نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر افتراق الامم في دينهم وعلى كم تفترق هذه الامة؟ اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امة موسى عليه السلام انه اختلفوا انهم اختلفوا عليه على احدى وسبعين ملة. كلها في النار الا واحدة. واخبر عن امة عيسى عليه السلام انه اختلفوا عليه على اثنتين وسبعين ملة احدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة. وقال صلى الله الله عليه وسلم وتعلو امتي الفرقتين جميعا تزيد عليهم فرقة واحدة ثنتان وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة ثم انه سئل صلى الله عليه وسلم من الناجية؟ فقال من الناجية؟ فقال في حديث انا عليها ما انا عليها واصحابي وفي حديث قال السواد الاعظم وفي حديث قال واحدة في الجنة وهي الجماعة قلت انا ومعانيها واحدة ان شاء الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة الامام الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الشريعة تحذيرا من الافتراق وتنبيها على عظم خطره وذلك ببيان ان الافتراق امر كوني مقدر. اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام بانه واقع في الامة لا محال ستفترق هذا خبر عن امر كوني مقدر لابد ان يقع في الامة لا محالة وهو في في الوقت نفسه يتضمن معنى التحذير والانذار من ذلك. وان الواجب على عبد الله المسلم ان يعلم ام ان هذا الافتراق للامة الى هذا العدد الذي يتجاوز السبعين فرقة يستوجب من كل عبد لنفسه ان يكون على اشد ما يكون من الحذر من ان يكون في واحدة من هذه الهالكة التي حذر منها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. حيث بين في هذا الحديث انها كلها في النار اي كلها هالكة الا واحدة. ثم بين عليه الصلاة والسلام ان هذه الناجية اي من الهلاك فرقة واحدة وبين حسب ما جاء في الفاظ هذا الحديث صلوات الله وسلامه وبركاته عليه انها هي الجماعة وانها السواد الاعظم وانها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بحسب روايات الحديث. وكما اشار الامام الاجري رحمه الله وتعالى معلقا قال ومعناها واحد ومعناها واحد يعني كونها هي الجماعة او الفرقة الناجية او السواد الاعظم او ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المعنى واحد لان المراد بالجماعة الا واحدة اي الا جماعة واحدة هما من كانوا مجتمعين على الحق والحق هو ما كان عليه. النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام. وما سوى ذلك ضلال وباطل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولهما ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. وهم السواد الاعظم لا باعتبار مجرد العدد وانما باعتبار لزوم هؤلاء للحق واستمساكهم به وقد جاء في الحديث ثم رأيت سوادا عظيما قد سد الافق وفيه قال جبريل هذه امتك السواد الاعظم اي الذين لزموا الحق واستمسكوا بما كان عليه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والمصنف رحمه الله تعالى ساق تحت هذه الترجمة هذا الحديث المشهور عند اهل العلم بحديث الافتراق. ساقه من روايات عديدة له من طرق عديدة وكثير منها في سنده مقال لكن الحديث صحيح حديث صحيح ثابت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا المسيب بن واضح قال سمعت يوسف ابن اسباط يقول اصول البدع اربع الروافض والخوارج والمرجئة ثم تتشعب كل فرقة ثماني عشرة طائفة فتلك اثنتان وسبعون فرقة والثالثة والسبعون الجماعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم انها الناجية. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن يوسف ابن اسباط رحمه الله تعالى في ان هذه الفرق التي منها النبي صلى الله عليه وسلم تتفرع عن اربع فرق كبار وهي الخوارج والروافض والمرجئة والقدرية. فعن هذه الفرق الاربع تتفرع سائر فرق الامة وذلك باعتبار ان بدع هذه الفرق ترجع الى هذه الاصول ترجع الى هذه الاصول لتلك البدع فهذه الفرق الاربع فيها اصول مقالات الفرق فيها اصول مقالات عنها تفرعت. واهل العلم رحمهم الله تعالى يقولون البدع تتوالد اي يتولد بعضها من بعض ولهذا قال الشيخ حافظ رحمه الله حافظ حكمي قال اني براء من الاهوى وما ولدت الحيارى سأما ولد. فالبداية تولد بعضها من بعض. وينشأ بعضها من بعض. واذا نظر الناظر الى الفرق الكثيرة يجد ان ما عندها من ظلال اما راجع الى الارجاء او الى القول الباطل في القدر كما هو مذهب القدرية النفات او انه راجع الى مذهب الخوارج او راجع الى مذهب الرفض. رفظ ما كان عليه الصحابة ورفض امامتهم ورفض الحق والهدى فترجع مقالات الفرق الى هذه الاصول الاربعة ترجع مقالات هذه الفرق الى هذه الاصول الاربعة الروافض والخوارج والقدرية هو المرجئة. وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ابواب خاصة في ذم هذه الفرق نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال حدثنا عبدة بن عبدالرحيم المروزي قال اخبرنا النظر ابن جميل قال حدثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفرق اليهود والنصارى على احدى واثنتين وسبعين فرقة. وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة. ثم اورد هذا الحديث حديث الافتراض من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفرق اليهود والنصارى على احدى وثنتين وسبعين فرقة وتفترق امتي على وسبعين فرقة اي انها تزيد عليهم بفرقة واحدة فاليهود على احدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وهذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة وهذا التحديد بالعدد اليهود احدى ابو السبعين والنصارى اثنتين وسبعين وهذه الامة ثلاث وسبعين يدل على ان العدد مراد ليس المراد بقوله ثلاثة وسبعين التكثير. وانما العدد مراد. وانها ثلاث وسبعين فرقة تحديدا مم ثلاثة وسبعين فرقة تحديدا. فاليهود احدى وسبعين والنصارى احدى وسبعين. وآآ هذه الامة والسبعين فرقة. ولكن كما بين اهل العلم تعيين الفرق وعدها فرقة فرقة الى بلوغ هذا العدد ثلاث وسبعين لا يخلو من تكلف وقول بلا علم واما على سبيل التقريب لا الجزم فان هذا لا بأس به ايضا على وجه التحذير من هذه الفرق ما لديها من مخالفات وانحراف عن هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا كتب غير واحد من اهل العلم في الفراق وعددوا الفرق مخالفة ذكروا اسماءها وعقائدها. التي خالفوا فيها هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه تقصد من ذلك العد والذكر لمقالات تلك الفرق ما يقصد بالحديث نفسه عندما قال نبي عليه الصلاة والسلام وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة. فان مراد النبي الكريم عليه الصلاة الصلاة والسلام بهذا العد التحذير من ذلك. التحذير من ذلك تحذير الامة من هذا الافتراء وان الواجب على المسلم ان يلزم السنة وان يتمسك بالحق والهدى وان يحذر سبيل الهالكين او سبل الهالكين نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال ثنى علي بن خشرم قال اخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقت اليهود على احدى او اثنتين وسبعين فرقة واختلفت النصارى على احدى او اثنتين وسبعين فرقة وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة. نعم هذه طريق اخرى للحديث نفسه حديث ابي هريرة رضي الله انه نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي. قال حدثنا الهيثم ابن خارجة قال ثنى اسماعيل ابن عياش عن عبدالرحمن ابن زياد ابن انعم عن عبد الله ابن يزيد عن عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل تفرق بنو اسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستفترق على ثلاث وسبعين تزيد عليهم كلها في النار الا ملة واحدة. فقالوا من هذه الملة الواحدة؟ قال ما انا عليه ما انا عليها واصحابي. نعم. قال حدثنا ابو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا ابو بكر ابن زنجوين قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال حدثنا سفيان يعني الثوري عن عبدالرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي مثل ما اتى على بني اسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل وان بني اسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة. وان امتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار الا ملة واحدة. قيل من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه اليوم واصحابي نعم ساق هنا رحمه الله تعالى حديث الافتراق من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما وفي تمامه اخبر صلوات الله وسلامه عليه ان الناجية من هذه الفرق هم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وذلك ان الحق لا يعدو ما كان عليه. رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وصحابته الكرام فالحق ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحب الكرام وما خالف ذلك فهو الباطل وذلك ان الله سبحانه وتعالى بعثه بالحق بعثه بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فبلغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين. واخذ عنه صحبه الكرام. وكانوا خير امته. رضي الله عنهم وارضاهم. وبلغوه وافيا لهذا اعلى صلوات الله وسلامه عليه من شأن الصحابة في هذا الحديث قال ما كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي لان الذي كان عليه الصحابة هو الدين الذي اخذ وتلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة دون ان يزاد فيه او ان ينقص وانما اخذوه عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مباشرة. فالحق ما كان عليه هو صلوات الله وسلامه عليه وصحابته الكرام وما خالف ذلك فهو باطل. ولا يقبله الله سبحانه وتعالى من عامله. لان الله جل وعلا قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم. واصحابه فلن دينا الى قيام الساعة. ولهذا قال الامام مالك ابن انس رحمه الله تعالى من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها. ومن المعلوم ان اول الامة انما صلحوا بلزومهم ما كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وبمجانبتهم البدع نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ابو معشر واخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا ابو معشر عن يعقوب ابن يزيد ابن طلحة عن زيد ابن اسلم عن انس ابن مالك رضي الله عنه ذكر حديثا طويلا قال فيه وحدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الامم فقال تفرقت امة موسى عليه السلام على احدى وسبعين ملة. سبعون منها في النار وواحدة في الجنة. وتفرقت امة عيسى عليه تنام على اثنتين وسبعين ملة احدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلوا امتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة. ثنتان وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة. قالوا من هم يا رسول الله قال الجماعة قال يعقوب ابن زيد وكان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قرآنا ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. ثم ذكر امة عيسى عليه السلام ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير من هم ساء ما يعملون. قال ثم ذكر امتنا فقرأ وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون قال واخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال حدثنا الحسن ابن محمد ابن الصباح الزعفراني قال حدثنا شبابه يعني ابن السوار قال حدثنا سليمان ابن طريف عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن على كم تفرقت بنو اسرائيل؟ قال على واحدة على واحدة وسبعين او اثنتين وسبعين فرقة. كل يشهد على بعض بالضلالة قالوا افلا تخبرنا لو قد خرجت لو قد خرجت من الدنيا؟ فتفرقوا امتك على ما يصير امرهم. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم بلى ان بني اسرائيل تفرقوا على ما قلت امتي على ما افترقت عليه بنو اسرائيل وستزيد فرقة واحدة لم تكن في بني اسرائيل وذكر الحديث قال وحدثنا ابو عبد الله احمد بن ابي احمد بن ابي عوف البزوري قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا مبارك ابن سحيم عن عبدالعزيز بن صهيب عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت بنو اسرائيل على احدى وسبعين فرقة وان امتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا السواد الاعظم. نعم ثم ساق حديث الافتراض من رواية وحديث انس بن ما لك رضي الله عنه وهو بمعنى ما تقدم دم ان من قبلنا افترقوا وان هذه الامة ستفترق كما افترقوا تعلو يعني هذه الامة من قبلها بفرقة اي تزيد كما دلت على ذلك روايات الحديث تزيد عليها بفرقة واحدة. فاليهود افترقوا على احدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين. والامة تعلو عليهم بفرقة اي تزيد عليهم بفرقة واحدة. ولما سئل من هم يا رسول الله؟ قال الجماعة قوله الجماعة يفسره الرواية المتقدمة ما انا عليه اليوم واصحابي. فالجماعة من من لزموا الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. ولهذا قال العلماء لو كان على هذا الحق رجل واحد فهو الجماعة لان العبرة ليست كثرة العدد وانما المراد بلزوم منهج الحق الذي انا عليه النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اورد في عقب اه عقب هذه الرواية عن يعقوب قال كان علي بن ابي طالب رضي الله عنه اذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه لم تلى فيه قرآنا اي يستشهد على ذلك بالقرآن ويستدل ذلك بالقرآن. فمثل قوله سبحانه وتعالى ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. من قوم موسى امة ليسوا كلهم على الحق. وانما منهم امة على الحق ومن سواهم مفترقون على الحق مفارقون له ومثله قال منهم امة مقتصدة. وايضا مثله فيما يتعلق بامة محمد وممن خلقنا يهدون بالحق وبه يعدلون اي ومن سوى هؤلاء مخالفون الحق مفارقون له نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا احمد بن عبد ملاهي بن يونس قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن موسى بن عبيدة عن عن ابنة سعد عن ابيها سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو اسرائيل على احدى وسبعين ملة ولن تذهب الايام والليالي حتى تفترق امتي على مثل او قال عن مثل ذلك وكل فرقة منها في النار الا واحدة وهي الجماعة. نعم وهذا سياق للحديث حديث الافتراق من حديث الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص احد المبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا محمد بن هارون ابو نشيط وابراهيم بن هاني صبري قال حدثنا ابو المغيرة قال حدثنا صفوان قال حدثني ازهر ابن عبد الله الحرازي عن ابي عامر الهوزني عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه انه قام حين صلى الظهر بالناس بمكة فقال الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال الا ان من كان قبلكم من اهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة. وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في نار وواحدة في الجنة وهي الجماعة. نعم ختم اه هذه الروايات بهذا الحديث عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وارضاه. وفي سياقة هذا الحديث ان معاوية قام حين الظهر بالناس بمكة فقال الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا الى تمامه. وهذا فيه ان هذا الحديث حديث الافتراق مما يحتاج الناس الى ان ينبهوا عليه وان يذكر لهم هم حتى يكونوا من هذا الافتراق ومن هذه الفرق على حذر وحتى ايظا يجاهدوا انفسهم على لزوم الحق وهو ما كان عليه النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى رحم الله عبدا حذر هذه الفرق حذر هذه الفرق وجانب البدع واتبع ولم يبتدع ولزم الاثر فطلب الطريق المستقيم واستعان بمولاه الكريم نعم وهذا الذي ختم به رحمه الله تعالى فيه التنبيه على المقصد من سوق هذه الروايات. الا وهو الحذر من هذه الفرق والمجانبة لهذه البدع والبعد عنها صيانة دين المرأة وحفاظا على عقيدته ورعاية لايمانه. وهذا هو الواجب على كل مسلم ان يحذر هذه الفرق اشد الحذر وان يحذر هذه البدع والاهواء التي تنعطف بالانسان وتحرفه عن الجادة وعن صراط الله المستقيم قال رحمه الله رحم الله عبدا حذر هذه الفرق وجانب البدع واتبع اولم يبتدع ولزم الاثر فطلب الطريق المستقيم واستعان بمولاه الكريم. طلب الطريق المستقيم اي بالمجاهدة للنفس على لزومه. واستعان بمولاه الكريم فيه وجوب لزوم التوكل على الله. وان القلوب قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ومن دعوات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. ومما نبه عليه اهل العلم واشاروا اليه فيما يتعلق حديث الافتراق برواياته عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ان هذا الافتراق الى هذه الفرق الكثيرة التي جاوزت السبعين قال سببه يرجع في الجملة الى امرين سببه يرجع في الجملة الى احد امرين او لكليهما معا. اما فساد النية او فساد العلم. او فسادهما معا. فهذا الانحراف الذي وقعت فيه هذه الفرق والمجانبة للحق الذي وقعوا فيه عائد اما الى فساد النية او والى فساد العلم او لفساد هذين الامرين معا. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في احد مصنفاته بعد روايته لحديث الافتراق قال رحمه الله تعالى وهذا الاختلاف المذموم من الطرفين يكون سببه تارة فساد النية لما في النفوس من البغي والحسد وارادة العلو في الارض ونحو ذلك فيجب لذلك ذم قول غيرها. يعني ما قام في قلب اصحاب هذه الفرق من حب العلو وحسد الاخرين والبغي تجده يذم يذم الاخرين حتى مع علمه بانهم على الحق بغيا وحسدا وطلبا للعلو في الارض. وهذا راجع لفساد نية هذا المرء. فيجب لذلك اي عند هذا ذم قول غيرها او فعله. او غلبته ليتميز عليه. او يجب قول آآ او يحب قول من في نسب او مذهب او بلدة او صداقة او نحو ذلك. لما في قيام قوله من حصول الشرف والرئاسة وما اكثر هذا من بني ادم وهذا ظلم. وهذا كله راجع لفساد النية. قال ويكون سببه تارة جهل المختلفين بحقيقة الامر. جهل المختلفين بحقيقة الامر اي فساد العلم في لأ. الذي يتنازعان فيه او الجهل بالدليل الذي يرشد به احدهما الاخر. او هل احدهما بما مع الاخر من الحق في الحكم او في الدليل؟ وان كان عالما بما مع نفسه من الحق حكما ودليلا فالحاصل ان هذا الافتراق يرجع في الجملة اما الى فساد اه النية او الى فساد العلم او لفساد هذين الامرين معا نعم. قال حدثنا ابو بكر بن ابي داود قال حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا معاذ قال حدثنا ابن عون عن محمد يعني ابن سيرين قال كانوا يقولون اذا كان الرجل على الاثر فهو على الطريق. ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا الاثر عن محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى قال كانوا يقولون اذا كان الرجل على الاثر كان على الطريق اذا كان على الاثر كان على الطريق. والمراد الطريق اي ما كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه اي طريق الحق وصراط الله المستقيم قد مر معنا قول الله سبحانه وان هذا صراطي مستقيما. فالذي على الطريق هو الذي على الاثر. ومن لم يكن على الاثر اي اثر النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته آآ الكرام رضي الله عنهم فانه منحرف عن الطريق منعطف عن الجادة. فلا يكون المرء على الطريق اي طريق الحق والهدى. الا اذا كان مستمسكا بما كان عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين للزوم الحق والاستمساك به وان يعيذنا اجمعين من الاهواء والبدع وان يوفقنا للزوم السنة والاستمساك بها والاعتصام بحبل بحبل الله المتين اعطه المستقيم وان يعيذنا من سبل الضلال وطرائق الباطل وان يهدينا اليه صراطا مستقيما ونعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت صراحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين المؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا