الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر وقد روي فلا ينبغي قرأناها هذا اليس كذلك؟ فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قلته اخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع ائمة المسلمين. اليس هذا الذي نحن عنده؟ نعم. ها؟ ايه هادا الموديل. قرأنا هذا فلا ينبغي لمن رأى. نعم اليوم قارئنا قال حدثنا ابو شعيب تغير فانت نعم يا شيخ. اقول كتابك تغير ولا انت تغير؟ الله المستعان. نعم. قال حدثنا ابو شعيب عبدالله الحسن قد روي. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قلته واخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع ائمة المسلمين. قال حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ابو معشر واخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن بن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا ابو معشر عن يعقوب ابن زيد ابن طلحة عن زيد ابن عن انس ابن مالك قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ذو نكاية للعدو واجتهاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعرف هذا؟ فقالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعته كذا وكذا هذا نعته كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اعرفه فبينهم كذلك اذ طلع الرجل فقالوا هذا يا رسول الله؟ فقال ما كنت اعرف هذا هذا اول قرن رأيته في امتي ان به لسفأ به لسفعة ان به لسفعة من الشيطان قال فلما دنا الرجل سلم فرد عليه القوم السلام قال قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ناشدتك بالله هل هل حدثت نفسك حين اطلعت علينا ان ليس في القوم احد افظل منك قال اللهم نعم. قال فدخل المسجد يصلي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر قم فاقتله فدخل ابو بكر المسجد فوجده قائما يصلي فقال ابو بكر في نفسه ان للصلاة لحرمة تبقى ولو استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجاء اليه فقال له اقتلته؟ قال لا رأيته قائما يصلي ورأيت للصلاة حقا وحرمة. وان شئت ان اقتله وان شئت ان اقتله قتلته. قال لست بصاحبه ثم قال اذهب يا عمر فاقتله. قال فدخل عمر المسجد فاذا هو ساجد قال فانتظره طويلا ثم قال في نفسه ان للسجود ولو اني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمره من هو خير مني قال قال فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتلته؟ قال لا رأيته ساجدا ورأيت للسجود حقا. وان شئت يا رسول الله ان قتلته قال لست بصاحبه قم يا علي فاقتله انت صاحبه ان وجدته؟ قال فدخل علي رضي الله عنه فلم ايه ده؟ قال فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قتل اليوم ما اختلف ما اختلف رجلان من امتي حتى يخرج الدجال وذكر باقي الحديث باقي الحديث له. قال انا ابو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال حدثنا فضل بن سهل الاعرج قال حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني موسى ابن عبيدة قال حدثني هود ابن عطاء الحنفي عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان فينا شاب ذو عبادة وزهد فوصفناه للنبي صلى الله عليه وسلم وسميناه باسمه فلم يعرفه. فبين نحن كذلك اذ اقبل فقلنا يا رسول الله هو ذا. فقال اني ارى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء فسلم على القوم فردوا السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلت في نفسك ان ليس في القوم احد خير منك؟ قال نعم. ثم ولى فدخل المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتل الرجل فقال ابو بكر انا يا رسول الله. فدخل المسجد فوجده يصلي فقال ابو بكر وجدته يصلي وقد نهينا عن ضرب المصلين فقال من يقتل الرجل؟ فقال من يقتل الرجل؟ فقال عمر رضي الله عنه انا يا رسول الله. فدخل المسجد فوجده ساجدا فقال اقتل رجلا يصلي وقد نهانا عن ضرب المسلمين وقد نهانا عن ضرب المصلين فجاء فقال وقد نهينا. وقد نهينا عن ضرب المصلين فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ام ما هي عمر؟ قال وجدته ساجدا وقد نهيتنا عن ضرب المصلين. ثم قال من يقتل الرجل؟ فقال علي رضي الله عنه انا فقال انت تقتله ان وجدته فاذهب ان وجدته. فذهب علي رضي الله عنه فجاء فقال له النبي صلى الله عليه عليه وسلم مهيا علي. قال وجدته قد خرج فقال اما انك لو قتلته لكان اولهم واخرهم وما اختلف فمن امتي اثنان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث حديث انس بن مالك رضي الله عنه هو اخر حديث ساقه المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة التي ساق فيها السنن والاثار عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في ذم الخوارج والتحذير منهم. وهذا الحديث هو في الباب نفسه في ذم الخوارج بذكر رأس من رؤوسهم بل ذكر في ذكر اول رؤوسهم كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال هذا اول قرن رأيته في امتي وكما عرفنا الخوارج قرون تطلع بين وقت واخر ولا يطلع منها قرن الا قطع. وهم شر على الامة. في كل زمان وهذا اول قرن. اول قرن وما بعده من قرون هم تبع له. ومعلوم ما ومعلوم عظم ما يتبع القرن الاول من الاثم. لانه المؤسس للفتنة هو المبتدئ لها في الامة. ومن سن سنة سيئة فانه باسمها واثم من تبعه فيها الى يوم القيامة. في القرن الاول من قرون هؤلاء اثمه عظيم وجناته على الامة ليس في زمانه وانما حتى فيما بعد الى قيام الساعة اثم عظيم لانه اول من سن هذه السنة السيئة في امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والله جل وعلا اطلع نبيه عليه الصلاة والسلام بحال هذا الرجل اطلعه وبحالة وعظيم فتنته وعظيم شره مع ما يظهر عليه من اجتهاد في العبادة من صلاة ونحو ذلك الا ان قلبه واشرب الفتنة والشر والعياذ بالله والله سبحانه وتعالى اطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على عظيم الشر والفتنة التي تترتب على يدي هذا الرجل ولهذا امر بقتله في هذه الصورة التي لم يكن يفعلها عليه الصلاة والسلام امر امر بقتله في صلاته. وهو يصلي. وهذا مبني كما وقدمت على ما اطلع الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من خطر هذا الرجل الشديد. على الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم وعظيم الفتنة التي تترتب على يدي هذا الرجل فامر بقتله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في في صلاته امر بقتله في صلاته فبعث كما جاء في هذه الرواية والحديث والرواية التي بعدها بعث ابي بكر رضي الله عنه فهاب رضي الله ان ان يقتله وهو يصلي. ثم بعث عمر فهذا ايضا ان يقتله وهو يصلي. ثم بعث عليا فلم يجده. ثم بعث عليا فلم يجده. وقال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث وهذا مما يبين عظم آآ الشر والفتنة في في هذا الرجل قال لو قتل اليوم ما اختلف رجلان من امتي حتى يخرج الدجال. وفي الرواية الاخرى قال لعلي اما انك لو قتلته لكان اولهم واخرهم وما اختلف من امتي اثنان. لكان اولهم واخرهم يعني فتنة تنتهي الفتنة تنتهي يكون هذا اولها واخرها. فلا يبقى فتنة. وهذا ايضا يوضح لنا عظم جرم من يؤسس للفتنة والعياذ بالله. وان من يأتون بعده تبع في هذه الفتنة ويبوء هو باثم من تبعه في فتنته الى يوم القيامة قال اما انك لو قتلته لكان اولهم واخرهم لكان اولهم واخرهم اي هذا الرجل وما اختلف من امتي وما اختلف من امتي اثنان والحديث الاول او الطريقة الاولى لهذا الحديث في اسنادها ابو معشر هو نجيح ابن عبد الرحمن ضعيف. وكان قد اختلط وعنده احاديث مناكير. والطريقة الثانية فيها موسى ابن عبيدة وهو ضعيف. فاسناد الحديث من الطريقين ضعيف غير ثابت وجاء الحديث بلفظ مقارب لهذا الحديث في مسند الامام احمد من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان ابا بكر جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني مررت بواد بوادي كذا وكذا فاذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب اليه فاقتله قال فذهب اليه ابو بكر فلما رأه على تلك الحال كره ان يقتله. فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر اذهب فاقتله فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه ابو بكر فكره ان يقتله. قال فرجع فقال يا رسول الله اني رأيته يصلي متخشعا فكرهت ان اقتله. قال يا علي اذهب فاقتله. قال فذهب علي فلم يره. فرجع علي فقال يا رسول الله انه لم يره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا واصحابه يقرأون القرآن ان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ثم لا يعودون فيه حتى السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية. وايضا اسناد هذا الحديث ابو رؤبة شداد ابن عمران مجهول الحال. فالاسناد ايضا ضعيف. اضافة الى ضعف الاسناد في اه في روايتين من رواية اه انس التي ساقها المصنف ورواية ابي سعيد التي في مسند الامام احمد اضافة الى ما في الاسناد من ضعف فان المتن لا يسلم من شيء من النكارة من جهة امتناع ابي بكر رظي الله عنه ثم امتناع عمر عن قتله وان الذي كان كان سيقتله علي رضي الله عنه وارضاه. مع انه مر معنا في قصة آآ الذي قال للنبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم اعدل يا محمد فانك لم تعدل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال دعني اضرب عنقه. قال دعني اضرب عنقه. لكن ان النبي صلى الله عليه وسلم منعه من ذلك. قال لا حتى لا يقال ان محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل قلوا اصحابه. فالمتن فيه نكارة من من اه من هذه الجهة. والى هذه النكارة اشار بعض الشراح وهو السندي قال لا يخفى ما في ظاهره من البعد اذ كيف يكره ابو بكر ثم عمر قتل من امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله. قد جاء ان عمر في قتل من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم ما عدل في القسمة وكذا خالد بن الوليد. والنبي صلى الله عليه وسلم ما اذن في قتله وعلل ذلك بانه مصل. والذي يظهر ان هذا الرجل المذكور في هذا الحديث هو ذلك الرجل الذي جاء فيه انه استأذن في قتله عمر وخالد ولا يخفى ان اذان عمر في قتله اصح واثبت من هذا الحديث. فهذا يقتضي ان في هذا الحديث شيئا لكن الحديث جاء في او رواه ابن ابي عاصم في السنة باسناد قال عنه الشيخ الالباني رحمة الله عليه على شرط مسلم بلفظ سالم من هذه النكارة في هذين الحديثين حديث انس وحديث ابي سعيد ولفظه وقال عن ابي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد وهو منطلق الى الصلاة اي النبي عليه الصلاة والسلام فلما قضى الصلاة ورجع ورجع اليه وهو ساجد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل هذا؟ فقام رجل فحسر عن ذراعيه واختلط سيفه وهزه ثم قال يا نبي الله بابي انت وامي كيف اقتل رجلا ساجدا؟ يشهد ان لا اله الا الله وانك محمد وانك محمد عبده ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ثم قال من يقتل هذا؟ فقام رجل فقال انا فحسر عن ذراعيه واختلط سيفه حتى رعدت يده فقال يا رسول الله كيف اقتل رجلا ساجدا يشهد ان لا اله الا الله؟ وانك محمد عبده ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما والذي نفسي بيده لو قتلتموه لكان اول فتنة واخرها اما انكم لو قتلتموه لكان اول فتنة واخرها. والحاصل ان هذا الحديث بهذا اللفظ ثابت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وايضا كما قدمت الله جل وعلا اطلع نبيه من حال هذا الرجل وعظيم الفتنة والشر الذي يترتب على هذا الرجل او اه تحصل من هذا الرجل ويتسبب فيها هذا الرجل اطلع الله نبيه عليه الصلاة والسلام فامر بقتله. وهو يصلي. لما اطلعه الله سبحانه وتعالى عليه من حاله وعظيم فتنته. لكن ايظا يبقى اشكال او تساؤل حول هذا الامر. فقد يقال الا يعارض هذا ما تقدم من النهج الذي عرف عن نبينا عليه الصلاة والسلام في سد الذريعة حتى انه امتنع من قتل المنافقين وعلل ذلك بقوله حتى لا يقال ان محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل هذا ومر معنا شيء من اه الامثلة على ذلك لكن يمكن ان يقال في الجواب على ذلك ان هذه حادثة واحدة قصة هذا الرجل المعين ان هذه حادثة واحدة مستثناة من هذا الاصل لما اطلع الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من عظيم الشر والفتنة البلاء العظيم الذي يترتب على الذي يترتب او تصاب به الامة امة الاسلام من هذا الرجل وانه اول قرون الفتنة والمؤسس لها وما بعد ذلك من فتن تقع في الامة كلها فرع عن هذه الفتنة وهذا مؤسس لها فيمكن ان يقال ان هذه حالة معينة واحدة مستثناة وامر النبي صلى الله عليه وسلم وعلل هذا بتعليل واضح قال لو قتلتموه لكان اول فتنة في الامة واخرها يعني ولم يختلف اثنان علل هذا تعليلا واضحا يزيل الاشكال فيقال ان هذه حادثة معينة ان هذه حادثة معينة مستثناة من ذلك لما اطلع الله وتعالى نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من حال هذا الرجل. وامر اخر اشار اليه بعض اهل العلم وهو انه قد يكون هذا الرجل هو الاول. الاول الذي مر معنا في قصة قال اعدل يا محمد فانك لم تعدل قال عمر رضي الله عنه دعني اضرب عنقه مرت معنا فقد يكون هذا هو الاول وكانت قصته هذه نفس الرجل متراخية عن الاولى يعني جاءت بعدها بوقت واذن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت المتراخي بقتله بقتل هذا الرجل مع منعه اولا من قتله لزوال المانع ولما اطلع عليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من حال هذا الرجل من عظيم المضرة. على الامة وانه لو قتل لكان اول الفتنة واخرها. ولم يختلف بعده اثنان. ولكن الله سبحانه وتعالى شاء ان لا يقتل وآآ ان يبقى مؤسسا للفتنة وكل اهل اهل الفتنة فيما بعد ممن سلكوا هذا المسلك مسلك الخوارج مسلك الشر او الفساد في امة في محمد عليه الصلاة والسلام الذي يظهر بين وقت واخر باسم الانتصار للدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء منكرات بطريقة عوجاء ونهج فاسد فيه اراقة للدماء وانتهاك الحرمات وتعد على الاموال وجناية في الامة بالشر والفساد كل ذلك لهذا الرجل المؤسس الاول نصيب وكفل من اثمه. لانه اول من بدأ الفتنة في امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والمصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى ساق هذا الحديث في خاتمة هذه الترجمة واراد واراد ان يبين به امرا معينا الا وهو انه اخذ يذكر فقبل ارادة لهذا الحديث ما على ما ما عليه هؤلاء من اجتهاد في العبادة ثم حذر رحمه الله من ان يغتر بهذا الاجتهاد وقال كلاما واضحا قال لا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على امام عدلا كان الامام او جائرا خرج وجمع جماعة وصلى سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له ان يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيام في الصلاة ولا بدوام صومه ولا بحسن الفاظه في العلم اذا كان مذهبه مذهب الخوارج. ثم قال وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قلت اخبار لا يدفعها كثير من اهل العلم. اخبار تفيد ان هؤلاء اهل فتنة مع ما هم عليه من اجتهاد في العبادة والصلاة والذكر وقراءة القرآن وان واجب على المسلم لا ان لا يغتر بما عليه هؤلاء من مثلا صلاة او ما هم عليه من كثرة ذكر او من تلاوة القرآن لا اذا كانوا قد سلكوا مسلك الخوارج. وهذا يتطلب مع كثرة الفتن ان يكون المسلم على باله بهذا المسلك. حتى يكون منه على حذر وعلى معرفة باوصاف هؤلاء حتى يكون منهم على حذر. لان لا يغتر منهم بصلاة او صيام او قراءة قرآن او كثرة ذكر حتى لا يفتن في دينه حتى لا يقع في هذا المذهب الباطل مذهب الاجرام والافساد والجناية على فكم عبر التاريخ من دماء تراق؟ كم من الدماء تراق دماء مسلمة مع محرمة ترى من صغار وكبار وذكور واناث وشيوخ فالكم من الفتن تعصف بالامة والفرق والشتات وكم من التعديات على الاموال والانتهاكات للاعراظ اختلال الامن وانتشار الفوضى وشيوع الفساد وبقاء الناس في بلدانهم في اضطراب وقلق وفتن وشرور امور كثيرة يؤسس لها هؤلاء ويظهر قرن هؤلاء بين وقت واخر في الامة. ويحصل على ايديهم مثل هذا الفساد العظيم فينبغي على المسلم الا يغتر. الا يغتر صلاة احدهم او او ذكره او قراءة القرآن ما دام مذهبه مذهب الخوارج ما دام اذهبوا مذهب الخوارج. فالمصنف رحمه الله تعالى ساق ذلك. لبيان هذا الامر والعبرة في حال الرجل بتعظيمه للسنة. واذا رأيت الرجل يستوحش ويبغض احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المتعلقة بالسمع والطاعة لولاة الامر واذا قرأت كرهها ولم يطق سماعها فهذه من اعظم الامارات التي تكشف حال الرجل وانه مشرب بهذه الفتنة فان بعض الناس اذا سمع الاحاديث في الاحكام الاحاديث العبادات الاحاديث في الاخلاق لا يستوحش. واذا قرئ شيء من حديد الرسول عليه الصلاة والسلام الصحاح الثابتة فيما يتعلق بحقوق الولاة والسمع والطاعة يأنف ويستنكف ويستوحش ويجد في نفسه نفرة من ذلك وانفة وهذا دخل في قلبه شيء. دخل في قلبه شيء من هذا المذهب واول ما تبدأ فتنة هؤلاء من هذه الجهة من جهة كراهية النصوص المتعلقة بحقوق الولاة ومن المعلوم ان امر الامة لا يستقيم الا بجماعة. ولا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة امور اخذ بعضها ببعض فاذا لم يكن هذا الامر في الامة تمزقت. وذهبت في مهب الريح لا لا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة ولهذا يجب ان ان تتخذ الامامة دينا ويسمع للامام ويطاع وتقربا لله سبحانه وتعالى وطلبا لرضاه فاول ما تكون فتنة هؤلاء من هذه الجهة هو من جهة الافتيات على على ولاة الامر الذين هم العلماء فتيات على ولاة الامر الذين هم الحكام وافتيات على ولاة الامر الذين هم العلماء بمحاولة اسقاطهم والتقليل من مكانتهم والوقوع في اعراضهم. فتنشأ في الغالب العم من هذا الطريق فالذي يظهر عليه كراهية الاحاديث التي تتعلق بالولاة او يظهر عليها الجرأة على العلما الاكابر من ائمة اهل السنة واهل الفضل وقيعة وطعنا ومحاولة لاسقاطهم والتقليل من مكانتهم فهذا في قلبه شيء. بدأت هذه الفتنة تتسلل الى قلبه اذا بدأ يدخل هذا المدخل ويسلك هذا المسلك فلا يغتر بصلاة انسان او صيامه او عبادته او ذكره اذا كان فيه شيء من مسلك الخوارج وطريقتهم التي حذر منها النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والعبرة انما هي باستقامة المرء على السنة وتعظيمه لها ورعايته لها. ومعرفته بقدرها واعماله للنصوص وعدم اهمال شيء منها تعظيما لله وتعظيما لشرعه واتباعا لرسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وبهذا ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة ثم عقد بابا في ذكر في ذكر قتل علي رضي الله عنه للخوارج مما اكرمه الله تعالى بقتالهم مما اكرمه الله تعالى بقتالهم. وساق في ذلك جملة من الاحاديث وهي في ايضا تصب في اه موظوع الباب الاول وهو ذم الخوارج تحذير منهم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يعيذنا مسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة بامرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا طه وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله لان استغفرك واتوب اليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا