الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول المؤلف حفظه الله تعالى دلالة كلمة التوحيد على هذا التقسيم بل ان كلمة التوحيد لا اله الا الله التي هي اصل الدين واساسه قد دلت على اقسام التوحيد الثلاثة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وشهادة ان لا اله الا الله فيها الالهيات وهي الاصول الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وهذه الاصول الثلاثة تدور عليها اديان الرسل وما انزل اليهم. وهي الاصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر واما وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على اقسام التوحيد الثلاثة فظاهر تماما لمن تأملها فقد دلت على اثبات العبادة لله ونفيها عمن سواه كما دلت ايضا على توحيد الربوبية فان العاجز لا يصلح ان يكون ودلت على توحيد الاسماء والصفات فان مسلوب الاسماء والصفات ليس بشيء بل هو عدم المحظ كما قال بعظ العلماء المشبه يعبد صنما والمعطل اعبد عدم والموحد يعبد اله الارظ والسماء. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا العنوان معقود لبيان ان كلمة التوحيد لا اله الا الله جمعت انواع التوحيد الثلاثة بدلالة التظمن ودلالة الالتزام تضمنا او مطابقة تدل على توحيد العبادة وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له جل وعلا ومما تتضمنه هذه الكلمة في دلالاتها الدلالة على توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات كما سيأتي بيان ذلك وسبق ان مر معنا قول الله جل شأنه قل انما يوحى الي ان ملهكم اله واحد فهل انتم مسلمون ومر معنا ايظا قول الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى في معنى هذه الاية ان فيها امرا للنبي عليه الصلاة والسلام ان يقول ان ما يوحى اليه محصور في هذا النوع من التوحيد قال لشمول كلمة لا اله الا الله لجميع ما جاء في الكتب لشمول كلمة لا اله الا الله لجميع ما جاء في الكتب. فلا غرو اذا ان تكون لا اله الا الله مما جمعته في دلالتها الدلالة على انواع التوحيد الثلاثة اما توحيد الالهية فدلالتها عليه مطابقة لانه هو مدلولها واما دلالتها على النوعين الاخرين بالتظمن الذين هما توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وفي تقرير دلالة كلمة التوحيد لا اله الا الله على ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هو شهادة ان لا اله الا الله فيها الالهيات فيها الالهيات وهي الاصول الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية هو توحيد الاسماء والصفات وهذه الاصول الثلاثة تدور عليها اديان الرسل وما انزل اليهم وهي الاصول الكبار التي دلت عليها وشهدت بها العقول والفطر شاهدوا القول من كلامه رحمه الله تعالى ان كلمة التوحيد لا اله الا الله دلت على الاصول الثلاثة ومراده رحمه الله تعالى بالاصول الثلاثة اي اصول الايمان بالله فالايمان بالله تبارك وتعالى يقوم على ثلاثة اصول وهي الايمان بوحدانيته جل شأنه في ربوبيته والايمان بوحدانيته في اسمائه وصفاته والايمان بوحدانيته في الوهيته فهذه الاصول الثلاثة اي اصول الايمان بالله جل شأنه الثلاثة دلت عليها هذه الكلمة العظيمة واما عن وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على هذه الانواع الثلاثة للتوحيد فهو ظاهر لمن تأمل حيث انها دلت على اثبات العبادة لله ونفيها عما عمن سواه وهذه دلالة مطابقة لهذه الكلمة وهذه دلالة مطابقة لهذه الكلمة لان دلالة اللفظ على كامل معناه دلالة مطابقة والمعنى المطابق لهذه الكلمة العظيمة هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والبراءة من الشرك فمدلول هذه الكلمة مطابقة توحيد العبادة مدلول هذه الكلمة كلمة التوحيد مطابقة هو توحيد العبادة لان فيها نفيا واثباتا وهذا النفي والاثبات هو التوحيد فالتوحيد نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واثبات للعبودية بكل معانيها لله عز وجل وحده واما دلالتها على توحيد الربوبية فمن جهة ان العاجز لا يصلح ان يكون الها العاجز لا يصلح ان يكون الها من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا عطاء ولا منعا ولا خفظا ولا رفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره لا يصلح ان يكون الها ولهذا جاء في القرآن الكريم بمواضع عديدة ابطال عبادة الالهة من دون الله ببيان عجزها ببيان عجزها وانها لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فظلا عن ان تملك اه شيئا من ذلك لغيرها ودلت هذه الكلمة على توحيد الاسمى والصفات من جهة ان مسلوب الاسماء والصفات ليس بشيء ان مسلوب الاسماء والصفات ليس بشيء بل هو عدم محض مسلوب الصفات من لا صفات له عدم فهذا من ما يفيد ووجه دلالة هذه الكلمة العظيمة على توحيد الاسماء والصفات ولهذا من حقق لا اله الا الله من حقق لا اله الا الله بان عبد الله سبحانه وتعالى وافرده عز وجل بالعبادة فان هذا الافراد منه لله بالعبادة ناشئ عن معرفته بالله ناشئ عن معرفته بالله وباسمائه سبحانه وتعالى وصفاته ولهذا قال العلماء ان توحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية الاسماء والصفات بمعنى انه لا يعبد الله الا من عرف الله بربوبيته واسمائه وصفاته اما توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات فان فانهما يستلزمان توحيد الالوهية ولا يتظمنانه يستلزمان توحيد الالوهية بمعنى ان من امن باسماء الله وصفاته او امن بربوبيته سبحانه وتعالى فانه يلزمه ان يفرده سبحانه وتعالى بالعبادة وقد يفعل هذا الذي يلزمه فيكون من اهل التوحيد وقد لا يفعل ذلك كحال الكفار المشركين الذين قال الله عنهم وما يؤمن اكثرهم بالله اي ربا خالقا رازقا منعما الا وهم مشركون اي به غيره في العبادة قال بعض العلماء المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما والموحد يعبد اله الارظ والسماء والله سبحانه وتعالى قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالاية فيها ابطال للمقالتين مقالة معطلة ومقالة المشبهة ابطال لمقالة المشبهة في قوله ليس كمثله شيء وابطال لمقالة المعطلة في قوله وهو السميع البصير والحق وسط بين ضلالتي التعطيل والتشبيه وهو الاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل وهذه مقالة اهل السنة والجماعة في هذا الباب اما الذي يعطل الصفات بمعنى انه ينفي اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته فحقيقة قوله ومؤدى كلامه نفي وجود الله ولهذا قيل قال السلف قديما المعطل يعبد عدما لان حاصل مقالة التعطيل هو هذا اصلها هو هذا انه ليس فوق العرش رب يعبد ولا اله يصلى له ويسجد نسأل الله العافية والسلامة من هذا الباطل ارباب مقالة التعطيل هذا قولهم ارباب مقالة التعطيل هذا قولهم نفي صفات الله سبحانه وتعالى وجحدها وعدم الايمان بها ويظاد هؤلاء مقالة التشبيه يضاد هؤلاء مقالة التشبيه وهي زعم المشبهة قاتلهم الله انى يوفكون ان صفات الله كصفات خلقه ومن يقول عن ربه الذي يعبده ان يده كيده وسمعه كسمعه وبصره كبصره فانه في الحقيقة لا يعبد الله سبحانه وتعالى وانما يعبد صنم من الاصنام لان هذه الصفات التي يذكرها ليست صفات لله فالله سبحانه وتعالى لا مثيل له فمن يقول من يقول عن ربه الذي يعبده ان يده كيده وسمعه كسمعه وبصره كبصره الى اخر ذلك هو في الحقيقة لا يعبد الله اذا كان معبود بهذه الصفة فهو في الحقيقة لا يعبد الله لان هذه ليست صفة الله ولهذا قال السلف قديما والمشبه يعبد ماذا صنما قالوا والمسبح يعبد صنما يعني اذا كان يقول آآ في وصفه لربه الذي يعبده انه بهذه الصفة فهو في الحقيقة لا يعبد الله لا يعبد الله وانما يعبد صنم من الاصنام ووثم من الاوثان لان الرب العظيم ليس كمثله شيء الرب العظيم سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء كما قال جل شأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكما قال جل شأنه ولم يكن له كفوا احد وقال فلا تضربوا لله الامثال وقال ولله المثل الاعلى اي الوصف الاكمل وقال هل تعلم له سميا وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين نعم قال حفظه الله تعالى روى مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما انه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة الا بالله. لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه. له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة وقد جمع هذا التهليل المبارك انواع التوحيد الثلاثة. اما توحيد العبادة فقد تكررت فيه كلمة التوحيد لا اله الا الله ثلاث مرات واتبعت في كل مرة بما يقرر معناها ويؤكد حقيقتها ويوضح مدلولها فقوله بعد التهليلة الاولى وحده لا شريك له تأكيد لما قررته من النفي والاثبات. فقوله وحده تأكيد للاثبات قوله لا شريك له تأكيد للنفي. وقوله بعد التهليلة الثانية ولا نعبد الا اياه. فيه بيان لمعناها وتفسيرها لمدلولها وانها تعني نفي العبادة بجميع انواعها وافرادها وافرادها بجميع انواعها وافرادها عن كل ما عن كل من سوى الله واثباتها لله وحده لا شريك له وقوله بعد التهليلة الثالثة مخلصين له الدين. تقرير لمدلولها كذلك وانها كلمة وانها تعني اعد وانها تعني وقوله نعم. وقوله بعد التهليلة الثانية ولا نعبد الا اياه فيه بيان لمعناها وتفسير لمدلولها وانها تعني نفي العبادة بجميع انواعها وافرادها عن كل من سوى الله واثباتها لله وحده لا شريك له نفيا واثباتا. ايه نعم. وقوله بعد التهليلة الثالثة مخلصين له الدين. تقرير لمدلولها كذلك وانها كلمة الاخلاص. فلا يستفيد منها الا اذا اخلص دينه لله كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وكل ذلك تقرير لتوحيد العبادة ويمكن ايضا ان يلخص منه تعريف جامع لتوحيد العبادة فيقال هو الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين قيل له الدين؟ نعم روى الامام مسلم رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما انه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم اي بعد السلام لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال اي عبد الله بن الزبير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة دبر كل صلاة قوله يهلل بهن دبر كل صلاة فيه المواظبة الدائمة والمستمرة على هؤلاء الكلمات ادبار الصلوات المكتوبة وان النبي عليه الصلاة والسلام كان يواظب عليها تمام المواظبة دبر كل صلاة والصحابة رضي الله عنهم يأتسون به ويقتدون به فها هو عبد الله ابن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة هؤلاء الكلمات ويخبر انه آآ يفعل ذلك تأسيا واقتداء بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام جاء في بعض روايات هذا الحديث في صحيح مسلم عن ابي الزبير قال سمعت عبد الله ابن الزبير يخطب على هذا المنبر ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا سلم في دبر الصلاة او الصلوات فذكره اي ذكر هذا التهليل وهذه الرواية نستفيد منها فائدة عظيمة الا وهي ان السلف من الصحابة ومن اتبعهم باحسان مما كانوا يعتنون ببيانه على المنبر لعموم الناس بيان الاذكار المشروعة بيان الاذكار المشروعة نظير ذلك ما ثبت في الموطأ من فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حيث علم الناس التحيات على المنبر علمهم التحيات على المنبر رضي الله عنه وارضاه فهذا نظائره يدل على اهمية العناية ببيان الاذكار المشروعة للناس على المنبر وايضا في من خلال الدروس اللقاءات حتى تنتشر بينهم الاذكار المأثورة آآ المشروعة الثابتة عن الرسول عليه الصلاة والسلام واذا لم تبين لهم من قبل اهل الحق والبصيرة بسنة النبي عليه الصلاة والسلام تلقفهم اهل الاهواء ونشروا بينهم الادعية المحدثة والاذكار الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان بينما اذا نشأ نشأ المسلم على الادعية المسنونة والاذكار المشروعة وتعلمها ونشأ عليها لا يبقى آآ عنها بدلا بل تجده يحافظ عليها ولا يلتفت لما يخترعه الناس وينشئه المتكلفون فالشاهد ان صنيع عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما نستفيد منه هذه الفائدة اهمية العناية ببيان الاذكار المشروعة على المنبر تعليما وتفقيها وحثا وترغيبا هذه التهليلات التي كان يهلل بها رسولنا عليه الصلاة والسلام دبر كل صلاة كما في هذا الحديث حديث عبد الله بن الزبير هي ثلاث تهليلات بمعنى ان لا اله الا الله تكررت ثلاث مرات تكررت ثلاث مرات المرة الاولى قال عقبها وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والمرة الثانية قال عقبها ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن والثالثة قال عقبها مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فجمع هذا الذكر المبارك المأثور عن الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث تهليلات ثلاث تهليلات وكل تهليلة منها اعقبت واتبعت بما هو تأكيد للتوحيد وتقرير لمعناه بيان لمدلوله وهذا كله من الاهتمام والعناية بمقام التوحيد الذي هو اعظم المقامات واجلها ولهذا فاني اقول ان هذا الذكر الذي يشرع ان يقوله كل مسلم دبر كل صلاة هو بمثابة المذاكرة التي يكون فيها تجديد عهد الايمان وتوثيق ميثاق التوحيد وتثبيته في النفس لان هذه الاذكار ليست الفاظا جوفاء او كلمات فارغة من المعاني حاشاها ان تكون كذلك بل هي كلمات محملة باجل المعاني واعظم المقاصد وانبل الاهداف فهذه فهذا التكرار وهذه المواظبة هي بمثابة تجديد بمثابة تجديد عهد الايمان وتوثيق ميثاق التوحيد وتقوية عراه في قلب المسلم. وتوسيع مساحته في نفسه كلما كان المسلم مكررا لهذا التهليل مستحظرا معناه كلما كان ذلك مدعاة للثبات على التوحيد الذي هو اجل المقاصد وانبلها على الاطلاق. التهليلة الاولى لا اله الا الله قال عقبها وحده لا شريك له وهذا تأكيد لمقام التوحيد قال عقبها وحده لا شريك له وهذا تأكيد لمقام التوحيد لان قوله لا اله الا الله ذكر لركني التوحيد الذين لا توحيد الا بهما النفي والاثبات لا اله الا الله نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله واثبات والا الله اثبات خاص للعبودية بكل معانيها لله وحده سبحانه وتعالى فلا اله الا الله قائمة على هذين الركنين النفي والاثبات النفي والاثبات ولما كان هذا النفي والاثبات اعظم مقام واجله اكد بقوله وحده لا شريك له اكد بقوله وحده لا شريك له فقوله وحده تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له تأكيد للنفي قوله وحده تأكيد للاثبات تأكيد لقولك الا الله وقوله لا شريك له تأكيد لقولك لا اله فوحده لا شريك له هذه جاءت مؤكدة للتوحيد الذي دلت عليه كلمة التوحيد لا اله الا الله لا اله الا الله لا اله الا الله وحده لا شريك له اي ان هذا الذل والخضوع والحب والانقياد لله وحده لا شريك له لله وحده لا شريك له وحده اثبات لا شريك له نفي والتهليلة الثانية قال عقب هذا ولا نعبد الا اياه لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه ماذا يكون قوله ولا نعبد الا اياه بيان لمعنى لا اله الا الله بيان لمعناها لان ولا نعبد الا اياه هذا هو معنى لا اله الا الله فعطف عليها معناها عطف عليها معناها اهتماما بالمعنى وعناية به وتأكيدا عليه واشارة الى ان لا اله الا الله لا تنفع الا اذا حقق المعنى الذي دلت عليه لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه هذا هو معنى لا اله الا الله كما قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله الا نعبد الا الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هذا هو معنى لا اله الا الله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو معنى لا اله الا الله فقوله ولا نعبد الا اياه عطف قوله ولا نعبد الا اياه على لا اله الا الله عطف تفسير وبيان فعطف عليها معناها ومدلولها عناية بهذا المقام واهتماما به قال ولا نعبد الا اياه والتهليلة الثالثة قال بعدها مخلصين له الدين مخلصين له الدين وهذا بيان لحال المهلل القائل للا اله الا الله انه يقولها وحاله الاخلاص لله لانه قد يقول الانسان لا اله الا الله وحاله والعياذ بالله النفاق نعم قد يقولها حاله النفاق بحيث يظهر لا اله الا الله ويبطن الكفر الصراح واذا جاء اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون اي في ان ما قالوه بالسنتهم ليس مستقرا ولا ثابتا في قلوبهم لم تواطئ قلوبهم السنتهم فهذا هو النفاق فاذا قول لا اله الا الله مخلصين مخلصين هذا بيان لحاله وانها عن اخلاص لله سبحانه وتعالى لا رياء ولا سمعة ولا نفاقا ولا غير ذلك وفي الصحيح ان ابا هريرة رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ماذا قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. بمعنى ان من قال لا اله الا الله عن غير اخلاص من القلب لا تنفعه ولا يكون ممن يسعدون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. اسعدنا الله واياكم بشفاعته قوله خالصا من قلبه قوله خالصا من قلبه قيد لا تقبل لا اله الا الله الا به ولهذا يقال للا اله الا الله كلمة الاخلاص يقال لها كلمة الاخلاص لانها تعني اخلاص الدين لله. فمن قالها ولم يخلص لم يكن من اهلها لانها هي كلمة الاخلاص كلمة الاخلاص فمن قالها ولم يخلص لم يكن بمجرد قوله لها من اهلها حتى يخلص دينه لله فاذا اخلص دينه لله سبحانه وتعالى كان من اهلها كان من اهلها. ارأيتم لو ان رجلا قال لا اله الا الله عشر مرات وكان فعلا عن اخلاص وعلم وتحقيق لما دلت عليه واخر قالها الاف المرات اخر قالها الاف المرات ولكن عن غير اخلاص لم يقلها مخلصا لله سبحانه وتعالى هذا ابو الالاف لا تنفعه وهذا الذي قال عشر مرات تنفعه تنفعه لانه قالها عن اخلاص فهي انما تنفع بهذا الوصف ولهذا لما يأتي المسلم الذاكر على هذا مكررا له لا اله الا الله مخلصين له الدين ماذا يصنع هو الان ماذا يصنع ينمي ويقوي ويثبت ويمكن في قلبه معنى الاخلاص لله سبحانه وتعالى. لا لا القول المجرد فقط لهذه الكلمة فمن خلال هذا نلاحظ ان هذه ثلاث تهليلات اتبعت كل تهليلة بما يقرر معنى هذه الكلمة ويؤكد حقيقتها ويوضح مدلولها فقوله بعد التهليلة الاولى وحده لا شريك له تأكيد لما قررته من النفي والاثبات فقوله وحده تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له تأكيد للنفي وقوله بعد التهليلة الثانية ولا نعبد الا اياه في بيان لمعناها وتفسير لمدلولها وانها تعني نفي العبادة بجميع انواعها وافرادها عن كل من سوى الله واثباتها لله وحده لا شريك له وقوله بعد التهليلة الثالثة مخلصين له الدين تقرير لمدلولها كذلك وانها كلمة الاخلاص فلا يستفيد منها قائلون الا اذا اخلص دينه لله كما قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وكل ذلك تقرير لتوحيد لتوحيد العبادة تقرير لتوحيد العبادة بعد هذا البيان المستفاد من هذا التهليل المبارك العظيم لو اردنا ان نستخلص تعريفا للا اله الا الله تعريفا للا اله الا الله مستفادا من هذا التهليل الذي نقوله دبر كل صلاة وايضا نريد ان يكون التعريف مستفادا من التهليلات الثلاث ليس من واحد منها فقط مستفادا من التهليلات الثلاث فماذا نقول في تعريف لا اله الا الله يقال هو الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين لا اله الا الله معناها الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين قوله لا نعبده الا الله اخذناها من التهليلة الثانية وقوله وحده لا شريك له اخذناها من التهليلة الاولى وقول مخلصين له الدين اخذناها من التهليلة الثالثة فهذا تعريف يصلح ان يقال تعريف نبوي مأخوذ من مشكاة النبوة لم يؤخذ لا من زيد ولا من عبيد ولا من فلان ولا من علان مأخوذ من مسكاة النبوة مأخوذ من هذا الذكر المبارك العظيم الذي نكرره ادبار الصلوات المكتوبات فاذا قيل ما معنى لا اله الا الله نقول معناها الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين هذا هو معناها وهو تعريف مأخوذ من مسكاة النبوة تعريف مأخوذ من مشكاة النبوة هذا القدر الذي مضى هو في بيان دلالة ما سبق على توحيد العبادة اما عن دلالته على توحيد الربوبية نعم قال حفظه الله تعالى واما توحيد الربوبية ففي قوله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وفي قوله له النعمة وله الفضل اذ ان تفرده سبحانه بالملك والقدرة على كل شيء على كل شيء والنعمة والفضل كله من معاني ربوبيته سبحانه ومما يحمد عليه عز وجل انه رب العالمين لا رب لهم سواه ولا مالك الا هو والنعمة بيده والفضل فضله ياتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. هذا بيان دلالة ما سبق دلالة التهليل السابق الذي يقال ادبار الصلوات على توحيد الربوبية ودلالته على توحيد الربوبية من جهة هذه الكلمات التي جاءت في التهليل له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير له النعمة وله الفضل فهذه كلها من معاني الربوبية. هذه كلها من معاني الربوبية التفرد سبحانه بالملك والقدرة على كل شيء والنعمة والفظل هذا كله من معاني ربوبيته سبحانه اذ ان تفرده سبحانه بالملك والقدرة على كل شيء والنعمة والفضل كله من معاني ربوبيته سبحانه. كله من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى فهذا التفرد بالملك والحمد والقدرة على كل شيء والنعمة والفضل هذه من معاني الربوبية فاصبح هذا التهليل من جملة دلالات الدلالة على توحيد الربوبية نعم قال حفظه الله تعالى واما توحيد الاسماء والصفات ففي قوله وله الحمد لانه سبحانه يحمد كذلك على اسمائه الحسنى وصفاته صفاته العليا وايضا في قوله وله الثناء الحسن حيث انه سبحانه يثنى عليه باسمائه الحسنى وصفاته العليا. كما قال اعلم خلقه به نبينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. رواه مسلم. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي. رواه البخاري ومسلم قال ابن القيم رحمه الله وتلك المحامد هي باسمائه وصفاته. اما دلالة هذا التهليل على توحيد الاسماء والصفات فمستفاد من قوله وله الحمد لان مما يحمد عليه الرب سبحانه وتعالى الاسماء والصفات فهو يحمد جل شأنه على اسمائه وصفاته وايضا مما يستفاد منه اه دلالة فهذا التهليل على توحيد الاسماء والصفات قوله وله الثناء الحسن. له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. فقوله وله الثناء الحسن هذا في اثبات الاسماء والصفات حيث ان انه سبحانه يثنى عليه باسمائه الحسنى وصفاته العليا حيث انه يثنى عليه باسماءه الحسنى وصفاته العليا كما قال اعلم خلقه به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه اي ان لم يفتحه على احد قبله قال ابن القيم رحمه الله موضحا دلالة اه اه هذا الحديث على اثبات اه اسماء الله تبارك وتعالى قال وتلك المحامد هي باسمائه وصفاته وتلك المحامد في قوله ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه تلك المحامد هي باسمائه تبارك وتعالى وصفاته وبهذا يتبين وجه اه دلالة هذا التهليل المبارك على انواع التوحيد الثلاثة. توحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية نعم قال حفظه الله تعالى وقد ذكر كل من توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات في هذا التهليل المبارك للاستدلال بهما على توحيد العبادة وبيان ان المتفرد بالملك والحمد والقدرة على كل شيء على كل شيء والنعمة والفضل والمتفردة بالثناء الحسن لعظمة اسمائه وكمال صفاته هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له وانه المعبود بحق لا معبود بحق سواه وان عبادة من سواه ضلال وباطل وكفر وطغيان. هذا تنبيه مهم للغاية وهو ان هذا الذكر اه ربوبية الله سبحانه وتعالى والثناء عليه جل شأنه باسمائه وصفاته بهذا المقام وفي هذا السياق هو من باب اه الاستدلال به وذكره برهانا على وجوب افراده سبحانه وتعالى بالعبادة فلما ذكر التوحيد وذكر معناه اتبعه بذكر براهينه فقوله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقوله له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن هذا فيه جماع براهين التوحيد نظير ما جاء في اية الكرسي قال الله لا اله الا هو ثم اتبعه بالبراهين الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض الى اخر السورة فهنا ذكر التوحيد لا اله الا الله ثم ذكر البراهين بقوله له الملك اي الذي له الملك والذي له الحمد والذي له النعمة والذي له الفضل والذي له الثناء الحسن هو الذي يجب ان يفرد بالعبادة دون سواه وكلما كان العبد مستشعرا هذه المعاني من ربوبية الله ومن محامده وحسن الثناء عليه واثبات اسمائه وصفاته زاده هذا العلم توحيدا واخلاصا واقبالا على الله سبحانه وتعالى وقد مر معنا كلام الشنقيطي رحمه الله في ان ذكر الربوبية في القرآن جاء في مقام الاستدلال به على وجوب افراد الله سبحانه وتعالى بل عبادة نعم قال حفظه الله تعالى وبهذا يعلم ان هذه الكلمات ليست الفاظا مجردة. لا تدل على معنى بل لها معان عظيمة ودلالات عميقة تنتظم التوحيد تنتظم التوحيد بانواعه الثلاثة والواجب على كل من يردد هذه الكلمات ان يستحضر ما دلت عليه. وان يعرف ما تضمنته بحيث يكون مستمسكا بالتوحيد محافظا على عليه مراعيا لحقوقه مجانبا تمام المجانبة لنواقضه وما يضاده. صادعا به لا تأخذه في الله لومة دائم ولو كره الكافرون. بما سبق يعلم ان هذه الكلمات اي التهليلات التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم ادبار الصلوات ليست الفاظا مجرد لا تدل على معنى ليست الفاظا مجردة لا تدل على معنى بل لها معان عظيمة ودلالات عميقة تنتظم التوحيد بانواعه الثلاثة اي تجمع في ما دلت عليه انواع التوحيد الثلاثة كما سبق تقرير ذلك وبيانه وعليه فان الواجب على كل مسلم اكرمه الله سبحانه وتعالى بان كان ممن يردد هذه الكلمات ادبار الصلوات ان يستحضر ما دلت عليه من معاني ان يستحضر ما دلت عليه من معانيه وان يحقق ايضا في الوقت نفسه ما دلت عليه من مقاصد ان يستحضر ما دلت عليه وان يعرف ما تظمنته بحيث يكون مستمسكا بالتوحيد محافظا عليه مراعيا لحقوقه مجانبا تمام المجانبة لنواقضه وما يضاد. صادعا به لا تأخذه في الله لومة لائم ولو كره الكافرون وخاتمة التهليل السابق مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اي نصدع بالتوحيد ونعلنه ونردده ونكرره ولو كره الكافر منا ذلك والكافر يكره ان يبقى المسلم على التوحيد ود الذين كفروا لو تكفرون كما كفروا ودوا لو تدهنوا فيدهنون فالكافر لا يريد للمسلم ان يبقى على هذا التوحيد ولهذا يجب على المسلم ان يعتز بايمانه وتوحيده في كل مكان وزمان وان يصدع به وان يعلنه والا يتوارى به بل يصدع بهذا التوحيد ويعلن توحيده واخلاصه وان كرهه من كرهه وابغضه من ابغضه. لان المطلوب رضا الله سبحانه وتعالى نعم قال حفظه الله تعالى دلالة لا حول ولا قوة الا بالله على تقسيم التوحيد. فيما فيما سبق آآ من تأكيد على اهمية معرفة المعنى وما تظمنته هذه الكلمات من دلالات ومن ثم تحقيق ذلك يتبين لنا ان ما يبتلى به كثير من الناس من فعل لنواقض للا اله الا الله مع قولهم للا اله الا الله وتكرارهم لها سببه ماذا سببه عدم العناية بالمعاني ولهذا تجد اناس يا يا يقول لا اله الا الله هكذا لا اله الا الله ثم يرفع يده ويقول مدد يا فلان موجود لا اله الا الله ثم يرفع يده ويقول مدد يا فلان الحقني يا فلان الى اخره لا اله الا الله في واد وفعله في واد اخر ولا اله الا الله بهذا الوصف الذي هو عليه لا تنفعه ولا تفيده لان فعله ينقضها من اعظم اسباب ذلك من اعظم اسباب ذلك انه يقولها ولا يائي معناها وبعضهم لو سئل لفسرها بالربوبية او بان الله الخالق لا لا خالق غيره او لا رب سواه ولا يعي معناها ولا يعرف مدلولها فضلا عن ان يحققه وكما قيل قديما فاقد الشيء لا يعطيه اذا كان فاقدا اصلا لمعرفة المعنى الحق الصحيح لهذه الكلمة كيف يحقق ما دلت عليه من التوحيد كيف يحقق ما دلت عليه من التوحيد وهو اصلا لا يعي ولا يفهم المعنى ولم يعرف المعنى ولهذا من اهم المهمات واعظم المطالب واجلها ان يعرف الانسان معاني الاذكار المشروعة على وجهها الصحيح حتى يكون من اهلها حقا والصدق. نعم. قال حفظه الله تعالى وهي كلمة عظيمة لها من الفضائل والفوائد والثمار ما لا يحصيه الا الله وفيها من المعاني العميقة والدلالات المفيدة والدلالات المفيدة ما يثبت الايمان ويرسخ التوحيد ويقوي اليقين. ويزيد الصلة برب العالمين ومن ذلكم اشتمالها ومن ذلكم اشتمالها على تقسيم التوحيد فان من جملة دلالات هذه الكلمة العظيمة اولا تظمنها الاقرار الاقرار بربوبية الله وانه وحده الخالق لهذا العالم المدبر لشؤونه المتصرف في بحكمته ومشيئته لا يقع شيء في هذا العالم من حركة او سكون او خفض او رفع او عز او ذل او عطاء او منع الا باذنه يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء ودان له كل شيء كما قال تعالى الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده وقال تعالى يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه. فالقائل لتلك الكلمة مقر بهذا مذعن به معترف ان اموره كلها بيد ربه ومليكه وخالقه لا قدرة له على شيء ولا حوله ولا قوة الا باذن ربه مولاه وبتوفيق سيده ومليكه ولهذا اليه يلجأ يلجأ. ولهذا اليه يلجأ وبه يستعين. وعليه يعتمد وفي كل احواله وفي جميع شؤونه ثانيا تظمنها الاقرار باسماء الله وصفاته اذ القائل لهذه الكلمة ولابد مقر بان المدعو المقصود الملتجأ اليه بهذه الكلمة غني بذاته وكل ما سواه فقير الى اليه قائم بذاته وكل ما سواه لا يقوم الا به قدير لذاته وكل ما سواه عاجز لا قدرة له الا بما اقدره تصفهم بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال. وكل ما سواه ملازمه النقص وليس الكمال المطلق الاله سبحانه وتعالى. فلعظمة اسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق ان يقصد وحده ان يقصد وحده والا يلجأ الا اليه ثالثا تظمنها الاقرار بالوهية الله وانه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. وذلك في قوله الا بالله والله ومعناه كما قال والله معناه كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. وقد جمع رضي الله تعالى عنه وفي هذا التفسير بين ذكر الالوهية وهي الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم. فهو سبحانه المألوه المعبود المرجو المطاع الذي لا يستحق العبادة احد سواه وبين وصف العبد وهو العبودية. اذ ان العباد الله هم الذين يعبدونه ويألهون ويقومون بطاعته وحده لا شريك له في هذا بيان دلالة كلمة لا حول ولا قوة الا بالله على اقسام التوحيد الثلاثة وهذه الكلمة كلمة عظيمة للغاية وجاء في فضلها احاديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لها من الثمار والاثار ما لا يحصيه الا الله تبارك وتعالى. وقد حث صلى الله عليه وسلم على الاكثار من قولها. قال اكثروا من قول لا حول ولا قوة الا بالله واخبر انها من كنز من تحت العرش صلوات الله وسلامه عليه وفيها من المعاني العميقة والدلالات المفيدة ما يثبت الايمان ويرسخ التوحيد ويقوي اليقين ويزيد الصلة برب العالمين ومن جملة دلالات هذه الكلمة العظيمة المباركة انها شملت انواع التوحيد الثلاثة من جملة دلالات هذه الكلمة كلمة لا حول ولا قوة الا بالله انها شملت انواع التوحيد الثلاثة وكلمة لا حول ولا قوة الا بالله هي كلمة استعانة كلمة استعانة والتجاء الى الله سبحانه وتعالى واعتصام به وحده سبحانه وتعالى وكلمة اسلام واستسلام لله جل شأنه وتفويض الى الله لا حول ولا قوة الا بالله لا حول اي لا تحول من حال الى حال من مثلا ظلال الى هداية من فقر الى غنى من مرظ الى صحة من اي حال الى حال لا تحول الا بالله سبحانه وتعالى ولا قوة عند العبد يمارس بها شيئا مصالحه او عملا من اعماله الا بالله فالعبد لا حول له ولا قوة الا بالله سبحانه وتعالى اي الا ان امده الله سبحانه واعانه ووفقه وسدده وهداه فهي كلمة استعانة ولهذا يشرع ان يقولها المسلم بين يدي مصالحه واعماله اذا نودي للصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح شرع له ان يقول لا حول ولا قوة الا بالله يطلب من الله ان يعينه يطلب من الله ان يعينه وان يمده بتوفيقه حتى يصلي اذا لم يكن من الله عون للانسان لا يستطيع ان يصلي ولا يستطيع ان يباشر اي عمل لا حول ولا قوة الا بالله وشرع ايضا من خرج من بيته لاي مصلحة من مصالحه الدينية والدنيوية ان يقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يطلب من الله العون فهي كلمة استعانة ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه بل في كتابه الاستقامة قال رحمه الله تعالى وهي كلمة استعانة ويخطئ بعض العوام فيستخدمها في الاسترجاع بعض العوام اذا قيل له مثلا مات فلان او فلان صالح حادث او نحو ذلك قال لا حول ولا قوة الا بالله هذا مقام استرجاع لان لان عند المصيبة المقام عند المصيبة هو الاسترجاع الذين آآ اذا اصابتهم مصيبة قالوا آآ قال ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فعند المصيبة يسترجع ومعنى انا لله اي انا له عبد وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع وهذا انسب ما يقال عند المصاب ان تذكر انك عبد لله وامرك بيده وانت طوع تدبيره سبحانه وتعالى وان تذكر انك وغيرك راجعون الى الله. سبحانه وتعالى وتقفون بين يديه اسألكم عما قدمتم في هذه الحياة فيشغل آآ المصاب بهذا الامر عن كل امر الاصل ان الانسان مبتلى في هذه الحياة الدنيا مبتلى في هذه الحياة الدنيا فالشاهد ان لا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة كلمة تقال لطلب العون والمد والتوفيق والهداية والسداد تقول لا حول ولا قوة الا بالله. تطلب من الله ان يعينك وان يوفقك وان يسددك فهي كلمة استعانة. ولهذا قال بعض اهل العلم لا اله الا الله تحقيقها اياك نعبد ولا حول ولا قوة الا بالله تحقيقها اياك نستعين تحقيقها اياك نستعين لانها كلمة استعانة وطلب عون من الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان تكون من اهل اياك نعبد الا اذا ماذا الا اذا اعانك الله ولهذا عرفنا فيما سبق ان العبادة غاية استعانة وسيلة فلا يمكن ان تكون من اهل لا اله الا الله الا بلا حول ولا قوة الا بالله الا بعون الله سبحانه وتعالى ومده وتوفيقه لك جل شأنه وفي بيان دلالة هذه الكلمة العظيمة على انواع التوحيد الثلاثة اما اولا توحيد الربوبية ان هذه الكلمة تضمنت الاقرار بربوبية الله. تضمنت الاقرار بربوبية الله سبحانه وتعالى وانه وحده الخالق لهذا العالم المدبر لشؤونه والمتصرف فيه بحكمته ومشيئته لا يقع شيء في هذا العالم من حركة او سكون او خفظ او رفع او عز او ذل او او منع او قبض او بسط او هداية او ضلال او ضحك او بكاء او مرض او صحة او حياة او موت او غير ذلك لا يقع شيء الا باذنه سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن والخلق خلقه والملك ملكه سبحانه وتعالى وطوع تدبيره وتسخيره جل شأنه يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء ودان له كل شيء كما قال الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. وكما قال ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وكما قال يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه فالذي يقول لا حول ولا قوة الا بالله مقر بهذا الذي يقول لا حول ولا قوة الا بالله مقر بهذا لا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة الا بالله هذا فيه اقرار بربوبية الله. وان الامور كلها بتدبيره وطوع تسخيره جل شأنه. معترف ان اموره كلها بيد ربه ومليكه وخالقه لا لا قدرة له على شيء ولا حول ولا قوة الا باذن ربه ومولاه وبتوفيق سيده ومليكه. ولهذا اليه يلجأ وبه وعليه يعتمد في كل احواله وفي جميع شؤونه فهذا وجه دلالة هذه الكلمة على توحيد الربوبية اما وجه دلالته على توحيد الاسماء والصفات فانها تضمنت الاقرار باسماء الله وصفاته من اي جهة اذ القائل لهذه الكلمة ولابد الذي يقول لا حول ولا قوة الا بالله اليس يتضمن قول لا حول ولا قوة الا بالله؟ ايمان بان الله يسمعه وايمان بان الله مطلع عليه ويعلم به وايمان بان الله قدير عليه وايمان بان الله مشيئة الله نافذة فيه وايمان بقوة الله وايمان بقدرة الله وايمان بعظمة الله ولهذا ولهذا آآ قصر التجاءه على الله وطلب استعانة من الله وحده لا حول ولا قوة الا بالله اي وحده سبحانه وتعالى اذا القائل لهذه الكلمة ولابد مقر بان المدعو المقصود الملتجأ اليه بهذه الكلمة غني بذاته فالعبد يستشعر انه فقير وان ربه سبحانه وتعالى غني وقائم بذاته سبحانه وتعالى وكل ما سواه لا يقوم الا به. الحي القيوم قدير لذاته وكل ما سواه عاجز لا قدرة له الا بما اقدره وانه تبارك وتعالى متصف بجميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال وكل ما سواه ملازمه النقص وليس الكمال المطلق الاله سبحانه فلعظمة اسمائه وكمال نعوته وصفاته استحق ان يقصد وحده والا يلجأ الا اليه فهذا وجه دلالة هذه الكلمة العظيمة المباركة على انواع على على توحيد الاسماء والصفات اما دلالتها على توحيد العبادة وتظمنها له فمن جهة اه من جهة تظمنها الاقرار بالالوهية وانه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. وذلك في قوله الا بالله وقد عرفنا ان الله معناه كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فبذلكم تكون هذه الكلمة المباركة كلمة لا حول ولا قوة آآ الا بالله جمعت انواع التوحيد اه الثلاثة وفيها اه اه في هذه الكلمة بالتدبر والتأمل لمعانيها ومراجعة كلام اهل العلم فيها دلالات لمباحث عقدية كثيرة وقد جمعت في الكتاب المشار اليه في اه الهامش والذي عنوانه الحوقلة الحوقلة اي قول لا حول ولا قوة الا بالله. الحوقلة مفهومها وفضائلها ودلالاتها العقدية ودلالاتها العقدية وقد ذكر فيه اه انواع اه كثيرة عديدة من الدلالات العقدية المستفادة من هذه الكلمة العظيمة المباركة آآ كلمة لا حول اه ولا قوة الا بالله اه بقي علينا اه مبحث واحد في نقل بعظ اقوال السلف في تقرير هذا هذه الاقسام ويكون الحديث عنه في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان يتقبل منا مجلسنا هذا وان يثقل به موازين حسناتنا اجمعين وان وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدي ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا لقلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك. واعنه على طاعتك ورضاك والبسه ثوب الصحة والعافية يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا مشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين