الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر قتل علي رضي الله عنه الخوارج مما اكرمه الله تعالى بقتالهم. قال حدثنا الفريابي قال حدثنا صفوان بن صالح. قال حدثنا الوليد بن مسلم. قال دفن ابن لهيعة قال حدثني بكير بن عبدالله بن الاشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن ابي رافع مولى ام سلمة ان حرورية لما خرجوا وهم مع علي بن ابي طالب قالوا لا حكم الا لله. فقال علي رضي الله عنه اجل كلمة حق اريد بها باطل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف اناسا اني لاعرف صفتهم يقولون الحق لا يجاوز هذا منهم واشار الى حلقه هم ابغض خلق الله اليه تعالى. فيهم اسود احدى يديه طبيو طبي شاة او حلمة ثدي. فلما قتلهم علي رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين او ثلاثة ثم وجدوه في خربة فاتوا به علي بن ابي طالب رضي الله عنه حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله بن ابي رافع انا حضرت ذلك من امرهم. قال وحدثنا ابو بكر بن ابي داوود قال حدثنا احمد بن صالح قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني عمرو يعني ابن الحارث عن بكير يعني ابن الاشجع عن بسري بن سعيد عن عبيد الله بن ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن ابي طالب رضي الله عنه قالوا لا حكم الا الله فقال علي رضي الله عنه كلمة حق اريد بها باطل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا اني لاعرف في هؤلاء يقولون الحق بالسنتهم لا يجاوز تراقيهم واشار الى حلقه هم من ابغض خلق الله هم من ابغض خلق اليه تعالى منهم اسود يعني منهم اسود احدى يديه طب يشاة او حلمة شاة. قال فلما قتله علي رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت. مرتين او ثلاثة قال ثم وجدوه في خربة فاتوا به عليا حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله وانا حاضر ذلك من امرهم. وقول علي ان فيهم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ذكر ذكر علي رضي الله عنه للخوارج مما اكرمه الله تعالى بقتالهم هذه الترجمة فيها ذم الخوارج كما تقدم وفيها الامر بقتالهم وفيها منقبة علية لعلي رضي الله عنه وارضاه حيث اكرمه الله تعالى بقتالهم وساق رضي الله عنه وارضاه في فضل قتالهم ما سمعه من رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وما في قتالهم من كرامة عظيمة لمن يقتلهم وانهم شروا قتلى على وجه الارض ومن قتلوه فهو خير القتلى على وجه الارض قد جاء في ذلك احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحت عنه من وجوه كثيرة صلوات الله وسلامه عليه وهي عند اهل العلم بلغت حد التواتر رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم غير واحد من اصحابه الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لظهور الخوارج وخروجهم امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم وفضل ذلك وعظيم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث قد روي عن علي رضي الله عنه من طرق كثيرة رواه عنه عدد ليس بالقليل من اصحابه رضي الله عنه وارضاه وقد اورد هذا الحديث حديث علي رضي الله عنه الامام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية اورده من اثنتي عشرة طريقا عن علي رضي الله عنه ساقها تسانيدها والفاظها وقال في تمام ذلك فهذه اثنتا عشرة طريقا اليه ومثل هذا يبلغ حد التواتر ساق الامام الاجري رحمه الله تعالى بسنده الى عبيد الله ابن ابي رافع مولى ام سلمة ان الحرورية لما خرجوا وهم مع علي ابن ابي طالب قالوا لا حكم الا لله قالوا لا حكم الا لله. قال وهم مع علي بن ابي طالب. يعني في اول الامر ثم خرجوا عليه رضي الله عنه في قصة التحكيم المعروفة فخرجوا على علي رضي الله عنه ورفعوا هذا الشعار لا حكم الا لله لا حكم الا لله وبهذا الخروج على علي رضي الله عنه خرجوا عن جماعة المسلمين خرجوا عن جماعة المسلمين وصاروا بهذا الخروج فرقة ضالة من اشد الفرق ضلالا ومن اشد الفرق جناية على الاسلام واهله ولما خرجوا خرجوا بهذا الشعار لا حكم الا لله ان الحكم الا لله وانزلوا كلام الله تبارك وتعالى في غير منزله وحملوه على غير محمله فاتوا من سوء فهمهم وقلة درايتهم بشرع الله وكلامه سبحانه وتعالى وتحت هذه الكلمة وهذا الشعار الذي رفعوه لا حكم الا لله. انظر ماذا فعلوا. تحت هذا الشعار بدأوا يكفرون المسلمين. افرادا وجماعات. لا يستثنون من من ذلك احدا الا من وافقهم على اهوائهم ومذاهبهم الفاسدة. كفروا المسلمين عموما حكاما ومحكومين رعاة ورعية. ثم رتبوا على ذلك التكفير اشهار السيف والعمل على قتال المسلمين وقتلهم. فصح فيهم اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان فاصبح هؤلاء بسبب هذه النحلة الفاسدة والفهم الباطل لا هم لهم الا قتال المسلمين واراقة دمائهم. لا هم لهم الا ذلك. وهي امور ان بنى بعضها على بعض. كانت اول قرارة اتقدت في هذا الباب قولهم لا حكم الا لله وفهموه فهما اعوج تحت هذا الفهم الاعوج لا حكم الا لله ان الحكم الا لله كفروا خير الناس في زمانهم بل كفروا افضل الناس على الاطلاق في زمانه وهو علي رضي الله عنه لم يكتفوا بتكفيره بل اراقوا دمه قتلوه. وقتلوا عددا من اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قتلوهم معتبرينهم كفار. حتى علي رضي الله عنه كانوا يعتبرون يعتبرونه من الكفار ومن الظلمة ومن الطغاة ولما قتله عبدالرحمن ابن ملجم وهو رأس من رؤوس الخوارج وهو خارج رضي الله عنه صلاة الفجر كان يقرأ ابن ملجم وهو يسل سيفه يقتل به عليا كان يقرأ الاية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. يعد هذا القتل لخير اهل زمانه رضي الله عنه افتراء لمرضاة الله وطلبا ثوابه. وموجبا لدخول جنته. واذا فكان رؤوس الخوارج واولوهم ومتقدموهم. كفروا عليا رضي الله وعن ولي امر المسلمين الخليفة الراشد امير المؤمنين رضي الله عنه وارضاه خير اهل زمانه. اذا كان اولهم ومقدموهم كفروا عليا رضي الله عنه وارضاه وكفروا من تحته من الصحابة والتابعين الخيار الافاضل فلا عجب ولا غرابة ان يكفر اذنابهم وديونهم وفروعهم واتباعهم الى قيام الساعة من هو دون علي من الحكام ومن هم دون الصحابة تابعين من المحكومين لا غرابة في ذلك. اذا كان الاول كفروا عليا رضي الله عنه وكفروا الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم فلا غرابة ان يكفر ذيول هؤلاء واتباعهم من هو دون علي من الحكام ومن هو دون الصحابة والتابعين من المحكومين. وايضا اذا كان الاول من هؤلاء قدمون فعلوا ما فعلوا من تكفير سفك للدماء وتعد على الاموال واخلال بالامن الى غير ذلك من الجنايات العظيمة الديات الفظيعة التي قاموا بها مع ما كانوا عليه من اجتهاد في عبادة وذكر وصلاة وصيام قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا الصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيام وقرائتكم مع قراءتهم فلا غرابة ايضا ان يقع في المتأخرين من ذيول هؤلاء واتباعهم ممن يحملون الفكر نفسه والمذهب نفسه والطريقة نفسها مع قلة في الوقت نفسه في العبادة. والذكر لله عز وجل والصيام فلا علم ولا عبادة. فلا علم ولا عبادة. مع التجني على الامة امة الاسلام. والغرور بانفسهم والعجب. وهذا غرور والعجب هو الذي اهلك الاولين والاخرين من هؤلاء يرون انفسهم خير الناس وافضل الناس ويزكون انفسهم ولا يرون من خالفهم شيئا لا في دين ولا ولا في عبادة ولهذا هانت عندهم الدماء وهانت عندهم الاعراظ وهان عندهم كل شيء يفعلون ذلك زهو وغرور وعجب ورؤية للنفس. غير مبالين بكل ما يفعلونه من تجنيات وتعديات بل يعدون ذلك من القرب التي بزعمهم يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى. ومتى كان التقرب الى الله جل في علاه اراقة للدماء المعصومة. وانتهاكا للاعراض المحرمة. وتعديا على اموال المحترمة واخلالا بامن المسلمين وترويعا للامنين الى غير ذلك كمن الجنايات التي تقع من هؤلاء قالوا لا حكم الا لله. هذا الشعار الذي رفعه الاوائل ورفعه ايظا الذيول والاتباع اتباع هؤلاء؟ فقال علي رضي الله عنه اجل اجل لا حكم الا لله. هذا لا ينازع فيه لا ينازع في ذلك مسلم لا حكم الا لله ان الحكم الا لله قال اجل كلمة حق ان اريد بها باطل اي انزلوا قوله سبحانه وتعالى ان الحكم الا لله في غير منزله تعلون في غير موظعه فهي كلمة حق. ومعناها واضح بين لكنهم جعلوها في غير منزلها في غير موضعها. كلمة حق اريد بها باطل. كلمة حق اريد بها باطل كلمة حق اي لا حكم الا لله. اريد بها باطل الذي هو تكفير المسلمين. ومن ثم قتل المسلمين واراقة دمائهم. قال كلمة حق اريد بها اباطل وهذا ايضا يتبين ان القوم مع كثرة التلاوة منهم للقرآن الا ان فهومهم سيئة غاية السوء والشأن فيهم ما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. اي ان قلوبهم لا تفقه القرآن هذا معنى لا يجاوز ترقيهم اي ان قلوبهم لا تفقه القرآن. لا يفهمون كلام الله. ولهذا يأتي الاستدراد بالايات استدلالا اعوج منحرف مبني على سوء الفهم لكلام الله سبحانه وتعالى فعلي رضي الله عنه بقوله كلمة حق اريد بها باطل اختصر لنا رضي الله عنه مذهب الخوارج. اختصر لنا مذهب الخوارج في طريقتهم بكتاب الله سبحانه وتعالى. فهم عندما يستدلون بالايات يوردون هنا في غير محلها. ليس هذه الاية فقط ان الحكم الا لله. بل ما يستدلون به من ايات الكتاب عزيز ينزلونها غير منزلها ويكون الشأن فيهم كما اختصر لنا ذلك علي كلمة حق يريدون بها باطل يأتون بالاية على يحملونها على ما يهوون. وينزلونها على ما يريدون. من اهوائهم شأن من قال الله فيهم واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ثم قال علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف اناسا اني لاعرف صفتهم. اني لاعرف صفتهم. قوله رضي الله عنه وارضاه اني لا اعرف صفتهم اي بما وصفه النبي. عليه الصلاة والسلام وذكر او من نعتهم اخبارهم واوصافهم يقولون الحق لا يجاوز هذا منهم واشار الى حلقه. يقولون الحق اي يقولون كلمة الحق كلمتا الحق ولا تجاوز هذه الكلمة حناجرهم اي ان قلوبهم خلو من الفقه الفهم والبصيرة والزكاة والنصح والصدق مع الله سبحانه وتعالى خلو من ذلك. يقولون الحق لا يجاوز هذا منهم. لا يجاوز هذا منهم. اي ان عند القوم لسان عند عند القوم لسانه وعندهم كلام ظاهره الحق لكن باطن القوم شيء اخر لا فقه ولا دراية بما يقولونه ويقرأونه من ايات و نصوص يقولون الحق لا هذا منهم واشار الى حلقه صلوات الله وسلامه عليه. قال هم ابغض خلق الله الى الله. هم خلق الله الى الله. وهذا فيه شدة جرم الخوارج. شدة جرم خوارج فهو جرم صاروا بسببه ابغض خلق الله الى الله سبحانه وتعالى فيهم اسود احدى يديه طبيو شاة او حلمة ثدي الطبي هو الحلمة. طبي الشاة اي حلمة ثدي الشاة. او حلمة ثدي فلما قتلهم علي رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. قال انظروا يعني ابحثوا في القوم هل تجدون فيهم رجلا هذه صفة فبحثوا فلم يجدوا شيئا. فقال ارجعوا فوالله ما اكذبت ولا كذبت؟ ما كذبت في ان فيهم رجلا هذه صفته وما لان الذي اخبره بذلك الصادق المصدوق. عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق على عن الهوى فهو كان على يقين انه سيجد هذا الرجل فقال فارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين او ثلاثا يعيدها رضي الله عنه ثم وجدوه في خربة. وجاء في بعض الروايات وجدوه في القتلى. فاتوا وبه عليا رضي الله عنه حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله بن ابي رافع انا حضرت ذلك من من امرهم والرواية الاخرى هي بمعنى هذه اه اه الرواية الرواية الاخرى هي مثل هذه الرواية ومثل ما تقدم و هذا الحديث معدود في جملة مناقب ام اه في مناقب امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه. وهو دال كما تقدم على خطورة هؤلاء الخوارج. وانهم من دأبهم رفع الشعارات اه البراقة ومن اول الشعارات التي هذا الشعار لا حكم آآ الا لله وهو ديدنهم باستمرار يرفعون هذا الشعار منزلينه بغير منزلته في قديم الزمان وحديثه ثم يبنون عليه تكفير المسلمين وقتلهم وقتالهم واول من كفر المسلمين هم الخوارج. اول من كفر المسلمين هم الخوارج يكفرونهم بالذنوب ويكفرون كل من خالفهم في بدعتهم وضلالتهم ويستحلون دمه وماله والحديث ايضا من دلائل النبوة لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر وبخروجهم واخبر بصفاتهم واخبر ايضا بصفة هذا الرجل اسود احدى يديه طبيوسات وكل ذلك وقع طبقا لما اخبر صلوات الله عليه فهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله تعالى ابو محمد عبد الله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن ناجية قال حدثنا محمد بن سليمان لوين قال حدثنا جعفر بن امام الضباعي قال حدثنا عوف وهشام عن ابن سيرين عن عبيدة يعني السلماني قال شهدت مع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه النهر فلما قاتل الخوارج قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان فيهم رجلا مخدج اليد مخدج نعم ان فيهم رجلا مخدج اليد او مدن اليد قال فنظروا اليد ومودا اليد يعني ناقص اليد احسن عليك. ناقص الخلق في يده. احسن الله اليك. يعني يده صغيرة. نعم. قال فنظروا فلم يقدروا عليه قال ذلك ثلاثا ثم قال انظروا وقلبوا القتلى فاستخرجوا رجلا ادم مسدنا يده اليمنى كأنها ثدي المرأة فلما رآه استقبل القبلة ورفع يديه فحمد الله واثنى عليه وشكر الله الذي الذي ولاه قتله. الذي ولاه قتله هم والذي اكرمه بقتالهم ثم اقبل علينا بوجهه فقال لولا ان تبطروا لحدثتكم بما سبق على لسان النبي صلى الله عليه وسلم من الكرامة لمن قاتل هؤلاء القوم. قال عبيده فقلت يا امير المؤمنين اشيئ بلغك عن النبي صلى الله عليه وسلم او شيء سمعته منه او شيء سمعته منه قال بل سمعته منه ورب الكعبة. ثم ذكر رحمه الله تعالى هذه الرواية للحديث عن علي رضي الله عنه وارضاه الرواية الاولى كانت من طريق عبيد الله بن ابي رافع وهذه من طريق عبيدة السلماني وهي مثل الرواية المتقدمة لكن فيها زيادة امور ثلاثة. الاول اه حمد علي رضي الله عنه اه حمد علي رضي الله عنه لله عز وجل وثناؤه على الله وشكره الذي اولاه قتلهم. واكرمه بقتالهم. وهذا من مناقب علي رضي الله عنه وارضاه. وهذا فيه حمد الله على النعمة. حمد الله على اه النعمة ومن النعم العظيمة هلاك الظالمين. هلاك الظالمين و ارتياح المسلمين من شرورهم اذاهم فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. هذه الاية ايضا فيها المعنى نفسه. ان من مواطن الحمد العظيمة مثل هذا الموطن. فحمد علي رضي الله عنه الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وشكره على ما اولاه من قتالهم واكرمه بقتالهم. الامر الثاني في هذه الرواية في قول علي رضي الله عنه لولا ان تبتروا ان يصيبكم البقر او العجب او نحو ذلك لحدثت تكن بما سبق على لسان النبي صلى الله عليه وسلم من الكرامة. لمن قاتل هؤلاء القوم بمن قاتل هؤلاء القوم وهذا فيه فظل قتالهم وعظم الكرامة لمن وفقه الله وتعالى لذلك وفيه ايضا جواز كتمان العلم للمصلحة لان علي رضي الله عنه قال لولا ان تبطروا اي من اجل هذه المصلحة ان لا يقع احد في شيء من البقر لم يخبرهم تفصيلا وانما ذكر لهم اجمالا ففيه جواز كتمان العلم للمصلحة. وهذا الكتمان للعلم الذي يراد به المصلحة هو في باب الفضائل. هو في باب الفضائل ليس في باب الاحكام والحلال والحرام انه لم يكتم حكما تعبديا مطلوبا من العباد ان يقوموا به. وانما كتم بعض تفاصيل في الفضائل. الفضل دلت عليه نصوص لكن عنده تفاصيل عنده تفاصيل في الفضائل رأى عدم الاخبار بها للمصلحة ففي ذلك جواز الكتمان للعلم لاجل المصلحة. ولا يكون هذا الكتمان في في ابواب الحلال والحرام والاحكام وانما في مثل مثل هذا المقام يعني آآ الفضائل ولا سيما ايضا فيما بالتفصيل في ذلك التفاصيل في ذلك. سبحان الله هنا ملحظ مهم. مهم يعني في هذا الباب رضي الله عنه لم يتوسع في الفضائل الثابتة. فقارن بما يصنع اهل الخرافة انا الدجل في الايغال بذكر الفظائل المكذوبة على رسول الله. صلى الله عليه وسلم. ولاجل المصلحة تم بعظ الفظائل الثابتة الثابتة. فقارن بمن يتوسعون في الفظائل مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنت على الناس جنايات عظيمة جدا تجد مثلا يذكرون في بعض بعض الصيغ مثلا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او مثلا بعض الاذكار المعينة يذكرون فيها فضائل ويغالون في تلك فظايل حتى ان بعظ العوام بسبب اغتراره بذلك توقف عن كثير من العبادات اكتفاء منه ببعظ الاذكار التي امليت فعليه وذكرت له تلك الفضائل العظيمة وقال يكفيني هذه هذه الفضائل وعطل حتى بعضهم بعض واجبات الدين اكتفاء اه ما ذكر له من فضائل مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمعنى الذي ذكره علي معنى مهم ينبغي ان يلاحظ في باب الفضائل. قال لولا ان تبطروا لحدثتكم لولا ان تبطروا لحدثتكم فهذا يبين لنا ان باب الفضائل يذكر للناس فيه هذا الجانب الذي رعاه عليا رضي الله عنه. وايضا يبين لنا عظم جناية هؤلاء في كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوقهم للاخبار اه الكثيرة في الفضائل التي اه لا اصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او هي من الاحاديث الواهيات او الاحاديث المكذوبة على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. لولا ان تبطروا لحدثتكم بما سبق على لسان رسول لله صلى الله عليه وسلم من الكرامة لمن قاتل هؤلاء القوم لمن قاتل هؤلاء القوم وهذا فيه فضل قتال هؤلاء وعظم الكرامة التي اعده اعدها الله سبحانه وتعالى لمن قاتلهم امر الثالث هذا القسم من علي رضي الله عنه وجاء في بعض الروايات انه كرر هذا القسم ورب الكعبة يقسم بالله بهذا الامر الذي سمعه من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ففيه جواز القسم للتأكيد تأكيد الاخبار وتحقيق ثبوتها نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو محمد عبدالله بن محمد بن صالح البخاري قال حدثنا عبد الله ابن عمر الكوفي قال حدثنا وكيع عن جرير ابن حازم وابي عمرو ابن العلاء النحوي عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرج قوم فيهم رجل مودن اليد او ادون اليد او او مخرج اليد ولولا ان تبطروا لانبأتكم ما وعد الله تعالى الذين يقتلونهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال عبيده فقلت لعلي رضي الله عنه انت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم سمعته بالكعبة سمعته اي ورب الكعبة سمعته اي ورب الكعبة. وهذه الطريقة اخرى هذا الحديث حديث السلماني عن علي رضي الله عنه وفيه تكرار القسم ثلاث مرات سمعته ورب الكعبة كررها آآ علي رضي الله عنه ثلاث مرات. ولا يزال في الباب بقية. ونسأل الله ممن ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان ان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله صحبه جزاكم الله خيرا