الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر النهي عن المراء في القرآن قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود السجستاني قال حدثنا ابو الطاهر احمد بن عمرو قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني سليمان ابن بلال عن محمد ابن عمرو عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مراء في القرآن كفر. قال وحدثنا ابو حفص عمر بن ايوب السقطي قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن سعد ابن ابراهيم عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المراء في القرآن كفر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة باب ذكر النهي عن المراء في القرآن. اي لما جاء في الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم ذلك والتحذير منه بل جاء كما في الحديث الاول الذي ساقه رحمه الله تعالى في هذه الترجمة ان المراءة في القرآن كفر والمراد بالمراء اي الجدال وآآ الخصومة في القرآن او في ايات في القرآن المفضي الى الشك او الجحود او اعتقاد الباطل فهذا المراء الذي هذا وصفه الذي يؤدي بصاحبه الى الشك في شيء من القرآن او الجاحد لبعض ايات القرآن او الرد لبعض احكام او الاعتراض على شيء منها او اعتقاد الباطل او نحو ذلك فهذا كله كفر كمساته الحديث الاول الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قال ذكر النهي عن المراء في في القرآن. المراء في القرآن ان يماري ان يماري في ايات القرآن يجادل ويخاصم في ايات الله تبارك وتعالى بالباطل فهذا جاءت النصوص في في ذمه والتحذير منه. ولا يدخل في ذلك التفقه في السؤال عن معانيه والمدارسة دلالاته والتعرف على هدايات القرآن لا يدخل وانما المراد المماراة الجدل والخصومة والمغالبة الحرص على المغالبة وما كان مفضيا الى ضلال وباطل وسكن وجحود واعتقادا للباطل المراء له اثره على القلوب يغير القلوب. وآآ يؤثر على النفوس ويوجد البغظة والشحناء. ولهذا جاءت الشريعة ذمه التحذير منه واخطر ما يكون هذا المراء عندما يكون مراء في القرآن كلام الله سبحانه وتعالى الذي انزله الله عز وجل ليهتدي العباد بهداياته وينتفع بيناته لا ان يختصموا فيه. ويتجادل فيه بالباطل او يتجادل فيه جدالا يفضي بهم الى اه الشك او الجحود لبعض ايات اه القرآن فهذا كله من الضلال المبين اورد رحمه الله تعالى من طريقين هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مراء في القرآن كفر والمراد بقوله مرارا في القرآن اي الجدل والخصومة في القرآن التي تفضي الى الشك او الجحود او اعتقاد الباطل فهذا كفر بالقرآن والكفر بالقرآن كفر بمنزل سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا الفريابي قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ابو عمران الجاوني قال كتب الي عبد الله بن رباح الانصاري اني سمعت عبد الله ابن انني سمعت عبد الله ابن عمرو يقول هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما اذ سمع صوت رجلين ان اختلفا في اية من القرآن فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال انما هلك من كان ابلغكم انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب. اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث قال ابو عمران الجوني قال كتب الي عبد الله بن رباح الانصاري اني الانصاري اني سمعت عبدالله بن عمرو يقول هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هجرت اي جئت مبكرا في الصباح الباكر هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما اذ سمع صوت رجلين اختلفا في اية من القرآن. اذ سمع صوت رجلين اختلفا في اية من القرآن. اي حصل منهما اه في اية. والاختلاف في الغالب من جهة ان احد له ما يثبت والاخر ينفي. احدهما يثبت والاخر ينفي. وهنا ينبغي ان يتنبه وهو امر نبه عليه اهل العلم ان الاشكال والخلل في الغالب يأتي من جهة النفي لان احاطة الانسان بما يثبته ايسر من احاطته بما فيه احاطة الانسان بما يثبته ايسر. ان يثبت شيئا لعلمه به ايسر من ان ينفي لان باب باب النفي ليس بابا هينا يحتاج الى سعة في العلم والسعة في الاطلاع. والسعة ايضا في الاستحضار. قد ينفي مثلا الانسان حكما ويكون وقت النفي ليس مستحضرا. للحكم او ليس مستحظرا اه الدليل او يكون على جهل به. وعدم معرفة. فمن الخطير ان يكون الانسان هذا لم يثبت فيه شيء او هذا لا دليل عليه. او هذا لا لم يأتي حديث في عليه باب النفي باب خطير جدا ولهذا قال العلماء اكثر ما يقع الجهل وآآ اكثر وما يقع على الخطأ في باب النفي. في في مجالس الخصومة مجالس الخصومة والجدل اكثر ما يقع الخطأ في باب النفي. واقل من الاثبات. الاثبات في الغالب يثبت الانسان شيء يعلمه يقول حكم كذا والدليل كذا. لكن ان يقول القائل في باب الجدل هذا لا دليل عليه هذا لم يثبت فيه دليل. هذا باب خطير جدا حتى لو كان الانسان على اطلاع واسع وبحث في المسألة ينبغي اذا احتاج الى النفي اضطر اليه ان يقول فيما اعلم فيما اطلعت عليه حسب علمي قد يكون هناك شيء لم اطلع عليه يبري ذمته اما ان يجزم جزما انه لم يثبت فيه شيء ولم يدل دليل عن قصور باع وقلة علم هذي مصيبة عظيمة وكثيرا ما يقع الخلل من هذا الباب من هذا الباب فيحصل في ذلك الجحود وشك ومعاني قد تفضي بالانسان الى الباطل ولربما للكفر والعياذ بالله. كما مر معنا في الحديث الذي رأوا في فالقرآن كفر. سمع صوت رجلين اختلفا في اية. في اية من القرآن فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ان يظهر على وجهه عليه الصلاة والسلام الغضب. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام. انه ما لنفسه قط. واذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء. عليه الصلاة والسلام فقال انما هلك من كان قبلكم. باختلافهم في الكتاب انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب. هذا ذكره عليه الصلاة والسلام تعليلا للغضب الذي رؤي وظهر على وجهه عليه الصلاة والسلام. قال انما هلك من كان قبل لكم باختلافهم في الكتاب فعلل عليه الصلاة والسلام ما كان منه من غضب بان الاختلاف في الكتاب سبب لهلاك من قبلنا. سبب لهلاك من قبلنا. واذا كان سببا لهلاكهم وجب علينا ماذا؟ ان نحذر من هذا الامر الذي كان سببا لهلاك من قبلنا ان نحذر من ذلك اشد الحذر حتى لا نهلك كما هلكوا. حتى لا نقع في الهلاك كما وقعوا فيه. فكان سبب من قبلنا اختلاف في الكتابة الكتاب المنزل. والكتاب المنزل انما انزل لتأترف عليه القلوب وتجتمع على الحق فهو يجمع ويؤلف وآآ يترتب على فهمه وعقل دلالاته حصول الرحمة والشفقة ومحبة الخير. اما ان يختلف الناس في القرآن ويختصمون ويتجادلون ويتفرقون يتنازعون ويكونون احزابا متفرقين ما انزل لهذا القرآن. القرآن انزل لتجتمع القلوب به على طاعة الله ومحبته واتباع شرعه سبحانه وتعالى. فهذه الخصومات التي يترتب عليها اه الشك يترتب عليها الجاحد يترتب عليها الرد لبعض المعاني يترتب عليها القول في في الله وفي دينه وفي شرعه بالمجازفة هذا لا دليل عليه هذا فلم يثبت الى اخره هذا من اخطر ما يكون وهو كان سببا هلاك من قبلنا فوجب علينا ان نحذر من ذلك اشد الحذر. نعم. قال رحمه الله تعالى لا حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الوسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا عبد الرزاق قال معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون في القرآن فقال انما هلك من كان قبلكم بهذا ظربوا كتاب الله عز وجل بعظه ببعظ. وانما كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا به. وما جهلتموه فكلوه الى عالمه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون في القرآن يتدارؤون اي يختلفون ومنه قوله تعالى فادارأتم فيها يتدارؤون يختلفون يختلفون في القرآن نظير ما تقدم معنا في اه الحديث الذي قبله اختلفا في اية قال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب يتدارؤون في القرآن يختلفون في اه القرآن. فقال انما هلك من كان قبلكم بهذا. انما هلك من كان قبلكم بهذا اخبار يتضمن معنى التحذير والانذار اخبار يتضمن معنى التحذير والانذار. انما هلك من كان قبلكم بهذا اي فاحذروا ان تهلكوا هذا كما هلكوا به احذروا من هذا الاختلاف الذي كان سببا لهلاك من كان قبلكم ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض. ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض. هذا الضرب المشار اليه في قوله ظربك كتاب الله بعضه ببعض مضمونه الايمان باية وبمدلولها وعدم الايمان باية اخرى. لظهور تعارض عنده بين الايتين. لظهور تعارض عنده بين الايتين. فتجده يرد اية ويكون في رد لها ضربها بالاية الاخرى ضربها بالاية الاخرى لان مضموم ضرب الكتاب بعضه ببعض قبول اية ورد اخرى وتكون الاية المردودة ردها بظربها بالاية الاخرى بادعاء انها معارضة هذه الاية فلا فيترتب على ضرب الكتاب بعضهم بعض جحد بعض الكتاب. جحد بعض الكتاب وكلام الله سبحانه وتعالى كلام احكمت اياته. وكلامه سبحانه وتعالى كله متشابه كتابا متشابها. اي متجانسا يؤيد بعضه بعضا ولا يعارض بعضه بعضا لا يأتيه الباطل. لا يأتيه التضاد والتعارض. نعم التضاد والتعارض في كلام البشر ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما كتاب الله سبحانه وتعالى فهو مصون سليم من ذلك كله منزه من ذلك كله فكان هلاك من كان قبلنا في كتبهم المنزلة عليهم بان ضربوا الكتاب بعضه ببعض. فنشأ عن ذلك ما ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم بقوله يؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض انهم ضربوا الكتاب بعضه ببعض فقبلوا بعضه وردوا بعضه وزعموا زعموا ان الذي ردوه ماذا؟ معارظا للذي قبلوه ومصادما له. قال وان انما كتاب الله يصدق بعضه بعضا. وانما كتاب الله يصدق بعضه بعضا. كما قال الله كتابا متشابها. ومعنى متشابها اي متجانسا ليس في ليس في اياته تعارض او تناقض او تظاد بل يصدق بعظهم اعظم ويؤيد بعضه بعضا وانما كتاب الله يصدق بعضه بعضا. يصدق بعضه بعضا اي يؤيد بعضه بعضا ليس فيه تعارض وليس فيه تناقض اذا ظهر للانسان تعارض بين ايتين هذا في فهمه. لا في حقيقة مدلول بالايتين القرآن لا لا يعارض بعضه بعضا. ولا يناقض بعضه بعضا بل يؤيد بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا قال فلا فلا تكذبوا بعضه بعض. فلا تكذبوا بعضه ببعض لا تكذبوا بعض القرآن ببعض اي لا تردوا بعض اياته زعما منكم وادعاء انها تعارظ ايات اخرى فلا تكذبوا بعضهم ببعض. فما علمتم منه فقولوا به ما علمتم منه فقولوا به اي اعملوا بما علمتم منه وقولوا به وما جهلتم فكلوه الى عالمة. الجهل يكون في الايات المتشابهة المتشابهة المعاني كما قال الله سبحانه وتعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاذا اشتبه على المعنى اذا اشتبه المرء المعنى في اية ما لا يعترض. لا يعترض ولا ولا يجعلها معارضة. لاية اخرى مناقضة لها ثم يتوطأ حينئذ في نفسه رد الاية او رد معنى الاية او رد مضمونها هذي مصيبة عظيمة جدا ان يرد بعض القرآن ولو اية ولو حرفا واحدا من كتاب الله سبحانه وتعالى. فما دمتم منه فقولوا به. وما جهلتم فكلوه الى عالمه. وما جهلتم فكلوه الى عالمه. اي يقال فيه الله اعلم. يوكل علمه الى عالمه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما راوي هذا الحديث قال كما في بعض مصادر التخريج عقب رواية هذا الحديث قال فما اغبط نفسي كما اغبطها الا اكون في ذلك المجلس. الا اكون في ذلك المجلس اي الذي اغضب الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله تعالى وهذا وهذا يستفاد منه. يستفاد منه ان مثل هذه الاحاديث لابد ان يكون لها اثر في قلب طالب العلم. واذا كان قد عافاه الله سبحانه وتعالى وسلم لمثل تلك المجالس فهذا مما يغبط عليه ومما يغبط نفسه عليه وان كان مبتلى بشيء من هذه المجالس فليتدارك نفسه. وليلحقها لئلا تكون من الهالكين نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا موسى بن عبيدة قال اخبرنا عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمر رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا المراء في القرآن فان الامم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا في القرآن وان المراء في القرآن كفر. ثم اورد رحمه الله تعالى حديث هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا المراءة في القرآن. فان الامم قبل هم لم يلعنوا حتى اختلفوا في القرآن. حتى اختلفوا في القرآن. المراد بقوله حتى اختلفوا في القرآن اي اختلفوا في كتابهم القرآني الذي يقرؤونه كتابهم الذي يقرؤونه المنزل على نبيهم. دعوا المراءة في القرآن فان الامم قبلكم لم يلعنوا لعنهم هذا هلاك وبمعنى ما تقدم انما هلك من كان قبلكم حتى اختلفوا في القرآن حتى اختلفوا في القرآن اي اختلفوا في كتابهم. وان المراءة في القرآن كفر وان المراءة في القرآن الخصومة والجدل في القرآن بضرب ايات القرآن بعضهم ببعض او بالشك في بعض معاني القرآن او وزعم ان القرآن او بعض ايات متعارضة ومتناقضة فيقع في قلبه شك من دلالات القرآن وهدايات او جحد لبعض ايات القرآن فهذا كله كفر وموجب لهلاك المرء في دنياه واخراه نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر بن عبدالحميد قال حدثنا زهير بن محمد. قال حدثنا عبد الله ابن المبارك قال حدثنا سويد ابو حاتم عن القاسم ابن عبدالرحمن عن ابي امامة رضي الله عنه قال بينما نحن نتذاكر عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ينزع هذا باية وهذا باية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانما صب على وجهه الخل فقال يا هؤلاء لا تضربوا كتاب الله بعضهم ببعض فانه لن تضل امة الا اوتوا جدل نعم وهذا الحديث حديث ابي امامة هو بمعنى الذي قبله هو بمعنى الاحاديث التي قبله في النهي عن المراء والجدل في القرآن قال بينما نحن عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ينزع هذا باية وهذا باية. فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانما صب على وجهه الخل اي ظهر على وجهه الغضب صلوات الله والسلام عليه فقال يا هؤلاء لا تضربوا وكتاب الله بعظه ببعظ. فانه لم تظل امة الا اوتوا الجدل. ما ظل قوم بعد هدى ان كانوا عليه الا اوتوا الجدل مر معنا الحديث بذلك ثم تلا قول الله تعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم نعم. الحديث في اسناده ضعف لكنه في الجملة بمعنى ما تقدم. نعم. قال محمد بن الحسين الله تعالى فان قال قائل عرفنا هذا المراء الذي هو كفر ما هو؟ قيل له نزل القرآن نزل القرآن على رسول صلى الله عليه وسلم على سبعة احرف ومعناها على سبع لغات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم تخفيفا من الله تعالى بامة محمد صلى الله عليه وسلم. فكانوا ربما اذا التقوا يقول بعضهم لبعض ليس هكذا القرآن وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيب بعضهم قراءة بعض فنهوا عن هذا وقيل لهم اقرأوا كما علمتم ولا يجحد بعضكم قراءة بعض واحذروا الجدال والمراء فيما فيما قد علمتم؟ نعم هنا يعني طرح هذا السؤال وهي طريقة كما عهدنا مألوفة في توضيح المعاني رحمه الله تعالى قال فان قال قائل عرفنا هذا المراء الذي هو كفر عرفنا هذا الذي هو كفر ما هو؟ المتقدم اه بيان انه كفر في قول نبينا صلى الله عليه وسلم المراء في القرآن كفر لنا هذا المراء الذي هو كفر ما هو. قيل له نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة احرف انزل هذا القرآن على سبعة احرف وسيأتي بذلك اه بعظ الاحاديث قال ومعناه على سبع لغات. وكان نزول القرآن نزولا فيه تيسير للعباد فروعي في نزوله لهجات العرب. لهجات العرب فكان يعني نزل بسبعة احرف هذا النزول بسبعة احرف من باب التيسير. كانوا العرب متفرقين كل في جهته وكل قبيلة في نزل القرآن على سبعة احرف حتى يكون ايسر للحفظ. عندما يكون على هذه اللهجات لهجات العرب لكن لما قوي الاسلام واجتمع المسلمون تلاقوا فان في زمن عثمان رحمه رضي الله عنه وارضاه وبتأييد من الصحابة اقتصر على حرف واحد. اقتصر على حرف واحد وهو الذي كتب في اه مصحف عثمان الاحرف السبع ليست هي القراءة السبع. وانما السبع هي اللهجات. ويأتي مثلا في الكلمة الواحدة استعمالات. مثلا يقال في جهة اقبل ويقال في يجيها تعال وفي جهة يقال هلم وفي جهة ايت او نحو ذلك هذه لهجات فنزل على اللهجات العرب. لكنه اه في زمن عثمان لما اه حصل اتحاد المسلمين وتلاقيهم واجتماعهم جمعهم على هذا الذي كتب في مصحف عثمان واجمع على ذلك الصحابة رظي الله عنهم وارضاهم. ولهذا كان يحصل في زمن الصحابة رظي الله عنهم ان احدهم يقرأ القرآن ثم يسمع الى اخر يقرأ القرآن فيقول ما هكذا انزل القرآن ما هكذا اقرأ انا النبي عليه الصلاة والسلام. ما هكذا اقرأنا النبي عليه الصلاة والسلام فيأتي بالرجل الى كما سيأتي في ذلك بعض الاثار فاذا ترتب على ذلك رد شيء منزل فعلا هذا جهد ببعض ايات القرآن وجحد بعض ايات القرآن كفر قال قيل له نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة احرف ومعناه على سبع لغات انا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم. تخفيفا من الله الله تعالى بامة محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا ربما اذا التقوا يقول بعضهم لبعض ليس هكذا القرآن. وليس هكذا كذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيب بعضهم بعض قراءة بعض فنهوا عن هذا وقيل لهم اقرأوا كما علمتم ولا اجحد بعظكم قراءة بعظ واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلمتم. لكن هذا الذي ذكر رحمه الله تعالى هو وجه من الوجوه التي تدخل في قوله المراء في القرآن كفر. لان ثمة مراء اخر وهو داخل وهو المراءة في المعاني والدلالات هذا مراء في الالفاظ. مراء في الفاظ القرآن ميران في الفاظ القرآن لكن هناك مراء في معاني القرآن ودلالاته. وهداياته كان يدعى ان هذه الاية تناقض تلك ويضرب بعض القرآن ببعض ويرد بعض القرآن او نحو ذلك فهذا مرارا وما كان من المراء مفضيا الى الشك في بعض ايات القرآن او الجحد ببعض اياته او الاعتقاد الباطل المضاد القرآن الكريم فهذا كفر. فهذا كفر ثم اخذ رحمه الله تعالى يسوق الحجة فيما قاله بذكر بعض اخبار في هذا الباب تؤجل الى لقاء الغد نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما ان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين المسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما وتبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا