الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد بن عبدالحميد الواسطي قال حدثنا هارون بن عبدالله قال حدثنا سيار بن حاتم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال دفن ابو عمران الجوني عن عبدالله بن رباح الانصاري عن كعب الاحبار قال للشهيد نوران ولمن قتله عشرة انوار له ولجهنم سبعة ابواب باب منها للحرورية. ولقد خرجوا على داوود نبي الله في قال محمد بن الحسين رحمه الله هذه صفة الحرورية وهم الشراة الخوارج الذين قال الله تعالى فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم امته ممن هذه صفته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الخبر عن كعب رحمه الله تعالى كعب الاحبار وهو من علماء التابعين تابعي جليل وكان اسلامه في خلافة عمر الخطاب رظي الله عنه وقيل في خلافة ابي بكر رظي الله عنه وقوله للشهيد نوران اراد بالشهيد هنا اي من قتله المشركون. قال ولمن قتله الخوارج عشرة انوار اي ضعف ما للشهيد خمس مرات. اما كون الشهيد يؤتى نوره هذا دل عليه القرآن في قوله سبحانه وتعالى والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. لكن ذكر مال الشهيد الذي قتله المشركون بان له نوران وان من قتله الخوارج فله عشرة انوار هذا مما مما يحتاج الى دليل. مما يحتاج الى دليل وكل يحتج لقوله لا به الا الله ورسوله. ولجهنم سبعة ابواب. هذا في القرآن لها سبعة ابواب باب منها للحرورية اي الخوارج. ولقد خرجوا على داوود نبي لا في زمانه. وعلى كل كل ذلك مما يحتاج الى دليل. قال رحمه الله تعالى هذه صفة الحورية والحرورية هذا اسم ولقب من الخوارج لكونهم سكنوا حرورا. وهم الشراة الخوارج الذين قالوا الله سبحانه فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الله وهذا وصف لمن قام في قلبه الزيغ من كان في قلبه زيغ هذا شأنه مع كتاب الله. يتتبع المتشابه من اية القرآن ولا يعول على المحكم والغاية من ذلك ابتغاء الفتنة وصرفا قرآن الى غير مقصودة. وحمله على غير مراده. وهذا السبيل اهل الزيغ. وممن سلك هذا المسلك سلوكا ظاهرا في اقوالهم وتقريراتهم الخوارج. يتبعون المتشابه ويحملون ايات القرآن على غير مقصودها. وسيأتي امثلة على ذلك قال وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم ممن هذه صفته حذر النبي صلى الله عليه وسلم ممن هذه صفته ممن يتبع ابتغاء الفتنة حذر من هؤلاء وذكر عليه الصلاة والسلام علامة لهم ثم ساق رحمه الله تعالى ما يشهد لذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن ايوب عن ابن ابي مليكة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله فقال اذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله تعالى فاحذروهم. قال حدثنا ابو بكر بن ابي داوود قال انا يحيى ابن حكيم قال حدثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد قال حدثنا ايوب عن ابن ابي مليكة عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب الى قوله وما يذكر والا اولو الالباب فقال يا عائشة اذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله تعالى فاحذروهم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. وهذه الاية اخبر الله سبحانه قال فيها ان القرآن اياته على قسمين. ايات محكمات ووصف الله سبحانه وتعالى هذه الايات المحكمات بانها ام الكتاب. ومعنى امه اي اصله. واليها يرجى وعليها يعول واذا حصل اشتباه في بعض الايات رجع الى هذه الايات المحكمة تعول عليها فاذا اعيد متشابه القرآن الى محكمه زال الاشتباه. وطريق الراسخين في العلم انه اذا اشتبه عليهم شيء من المعاني في بعض ايات القرآن اعادوه الى المحكم فزال ما فيه من اشتباه. وهذه طريقة الراسخين في العلم. وهم يؤمنون بالقرآن كله بمحكمه ومتشابهه. لا يبتغون فتنة ولا صرفا القرآن. على اه غير مقصودة ولا يتعاملون مع ايات القرآن وفق اهواء قامت في نفوسهم. بل يعظمون كتاب الله كل محكمه ومتشابهة. وما اشتبه عليهم من ايات القرآن الكريم اعادوه الى المحكم الذي هو اصل الكتاب وام الكتاب. منه ايات محكمات. ومعنى محكمات اي بينات الدلالات. دلالات ظاهرة واضحة ومعانيها بينة واخر متشابهات اي في المعنى متشابهات المعنى معناها فيه فيه اشتباه ليس واضحا لكل احد ولا ظاهرا لكل احد. معناها فيه شيء من الخفاء. المحكم معناه ظاهر بين والمشتبه في معناه شيء من الخفاء في معناه شيء من عدم الظهور معناه فيه شيء من وطريقة اهل الرسوخ في العلم ان الايات التي تشتبه عليهن ويخفى عليهم مع او يلتبس عليهم معناها يعيدونها الى المحكم من ايات القرآن فيزول الاشتباه وهذا الاشتباه الذي هو في بعظ الايات ليس اشتباها مطلقا بحيث لا يفهم ابدا وانما هو اشتباه نسبي يخفى انا البعض ولا يخفى على بعض. وهم اهل الرسوخ في العلم. فان الراسخين في العلم يعلمون تأويل المشتبه اي يعلمون معناه قد قال مجاهد قرأت القرآن على ابن عباس اية كم اية؟ اقفه عند كل اية اسأله عن معناها. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله اي تأويل المتشابه. فالمتشابه من اهل القرآن هو ما كان خفي المعنى غير ظاهر المعنى وهذا التشابه تشابه نسبي وليس تشابها مطلقا ولهذا فان الراسخ في العلم يزول عنه مثل هذا الاشتباه الذي يكون في بعظ الايات مما اتاه الله من رسوخ في فهم كتاب الله عز وجل اعادة لما تشابه من اي القرآن الى المحكم. من اية القرآن فيزول الاشتباه ولا يبقى. اما اهل الزيغ من قام في قلبه زيغ وضلالة واهواء فان طريقته مع المتشابهة طريقة اخرى وهي انهم يتبعون ما تشابه منه. يتبعون ما تشابه من ابتغاء الفتنة لا المتشابه الى المحكم وانما يعمل على تقرير المعاني التي يهواها الفهوم التي يريدها من خلال هذه الايات المتشابهة التي هي خفية المعنى. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله اقتراء الفتنة وابتغاء تأويله اي تأويل المتشابه بصرفه وحمله على غير معناه وهذه طريقة اهل الزيغ حذر الله سبحانه وتعالى عباده منهم. وهذا يستفاد مما فائدة مهمة ينبغي ان يتنبه لها المسلم الا وهي انه ليس كل من يتكلم في معاني القرآن يصلح ان تبقى عن العلم ويؤخذ عنه ما يقرره من فهم او استنباط او نحو ذلك وانما يكون التلقي عن اهل العلم اهل الرسوخ. في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى. واهل الدراية اهل الحديث والاثر التلقي لفهم القرآن في ضوء ما كان عليه الصحابة الكرام ومن اتبعهم باحسان السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فهؤلاء هم الذين يؤخذ عنهم. ليس كل من يتكلم في معاني القرآن يؤخذ عنه لان من الناس من هو من اهل الزير عنده ضلالة وصاحب الضلالة يعمل على الاستدلال وذلك من خلال اطر النصوص المتشابهة وحملها على غير معناها لتكون شاهدا لقوله ودليلا لمذهب ابى وبرهانا لنحلته. وهذا يكثر في ارباب البدع. تجد في كتبهم ايات كثيرة يصرخونها من القرآن الكريم مستدلين بها في غير معناها وغير مقصودها بل يستدلون بها على خلاف مقصودها. وهذا كله من طرائق اهل الزيغ الذين حذر الله سبحانه وتعالى عباده ومنهم اشد التحذير. قالت عائشة قال صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عن الله فاحذروهم. قوله عن الله اي بقوله واما الذين في قلوبهم زيغ عناهم بهذا الوصف انهم اهل زيغ واهل ضلالة واهل باطل ومن كان كذلك فان الواجب الحذر منه اشد الحذر. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن ابي داود قال حدثنا المثنى ابن احمد. قال حدثنا عن ابن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن عطاء ابن دينار عن سعيد ابن جبير في قوله تعالى واخر متشابهات قال اما تشابهات فهن اين في القرآن يتشابهن على الناس اذا قرأوهن. من اجل ذلك يضل من اجل ذلك يضل ومن ضل ممن ادعى هذه الكلمة كل فرقة يقرأون اية من القرآن ويزعمون انها لهم اصابوا بها الهدى ومما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله قول الله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ويقرأون معها ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. فاذا رأوا الامام يحكم بغير الحق. قالوا قد كفر ومن كفر عدل بربه فقد اشرك فهذه الامة مشركون. فيخرجون فيفعلون ما رأيت لانهم يتأولون هذه الاية هذا الاثر عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى في معنى قوله واخر متشابه واخر متشابهات. قال رحمه الله اما المتشابهات فهن اى في القرآن يتشابهان على الناس اذا قرأوهن. ايات في القرآن. ليس كل القرآن تابع ليس كل القرآن متشابه وانما منه ايات محكماتهن واخر متشابهات ففيه ايات محكمات وفيه ايات متشابهات والتشابه هنا تشابه خاص ليس في في القرآن كله وانما في ايات من القرآن. ويختلف عن التشابه العام الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله الله نزل احسن كتابا متشابها. هذا وصف للقرآن كله. هذا وصف للقرآن كله بانه ومعنى متشابه اي يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض ولا يعارض بعضه بعضا فالقرآن متشابه كله بهذا المعنى. واما التشابه الخاص في قوله اخر متشابهات المراد خفاء المعنى وعدم ظهور وعدم ظهوره. فالقرآن فيه ايات هذا شأنها يعني معناها ليس ظاهر ليس ظاهر لكل احد فيها شيء من الخفاء في المعنى قال اما المتشابهات فهن اية في القرآن. اية في القرآن يتشابهان على الناس اذا قرأوهن. يتشابهن على الناس اذا قرأوهن يعني يتشابه المعنى عليهم. من اجل ذلك يضل من ضل ممن دعا هذه الكلمة ممن ادعى هذه الكلمة يعني من اتى الى اية من ايات القرآن المتشابه ثم ادعى من خلالها حكما معينا او قولا معينا او تقريرا معينا وفي الغالب ان اهل المذاهب الباطلة يعمدون الى الايات المتشابهة ويجهل في حملها على المذاهب التي هم عليها. وطريقتهم في فهم القرآن انه يأتي وهو محمل اصلا بالعقائد التي اشربها ونشأ عليها ثم يقرأ القرآن ويحاول ولا سيما من خلال الايات المتشابهة ان ينتزع منها بحملها على غير مقصودها دلالة على مذهبه ونحلته وطريقته. وهذه طريقة اهل الزيغ. يأتي بتصورات وافكار وعقائد هو اعتقدها اصلا ثم يقرأ القرآن ويحاول ان يحمل ايات القرآن على هذا المذهب الذي هو عليه وهذا كثير في ارباب البدع والضلال كثير جدا. تجده عند الروافض وعند المعتزلة عند المتصوفة وغيرهم شيء عجب في كتبهم التي يزعمون انها تفسير القرآن وهي في الغالب حمل للقرآن على تلك العقائد التي هم عليها الباطلة قال كل فرق ها؟ يقرأون اية من القرآن كل فرقة من فرق الضلال يقرأون اية من القرآن ويزعمون ان لهم كيف يزعمون انها لهم؟ اي شاهدا لعقيدتهم. مكررة مذهبهم. يأتون الايات المتشابهات في المعالي ويحملونها على مذاهبهم وعقائدهم ابتغاء الفتنة كما فقال الله سبحانه وتعالى ويزعمون انها لهم اصابوا بها الهدى. اصابوا بها الهدى ثم ذكر مثالا لذلك مثالا لذلك من ما عليه الخوارج قال ومما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله تعالى ومن لم يحكم بما ما انزل الله فاولئك هم الكافرون. من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. ثم ويقرأ مع هذه الاية ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. يعدلون اي يسوون غير الله به. العدل هو التسوية. قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فالذين ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون غير الله بالله. فيحملون معنى الكفر في قوله فاولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون يحملون معنى الكفر على هذا المعنى الذي في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. ثم الذين كفروا بربهم بهم يعدلون ثم ينشأ من ذلك ما ذكره عنهم رحمه الله بقوله فاذا رأوا الامام يحكم بغير الحق اذا رأوا الامام يحكم بغير الحق قالوا قد كفر اي الكفر الاكبر ناقل من الملة كفر المشركين الذي يستحقون عليه الخلود في النار ابد الاباد. تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذن اسويكم برب العالمين فيحكمون عليه بالكفر الاكبر الناقل من ملة وينزلون عليه قول الله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. ويقولون هذا هو المراد بقوله فاولئك هم الكافرون. ومن لم يحكم ما انزل الله فاولئك هم الكافرون قالوا ومن كفر عدل بربه ثم ماذا؟ يقولون بعد ذلك ينزلون على هذا الحكم على الحاكم وعلى الرعية كلها. وعلى الرعية كلها. قال فهذه الامة فهذه الامة مسرفون. ولهذا تجد من يسلك مسالك الخوارج من يشهد على المسلمين من يشهد على المسلمين في مساجدهم ومع الاذان والصلاة والعبادة والطاعة الخير العظيم الذي هم فيه يشهد عليهم كلهم بالجاهلية والكفر والشرك وكله ينطلق من اه حمل بعض الايات على غير محملها وتنزيلها على غير مرادها. بسبب ما قام في القلب من زيغ وضلال والعياذ بالله وعقيدة باطلة. لان مشكلة العقيدة اذا فسدت يفسد معها التصور ويفسد معها الفهم ويصبح في في في نظره لايات القرآن ينظر اليها من خلال معتقدة. لا ينظر اليها نظر من يطلب الحق والهدى من كتاب الله سبحانه وتعالى. قال فيخرجون فيفعلون ما رأيت. هذي امور ينبني بعضها على بعض. يخرجون فيفعلون ما رأيت يعني تبدأ الامور بهذه الطريقة. يعني يكفرون الحاكم ثم يكفرون الرعية تبعا للحاكم ثم اذا كفروا الحاكم والرعية صلوا السيف وخرجوا على الناس وبدأوا يقتلون الصغير والكبير والذكر والانثى ولا يفرقون بين احد ويحكمون عليهم بانهم كلهم كفار ونم على غير الاسلام. وينزلون عليهم كل هذه المعاني. فيخرجون فيفعلون اما رأيت لانهم يتأولون هذه الاية. لانهم يتأولون هذه الاية اي على غير تأويلها ويفهمونها على غير مدلولها. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن عبدالحميد قال قال حدثنا ابن المقرئ قال حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال ذكر لابن عباس رضي الله عنهما الخوارج وما يصيبهم عند قراءة القرآن قال يؤمنون بمحكمه ويضلون عند متشابهه. وقرأ وما يعلم تأويله الا الله في العلم يقولون امنا به. ثم اورد هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه ذكر عنده الخوارج وما يصيبه عند قراءة القرآن. يعني من بكاء وظهور التأثر. ومثلا اطالة في القرآن ونحو ذلك فذكر له ما يصيبهم عند قراءة القرآن. يعني كانه اتاه احد وقال رأيناهم يبكون وهم يقرأون القرآن ويتأثرون عند قراءة القرآن فقال رضي الله عنه محذرا منهم يؤمنون بمحكمه عنده متشابهة ويضلون عند متشابهين. يعني الايات في القرآن يضلون عندها لانهم مثل ما مر معنا في المثال السابق في اثر سعيد يحملون الايات على غير معناها فيقعون في الضلال المبين. ويضلون عند متشابهين. وقرأ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا نعم. قال حدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا ابن المقرئ قال حدثنا سفيان عن عبيد الله ابن ابي يزيد قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما وذكر له الخوارج واجتهادهم وصلاتهم قال ليس هم باشد ليس هم باشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ضلالة. وايضا في هذا الاثر ذكر لابن عباس رضي الله عنهما اجتهاد الخوارج في الصلاة. ذكر له الخوارج واجتهادهم وصلاتهم يعني كثرة العبادة كثرة القرآن كثرة الاذكار فقال ليسوا هم باشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ظلالة. يقصد رضي الله عنه ان لا ينبغي للمرأة ان يغتر بعبادة شخص ما لم يكن على سنة وعلى هدى. لا يغتر به. حتى وان كثرت عبادته وكثرت صيامه وكثر كثرت صلاته لا يغتر بذلك. بل مما ذكر في بعض التراجم بعض ائمة الضلال وهذا ذكر في ما يتعلق بالمعتزلة كان بعض اشياخهم عندما يلقن يعني احد التلاميذ العقيدة عقيدة الاعتزال بعد ان ينتهي ويشرب الطالب العقيدة تماما يقول الشيخة الزم سارية المسجد سنة ثم انشر العقيدة. قل الزم سارية المسجد سنة. لان مثل هذه الامور يعرفون ان انها مداخل قوية جدا على العوام. اذا رأوا الشخص في صلاة وعبادة وقراءة قرآن وذكر. يغترون بذلك الاصل ان لا يغتر الانسان بمن مثلا ظهر عليه التعبد والذكر وتلاوة القرآن وما الى ذلك ما لم يكن على سنة وعلى حق وعلى هدى ما لم يكن متبعا للهدي اما اذا كان صاحب بدعة لا اغتر بعبادته وصلاته اجتهاده في مثلا الذكر وقراءة القرآن وغير ذلك قال ذكر له اجتهاد الخوارج وصلاتهم قال ليس ليس هم باشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ضلالة. نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا عبد الله بن صالح البخاري قال حدثنا مخلد بن الحسن ابن ابي زمير قال حدثنا ابو المليح الرقي عن سليمان ابن ابي نشيط عن الحسن وذكر الخوارج فقال حيارى سكارى ليس ولا نصارى ولا مجوس فيعذرون. وهذا الاثر عن الحسن وذكر عنده الخوارج فقال حيارى سكارى ليسوا بيهود ولا نصارى ولا مجوس فيعذرون. حيرى سكارى اي يتخبطون في اهوائهم ويهيمون في ضلالاتهم وعقائدهم الباطلة وما يترتب عليه من ظلمة في القلوب ومباينة للحق ومباعدة عنه. حيارى سكارى. وهذا الاثر عن الحسن رواه الفريابي في صفة النفاق ونقل عن الحسن انه قال الناس ثلاثة مؤمن وكافر ومنافق. ثم ذكر صفة المؤمن ثم ذكر صفة الكافر ثم ذكر صفة المنافق هذه قال حيارى سكارى ليسوا بيهود ولا نصارى ولا مجوس يعذرون يعني ليسوا اهل النفاق ليسوا يهود ولا نصارى لانهم يظهرون الاسلام. يظهرون تم ويظهرون انهم من اهل الاسلام. ولكن الباطن على خلاف ذلك. باطنهم على خلاف لذلك فهذا الاثر هنا ذكر يعني وصفا الخوارج وذكر في بعض المصادر وصفا لاهل النفاق وكلا النقلين عن اه الحسن نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن قال حدثنا الصوت بن مسعود قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا المعلا بن زياد قال قيل للحسن يا ابا سعيد خرج خارجي بالخريبة فقال المسكين رأى منكرا فانكره فوقع فيما هو انكر منه. ثم اورد الاثر ان الحسن البصري رحمه الله قيل له يا ابا سعيد خرج خارجي بالخريبة الخريبة موقع بصرة فقال المسكين المسكين رأى منكرا فانكره فوقع فيما هو انكر منه رأى منكرا فانكره فوقع فيما هو انكر منه. ومر معنا في مقدمة كلام الاجر رحمه الله عن الخوارج انهم يظهرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. يظهرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن طريقة انكارهم للمنكر منكرة ومخالفة لحدود الشريعة. مخالفة لحدود الشريعة فينكر المنكر بامر منكر. وهذا الامر المنكر الذي يفعلونه انكارا للمنكر لا يترتب عليه المنكر بل يترتب عليه فساد عريض. بل يترتب عليه في الغالب قوة لاهل المنكرات فهو امر يزعمون انهم انما ارادوا به الاصلاح وهو في الحقيقة والواقع فساد في الارض افساد في الارض. ولهذا لما قيل للحسن خرج خارجي بالخريبة فقال المسكين رأى منكرا فانكره فوقع فيما هو انكر منه. وهؤلاء يقعون في منكر اشد من المنكر الذي ارادوا انكاره لان الطريقة التي يسلكونها في انكار المنكرات طريقة غير شرعية طريقة غير شرعية فيها ظلم فيها تعدي فيها انتهاك للحرمات حتى الدماء يعني مثلا مكان فيه منكرات يأتي ويقتل من فيه. يأتي ويقتل من فيه. باي شرع هذا؟ وباي دين الشريعة لها طرائقها في التعامل مع اهل المنكر وطريقة معالجتهم وطريقة اصلاح المنكرات فهؤلاء يأتون بطرائق غير شرعية طرائق محرمة فيها تعدي على الاموال باتلافها تعدي على الارواح بازهاقها. ولا يبالون وفي زعمهم انهم يصلحون هم في الحقيقة يفسدون في الارض ولا يصلحون. قال المسكين رأى منكرا فانكره فوقع فيما هو انكر منه. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على امام عدلا كان الامام او فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له ان يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صومه ولا بحسن الفاظه في العلم اذا كان مذهبه مذهب الخوارج. هذا كلام عظيم وخلاصة مفيدة جدا مستفادة من جميع ما سبق مما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث واثار عن السلف ذكر الاجري رحمه الله هذه الخلاصة. قال لا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي. خرج على امام عدلا كان الامام او جائرا فخرج وجمع جماعة وسلى سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له ان بقراءته للقرآن. لانك تجد بعظ الناس في مثل هذه الامور ومثل هذه الاحداث يقول والله يا اخي نعرف فلان من العباد حفاظ القرآن وكثير الاجتهاد في العبادة وكثير الصيام وكثير الصلاة هذا لا يغتر به اذا كان مسلكه مسلك الخوارج اذا كان مفتون والعياذ بالله اذا كان قلبه اشرب هذا الهوى وهذا المسلك الباطن لا يغتر الانسان نابي صلاته ولا بقراءة القرآن ولا بذكره لله سبحانه وتعالى. ونبينا عليه الصلاة والسلام لما ذكر قال للصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم. وصيامكم مع صيامهم وقراءتكم مع قراءتهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اي لا يغتر. باجتهاد هؤلاء في الصلاة ولا في صيام ولا في ذكر. ولا في اظهار للتعبد ما يغتر بذلك اذا كان مسلك الواحد منهم مسلك الخوارج اذا كان مسلكا الواحد منهم مسلك الخارجي لا يغتر بعبادته. وكثير من الناس تورطوا في مذاهب الخوارج ومسالك الخوارج بسبب ما يرونه او على الشخص من كثرة عباده وكثرة صلاة وكثرة قراءة للقرآن فيغترون بذلك يأخذون عنه هذا المذهب الباطل. فيقول رحمه الله لا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي اجتهاد فالعبادة قد خرج على امام عدلا كان الامام او جائرا فخرج وجمع جماعة من الناس وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له ان يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صومه ولا بحسن الفاظه في العلم اذا كان مذهبه مذهب الخوارج. واذا اردنا ان نختصر المسألة فالذي يريد يصلح في الامة ما يشق العصا ويخرج عن الجماعة ويسل السيف ويبدأ يقتل هذا وذاك الذي يريد ان يصبح في الجماعة يبقى واحدا من الجماعات يرحم المسلمين ويعطف عليهم يتلطف بهم ويسعى جاهدا في اصلاح ودعوتهم الى الاعتقاد الى الايمان الى العبادة الى الاخلاق. ويصلح الناس شيئا فشيئا. ويشيع الخير شيئا فشيئا اما ان يخرج عن الجماعة ويسل بالسيف ويعادي الناس ويكفر المجتمعات حكام ومحكومين هذا ليس سبيل المصلحين. هذا ليس سبيل المصلحين. هذا رجل اشرب قلبه بما مذهب الخوارج هو مذهب من افسد المذاهب واشنعها واضرها على المجتمعات. والخوارج قرن يطلع بين وقت واخر لا خير فيه شر على المجتمعات. لكن من فضل الله انه كل ما خرج يتأذى منه الناس ثم يقطع ينتهي كل ما خرج قرن قطع لكن لا لا يعرف في الخوارج على مدى التاريخ اصلاح في المجتمعات على على انهم ايضا يحملون راية الاصلاح ويزعمون انهم اهل الاصلاح لكن عبر التاريخ لا يعرف لهم شيء من ذلك. بل يترتب على ظهورهم فساد واظرار. ثم يقطع قرن ثم ينتهي الناس من شرهم. الحاصل انه ما ينبغي للانسان ان يغتر بمسالك الخوارج ومذاهب الخوارج حتى وان كان يظهر على بعضهم عبادة وصلاة وذكر وقراءة قرآن لا يغتر بذلك. اذا كان مسلك الرجل مسلك الخوارج وعلى الانسان ان يحرص على ان يذم نفسه بزمام السنة. وان يدعو الله كثيرا ان يعيده من الضلال ومن طرائق اهل الضلال وان يسأل الله عز وجل الهداية وثبات القلب على الحق والهدى والعاصم الا الله. نسأل الله عز جل ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا اجمعين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح لنا شأننا كله. وان يهدينا رعاة ورعية وحكاما ومحكومين الا الحق والهدى. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع يا رب العالمين. اللهم اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اغفر لنا لدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب والدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا هنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبيا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا