الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى دفن ابو حفص عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا منصور بن ابي مزاحم قال حدثنا يزيد ابن يوسف عن الاوزاعي عن الزهري عن ابي سلمة بن عبدالرحمن والضحاك الهمداني عن ابي سعيد الخدري قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما اذ قال ذو ويصرة التميمي يا رسول الله اعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك فمن يعدل اذا لم اعدل فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ائذن لي اضرب عنقه؟ قال لا ان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر الى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر الى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر الى نظيه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر الى قذذه لا يوجد فيه شيء سبق سبق الفرث والدم. يخرجون على حين فرقة من الناس ايتهم رجل ادعى احدى يديه مثل مثل ثدي المرأة او مثل البضعة تدردر. قال ابو سعيد اشهد سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشهد اني كنت مع علي بن ابي طالب رضي الله عنه حين قتلهم والتمس في القتل فاوتي به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة اين؟ اما بعد هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه من جملة الاحاديث التي ساقها الامام الاجري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة في سوق السنن المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في ذم الخوارج والتحذير منهم وبيان اوصافهم حتى تكون معلومة للمسلم فيكون من اهلها على حذر والا يغتر من اهل تلك الاعمال الذميمة المتينة بما يظهر عليهم من عبادة او ديانة او نسك او كثرة قراءة للقرآن. او صلاة او نحو ذلك فان ما عليه هؤلاء من مخالفة لشرع الله ومباينة ان لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقومون به ايضا من جنايات عظيمة تعديات فظيعة يزعمون بها انهم يصلحون وهي مفارقة الهدي النبوي ومباينة للنهج المحمدي نهج النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا ينبغي لمسلم ان يغتر بها ولا يغتر ايضا بما يكون على عليه من يعمل هذه الاعمال من عبادة او نسك او نحو ذلك. وهذا المعنى جاء مؤكدا عليه في غير ما حديث. عن رسول لله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وفي هذا الحديث يقول ابو سعيد الخدري رضي الله عنه بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم ان قسما دلت الروايات المتقدمة الحديث ان هذا القسم هو قسم بالجعرانة غنائم حنين. فكان عليه الصلاة والسلام يقسم هذه الغنائم ويراعي في القسم مقاصد عظيمة في الشريعة فكان يعطي بعض الكبراء تأليفا لقلوبهم. لان صلاحهم صلاح لمن تحتهم من من ان من اتباع وعشيرة واقوام فكان عليه الصلاة والسلام يتألف بعض الكبراء وكان في القسم يعطي اقواما وغيرهم احب اليه منهم لكنه يراعي عليه الصلاة والسلام مقاصد عظيمة في الشريعة منها تأليف القلوب وهو باب عظيم من ابواب الهداية والدعوة الى الله سبحانه وتعالى فكان يفعل ذلك ويراعي ذلك صلوات الله وسلامه عليه فجاء هذا الرجل الذي يقال له ذو الخويصرة التميمي فقال يا رسول الله اعدل. قال يا رسول الله اعدل. وجاء ايضا في بعض الروايات ان انه قال فانك لم تعدل. فانك فاتهم السيدة الورى وامام الاولين والاخرين وقدوة عباد الله اجمعين واعدل الناس صلوات الله وسلامه عليه بانه لا يعدل. لا يعدل. وهذه التهمة التي وجهها هذا الرجل ذو الخويصرة الى النبي صلى الله عليه وسلم هي في الحقيقة منطوية على طمع طمع في الدنيا قام في نفسه فدعاه الى هذا هذا الاتهام. ولهذا قال غير واحد من اهل العلم ان بداية آآ الخوارج وظهورهم بين وقت واخر وطلوع قرنهم بين وقت واخر من ورائه اطماع دنيوية مثل ما كان الحال من او ولهم ورأسهم الاول هذا الرجل ذو الخويصرة الذي اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بانه لا يعدل الذي اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بانه لا يعدل واذا كانت التهمة من هؤلاء طالت الرسول عليه الصلاة هو السلام فان من دونه من باب اولى واحرى اذا كان بلغ بهم آآ الجرأة هذا المبلغ من آآ الشناعة باتهام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بعدم العدل فلا ان يتهموا من هو دونه من باب اولى واحرى. فالحاصل ان من وراء من وراء هؤلاء اطماعا من وراء هذه التهم اطماع دنيوية دفعتهم الى مثل هذه الاعمال ومثل هذه اه التهم وايضا ما يترتب عليها من اه تجنن وتعد يعرف في هؤلاء فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ويحك وهي كلمة زجر وردع فمن يعدل اذا لم اعدل فمن يعدل اذا لم اعدل؟ اذا لم يعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وامينه على وحيه فمن يعدل؟ وهو الامام والقدوة في خصال الخير كلها كما قال الله جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله او اليوم الاخر وذكر الله كثيرا. فهو اسوة للعالمين في خصال الخير كلها العدل وغيره. صلوات الله السلام عليه فاذا لم يعدل هو عليه الصلاة والسلام فمن هذا الذي يعدل؟ من الناس؟ فقام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ائذن لي اضرب عنقه غضبة من عمر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ائذن لي ان اضرب عنقه؟ قال لا. قال صلوات الله والسلام عليه لا. ان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم. يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرؤون من الدين كما يمرق السهم من الرامية. وجاء في بعض اه الروايات لعلها ستأتي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وعلل ذلك صلوات الله وسلامه عليه بان لا يقال ان محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل اصحابه وقال ان له اي هذا الرجل اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع وجاء ايضا في بعض الروايات وقراءته مع قراءته يقرأون القرآن لا يجاوز ترقيهم. فذكر عليه الصلاة والسلام من حالهم كثرة الصلاة. وكثرة الصيام وايضا كثرة قراءة القرآن ففهمت ففيهم اجتهاد بالغ في العبادة. حتى ان هذا الاجتهاد من شدته قال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وهم خير العباد رضي الله عنهم خير عباد هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاة وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم. ففيهم تعبد فيهم اجتهاد في العبادة اجتهاد في الصلاة تاد في الصيام اجتهاد في قراءة القرآن لكنهم كانوا على غير هدى مع هذا الاجتهاد في العبادة كانوا على غير هدى على ضلالة وهذا يستوجب وسيأتي تنبيه المصنف رحمه الله تعالى عليه لاحقا الا كر الانسان بعبادة الرجل ما لم يكن على سنة وعلى هدى فاذا كان على السنة على الهدي الهدي النبوي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فهو على الطريق مثل ما مر معنا. اما اذا كان عند تعبد وكثرة في الصلاة والصيام لكن على غير هدى فلا ينبغي ان يغتر به المسلم بل ينبغي ان يكون منه على حذر حتى لا يفتن حتى لا في دينه وكثير من الناس يغتر بهؤلاء بسبب العبادة التي هم عليها ومظاهر التدين الذي يظهر عليهم فيغتر بهم. والواجب في هذا المقام ان يتنبه الامر. للزوم الهدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مجانبة الاهواء ومسالك الضلالة. قال يحقر احدكم صلاته مع وصيامه مع صيامه. يمرقون من الدين. كما يمرق السهم من الرمية. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ولا ريب ان الخوارج كان فيهم من الاجتهاد في العبادة ما لم يكن في الصحابة. لا ريب ان الخوارج كان فيهم الاجتهاد في العبادة ما لم يكن في الصحابة. وشاهد هذا واضح معنا قال تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامكم مع صيامهم. يقول رحمه الله لا ريب ان الخارج كان امن الاجتهاد في العبادة ما لم يكن في الصحابة كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لكن لما كان على وجه غير مشروع افضى بهم الى المروق من الدين. وانتبه لهذه الفائدة فانها ثمينة. العبادة في الاصل العبادة في الاصل مثل الصلاة الصيام والعناية بقراءة القرآن ذكر لله سبحانه وتعالى الاصل انه باب اه معونة للمرء على الاستقامة والهداية والطاعة لله سبحانه وتعالى لكن يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما كان ذلك يعني الصلاة والصيام والذكر الذي عليه هؤلاء لما كان على وجه غير مشروع افضى بهم الى المروق من الدين افضى بهم الى المروق من الدين واذا اردت شاهدا لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى انظر الى القصة التي اوردها الدارمي رحمه الله في سننه في قصة النفر الذين كانوا مجتمعين في المسجد على الذكر. والاذكار التي كانوا يأتون بها هي افضل الاذكار انا الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. وهذا احب الكلام الى الله. ومجتمعين على هذه الاذكار في المسجد في بيت الله لكنهم كانوا في ذكرهم لله بهذه الاذكار الاربعة على غير هدى. كانوا مجتمعين في المسجد وبين ايديهم وعلى رأسهم رجل يقول سبحوا مئة فيسبحون مئة بصوت واحد صوت جماعي ومع كل تسبيحة يحركون حصاد من مكانها الى مكان اخر حتى يبلغ العد مائة حصاة ثم اذا اكتمل هذا العد بهذه الطريقة وبهذا الصوت هذا الاداء الجماعي قال لهم هذا الذي هو وقائم عليهم هللوا مئة فيبدأون بنقل الحصى من مكان لاخر باداء جماعي وبصوت جماعي لا اله الا الله ثم يقول كبروا مئة وهكذا. فوقف عليهم ابن مسعود رضي الله عنه وقال اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما. اما انكم على هدي افضل من هدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او انكم مفتتحوا باب ضلالة. قال قال الراوي قد رأيت عامتهم يقاتلون الصحابة يوم النهروان يعني مع الخوارج. فانظر كيف ان العبادة والذكر لما يكون على وجه غير مشروع كيف انه يفضي صاحبه الى مثل هذه المنزلقات لكن من يزم نفسه بزمام الشرع في صلاته وفي عبادته وفي ديانته وفي هديه فانه يحفظ بحفظ الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يظن ان لا يظن الظن انه عندما يقرأ مثل هذه الاحاديث انه قد يؤتى من كثرة الصلاة او من الصيام او من كثرة القراءة للقرآن لا يؤتى الانسان من هذا لكن يؤتى من جهة ماذا؟ من جهة المخالفة في هذه الاعمال تجده مثلا يأتي بالصلاة على وجه غير مشروع. وعلى وجه مثلا فيه مغالاة فيه تشدد تجد مثلا يكون في صلاته يحقر صلاة النبي. ويتقال صلاة النبي عليه الصلاة والسلام. مثل ما قال القائل الاول اه اما انا فاصوم ولا افطر. واقول ثم لا انام قال من رغب عن سنتي فليس مني. يعني هؤلاء في صيام وفي صلاة لكن لما كان على وجه فيه وفيه تشدد وفيه مفارقة للهدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال من رغب عن سنتي فليس مني عد رغوبا عن سنته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فهنا هذه قضية حقيقة مهمة يعني لا يظن الظن انه يؤتى من صلاته او يؤتى من صيامه ويقول هؤلاء اهل الصلاة وهل وافظى بهم ذلك الى لا لم يؤتوا من من ذلك ولكن اتوا من المخالفة في في الصلاة ذاتها وفي الصيام ذاته وفي ذكري لله سبحانه وتعالى ذاته اوتوا اوتوا من المخالفة لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والا لا والله لا يؤتى رجل من صلاته ولا يؤتى من صيامه ولا يؤتى من ذكره لله اذا كان في هذه الاعمال موافقا للهدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. اما اذا كان فيها مخالفا هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فان المخالفة تجر الى المخالفة والاهواء تجر الى الاهواء والبدعة تجر الى بدعة اخرى كما هو معلوم فان البدع تتوالد قال عليه الصلاة والسلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر الى نصله فلا يوجد فيه شيء. ثم ينظر الى رصافه فلا يوجد فيه شيء. ثم ينظر الى نظيه فلا يوجد في شيء. ثم ينظر الى قدده فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم. هذا كله وصف قوله عليه الصلاة والسلام كما يمرق السهم من الرمية. يعني مروق هؤلاء من من الدين على هذا الوصف يعني عندما ترمى رمية بسهم حاد برمي قوي فينفذ السهم ويخترق الرمية ويخرج من الجهة الاخرى ولا يعلق فيه من شدة اختراقه لها لا يعلق في السهم شيء من هذه الرمية فحال هؤلاء في مروقهم من الدين على هذا الوصف يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. والنصل حديدة السهم. والرصاص هو ما يلوى على مدخل السهم والنظي هو نصل السهم وقيل هو السهم نفسه والقدد هي ريش السهم. واحدتها قدة. قال عليه الصلاة والسلام يخرجون على حين فرقة من الناس. يخرجون على حين فرقة من الناس. ايتهم اي علامتهم رجل ادعج احدى يديه مثل ثدي المرأة او مثل البضعة تدردر البضعة قطعة اللحم تدردر اي ترجرج مثل قطعة اللحم تدردر اي اي اي ترجرج قال ابو سعيد رضي الله عنه اشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه سلم واشهد اني كنت مع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه حين قاتلهم والتمس في القتلى اي الرجل الذي هذا وصفه فيما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام من وصفه فاوتي به علي فاوتي به على النعت الذي نعت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهذا اية من ايات النبوة. هذا اية من ايات النبوة اخبر عليه الصلاة والسلام بخروج هؤلاء على حين فرقة فحصل هذا الخروج ايضا اخبر قتالهم وفظل قتالهم وذكر هذا الرجل الذي فيهم على هذا الوصف وكل ذلك حصل وفقا لما ذكر نبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال حدثنا عمر قال حدثنا عمر ابن ايوب قال حدثنا منصور بن ابي مزاحم قال حدثنا يزيد ابن يوسف عن الاوزاعي عن قتادة ابن دعامة عن انس ابن مالك وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في امتي اختلاف وفرقة ثم قوم يحسنون القيل الفعل يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى على فوقه هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم او قتلوه. يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شيء من لهم كان اولى بالله منهم قالوا يا رسول الله ما سماهم؟ قال التحليق. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن انس وابي سعيد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في امتي اختلاف كن وفرقة قال ثم ثم قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرأون القرآن لا يجاوز قوله في هذا الحديث سيكون في امتي اختلاف وفرقة هذا نظير ما تقدم في الحديث الذي قبله حيث قال يخرجون على حين فرقة من الناس يخرجون على حين بفرقة من الناس. وذكر من وصف هؤلاء الخوارج عليه الصلاة والسلام انهم يحسنون القيل يسيئون الفعل يحسنون القيل اذا نظر الى احدهم في خطابته وفي فصاحته وفي بيانه آآ في الفاظه فيهم احسان في القول يحسنون القول يعني اقوال بليغة كلمات مؤثرة عبارات ايضا لها وقع لها قوة في الطرح يحسنون القيل لكن يسيئون الفعل يسيئون الفعل لان افعالهم على غير هدى افعالهم كلها قائمة على الهوى ليست على هدى من الله وانما هي قائمة على الهوى اغراظ النفوس واهوائها. فيحسنون القيل ويسفئون الفعل يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. لا يجاوز تراقيهم اي حناجرهم اي حظهم من القرآن هو في حدود مخارج الحروف اما القلب والفقه والفهم هذا لا نصيب لهم منه ولا حظ. لكن التلاوة واتقان التلاوة والصوت ومخارج الحروف والاتقان لذلك والاكثار لقراءة القرآن هذا موجود عندهم لكن لا يجاوز التراقي بمعنى ان القلوب لا حظ لها من هداية القرآن. ولا عناية لهم بتدبر القرآن والفقه في كتاب الله سبحانه وتعالى قد قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته تذكر اولو الالباب هذا لا حظ لهم منه. انزل القرآن ليعمل به. فجعل هؤلاء مجرد قراءته هي امل اكتفوا من القرآن بمجرد القراءة بدون فقه لكتاب الله سبحانه وتعالى. قال يمرقون من دين كما يمرق السهم من الرمية. ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه اي السهم وفوق اجسام هو موضع الوتر منه. ثم قال هم شر الخلق انظر قوة الكلام في التحذير من هؤلاء. والزجري عن مسالكهم وطرائقهم قال هم شر الخلق والخليقة. طوبى لمن قتلهم او قتلوه. طوبى لمن قتله هم او قتلوه يدعون الى كتاب الله. يعني يرفعون يرفعون راية تحكيم كتاب الله ان الحكم الا لله. لا نرظى الا بحكم الله. لا نرظى الا بكتاب الله. يرفعون المصاحف ويقول لا نحكم الا كتاب الله هذا الشعار شعار يرفعه هؤلاء يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شيء. ليسوا منه في شيء ليسوا من كتاب الله في شيء. لانهم اصلا كما تقدم ليسوا من اهل القرآن من القرآن الحناجر فما فوق اما القلوب لا فقه فيها لكتاب الله سبحانه وتعالى. وهنا انتبه لفائدة ثمينة مستفادة من الحديث. مع كثرة قراءتهم للقرآن ماذا قال عنهم النبي عليه الصلاة والسلام قال ليسوا منه في شيء. مع انهم يقرؤون القرآن بالكثرة. ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام ليسوا منه في شيء. هؤلاء الذين قال عنهم ليسوا منه في شيء ليسوا قوما لا يقرأون القرآن بل يقرأون القرآن رأى بالكثرة وربما فيه من يحفظ القرآن. عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل علي قيل في كتب الاخبار عنه انه كان يحفظ القرآن باتقان. وكان يحفظ ايضا القرآن. ومع ذلك لم ما كان على غير هدى فعل ما فعل. فهؤلاء مع قراءتهم للقرآن بالكثرة لما كانوا على غير هدى وعلى غير فقه لكتاب الله سبحانه وتعالى قال النبي عليه الصلاة والسلام عنهم ليسوا منه اي القرآن في شيء وهذا يتنبه منه المسلم ان لا يكون حظه من القرآن مجرد التلاوة والاقامة لحروف القرآن بل يجب على المسلم ان يعنى عناية عظيمة بفهم كتاب الله. ويعنى عناية عظيمة بالعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به. يتلونه حق تلاوته بالقراءة والفهم والعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى. هذه اركان ثلاثة لتلاوة القرآن حق تلاوته. قال من قتلهم كان اولى بالله منهم. من قتلهم. كان اولى بالله لان قتلهم طاعة لله سبحانه وتعالى واعمالهم هم على غير هدى من الله عز وجل. فمن قتلهم كان اولى بالله منهم. قالوا يا رسول الله ما سيماهم؟ قال التحليق قال ما السمام؟ قال التحليق يعني التحليق اي للشعور رؤوسهم. ومعنى ذلك انهم يتدينون بذلك ويباشرون حلق رؤوسهم باستمرار على وجه التدين والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذلك وانما التقرب لله عز وجل بحلق الرأس انما يكون في في النسك كما هو هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فذكر هذا عليه الصلاة والسلام سيما لهم اي علامة. نعم. قال رحمه والله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا هارون ابن عبد الله قال حدثنا سيار ابن حاتم قال وحدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ابو عمران الجوني عن عبد الله ابن رباح الانصاري عن كعب الاحبار قال للشهيد نوران ولمن قتله الخوارج عشرة انوار له ولجهنم ولجهنم سبعة ابواب باب منها للحرورين ولقد خرجوا على داوود نبي الله في زمانه. ثم اورد رحمه الله تعالى عن الاحبار قال للشهيد نوران للشهيد نوران ولمن قتله الخوارج عشرة انوار له ولجهنم سبعة ابواب. باب منها للحرورية. ولقد خرجوا على داوود نبي الله في زمانه. خرجوا على داوود نبي الله في زمانه. وهذا فيه آآ ذم الخوارج لان الحرورية هم الخوارج وانما لقبوا بالحرورية لانهم سكنوا حروران. ففيه ذم للخوارج. وذم مسالكهم وبهذا انهى رحمه الله تعالى ما ساقه من الروايات في ذم الخوارج وسيأتي ايضا في ابواب لاحقة احاديث اخرى في هذا الباب واثار عن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذه صفة حرورية وهم الشراة الخوارج الذين قال الله تعالى فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله نعم اه نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم اسماء الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا لا والا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما يبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا