الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول ابو بكر محمد بن حسين الاجري رحمه الله تعالى وحدثنا الفيريابي قال حدثنا ابو الخطاب زياد ابن يحيى قال حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا سلام ابن ابي مطيع ان رجلا من اصحاب الاهواء قال لايوب السختياني يا ابا بكر اسألك عن كلمة قال فولى ايوب وجعل يشير دعه ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا كنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد لا نزال في باب ذم الخصومة. والجدل وذم الخصومات والجدل اورد رحمه الله هذا الاثر عن ايوب السختياني رحمه الله ان رجلا من اصحاب الاهواء دخل على وقال يا ابا بكر اسألك عن كلمة قال فولى ايوب وجعل يشير باصبعه ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة هذا الاثر وله نظائر عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى يراد به قمع اهل البدع وزجرهم عن بدعتهم. وعدم تمكينهم من القاء شبهاتهم. اذ قد يلقي صاحب الهوى بدعته في مجلس العالم فتدخل الشبهة على بعض لمن حوله وتؤثر عليه فكانوا يحولون بين اهل الاهواء وبين القاء شبهاتهم لان صاحب البدعة يأتي وهو محمل بالشبهة. التي امرظت قلبه بالهوى ويريد نقل ذلك الى الاخرين فقول السختياني رحمه الله تعالى ولا نصف كلمة هذا فيه عدم الاتاحة اتاحة الفرصة لهؤلاء من القاء ما عندهم من شبهات نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا سعيد بن عامر قال سمعت جدي اسماء ابن يحدث قال دخل رجلان عن على محمد ابن سيرين من اهل الاهواء. فقال يا ابا بكر نحدثك بحديث قال لا قال فنقرأ عليك اية من كتاب الله؟ قال لا لتقومن عني او لا او لاقومن وهذا نظيره الذي قبله في عدم التمكين لاهل الاهواء من القاء شبهاتهم وقوله نقرأ عليك اية من كتاب الله هم لا يقتصرون على الاية وانما يأتون بالاية ويتأولونها على غير معناها ويحرفونها عن غير مدلولها ومرادها ويتبعون ما تشابه من كتاب الله عز وجل ابتغاء الفتنة. وابتغاء تأويله حال اهل الزيغ الذين ذمهم الله تبارك وتعالى في كتابه ولهذا لم يمكنه ابن سيرين رحمه الله تعالى من ان يقرأ اية من كتاب الله نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثنا موسى ابن ايوب الانطاكي قال حدثنا عتاب ابن بشير عن خصيف قال مكتوب في التوراة يا موسى لا تخاصم اهل الاهواء يا موسى لا تجادل اهل الاهواء فيقع في قلبك شيء فيرضيك فيدخلك النار. وهذا الخبر وهو من اه الاسرائيليات لكن الاهواء موجودة في كل الامم الاهواء موجودة في كل الامم ولا يزال انبياء الله تبارك وتعالى واتباعهم بحق يحذرون الناس من الاهواء والاراء التي تصادم بها او يصادم بها وحي الله تبارك وتعالى وتنزيله. وانما نشأت البدع ضلالات والانحرافات في الامم بسبب الاهواء. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة افترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق على هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة هذا الافتراق كله في الاهواء وبسبب الاهواء نعم قال رحمه الله تعالى قال زهير سمعت احمد بن حنبل رحمه الله يقول سمعت مروان ابن شجاع يقول سمعت عبد الكريم الجزري يقول ما خاصم ورع قط في الدين هذا الاثر عن عبد الكريم الجزري يقول ما خاصم ورع قط في الدين لان الورع مبني على صيانة الدين وحفظه والرعاية له والخصومة فيها مخاطرة بالدين. وهي ولا شك تتنافى مع الورع. وما ينبغي ان يكون عليه المرء من صيانة لدينه ورعاية لايمانه. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير قال اخبرنا ابو خالد قال حدثنا سفيان عن عمرو يعني ابن قيس قال قلت للحكم كم ما اضطر الناس الى الاهواء؟ قال الخصومات قوله ما اضطر الناس الى الاهواء اي ما الذي اوصلهم اليها وجعلهم يقعون فيها ويكونون من اهلها ما الذي اضطرهم؟ مع ان الحق واضح وبين وظاهر ومعالمه بينة ما الذي الذي اضطرهم الى هذه الاهواء واوقعهم فيها وصاروا من اهلها قال الخصومات الخصومات اي في الدين والخصومة في الدين اي جعل الدين غرضا للخصومات يورث الاهواء ويترتب عليه نشأة البدع وحدوثها. ومما يعرف في كتب المقالات واسباب نشأة الفرق ان عددا منها نشأ في الخصومة بمعنى ان آآ ان من نشأت على يديه البدعة اراد اولا الرد على بدعة قائمة اراد الرد على بدعة قائمة فرد عليها ببدعة اخرى وصارت مذهبا له وصارت مذهبا له والبدعة نفسها يختصم اهلها فيها فيتوالد منها بدع وهذا معروف في كتب المقالات وكتب الفرق تجد ان البدع تنشأ على خطين خط ولد من البدعة نفسها بسبب الخصومة بين اهل تلك البدعة في البدعة نفسها والخط الاخر مضاد لها في مساق الرد عليها وابطالها ولكن ببدعة اخرى ولكن ببدعة اخرى فالبدع في نفسها تتوالد وايضا يتوالد بدع اخرى مناقضة لهذه البدعة على خط النقيض لها تكون مثلا البدعة في جانب الافراط فتنشأ بدعة اخرى مقابلة لها في جانب التفريط نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا محفوظ ابن ابي توبة قال حدثنا محمد ابن بشر العبدي عن زياد ابن كليب اذ قال قال ابو حمزة لابراهيم يا ابا عمران اي هذه الاهواء اعجب اليك؟ فاني احب ان اخذ برأيك واقتدي بك قال ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير وما هي الا زينة الشيطان وما الامر الا الامر الاول وهذا جاء مستنصحا يسأل اي الاهواء خير؟ يعني هذه الاهواء التي بين الناس ايها خير ايها افضل ايها اعجب قال ابو حمزة لابراهيم يا ابا عمران اي هذه الاهواء اعجب اليك؟ يعني ايها امثل ايها افضل ايها اقرب الى نفسك فاني احب ان اخذ برأيك واقتدي بك وهذا فيه اهمية الاستشارة استشارة من يعرف بالفضل والنبل والبصيرة في دين الله سبحانه وتعالى قال ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير الاهواء كلها شر الشاهد ذلك قول نبينا عليه الصلاة والسلام وكل بدعة ضلالة ولم يستثني عليه الصلاة والسلام قال وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ولهذا قال رحمه الله ما جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير اي كلها شر. وكلها مضرة على اه اهلها قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي خير في عمل ينصب فيه صاحبه ويتعب ويجد ويجتهد ثم يرد عليه ولا يقبل منه قال وما هي الا زينة الشيطان اي تزيين الشيطان افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا اي هذا من تزيين الشيطان لهؤلاء. زين في اه اعينهم هذه البدع فاستحسنوها وفضلوها على ما صحت به الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال ما الامر الا الامر الاول وما الامر الا الامر الاول. اي ما الامر الاول اي ما كان عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه وهذا مستفاد من احاديث منها حديث الافتراق. قال وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة فسألوه عليه الصلاة والسلام من هم؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. هذا هو الامر الاول. الامر الاول هو ما كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا عمر ابن ايوب قال حدثنا محفوظ قال حدثنا ابراهيم ابن خالد الصنعاني قال حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه ان رجلا قال لابن عباس رضي الله عنهما الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. قال فقال ابن رضي الله عنهما الهوى الهوى ضلالة الهوى كله ضلالة. هذا الرجل قال لابن عباس رضي الله عنهما الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. هذا خطأ في التعبير. يعني هو اراد ان يذكر نعمة الله عليه بان بانه لزم نهج ابن عباس ونهج الصحابة وطريقتهم لكن قاف التعبير قال اللهم الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم اراد ان نهجنا على نهجكم ومسلكنا وفق مسلككم يحمد الله على هذه اه النعمة فقال ابن عباس رضي الله عنهما الهوى كله ضلالة الهوى كله ظلالة. لان الدين ليس اهواء الدين اتباعا الدين اتباع شرع الله ووحيه وتنزيله سبحانه وتعالى الدين ليس اهواء الاهواء كلها ضلالة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الفريابي قال حدثنا العباس ابن الوليد ابن مزيد قال اخبرني ابي قال سمعت الاوزاعي يقول عليك باثر من سلف وان رفظك الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوا لك بالقول. وهذا الاثر عن الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى فيه تحذير من الاهواء والا يغتر بزخرف القول وتزينا الكلم عند اهل الاهواء. لا يغتر بذلك وان على المرء ان يلزم الاثر فان من لزم الاثر فهو على الطريق على الجادة. قال عليك باثر من سلف وان رفضك الناس وان رفظك الناس اي وان لم اه يقبل منك الناس او لم يرظى عنك الناس التمس باتباعك للاثر رضى الله وان سخط عليك الناس وان سخط عليك الناس قال وان رفظك الناس اي وان سخطوا وان سخطوا عليه. قال واياك واراء الرجال وان لك بالقول اي زينوا لك ارائهم بالقول اي بالالفاظ الجميلة والعبارات المزخرفة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا محمد بن واسع قال رأيت صفوان بن محرز واشار بيده الى ناحية من المسجد وشببة قريب منه يتجادلون فرأيته ينفض ثوبه وقام وقال انما انتم جرم انما انتم جرم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن محمد ابن واسع قال رأيت الصفان ابن محرز واشار بيده الى ناحية من المسجد وشبيبة او وشببة قريب منه يتجادلون. اي عندهم خصومة في الدين. وهذا امر ذمه اه السلف رحمهم الله تعالى احذروا منه فرأيته ينفض ثوبه اي منكرا صنيعهم وفعلتهم وقام يقول انما انتم جرم انما انتم جرب اي مصابون بداء اعطبكم واعاقكم عن الاقبال على دين الله سبحانه وتعالى واوقعكم في الاشتغال بهذه الخصومات التي لا تثمر في اهلها الا الوقوع في الاهواء والتعصب للاراء الباطلة. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال حدثنا عبد الله ابن قال اخبرنا ابو الحكم قال اخبرنا موسى ابن ابي كردم وقال غيره ابن ابي درم عن وهب ابن منبه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون فترتفع اصواتهم فقال ابن عباس رضي الله عنه منهما انطلقوا بنا اليهم فانطلقنا حتى وقفنا فقال لي ابن عباس رضي الله عنهما اخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب عليه السلام وهو في حالة بلاءه قال وهب فقلت قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله وذكر الموت ما تكل لسانك ما يكل ما يكل لسانك اي ما يجعل لسانك يكل احسن الله اليك. قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجتك. يا ايوب اما علمت ان لله تعالى عبادا اسكتتهم خشية الله خشية الله خشية الله من غير عي ولا بكم. وانهم لهم النبلاء الفصحاء الطلقاء الالباء العالمون بالله وايامه ولكنهم اذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم وكلت السنتهم وطاشت عقولهم طولهم واحلامهم فرقا من الله تعالى وهيبة له. فاذا استفاقوا من ذلك استبقوا الى الله بالاعمال الزاكية. لا يستكثرون لله الكثير ولا يرظون له بالقليل يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين وانهم لانزاهم ابرار ومع المظيعين المفرطين وانهم لاكياس اقوياء ناحلون دائبون يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرضى خلطوا وقد خالط القوم امر عظيم قال حدثنا ابو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال حدثنا محمد بن حسان بن بن حسان بن فيروز الازرق قال حدثنا عبدالمجيد بن عبدالعزيز ابن ابي رواد قال حدثني موسى ابن ابي ادرم عن يوسف يعني ابن ماهك عن ابن عباس رضي الله عنهما انه بلغه عن مجلس في ناحية في بني سهم فيه شباب من قريش يختصمون وترتفع اصواتهم. فقال ابن عباس رضي الله عنهما لوهب ابن منبه انطلق بنا اليهم قال فانطلقنا حتى وقفنا عليهم فقال ابن عباس رضي الله عنهما لوهب ابن منبه اخبري القوم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب عليه السلام وهو في بلائه فقال وهب قال الفتى يا ايوب لقد كان في عظمة الله تعالى وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك يكسر ويكسر حجتك. افلم تعلم يا ايوب ان لله عبادا اسكتتهم خشية الله خشية الله من غير عي ولا بكم. وان انهم لهم الفصحاء الطلقاء العالمون بالله وايامه. ولكنهم اذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم وكلت السنتهم كلت احلامهم فرقا من الله تعالى وهيبة له. حتى اذا استفاقوا من ذلك ابتدروا الى الله تعالى بالاعمال الزاكية. لا يستكثرون لله الكثير ولا يرظون له بالقليل ناحلون ذائبون يراهم الجاهل فيقول مرضى. وقد خلطوا وقد خالطوا القوم امر عظيم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر ان عن وهب ابن المنبه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون فترتفع اصواتهم يختصمون آآ اي تشتد الخصومة بينهم لدرجة ان شدة هذه الخصومة يترتب عليها ارتفاع الصوت وارتفاع الصوت يكون عند اشتداد الخصومة ارتفاع الصوت يكون عند اشتداد الخصومة واذا بدأ المتخاصمون بالتلفظ الالفاظ غير اللائقة فهذا ايضا اشد اشد في الخصومة ولهذا تبدأ الخصومة بشيء يسير ثم يعلو الصوت ثم تأتي الالفاظ التي لا تليق ثم تقع الفرقة تقع الفرقة والشحناء والتباغم وهذه الخصومات فيها شر على الناس ومضرة ولهذا كان السلف رحمهم الله تعالى يحذرون منها لما ترتب عليها من اضرار ومفاسد ونسوء الاهواء والتعصب للاراء ووقوع الفرقة والعداوة والبغضاء الى غير ذلك فقال ابن عباس انطلقوا بنا اليهم. اي اراد رضي الله عنه مناصحتهم وتحذيرهم من ذلك فانطلقنا حتى وقفنا فقال لي ابن عباس اي قال لوهب اخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب عليه السلام وهذا الكلام الذي ذكره كلام مرسل يعني هو من من ما يروى عن بني اسرائيل ويحدث به عنهم والكلام المذكور من حيث المعنى معناه حسن معناه حسن والاثر نفسه ايضا في اه اسناده كلام لكن حتى لو ثبت الاسناد فيبقى بين وهب وايوب عليه السلام مسافات طويلة فهو كلام مرسل ومما يروى عن عن بني اسرائيل قال اخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به ايوب عليه السلام وهو في حالة بلاءه. ومعلوم ان ايوب عليه الصلاة والسلام مسه الضر واشتد به اه البلاء عليه السلام قال اخبرهم بكلام الفتى الذي كلم به ايوب قال وهب فكنت قال الفتى يا ايوب اما كان في عظمة الله وذكر الموت اما كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجتك اما كان في عظمة الله اي في ذكر عظمة الله في ذكر عظمة الله واستشعار عظمته سبحانه وتعالى ووذكره بالعظمة والجلال والكبرياء جل في علاه وذكر الموت الذي في مفارقة هذه الحياة الدنيا والانتقال الى الدار الاخرة. مفارقة هذه الدنيا باتعابها واوجاعها والامها وغير ذلك الى الدار الاخرة بنعيمها الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهل طاعته والايمان به سبحانه قال ما يكل لسانك اي يجعل لسانك يكل ويقطع قلبك اي فرقا وخوفا ويقطع قلبك ويكسر حجتك يا ايوب اما علمت ان لله تعالى عبادا اسكنتهم خشية الله من غير عي ولا بكم. اسكنتهم اي كانوا من اهل السكينة والطمأنينة وقلة الكلام وليس قلة كلامهم من عجز عن الكلام وعدم قدرة على الكلام وانما من اه ما قام في قلوبهم من الورع والخوف وخشية الله سبحانه وتعالى. قال من غير عي ولا بكم ليس عندهم عي عدم قدرة على الكلام وليس فيهم بكم لا يتكلمون لكن الذي منعهم من الكلام خشية الله سبحانه وتعالى خشية الله جل وعلا. قال وانهم لهم النبلاء اي في عظيم آآ اخلاقهم وكريم ادابهم والفصحاء اي في طلاقة منطقهم وحسن بيانهم ليس فيهم عي ولا عدم قدرة على كلام بل هم فصحى والطلقاء اي الاحرار من رق الشهوات والاهواء والالبان اي في زكاة عقولهم ذكائهم وحسن فطنتهم العالمون بالله وايامه وتروى واياته ومن كان بالله يعرف كان منه اخوف انما يخشى الله من عباده العلماء ولكنهم اذا ذكروا عظمة الله تقطعت قلوبهم وكلت السنتهم وطاشت عقولهم واحلامهم فرقا اي خوفا من الله وهيبة له فاذا استفاقوا من ذلك استبقوا الى الله بالاعمال الزاكية استبقوا اي تسابقوا وسارعوا الى الاعمال الزاكية لا يستكثرون لله الكثير ولا يرظون له يعني اذا قام الواحد منهم بالاعمال كثيرة لا يراها كثيرة لا يستكثر كثيرا بل كل ما يقدمه من عمل يرى انه قليل بما ينبغي ان يكون عليه من عبادة لله حق العبادة ولا يرظون له بالقليل لا يرضون له ولهذا هم في دأب على على الاستكثار من الاعمال الصالحة المقربة الى الله يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين وانهم لانزاهم ابرار اخيار يعني مع حسن عبادتهم واستقامة مسلكهم يعدون انفسهم مقصرين اه مفرطين. مثل ما قال الحسن قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة. احسانا في العمل ومخافة من ان يرد العمل ولا يقبل يعدون انفسهم مع الظالمين الخاطئين وانهم لانزاههم ابرار اخيار ومع المظيعين اي ويعدون انفسهم مع المظيعين المفرطين وانهم اقوياء ناحلون دائبون اي في العبادة يراهم الجاهل فيقول مرضى يراهم الجاهل فيقول مرظى وليسوا بمرضى يراهم الجاهل ويقول مرضى وليسوا بمرضى. وقد خولطوا اي ويقول الجاهل حين يراهم قد خلط القوم يراهم فيقول مرضى ويراهم فيقول قد خولطوا يقال خولط الرجل في عقله اي اصابه شيء من الخبل. خلق الرجل في في عقله اي اصابه آآ شيء من الخبل او عقله او شيء في في عقله شيء من الاختلال يقالط يقال خولط يراهم الجاهل ويقول خولطوا اي في عقولهم شيء فيها شيم الخلل قال وقد خالط القوم امر عظيم قد خالط القوم امر عظيم اي ليس كما يظن فيهم وانما الذي فيهم خوف الله وخشية الله سبحانه وتعالى الذي بعده هو نفس الاثر ساقه بطريق اخرى لكن الاسناد فيه مقال وايضا رواية وهب اللي عن هذا الفتى الذي يحدث آآ ايوب عليه آآ عليه السلام والذي آآ يسلي ايوب في في في مصابه وشدته وبلواه بين وهب وذلك الفتى مفاوز فهذا من الاخبار التي تروى تروى عن بني اسرائيل وايضا في في النفس شيء من كون آآ فتى يحدث نبي الله يحدث نبي الله بمثل هذه المعاني آآ يوصيه في النفس شيء من ذلك والله تعالى اعلم نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير قال حدثنا ابو حذيفة الصنعاني قال حدثني عبد الصمد ابن معقل انه سمع وهبا يقول دع المراء والجدال عن امرك. فانك لا تعجز احد رجلين رجل هو اعلم منك فكيف تماري وتجادل من هو واعلم منك ورجل انت اعلم منه فكيف تماري وتجادل من انت اعلم منه ولا يطيعك فاقطع ذلك عنك اعد دع المراء دع المراء والجدال عن امرك. فانك لا تعجز احد رجلين رجل هو اعلم منك. فكيف تماري وتجادل من هو اعلم منك ورجل انت اعلم منه فكيف زماري وتجادل من انت اعلم منه اعلم منه ولا يطيعك. فاقطع ذلك عنك ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن وهب ابن منبه رحمه الله وهو من التابعين يقول دع المراء والجدال عن امرك اي لا تشتغل بالجدال المراء فانك لا تعجز احد رجلين اي لا تخلو في مرائك ومجادلتك مجادلتك من ان تكون مجادلا لاحد رجلين اما رجل هو اعظم هو اعلم منك اعلم منك فكيف تماري وتجادل من هو اعلم منك اي اعلم منك ببصيرة وفهما ودراية بالدين ورجل انت اعلم منه الحالة الثانية رجل انت اعلم منه فكيف تماري وتجادل من انت اعلم منه ولا يطيعك ولا يطيعك لان لانه هو في ممرات ومخاصمة معك لا يطيعك فاقطع ذلك عنك يعني في كلتا الحالتين اه ممراتك لا ثمرة لها ممراتك لا ثمرة لها ان جادلت من هو اعلم منك فهو اعلم والحجة عنده اقوى والبرهان عنده اوعب واوسع مما عندك وان كان اقل منك وفي الوقت نفسه يجادلك ويماريك لا يطيعك ولا يأخذ عنك ما عندك من علم ما اصبح لمماراته لك ثمرة فانت في اه كلتا الحالتين الخير لك ان تدع المماراة. ان تدع المماراة ان كان اعلم منك تحرص الاستفادة من علمه بالادب والخلق والخلق والبعد عن الجدال والممرات وان كان اقل منك علما تحرص على افادته ونفعه باللطف والاحسان ولا تدخل معه في جدال وخصومة اراد ونسأل الله الكريم ان يعيذنا اجمعين من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يؤلف بين قلوبنا وان يصلح ذات بيننا وان يهدينا سبل السلام. وان يخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من علمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا