذي طلب من العباد فعله وخلق اه طلب من العباد تحقيقه وخلقوا لاجله يتكون من هذه الانواع الثلاثة ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما فاعلم به منا ها انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبرحمتك التي وسعت كل شيء وبانك انت الله لا اله الا انت ان تنزل علينا الغيث ولا اجعلنا من القانطين اللهم اسقنا واغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا فاللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ وعلمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين