الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى قال حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فخط خطا فقال هذا الصراط ثم خط حوله خططا فقال وهذه السبل فما منها سبيل الا شيطان يدعو اليه قال حدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن ابي وائل عن عبد الله قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا قال باصبعه على الارض خطه قال هذه سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمين الخط ويساره وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم تلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون الخطوط التي عن يمينه ويساره قال حدثنا ابو جعفر احمد بن اسحاق بن البهلول القاضي قال حدثنا ابو سعيد عبدالله بن سعيد الاشج قال حدثنا ابو خالد الاحمر عن مجالد عن الشعبي عن جابر رضي الله تعالى عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمين يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الاوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الاية انها لا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وحديث جابر رضي الله عنه وفيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم خط صلوات الله وسلامه عليه على الارض خطا مستقيما وخط على جنبتي الخط خطوط وقال هذا سبيل الله وهذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون هذا الحديث ساقه رحمه الله تعالى في هذه الترجمة لما فيه من دلالة على لزوم صراط الله المستقيم ولما فيه ايضا من التحذير من التفرق وان التفرق من عمل الشيطان فانه سلوك لسبل الشيطان وخططه التي جعلها للناس يخرجهم بها من صراط الله تبارك وتعالى المستقيم وان الواجب على المسلم ان يلزم ويلزم نفسه بالصراط الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه ولهذا اظاف الصراط في في الاية الى نفسه صراطي تشريفا لهذا الصراط وتعلية لمقامه وبيانا ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى غيرة ولا يقبل سواه ولهذا حذر تبارك وتعالى من السبل واتباعها ولا تتبع السبل فتفرق بكم عن سبيله وسبيل الله تبارك وتعالى واحد ولهذا وحد في الايات واما السبل فلا حد لها ولا عد. كثيرة ولا تتبعوا السبل وكل سبيل من هذه السبل عليه شيطان يدعو اليه ولهذا كان واجبا على المسلم ان يلزم نفسه بسلوك صراط الله المستقيم وان ليحذر اشد الحذر من ان يعوج او ان ينحرف عن هذا الصراط متبعا شيئا من هذه السبل التي هي خروج وانحراف عن صراط الله المستقيم ونبينا عليه الصلاة والسلام من كمال نصحه وعظيم بيانه ظرب هذا المثل العظيم التوضيحي لهذا المطلب الجليل خط خطا مستقيما وخط على جنبتيه خطوط واشار بيده عليه الصلاة والسلام الى الخط المستقيم قال هذا السبيل الله هذا سبيل الله اي صراطه المستقيم وهو دينه شرعه الذي شرعه لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه وان المطلوبة من المسلم ان يلزم هذا الصراط والا يحيد عنه لا ينحرف عنه لا يمينا ولا شمالا بل يمضي مستقيما على صراط الله المستقيم وان يحذر اشد الحذر من هذه السبل وقد خط عليه الصلاة والسلام خططا عن يمين هذا الصراط وشماله وقال هذه سبل واول ما يخرج الانسان عن الصراط يكون بعده عنه شبرا او قدرا يسيرا ثم اذا ازداد صار ذراعا ثم ازداد امتد بعده عن الصراط الى ما لا حد له ولهذا ينبغي على العبد ان يتنبه لهذا الامر والا يستهين به والا يتبع خطوات الشيطان والخطوة تتبعها خطوات ولهذا على المرء ان يذم نفسه بزمام الشرع وان يحرص على لزوم صراط الله المستقيم وان يحذر اشد الحذر من السبل المتنكبة عن صراط الله يمينا وشمالا ولعظم شأن هذا المطلب افترض الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة ان يسألوه الهداية الى هذا الصراط لزوما له وثباتا عليه وعدم انحراف عنه. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين واللزوم لهذا الصراط لا يكون الا بالعلم النافع والعمل الصالح والانحراف عنه اما انحراف في باب العلم او انحراف في باب العمل او انحراف في هما معا ولهذا ينبغي على المرء ان يحرص على لزوم هذا الصراط المستقيم وان يسأل ربه تبارك وتعالى ان يثبته عليه وان يعيذه من سبل من سبل الضلال وطرائق الباطل. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الفريابي قال حدثنا ميمون ابن الاصبغ وابو مسعود احمد بن الفرات قالها حدثنا عبدالله بن صالح ابو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح ان عبدالرحمن بن جبير دفعه عن ابيه عن النواس ابن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى الصراط صوران وابواب مفتحة. وعلى الابواب سطور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا جميعا ولا تتعوجوا وداع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد انسان فتح شيء من تلك الابواب قال ويحك لا تفتح فانك ان تفتح تلج فالصراط الاسلام والستور حدود الله والابواب المفتحة محارم الله. وذلك الداعي على رأس في الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط. واعظ الله في قلب كل مسلم. نعم. قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال فحدثنا يزيد ابن محمد ابن عبد الصمد قال حدثنا ادم ابن ابي اياس قال حدثنا الليث ابن سعد عن معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير عن ابيه عن النواس بن سمعان الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبة اي الصراط سوران بينهما ابواب مفتحة. وعلى الابواب سطور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرقوا. وداع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد انسان فتح شيء من تلك الابواب قال له ويحك لا تفتح فانك ان تفتحه تلجه. فالصراط الاسلام والستور حدود الله والابواب محارم الله الداعي على رأس الصراط كتاب الله تعالى والداعي من فوق الصراط. واعظ الله في قلب كل مسلم. الحديث الاول المتقدم شرحه فيه مثل ضربه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لبيان صراط الله المستقيم والتحذير من السبل المنحرفة عنه يمينا وشمالا ومن شأن ومن شأن الامثال انها تجعل الامور المعنوية بمثابة الامور المحسوسة المشاهدة المعاينة وفي هذا الحديث حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه مثل ضربه رب العالمين جل في علاه لبيان الامر نفسه فمر معنا اولا مثل ضربه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام خط خطا مستقيما وعلى جنبتيه خطوط هذا هو المثل وفي هذا الحديث حديث النواس ذكر مثل ضربه الله جل في علاه لعباده لبيان الصراط المستقيم والتحذير من السبل والطرائق التي تحرث المرء عن الصراط وجدير بكل مؤمن ان يحسن التأمل في هذا المثل الذي ضربه له ربه جل في علاه جدير بكل مؤمن ان يتأمل هذا المثل. وان يعيه تماما فان هذا المثل مثل عظيم يبين لك صراط الله جل وعلا الذي امرك بسلوكه وحذرك من الانحراف عنه واذا تصورت هذا المثل تصورا جيدا ودقيقا فهمت الامر تماما ولهذا يجدر بكل مسلم ان يحسن التأمل في هذا المثل العظيم الذي ضربه رب العالمين جل وعلا لعباده قال نبينا عليه الصلاة والسلام ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران اي السوران ممتدان بامتداد الصراط عن يمين الصراط وعن شماله وفي السورين ابواب ابواب كثيرة على يمين على يمينك وانت تمشي على تمشي في هذا الصراط وابواب كثيرة ايضا على يسارك وانت تمشي في هذا الصراط والصراط مستقيم لا اعوجاج فيه لكن على يمينه ابواب على يساره ابواب وفي الابواب سطور مرخاة يعني الابواب ليس عليها اقفال وكوالين وانما عليها ستائر عليها سطور مرخاة كثيرة على يمينك وشمالك وانت تمشي في هذا الصراط المستقيم وعلى الابواب سطور مرخاة وداعم من اول الصراط يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تتعوجوا لا تنحرفوا مع هذه الابواب لا تدخلوا مع شيء منها احذروا كل باب من هذه الابواب وهي كما عرفنا كثيرة عن يمين السائر على هذا الصراط وعن يساره لا تتعوجوا ودائم من جوف الصراط او من فوق الصراط كما في بعض الروايات يقول يا عبد الله لا تفتح الباب لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه اياك الفضول وان تقول انظر خطوة واحدة وماذا يضر؟ اياك لا تفتح الباب ان فتحته تلجه تدخل وهذه مصيبة عظيمة اذا خرج الانسان عن الصراط وتلقفته هذه الطرائق ودخل في شيء منها وكم من اناس واناس عبر التاريخ دخلوا من هذا الصراط دخلوا من هذه السبل او من هذه الابواب ولم يخرجوا وماتوا في تلك المداخل كثير جدا والشيطان على كل باب من هذه الابواب ثم بين الله سبحانه وتعالى هذا المثل. قال اما الصراط فهو الاسلام اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فهما حدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرحاة فمحارم الله. طرق محرمة طرق محظورة الدخول محرمة يمنع دخولها مطلقا الدخول من هذه الابواب هلكة شر على الانسان في دنياه واخراه وهذه الابواب ليس عليها اه اقفال وكوالين حتى يحتاج الذي يريد ان يدخل يقف ويعالج الباب حتى يدخل وانما عليه ستارة ومعلوم ان الابواب التي عليها مجرد ستارة ما تكلف الداخل جهدا ولا وقتا اذا اراد ان يدخل يدفع الستارة بكتفه ولا دون ان يقف عند الباب لا يحتاج الامر الى توقف وهذا يوضح لنا خطورة الامر وان الدخول مع الابواب التي تحرف الانسان عن صراط الله المستقيم يكون من خلال هذه الابواب التي لا لا تكلف الداخل وقتا ولا جهدا وهذا مما يتطلب من العبد مزيد الحذر والحيطة من ان تذهب نفسه من شيء من هذه السبل والابواب قال والداعي الذي من اول الصراط كتاب الله الذي يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوج والداء الذي من جوف الصراط او من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم وهذي نعمة والله نعمة جعلها الله في قلب المؤمن جعل في قلبه موقظ له ومذكر ولهذا تجد صاحب الايمان اذا انحرفت نفسه شيئا ما الى بعض الطرق المنحرفة او المسالك المنحرفة مالت الى شيء من الشهوات المحرمة او نحو ذلك يجد في قلبه شي من الوحشة من هذا الطريق يجد في قلبه شيم الوخز عدم الارتياح يجد في نفسه شيء من القلق هذا واعظ يجد في قلبه انقباض هذا واعظ جعله الله سبحانه وتعالى في في قلب المؤمن لكن والعياذ بالله اذا استمرأ المرء هذه السبل دخل وتعمق يتبلد هذا الاحساس ويصبح لا لا شعور له ولا يحس بالالم الذي كان يحس به اولا ولا يجد تلك الوحشة لان كثرة الإمساس اضعفت او اعدمت هذا الإحساس وابطلته فهذا مثل عظيم جدا ينبغي ان يعيه المسلم ضربه رب العالمين جل وعلا لعباده حتى يفهموا من خلاله ما يلزمهم من لزوم صراط الله المستقيم وجوب الحذر من هذه السبل والطرائق والابواب التي تخرج العبد عن هذا الصراط وللحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى رسالة مطبوعة عظيمة الفائدة في شرح هذا الحديث افردها رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث سماها شرح حديث مثل الاسلام لان هذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى مثلا للاسلام نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن ابي وائل قال قال عبدالله رضي الله عنه ان هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين ينادون يا عبد الله هلم هذا الصراط ليصدوا عن سبيل الله فاعتصموا بحبل الله فان حبل الله هو كتاب الله ثم اورد هذا الاثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ان هذا الصراط محتضر ثم بين ذلك قال تحظره الشياطين ينادون يا عبد الله وقد مر معنا في المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لما خط خطا وقال هذا سبيل الله وخط من جنبه خططا وقال هذه سبل قال وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وهذا معنى قول آآ ابن مسعود رضي الله عنه هنا هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين اي لتخرج الانسان عن هذا الصراط محتضر اي تحضره الشياطين الشياطين حاضرة فيه من اجل ان تخرج فالانسان منه يوضح ذلك قول قول الله سبحانه وتعالى بما ذكره عن الشيطان لاقعدن لهم صراطك المستقيم الشياطين اه تحظر هذا الصراط تقعد في هذا الصراط ومهمتها اخراج الناس منه يمينا وشمالا على كل سبيل وكل باب من ابواب المتقدم الاشارة اليها شيطان يدعو اليه وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه فالشيطان حريص اشد ما يكون حرصا على اخراج المسلم من هذا الصراط قال ان هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين ينادون يا يا عبد الله هلم هذا الصراط ليصدوا عن سبيل الله هذا الصراط يريدون السبل التي تحرفهم عن الجادة فيزينون للناس طرائق الباطل يزينون للناس الطرائق المنحرفة ولهذا تجد والعياذ بالله بسبب تزيين الشيطان كثير من الخلق يمشي في الطرق المنحرفة المعوجة ويظن انها هي الصراط وخاصة ارباب البدع واهل الاهواء واهل الضلالات فانهم يمشون في طريق منحرف وسبيل معوج ويظن كل واحد منهم انه على صراط الله المستقيم. لكن الشيطان هو الذي زين له زين له تلك الطرق المنحرفة قال لهم هذا الصراط فاتبعوه اخرجهم عن صراط الله المستقيم وقال هذا الصراط فاتبعوه هلموا يقول هلم هذا الصراط. ليصدوا عن سبيل الله قال فاعتصموا بحبل الله فان حبل الله هو كتاب الله اعتصموا بحبل الله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وهذا فيه ان كتاب الله عصمة لمن وفق للعناية بهذا الكتاب قراءة وتدبرا وعملا بالقرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا جدي قال حدثنا موسى ابن اعين عن اسماعيل ابن ابي خالد عن المجارد بن سعيد عن الشعبي عن ثابت بن قطبة ان عبد الله بن ان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال في ايها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فانها حبل الله الذي امر به. وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة وهذه وصية عظيمة للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في خطبة له اوصى فيها بلزوم الجماعة واوصى فيها بالسمع والطاعة اي للامام وقال رضي الله عنه عن الجماعة فانها حبل الله الذي امر به اي عبادة قال وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وهذا كلام متين وعظيم جدا ما تكرهون في الجماعة اي ما يقع في قلب بعض الناس من شيء من الكراهة في لزوم الجماعة خير مما تميل اليه نفسه وتدعوه اليه من ترك للجماعة ووقوع في الفرقة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا عبد الله بن موسى عن عيسى الحناط عن عيسى الحناط عن الشعبي قال كان يقال من اراد بحبحة الجنة فعليه المسلمين ثم اورد هذا الاثر عن الشعب قال كان يقال من اراد بحبحة الجنة فعليه بجماعة المسلمين. وهذا تقدم مرفوعا في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صدر هذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم احول قال قال ابو العالية تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام ولا تحرفوا الصراط يمينا ولا الا وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي عليها اصحابه فانا قد قرأنا القرآن من قبل ان يفعلوا الذي فعلوه خمس عشرة سنة. واياكم وهذه الاهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء قال فحدثت به الحسن فقال صدق ونصح وحدثت به حفصة بنت سيرين فقالت يا بني احد الدفء احدثت بهذا محمدا؟ قلت لا. قالت فحدثه اذا ثم ختم هذا الباب رحمه الله تعالى بهذا الاثر عن ابي العالية قال رحمه الله تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه عليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام ولا تحرفوا الصراط يمينا ولا سمانا وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي عليه اصحابه هذه الوصية من ابي العالية رحمه الله تعالى من اجمع الوصايا وانفعها لطالب العلم وان الواجب عليه ان يلزم هذا الاسلام تعلما له ومعرفة باحكامه وتفقها في دينه في دين الله جل وعلا قد قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وان يكون تعلمه للاسلام في ضوء تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ونهج الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم متبعا سبيلهم لان كثير من الناس ربما استقل بفهمه او رأيه او عقله واراد ان يفهم آآ القرآن فهما معرضا به عن فهم الصحابة ومن اتبعهم باحسان فينحرف عن صراط الله المستقيم ولهذا قال ابو العالية رحمه الله في وصيته وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي عليه اصحابه قد قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى وقال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فاكد رحمه الله تعالى على هذا الامر. وان فهم الاسلام يكون في ضوء فهم الصحابة وفهم التابعين لهم باحسان قال فانا قد قرأنا القرآن من قبل ان يفعلوا الذي فعلوه خمس عشرة سنة واياكم وهذه الاهواء التي تلقى بين تلقي بين الناس العداوة والبغضاء وهذا في مقام اه ذكر ذلك في مقام التحذير من هذه البدع الاهواء التي اخذت تنتشر في الناس وتتخطفهم مبعدة لهم عن صراط الله تبارك وتعالى المستقيم فيقول في مقام التحذير منها واياكم وهذه الاهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء وهذا فيه التنبيه الى ان آآ الاهواء تفرق والسنة تجمع سنة النبي عليه الصلاة والسلام تجمع والبدع تفرق البدع توجد البغضاء ولهذا في قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تباغظوا نقل احد السراح للحديث عن بعض السلف ان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تباغضوا فيه نهي عن البدعة لان وجودها يوجد البغظة بين الناس يوجد التباغظ فالبدع تفرق الصف وتنشر العداوات بين المسلمين والسنة تجمع وتؤلف بين القلوب نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى علامة من اراد الله به خيرا سلوك هذا الطريق كتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن اصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم باحسان وما كان عليه ائمة المسلمين في كل بلد الى اخر ما كان من العلماء مثل الاوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن انس والشافعي واحمد بن حنبل والقاسم بن ومن كان على مثل طريقتهم ومجانبة كل ومجانبة كل مذهب يذمه هؤلاء العلماء وسنبين ما يرضون كونه ان شاء الله وهذه الخاتمة من الامام الاجري رحمه الله فيها التأكيد على المعنى الذي المح اليه ابي العالية رحمه الله تعالى في وصيته وان الواجب على كل مسلم ان يلزم كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنن اصحابه رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يحفظ علينا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا نسأله جل في علاه ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من الاهواء المردية وان يعيذنا من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاك الله خيرا