الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر الامر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة بل اتباع وترك الابتداع ان الله عز وجل بمنه وفضله اخبرنا في كتابه عن من تقدم من اهل الكتابين اليهود والنصارى انهم انما هلكوا لما سرقوا في دينهم واعلمنا مولانا الكريم ان الذي حملهم على الفرقة عن الجماعة والميل الى الباطل الذي نهوا عنه. انما هو البغي والحسد بعد ان قد علموا ما لم يعلم بعد ان علموا ما لم يعلم غيرهم فحملهم شدة البغي والحسد الى ان صاروا فرق فهلكوا فحذرنا مولانا الكريم ان نكون مثلهم فنهلك كما هلكوا. بل امرنا عز وجل بلزوم ونهانا عن الفرقة وكذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة وامرنا بالجماعة. وكذلك حذرنا ممن سلف من علماء المسلمين كلهم يأمرون بلزوم الجماعة وينهون عن الفرقة فان قال قائل فاذكر له. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة قول تراجم هذا الكتاب عقدها رحمه الله تعالى لبيان لزوم الجماعة وذم الفرقة والتحذير منها والامر بالاتباع والنهي عن الابتداع وهذان امران كل منهما ينبني على الاخر فاذا كان المرء متبعا للسنة ملازما لها فان لزومه للسنة يثمر لزوم الجماعة لان السنة تجمع واما اذا كان المرء من اهل البدعة والضلالة فان البدعة تفرق ولا تجمع ولهذا يقال اهل السنة والجماعة ويقال اهل البدعة والفرقة لانهما امران متلازمان. فاذا وجدت السنة وجدت الجماعة واذا اوجدت البدعة وجدت الفرقة فالسنة تجمع والبدعة تفرق ولا يمكن ان ان يكون فاجتماع وائتلاف الا بلزوم السنة اما الدخول في البدع والضلالات فهذا السبيل تفرقة بين المسلمين لانه لا يجمع المسلمين الا السنة سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي هذه الترجمة ساق رحمه الله تعالى الكثير من الايات الدالة على هذا المعنى الامر بلزوم الجماعة والنهي عن الفرقة وان الجماعة رحمة للعباد والسلامة من الشرور والفرقة هلاك وعذاب. نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل فاذكر لنا ذلك لنحذر ما تقوله ما تقوله والله الموفق لنا الى سبيل الرشاد. قيل له ساذكر من ذلك ما حظرني ذكره مبلغ علمي الذي علمني الله عز نصيحة لاخواني من اهل القرآن واهل الحديث واهل الفقه وغيرهم من سائر المسلمين والله الموفق لما قصدت والمعين عليه ان شاء الله سميهن لا تنبيه اشير اليه ولو كبيره وانما من عادة المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى في مصنفاته مراعاة التسويق في البيان وايصال الفائدة الى طالب العلم باسلوب باسلوب مشوق وهو طريقة السؤال الذي يشد الذهن الى معرفة الفائدة والتطلع الى الوقوف عليها ثم يبينها وهي طريقة سلكها رحمه الله تعالى كثيرا في مصنفاته نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى في سورة البقرة كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا من بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم نعم يعني هذا ذم اه لهؤلاء الذين كان منهم الاختلاف من بعد ما جاءتهم البينات. والاصل ان البينات والعلم يجمع الناس ويؤلف بين القلوب. لكن اذا وجد وجد الحسد والبغي ونحو ذلك فان من قام قلبه الحسد لا يقيم للعلم وزنا ولا يرفع به رأسا ولهذا هؤلاء حصل عندهم التفرق من بعد ما جاءتهم البينات بسبب الحسد البغي نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى والا فان مجيء الكتاب وبلوغه اه اان يجتمع عليه وان يعتلفوا هذا الاولى لكن القوم تفرقوا بحسب بسبب ما قام في قلوبهم من الحسد والبغي نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن ان اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وهذا ايضا فيه ذم الاختلاف والتحذير منه وذكر ما يترتب عليه من المعاداة والاقتتال وان التفرق يوجب ذلك يوجب وجود العداوة والبغضاء ووجود آآ التعادي والتقاتل نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة ال عمران ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب نعم اي ان هؤلاء اهل الكتاب جاءهم اعظم موجب للائتلاف والاجتماع هو نزول الكتاب وبلوغ الحق ولكن القوم آآ من بعد ما جاءتهم البينات وقع الاختلاف بسبب البغي وكان الاولى ان يجتمعوا على الكتاب الذي لا تحقق لجماعة والفة الا بلزومه نعم. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة الانعام ان الذين فرقوا دينهم هم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون. نعم وفي هذه الاية كذلك الامر بالاجتماع والتحذير من الفرقة وبراءة النبي صلى الله عليه وسلم من اهلها قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الاية ودلت الاية الكريمة ان الذي يأمر بالاجتماع والائتلاف وينهى عن التفرق ودلت الاية الكريمة ان الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف وينهى عن التفرق والاختلاف في اهل الدين وفي سائر مسائله. الاصولية والفروعية. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة يونس ولقد بوأنا بني اسرائيل مبوء صدق ورزقناهم من الطيبات فما حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. قوله في هذه الاية فما اختلفوا حتى جاءهم العلم العلم موجب للاجتماع. العلم الذي جاءهم موجب للاجتماع والائتلاف لكن لما نشب بينهما البغي وتولدت فيهم الاهواء اختلفوا وهذا فيه التنبيه الى انه لا اجتماع الا بلزوم الكتاب ولزوم العلم المستمد من وحي الله تبارك وتعالى وتنزيله نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة في سورة حميم عين سين قاف وما تفرقوا الا من بعد ما جاء اهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضي بينهم. وان الذين اورثوا الكتاب من من بعدهم لفي شك منه مريب. نعم كان جل وعلا ذكر قبلها الامر بالاجتماع ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فلما امر به سبحانه وتعالى حذر من مشابهة اهل الكتاب فيما كانوا عليه من تفرق من بعد ما جاءتهم البينات محذرا سبحانه وتعالى عباده من ذلك. قال ولا ما تفرغ وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. العلم يؤلف ويجمع لكن لما وجد البغي والتحاسد وجد التفرق والتعادي والتقاتل نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. قال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة والتفرق لم يأتهم من البينة وانما جاءهم من البغي الذي كان بينهم والحسد هذا الذي فرقهم والا لو لزموا البينة لائتلفوا واجتمعوا قوله وما امروا الا ليعبدوا الله هذا فيه اتفاق الكتب المنزلة على التوحيد والاخلاص لله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما امروا اي في كل الشرائع المنزلة الا بتوحيد الله واخلاص الدين له جل وعلا. وهل ثمة امر وهل ثمة امر يتحقق عليه اجتماع وائتلاف اعظم من هذا بل اجتماعه الا على هذا الذي هو توحيد الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له جل في علاه فالتوحيد للمعبود جل وعلا هو الذي تتحقق به الالفة وتحصل به الرابطة الوثيقة التي لا اعظم منها واذا كان هذا التوحيد والايمان قد الف الله به بين جنسين مختلفين وهم الملائكة والبشر الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. انظر هذه الرابطة الوثيقة العظيمة بين الملائكة وصالحي البشر والموجب لها الايمان يؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا فهذا الايمان والتوحيد الف بين جنسين مختلفين. الملائكة خلقت من نور والبشر خلقوا خلقوا من طين فكيف باهل الجنس الواحد فالتوحيد هو الذي توحيد للمعبود واخلاص الدين لله سبحانه وتعالى هو الذي تتحقق به الرابطة وتحصل به الالفة والاجتماع نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فاعلمنا مولانا الكريم انهم اوتوا علما فبغى بعضهم على بعض. وحسد بعضهم بعضا حتى اخرجهم ذلك الى ان تفرقوا فهلكوا فان قال قائل فاين المواضع من القرآن التي فيها نهانا الله تعالى ان نكون مثلها؟ هذا هذا تلخيص للايات المتقدمة قال فاعلمنا مولانا الكريم انهم اوتوا علما قوتوا علما يعني بلغهم الوحي فبغى بعضهم على بعض وحسد بعضهم بعضا حتى اخرجهم ذلك الى ان تفرقوا فهلكوا لم ينتفعوا بالعلم الذي بلغهم. ولم يحرصوا على الاجتماع عليه كما امر الله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا لم يحرصوا على ذلك وانما بغى بعضهم على بعض وحسد بعضهم بعضا فنشبت بينهم الفرقة نعم فان قال قائل فاين المواضع من القرآن التي فيها نهانا الله تعالى ان نكون مثلهم حتى نحذر ما حذرنا مولانا من الفرقة بل نلزم قيل له قال الله تعالى في سورة ال عمران يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم هم الى قوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم نعم يعني في اول السياق امر سبحانه وتعالى بالاجتماع وحذر من الفرقة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ثم في تمام السياق انها ان يتشبه اهل الاسلام وامة محمد عليه الصلاة والسلام بمن قبلهم من اهل الكتاب الذين تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا. من بعد ما جاءهم البينات ومن العجائب ان اختلافهم من بعد ما جاءتهم البينات. والاصل ان البينات موجبة للإجتماع والألفة لكن اختلافهم كان من بعد ما جاءتهم البينات وليس السبب في هذا اختلاف البينات وانما السبب البغي والحسد نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة الانعام ولهذا اذا وجد الحسد بين طلبة العلم فالرقم اذا وجد الحسد دب بينهم البغي فرقهم وبينهم علم يجمع بينهم علم يجمع ويؤلف لكن اذا وجد الحسد ووجد البغي وجدت الاهواء اغراض النفوس فرقتهم وترى بينهم عداوة من اشد ما يكون مع انهم في مجلس علم يجمع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يسبب فرقة اطلاقا بل لا يترتب عليه الا اجتماع والفة وهذه الفرقة التي تأتي ليست من الكتاب الذي قرأوه والعلم الذي اجتمعوا عليه وانما من اشياء جاءت الى النفوس كبغي او حسد او نحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة الانعام وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عنه سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. نعم مما وصى الله سبحانه وتعالى به عبادة ان يلزموا صراطه المستقيم الذي نزل به وحيه جل في علاه ورضيه دينا لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه قال ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وهذا يستفاد منه ان لزوم صراط الله المستقيم يوجب الاجتماع والالفة وان اتباع السبل يوجب التفرق نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة حميم عين سين قاف شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. كبر على المشركين ما تدعوهم اليه. الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب نعم هذا السياق نظير السياق الذي تقدم في ال عمران في اول هذا السياق امر باقامة الدين وحذر من الفرقة وفي تمام هذا السياق في سورة الشورى كما تقدم معنا حذر من سبيل من كان قبلنا قال وما قال وما تفرق وما تفرقوا الا من بعد ما جاءتهم الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. تحذيرا منه سبحانه وتعالى لامة الاسلام من ان يشابهوا ما كان عليه الامم اه قبل هذه الامة من تفرق في الكتاب من بعد ما جاءتهم البينات بسبب البغي والحسد ونحو ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في سورة الروم منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. نعم وهذا فيه التحذير تحذير الله سبحانه وتعالى لهذه الامة من التفرق الذي كان عليه اهل الشرك واهل الضلال وان الواجب على عبد الله المؤمن ان يكون منيبا الى الله مسلما وجهه لله محافظا على طاعة الله سبحانه وتعالى حاضرا اشد الحذر من التفرق نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فهل يكون من البيان اشفى من هذا عند من عقل عن الله تعالى وتدبر ما به حذره مولاه من الفرقة؟ لا نعم قال رحمه الله تعالى ثم اعلموا رحمنا الله واياكم ان الله تعالى قد اعلمنا واياكم في كتابه انه لا بد من ان يكون الاختلاف بين خلقه ليضل من يشاء ويهدي من يشاء. جعل ذلك عز وجل موعظة يتذكر بها المؤمنون. فيحذرون الفرقة ويلزمون الجماعة ويدعون المراء والخصومات في الدين ويتبعون ولا يبتدعون اي ان الفرقة امر وجود الفرقة هذا امر كوني مقدر ومكتوب مثل مثلا الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم اي ان هذا امر كوني قظاه الله سبحانه وتعالى وقدره لكن في وقت نفسي يتضمن التحذير من ذلك وان كل عبد في خاصة نفسه ينبغي ان يتخذ الاسباب التي يسلم بها من هذا الذي حذر الله سبحانه وتعالى عباده منه ويكون ذلك بامرين الدعاء يسر الله سبحانه وتعالى له الهداية والتوفيق والسداد والاعادة من الزيغ والضلال ويلح على الله في ذلك مستعينا بربه وثانيا ببذل الاسباب التي يكون بها لزوم الدين وحصول الجماعة والسلامة من الفرقة نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل اين هذا من كتاب الله تعالى؟ قيل له قال الله تعالى في سورة هود ولو شاء اوربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم وتمت كلمة لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في بهذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. قوله ولا يزالون مختلفين. هذا هو الشاهد يعني ان هذا امر قدره الله سبحانه وتعالى كونا قضاه قدرا سبحانه وتعالى انه لا يزال الاختلاف موجود الا من رحم الله فعافاه الله وسلمه وهذا الاخبار بهذا الامر الكوني المقدر يتضمن في الوقت نفسه التحذير ولهذا ينبغي على العبد ان يحرص على ان يكون من هؤلاء الداخلين تحت قوله الا من رحم ربك يحرص ان يكون من هؤلاء المستثنيين وذلك بسؤال الله لان الامر بيده جل في علاه والقلوب بيده وبالمجاهدة مجاهدة النفس وبذل الاسباب التي يكون بها لزوم الحق وحصول الالفة والاجتماع والسلامة من الفرقة والاختلاف نعم قال رحمه الله تعالى ثم ان الله تعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يتبع ما انزل اليه. ولا يتبع اهواء من تقدم من الامم فيما اختلفوا فيه ففعل صلى الله عليه وسلم وحذر امته الاختلاف والاعجاب واتباع الهوى قال الله تعالى في سورة حميم الجافية ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين واتينهم بينات من الامر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع والذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقين ثم قال الله تعالى هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون. قول الله سبحانه وتعالى في هذا السياق ثم جعلناك اي ايها النبي على شريعة من الامر طريقة ومنهاج قويما عظيم ونهج مبارك على شريعة من الامر نزل به وحي من الله جل في علاه جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها اي الزم هذه الشريعة واستمسك بها وحافظ عليها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون وهذا يفيد ان لزوم وحي الله تبارك وتعالى والاستمساك به هو الذي يكون به الائتلاف واتباع الاهواء هو الذي تكون به الفرقة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عمر بن سعيد القراطسي قال حدثنا احمد بن منصور الرمادي قال حدثنا ابو صالح عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وقوله ولا تكونوا منك الذين تفرقوا واختلفوا وقوله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه وقوله فتقطعوا امرهم بينهم وقوله وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم وقوله ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وقوله ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. الاية قال ابن عباس رضي الله عنهما امر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة. واخبرهم انه انما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله تعالى. هذه الجملة من الايات فجلها تقدم معنا آآ نقل المصنف رحمه الله بل ساق بالاسناد الى ابن عباس آآ رظي الله عنهما ان هذه الايات فيها امر الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بالجماعة ولزومها ونهيه لهم سبحانه وتعالى عن الاختلاف والفرقة واخبرهم انه انما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في الدين بينما قد انزل عليهم البينات والوحي الذي لو احسنوا تأمله وفهمه لتحقق لهم الاجتماع عليه لكنهم تفرقوا في الاهواء ووقع بينهما البغي والحسد مما ترتب عليه فالعداوة والتقاتل والتشرذم والايات في كتاب الله عز وجل حثا على الاجتماع امرا به ونهيا عن الفرقة كثيرة. والمصنف رحمه الله تعالى انما ذكر طرفا من هذه الايات نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذا ما حظرني ذكره مما امر الله تعالى به امة محمد صلى الله عليه وسلم ان يلزم واحذروا الفرقة فان قال قائل فاذكر من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه حذر امته ذلك قيل له نعم واجب عليك ان تسمعه وتحذر الفرقة وتلزم الجماعة ونستعين بالله العظيم على ذلك اه هنا هيأ رحمه الله تعالى القارئ للباب الجديد. واهميته عظيمة شأنه وانه بعد ان ساق الايات من كتاب الله جل وعلا في الامر بالاجتماع والنهي عن الفرقة عقد بابا ان يجمع فيه ما صح او ما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من النصوص في الامر بالجماعة وذم الفرقة وايضا هيأ طالب العلم بقوله واجب عليك ان تسمعه وتحذر الفرقة وتلزم الجماعة وتستعين بالله العظيم اي لا تكن قراءتك لهذه النصوص لمجرد الاطلاع بل عليك ان تعقد العزم على حسن الاستماع وان تعمل بما دلت عليه هذه النصوص من اه امر للزوم الجماعة وتحذير من الفرقة اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجمع قلوبنا اجمعين على الحق والهدى وان يعيذنا من الفرقة والهلاك والردى وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم هم الاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا