نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب الحث على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة اصحابه رضي الله تعالى عنهم وترك البدع وترك النظر والجدال في فيما يخالف الكتاب والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم قال اخبرنا الفيريابي قال حدثنا حبان بن موسى قال اخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله بما هو اهله ثم يقول من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اصدق الحديث كتاب الله واحسن الهدي هدي محمد هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة من ضلالة وكل ضلالة في النار قال حدثنا ابو بكر محمد ابن الليث الجوهري قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا ابو بكر ابن عياش قال حدثنا ابو حصين عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه ترجمة الامام الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الشريعة في الحث على التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سنة اصحابه رضي الله عنهم وترك البدع وهذه الترجمة تعد بيانا للاصل والمعول في دين الله تبارك وتعالى وان تعويل المسلم في معرفة دينه وشريعة ربه تبارك وتعالى انما تكون بالتعويل على الكتاب والسنة فهو المصدر الذي عنه يتلقى الدين فهما المصدر الذي عنه يتلقى الدين وعليهما المعول في معرفته واليهما الرد في التنازع واليهما التحاكم وبهما الاعتصام كما قال الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله ايدينا وكتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقول المصنف رحمه الله تعالى او وجمع المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة بين الحث على التمسك بالكتاب والسنة والنهي والتحذير من البدع فيه جمع بين هذين الاصلين العظيمين في قيام الدين وان دين الله سبحانه وتعالى لابد لابد في اقامته من تمسك الوحي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واطراح للبدع واقتراح للبدع. فما لم يكن الناس كذلك لا يكونون على الدين كما امروا ولا يكونون مستقيمين على دين الله تبارك وتعالى كما امروا ولهذا تكاثرت النصوص الواردة عن نبينا صلى الله عليه وسلم المشتملة على الجمع بين هذين الامرين الحث على السنن والنهي عن البدع الحث على السنن والنهي عن البدع فالسنن هي الهدي الذي مأمور كل مسلم بسلوكه ولزومه والبدع هي سبل الضلالة. التي من دخلها انحرف عن صراط الله المستقيم وبعد عن الجادة السوية اورد رحمه الله تعالى في صدر هذه الترجمة حديث ابي هريرة وحديث جابر وفيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطابته اصدق الحديث كتاب الله واحسنوا الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة ادعم فجمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين الامرين وكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في خطابته لعموم المسلمين مكررا ذلك في خطابته عليه الصلاة والسلام يفيد ان هذا يعد اصلا ينبغي ان يرسخ في النفوس ويكرر على مسامع المسلمين بين وقت واخر حتى يتمكن هذا الاصل ويثبت في قلوبهم ان احسن الهدي كلام الله ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فيكرر هذا الاصل على مسامع المسلمين بين وقت واخر حتى يبقى بهذا التكرار اصلا ثابتا في القلوب مستقرا في النفوس تعرظ عليه الاشياء والاعمال والاقوال والاخلاق فان كانت من كتاب الله ومن سنة نبيه عليه الصلاة والسلام استمسك بها وحافظ عليها وان كانت ليست من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تجنبها المسلم وابتعد عنها فخير الهدي فاصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا داوود ابن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ثور ابن يزيد عن خالد بن عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر وحجر الكلاعي قال دخلنا على العرباض بن سارية هو الذي نزلت فيه ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم الاية وهو مريظ. قال فقلنا له انا جئناك زائرين ديني ومقتبسين فقال عرباظ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الغداة ثم اقبل علينا فوعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله ان هذه موعظة مودع فما تعهد الينا؟ قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا فانه من يعش بعدي سيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة قال حدثنا ابو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل بن زياد قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا ثور ابن يزيد وذكر الحديث مثله الى اخره قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا احمد بن صالح المصري قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا معاوية بن صالح قال حدثنا ظمرة بن عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي انه سمع سارية السلمي رضي الله عنه يقول وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قلنا يا رسول الله ان هذه موعظة مودع تعهد الينا قال قد تركتكم على البيظاء ليلها ونهارها قال قد تركتكم على البيظاء ليلها ونهارها ولا يزيغ عنها بعدي الا هالك. ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعليكم بالطاعة وان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا ابو عاصم الضحاك ابن مخلد عن ثور ابن يزيد وذكر الحديث نحوا منه الى اخره. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث العرباظ ابن السارية رضي الله عنه وفيه جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين هذين الامرين الحث على السنن والاستمساك بها والنهي عن البدع والتحذير منها وان ذلك هو نجاة العبد وفلاحه في دنياه واخراه والحديث علم من علام النبوة لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر صحابته الكرام مخاطبا اياهم بقوله انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا اي من يكتب له منكم طول حياة وطول عمر فسير اختلافا كثيرا فهذا اخبار عن امر مستقبل اخبار عن امر مستقبل ومن تأخر ومن تأخرت وفاته من الصحابة رضي الله عنهم رأى ذلك ورأى بدايات البدع واوائلها ونشاتها وحدوثها ولهذا من تأخر اسلامه منهم ينقل عنه في ذم البدع والتحذير منها وبيان خطورتها من الاقوال المتكاثرة ما لا ينقل عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم لما عاينه من نشوء البدع كثرتها محذرا منها ومبينا لمخالفتها لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولما كان عليه الصحب الكرام رظي الله عنهم قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وكانه قيل كيف المخرج اذا وجد هذا الاختلاف ورأيناه وما سبيل النجاة فاجاب عليه الصلاة والسلام على هذا السؤال الذي يطرح نفسه كما يقال في مثل هذا الموقف اجاب عنه عليه الصلاة والسلام على الفور دون ان يسأل وهذا من كمال نصحه وعظيم بيانه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال انه من يعش منكم فسير اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي اي الزموها وتمسكوا بها وحافظوا عليها عضوا عليها بالنواجذ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ابانا عليه الصلاة والسلام ان المخرج من الاختلاف الكثير والنجاة من الشرور والفتن انما يكون بالاعتصام بسنته عليه الصلاة والسلام قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي والخلفاء المراد بهم الاربعة الخلفاء المراد بهم الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وهذا فيه فضيلة هؤلاء الخلفاء الاربعة وانهم خير امة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وصفهم ووصفهم جميعهم عليه الصلاة والسلام بصفتين عظيمتين هما المحك في باب الائتساء والاقتداء فقال الراشدين المهديين وصفهم بالرشاد والهداية وصفهم بالرشاد والهداية والرشاد ضده الغي والهداية ضدها الضلال وقد قال الله سبحانه وتعالى في بوصف نبيه عليه الصلاة والسلام ما ضل صاحبكم وما غوى ونفي الضلال في ثبوت الهداية ونسي الغواية في ثبوت الرشاد والجمع بين الهداية والرشاد هو جمع بين العلم النافع والعمل الصالح فالهداية اذا جمعت مع الرشاد تعني صلاح العلم والرشاد يعني صلاح العمل والاستقامة على الدين ومن كان كذلك صالحا في علمه وصالحا في عمله كان اهلا للائتساء والاقتداء وكان هؤلاء الاربعة خير امة محمد وكان هؤلاء الاربعة خير امة محمد صلى الله عليه وسلم هداية ورشادا فخصهم النبي عليه الصلاة والسلام بان يؤتسى بهم وان يقتدى بهديهم وان هديهم من هديه صلوات الله وسلامه عليه وسنتهم من سنته صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين ثم حذر عليه الصلاة والسلام في هذا المقام من البدع قال واياكم ومحدثات الامور. اي احذروها واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فعلم ان نجاة المرء لا تكون الا هذين الامرين الاستمساك بالسنن والمحافظة عليها والبعد عن البدع والمجانبة لها. نعم وقول عبدالرحمن وحجر ان للعرباظ انا جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين هذا من جميل آآ من جميل المسلك في الزيارة بين الاخوان وان الزيارة عندما تكون محددة الاهداف مبينة المقاصد تكون ابلغ في تحقق الفائدة واجتماعها ولهذا حصر آآ هذان زيارتهما العرباظ رضي الله عنه في هذه الامور الثلاثة بهذه الامور الثلاثة زيارة وعيادة واقتباس زيارة اي في الله يدفع اليها المحبة في الله اين اين المتزاورون في وعائدين للمريض. وهذا من حق المسلم على اخيه المسلم ان يعوده اذا مرض تأنيسا له واطمئنان عليه وقياما بحقه والامر الثالث الاقتباس اي اقتباس العلم اقتباس العلم منه رضي الله عنه وهذا انما يكون عند زيارة اهل العلم يجعل من المقاصد اقتباس العلم في زيارتهم التباس العلم في زيارتهم وحسن الافادة منهم. ولهذا اذا لم يوضع هذا الهدف في جملة اهداف المرء المهمة في زيارته للعالم ربما يبعثر مجلس العالم ويضيع في قيل وقال توافه الامور دون ان يقتبس منه علما. مع ان العالم فرصة تعد ثمينة عندما يزار ان يقتبس من علمه فيستفاد من هذه القصة ان الزيارة اذا كانت محددة الاهداف اجمع في تحقق الفائدة ولهذا لما كان آآ لما بين له هذه الاهداف آآ افادهم بهذه الفائدة العظيمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم اقبل علينا فوعظنا الى اخر الحديث فافادهم هذه الفائدة العظيمة نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا زهير قال اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابي ادريس قال اخبرني يزيد ابن عميرة انه سمع معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في كل مجلس يجلسه هلك المرتابون ان من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير الكبير فيوشك الرجل ان يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ فيقول ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره. فاياكم وما ابتدع فانما فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالا قال واخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا ابو بكر ابن زنجويه قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سمعت ابا ادريس خولاني يقول ادركت ابا الدرداء رضي الله عنه ووعيت ووعيت عنه وادركت عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ووعيت عنه وادركت شداد ابن اوس رضي الله عنه ووعيت عنه وفاتني معاذ بن جبل رضي الله عنه فاخبرني يزيد ابن عميرة انه كان يقول وفي كل مجلس يجلسه الله حكم عدل قسط تبارك اسمه هلك المرتبون. ان من ورائكم فتنا يكثر وفيها المال ويفتح القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير فيوشك الرجل ان يقرأ القرآن في ذلك زمان فيقول قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ثم يقول ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيرة فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة. اتقوا زيغة العالم فان الشيطان يلقي علي فان الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ويلقي المنافق ويلقي المنافق كلمة الحق قال قلنا وما يدرينا رحمك الله ان المنافق يلقي كلمة الحق وان الشيطان يلقي على فيه الحكيم كلمة الضلالة. قال اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه الذي اذا سمعته قلت ما هذه ولا ينئينك ذلك عنه فانه لعله ان يراجع ويلقي الحق اذا سمعه فان على الحق نورا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو فيما سبق من الحث على السنن والاستمساك بها والتحذير من البدع والنهي عنها والا يغتر اه اهل البدع وضلالاتهم واهوائهم وما يدعون اليه من امور واعمال مخالفة لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حتى لو كان الواحد منهم على حظ مثلا من حفظ القرآن او حفظ بعض الاحاديث لان بعض الناس قد يفتن ويؤتى من حيث حب الظهور وحب الشهرة وحب كثرة الاتباع وايضا حب المال ثمة دوافع يا يترتب عليها زيغ القلب وحدوث البدع ولهذا كثير من كثير من البدع من ورائها مطامع دنيوية وان كان في ظاهرها آآ انه يدعو الى الى عمل صالح فيما يزعم او عبادة او نحو ذلك لكن في الغالب كثير منها من ورائها مطامع دنيوية من حب ظهور او حب كثرة اتباع او حب المال او حب شهرة او وغير ذلك من الدوافع وذلك بان يرى نفسه قد حفظ مثلا من القرآن قدرا وحصل من الاحاديث ايضا قدرا ولم يرى له اتباعا فيؤتى من من من هذا الباب الرغبة في كثرة الاتباع وحب الظهور فيأتيه الشيطان ويقول ما احد بمتبعك ما لم تفتح عليهم بابا تشتهر به تعرف به حتى يكون لك اتباع عليه فحين اذ تنشأ البدع وكثير من الطرق الذي ينظر اليها المرء في تاريخ الامة وايضا في كتب المقالات في كتب المقالات كتب الفرق كثير منها من ورائها هذا الامر من ورائها هذا الامر وقد بينه معاذ رضي الله عنه بجلاء في هذا الاثر العظيم معاذ ابن جبل كان في كل مجلس يجلسه يقول هلك المرتابون والمرتاب هو الشك الذي لا قرار له ولا ثبات. والله سبحانه وتعالى يقول انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. اي ايقنوا ولم يشكوا. الدين آآ الدين والايمان ثبات وقار وطمأنينة ليس شكوك وظنون وريبة او ارتياب قال هلك المرتابون المرتبون اي في دينهم المرتابون في اي في دينهم والمرتاب في دينه هو الذي يحصل من التقلب وعدم الثبات لما قام في قلبه من الريب اما من لم يكن من اهل الريب وكان من اهل اليقين فانه باذن الله سبحانه وتعالى يثبت على الحق وعلى الهدى. لا تقلبه مطامع الدنيا ولا تقلبه ولا يقلبه حب الشهرة او حب الظهور او الطمع في المال او غير ذلك وانما هذا التقلب يكون في المرتاد ولهذا قال رضي الله عنه هلك المرتابون. ان من ورائكم فتنا ان من ورائكم فتن اي ستلقون فتنا عظيمة يكثر فيها المال يكثر فيها المال اي بايدي الناس ويفتح فيها القرآن ويفتح فيها القرآن والمراد بالفتح في القرآن اي حفظا لحروفه اي حفظا لحروفه ومعه والمعنى يفتح فيها القرآن ان يكثر من يحفظ حروف القرآن الفاظ القرآن دون الفقه والفهم والدراية بمعاني القرآن الكريم دون التدبر لهدي القرآن قال يفتح فيه القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير قال فيمسك الرجل ان يقرأ القرآن في ذلك الزمان اي الذي يفتح فيها القرآن يقرأ القرآن يعني يكون حافظا حسن الاداء حسن التلاوة ثم لا يجد له اتباع لا يجد له اتباع يتحرك في قلبه هذا الطمع الذي من ورائه هلاك هلاك المرء لا يجد آآ اتباعا حافظ القرآن حافظ اه متقن لمثلا الترتيل ثم لا لا يرى له اتباعا او يكون قلة من يأتيه فيقول قد قرأت القرآن قد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره حتى احدث لهم غيره ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فاياكم ومبتدعة فانما ابتدع ضلالة هذا الامر الذي ذكره معاذ رضي الله عنه فعلا وجد بل كان من وراء نشأة كثير من البدع بل كان من وراء نشأة كثير من الفرق فرق الضلالة بل كان من وراء نشأة كثير من المسالك المخالفة للهدي والتي جعلت وسيلة للدعوة الى الله سبحانه وتعالى يعني كثير من الناس في هذا المقام تركوا الدعوة بالقرآن وبالسنن واخذوا يسلكون في باب آآ الدعوة مسلك القاء الاناشيد التي تسمى الاناشيد الاسلامية وينمقون الاصوات ويجملونها ويؤدونها جماعة وربما اضافوا اليها محسنات حتى ان احد اهل الاهواء قال ان هذه الاناشيد انفع للناس من القرآن وذكر انه انفع من القرآن من وجوه عددها واحدا تلو الاخر وهذا من المصائب العظيمة الله جل وعلا يقول وذكر بالقرآن قل انما انذركم بالوحي ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد الى هذه الدرجة يبلغ الامر بالانسان ويفتن والعياذ بالله ويفتن ايضا الاخرين ولهذا حذر رضي الله عنه من ذلك والا يكون هم الانسان كثرة الاتباع يأتي النبي يوم القيامة وليس معه احد ويأتي معه الرجل والرجلان وقد يكون في اول دعوته دعوته للناس على السنة يمضي وقتا طويلا ليس عنده الا الطالب والطالبين. والثلاثة ثم ينفع الله به سبحانه وتعالى من شاء من عباده ولهذا ينبغي على المرء ان يكون على حذر من الارتياب الذي صدر به اه رضي الله عنه هذا الاثر العظيم هلك المرتابون الذي هو السبب من وراء التقلبات واحداث البدع والضلالات نعم قال رحمه الله تعالى اخبرونا الاثر الذي بعده وبمعناه الاثر الذي بعده هو بمعناه بمعنى هذا الاثر قال معاذ قال كان يقول اه معاذ في كل مجلس يجلسه الله حكم عدل قسط تبارك اسمه هلك المرتابون فكان يذكر هذا الاصل العظيم الله حكم عدل قصر يقول ذلك في صدر مجلسه تعظيما لله وتعظيما لاحكامه وشرعه وان احكامه كلها عدن وانه سبحانه وتعالى لا يظلم احدا تنزه وتقدس عن ذلك يكرر ذلك رضي الله عنه الله حكم عدل قسط تبارك اسمه هلك المرتابون؟ ان من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والصغير والكبير فيوصف الرجل ان يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعون وقد قرأت القرآن ثم يقول ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة اتقوا زيغة العالم بزيغة العالم اي زلة العالم العالم ليس بمعصوم العالم ليس معصوم قد يقع في زلة قد يقع في خطأ قد يقع منه بعض الاخطاء فاخطؤه تتقى وتحذر ومكانته تحفظ وقدره يبقى اتقوا يقول رضي الله عنه اتقوا زيغة العالم فان الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة. يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ويلقي المنافق كلمة الحق ويلقي المنافق كلمة الحق قد تأتي كلمة الحق على غير على لسان غير المستقيم على دين الله سبحانه وتعالى قال قلنا وما يدرينا رحمك الله ان المنافق يلقي كلمة الحق وان الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة كيف نميز كيف نميز قال اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متسابق. يعني كل امر يأتي على لسان الحكيم لا تطمئن القلوب اليه لعدم وضوح دليلة عدم وضوح البرهان عليه من متشابه القول فظلا عن بين الخطأ من القول هذا يجتنب اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه الذي اذا سمعته قلت ما هذا قلت ما هذا؟ يعني امر مستغرب فسر المتشابه اي الامر الذي اذا سمعه المرء قال ما هذا والمراد بما هذا يعني ما هذا الامر الذي ليس عليه دليل؟ او لم يتضح له دليل وبرهان ولا ينئينك ايبعدنك ذلك عنه اي مكانته باقية ومنزلته محفوظة لكن الزلة ترد وتدفع وايضا تعالج معه بالطريقة اللائقة المناسبة التي يحفظ هي تحفظ فيها مكانته ومنزلته فانه لعله ان يراجع اي عن هذا الخطأ وكثير من اهل العلم والفضل تقع منها الكلمة التي فيها الخطأ او فيها الزلل ثم يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالرجوع عنها لا سيما اذا سلك معه هذا المسلك الذي اشار اليه معاذ بان تجتنب الزلة وتحفظ مكانته ويراجع في خطأه بالرفق والحسنى فهذا من موجبات واسباب رجوعه باذن الله سبحانه وتعالى بينما اذا زل واتخذ منه مباشرة موقف العداء اذا زل واتخذ منه مباشرة موقف المعاداة وجعل خصما ربما اه دفعه ذلك او جره ذلك الى الاستمساك مما هو عليه واوقع الشيطان بينهم ذلك وما مثل الرفق بين الاخوان وبين اهل العلم واخذ الامور بالتي احسنوا باللطف وبالمحبة والاخاء والاخطاء تعالج الاخطاء تعالج برفق واناة وايضا دعاء بظهر الغيب وبعد عن آآ الامور التي توجد الفرقة فالفرقة شر الفرقة شر طويلات على المسلمين ينبغي ان تحذر وان يحذر من اسبابها ووسائلها قال ويلقي الحق اذا سمعه اذا سمعه فان على الحق نورا ويلقي في بعض النسخ وتلقى الحق اذا سمعته فان على الحق نورا الحق هو ضالة المسلم الحق هو ظالة المسلم اينما وجده اخذ به لا يمنعه من قبول الحق ان يكون مثلا جرى على لسان انسانا مثلا غير مستقيم او آآ نحو ذلك بل الحق ظالة المسلم اينما وجده اخذ به نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني بترصوص سنة ثلاث وثلاثين ومئتين قال سمعت ابن عبد الله يقول سمعت مالك ابن انس ابن انس اذا ذكر عنده الزائغون في الدين يقول قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر من بعده سننا. الاخذ بها اتباع لكتاب الله تعالى واستكمال لطاعة تعالى وقوة على دين الله ليس لاحد من الخلق تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور. ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين. وولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا قال حدثنا ابو محمد الحسن ابن ابن علو ابن علوية القطان قال حدثنا عاصم ابن علي قال حدثنا الليث ابن سعد عن يزيد ابن ابي حبيب عن بكير ابن عبد الله ابن الاشج ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال ان ناسا يجادلونكم بشبيه القرآن فخذوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله تعالى نعم يؤجل نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا ما طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا