الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذم الخوارج وسوء مذاهبهم واباحة قتالهم وثواب من قتلهم او قتلوه. لم يختلف العلماء قديما وحديثا ان الخوارج قوم سوء عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وان صلوا وصاموا وان صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم ويظهرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم لانهم يتأولون القرآن على ما يهوون يموهون على المسلمين وقد حذر الله تعالى منهم وحذر النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم الخلفاء الراشدون وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده. وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم باحسان. والخوارج هم الشراه الانجاس الارجاس. ومن كان على مذهبهم من سائر يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا ويخرجون على الائمة والامراء ويستحلون قتل المسلمين فاول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم فقال اعدل يا محمد فما اراك تعدل؟ فقال ويلك فمن يعدل اذا لم اكن اعدل؟ فاراد عمر رضي الله عنه قتله فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله. واخبر ان هذا واصحابا له يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين وامر في غير حديث بقتالهم وبين فضل من قتلهم او قتلوه ثم انهم خرجوا بعد ذلك من بلدان شتى واجتمعوا واظهروا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان ابن عفان رضي الله عنه وقد اجتهد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في الا يقتل عثمان فما اطاقوا وعلى ذلك رضي الله عنهم ثم خرجوا بعد ذلك على امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ولم يرضوا بحكمه قولهم وقالوا لا حكم الا لله. فقال علي رضي الله عنه كلمة حق ارادوا بها الباطل. فقاتلهم علي رضي الله عنه فاكرمه الله تعالى بقتلهم واخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم او قتلوه وقاتل معه الصحابة فصار سيف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في الخوارج سيف حق الى ان تقوم الساعة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة فعين اما بعد فهذا باب عقده الامام الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الشريعة عقده في ذم الخوارج والتحذير منهم وبيان عظيم ظررهم وكبير خطرهم وآآ كثرة الاحاديث عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في التحذير منهم وذمهم وبيان خطرهم حتى بلغت من كثرتها حد التواتر المعنوي في ذم الخوارج والتحذير منهم وهكذا جاءت النقول عن الصحب الكرام عن الخلفاء الراشدين تدين وغيرهم من اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في ذم الخوارج. وصيتي عند المصنف باب ساق تحته الكثير من الاحاديث والاثار في ذم الخوارج والتحذير منهم وفي هذا الباب ذكر خلاصة منتقاة من عموم الادلة في ذم الخوارج تضمنت عظم ضلال هذه الفئة والفرقة من من فرق الضلال وانهم عصاة لله ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه وانه هم شر عظيم على انفسهم وعلى الناس. لان الخارجي شره ليس قاصرا على نفسه بل شره على نفسه وعلى الناس. شره مستفحل ومتعدي. وجنايته ليست بالهينة. بل جناية مضرتها عظيمة جدا على نفسه هو وعلى الناس عموما ولهذا كان خطرهم عظيما وضررهم جسيما على انفسهم وعلى المجتمعات. ولهذا تكاثرت اه النصوص في ذمهم تحذير منهم وبيان عظيم شرهم وعظيم خطرهم مما سيأتي شيء منه عند المصنف رحمه الله تعالى. واشار رحمه الله الى ان هؤلاء لا يغتر بهم بما بما يظهر عليهم من كثرة عبادة وكثرة الصلاة وكثرة الصيام وقراءة للقرآن كثرة لا يغتر بذلك لان هذه الاعمال وان كانت صالحة الا ان حال هؤلاء سيئة جدا ونهجهم نهج قبيح. فلا يغتر بما يظهر عليهم من عناية بالصلاة او الصيام او التلاوة للقرآن حتى وان كثر ذلك. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم في اثناء ذمه للخوارج وتحذيره منهم وبيان مروقهم من الدين قال كما سيأتي معنا في في الاحاديث مخاطبا الصحابة وهم خير العباد رضي الله عنهم وارضاهم قال تحقرون صلاتكم مع صلاتهم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم. اي انهم يصلون ويصومون ويقرأون القرآن ويعتنون بهذه الاعمال لكنهم على غير هدى اشربت قلوبهم بالضلالة والعياذ بالله واشربت قلوبهم بالفتنة فلم ينتفعوا كما سار المصنف رحمه الله لم ينتفعوا صلاة ولا صيام ولا قراءة للقرآن لان القرآن وان كانوا يقرأونه بالكثرة الا انه لا يجاوز حناجرهم لا يفقهون القرآن. بل يتأولونه على غير معناه. ويحملونه على غير مراده وفق اهوائهم واغراضهم مبتغياتهم ومقاصدهم فتجد الاية يحتجون بها في غير محلها وينزلونها في غير منزلها. وموضعها يتأولون كتاب الله سبحانه وتعالى نعم فهم وان قرأوا القرآن الكثرة ان الا انهم لا ينتفعون بهدايات القرآن وارشاداته ومن صفتهم انهم يظهرون الامر بالمعروف. والنهي عن المنكر والغيرة على احوال الامة لكن لما كان لما كان حالهم على غير هدى كانت معاملتهم في الانكار معاملة على غير هدى والنتيجة ان عملهم افساد لا يصلح فيه وان كان في الظاهر انكار المنكر وعمل على القضاء على المنكرات والاجهاز عليها لكن لما كان عملهم على غير هدى اصبح اه عملهم في انكار في انكار المنكر افسادا وتهييجا الفتن والسرور في في المجتمعات. ولهذا قال رحمه الله تعالى يظهرون الامر بالمعروف. والنهي عن المنكر يظهرون لهم المعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم. فلما المعروف والنهي عن المنكر من من اعظم الاعمال ومن اهم الواجبات الدينية وهؤلاء يظهرونه ومع ذلك يقول رحمه الله ليس بنافع لهم. لماذا؟ لان امرهم بالمعروف ليس بالمعروف. وانكارهم للمنكر قائم على المنكر نفسه. فكان عملهم ليس قائما وفق مقاصد الشريعة مقاصدها العظيمة وغاياتها الحميدة من جلب المصالح ودرء فاسد بل اعمالهم في غالبها الاعم جلب للمفاسد. على انفسهم وعلى المجتمعات. ولهذا لكانوا شرا عظيما جاءت النصوص الكثيرة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته محذرة منهم وجاءت ايضا عن الخلفاء الراشدين وعن الصحب الكرام وعن التابعين لهم باحسان كما اشار رحمه الله تعالى الى ذلك وكما سيأتي ايضا جملة من النقول في ذلك قال الخوارج هم الشراة. الخوارج هم السرات وهذا لقب من الالقاب التي يلقبون بها يلقبون بالشراة ويلقبون بالخوارج يلقبون الحرورية لانهم قطنوا حوروراء يلقبون بالقاب عديدة باعتبارات فهم يلقبون اه بالسراة قيل لعظم شرهم يقال الشر اي تفاقم وتزايد فلعظم شرهم على انفسهم لقبوا بالشراه. وهم انفسهم. يلقبون انفسهم بالشراه ويقولون عن انفسهم انهم شروا انفسهم وباعوا انفسهم لله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. والافعال المنكرة التي يقومون بها زعما انهم يقومون بها قضاء على المنكرات وقضاء على الفساد وقضاء على الشر. كل تلك الافعال يقومون بها تحت هذا المسمى تحت هذا المسمى وانهم شراة شروا انفسهم ابتغاء مرضات الله. ولهذا يفعلون الافعال المنكرة العظيمة المحرمة ويقرأون هذه الاية مثل ما فعل احد احد رؤوسهم وكبارهم عندما قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه والذي قتله رأس من رؤوس هؤلاء قتل عليا وهو خير الناس رضي الله عنه في زمانه رضي الله عنه وارضاه زعما منه انه انقضى على رأس من رؤوس الضلالة بزعما من هذا الخارجي انه قضى على رأس من رؤوس الضلالة. وعندما رفع سيفه ليقتل عليا تلا الاية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. فاعمالهم تلك سنيعة المنكرة وجرائمهم الفظيعة. وجناياتهم البليغة يفعلونها ويعدون انفسهم سراتا. اي ان هذه الافعال يشرون بها انفسهم ابتغاء مرضات الله وطلب رضوانه. وهل يشترى رضوان الله بالفساد والافساد والظلم والتجني على العباد والتعدي لحدود الشريعة والمخالفة لاحكام الله واتباع الاهواء والاغراظ الدنيئة بل والطمع في الدنيا انه كما سيأتي ان الغالب ان من وراء خروجهم طمعهم في وكون قلوبهم اسربت في تحصيلها وحسدهم الشديد لمن اوتيها وجاءت اه جاء هذا المعنى في بعض النصوص التي جاءت في ذمهم والتحذير منهم بل ان بدايات خروجهم انما كانت الطمع في الدنيا والعمل على تحصيلها. قال والخوارج هم الصورة الانجاس الارجاس. ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا. ويخرجون على الائمة والامراء ويستحلون قتل المسلمين يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان كما وصفهم بذلك النبي عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله الله فاول قرن طلع منهم على عهد رسول الله. اول قرن طلع منهم على عهد رسول لله صلى الله عليه وسلم والخوارج قرون تنبت بين وقت واخر في المجتمعات ولا يترتب تبعنا وجود هؤلاء اي منفعة للاسلام ولا للمسلمين بل هم مضرة مضرة عظيمة جدا ومن لله سبحانه وتعالى لا ينبت قرن الا ويقطع. لا ينبت قرن من قرون هؤلاء الا ويقطع فهم قرون قرون تنبت بين وقت واخر. واول قرن طلع من هؤلاء الخوارج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم ويقسم الغنائم. لو كان اعطي نصيبا وافرا منها لما تكلم لكن الدنيا جاءت به. والطمع فيها جاء به. وطعن في عدل النبي عليه الصلاة والسلام وهو اعدل الناس صلوات الله وسلامه عليه قال اتق الله يا محمد اعدل طعن في عدله ومن وراء هذا الطعن منه في عدل النبي صلى الله عليه وسلم طمع في طمعه في الدنيا. ولهذا ذكر العلماء ان السبب الاكبر السبب الاكبر هو هذا الطمع مثل ما حصل من القرن الاول من قرون الخوارج وهو هذا الرجل الذي طعن في عدل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو يقسم الغنائم. ونبينا عليه الصلاة والسلام عندما قسم القنائم كان يراعي مصالح الشريعة. ومقاصدها. وكان من حكمته العظيمة عليه الصلاة والسلام التألف ولا سيما الكبراء في اقوامهم يتألفهم بشيء من المال لان دخولهم في الدين له اثره على من تحتهم له اثره العظيم على من على من تحتهم. فكان عطاء النبي عليه الصلاة والسلام لمصلحة شرعية عظيمة جدا. فكان يعطي رجل وغيره احب اليه منه مراعاة لمثل هذه المقاصد. مراعاة لمثل هذه المقاصد. المصالح جاء جلب المصالح ودرء المفاسد. ومثل هذه المقاصد الشرعية لا اعتبار لها عند الخوارج جلب المصالح ودر المفاسد هذه لا اعتبار لها عندهم. فجاء وطعن في عدل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ويقسم الغنائم قال اعدل يا محمد فما اراك تعدل. هذا طعن في عدل امام اهل العدل صلوات الله وسلامه عليه فقال ويلك فمن يعدل اذا لم اكن اعدل؟ نعم والله من يعدل اذا لم يعدل؟ امام الخلق الورى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فاراد عمر رضي الله عنه قتلى منعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله واخبر ان هذا واصحابا له يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين. وامر في غير حديث بقتالهم وبين فظل من قتلهم او قتلوه. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التفسير في تقرير معنى نفسه الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى يقول واول بدعة وقعت في الاسلام فتنة الخوارج وكان مبدأهم بسبب الدنيا. وكان مبدأهم بسبب الدنيا مبدأ خوارج ونشأتهم الطمع في الدنيا. ليس لهم فيها رئاسة وليس عندهم مال. وليس عندهم ثراء فقام في قلوبهم طمع في الدنيا دخلوا مثل هذا المدخل واتى هذا القرن اول منهم الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال اعدل ما اراك تعدل يقول مخاطبا نبي الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وكان مبدأ بسبب الدنيا حين قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة انه لم يعدل في القسمة. ففاجئوه بهذه المقالة. فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة بقر الله خاصرته اعدل فانك لم تعدل. اعدل فانك لم تعدل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل وانظر هذا اللطف وهذا النصح في مثل هذا الموقف الموقف الذي لا لا يحتمل ولا يطاق فقال عليه الصلاة والسلام لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل ايأمنني على اهل الارض اي في وحيه وتنزيله ولا تأمنونني؟ في في حفنة من المال وقليل من المال يأمنني على اهل الارض في وحيه وابلاغ دينه يأمنني اي من في السماء رب العالمين سبحانه وتعالى. ولا تأمنونني فلما فالرجل اي ولى وذهب استأذن عمر ابن الخطاب وفي رواية خالد ابن الوليد ولا بعد في الجمع رسول الله صلى الله الله عليه وسلم في قتله. فقال دعه فانه يخرج من ضئضئ هذا اي من جنسه قوم يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم. وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. فاينما لقيتموهم فاقتلوهم. فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم. ثم كان ظهورهم ايام علي ابن ابي طالب وقتلهم بالنهروان. ثم تشعبت منه شعوب وقبائل واراء واهواء ومقالات ونحل كثيرة. منتشرة. ثم نبعت القدرية ثم والمعتزلة ثم الجهمية وغير ذلك من البدع التي اخبر عنها الصادق المصدوق في قوله تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى قال الاجر رحمه الله ثم انهم خرجوا بعد ذلك من بلدان شتى واجتمعوا واظهروا امر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة. فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد اجتهد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في الا يقتل عثمان فما اطاقوا ذلك رضي الله عنهم وارضاهم. ثم خرجوا بعد ذلك على امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ولم يرضوا بحكمه واظهروا قولهم وقالوا لا حكم الا لله. فقال علي رضي الله عنه كلمة حق ارادوا بها باطل فقاتلهم علي رضي الله عنه فاكرمه الله بقتلهم واخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم او قتلوه قاتل معه الصحابة فصار سيف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في الخوارج سيف حق الى ان تقوم الساعة. الى ان الساعة الحاصل ان الخوارج شرهم عظيم وآآ بلاؤهم مستطير وجناياتهم فظيعة ومتعدية والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام حذر منه هم اشد التحذير في غير ما حديث وهذه مقدمة وخلاصة ذكرها رحمه الله تعالى ثم عقد بابا في سوق السنن والاثار في ذكر في اه بيان آآ ذكره من خلاصة رحمه الله تعالى نعم. قال رحمه الله تعالى باب ذكر السنن الاثار فيما ذكرنا. قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا عيسى ابن حماد. زغبة قال اخبرنا الليث ابن سعد عن يحيى ابن سعيد عن ابي الزبير عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من حنين ان وفي ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها فيعطي منها فقال محمد اعدل فقال ويلك ومن يعدل اذا لم اكن اعدل لقد خبت وخسرت اذا لم اكن اعدل. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله دعني فاقتل هذا المنافق. فقال معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي. ان هذا اصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية. قال وحدثنا وقال وحدثنا ابو احمد هارون بن يوسف هارون بن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر يعني محمد العدني يعني محمد العدني قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن ابي الزبير عن جابر عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم الغنائم بالجعرانة غنائم حنين والتبر في حجر بلال فقال له رجل يا رسول الله اعدل فانك لم تعدل. فقال ويلك فمن يعدل اذا لم اكن اعدل فقال عمر دعني يا رسول الله اظرب عنقه فقال لا دعه فان هذا في اصحاب له يقرأون القرآن فلا يجاوز تراقيه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا ابن مقرئ قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم الغنائم بالجعران فقام رجل فقال اعدل فانك لم تعدل فقال ويحك. فمن يعدل اذا لم اكن اعدل؟ فقال عمر رضي الله عنه دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال دعه فان مع هذا اصحابا له او في اصحاب له يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من من الدين كما يمرق السهم من الرمية. هذه الترجمة وهذا الباب عقده رحمه الله تعالى لسوق السنن ان الرسول صلى الله عليه وسلم والاثار عن الصحابة الكرام فيما ذكره رحمه الله من خلاصة في ذم الخوارج والتحذير منهم. وبدأها بدأ هذه الاحاديث بهذا الحديث عن جابر رضي الله عنه وساقه من طرق وهو ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منصرفه صلوات الله وسلامه عليه من حنين وفي ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها فيعطي منها. من الفضة التي في في ثوبه. صلوات الله وسلامه عليه. وفي هذا العطاء كما قدمت يراعي قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد وتحقيق الخير وتأليف اه القلوب يراعي صالح الشريعة العامة ومقاصدها العظيمة. فهو يعطي بعدل وحكمة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فقال يا محمد قال هذا الرجل وهو ذو الخويصرة التميمي كما جاء اه مصرحا باسمه في اه بعظ الاحاديث ومنها حديث ابي سعيد الخدري الاتي عند المصنف رحمه الله قال اعدل يا محمد. فقال ويلك. ومن يعدل اذا لم اكن اعدل؟ قوله اعدل يا يا محمد فيه ما سبق الاشارة اليه ان بداية فتنة الخوارج واول ظهور قرن الخوارج كان من ورائه الطمع في الدنيا. كان من ورائه الطمع في الدنيا. فلما رأى هذه الاموال تنفق لبعض الكبراء بمقاصد عظيمة كان ينفقها النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء من اجلها جاء وطعن في عدل النبي عليه الصلاة والسلام. ومن وراء طعنه في عدل النبي عليه الصلاة والسلام طمعه من وراء عدله طمعه في المال. طمعه في المال. فبداية ظهور اه هؤلاء بداية ظهورهم هو هذا الطمع. ومذهب الخوارج مذهب متوارث فاذا كان اولهم انما برز قرنه طمعا في المال فخلفوه مثله. خلفوا مثله فلكل قوم وارث. لكل قوم وارث. فقال يا محمد اعدل فقال لك ومن يعدل اذا لم اكن اعدل؟ لقد خبت وخسرت اذا لم اكن اعدل. وهذا فيه من اللطف وعظيم النصح عظيم البيان ما لا يخفى والا في مثل هذا الموقف لا لا يحتمل الصحابة رضي الله عنهم لم يحتملوا ذلك قالوا دعنا نضرب عنقه ومنعهم صلوات الله وسلامه عليهم من ذلك ففيه لطف النبي عليه الصلاة والسلام قال ويلك ومن يعدل اذا لم اكن اعدل لقد خبت فصرت اذا لم اكن اعدل. وفيه ان عدم العدل فيما وليه المرء من ولاية خيبة وخسران؟ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لقد خبت وخسرت ان لم كن اعدل فقد خبت وخسرت اذا لم اكن اعدل. قال فقام عمر فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني فاقتل هذا المنافق. دعني فاقتل هذا المنافق. فقال معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي. ان هذا واصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية. وفي بعض روايات فيما ساقه المصنف رحمه الله يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من رمية قوله لا يجاوز تراقيهم اي لا يجاوز حناجرهم بمعنى ان حظهم من القرآن هو مجرد تلاوة يقرأون القرآن يقرأون آآ القرآن لكن حظهم منه هو مجرد التلاوة لا يجاوز الحناجر. يعني من الحنجرة فما فوق. وتحديدا حظ من القرآن لا يتجاوز مخارج الحروف. تحديدا حظه من القرآن لا يتجاوز مخارج الحروف. من اقصى مخرج حرف وما فوق. هذا حظه من القرآن. فحظه من القرآن هو مجرد التلاوة. في مخارج الحروف. اما قلوبهم وافئدتهم لا حظ لها من هذا القرآن. الذي هو الفقه التدبر والاهتداء هدايات القرآن هو الذي لاجله انزل انزل ليهتدى بهداياته وليعمل به ولتتدبر اياته كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب لاجل هذا انزل كتاب الله سبحانه وتعالى. فهؤلاء لا حظ لهم من ذلك ولا نصيب وانما حظهم من الترقوة فما فوق. من مخارج الحروف. اما الفهم والفقه تدبر القرآن فضلا عن العمل بالقرآن هذا كله لا حظ لهم منه ولا نصيب. قال يقرؤون القرآن. لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية وقوله يمرقون من الدين احتج به من قال بكفر الخوارج احتج به من قال بكفر الخوارج وهم جماعة من ال العلم. احتجوا بهذا وبادلة اخرى جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم من اهل العلم من قال انهم واهل ضلالة واهل بدعة عظيمة وجناية بالغة لكن لا يحكم بكفرهم من اهل العلم من قال بذلك ومنهم علي ابن ابي طالب لما سئل اكفار هم؟ وقولهم يمرقونا من الدين ان كان المراد بالدين اسلام المروق كفر المروق من الاسلام كفر وخروج من الملة وعلى هذا الحديث من قال بكفرهم وان كان المراد بالدين الطاعة ان كان المراد بالدين الطاعة الطاعة لله. ولرسوله عليه الصلاة والسلام. فان المروءة هنا المروقة هنا داخل في باب المعاصي ولا سيما المعاصي الكبار العظيمة ما لم يكن الخروج من الطاعة يبلغ مبلغ الكفر ما لم يكن الخروج من الطاعة يبلغ مبلغ الكفر. قال يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ساق هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه من طرق ثم ساق بعده رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث في الباب نفسه نستكملها في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت فوليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم اعذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا