الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن حسين الانجري رحمه الله تعالى باب ذكر خوف النبي صلى الله عليه وسلم على امته وتحذيره اياهم سنن من قبلهم من الامم قال حدثنا احمد بن يحيى الحلواني فقال حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا ابن ابي ذئب عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأخذن امتي باخذ الامم والقرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع. قيل يا رسول الله كما فعلت فارس والروم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الناس الا اولئك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الامام الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر خوف النبي صلى الله عليه وسلم على امته تحذيره اياهم سنن من قبلهم من الامم هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى فيما ساقه من تراجم في اول كتابه المبارك كتاب الشريعة تحذيرا من التشبه بمن كان قبلنا من امم الكفر والضلال وساق رحمه الله تعالى روايات عديدة فيها تحذير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم امته من ذلك وايضا فيها خوفه عليه الصلاة والسلام على امته من ذلك. من ان تتبع لساننا من كان قبلها من امم الكفر والضلال بل وفيها اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع ذلك وانه امر واقع لا محالة في الامة الا من سلمه الله وعافاه ووقاه ونجاه والا فان الامر واقع واخبار النبي عليه الصلاة والسلام انه واقع هو اخبار من باب الانذار والتحذير يحذر امته كاخباره عن بعض اشراط الساعة في مقام الانذار منها والتحذير واهمية اخذ الحيطة وكل ذلك من النصح نصحه عليه الصلاة والسلام لامته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ذكر خوف النبي عليه الصلاة والسلام على امته وتحذيره اياهم سنن من قبلهم من من الامم تجمع الترجمة امرين الاول الخوف على الامة من سنن من كان قبلنا والامر الثاني التحذير تحذير الامة من ذلك والاحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى تشتمل امرين لتتبعن سنن من كان قبلكم فهذه الجملة هي خبر لامر واقع يخاف النبي عليه الصلاة والسلام على امته منه وفي الوقت نفسه يتضمن التحذير والانذار من اتباع سنن من كان قبلنا من الامم ساق رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأخذن ان امتي باخذ الامم والقرون قبلها شبرا بشبر باخذ القرون قبلها اي بمأخذ القرون قبلها ومسلكهم فاخذ امته باخذ القرون قبلها اي ان امته ستسلك مسلك القرون التي قبلها وتأخذ مأخذهم ولا ينجوا من ذلك الا من نجاه الله وعافاه. والا كل اخذ بنصيب من جاهلية وظلال الامم التي قبل امة محمد عليه الصلاة والسلام الا من عافاه الله وسلمه ووقاه لتأخذن امتي باخذ الامم والقرون قبلها شبرا بسبر وذراعا بذراع قوله شبرا بسبر وذراعا بذراع فيه ان هذا الاخذ بما كانت عليه القرون قبلنا ليس اخذا بما كانوا عليه جملة وانما هو اخذ بالتفصيل شبرا شبر شبرا بشبر ذراعا بذراع فهو ليس اخذا بما كانوا عليه اجمالا وانما هو اخذ بما كانوا عليه تفصيلا شبرا بشبر ذراعا بذراع هذا اشارة الى ان الاخذ اخذ تفصيلي لكل ما كانوا عليه من اه اه اعمال وجاهلية وظلال شبرا بشبر وذراعا بذراع قيل يا رسول الله كما فعلت فارس والروم خصوا بالذكر لانهم اكبر امتين من امم الضلال وعندهم من صنوف الضلال والانحراف الشيء الكثير فمباشرة جاء في اذهان الصحابة هاتين الامتين الكبيرتين اللتين هما اكبر امم الظلال قالوا كما فعلت فارس في الروم اي بما عندهم من أنواع الضلال والباطل صنوف الانحراف هاتين الامتين الكبيرتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الناس الا اولئك ومن الناس الا اولئك فبين عليه الصلاة والسلام ان امته تأخذ مأخذ القرون قبلها وفارس كانت امة مجوسية والروم كانت كانوا اهل كتاب وهذا فيه ان الامة تأخذ بانواع الانحراف سواء ما كان عليه اهل المجوسية والالحاد او ما كان عليه من كان منحرفا من اهل الكتاب في اعيادهم وطقوسهم وعباداتهم وصنوف انحرافاتهم كل ذلك اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان امته ستأخذ باخذ هذه الامم والقرون قبلنا وهذا الذي ذكره نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جاء تصديقه في كتاب الله سبحانه وتعالى كما قال الله جل وعلا فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا سنيد بن داوود قال حدثني حجاج قال قال ابن جريج اخبرني زياد بن سعد بن محمد بن زيد بن المهاجر عن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ثم اورد رحمه الله تعالى الحديث حديث ابي هريرة من طريق اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بسبر وذراعا بذراع وباعا بباع اي ان هذا الاتباع للسنن والسنن هو الطرائق والمسالك التي كانت عليها الامم التي قبلنا اتباع تفصيلي شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع وذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان هذا الاخذ التفصيلي لما كانوا عليه شامل حتى للامور الدقيقة والامور الوعرة والامور المكلفة المجهدة حتى هذه الاشياء يطالها هذا الاتباع ويوجد في الامة من يكون كذلك في اتباع من قبلنا حتى في الامور الوعرة والمنزلقات الشديدة قال حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وخص عليه الصلاة والسلام جحرا الظب من بين جحور الزواحف وهي كثيرة جدا لان جحر الظب يتميز عن غيره من جحور الزواحف بانه ملتوي التواء شديد في الارض ملتوي التواء شديدا في الارض ومن اراد ان يحفر ليمسك به يصعب عليه ذلك لان التواء التواء شديد وايضا اضافة الى التوائه فهو ضيق فلو دخلوا مداخل ظيقة وملتوية التواء شديدا لفعلتم مثلهم لفعلتم مثلهم فذكر عليه الصلاة والسلام جحر الضب مثالا لذلك وبالمثال يتضح المقال قال حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. وجحر الضب فيه الضيق وفيه الالتواء الشديد فالمعنى حتى لو دخلوا مداخل ظيقة ووعرة وملتوية التواء شديدا وموغلة في الضلال والباطل لا وجد في الامة من يفعل ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا زهير بن محمد قال اخبرنا اسماعيل بن ابي اويس قال حدثنا كثير ابن عبد الله ابن عمر ابن عوف المزني عن ابيه عن جده قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة فجاءه جبريل عليه السلام بالوحي فذكر حديثا طويلا قال فيه جاءكم جبريل عليه السلام يتعاهد دينكم لتسلكن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن بمثل اخذهم ان شبرا بشبر وان ذراعا بذراع وانباعا بباع حتى لو خلوا جحر ضب لدخلتم فيه. نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث هو بمعنى الذي قبله قال الا تسلكن سنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل اي خطوة خطوة في كل ما يسلكونه من خطى ويسيرون فيه من دروب ومسالك كل ذلك سيقع في الامة على نحو التفصيل الذي وقع في الامم التي قبلنا قال حذو النعل بالنعل حذو النعل بالنعل والنعل هو التي او هي التي يخطأ او يخطو عليها المرء لما يريده من المسالك سواء كانت مسالك خير او مسالك شر فما سلكته الامم وسارت فيه من دروب الامم التي قبلنا سيوجد في الامة من يسلك تلك المسالك نفسها ويخطو تلك الخطى نفسها كما وجدت في الامم التي قبلنا ولتأخذن بمثل اخذهم ان شبرا بشبر وان ذراعا بذراع وانباعا بباع اي ان هذا الاخذ كممر اخذ تفصيلي بما كانت عليه الامم التي قبل امة محمد عليه الصلاة والسلام. وقوله حتى لو دخلوا جحر ضب اه لدخلتموه او لدخلتم فيه اي حتى لو كان المسالك التي سلكوها ظيقة ووعرة وملتوية وموغلة في الظلال والباطل سيوجد في الامة من يسلك تلك المسالك ونبينا عليه الصلاة والسلام لم يقل ذلك لمجرد او للاخبار المجرد بذلك وانما اخبر بذلك على وجه الانذار والتحذير فهو يقول ذلك محذرا امته ومنذرا لها من هذا الاتباع اي اي وهذا الامر وان كان حاصلا كونا وقدرا وواقعا في الامة آآ لا محالة فاحذروا ذلك ليحذر كل واحد منكم ان لا يكون من هؤلاء المتبعين لسنن من كان قبلنا وذلك بالاستعانة بالله جل في علاه وبالمجاهدة للنفس على الخلاص من هذا الاتباع والسلامة منه. نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا علي ابن الجعد قال اخبرنا عبد الحميد ابن بهرام قال حدثنا شهر يعني ابن حوشب قال حدثنا عبد الرحمن ابن غنم ان شداد ان اوس حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليحملن شرار هذه الامة على سنن الذين خلوا من قبلهم حذو القذة بالقذة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو ايضا بمعنى ما سبق ليحملن شرار هذه الامة على سنن الذين خلوا من قبلهم حذو القذة بالقدة. والقدة هي ريشة السهم واذا نظرت في ريش السهم تجدها متساوية لا لا تكاد اطلاقا تجد فرقا بينها تقطع كل واحدة على نحو الاخرى ويضرب به المثل في الامرين المتطابقين المتساويين المتماثلين فقوله عليه الصلاة والسلام حذو القذة بالقذة اي سيوجد تطابق في كل الاعمال التي يقومون بها على وجه التفصيل مثل ما مر معنا ذراعا بذراع شبرا بسبر باعا بباع وقوله ليحملن شرار هذه الامة فيه ان من حصل منه هذا الاتباع للامم التي قبلنا فان فيه من الشر بحسب ما وقع فيه من اتباع لهم فيه ان من وقع في هذا الاتباع لسنن من كان قبلنا من امم الضلال ففيه من الشر بحسب ما وقع منه من اتباع للامم التي قبلنا فكلما اخذ المرء بمأخذ الامم التي قبلنا ومسالكهم فقد اخذ من الشر بحسب اخذه من سننهم ومسالكهم قال لا لا يحملن شرار هذه الامة ففي ان هذا الشر الذي في الامة بحسب هذا الاتباع لسنن من كان قبلنا وكل ذلك كما قدمت قاله النبي عليه الصلاة والسلام تحذيرا وانذارا لامته نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق بن ابي حسان من الانماطي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا عبد الحميد بن الحبيب بن ابي قال حدثنا الاوزاعي قال حدثنا يونس ابن يزيد عن الزهري عن الصنابوحي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال لتتبعن اثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا تخطئنكم ولتنقضن عرى الاسلام ولا تنقض ولا تنقضن عرى الاسلام عروة فعروة. ويكون اول نقضها الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وحتى يقول اقوام ذهب النفاق من امة محمد. فما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بصلاة بينهم اولئك المكذبون بالقدر وهم اسباب الدجال وحق على الله ان يلحقهم بالدجال ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث حديث حذيفة اه ابن اليمان اه اه رضي الله عنه موقوفا قال لتتبعن اثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم وهذا بمعنى اه الذي قبله بمعنى الذي قبله ان هذه الامة ستأخذ آآ اثر من كان قبلنا والمراد بالاثر اي السنن كما تقدم في الروايات اثر من كان قبلنا اي من امم الكفر والضلال حذو النعل بالنعل حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم اي طريقهم ففيه ان ما كان فيه من قبلنا من صنوف الضلال سيوجد نظيره ومثله في هذه الامة لا لا تخطئوا هذه الامة شيئا من ذلك ولا يخطئها ايضا لشيء مما كان عليه اه من اه مما كان عليه من الامم التي قبلنا. قال لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم. ولتنقضن عرى الاسلام عروة فعروة وهذا الانتقاض لعرى الاسلام عروة فعروة هو بسبب الصدود والاعراض الذي يقع في الناس والبعد عن هدايات الاسلام وتعاليمه والالتفات الى امم الكفر اخذا عنها وتلقيا منها واعجابا بها وميلا الى ما عندها من مسالك وطرائق وحبا لها فتكون الجوارح بسبب ذلك متابعة لتلك الامم مقلدة لها وهذا من اه الظعف الذي يقع في الناس والرقة في الدين فيصبح التفاتهم الى الامم الكافرة يحاكون افعالهم ويقلدونهم في اعمالهم واعيادهم مناسباتهم تقاليدهم وعاداتهم وسائر شؤونهم وسائر شؤونهم وهذا كله من ضعف الدين. ورقة الايمان والبعد عن هدايات اه الاسلام لتنقضن عرى الاسلام عروة فعروة ويكون اول نقظها الخشوع حتى لا ترى خاشعا وهذا فيه عظم شأن الخشوع في الصلاة والاخبات الى الله سبحانه وتعالى وانه باذن الله صمام امان للمرء من هذا الاتباع والصلاة كما انها معونة العبد على فعل الخيرات استعينوا بالصبر والصلاة فانها في الوقت نفسه مزدجر للعبد عن المحرمات والشرور والمنهيات ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فالصلاة معونة ومزدجر ولهذا ذكر الصلاة والخشوع فيها لانه اذا ذهب الخشوع عن القلب في صلاة المرء وذهب الاخبات يمرض اه القلب ويتسلل اليه من اعمال الجاهلية وامورها ما يتسلل بسبب ضعف هذا القلب قال ويكون اول نقضها الخشوع حتى لا ترى خاشعا وحتى يقول اقوام ذهب النفاق من امة محمد ذهب النفاق من امة محمد اي ان انه لا وجود له مع ان اماراته علاماته الشواهد على وجوده وكثرته قائمة. ولهذا قال فما بال الصلوات الخمس فما بال الصلوات الخمس اي لا يحافظ عليها ولا يعتنى بها وكانت امارة كانت امارة كان التهاون فيها والتفريط والاظاعة امارة على النفاق عند الصحابة رضي الله عنهم حتى كانوا يقولون وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق فكيف يقال ذهب النفاق والتفريط في الصلاة موجود والتهاون فيها موجود والتضييع لها موجود وكان معدودا في امارات النفاق علامات الواضحة التفريط في هذه الصلوات الخمس والاضاعة لها والاهمال قال فما بال الصلوات الخمس لقد ظل من كان قبلنا حتى ما يصلون بصلاة بينهم وذكر الصلاة هذا الذكر المتكرر في هذا الخبر دليل على عظم شأن الصلاة واهمية المحافظة عليها وان الصلاة نجاة نجاة صاحبها وفلاح في دنياه واخراه قد ذكرت الصلاة عند نبينا صلى الله عليه وسلم فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة قال اولئك المكذبون بالقدر اولئك المكذبون بالقدر ومن ضلال هؤلاء تكذيب القدر اي ان افعال العباد ليست واقعة تقدير الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فئات من اه اهل الضلال ومن اه اهل البدع قال وهم اسباب الدجال لان وجود هؤلاء مثل التوطئة والتهيئة للدجال وخروجه في الناس وحق على الله ان يلحقهم بالدجال وحق على الله ان يلحقهم بالدجال نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى من تصفح امر هذه الامة من عالم عاقل علم ان اكثرهم العام منهم امورهم على سنن اهل الكتابين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سنني كسرى وقيصر وعلى سنن اهل الجاهلية وذلك مثل السلطنة ومثل السلطنة واحكامهم واحكام العمال والامراء وغيرهم وامر المصائب والافراح والمساكن واللباس الحلية والاكل والشرب والولائم والمراكب والخدم والمجالس والمجالسة والبيع والشراء والمكاسب من جهات كثيرة واشباه لما ذكرت يطول شرحها تجري بينهم على خلاف الكتاب والسنة وانما يجري بينهم على سنن من قبلنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الله المستعان ما اقل من يتخلص من البلاء الذي قد الناس ولن يميز هذا الا عاقل قد ادبه العلم. والله الموفق لكل رشاد والمعين عليه. نعم هذه خلاصة ختم بها رحمه الله تعالى ما ساقه من روايات واحاديث في هذه الترجمة وبين رحمة الله عليه ان هذا الاخذ بسنن من كان قبلنا من امم الكفر والضلال هو اخذ على وجه التفصيل على المستوى العام والخاص على المستوى العام والخاص وان ذلك يتناول تفاصيل اعمال الناس في المناسبات مثلا المفرحة وفي الامور المحزنة وفي الالام وفي المصائب وفي آآ غير ذلك يحاكون الكفار و يقلدونهم ويفعلون مثل فعلهم آآ شبرا بشبر ذراعا بذراع باعا بباع كما اخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وكما قدمت انما ذكر ذلك عليه الصلاة والسلام من باب الانذار والتحذير وقول المصنف رحمه الله ما اقل من يتخلص من البلاء الذي قد عم الناس ولن يميز هذا الا عاقل قد ادبه العلم فيه التنبيه على اهمية العلم وان العلم نجاة لصاحبه وذلك ان العلم نور لا يمكن ان يميز بين جاهلية هداية بين كفر وايمان بين سنة وبدعة بين حق وباطل الا بالعلم فالعلم فالعلم نور لصاحبه ووظياء يميزه فيه اه بين الحق والباطل والهدى والضلال والعلم يؤدب صاحبه وذلك لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لحسن التفقه في الدين مبتغيا بهذا التفقه وجه رب العالمين رضاه سبحانه وتعالى واختم هذا الباب بنقل آآ عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عظيم الفائدة قاله رحمه الله هو في سياق كلامه عن هذا الحديث لتتبعن سنن من كان قبل قبلكم. قال واعلم ان العناية بهذا من اشد ما بالانسان الحاجة اليه فان الانسان من حين يبلغ خصوصا في هذه الازمنة ونحوها يتكلم عن زمانه رحمه الله خصوصا في هذه الازمنة ونحوها من ازمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه فان الانسان الذي ينشأ بين اهل علم ودين قد يتلطخ من امور الجاهلية بعدة اشياء فكيف بغير هذا انتبه يقول رحمه الله فان الانسان الذي ينشأ بين اهل علم ودين قد يتلطخ من امور الجاهلية بعدة اشياء فكيف بغير هذا؟ كيف المسلم الذي نشأ في موطن ليس فيه علم وليس فيه آآ اهل دين يوجهونه كيف كيف يكون تلطخ مثل هذا بامور الجاهلية؟ اذا كان من ينسى بين اهل علم ودين يصاب من امور الجاهلية بما يصاب به فكيف بمن اصلا ما نشأ بين اهل علم ودين وكيف بمثل هذا الزمان الذي كثرت فيه الوسائل ووسائل الاتصال بين فبين عموم الناس مسلمهم وكافرهم وجاءت هذه البرامج من خلال وسائل اتصال التي آآ حرفت كثير من الشباب وذهبت بعقولهم وقلوبهم واصبح كثير منهم ليس له هم الا محاكاة الكفار و التقليد لهم والاتباع لسننهم وكل ذلك مصداق لما اخبر عنه النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا ينجو الا من نجاه الله عز وجل وجاهد نفسه ليزمها بزمام الحق والهدى معتنيا بالعلم والتفقه في دين الله ومعتنيا بالعمل والقيام بطاعة الله ومجاهدا لنفسه على البعد عن وسائل اه الانحراف طرائق الباطل والحافظ هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له نسأله جل في علاه ان يحفظنا في انفسنا واهلينا وذرياتنا وان يعيذنا من منكرات الاخلاق الاهواء والادواء وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب واحب ان انبه ان من يرغب في الحصول على نسخة من كتاب الشريعة الاجر رحمه الله وخاصة ممن ليس معه نسخة من هذا الكتاب فيرغب في الحصول على نسخة وايضا يحرص على المواظبة على هذا الدرس فليراجع اخونا الكريم عبدالحكيم الصبحي للتنسيق معه في الحصول على اه نسخته ونسأل الله ان يتولانا اجمعين التوفيق والسداد والمعونة على كل خير اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا