الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى اخبرنا ابو جعفر احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثني يحيى بن سعيد عن هشام قال حدثنا الحسن عن ضبة ابن محصن عن ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكون عليكم امراء تعرفون وتنكرون فمن انكر فقد ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله الا نقاتلهم؟ قال لا ما صلوا قال وحدثنا ايضا احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا هدبة بن خالد قد هدبة بن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن الحسن عن ضبة ابن محصن عن ام سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون عليكم امراء تعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ومن كره سلم ولكن من رضي وتابع قالوا افلا نقاتلهم قال لا ما صلوا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد لا نزال في باب السمع والطاعة لمن ولي امر المسلمين والصبر عليهم وان جاروا وترك الخروج عليهم ما اقاموا الصلاة وهذه الترجمة ورد فيها عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام احد كثيرة ساق المصنف الامام الجري رحمه الله تعالى جملة منها منها هذا الحديث حديث ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم فقال تكون عليكم امراء. تعرفون وتنكرون. تكون عليكم امراء ان يلي عليكم كم امراء وقوله تعرفون وتنكرون اي تعرفون من اوصافهم اوصافا حسنة طيبة ومعاملات كريمة وتنكرون اي من اوصافهم واعمالهم اعمالا دميمة وتصرفات مشينة فاعمالهم فيها ما يعرف وفيها ما ينكر. اعمالهم فيها ما يعرف وفيها ما ينكر فيها اعمال حسنة وفيها اعمال قبيحة. امراء تعرفون وتنكرون. فمن والانكار هنا عائد الى المنكر من اعمالهم لان اعمالهم فيها الطيب والرديء فيها الحسن والقبيح فيها المعروف والمنكر. فقوله فمن انكر فقد برئ من انكر اي منكر هؤلاء انكره عليهم والانكار المعني هنا هو الانكار الذي يقصد به ولي الامر. وفق ضوابط الشريعة ومصالحها فيقول الحق عنده وينصحه ويبين له المخالفة التي وقع فيها ولا يخاف في الله تبارك وتعالى لومة لائم فمن انكر فقد برئ يعني برئت ذمته برئ من من ثم لانه ادى الذي عليه بانكاره لهذا المنكر. برئ كما قال بعض اهل العلم في بتفسير الحديث من المداهنة والنفاق فقد برئ ومن كره فقد سلم والكراهة انما تكون بالقلب. الكراهة انما تكون بالقلب وهذا القدر في الانكار هو يعد هذا القدر يعد انكارا هذا القدر يعد انكارا وهو اضعف درجات الانكار. لان انكار المنكر على درجات اضعف هذه الدرجات تسارع على الانكار بالقلب. ويصير الى هذه الدرجة من لا يستطيع ان ينكر بلسانه لا يتمكن ان ينكر بلسانه. فاذا انكر بقلبه فقد سلم فاذا انكر اي بقلبه فقد سلم اي سلم من الوزر سلم من الاثم لان هذا المنكر لا يرضاه بل يكرهه ويأباه. وقلبه كاره لكنه لا يتمكن من انكاره بلسانه. فمن انكر فمن انكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع. يعني الذي يبوء بالاثم هو الذي يرظى. بهذا المنكر ويتابع يرظى اي بقلبه يتابع اي بفعله وعمله. ولكن من رظي وتابع رظي بالمنكر قلبه ليس كارها له بل قد رضي بهذا المنكر ونفسه مالت اليه وتابع اي في فعل هذا المنكر قالوا يا رسول الله الا نقاتلهم؟ يعني على هذه منكرات الا نقاتلهم؟ اي انكارا لهذا المنكر؟ انظر انظر هنا ان المقاتلة المراد بها ماذا؟ مصلحة الامة ازالة المنكرات القضاء على الباطل هذا هو هذا المراد منها. قالوا الا نقاتلهم؟ الا نقاتلهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لا قال لا ما صلوا يعني ما لا ما صلوا اي ما اقاموا فيكم الصلاة وهذا يبين لنا مكانة الصلاة العظيمة من دين الله سبحانه وتعالى وان اقامة الصلاة علامة خير فتح المساجد ورفع الاذان و الصلوات في اوقاتها اقامة الصلاة هذا علامة خير. قال لا ما صلوا يعني لا ما اقاموا فيكم الصلاة واورد الحديث نفسه من طريق اخرى لكنه ذكره بلفظ فمن عرف فقد برئ بدل قوله فمن انكر فقد برئ قال فمن عرف فقد برأ اي عرف المنكر الذي عليه الولاة. وانه منكر ولم يشتبه عليه امره عرف فالمنكر ومعرفة المنكر هي الخطوة الاولى لانكاره. لانكارهم. فهذه لا الرواية موافقة للتي قبلها فمن عرف فقد برئ اي عرف المنكر لينكره كقوله في الرواية التي قبله فمن انكر فقد برئ. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبد الله ابن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني ابو التياح عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل حبشي كأن رأسه زبيبة. ثم اورد رحمه الله تعالى حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسمعوا واطيعوا اسمعوا اي لمن ولي امركم اسمعوا واطيعوا. اسمعوا لما يقول واطيعوا لما يأمركم به ما لم يكن في ذلك معصية لله. فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا ينتظم امر الجماعة جماعة المسلمين الا والطاعة لولاة امرهم. والا والا فان الفوضى تشيع في المجتمعات الشر يتزايد والفوضى تعم ولا يمكن ان تنتظم المصالح الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة ولهذا جاءت النصوص عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام امرة بالسمع والطاعة للولاة اسمعوا واطيعوا. وان استعمل عليكم حبشي كأن رأس زبيبة. انظر هذه المبالغة العظيمة في التأكيد على السمع والطاعة. لمن ولي امر المسلمين حتى وان كان من ولي الامر بهذه الصفة قال اسمعوا واطيعوا. اي لا يكون عندكم استنكار. واستكبار واباء وامتناع بل انظروا الى مصلحة الامة والى العواقب والمآلات. اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبا وفي بعض الروايات عبد حبشي قال كان رأسه زبيبا. والعلماء رحمهم الله تعالى مجمعون على ان العبد ليس اهلا للولاية هذا باجماع اهل العلم. ان العبد ليس اهلا للولاية. باجماع اهل العلم وانه لا امر المسلمين عبد. والعبد منافعه لسيده لمالك. فباجماع اهل العلم انه لا ليس اهلا لان يلي امر المسلمين. لكن لعظم هذا المقام لعظم هذا المقام مقام السمع والطاعة لمن ولي امر المسلمين امر عليه الصلاة والسلام بالسمع والطاعة حتى لو وكان بهذه الصفة عبدا حبشيا. كأن رأسه زبيبة. قال بعض العلماء انما قال ذلك عليه الصلاة والسلام على وجه المبالغة في التأكيد على هذا الامر. وان كان لا يقع. وان كان لا يقع وانما تأكيدا على هذا الامر السمع والطاعة من ولي امر المسلمين وقيل ان ان ذلك عني به عندما يكون للعبد غلبة عندما يكون للعبد قلبه بالقهر كما يفيد بعض الفاظ الحديث مر عليكم ان تأمر عليكم اي بشوكته وقهره ومثلا بطشه ونحو ذلك وقيل ان المعني بذلك اذا ولاه ولي الامر امرأة بلدة معينة والله ولي الامر امرأة بلدة معينة او منطقة معينة ينام. الحاصل ان النبي عليه الصلاة والسلام اكد تأكيدا عظيما على امر السمع والطاعة لولاة امر المسلمين لما في هذا من المصالح العظيمة ودرء الشرور الكبيرة عن اه الامة حتى وان كان من ولي امر المسلمين عبدا حبشيا كان رأسه زبيبة. نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفيريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك انس عن يحيى ابن سعيد قال اخبرني عبادة ابن الوليد قال اخبرني ابي عن ابيه رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر. والمنشط والمكره والا ننازع الامر اهله. وان نقوم او نقول حقي حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا محمد المثنى قال حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول اخبرني عبادة ابن الوليد عن عبادة ابن الصامت ان الوليد ان عبادة قال اخبرني ابي رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمكره ننشط فذكر مثله. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث عبادة ابن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة. على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمكره بايعنا رسول الله على السمع والطاعة اي على ان نسمع ونطيع على ان نسمع ونطيع في كل احوالنا في آآ يسرنا وعسرنا في منشطنا ومكرهنا اي فيما ننشط له مما امرنا به من اعمال او فيما لا ننشط له. ولا نرغب فيه في في العسر واليسر والمنشط والمكره والا ننازع الامر اهله. اهله اي الولاة لا ننازعهم اياه يعني لا بقتال ولا باشهاد سيف ولا بخروج على اه ولي الامر لا ننازع الامر اهلا حتى وان كان من ينازع الامر اهله يريد التغيير تغيير احوال الامة والقضاء على المنكر واقامة الدين. قال والا ننازع الامر اهله. وهذا النهي عن ذلك الثابت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام هو من باب درء الشرور عن الامة والمفاسد المهلكة من اراقة الدماء واختلال الامن شيوع الفوضى والتعدي على الحرم قال والا ننازع الامر اهله. كما قدمت حتى وان كان المقصد من ذلك رفع الظلم ورفع البغي عن الامة. والنبي عليه الصلاة والسلام امر في هذا المقام بالصبر على حيث الولاة و ظلمهم وجورهم ونهى عن مقاتلتهم. وقد مر معنا في الحديث المتقدم الا نقاتلهم؟ قال لا. نهى عليه الصلاة والسلام عن مقاتلتهم على ما فيهم من جور وظلم امور من كرة قال لا صلوات الله وسلامه عليه وهذا يستفاد منه انه ليس كل باغ وظالم يقاتل. ليس كل باغ وظالم يقاتل وانما ينظر في كل باب مقاصد الشريعة والمصالح المفاسد فليس كل باغ وظالم يقاتل. قد مر معنا فيما يتعلق ببغي الخوارج وظلمهم امر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاتلتهم وذكر في مقاتلتهم ثوابا عظيما. وفضل من قتلهم وفضل من قتلوه. امر بذلك في آآ القضاء على ظلم الخوارج وعدوانهم امر بمقاتلتهم وجاء في ذلك احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما الولاة الظلمة فان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن مقاتلتهم. نهى عن مقاتلتهم. وجاء عنه في ذلك احاديث والا تنزع يد من طاعة وانما المأمور به في مثل هذا المقام ان يصبر المسلم حتى يستريح بر او استراح من فاجر وان يلجأ اه الى الله سبحانه وتعالى وان يفوظ امره الى الله بالعبادة والدعاء والضراعة الى الله سبحانه وتعالى والامر بيد الله قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير. قالوا وقال والا ننازع الامر اهله. انظر المنازعة في في فيما يتعلق بنزع اليد من الطاعة المقاتلة ومقاتلة الولاة واشهار السيف في الغالب نعم كما ذكر اهل العلم من وراء ذلك مطامع دنيوية. لان لان الذي يهيئ نفوس كثير من الناس لهذا الامر استئثار الولاة بالمال. وفي الحديث آآ او او اثرة عليك استئثار بالمال استئثار استئثارهم آآ الولاية فكثير المنازعة لولاة الامر من اجل هذا المطمع من اجل هذا المطمع يعني يطمع في رئاسة يطمع في اموال فينازع الامر لا يبالي للمطامع التي قامت في من رئاسة او مال او نحو ذلك. والا ننازع الامر اهله. وان نقوم او نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم انظروا الفرق بين الطريقتين. والبون الشاسع بين المسلكين. مسلك اشهار السيف والمنازعة لولي الامر والاقدام على القتال فهذا مفاسده كثيرة واظراره عظيمة اما ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان نقوم او نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف الا لومة لائم. لا نخاف لومة لائم بالانكار على ولي الامر. والانكار عليه لا يكون علانية وانما يكون انكار عليه هو بان يؤتى ويذهب اليه وينهى عن الاعمال المنكرة ويخوف بالله وتعالى وان نقول الحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة ل ثم اورد رحمه الله تعالى طريقا اخرى للحديث نعم. قال الله تعالى حدثنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن شاهين قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا فرج ابن فضالة عن لقمان بن عامر عن ابي امامة الباهلي عن رسول الله رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اسمعوا لهم اطيعوا في عسركم ويسركم ومنشطكم ومكرهكم واثرة عليكم. ولا تنازعوا الامر اهله وان كان لكم ثم اورد رحمه الله حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسمعوا لهم اطيعوا لهم اي الولاة. اسمعوا لهم واطيعوا في عسركم. ويسركم ومن ومكرهكم وهذا بمعنى ما تقدم في حديث عبادة رضي الله عنه واترة عليكم واثرة عليكم اي وان استأثر ولاة الامر بالمال عليكم. تركوكم في فقر وقلة ذات اليد لا مال ولا مسكن ولا واستأثروا بالاموال واثرة عليكم. يعني وان وجدت هذه اثرة لا تنازع الامر اهله. ولكن اصبروا ادوا الذي عليكم من سمع وطاعة وسلوا الله سبحانه وتعالى الذي لكم من حقوق او اموال او غير ذلك. لكن لا تنزعوا يدا من طاعة. قال واثرة عليكم ولا تنازعوا الامر اهله. ولا تنازعوا الامر اهله. وهذه المنازعة منازعة الامر اهله حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة لانها فيها مفاسد عظيمة وسرور عظيمة على الامة قال ولا تنازعوا الامر اهله وان كان لكم يعني يعني وان كان يرى اه الانسان ان الامر له وانه اولى ابه وانه اجدر بولي الامر القائم منه اجدر بالولاية منه. قال وان كان لكم لماذا؟ لان اه الشريعة اه يراعى فيها درء المفاسد وهو مقدم على جلب المفاسد جلب المصالح. وهذه المنازعة فيها مفاسد كثيرة من اراقة الدماء واختلال الامن الامن وغير ذلك نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا احمد بن يحيى كالحلواني قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك ابن حرب عن علقمة ابن وائل الحظرمي عن ابيه قال سأل يزيد ابن سلمة الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيت ان قامت علينا امراء؟ فسألونا حقا ومنعونا حقنا فما تأمرنا فاعرض عنه ثم سأله الثانية او الثالثة فجابذه الاشعث بن قيس قال اسمعوا واطيعوا فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم. ثم اورد رحمه الله تعالى يزيد ابن سلمة ان آآ ان نعم حديث يزيد انه سال النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيت ان قامت علينا امراء فسألونا حقهم وما وما منعونا حقنا. سألونا حقهم اي حقوق الولاة؟ لا يضيعون شيء منها بل يطالبون يطالبون الرعية بها وافية. سألونا حقهم اي طالبوا الرعية بحقهم وافيا ومنعونا حقنا. وحقنا هنا مفرد مضاف اي حقوقنا حقوقنا لا يعطونا الرعية حقوقهم. يبخسون الرعية حقوقهم وهذا ظلم وجور وحيث ومنعونا حقنا فما تأمرنا؟ اي الا ننازع ننازعهم الامر؟ الا نقاتلهم؟ هذا المراد بقوله فما امرنا فعرظ عنه النبي عليه الصلاة والسلام ثم سأله الثانية او الثالثة اعرظ عنه النبي عليه الصلاة والسلام فجبذه الاشعث ابن قيس جبده الاشعث ابن قيس يعني كراهة تكرار هذا السؤال الذي اعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام وقال اي النبي صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا. فانما عليهم ما حملوا. وعليكم ما حملتم. الولاة حملوا ان يؤدوا حقوق الرعية وافية. والا يظلموا الرعية وان يؤدوا حقوقهم وافية. كما في قوله سبحانه وتعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل هذا يتعلق بالولاة. والاية التي بعدها مباشرة يقول الله سبحانه وتعالى فيها يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم الاية الاولى فيما حمل الولاة. والاية الثانية فيما حمل الرعية. وكل مطالب بما حمل فالولاة حملوا الحكم بالعدل اداء الحقوق حقوق الرعية اليهم حملوا ذلك واذا وقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى سألهم عن ذلك انتبه هنا الى فائدة ان الرعية افراد الرعية يوم اذا وقف امام الله يسأل عن نفسه. يسأل عن نفسه. اما الراعي فامره اعظم. يسهل عن نفسه وعن رعيته وفي الحديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ان كانت الرعية مثلا عشرين مليون ثلاثين مليون مئة مليون كل هؤلاء يسأل عنهم الرعية كل واحد منهم يسأل عن نفسه او يسأل عن نفسه اهل بيته فهو حمل مسؤولية عظيمة. واذا وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يسأله عن عن عما حمل من حقوق لرعيته يسأله الله عن ذلك. والرعية حملوا السمع والطاعة. هذا واجبهم. فيقول عليه الصلاة والسلام فانما عليهم ما حملوا وعليكم حملتم اذا الطريقة الصحيحة في هذا المقام ان تؤدي اذا كان الوالي ظالما لمن الطريقة الصحيحة في هذا المقام ان تؤدي اه الرعية الحقوق التي له عليهن لان الله يسألهم عنها اسمعوا واطيعوا في القرآن واطيعوا في القرآن واولي الامر منكم فيواضعوا اولي الامر منكم فهذا حق جعله الله للولاة. حق جعله الله سبحانه وتعالى للولاة يجب ان ان يفي الامر به ان لم يفي المرء به يسأله الله عن ذلك يوم القيامة. وعليكم ما اذا الطريقة الصحيحة في هذا المقام ان يؤدي ان تؤدي الرعية الذي عليها من سمع وطاعة وتسأل الله الذي لها تسأل الله الذي لها. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال حدثني جدي قال حدثنا موسى ابن اعين عن ابراهيم ابن عبدالاعلى عن سويد ابن غفلة قال قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعلك ان تخلف بعدي فاطع الامام. وان كان عبدا حبشيا وان ضربك اصبر وان حرمك فاصبر وان دعاك الى امر منقصة في دنياك. فقل سمعا وطاعة دمي دون ديني واخبرنا ابو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال انا ليث عن ابراهيم ابن عن ابراهيم ابن عبد الاعلى عن سويد ابن غفلة قال لي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لا ادري لعلك ان تخلف بعدي فاطع الامام وان امر عليك عبد حبشي مجدع فان ظلمك فاصبر وان حرمك فاصبر وان دعاك الى امر ينقصك في دنياك فقل سمعا وطاعة دمي دون ديني. نعم. قال محمد بن الحسن قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فان قال قائل ايش؟ ايش الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله قيل له يحتمل والله اعلم ان نقول من امر عليك من عربي او غيره اسود او ابيض او عجمي فاطعه فيما ليس لله فيه معصية وان حرمك حقا او ضربك او ضربك ظلما لك او انتهك عرضك او اخذ مالك فلا يحملك ذلك على ان تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله. ولا تخرج مع خارجي يقاتله ولا تحرض غيرك على الخروج عليه. ولكن اصبر عليه وقد يحتمل ان يدعوك الى من قصة في دينك من غير هذه الجهة يحتمل ان يأمرك بقتل من لا يستحق القتل او بقطع عضو من عضو من لا يستحق ذلك او بضرب من لا يحل ضربه او باخذ مال من لا يستحق ان تأخذ ماله او بظلم من لا يحل لك ولا لك من لا يحل له ولا لك ظلمه فلا يسعك ان تطيعه. فان قال لك لان لم تفعل ما امرك به والا قتلت او ضربتك فقل دمي دون ديني لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل ولقوله صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر عن سويد بن غفلة ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال له لعلك ان تخلف بعدي فاطع الامام فيه ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم كانوا يوصون بما كان يوصيهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من السمع والطاعة للايمان. وهذا يفيدنا ان هذا الامر العظيم كما ان المسلم ينبغي عليه ان يحرص على فعله ايظا ينبغي عليه ان يوصي بها الاخرين. ان يوصي به الاخرين لان هذا باب خير للامة والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر الا بخير. امر بالسمع والطاعة وهذا خير لا يأمر الا بخير. ونهى عن المنازعة منازعة الامر اهله ولا ينهى الا عن شر. فقوله اسمع واطيعوا هذا باب خير للامة. وقوله لا تنازعوا الامر اهلها هذا باب شر لانه عليه الصلاة والسلام لا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن شر. صلوات الله وسلامه عليه بل قال في الحديث الصحيح ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم الا ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم. وان ينهاهم عن او يحذرهم من شر ما يعلمه لهم. فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر الا بخير ولا ينهى الا عن شر. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فالحاصل ان الصحابة رضي الله عنه عنهم وارضاهم كانوا يوصون بذلك. قال فاطع الامام. وان كان عبدا حبشيا. وان كان عبدا حبشيا. العبد الحبشي بالاجماع ليس اهلا يعني وان كنت ترى انه ليس اهلا حتى وان كنت ترى انه ليس اهلا اسمع واطع انظر في العواقب واحذر المفاسد التي تترتب على نزع اليد من من الطاعة. فقوله وان كان عبدا حبشيا هو باجماع اهل العلم ليس اهلا يعني وان المعنى وان كنت ترى انه ليس اهلا للولاية. ولهذا تجد في كثير من من المقامات يقول بعض الناس هذا والله ما هو اهل. لا والله ما اسمع ولا اطيع. هذا ما هو اهل فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول وان كان عبدا حبشيا يعني وان كان ليس اهلا هذا العبد الحبشي بالاجماع اجماع العلما ليس اهلا ولاية قال وان كان عبدا حبشيا هذا جانب عدم الاهلية الجانب الاخر قال وان فاصبر وان حرمك فاصبر. ضربك وحرمك هذا ظلم. يعني حتى وان كان مع عدم الية ماذا؟ حتى وان كان مع عدم اهليته اه حتى وان كان ظالما. فاصبر وان ضربك فاصبر اه وان حرمك فاصبر. وهذا المعنى ثبت في في صحيح مسلم من حديث آآ ابي ذر رظي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمع للامير وتطيع وان ضرب ظهرك واخذ مالك. وان ضرب ظهرك واخذ مالك هذا ثابت. عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الوصية من عمر هنا ان ضربك فاصبر وان حرمك فاصبر مأخوذا من وصية النبي عليه الصلاة والسلام وان ضرب ظهرك واخذ ما لك؟ صلوات الله وسلامه عليه. قال وان ضربك فاصبر. وان حرمك فاصبر. وهنا الصبر على هذا الجور وعلى هذا الظلم باب من ابواب الاجور. ورفعة الدرجات وتكفير السيئات لان الانسان لان الانسان فعل ماذا؟ فعل شيئا امر به امر به جاء الامر في اه هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا فعله المرء ديانة طاعة لله وامتثالا امر عليه الصلاة والسلام فانه يؤجر على ذلك ويكون باب من ابواب تكفير السيئات. قال فان فاصبر وان حرمك فاصبر. وان دعاك الى امر امر منقصة. في دنياك وان دعاك الى امر من قصة في دنياك فقل سمعا وطاعة. دمي دون ديني. وهذه الجملة يأتي شرحها في كلام الاجر رحمه الله تعالى. واورد طريقا اخرى لهذا الخبر وهي بمعنى او مثل الطريق الاولى. قال الاجر رحمه الله فان قال قائل ايش الذي يحتمل عندك؟ قول رضي الله عنه فيما قاله قيل له يحتمل والله اعلم ان نقول من امر من عربي او غيره اسود او ابيض او اعجمي فاطعه فيما ليس لله فيه معصية. اما معصية الله لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فيما ليس لله في معصية. وان حرمك حقا لك او ضربك ظلما لك او انتهك عرضك. او انتهك عرظك بمثلا سب او شتيمة او اه سخرية او غير ذلك. او اخذ ما لك فلا يحملك فلا يحملك ذلك على ان تخرج عليهم بسيفك. حتى تقاتله. ولا ايظا تخرج مع خارجي يقاتلهم لا تخرج بنفسك ولا ايضا ان رأيت جماعة خرجوا عليه لا تشاركهم. في الخروج عليه. ولا تحرض غيرك على الخروج عليه انظر ثلاث امور يذكرها رحمه الله ولكن اصبر عليه اصبر على جوله كما كما امرت ان ضربك اصبر وان اخذ ما لك فاصبر. وقد يحتمل ان يدعوك الى من قصة في دينك الكلام الاول في دنياك قد يحتمل ان يدعوك الى منقصة في دينك من غير هذه الجهة يحتمل الا ان يأمرك قتل من لا يستحق القتل او بقطع عضو من لا يستحق ذلك او بضرب من لا يحل ضربه او باخذ مال من لا يستحق ان تأخذ ماله او بظلم من لا له ولا لك ظلما. فلا يسعك ان ان تطيعه. لانه هنا يدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فان قال لك لان لم تفعل ما امرك به والا قتلتك او وضربتك فقل دمي دون ديني. فقل دمي دون ديني. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق بمعصية الخالق ولقوله انما الطاعة في المعروف. اذا امرك بمعصية لا تسمع له ولا تقيم. ان امرك بقتل من لا يستحق قتلا او بقطع عضو من لا يستحق ان يقطع او باخذ مال اه محرم رغم اخذه او امرك ان آآ لا تصلي او امرك ان تشرب مشروبا محرما او ما كولا محرما كل ذلك لا يسمع له ولا يطاع انما الطاعة في المعروف. فان امرك اي بمعصية فقل دمي دون ما لي. اه دمي دون ديني. نعم. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثني ابو جعفر احمد بن خالد البرضعي في المسجد الحرام سنة تسع وتسعين ومائتين قال حدثنا علي ابن سهل الرملي قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن ابي جابر قال حدثني زريق مولى بني فزارة قال سمعت مسلما ابن قرظة الاشجعي قال سمعت عمي عوف بن مالك الاشجيعي رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار ائمتكم الذين تحبونهم يحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنون قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم على ذلك؟ قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله فلينكر ما يأتي به من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة الله عز وجل قلت لزريق االله يا ابا المقدام اسمعت لسمعت مسلم ابن قرظة يقول سمعت وعمي عوف بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اخبرت به عنه؟ قال ابن جابر جفى زريق على ركبتيه واستقبل القبلة وحلف على ما سألته ان يحلف عليه. قال ابن جابر ولم استحلفه اتهاما له. ولكني استحلفته استثباتا. نعم يؤجل الكلام عليه الى لقاء الغد. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا