الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبدالله ابن محمد ايضا قال حدثنا محمد بن عبدالملك بن ابي الشوارب قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال اخبرنا عاصم عن ابي كبشة قال سمعت ابا موسى رضي الله عنه يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين ايديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا. القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي. قالوا فما تأمرنا؟ قال كونوا احلى بيوتكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري رضي الله ان فيه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن التحذير من الاستشراف لها. وبيان ما في ذلك من خطورة على المرء. وقوله الراوي عن ابي موسى سمعت ابا موسى رضي الله عنه يقول على المنبر يفيدنا ان احاديث الفتن من الاحاديث التي ينبغي ان يعتنى ببيانها على المنابر منابر تنبيها على عظم خطورة الفتن وتحذيرا للناس منها وبيان سوء وعظم مضرتها لان كثيرا من عوام المسلمين وجهالهم لا يدركون خطورة الفتن فهم بحاجة الى من ينبههم ويحذرهم ويبين لهم وعظم مضرتها. ولهذا كان الصحابة ومن اتبعهم باحسان يعنون هذا الامر خطابة وموعظة وتأليفا حتى ان من ائمة اهل العلم من افرد هذا الباب بمصنفات خاصة ومنهم الامام الاجري رحمه الله انا كما سيأتي ما يفيد ذلك قال ان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين ايديكم فتنا كقطع الليل مظلم هذا وصف الفتن في شدتها وايضا عن خفائها على اكثر الناس عدم تبين امرها لهم بانها كفتن بانها كقطع الليل المظلم. انتبه هنا الى امرين. قول قطع الليل ليست قطعة وقوله الليل المظلم فقوله قطع لدي اشارة الى الكثرة كثرة الفتن المظلمة وتواليها وقولها الليلة المظلم ان الليل ليل مظلم وليل مقمر الذي هو في وسط الشهر فقال عليه الصلاة والسلام كفتن الليل المظلم والليل عندما يكون بهذه الصفة لا تكون رؤية الاشياء متظحة فاذا مشى الانسان في الليل المظلم لربما في حفرة لربما ارتطم شجرة لربما تعرض الاذى فاذا كان مضطرا الى مشي في ليل مظلم يحتاج الى اناة شديدة حتى لا يتضرر لكن لو مشى فالليل المظلم سريعا سرعان ما يهلك يتضرر واذا كان هذا وصف الفتن كقطع الليل المظلم فانه لا نجاة منها الا بنور الايمان وضيائه. وما من الله وتعالى به على اهل العلم. من فهم ودراية ولهذا شبه المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى في كتابه اخلاق العلماء شبه حال الناس واهل العلم باناس في مكان مظلم. لا يرون الطريق. ولا يبصرون فاتى رجل اضاءة وصار الناس يمشون في الطريق مطمئنين امنين. بهذا الضوء الذي مع احدهم ينير الطريق فهذا مثل العالم في اضاءته الطريق بما اتاه الله سبحانه وتعالى من علم. وبما الله سبحانه وتعالى من بصيرة بدين الله سبحانه وتعالى. قال ان بين ايديكم فتنا كقطع الليل المظلم. عندنا ليل مظلم. ونور يقابله وهو نور العلم وضياؤه. وهنا موازنة كلما عظم عظمت الظلمة فبقلة الاثار قلة البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى. وكلما قوي العلم بدين الله والبيان والتفقيه تفقيه الناس في دين الله خفت هذه الظلمة. واتضحت الرؤية للناس ولهذا يقول الامام مالك ابن انس رحمه الله تعالى اذا قلت الاثار ظهرت الاهواء اذا قلت الاثار ظهرت الاهواء. وعلى العكس اذا ظهرت الاثار وبينت السنن ووضحت الاحكام واضيء للناس الطريق قلت الاهواء قال يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا. ويمسي مؤمنا كافرا هذا يوضح الخطورة الشديدة للفتن وان قضية الفتن ليس قضية معصية وطاعة وانما قد يصل الامر بالمرء الفتن الى الكفر والعياذ بالله والى ان يبيع دينه بعرظ من آآ الدنيا فهذا مما يبين ان الفتن شديدة في اظلالها للناس وتورطهم فيها ليس في معصية فقط ولا ايظا بدعة فقط بل في الكفر بالله سبحانه وتعالى. وايضا الانتقال في فتن الى من معصية الى من طاعة الى معصية ومن سنة الى بدعة ومن من ايمان الى كفر انتقال سريع. لانها مثل ما هو في الحديث صباح ومساء. ليس في شهر او شهرين وانما يصبح ويمسي يصبح مؤمنا ويمسي كافرا هذا يوضح ان ان الفتن يحصل فيها تحولات سريعة يكون الانسان في صباحه على شيء وفي مساءه على شيء اخر من شدة الفتن واضرارها بالناس الا من حماه الله سبحانه وتعالى ونجاه وسلمه. يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا اي يتقلب في دينه. ويتلون قال القائد فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الماسي. والماشي فيها خير من الساعي بمعنى ان الخيرية للمرء بحسب بعده عن الفتن كلما كان منها ابعد كلما كان هذا ابلغ في خيريته وسلامته ونجاته. قالوا فما تأمرنا؟ قالوا فما تأمرنا وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم على الخير وعلى النجاة والسلامة والعافية. ما تأمرنا قال عليه الصلاة والسلام كونوا احلاس بيوتكم. الحلس هو فراس الذي يجلس عليه في البيت وهو وهو كما لا يخفى مستقر في مكانه في البيت. فكونوا احياء آآ بيوتكم اي كونوا ملازمين في بعدكم عن الفتن عدم استشرافكم لها. وحرصكم على مجانبتها كونوا احلاس البيوت. اي لازموا البيوت بعيدين عن الفتن مشتغلين بذكر الله عبادته ودعائه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا عبد الملك ابن شعيب قال حدثني ابن وهب قال حدثني ابن سعد عن يحيى ابن سعيد عن خالد ابن ابي عمران ان الحكم ابن مسعود النجراني حدثه ان انس ابن ابي مرثد الانصاري رضي الله عنه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة بكماء صماء عمياء المضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن ابى فليمدد عنقه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ستكون فتنة بكماء صماء عمياء ابكم هو الذي لا يتكلم والاصم هو الذي لا يسمع. والاعمى هو الذي لا يبصر. فستكون فتن هذه الصفة في شدة خفائها. وعدم ظهور امرها للناس. مثل ما قدم في قوله كقطع الليل المظلم كقطع الليل المظلم. وهذا بسبب يعني هذا الخفاء الشديد بسبب ظهور الجهل وقلة العلم. بسبب ظهور الجهل كلم الجهلة في الدين وقلة العلم وقلة بصيرة الناس بدين الله سبحانه وتعالى لانه لا مخرج من الفتن الا بالدين. دين الله سبحانه وتعالى. ودين الله لا يعرف الا بالعلم. وحسن الفهم سيرة لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ليس شيئا يرتأيه المرأة بفكره وعقله انا ارى كذا وانا ارى كذا واقترح كذا وانما هو بصيرة بدين الله ودراية بكلامه وكلام رسوله صلوات الله سلامه وبركاته عليه. فالنجاة من الفتن باتباع السنن ولزوم الهدي. هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا الصحابة كانوا يسألونه بما تأمرنا؟ يسألون عن المخرج. في اه الفتن وكان يرشد ويبين صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا نجاة للناس من الفتن الا بالرجوع الى السنن وهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. قال المضطجع في فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي بمعنى ان كلما كان المرء ابعد عن الفتن كان ذلك اسلم لدينه. قال ومن ابى اي الا آآ الدخول في الفتن فليمدد عنقه. فليمدد عنقا اي ليقدم عنقه ليضرب. وهذا فيه ان هذا مآل الفتن اراقة الدماء وظرب الاعناق وتطاير الرؤوس. ومن ابى فليمدد عنقه وقولوا في في اوله بكماء صماء عمياء فيه كما قدمت خفاء في الفتن الشديد. ولهذا قال اهل العلم ان المرء ينكر قلبه في الفتن المرء ينكر قلبه في اه الفتن لان في شدة خفائها ما يمنع من اتظاح الحق وتبينه. ولهذا اول ما تأتي الفتن يكون امرها في خفاء على اكثر الناس الا قلة وهم من عطاهم الله البصيرة بالدين واذا ولت ادرك الجميع خطورتها وشدة مضرتها. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا اسيد بن عاصم قال حدثنا اسيد بن عاصمي الاصبهاني قال حدثنا اسماعيل ابن عمر قال اخبرنا قيس عن حصين بن عبدالرحمن عن شقيق بن سلمة عن حذيفة وعن مجالد عن عامر عن مسروق عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتقارب الفتن ولا ينجو منها الا من كرهها ولم يأخذ المال فان اخذ المال فهو شريكهم في الدماء وغيرها. تتقارب تتقارب الفتن ولا ينجو منها الا من كرهها ولم يأخذ المال. فان فان اخذ المال فهو وشريكهم في الدماء وغيرها. قال محمد آآ هذا الحديث حديث حذيفة فابن اليمان رضي الله عنه وكذلك الحديث الذي قبله الاسناد فيه ضعف و لكن المعنى في الجملة تشهد له الاحاديث الذي الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب قال تتقارب الفتن تتقارب الفتن اي تتلاحق وتتوالى على الناس والفتن فيها التمحيص. تمحيص العباد الصادق من الكاذب من عنده يقين ومن لا ليس عنده يقين من يعتصم بالله ومن يهوي ويهلك في الفتن تتقارب الفتن ولا ينجو منها الا من كرهها. ولا ينجو منها الا من كرهها لان هذه الكراهة هي التي باذن الله سبحانه وتعالى تبعد العبد. عن الفتن بخلاف من يستشرف. الفتن قال لا ينجو منها الا من كره ولم يأخذ المال. وهذا فيه ان الفتن للناس فيها مطامع. وفي الغالب من ورائها الدنيا. والغالب في مما يحصل ويطمع فيه في الفتن الرئاسات والاموال. غالبا ما يطمع في تحصيله في الفتن الرئاسات والاموال مطامع الدنيوية وتحصيل المطامع الدنيوية والمناصب قال ولم يأخذ المال فان اخذ يعني من كان له مطمع هلك هذا المعنى او وهذا المعني بقوله ولم يأخذ لان من كان له مطمع هلك لان مطمعه يدفعه الى الدخول في الفتن واندفاع فيها بحسب قوة المطمع الذي قام في قلبه. قال ولم يأخذ المال فان اخذ المال فهو شريك في الدماء وغيرها نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد ذكرت هذا الباب في كتاب الفتن في احاديث كثيرة نعم هذا يفيد ان له انه رحمه الله له كتاب مفرد في هذا الباب في الفتن نعم قال رحمه الله الا وقد ذكرتها هنا طرفا منه ليكون المؤمن العاقل يحتاط لدينه. فان الفتن على وجوه كثيرة قد مضى منها فتن عظيمة نجا منها اقوام وهلك فيها اقوام باتباعهم الهوى وايثارهم بالدنيا. فمن اراد الله به خيرا فتح له باب الدعاء والتجأ والتجأ الى مولاه الكريم وخاف على دينه وحفظ لسانه وعرف زمانه ولزم المحجة السواد الاعظم ولم يتلون في دينه وعبد ربه تعالى فترك الخوض في الفتنة. فان الفتنة يفتضح عندها اخلق كثير الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو محذر امته الفتن قال يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا. هذه خلاصة ثمينة جدا في ما ينجو به المرء من الفتن ومن عادة هذا الامام وغيره من ائمة السلف ان مثل هذه الخلاصات تكون مستخلصة من مجموع الاحاديث. الواردة في في هذا الباب عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا ذكر رحمه الله تعالى خلاصة وافية فيما تكون به النجاة جات من الفتن صدر ذلك بقوله فمن اراد الله به خيرا ثم ذكر امور آآ الامور التي تكون بها النجاة من الفتن. قال فتح له باب الدعاء والالتجاء الى الكريم هذا الامر الاول. الثاني خاف على دينه. ان يكون المرء في الفتن على خوف عظيم على دينه من ان يصاب بشيء يذهبه او ينقصه او يضعفه ودين المرء هو اغلى ما يملك. واذا خاطر بشيء لا يخاطر بدينه. والامر الثالث حفظ اللسان. وهذا من اهم المطالب واعظمها في الفتن. ان لا يخوض فيها بلسانه لا بقليل قول ولا بكثيره. والامر الرابع معرفة الزمان من حيث ضعف الناس في ديانتهم وفي صلتهم بربهم واكبابهم على اه الدنيا وقلة بصيرتهم بدين الله معرفة الزمان. وهذا هو المعني معرفة الزمان وهو الفقه حقيقة بالواقع واقع الناس في ضعفهم وقلة بصيرتهم بدين الله وبما خلقهم الله سبحانه وتعالى لاجله واوجدهم لتحقيقه. والامر خامس لزوم المحجة الواضحة. تركتكم على المحجة البيضاء. يعني معرفة هدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولزومه والاستمساك به وعدم الاعراض عنه مهما كان الامر ومهما كان الداعي ولزوم الجماعة جماعة المسلمين وعدم التلون في الدين. يحذر المرء من التقلبات. مثل ما مر في حديث يمسي ويصبح والاقبال على عبادة الله سبحانه وتعالى. والاقبال على عبادة الله سبحانه وتعالى وسيأتي معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام بادر وبالاعمال وقولها العبادة في الهرج كالهجرة اليه. وترك الخوظ في الفتن وترك الخوظ في الفتن. هذي يمكن ان تسمى حسب تعبيرنا المعاصر عناصر آآ كلمة او محاضرة او درس في ما ينجو به المرء من الفتن وهي مصر وافية تماما بهذا الموضوع. وبسط ادلتها من الكتاب والسنة يجدها من طلبها في ما كتبه اهل العلم رحمهم الله تعالى حول هذا الموضوع قال فان الفتنة يفتضح عندها خلق كثير. نعم ويتورط ويتورط فيها ايضا خلق كثير الا من حماه الله ووقاه نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو العباس عبد الله بن الصقر السكري قال حدثنا محمد بن المصفى قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الوليد بن سليمان بن ابي السائل. قال حدثنا الوليد ابن سليمان ابن ابي السائب عن علي ابن يزيد عن القاسم عن ابي امامة عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هل ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا؟ الا من احياه الله بالعلم. مجرد تثبيت فقط لما سبق كم عدد هذه العناصر ما ينجو به المرء من الفتن تأملوها عدوها واحدا واحدا في كم عددها؟ تسعة ولا ثمانية؟ ممكن نعدها فيما بعد في نعدها مرة ثانية في البيت نتأملها نتأمل في هذه العناصر في ونستخرجها في ورقة ممكن ايضا نعمم الفائدة من خلال وسائل المتاحة الان لنشر الفائدة والله سبحانه وتعالى ويبارك بمثل هذه المعاني العظيمة ونشرها بين الناس. اورد رحمه الله تعالى حديث ابي امامة رضي الله عنه قال ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا الا من احياه الله بالعلم وهذا بما بمعنى ما سبق وفي هذا الحديث ان المخرج من الفتن والنجاة منها انما هو بالعلم. والمراد بالعلم اي علم الاثار علم السنن علم الهدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. والحديث في اسناده ضعف لكنه ثبت. عن عن النبي صلى الله عليه سلم انه قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي هذا هو العلم. العلم هو السنة فعليكم بالسنة والسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها. وعضوا عليها بالنواجذ. نعم. قال رحمه الله تعالى ثنى ابو بكر محمد بن هارون بن المجدرة قال حدثنا وقوله في الحديث احياه الله بالعلم فيه ان العلم حياة وضده وهو الجاهل موت وهلاك نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر محمد بن هارون بن المجدر قال حدثنا احمد بن الحسن بن خراش قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا معتمر قال سمعت ابي يحدث عن العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابيه ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بادروا بالاعمال ستكون فتن كقطع الليل للمظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع الرجل دينه بعرض من الدنيا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال ستكون فتن كقطع الليل المظلم. قوله بادروا بالاعمال فيه فيه المعنى الذي ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ففي فضل العبادة والاقبال على الطاعة ليس فقط عندما تقع الفتن بل قبل وقوعها وان المؤمن ينبغي ان يكون محافظا على عبادة الله مكثرا من ذكر الله وهذه المبادرة والاقبال على العبادة تكون باذن الله سبحانه وتعالى امنة للعبد ونجاة من الفتن. يحفظه الله سبحانه وتعالى بما يسر له من اقبال على ربهم عابدا مطيعا ذاكرا بادروا بالاعمال بادروا بالاعمال اي الاعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وذكر لله وتلاوة للقرآن ستكون فتن الليل المظلم والمعنى ان مبادرتكم بالاعمال نجاة لكم من هذه الفتن. نجاة لكم من هذه الفتن ستكون فتن كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع الرجل دينه بعرظ من الدنيا. وهذا فيه ان اكثر ما يهلك الناس في الفتن الطمع في الدنيا الطمع في الدنيا والحرص عليها مالا كان ذلك او رئاسة او نحو ذلك نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي. قال حدثنا عبد الوهاب الوراق قال اخبرنا هاشم ابن القاسم عن الاشجعي عن سفيان يعني الثوري عن ابي سنان الشيباني عن سعيد ابن جبير قال قال لراهن يا سعيد في الفتنة يتبين لك من يعبد الله ومن يعبد الطاغوت. ثم اورث اورد هذا الخبر عن ابن جبير قال قال لي راهب يا ابا سعيد في الفتنة يتبين لك من يعبد الله ومن يعبد الطاغوت من يعبد الله مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى يعصمه الله في الفتنة وينجيه مثل ما تقدم بادروا بالاعمال فالمبادرة بالاعمال عبادة واخلاصا لله منجاة للمرء في الفتن. فيتبين في الفتن من يعبد الله بما يهيئ الله له من عصمة ونجاة كلاما من الفتن ممن يعبد الطاغوت يعني من ممن ليس كذلك مخلصا دينه لله فان فان من كان بهذا الوصف يعبد الطاغوت اي ليس مخلصا دينه لله سبحانه وتعالى يهلك في اه الفتن وتكون الفتن مهلكة له. وهذا فيه المعنى السابق ان المبادرة في الاعمال اخلاصا اه اقبالا على الله سبحانه وتعالى ومبادرة الطاعة منجاة للعبد والسلامة في الفتن نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبد الله بن البخاري قال حدثنا محمد بن سليمان دوين قال حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كالهجرة الي نعم. قال حدثنا علي ابن اسحاق ابن زاطية. قال حدثنا محمد بن سليمان لوين؟ قال حدثنا حماد بن زيد. وذكر الحديث مثله الى اخره. ثم ختم الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الباب في هذا الحديث حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج كالهجرة اليه وهذا فيه فضل العبادة في الهرج. والهرج هو هي الفتن وما يكون فيها من اراقة الدماء يقتل القاتل اه يقتل المقتول ولا يدري فيما قتل. هرج تموج الناس وتراقي الدماء وينتى تنتهك الاعراض ويتعدى على الحرم يموج الناس فيها يقول عليه الصلاة والسلام العبادة في الهرج كالهجرة اليه. العبادة في الهرج كالهجرة اليه. فهذا فيه فضل العبادة في الهرج من جهة وان النجاة انما تكون بذلك بالمبادرة للاعمال والاقبال على عبادة الله سبحانه وتعالى. ولهذا جاء في حديث اخر قال عليه الصلاة والسلام سبحان الله ماذا انزل الله هذه الليلة من خزائن وماذا انزل الله من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات يصلين من يوقظ صواحب الحجرات يصلين اه الفتن اه النجاة فيها بالاقبال على الله. عبادة وذكرا وصلاة وقراءة للقرآن واعراظا عن الفتن وبعدا عنها وعدم استشراف لها وكثرة الدعاء قال عليه الصلاة والسلام تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. نسأل الله الكريم ان يعيذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا