نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج فقتلهم او قتلوه قال حدثنا موسى ابن هارون ابو عمران قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول الناس يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية. فمن لقيهم فليقتلهم فان قتلهم اجر عند الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا زدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما ابعد قال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى ذكر ثواب وبمن قاتل الخوارج فقتلهم او قتلوه. هذه الترجمة صح فيها غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم شيء منها وافرد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان عظيم الثواب والكرامة التي اعدها الله سبحانه وتعالى لمن يتصدى لهذه الفئة الضالة والفرقة المنحرفة المنحرفة التي هي شر على امة الاسلام وخطر عظيم على المسلمين. فذكر نبينا عليه الصلاة والسلام في قتالهم ثوابا عظيما واجرا جزيلا. حتى ان عليا رضي الله عنه كما سبق ان تقدم معنا لم يذكر تفاصيل ما سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل قتال هؤلاء خشية ان يقع من يسمع ذلك في البطر وترك العمل. والاتكال على ذلك قال لولا ان تبطروا لحدثتكم بما سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما اعده الله من الكرامة لمن قتلهم. فالسنة جاء فيها ثواب عظيم وجاء انهم شروا قتلى على وجه الارض. وان من قتلوه فهو من خير القتلى على وجه الارض في ذلك عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في ذم هؤلاء الخوارج والتحذير منهم. وفضل وعظيم ثواب قتالهم. وفضل من قتلهم او قتلوه. وساق رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان سفهاء الاحلام يخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان سفهاء الاحلام. احداث الاسنان اي اعمارهم صغيرة. وسفهاء الاحلام اي عقولهم قاصرة فعندهم نوعان من الصغر صغر السن وصغر العقل فاعمارهم صغيرة وعقولهم صغيرة. ثم مع هذا في العمر وفي العقل يتصدرون لكبرى الامور في مصالح الامة من الامن والخوف ومصالح الامة الكبار يتصدون لها تصديا قويا بلا عقل ولا ايضا روية لان كبر السن يثمر الاناة والروية. في الغالب اكتمال العقل يثمر باذن الله سبحانه وتعالى جاهت الرأي وحسن التدبير وحسن القرار المتخذ فهؤلاء يتصدون لامور الامة المتعلقة بالامن والخوف امن الامة وخوفها ومصالح الامة الكبيرة باسنان غيرة وعقول صغيرة. فماذا ينتظر؟ من اشخاص يتصدون هذا التصدي وهم بهذا المستوى وهذا القدر. ولهذا يحصل على ايديهم من الشر والضرر على الامة الشيء العظيم. قال السفهاء احداث الاسنان سفهاء الاحلام. يقولون من خير قول الناس. يقولون من خير قول ناس اي في ظاهر الامر كما تقدم معنا من قولهم لا حكم الا لله رضي الله عنه وصف هذه الكلمة بانها كلمة حق. يقولون من خير قول الناس يعني لهم عبارات يرفعونها شعارات يبرزونها في ظاهرها حسنة. وطيبة. مثل هذا الشعار لا حكم الا لله. هذه كلمة حق. لكن ماذا يريدون بمثل؟ هذه كلمات فيقول عليه الصلاة والسلام يقولون من خير الناس اي يقولون في ظاهر قولهم من خير قول الناس كقولهم لا حكم لله وكدعوتهم مثلا الى التحاكم الى كتاب الله سبحانه وتعالى ونحو ذلك يقولون من خير قول الناس يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية. يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية. اي ان هذا الفكر القاصر والتهور الشنيع والاندفاع الفظيع الذي هم عليه يصل بهم الى المروق الدين يمرقون من الاسلام في بعض الروايات يمرقون من الدين. كما يمرق السهم كم من الرمية مروق السهم من الرمية هو عندما يرمى صيد بسهم ثم يخترق السهم الرمية فيخرج من الجهة الاخرى ولقوة رميها بالسهم يخرج من جهة الاخرى ولم يعلق شيء به. من فرث او دم مثل ما قال في الحديث سبق الفرث والدم. سبق فرثة والدم يخرج من الجهة الاخرى ولا يعلق به شيء. من فرث هذه الرمية او دمها فهم يمرقون من الدين بهذا المثال كما يمرق السهم من الرمية. فمن لقيهم وهذا موضع الشاهد فليقتلهم. فان قتلهم اجر عند الله فان قتلهم اجر عند الله. ونكر الاجر تفخيما لامره وتعلية لسانه. واضاف الاجر بانه عند الله ايضا بيانا لعظيم هذا الاجر وعظيم هذا الثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى قتلهم. وقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فمن لقيهم فليقتلهم ليس هذا اذنا للافراد. بان يفعل ذلك في من لقيه وهو يظن انه على هذا الفكر او يحمل هذا الفكر ليس هذا اذنا للافراد. لان مثل ذلك تكون به امور الناس فوضى. وانما مثل هذه الامور لولاة الامر لولاة امر المسلمين. ولا يقاتل الا من وراء السلطان. ليس هذا مما يتولاه افراد الناس. ولو تولى مثل هذه الامور افراد الناس صارت امور الناس فوظى وكثر فيهم تعدي القتل واراقة الدماء وانما القتال يكون السلطان قتال يكون وراء السلطان وباذنه قال فمن لقيهم اقتلهم فان قتلهم اجر عند الله. وقوله فليقتلهم هذا فيه بيان وجوب قتل هؤلاء وتخليص الامة من شرهم. وان تخليص الامة من شرهم خير عظيم للامة ولهذا مر معنا ان عليا رضي الله عنه عندما اكرمه الله سبحانه وتعالى بتلك الكرامة العظيمة وهي قتل هؤلاء الخوارج وكان كانوا عددا كبيرا فلم يبقى منهم الا قلة فروا والبقية قتلوا عن اخرهم في ساعة من نهار يوم النهروان فحمد الله على ذلك وفرح بذلك رضي الله عنه وسجد لله شكرا كما جاء في بعض الروايات واشار رظي الله عنه الى عظيم الثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى لمن قتل هؤلاء او قتلوه كما مر معنا عنه رضي الله عنه بذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو سعيد قول ابن محمد الجندي بالمسجد الحرام قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا ابو قرة موسى ابن طارق قال سمعت الازهر ابن صالح ابن صالح يقول حدثني ابو غالب انه سمع ابا امامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وخرجت بالشام فقتلوا فالقوا فالقوا في جب او بئر. قال فاقبل ابو امامة وانا معه حتى وقف عليهم ثم بكى ثم قال سبحان الله ما فعل الشيطان بهذه الامة؟ كلاب النار كلاب النار ثلاثا شر قتلى اتحت ظل السماء شر قتلى تحت ظل السماء. خير قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء من قتلوا قال قلت يا ابا امامة اشياء تقوله برأيك؟ ام شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال اني اذا لجريء اني اذا لجريء ثلاثة بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا حتى عاد حتى عد عشرا. سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيأتي قوم يقرأون القرآن لا تراقيهم او لا يعدو او لا يعدو تراقيهم او لا يعدو تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من مياه لا يعودون في الاسلام حتى يعود السهم على فوقه. طوبى لمن قتلوه او قتلهم. قال وحدثنا ابو بكر بن ابي داوود قال حدثنا عمي قال حدثنا عصمة ابن المتوكل قال حدثني المبارك بن فضالة عن ابي غالب قال كنت بالشام وبها ابن عجلان ابو امامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لي صديقا. قال فجيء برؤوس الحرورية فالقي بالدرج فجاء ابو امامة فصلى ركعتين ثم توجه نحو الرؤوس قال فقلت لاتبعنه حتى اسمع ما يقول قال افتبعته حتى وقف عليهم فقال فبكى ثم قال سبحان الله ما صنع ابليس باهل هذه الامة؟ قال ثم قال الكلاب اهل النار كلاب اهل النار كلاب اهل النار ثلاثة ثم قال شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء وخير قتل الذين قتلوهم قال ثم تلا هذه الاية هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود ايضا قال حدثنا يعقوب ابن ابن سفيان قال حدثني بكر بن خلف قال حدثنا قطن بن الله الحداني قال حدثني أبي قال حدثنا أبو غالب قال كنت في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الخوارج فنصبت فنصبت على درج المسجد فجاء ابو امامة فنظر اليهم فقال كلاب جهنم شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء ومن قتلوا خير قتلى تحت ظل السماء وبكى. فنظر الي فقال يا ابا غالب انك ببلد هؤلاء به كثير قال قلت نعم قال اعاذك الله منهم ثم قال تقرأ القرآن؟ قلت نعم. قال هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات الى قوله والراسخون في العلم يقولون امنا به. قال قلت يا ابا امامة اني رأيتك تغرغرت تغرغرت لهم عيناك. قال رحمة رحمة لهم انهم كانوا من اهل الاسلام قال فقال له رجل يا ابا امامة امن رأيك تقوله ام شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال اني اذا لجرئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا اربع ولا خمس ولا ست ولا سبع نعم في الحديث الاول الذي مر معنا في صدر هذه الترجمة حديث ابن مسعود رضي الله عنه قول النبي عليه الصلاة والسلام في وصفه لهؤلاء الخوارج قال حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام. هذا الوصف تكرر ذكره في غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعتا لهؤلاء بانهم سفهاء الاحلام وحدثاء الاسنان. ومثل هؤلاء يخرجون في الامة بين وقت واخر. لكن لم يجعل الله سبحانه وتعالى لهم على مر التاريخ تمكينا وانما شأنهم كما اخبر عليه الصلاة والسلام كلما ظهر منهم قرن قطع فلا يكون لهم ظهور لا يكون لهم ظهور. وانما تبتلى بهم الامة بين وقت واخر يحصل على ايديهم شيء من الشر والاذى والمظرة على الامة ثم تكفى الامة شرهم ولا يبقى لهم وجود. كلما ظهر منهم قطع كلما ظهر منهم قرن قطع. وفي في هذا المعنى يقول وهب ابن منبه رحمه الله تعالى كلاما جديرا بان يتأمل يقول فوالله ما كانت الخوارج جماعة الا فرقها الله في شر حالاتها. والله ما كانت الخوارج جماعة الا فرقها الله في شر او على شر حالاتها. وما اظهر منهم وما اظهر احد منهم راية قط الا ضرب الله عنقه وما اظهر الله وما اظهر احد منهم راية قط الا ضرب الله عنقه وما اجتمعت الامة على رجل قط من الخوارج. وما اجتمعت الامة على رجل قط من الخوارج ولو امكن الله تأمل كلامه ولو امكن الله الخوارج من رأيه فسدت الارض. ولو امكن الله الخوارج من رأيهم فسدت الارض وقطع انت الى بيت الله وعاد امر الانسان جاهلية. وهذا كلام عظيم ودقيق في بيان حال هؤلاء. وان هؤلاء المنعوتين بهذا الوصف السفهاء الاحلام حدثاء الاسنان اهل التهور والطيش والعجلة وعدم المبالاة. لو امكنهم الله سبحانه وتعالى لا ترتب على ذلك شر لكن من فضل الله سبحانه وتعالى انهم كلما ظهر منهم قرن قطع ولا يكون لهم الا ظهور مؤقت في زمن محدد ثم تخلص الامة من شرهم بفضل الله سبحانه وتعالى. اورد الامام الاجري رحمه الله تعالى حديث ابي امامة الباهلي الصدي بن عجلان رضي الله عنه وارضاه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خرجت الخوارج بالشام فقتلوا عندما خرجت الخوارج في الشام فقتلوا. سبحان الله هذا هذه نهاياتهم. هذه نهاياتهم في كل خروج يعني يصلون الى هذه النتيجة. شعارات وتظاهرات و اه رايات واشياء من هذا القبيل ثم تجني على الامة بالتكفير واراقة الدماء والعدوان ثم تكون مثل هذه نهاياتهم. ولهذا لما جاء نفر من هؤلاء الى الامام احمد رحمه الله يستأذنونه في نزع اليد من الطاعة والخروج على الامام قالوا الامام فعل وفعل وفعل يعددون فنظرهم رحمه الله ساعة وقال لهم اتقوا الله وانظروا في عاقبة امركم. لا تريقوا دماءكم ولا دماء المسلمين. لا تريقوا دماءكم ولا لا دماء المسلمين ونظرهم ساعة وذكر لهم احاديث عديدة في السمع والطاعة والصبر على جور الائمة ثم خرجوا من بيته وعند باب البيت وقد ناصحهم للتو رحمه الله ورضي عنه عند باب البيت اخذوا يكلمون اه ابن ابن اخيه يستحثونه على الخروج معهم. يستحثونه على الخروج معهم. فعلم بذلك والده وقال اياك ان تذهب معهم فان احمد انما نهاهم عن شر. في في تمام القصة قال فخرجوا فقتل من وحبس من حبس وفر من فر. وهذه الثلاثية دائما نتائج. هذه الامور والثلاث هي دائما نتائج هذا هذا التهور وهذا الاندفاع اما القتل تراق دمائهم واما الحبس او الفرار والتخفي فهو فكر لا التي لا على اصحابه ولا على المسلمين بخير. غاية في الخطورة. يقول خرجت خارجة بالشام فقتلوا. فالقوا في جب او بئر. قال فاقبل ابو امامة وانا معه اي ابو غالب صاحب ابي امامة حتى وقف عليهم ثم بكى ثم قال سبحان الله بكاء اه بكاؤه اه رحمه الله ورظي عنه جاء تفسيره في الرواية الاخرى الاتية عند المصنف عندما سأله قال له ار عينك تغرغرت قال رحمة لهم وهذا عندما ينظر الى هؤلاء بعين آآ القدر اما اذا نظر الانسان لهم بعين الشر فانه يحمد الله على خلاص الامة من شر هؤلاء مثل ما حمد الله مثل ما حمد الله علي رضي الله عنه ولا ولا تنافي بين الامرين لان هذا باعتبار وهذا باعتبار اذا نظر اليهم بعين القدر رحمهم. واذا نظر لهم بعين الشرع حمد الله على اصل امة من شرها وكفاها فكاكها من من بلاء هؤلاء. ثم قال سبحان الله ما فعل الشيطان بهذه الامة؟ ما فعل الشيطان بهذه الامة؟ يتأسف ويتحسر على مثل هذه الحال التي يصل اليها افراد من الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام. ما فعل الشيطان بهذه الامة وفيه ان اعمال الخوارج من ورائها از الشيطان لهم. وآآ دفعه لهم لانهم تخلوا عن العلم والرجوع الى العلماء وفي الوقت نفسه على ولاة الامور فاستلمهم الشيطان. وتولاهم باظلاله وتأمل هذا المعنى في الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر الخوارج لا يردون الى اولي الامر وهم العلماء الاكابر. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين تنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. فلما افتاتوا على ولاة ولاة الامور ولم يعولوا على كلام اهل العلم الاكابر استلمهم الشيطان وازهم الى مثل هذه الشرور ازا ودفعهم اليها دفعا. ولهذا قال هذا الصحابي الجليل سبحان الله ما فعل الشيطان بهذه الامة وتقدم معنا في ذكر رأس هؤلاء الاول وما ورد في الحديث حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام انا به اكملوا ان به ها لسفعة من الشيطان. النبي لسفعة من الشيطان. فهؤلاء سفعة من الشيطان والسفعة من الشيطان كلا لنسفعا بالناصية. السفعة هي الاخذ بالناصية يعني اخذ بنواصيهم الشيطان يذهب بهم هنا وهناك. ويوجههم الى حيث يريد. من اراقة دماء ان الامة وتعد على الحرمات والمحترمات تعد وجور وظلم وبغي وغير ذلك من الاعمال التي هي مراد للشيطان. قال ما فعل الشيطان بهذه الامة كلاب النار كلاب النار ثلاثا يقول رضي الله عنه كلاب النار كلاب النار كلاب النار ثلاثا يكررها ثلاث مرات. وذكر كركم يأتي معنا ان هذا لم يقله من نفسه وانما سمع من النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسيأتي في تمام الترجمة من حديث ابن ابي اوفى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخوارج كلاب والنار. وعندما تتأمل في هذا الوصف للخوارج كلاب النار وهذي عقوبتهم يوم القيامة عقوبتهم يوم القيامة هذه عقوبة التي التي هي بهذا الوصف كلاب النار ويرددها ثلاثا لها ارتباط بالعمل الذي صنعوه في الدنيا لها ارتباط بالعمل الذي صنعوه في الدنيا. وذلك ان المؤمن من المؤمن من شأنه انه يرحم ويستر ويدعو وينصح ويحب آآ الخير يتعامل بمثل هذه القواعد الشرعية العظيمة الرحمة والنصح ومحبة الخير والدعوة الى الخير وغير ذلك من المعاني. بينما الخوارج يتعاملون مع الناس معاملة اخرى. يتعاملون مع الناس معاملة قائمة على القنوط والتقنيط قائمة على القسوة والشدة قايمة على البطش اه اراقة الدماء قائمة على الهجوم والشراسة قائمة على مثل هذه الاعمال وهي من افعال الكلاب. ومن اخلاق الكلاب. شراسة وعدوان ومكروا كيد واراقة للدماء فلما كلبوا او كذبوا على عباد الله وكانوا بهذا العدوان على عباد الله عاقبهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من جنس عملهم بان جعلهم كلاب النار. قال شر قتلى تحت ظل السماء شر قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء من قتلوه. والتكرار للتأكيد. فالخوارج هم شر قتلى ومن فلو هو خير القتلى تحت اديم السماء. وذكر رضي الله عنه ان انه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله عليه الصلاة والسلام خير قتلى تحت ظل السماء من قتلوا من قتلوا هذا فيه بشارة. فيه بشارة مقتول على ايديهم بانه خير مقتول. وان المقتول على ايديهم خير من المقتول على ايدي غيرهم. ففي ذلك فضل عظيم. من من قتل على ايديهم الثواب ثوابه اعظم من ثواب من قتله الكفار المشركون في المعارك وقتل شهيدا في المعركة. ومر معنا فيما سبق وفي اسناده كلام للشهيد اكملوا نوران. نوران ها للشهيد نوران. للشهيد نوران للشهيد المراد به اي من قتل في المعركة قتله المشركون في المعركة قال للشهيد نوران الشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. الشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. قال ولمن قتل له الخوارج عشرة انوار. لكن مر معنا ان في سنده مقال لكن هنا في في هذا الحديث ذكر ان من قتلوه خير خير القتلى. من قتلوه خير القتلى ففيه دلالة على ان من قتله الخوارج افضل ثوابا واعظم اجرا ممن قتله الكفار المشركون قال رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيأتي قوم يقرأون القرآن. لا يجاوز تراقيهم. نقف هنا قليلا يقرأون القرآن وان كانت مرت وايضا فيما يتعلق بعبادة القوم الصلاة والصيام وقول النبي صلى الله عليه وسلم تحقرون يقول الصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع وصيامكم مع صيامهم. اهل اجتهاد في العبادة. ومر معنا ان جند توقف رضي الله عنه يوم النهروان من اجل ماذا؟ ما رأه من شمائلهم توقف ردد مر معنا ثم بين له علي رضي الله عنه وارضاه امر هؤلاء آآ يقرأون القرآن لكن هل الذيول فيما بعد؟ هل هم على هذه الحال هي الاجتهاد في القرآن والذكر والعبادة والصلاة والصيام ام انهم ليسوا على طريقة الاوائل؟ الاوائل مع مع العبادة فيهم هذا الشرع. لكن جاء من بعدهم اقوام ليس فيهم عبادة وفيهم شر مماثل او اشد بل في بعض الحالات الكثيرة اشد من شر اولئك خاصة ان وسائل الدمار في مثل هذا الزمان توفرت توفرا لم يكن لها وجود في وقت سابق ومثل هذه الوسائل كيف يكون امرها؟ اذا اصبحت بايدي هؤلاء وماذا يصبح من حال الامة اذا صارت بايدي هؤلاء السفهاء الحدثاء حدثاء الاسنان. فالديون هل هم على نفس طريق عبادة ننظر الى حال خوارج ظهروا في زمن ابن تيمية رحمه الله. الخوارج ظهروا في زمن ابن تيمية واراح الله الامة منهم وكانت نهايتهم كمن قبلهم ومن بعدهم القتل وخلاص الامة تمكين الامة من رقابهم و خلاص الامة منهم لكن انظر وصف لهم من هذا الجانب الذي نتحدث عنه. يقول ابن تيمية رحمة الله عليه متحدثا عن طائفة من الخوارج الذين امكن امكن الله السلطان منهم في زمان ابن تيمية واراح الله الامة منهم وقضي عليهم يقول وهؤلاء القوم كانوا اقل صلاة وصياما وهؤلاء القوم كانوا اقل صلاة وصياما اي من الاول. ولم نجد في جبلهم ولم نجد في جبلهم مصحفا ولا قارئا. هم كانوا في الجبل ومن الجبل ينزلون ويغيرون على آآ الناس وحصل منهم شر عظيم جدا حتى امكن الله السلطان منهم فيقول ابن تيمية ما كانوا اقامت صلاة وصياما ولم نجد في جبلهم مصحفا ولا قارئا للقرآن وانما عندهم عقائدهم التي خالفوا فيها الكتاب والسنة واباحوا بها دماء المسلمين هذا في زمانه ولا يأتي على الناس زمان الا والذي بعده شر منه. فالحاصل ان هؤلاء هؤلاء شرهم عظيم على الامة. واذا كان اولئك مع ما كان عندهم من قرآن وعبادة قيام وقيام ليل وتهجد وغير ذلك حصل منهم هذا الشر. فكيف بمن لا عبادة عنده ولا قراءة للقرآن؟ كيف يكون الامر اذا تصدر لقظايا الامة آآ الكبيرة مما يمس امن الامة وخوفها قال سيأتي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم او لا يعدو تراقيهم يمرقون من الاسلام. كما يمرق السهم من الرمية. لا يعودون في الاسلام. حتى يعود السهم على فوقه. فوق السهم هو موضع الوتر. فوق السهم هو موضع الوتر. من المعلوم ان السهم اذا رمي بالوتر وشد الوتر ورمي السهم لا يرتد السهم الى الى فوقه لا يرتد الى هذا من الامور الامور التي هي من المحال. عندما يرمي ويطلق السهم اذا ذهب فالسهم لا يرتد الى فوقه لا يرجع الى فوقه. فعلق ذلك بامر محال اشارة الى ماذا؟ اشارة الى شدة استمساك هؤلاء بعقائدهم وتصلبهم في في اه ارائهم فيستمسكون بها يبقون عليها الى ان تراق دمائهم ويتخلص منهم وهم على هذا الشر والعياذ بالله. وهم على هذا الشر لا يزالون يعني على ذلك الى ان ان تراق دماءهم ثم تتخلص الامة منهم وهم على هذا الشر. وهم في انفسهم في تلك الممارسات التي يقومون بها يرون انهم خير الناس وهذا من مكامن الداء والبلاء في هؤلاء يرون انهم خير الناس وان عملهم خير العمل وافضل العمل قال طوبى لمن قتلوه او قتلهم. طوبى لمن قتلوه او تلهم وهذا فيه كما تقدم ان من قتلوه فهو خير القتلى ومن قتلهم ثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم. ومر معنا سابقا قول علي لولا ان تبطروا لحدثتكم بما سمعتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما جعله الله لمن قتلهم من الكرامة واورد الحديث نفسه من طريق اخرى وبمعنى ما تقدم وفي هذه الرواية تلا قول الله سبحانه وتعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. تلاوة ابو امامة رضي الله عنه في هذا الموطن وهو يرى رؤوس هؤلاء الخوارج نصبت على الدرج نصبت على الدرج عبرة للناس يعني نصبت من اجل العبرة والارتداع. والدرج اي درج المسجد اما درجة اي السلم الذي يرتقى عليه لدخول المسجد او درجة الطريق الذي يدرج عليه للوصول الى المسجد المهم انها جعلت في طريق الناس للمسجد حتى يراها كل احد عبرة وردعا اه تلى الاية وهو يرى هؤلاء. واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون هنا ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وان هؤلاء اصحاب هذه الرؤوس اهل زير ولهذا قبل قليل قال كلاب النار كلاب اهل النار اهل زيغ والزيغ الذي هم فيه كانوا يأتون الى المتشابه من القرآن وينزلونه على ما يهون وعلى ما يعتقدون فتلا رضي الله عنه وارضاه هذه الاية مبينا ان حال هؤلاء القوم الذي يفضي الى مثل هذه المآلات هو حال اهل الزيغ الذين نعتهم الله بقوله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. كذلك الرواية التي بعدها هي آآ بهذا المعنى وفيها انه سمع ذلك من النبي عليه الصلاة والسلام غير مرة قال ولا مرتين ولا ثلاث ولا اربع ولا خمس ولا ست ولا سبع وهذا يفيد ان التكرار تكرار تحذير تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم ووصفهم وذكر اخبار هؤلاء كله يعني في يدل على خطورة هذا هؤلاء قوم ووجوب حذر الامة منهم ومن شرهم. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا حامد ابن بن شعيب البلخي قال حدثنا ابو خيثمة زهير بن حرب قال حدثنا اسحاق بن يوسف بن يوسف الازرق عن الاعمش عن ابن ابي باوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخوارج كلاب النار. نحن علينا دين من الامس بالامس آآ انتهى الدرس قبل الاشراق بعشر دقائق في باقي يدين علينا نقضيها اليوم. ان اذنتم آآ اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابن ابي اوفى رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخوارج كلاب النار الخوارج كلاب النار. هذا الوصف حقيقة وصف عندما يتأمله المتأمل يورث خوفا من هذا الفكر وحذرا شديدا منه ان ان هذه الاعمال التي يقوم بها نهايتها هذا المآل في الدنيا قتل فنون شر القتلى ويوم القيامة كلاب. اه اهل النار. روى روى ابن ابي ابن ابي شيبة في المصنف عن سعيد ابن قالت قال كانت الخوارج تدعوني كانت الخوارج تدعوني وهم دائما يبحثون عن الشباب والصغار صغار الاسنان يقول كانت الخوارج حتى كدت ان ادخل فيهم. فرأت اخت ابي بلال في المنام كأنها رأت ابا بلال اهلب يعني متغير اللون لون البشرة قالت فقلت يا يا يا اخي ما شأنك؟ يا اخي ما شأنك؟ قال جعلنا بعدكم كلاب آآ اهل النار جعلنا بعدكم كلاب اهل النار. فلما قصت هذه الرؤيا على الصعيد خاف لم يدخل في هذا الفكر. في رؤيا حدث بها. لكن الحديث اعظم. يعني هذا ارتدى عندما سمع هذا الرؤيا لكن حديث النبي صلى الله عليه وسلم اعظم. في تحذيره منهم وايضا كرر هذا الامر كلاب اهل النار كلاب اهل النار كلاب اهل النار ولو تتأمل ما وصفت فرقا من فرق الضلال على كثرتها وقد قال عليه الصلاة والسلام ستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة ما وصفت فرقة بمثل هذا الوصف كلاب اهل النار. فهذا كله مما يستوجب الحذر الشديد من هذا الفكر الخطير الضار المنحرف نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد ذكرت من التحذير من مذاهب خوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله تعالى عن مذاهب الخوارج. ولم يرى رأيهم فصبر على جور الائمة وحيف الامراء. ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله تعالى كشف الظلم عنه. وسأل الله تعالى كشف الظلم عنه وعن المسلمين. ودعا للولاة صلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدو للمسلمين. وصلى خلفهم الجمعة والعيدين. وان امروه بطاعة فامكنه طاعهم وان لم يمكنه اعتذر اليهم وان امروه بمعصية لم يطعهم. واذا دارت الفتن بينهم لزم بيته وكف لسانه ولم يهوى ما هم فيه ولم يعن على فتنة. فمن كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم ان شاء الله. لما انهى في في هذا الباب والابواب التي قبله ذم الخوارج والتحذير من مذاهبهم بما فيه بلاغ وكفاية لمن عصمه الله سبحانه وتعالى ذكر خلاصة خلاصة عظيمة ومهمة جدا طريقة الخلاص من هذا الفكر الاجري رحمه الله في مصنفاته سواء هذا او مصنفات اخرى مبدع في التبويب والترتيب وربط الابواب بعضها ببعض فلما انهى التحذير من فكر الخوارج الخلاصة بذيئة جدا ومفيدة للغاية في التخلص من من شر هؤلاء. قال رحمه الله في في ذلك عصمة لمن لمن عصمه الله عن مذهب الخوارج ولما ولم يرى رأيهم ماذا يصنع ليسلم قال فصبر على جور الائمة وحيف الامراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله كشف الظلم عنه وعن المسلمين. ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم. وجاهد معهم كل عدو للمسلمين فصلى خلفهم الجمعة والعيدين واذا امروه بطاعة فامكنه اطاعهم وان لم يمكنه اعتذر اليهم وان بمعصية لم يطعهم واذا دارت الفتنة بينهم لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهوى ما هم فيه ولم يعن على فتنة فمن كان هذا وصفه كان على صراط مستقيم. هذه الخلاصة العظيمة التي بها النجاة من هذا الفكر يفصلها في الابواب الاتية. يفصلها في الابواب الاتية بدءا من قوله باب في السمع والطاعة لمن ولي امر المسلمين والصبر عليهم وان جاروا وترك الخروج عليهم ما اقاموا الصلاة ثم ساق. من والادلة ما تنشرح به الصدور وتتيسر به الامور وتتحقق به الخيرية للامة امة الاسلام ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدي امة الاسلام امة كمحمد عليه الصلاة والسلام الى الحق والهدى وان يجنبهم الضلال والردى وان يعيذ المسلمين اينما كانوا من الفتن ما منى وما بطن. وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا