الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى حدثني ابو جعفر احمد بن خالد البرذعي في المسجد الحرام سنة تسع وتسعين ومائتين. قال حدثنا علي ابن علي ابن سهل الرملي قال حدثنا الوليد ابن مسلم عن ابن ابي جابر قال حدثني زريق مولى بني فزارة قال سمعت مسلم ابن قرظة الاشجعي قال سمعت عمي عوف بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم على ذلك؟ قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة الا من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله فلينكر ما يأتي به من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة الله عز وجل قلت لزريق االله يا ابا المقدام؟ اسمعت مسلم ابن قرظة يقول سمعت عمي عوف ابن مالك قل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اخبرت به عنه؟ قال ابن جابر فجثى زريق على ركبتيه اقبل القبلة وحلف على ما سألته ان يحلف عليه. قال ابن جابر ولم استحلفه اتهاما له. ولكني استحلفته استثباتها اعد فلينكر ما يأتي به الا من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله فلينكر ما يأتي به من معصية الله. ولا ينزعن يدا من طاعة الله عز وجل قولها ولا يجعلن يدا من طاعة الله عز وجل. هذه كانها زائدة في جميع المصادر ولا ينزعن يدا من طاعة مرضعة الامير فكان قوله الله عز وجل هذه زائدة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ختم الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الباب المتعلق بالسمع والطاعة لولاة الامر والنهي عن الخروج وان ظلموا ختم هذا الباب بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم عنونهم ويلعنونكم ذكر عليه الصلاة والسلام ان الائمة ومن يلون امر المسلمين على قسمين خيار وسرار وذكر علامة للخيار وعلامة للسرار اما الخيار فانهم لحسن ولايتهم وجميل عدلهم وانصافهم للرعية وادائهم لحقوقهم ومجانبتهم للظلم اوجد بينهم وبين الرعية حبا متبادل ودعاء متبادل فهم يحبون الرعية والرعية يحبونهم وهم يدعون للرعية والرعية تدعو لهم. فقوله يصلون عليهم ويصلون عليكم اي يدعون لكم وتدعون لهم فهذه من علامات الخير في الامام وولي الامر ان يكون محبوبا عند الرعية يحب رعيته ويحب الخير لهم ويعمل على على اداء حقوقهم والنصح لهم وهم كذلك يحبونه ويدعو لهم ويدعون له فهذا فهذه امارة وعلامة على خيرية الوالي وانه من الخيار والقسم الثاني من الولاة وهم الشرار ذكر عليه الصلاة والسلام من علامتهم قال تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قوله تبغضونهم ويبغضونكم اي لسوء سيرتهم وآآ صناعة تصرفاتهم وظلمهم للرعية وعدم قيامهم بالعدل فاوجد ذلك في نفوس الرعية بغضا لهم فالرعية تبغضهم ولا تحبهم وهم كذلك يبغضون الرعية قال تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم وهذا من باب الاخبار بالواقع وليس ابنا في اللعن للولاة وانما من من باب اخبار الاخبار بالواقع والحال حال الناس عندما يكون الراعي من الاشرار الظلمة فان الواقع في كثير من الرعية انه لا يحتمل ظلمه وجوره وحيفه فاشتغل بلعنه فهذا من باب الاخبار بالواقع واقع الامر وليس اذنا بلعن الولاة بل صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لا تسبوا امرائكم ولا تغشوهم واصبروا فان الامر قريب وقال عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان وجاء في هذا المعنى احاديث فقوله يلعنونكم وتلعنونهم هذا اخبار عن الحال الواقعة لا اذنا ليس اذنا اللعن لعن الولاة بل ان مقتضى ما دلت عليه الشريعة من لزوم النصح لائمة المسلمين وعامتهم ان يدعو المرأة للولاة بالهداية والصلاح وكان السلف رحمهم الله يقولون من علامات تمسك الرجل بالسنة ان يدعو للولاة واذا كان يدعو عليهم فهذا من علامات البدعة لان السنة جاءت بالدعاء لهم وجاءت بالنهي عن سبهم جاءت بالدعاء لهم بالصلاح والهداية وجاءت بالنهي عن سبهم والسلف رحمهم الله تعالى قاموا بهذه السنة كان الواحد منهم يقول لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان. قال ذلك غير واحد من السلف وهذا من كمال فقههم وعملهم احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم على ذلك اي ننزع اليد من طاعتهم ونحمل السيف ونخرج عليهم فنقف منهم موقف المنابذ المعادي افلا ننابذهم على ذلك قال لا ما اقاموا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة كرر ذلك عليه الصلاة والسلام تأكيدا وهذا نظير ما تقدم قوله لا ما صلوا وفيه دلالة على مكانة الصلاة وعظيم منزلتها من دين الله سبحانه وتعالى وان وجود الصلاة في المجتمع يعد صمام امان باذن الله سبحانه وتعالى للامة رعاة ورعية لان الصلاة فيها معونة على الخيرات استعينوا بالصبر والصلاة وفيها ردع عن المنكرات ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي عماد الدين واوثق اركانه بعد الشهادتين قال عليه الصلاة والسلام الا من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله لما نهى عليه الصلاة والسلام عن المنابذة والخروج ذكر الحل ذكر عليه الصلاة والسلام الحل الذي وصار اليه ويفعل في هذه الحال قال الا من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله فلينكر ما يأتي به من معصية الله امل محدد عمل محدد وهو نصح ليس تجنيا ولا تطاولا ولا اسفافا في القول ولا اسرافا في التعدي على الحرم ولا ولوغا في الاعراض وانما عمل محدد فلينكر ما يأتي بهم معصية الله فقط فلينكر ما يأتي به من معصية الله لا حاجة لي الكلام العام فيهم وفيهم من اطلاق العمومات والتجني وانما ينكر ما يأتي بهم من معصية الله وايضا جاءت السنة بالا يكون هذا الانكار علانية وانما يكون بينه وبين السلطان ولا ينزعا يدا من طاعة ولينزعا يدا من طاعة يبقى سامعا مطيعا محافظا على الجماعة غير مفارق لها لا ينابذ الامام لكنه ايضا لا يسكت عن المنكر. يعمل على ازالة هذا المنكر بالنصيحة فان الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم قوله قلت هو عبدالرحمن الراوي عن رزيق او زريق الله يا ابا المقدام لسمعت مسلم بن قرظة يقول سمعت عمي عوف بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اخبرت به عنه الله هذا استحلاف له بالله يستحلفه بالله سبحانه وتعالى ولم يستحلفه تكذيبا له وانما استحلفه مزيد اطمئنان ومزيد التثبت لا ليس تكذيبا له والنبي صلى الله عليه وسلم استحلف الصحابة يوما وقال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم اما اني لم استحلفكم تهمة لكم اي وانا اتهمكم على الكذب وانما هذا الاستحلاف اما من باب اظهار عظم الامر او من باب مزيد التثبت ولهذا قال في تمامه قال عبدالرحمن ولم استحلف اتهاما له ولكني استحلفت استثباتا استثباتا يعني آآ استحلفتهم من باب آآ مزيد التثبت والاطمئنان بلى ولكن ليطمئن قلبي من باب زيادة الاطمئنان ليس عن تكذيب وانما من باب زيادة الاطمئنان وزيادة التثبت نعم قال رحمه الله تعالى باب فضل القعود في الفتنة عن الخوض فيها وتخوف العقلاء على قلوبهم ان تهوى وحالا يكرهه الله تعالى ولزوم البيوت والعبادة لله تعالى قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم ابن سعد عن ابيه عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من يستشرف لها تستشرف له. ومن وجد منها ملجأ او معاذا فليعذ به قال قال رحمه الله تعالى باب فضل القعود في الفتنة عن الخوظ فيها فضل القعود مراد القعود هو عدم المشاركة في الفتنة وعدم البروز لها والاستشراف لها فالقعود هو البعد عن الفتنة وكلما كان البعد اكثر كان ذلك اسلم للعبد. واحفظ لدينه كما سيأتي بيان ذلك فظل القعود في الفتنة عن الخوظ فيها والخوض يكون بالمشاركة في الفتنة باي طريقة اما بالقول او الفعل او التحريض او ايقاد نارها او المساهمة فيها بمال او غير ذلك هذا كله خوظ في الفتنة ودخول فيها والواجب على المسلم ان يكون بعيدا عن الفتن مجانبا لها لان السعادة في الدنيا والاخرة بمجانبة الفتن كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان السعيد لمن جنب الفتن كررها ثلاث مرات ولهذا تجنب الفتن باب من ابواب السعادة ومن اكتوى بنار الفتنة واستشرف لها ارهقت قلبه وارقته وكدرت حياته جانب بذلك السعادة والراحة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان السعيد لمن جنب الفتن السعادة في تجنب الفتن. والبعد عنها وعدم الاستشراف لها اه قال وتخوف العقلاء على قلوبهم ان تهوى حالا يكرهها الله تعالى العقلاء يتخوفون لان الفتنة اذا برزت في الناس وظهرت تكون صفتها في اول بروزها بانها عمياء صماء بكماء فتن كقطع الليل المظلم ومعلوم ان ما كان بهذه الصفة يلتبس امره على كثير من الناس ويشتبه في باب العلم او في باب العمل في باب العلم او في باب العمل فقد يدخل على المرء في الفتنة شبهات تفسد تصوره وفهمه وقد تدخل عليه شهوات وارادات فاسدة ومطامع دنية تضر بارادته وقصده ولا يستبين امر الفتنة وينجلي لعموم الناس الا بعد ادبارها. وانقظائها اما حين تقبل الفتنة فانها تقبل على هذه الصفة عمياء بكماء وصماء ولهذا العقلاء يتخوفون على قلوبهم وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها او ما بطن قال الصحابة رضي الله عنهم نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وهو في صحيح مسلم قال وتخوف العقلاء على قلوبهم ان تهوى حالا يكرهها الله تعالى حالا اي نوع من المشاركة او الدخول في الفتنة بقول او عمل او حالا يكرهها الله سبحانه وتعالى. انظر حال هؤلاء العقلاء وقارن بحال كثير من الناس كيف انه يبادر ويتصدر ويستشرف ولا يبالي. يقول ويتكلم ويعمل ويحمل سلاحا ولا يبالي فرق بين العقلاء والجهلة فالعقلاء اذا جاءت الفتن يخاف على نفسه ويحاذر اشد الحذر من اه الدخول في الفتنة. طلبا السلامة سلامة دينه يكره ان اتهم ان يهوى قلبه حالا يكره يكرهها الله سبحانه وتعالى قال ولزوم البيوت والعبادة لله وهذا من افضل ما يعتنى به في الفتن وجاء فيه احاديث النبي عن نبينا عليه الصلاة والسلام من يكون المرء يكون الناس احلاس في البيوت مثل الفراش والبساط الذي في البيت باق في مكانه. فيكون الانسان بعيد عن الفتنة ومكثر من العبادة والعبادة في الهرج كهجرة الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون فتنة تكون فتنة القائد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي القاعد فيها جاء في بعض الاحاديث خير من القائم والقائم خير من الماسي والماشي خير من الساعي هذا يفيد ان الناس عندما تأتي الفتن على درجات ليسوا على درجة واحدة منهم من هو بعيد عن الفتنة مجانب لها ومنهم من عنده مشاركة ولكنها قليلة جدا ومنهم من هو اشد مشاركة ومنهم من يشارك في الفتنة مشاركة سريعة فهم متفاوتون وحظ العبد من السعادة بحسب بعده عن الفتنة ومجانبته لها وعلى العكس من ذلك نصيبه من الشقاء والهلاك بحسب قربه من الفتنة واستشرافه لها القاعد في الفتنة خير من القائم. لماذا؟ لان القائم اقرب للفتنة من القاعد والماشي خير من الساعي فكل ما كان المرء ابعد عن فتنة كان ذلك اخير له. والنبي عليه الصلاة والسلام انما ذكر القاعد والماشي والساعي تبيانا لدرجات الناس في الدخول في الفتن وان خيرية العبد وسعادته حظه منها بحسب بعده عن الفتن ومجانبته لها من يستشرف لها تستشرف له من يستشرف لها يرفع رأسه لها ويبرز للفتن ويقدم مشيا او سعيا قولا او فعلا من يستشرف لها تستشرف له عيد تكون سببا في تورطه وهلاك من يستشرف لها تستشرف له واذا استشرفت الفتنة المرء اهلكته اهلكته ومعنى تستشرف له تصبح ظاهرة بارزة له شاغلة الفكرة وهمه وتوجهه فينهمك فيها ومن وجد منها ملجأ او معاذا فليعد به وهذا وهذا نصيحة من النبي عليه الصلاة والسلام من وجد ملجأ او معاذ مكان يأوي اليه بحيث يكون بعيد عن الفتن والملجأ والميعاد جاء تفصيله في بعض الاحاديث من كان ذا غنم فليذهب الى غنم من كان ذا زرع فليذهب الى زرعه ينشغل اما بزراعة له او بغنم له او ويبتعد عن الفتن واماكنها لان كل ما كان قريب لها دعته اليها فاذا ابتعد عنها ابتعد عنها كان ذلك اسلم له وهذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن ايضا كثرت فيه الوسائل المقربة للفتن والمهيجة للفتن هذه الاجهزة التي اصبحت بايدي الناس وبيوتاتهم كم ادخلت في قلوب من فتن عظيمة مهلكة وكم جرت على الناس من ويلات وكم سببت من اراقة دماء وتعديات لانها قربت خربت الفتنة وقربت الوصول الى الفتن والدخول فيها ولهذا ينبغي على الانسان ان يعتصم بالله ونعتصم بحبل الله اعتصامان امر الله سبحانه وتعالى بهما اعتصام به ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم والتوكل عليه وحسن الالتجاء اليه وتفويض الامر اليه سبحانه واعتصام بحبله اي دينه وكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبهذين الاعتصامين نجاة العبد وعافيته وسلامته نايم قال رحمه الله تعالى حدثنا الفيريابي قال حدثنا وهب بن بقية الواسطي قال اخبرنا خالد يعني ابن عبد الله الواسطي عن عبدالرحمن عن ابن اسحاق عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون فتن كرياح الصيف. القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي من استشرف لها استشرفته ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام تكون فتن كرياح الصيف هذا التشبيه للفتن برياح الصيف لان رياح الصيف فيها الشدة وفيها السموم حارة وفيها التراب والاتربة والغبار فيها الاتربة والغبار فرياح الصيف شديدة رياح الصيف رياح شديدة فتأتي فتن من صفتها انها شديدة كرياح الصيف وتحمل هذه الفتن في طياتها ما فيه الاذى والمظرة على اه الناس قال فتن كرياح الصيف القائد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والامر كما سبق كل ما كان العبد ابعد عن هذه الفتن كان اخير له واسلم من استشرف لها استشرفته يعني من برز لهذه الفتن واقدم عليها فاصبحت شرفا له وغرظا وهدفا فيكون ذلك فيكون في ذلك هلكته. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا شيبان بن فروخ قال سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن رجل كان مع الخوارج ثم فارقهم قال ابو القاسم وحدثني جدي وابو خيثمة قالا حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ايوب عن حميد ابن هلال عن رجل ابن عبد عن عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعرا يجر نداءه فقالوا لم لم ترع مرتين. فقال والله لقد رعتموني. قالوا انت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر الباء صاحبي قالوا ان صاحب صفة لخباب وليست لعبدالله نعم قالوا انت عبد الله بن خباب وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم. قالوا فهل سمعت من ابيك حديثا يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه قال سمعته يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي. قال فان ادركتها فكن عبد الله المقتول ولا ايوب ولا اعلمه الا قال ولا تكن عبد الله القاتل. قالوا انت سمعت هذا من ابيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسأل دمه كأنه شراك مذب. ممذقر يعني ما اختلط وبالماء الدم وبقر ام ولده عما في بطنها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر عن حميد ابن هلال عن رجل من عبد قيس كان مع الخوارج ثم فارقهم فارقهم لما رأى من سوء حالهم وقبح فعالهم اراد الله سبحانه وتعالى نجاته وسلامته ففارقهم ومن يعلم الخوارج عنه توبة من طريقتهم وحرصا على مفارقتهم لا يأذنون له بالمفارقة وان وجدوه مصرا عليها قتلوه هذا معروف عنهم في قديم الزمان وحديثه ولهذا من اعظم الورطات الدخول معهم الدخول معهم والرضا افكارهم واعمالهم وصنائعهم القبيحة الشنيعة التي من اشنع الاعمال واعظمها جناية على امة الاسلام قال عن رجل كان مع الخوارج ثم فارقهم قال دخلوا قرية دخلوا قرية وهذه القصة كانت قبل اه قبل يوم النهروان وكان هذا من الاسباب التي اه دعت علي رضي الله عنه الى قتال هؤلاء لانهم اه روعوا الناس واه اخلوا بالامن واشاعوا الفوضى يدخلون الاماكن يهجمون على الناس يقتلون ولا يبالون فمكن الله سبحانه وتعالى عليا من رقابهم فقتلهم اجمعين. لم ينجوا منهم الا عشرة او اقل من عشرة خلص الله تبارك وتعالى الامة من شرورهم العظيمة قال دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب عبد الله بن خباب ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذعرا يجر رداءه فقالوا لم ترى لم تراع مرتين يعني ما ثمة ما يخيف او يروع من اي شيء تخاف لم تراعي قال لقد رعتموني لا والله لقد رعتموني اي ادخلتم علي فزعا وخوفا لان دخولهم دخول شر سيوف يظهر عليهم اه الشدة فخاف رحمه الله تعالى وخرج ذعرا خائفا فقالوا لم ترى لم تراع قال لقد اعتموني اي اخفتموني؟ قالوا انت عبد الله ابن خباز صاحب رسول الله؟ يعني والدك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قالوا فهل سمعت من ابيك حديثا يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثنا؟ تحدثنا تحدثنا قال سمعته آآ قال نعم فهل سمعت من ابيك حديثا يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثنا؟ قال سمعته يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر فتنة القائد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي طلبوا منه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم بحديث عظيم مبارك فيه مداواة لقلوبهم لو كانوا يفقهون وصلاح نفوسهم ولو كانوا يعقلون لكن هذا الشر الذي انطوت عليه قلوبهم والفتنة التي تأججت في نفوسهم اصبحوا لا يرفعون بكلام الله ولا بكلام رسوله عليه الصلاة والسلام رأسا ولا يقيمون له وزنا فحدثهم بحديث عظيم في نفس الباب الذي هم هائجون فيه واضروا بانفسهم وبالناس فلو تأملوا وتبصروا لكان هذا الحديث الذي رواه لهم رحمه الله تعالى سببا خلاصهم من هذه الشرور قال حدثني انه ذكر فتنة القائد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماشي. والماشي فيها خير من الساعي. لو كانوا يعقلون لكسروا سلاحهم ثم رجعوا الى بيوتاتهم وتركوا هذا الشر وهذا الاذى لكن ما الذي حصل قال فان قال فان ادركتها فكن عبد الله المقتول. قال ايوب ولا اعلمه الا قال ولا تكن عبد الله القاتل قالوا انت سمعت هذا من ابيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم هذا تأكيد فحديث ذكر لهم وتأكدوا واستثبتوا من من سماع هذا الرجل لهذا الحديث عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال نعم فقدموه اخذوه الى ضفة النهر فظربوا عنقه اخذوه الى ضفة النار وظربوا عنقه. الان للتو حدثهم بحديث رسول الله. واستثبتوا مع حديثه تثبتوا من الحديث ثم مباشرة اخذوه وظربوا عنقه وهكذا الشأن في من تعميه الفتنة والعياذ بالله يقتل ويريق الدماء حتى ان في بعض الاماكن يقتل اباه ويقتل امه ويقتل حتى اطفاله واهل بيته تعميه الفتنة تعميه عمى شديدا فضربوا عنقه فسال دمه يقول هذا الرجل الذي كان من الخوارج ثم تاب يصف دمه وهو يسيل عن النار لانه اخذوه الى شط النار على على شاطئ النار وظربوا عنقه انسكب الدم على النهر يقول فسال دمه كأنه شراك ما اندقر كانه شراك ماء اندقر ومعنى ما ان ذكر يعني لم يختلط في الماء لم يختلط في الماء وانما بقي كتلة واحدة على سطح الماء كأنه شراك كانه شراك لونه احمر ما ان ذكر ما اختلط دمه بالماء وانما بقي كتلة متماسكة فوق الماء وهذا كله من تأكيد هذا الرجل الذي كان من الخارج وثاب للمنظر الشنيع الذي رآه والجناية العظيمة التي فعلها هؤلاء اخذوه عند شاطئ النهر وظربوا عنقه فسال دمه على النهر وبقي كتلة لم لم الماء قال يعني ما اختلط بالماء الدم لم يكتفوا بهذا. ذهبوا الى بيته وبقروا اي اه بطن بقر بطنه ام ولده. حامل وبقر بطن ام ولده عما في بطنها فكم قتلوا الان قتلوا هذا الصحابي وقتلوا هذه المرأة وقتلوا الجنين الذي في بطن الام مع ان في في قتال المشركين نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل الوليد وان تقتل المرأة لكن هؤلاء لا يبالون لا يبالون ابدا ولهذا شرهم على الامة شر عظيم وخطرهم خطر جسيم وعلى اثر هذه الحادثة وحوادث اخرى بلغت علي رضي الله عنه وعن هؤلاء على اثر ذلك قاتلهم ومكنه الله سبحانه وتعالى من رقابهم فقتلهم اجمعين قتلهم اجمعين لم ينجوا منهم الا قلة عشرة او في حدود ذلك نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبد الله بن محمد ايضا قال حدثنا محمد بن عبد الملك ابن في نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا. ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اعذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها. وما بطن. اللهم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائبنا طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا