احسن الله اليك يا شيخنا. من قصر في العمل يا شيخ؟ هل يترك الدعوة؟ لا غير صحيح. هذه من قصر في عمله من قصر في عمله هل يترك الدعوة الى الله بالجنة؟ نقول لا وهذا كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ود الشيطان وظفر منكم بهذه الاية اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسهم. قال ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه الاية. فاذا كان لا يأمر الا من هو ممتثل فمن يأمر الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم كما قيل اذا لم يعظ الناس من كان عاصيا فمن يعظ العاصين بعد محمد صلى الله عليه وسلم فكل منا يعصي ويقع في الذنب والخطيئة والمعصية فالاية ان الامر هو اولى الناس بالامتثال والنهي اولى الناس بالاجتناب لكن اذا خالف وامر وامر بشيء لا يفعله فانه لا يعاب من جهة الامر وانما يعاب من جهة الترك. لان الامر الممتثل قد فعل خيرين. خير الامتثال وخير فان ترك الامر فان ترك الامتثال قصر في واحد وبقي معه قال وقن عن خيرا واحدا وهو الامر بالمعروف ولذلك يقول الناس في هذا المقام على اقسام القسم الاول من حقق الامتثال والامر وهؤلاء هم الذين يمتدحهم الله عز وجل. القسم الثاني من لم يحقق الامر ولا الامتثال وهؤلاء هم اشقى الخلق واضل الخلق ان لم يمتثل ولم يدعوا الى الله عز وجل ولم يأمر بما اوجب الله عز وجل. القسم من حقق الامتثال ولم يحقق الامر بالمعروف فهذا مقص من جهة تركه الامر بالمعروف. القسم الرابع من حقق الامر ولم الامتثال فهذا يعاب من جهة ترك الامتثال ولا يعاب من جهة من جهة امره بالمعروف والنهي عن المنكر قال شيخ الاسلام بالاجماع انه يجب على من دارت بينهم الكؤوس ان ينكر بعضهم على بعض. فلو فلو قدر ان اناسا يشربون الخمر وجب جميعا ان اولا ان عن هذا المنكر ويجب عليهم ايضا ان يبين كل واحد اخر ان هذا الفعل لا يجوز وينهاه عن معصية الله عز وعن شرب الخمر فان النهي عن المنكر واجب وترك المنكر ايضا واجب. فهذه الشبهة وهذه الدعوة التي يدعيها كثير من الناس او او يلقيها كثير من الناس انه كيف نعظ وكيف نأمر ونحن مقصرون مفرطون ويحتجون بحديث اسامة بن زيد الذي في صحيح مسلم ان الرجل يلقى في نار جهنم فتندلق اقتابه الاقتراب بطنه فيدور فيها كما يدور الحمار في الرحى فيأتي الناس فيقول يا فلان اما كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال كنت امركم وانهاك عن المنكر واتيه فهذا لم يعذبه الله عز وجل لانه امر او نهى وانما عذبه الله عز وجل اي شيء انه وقع في المنكر وترك الواجب انه وقع في المحرم وترك الواجب