الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى والحجة في قال قائل فان قال قائل عرفنا هذا المراء الذي هو كفر ما هو؟ قيل له نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه سلم على سبعة احرف ومعناها على سبع لغات. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم تخفيفا من الله تعالى بامته بامة محمد صلى الله عليه وسلم. فكانوا ربما اذا التقوا يقول بعضهم لبعض ليس هكذا القرآن وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيب بعضهم قراءة بعض فنهوا عن هذا وقيل لهم اقرأوا اقرأوا كما علمتم ولا يجحد بعضكم قراءة بعض واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلمتم. والحجة فيما قلنا ما حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا ابو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا ابو بكر بن عياش قال حدثنا عاصم عن زر عن عبدالله قال قال قلت لرجل اقرئني من الاحقاف ثلاثين اية فاقرأني خلاف ما اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لاخر اقرئني من الاحقاف ثلاثين اية فاقرأني خلاف ما عن الاول واتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم فغضب. وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه عنده جالس. فقال علي الله عنه قال لكم اقرأوا كما علمتم. قال وحدثنا ايضا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا احمد بن سنان قطان قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه انه قال اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فدخلت المسجد فقلت افيكم من يقرأ؟ فقال رجل من القوم انا اقرأ. فقرأ السورة التي اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يقرأ بخلاف ما اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والرجل واذا عنده علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فقلنا يا رسول الله اختلفنا في قراءتنا فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فليقرأ كل رجل منكم ما اقرئ. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد لا نزال في باب بالمراء في القرآن. وما جاء في النصوص من ذم ذلك والتحذير منه. بل صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال المراء في القرآن كفر وسبق البيان ان المراء الذي يبلغ هذا الحد ما ترتب عليه وقوع الشك في شيء من القرآن او الجحد لبعض ايه او اعتقاد الباطل وما كان من الاعتقاد مناقضا القرآن. وكذلك بجحد شيء من حروف القرآن والفاظه. فهذا كله كفر. فهذا كله كفر لان الله سبحانه وتعالى انزل هذا القرآن هداية للعالمين ولتأتلف القلوب بهذا القرآن على طاعة رب العالمين. ولتستقيم احوال العباد ولهذا امروا ان اعتصموا بحبل الله. جميعا. والا يتفرقوا. فاذا انا هذا الاختلاف والمراء في كتاب الله عز وجل يترتب عليه الفرقة يترتب عليه تباين المعتقد او وقوع في شيء من كلام الله او الرد لشيء منه او نحو ذلك فهذا كله مع ما انزل القرآن من اجله. فالقرآن انزل هداية للعالمين وصلاحا العباد ثم لما ذكر رحمه الله تعالى شيئا من النصوص في ذم ان نرى في القرآن ولا سيما قول النبي عليه الصلاة والسلام المراء في القرآن كفر قال عرفنا هذا المراء الذي هو كفر ما هو؟ عرفنا هذا المراء الذي هو كفر ما هو؟ فبين ولعله اراد بذلك والله تعالى اعلم التمثيل. لا الحصر في ما ذكر. فذكر رحمه الله تعالى قول آآ النبي عليه الصلاة والسلام انزل هذا القرآن على سبعة احرف وبين ان المراد بالاحرف هنا السبعة ان ان الاحرف هنا سبع لغات من لغات العرب اي لهجاتهم. والعرب كانوا قبائل وكل قبيلة منفصلة عن الاخرى بعاداتها ولهجاتها وربما في كلمات كثيرة مستعملة عند قبيلة لا تكون مستعملة عند الاخرى. وربما لم يفهم من قيلت عنده هذه الكلمة حتى يستوضح. فمثلا بعضهم يقول مدية وبعضهم يقول سكين اذا قيل عنده هات المودية ما يدري. ولا سيما ان كان لاول مرة يسمعها. او مثلا تعال او اقبل او هلم او نحو ذلك فاول ما نزل القرآن نزل على سبعة احرف فكان النبي عليه الصلاة والسلام اذا لقن احدا القرآن لقنه بما يتناسب ويتوافق مع لهجته ولغته. هذا من باب التخفيف. من باب التخفيف يسير على العباد. فكلما لقن احدا القرآن لقنه على حسب لهجته فكان بعضهم اذا سمع احدا يقرأ القرآن على خلاف ما اقرأه النبي صلى الله عليه وسلم يقع في شيء في نفسه شيء. يقع في نفسه شيء من ذلك. فامروا ان يقرأ كل القرآن بما بحسب ما علم بحسب ما علم والا يختلف مع اخوانه. لان كلا علم بحسب لهجته. فاذا او اعترظ قد يرد شيئا ثابت. ومنزل. فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك وقال المراء في القرآن كفر. واشرت الى ان المراء في القرآن الذي هو كفر كما انه يتناول الجحد شيء من الالفاظ الفاظ القرآن فانه كذلك يتناول الجحد للمعاني. الجحد المعاني معاني القرآن والرد لشيء من مدلولات القرآن وهداياته والقرآن الفاظه ومعانيه كله كلام الله ليس كلام الله اللفظ دون المعنى ولا المعنى دون اللفظ. فمن رد اللفظ او رد المعنى فهو راد لكلام الله والرد لكلام الله كفر. والجحد لشيء من كلام الله كفر. واذا قبل الاية لفظا ورد مدلولها ومعناها هو جاحد لها. ان الجاحد يتناول هذا وهذا وكل منهما كفر. وكل منهما كفر. ولهذا الميراث في القرآن الذي هو كفر يتناول ما قد يكون من شك في شيء من القرآن الفاظه او معانيه او الجاحد كذلك او اعتقاد الباطل المصادم لما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى اول جرح شي من الفاظ القرآن فهذا كله كفر ثم اورد رحمه الله تعالى الحجة فيما ذكر فساق حديث عبدالله بن مسعود في ان النبي عليه الصلاة والسلام اقرأه من الاحقاف نعم عن عبد الله ابن مسعود قال قلت لرجل اقرئني من الاحقاف ثلاثين اية. فاقرأني خلاف ما اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت اقرئني من الاحقاف ثلاثين اية. فاقرأني خلاف ما اقرأني رسول الله اقرأني الاول. واتيت بهم ما النبي صلى الله عليه وسلم فغضب اي لهذا الاختلاف في القرآن رضي الله عنه عنده جالس فقال علي رضي الله عنه اقرأوا كما علمتم. اقرأوا كما علمتم وفي الرواية الاخرى قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فليقرأ فليقرأ كل رجل منكم ما اقرئ وآآ ايضا سبق الاشارة الى ان هذه الاحرف انتهت في زمن عثمان في المصحف الذي جمع الناس عليه باتفاق الصحابة على حرف واحد. جمعهم على حرف واحد لانه لما آآ قوي الاسلام وانتشر وشاع بين الناس وحصل التلاقي والاجتماع والائتلاف على الدين. وتحادث الناس وتحاورهم بينهم الامر الاول الذي انزل القرآن من اجله على سبعة احرف تخفيفا لم يعد له حاجة كما هي في في في الزمان الاول وقت النزول. فجمعهم عثمان رضي الله عنه على حرف واحد وهو المثبت في مصحف عثمان رضي الله عنه وارضاه وهذا حصل باجماع الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ان الاجري رحمه الله اشار ان من المراء الذي في القرآن والذي هو كفر الجحد لشيء من من الفاظ القرآن وهو كذلك كما قدمت يتناول ايظا الجحد لشيء من المعاني نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال اخبرنا ما لك بن انس عن الزهري عن عروة عن عبدالرحمن بن عبد القاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما اقرأها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأنيها فاخذت بثوبه فذهبت معه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة قان على غير ما اقرأتنيها فقال اقرأ فقرأ القراءة التي سمعتها منه فقال هكذا انزل هذا القرآن نزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه. ثم اورد حديث عمر رضي الله عنه في وفي مع هشام بن حكيم وهو بمعنى الذي قبله. كان عمر رضي الله عنه سمع هشاما يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على على غير ما اقرأها على غير ما يقرأها رضي الله عنه وارضاه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأنيها. يعني انا مستثبت تماما حيث تلقيتها من النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة. فاخذت بثوبه فذهبت معه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأت فقال اقرأ فقرأ القراءة التي سمعتها منه فقال هكذا انزل. يعني القراءة التي سمعها عمر بن هشام قال هكذا انزل ان هذا القرآن نزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه نزل على سبعة احرف. عرفنا ان الاحرف هنا المراد بها اللهجات تيسيرا. على العباد وتخفيفا في اول اه نزول القرآن في وقت نزول القرآن نزل على السبعة احرف تخفيفا للعباد. وبين العلماء ان قوله على سبعة احرف لا يلزم من ذلك ان كل كلمة ان كل كلمة نزلت على سبعة احرف بل قد تكون يعني بعض الكلمات نزلت على حرف واحد وبعضها على حرفين وبعضها على ثلاثة احرف. لكن الاقصى السبعة احرف. الحد الاقصى السبعة احرف فقد تتوافق. كثير من اه الكلمات وهذا الاصل قد تتوافق كثير من الكلمات ويحصل الاختلاف في احرف معينة. في احرف معينة قول عمر رضي الله عنه من سمعه على خلاف ما كان اقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعني هذا اختلاف في كل لفظ في هذه وانما في الفاظ معينة. في الفاظ اه معينة. سمعه يقرأها على خلاف ما انا اقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبي عليه الصلاة والسلام ان هذا القرآن نزل على سبعة احرف فاقرأوا ما تيسر منه. فاقرأوا ما تيسر منه. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى الا فصار المراء في القرآن كفرا بهذا المعنى. يقول هذا قراءتي افضل من قراءتك. ويقول الاخر بل قراءتي افضل من من قراءتك ويكذب بعضهم بعضا فقيل لهم ليقرأ كل انسان كما علم ولا يعب بعضكم قراءة غيره ولا يعب بعضكم قراءة غيره واتقوا الله واعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهه واعتبروا بامثاله واحلوا حلاله وحرموا حرامه البلاء هنا والمصيبة تأتي من هذا الامر لا يعب بعضكم قراءة غيره يعني اذا عاب قراءة غير هنا يأتي الاشكال لانه ان عاب قراءة غيره وكانت هذه القراءة من الاحرف المنزلة فيكون رد شيئا منزلا فيأتي فيأتي الاشكال و الخلل من هنا لا يعظ بعظكم قراءة غيره. واتقوا الله واعملوا بمحكمه. وامنوا متشابهة هذا ايضا متعلق المعاني معاني القرآن وكما قدمت يتناوله ما جاء من نهيا عن مرارا في القرآن. امنوا بمتشابهة. اي ما تشابه من اية قرآن اشتبه على الانسان ظنه معارظا بعظ الايات الاخرى او مصادما لها لا يعتقد شيئا من ذلك. او لا يقع في قلبه شك في كتاب الله ان فيه تعارض او نحو ذلك لان هذا يدخل في المعنى المتقدم المراءة في القرآن كفر. بل عليه ان اه يعمل بالمحكم وان يؤمن بالمتشابه لا يرد شيء من القرآن. حتى ما اشتبه عليه لا يرده فليؤمن بالقرآن يؤمن بكلام الله وبما جاء عن الله على مراد الله سبحانه وتعالى. وآآ الراسخون في العلم الراسخون في العلم نهجهم في المتشابه ان يردل المحكم فيزول. ولهذا قال العلماء التشابه الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهات. هو تشابه نسبي وليس مطلق. هو تشابه نسبي وليس مطلق. ولهذا اه جاء عن ابن عباس رظي الله عنه انه قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله. اي تأويل المتشابه والمراد بالتشابه اي في المعنى فالتشابه نسبي اي بالنسبة لبعض الناس اما من رسخ في العلم وفتح الله عليه في الفهم ورد المتشابه الى المحكم لم يبق متشابها من عنده؟ وكم من اية تكون في حق بعض الناس متشابهة لم يتضح له منها معنى وعند اخرين ممن رسخت اقدام في العلم واظحة وظوحا بينا لا اشكال فيها عنده. ولا اشتباه. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد ذكرت في تأليف كتاب المصحف مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه. الذي اجمعت عليه الامة والصحابة ومن بعدهم من التابعين وائمة المسلمين في كل بلد وقول السبعة الائمة في القرآن ما فيه كفاية. ولم احب ولم احب ها هنا وانما مرادي ها هنا ترك الجدال والمراء في القرآن فانا قد نهينا عنه. ولا يقول انسان في القرآن برأيه ولا يفسر القرآن الا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم او عن احد من الصحابة او عن احد من التابعين او عن امام من ائمة المسلمين ولا يماري ولا يجادل. فان اعد قد ذكرته. قد ذكرت في في تأليف كتاب المصحف مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي اجمعت عليه الامة والصحابة ومن بعدهم من التابعين وائمة في كل بلد قول السبعة الائمة في القرآن ما فيه كفاية. ولما ولم احب ترداده ها هنا انما مرادها هنا ترك الجدال والمراء في القرآن فانا قد نهينا عنه. ولا يقول انسان في القرآن برأيه ولا يفسر القرآن انا الا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم او عن احد من الصحابة او عن احد من التابعين او عن امام من ائمة مين ولا يماري ولا يجادل. نعم. هنا يعني اشار رحمه الله تعالى. الى انه في هذا الموضع راعى الاختصار واشار الى ان له في ذلك مصنف مفرد آآ سماه كتاب المصحف افرده في ذلك وجمع فيه اه من النقول والروايات والاخبار وتوسع في ذلك ولهذا راعى هنا في هذا الموضع راعى الاختصار بما يحقق المقصد مقصد الباب وهو النهي عن المراء في القرآن. ولهذا قال رحمه الله وانما مرادها هنا ترك الجدل. والمراء في القرآن فانا قد نهينا عنه. ولا يقول انسان في القرآن برأيه. ولا يفسر القرآن الا بما جاء به او ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم او عن احد من الصحابة او عن احد من التابعين او عن امام من ائمة المسلمين ولا يماري ولا يجادل ولا يماري ولا يجادل. وهذا النهج الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم وطالب العلم ان في كتاب الله عز وجل وفي فهم معاني القرآن لا يخوض في معاني القرآن برأيه المجرد او فكره وانما ينظر اولا فيما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من الاحاديث المفسرة والسنة شارحة للقرآن ثم ينظر آآ في الاثار المروية عن الصحابة الكرام رظي الله عنهم ثم تابعين ثم الائمة الذين لهم قدم صدق ورسوخ في العلم من ائمة الهدى ائمة السلف الله تعالى من اعتنوا في التفسير بالتفسير المأثور كالامام بن جرير الطبري ومن بعده الامام بن كثير وغيرهما من المفسرين اراحوا اهل العلم وطلابه في هذا الباب وجمعوا في الايات عند كل اية ما يتعلق بها من المروي سواء من احاديث حديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام او من الاثار والنقول عن الصحابة ومن اتبعهم باحسان. نعم. قال رحمه الله الله تعالى فان قال قائل فانا قد نرى الفقهاء يتناظرون في الفقه. فيقول احدهم قال الله تعالى كذا وقال كذا فهل يكون هذا مراء في القرآن قيل معاذ الله ليس هذا مراء فان الفقيه ربما ناظره الرجل في مسألة فيقول له على جهة والنصيحة حجتنا فيه قال الله تعالى كذا وقال النبي صلى الله عليه وسلم كذا على جهة النصيحة والبيان لا على جهة المماراة فمن كان قال هكذا ولم يرد المغالبة ولا ان يخطئ ولا ان يخطئ خصمه ويستظهر عليه اول ان يخطئ خصمه ويستظهر عليه سلم وقبل ان شاء الله كما ذكرنا في الباب الذي قبله. قال الحسن المؤمن لا يداري ولا يماري ينشر حكمة الله فان قبلت حمد الله وان ردت حمد الله. وبعد هذا فاكره الجدال والمراءة ورفع الصوت في المناظرة في الفقه الا على الوقار والسكينة. نعم هنا يعني يختم هذا الباب بالاشارة الى هذه المسألة وهي ان الفقهاء يتناظرون في المسائل الفقهية يقع بينهم مناظرات في المسائل الفقهية فاشار رحمه الله يعني جوابا على هذا السؤال هل يكون هذا مراء في القرآن هل يكون هذا من المراء في القرآن؟ فاشار رحمه الله ان ان هذه المناظرات اذا كانت مبنية على الادب مع النصوص كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام والتعظيم لها وعدم الجرأة على رد شيء منها وان يكون قصد المناظر آآ النصيحة وليس المغالبة قصده حصول الخير وتحقق الانتفاع لا الانتصار وان تعلو كلمته على الاخر وراعى في ذلك راعى في ذلك الادب في طريقة الحوار ولم يكن هناك آآ رفع اصوات وخصومات ولجج فان هذا لا يمنع لان هذا مسلك من المسالك التي يستظهر فيها الحق يستظهر فيها الحق. تنجلي فيها الاشكالات وتتحقق فيها الفائدة وبعض العلماء يعني اه كتبوا المسائل الفقهية على طريقة السؤال والجواب حوار كل ذلك تربية لطالب العلم على ضبط المسألة واتقانها وايضا ازالة الاشكالات التي قد تعرظ طالب العلم في في في الحكم المعين المراد بيانه فما كان من هذا القبيل فانه لا يكون داخلا. اما اذا اختل شيء من هذه الضوابط فيما يتعلق بالمناظرة فاصبح يناظر ليغالب يناضل ليشتهر ليعلو صوته يناظر ولو كان يعلم ان من نفسه انه على خطأ في قوله يناظر تعصبا لرأيه يناظر ولا يبالي في رد شيء من النصوص التي يريدها خصم او نحو ذلك فهذه كلها من المراء المذموم الذي جاءت النصوص بذمه والتحذير منه قول الحسن اي البصري رحمه الله المؤمن لا يداري ولا يماري ينشر حكمة الله فان قبلت حمد الله وان ردت حمد الله. نعم. قال رحمه الله تعالى وبعد هذا افأكره الجدال والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه الا على الوقار والسكينة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم. آآ ختم بهذا الاثر عن عمر ابن الخطاب اليه رضي الله عنه آآ ضعيف لكنه تضمن معاني آآ مهمة في باب الادب ادبي العلم واداب طالب العلم. قال تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم. تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم. اي ان طالب العلم ان طالب العلم كما انه ينبغي ان يحرص على العلم ينبغي ان يحرص مصاحبا عنايته بالعلم على اداب العلم. ومن ذلكم ان يكون طالب العلم على على سكينة وعلى حلم ووقار ومراعاة لاداب طالب العلم حتى قال عبد الله بن مبارك كاد ان هنا الادب ثلثي العلم لعظيم مكانته. والادب عنوان فلاح صاحبه. ونجاحه في طلبه علمه في حياته كلها. واذا ذهب عن طالب العلم ادب العلم ذهبت عنه بهجة العلم ونوره ولهذا كما انه ينبغي على طالب العلم ان يعنى بتعلم العلم نفسه ايضا يتعلم معه اداب العلم من السكينة والوقار والحلم والاناة ونحو ذلك من الاداب الرفيعة والاخلاق العظيمة. ومن ذلكم ايضا التواضع قال وتواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من من تعلمونه اي تواضع بين تواضع متبادل بين آآ العالم والمتعلم العالم والمتعلم كل منهما يتواضع اه الاخر ومن تواضع لله سبحانه وتعالى رفعه يتواضع لاخوانه لله عز وجل مخلصا. لان التواضع ايضا مثل غيره من الاعمال قد يتواضع للاخرين رياء وقد يتواضع لله سبحانه وتعالى وطلبا للرفعة من الله عز وجل ومن تواضع لله رفعه. قال ولا تكونوا جبابرة العلماء ولا تكونوا جبابرة العلماء. يعني لا تكون حالكم مع العلم حال الجبابرة يعني يتعاملون مع الناس باستعلاء وترفع عليهم وتكبر ونحو ذلك من فعل الجبارين لا لا تكونوا جبابرة العلما. جبابرة العلماء يعني من يكون عنده علو ترفع الناس وعجب بنفسه وازدراء بالاخرين وانتقاصا لهم لا تكونوا جبابرة العلماء فلا هم علمكم بجهلكم. اي ان هذا العلم الذي يحصله لا يقوم ما دام على هذا الجهل الذي هو التجبر والتكبر والتعالي على اه العباد فان هذه المعاني ان وجدت في عالم لم يقم علمه لم يقل لم يقم علمه كانت من موجبات عدم قيام علمه. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان اذا علم وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمن ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات. اللهم اتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا اجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله