الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر الامام لان القرآن كلام الله تعالى وان كلامه ليس بمخلوق ومن زعم ان القرآن مخلوق فقد كفر قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم ان قول المسلمين الذي لم يزغ قلوبهم عن الحق تزغ لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد قديما وحديثا ان القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق بان القرآن من علم الله وعلم الله لا يكون مخلوقا تعالى الله عن ذلك دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم وقول ائمة المسلمين لا ينكر هذا الا جهمي خبيث والجهمي عند العلماء كافر قال الله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقال تعالى وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وقال تعالى لنبيه عليه السلام قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته وهو القرآن وقال لموسى عليه السلام اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ومثل هذا في القرآن كثير وقال تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم وقال تعالى ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه اولى مسائل العقيدة واصولها التي شرع المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى في بيانها في كتابه المبارك كتاب الشريعة وهي مسائل الصفات وهي عقيدة اهل السنة والجماعة في صفة الكلام وان الكلام صفة لله سبحانه وتعالى ثابتة دل عليها كتابه جل وعلا ودلت عليها سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والترجمة التي عقدها رحمه الله تعالى اشتملت على ثلاثة امور تتعلق بهذه الصفة الامر الاول ان القرآن كلام الله ان القرآن كلام الله اي ان فهذا القرآن المتل المقروء المسموع المكتوب في المصاحف اينما توجه هو كلام الله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به ابتداء منه بدأ جل وعلا وهو كلامه عز وجل وكلامه صفة من صفاته فاظافة الكلام الى الله عز وجل من باب اضافة الصفة الى الموصوف والمضافات الى الله كما لا يخفى على نوعين نوع هو من باب اضافة الصفة الى الموصوف ونوع هو من باب اظافة المخلوق الى خالقه كما يقال عبد الله وبيت الله وامة الله وناقة الله هذه اضافتها الى الله سبحانه وتعالى اضافة خلق هو ايجاد والضابط في هذا النوع ان يكون المضاف عينا قائمة بنفسها فما كان كذلك فاضافته الى الله سبحانه وتعالى اضافة خلق واما اذا كان المغاث وصفا لا يقوم بنفسه وانما يقوم بموصوف في السمع والبصر والعلم والارادة والكلام فاظافته الى الله سبحانه وتعالى اظافة وصف الامر الثاني مما اشتملت عليه هذه الترجمة ان كلامه سبحانه وتعالى ليس بمخلوق خلاف ما يعتقده اهل الضلال من الجهمية ومن سار سيرهم وسلك منهجهم تصريحا او تلميحا على اختلاف بين اهل البدع والضلال في ذلك فالقرآن غير مخلوق فالقرآن كلام الله غير مخلوق وهذه الكلمة غير مخلوق تأتي شواهدها ودلائلها الكثيرة وهي جزء من المعتقد لا بد منه بل ان الاعتقاد الصحيح لا يتمحص الا بهذه الكلمة غير مخلوق فلا يكفي في تقرير المعتقد ان يقال القرآن كلام الله بل لا بد من هذه الكلمة غير مخلوق وذلك ان اهل البدع والضلال وجد فيهم من يقول القرآن كلام الله ويضيف الكلام الى الله سبحانه وتعالى لكنه يعتبر الاظافة اضافة وصف اه يعتبر الاظافة اظافة خلق وليست اظافة وصف يعتبر الاظافة اظافة خلق وليست اظافة وصف ولهذا لا يتمحص المعتقد الا بهذه الكلمة والتنصيص عليها ولهذا جاءت النقول الكثيرة عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى ان القرآن كلام الله غير مخلوق ومن اوسع من جمع الفاظ السلف مسوقة اليهم باسانيدها في تقرير ذلك الامام اللالكائي رحمه الله تعالى في كتابه شرح الاعتقاد فساق بالاسناد الى اكثر من خمس مئة نفس من ائمة السلف رحمهم الله تعالى كلها فيها تقرير هذا الاصل العظيم ان القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فقد كفر والامر الثالث مما اشتملت عليه فهذه الترجمة ان من زعم ان القرآن مخلوق فقد كفر ان من زعم ان القرآن مخلوق فقد كفر. وهذا فيه التنصيص على ان هذه العقيدة عقيدة الجهمية ان القرآن مخلوق عقيدة كفرية فيها من عدم التعظيم لله سبحانه وتعالى ولوحيه تنزيله جل في علاه ما لا يخفى وهذه العقيدة عقيدة الجهمية في القرآن ان القرآن مخلوق عقيدة تفضي ولابد الى امتهان القرآن والاستهانة به وعدم تعظيمه التعظيم اللائقة به بخلاف عقيدة اهل الحق اهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل وان كلام الله عز وجل صفة من صفاته والفرق بين كلامه وكلام خلقه كالفرق بينه سبحانه وتعالى وبين خلقه ولهذا من يعتقد هذه العقيدة عقيدة الجهمية في صفة الكلام لا يكون معظما لله ولا يكون معظما لكلام الله سبحانه وتعالى فهذه الترجمة تشتمل على هذه المسائل الثلاث وتفاصيلها تأتي فيما ساقه رحمه الله تعالى من نقول وادلة قال رحمه الله اعلم رحمنا الله واياك ان قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد قديما وحديثا ان القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق لان القرآن من علم الله لان القرآن من علم الله وعلم الله لا يكون مخلوقا تعالى الله عن ذلك هذه واحدة من الحجج والدلائل التي استدل بها اهل السنة في تقرير هذا الاصل ان القرآن كلام الله غير مخلوق ان القرآن من علم الله ان القرآن من علم الله سبحانه وتعالى وعلم الله لا يكون مخلوقا وعلم الله لا يكون مخلوقا وهذا مما يحاج به آآ الجهمية ومن يقول ان القرآن مخلوق يحاج بالعلم ماذا تقول في علم الله سبحانه وتعالى ماذا تقول في علم الله سبحانه وتعالى؟ وهذا مما حاج به اهل السنة اهل مما حاج به اهل السنة اهل البدع القائلين بان القرآن مخلوق فالقرآن من علم الله وليس شيء من علم الله تبارك وتعالى مخلوق وسيأتي ذكر المصنف رحمه الله تعالى للدلائل على ان القرآن من علم الله قال دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم وقول ائمة المسلمين لا ينكر هذا الا جهمي خبيث والجهمي عند العلماء كافر ثم ساق رحمه الله تعالى ادلة من القرآن فيها اثبات ان ان القرآن كلام الله وفيها ايضا اثبات الكلام صفة لله سبحانه وتعالى تليق بجلاله وكماله وعظمته جل في علاه كقوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله يسمع كلام الله اي من التالي وهذا يبين لنا ان القرآن اينما توجه فهو كلام الله سواء حفظ في الصدور او كتب في السطور او سمعته الاذان او نظرت اليه الاعين في المصاحف اينما توجه فهو كلام الله فان الكلام يضاف الى من قاله ابتداء لا لمن نقله اداء والكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ فهذه من الادلة حتى يسمع كلام الله حتى يسمع كلام الله قال وقولوا الله تعالى وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل اي ايها النبي يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته وهذا موضع الشاهد اضافة الكلمات الى الله سبحانه وتعالى وهي من اضافة آآ الصفة الى الموصوف قال وهو القرآن كلماته اي القرآن وقال لموسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فجميع هذه الايات التي ساقها رحمه الله تعالى فيها اضافة الكلام الى الله عز وجل وهو من باب اضافة الصفة الى الموصوف قال رحمه الله ومثل هذا في القرآن كثير وقال تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم وقال تعالى ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين هاتان الايتان ساقهما رحمه الله تعالى شاهدا لقوله المتقدم لان القرآن من علم الله لان القرآن من علم الله وعلم الله لا يكون مخلوقا وهذا مما احتج به اهل السنة على الجامية انه دلت الدلائل على ان القرآن الكريم من علم الله وعلم الله لا يكون شيء منه مخلوق قال فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم من بعد ما جاءك من العلم مثلها التي تليها ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ولهما نظائر كثيرة في القرآن وهذه الاية فمن حاجك فيه ونظائرها مما احتج بها الامام احمد رحمه الله تعالى وغيره من ائمة السلف على ان القرآن من علم الله على ان القرآن من علم الله فجعلوه بعض علمه فجعلوه بعض علمه سبحانه وتعالى ولا يكون شيء من علم الله تبارك وتعالى مخلوقا. فهذا من الدلائل البينة الظاهرة. على بطلان ولمن يقول ان القرآن مخلوق. فالقرآن من علم الله. وهذه الدلائل دلت على ذلك. وليس شيء من علم الله تبارك وتعالى اه مخلوق وليس شيء من علم الله تبارك وتعالى مخلوق نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى لم يزل الله عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء من قال غير هذا كفر وسنذكر من السنن والاثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم ما اذا سمعها من له علم وعقل زاده علما وفهما واذا سمعها من في قلبه زيغ فان اراد الله هدايته الى طريق الحق رجع عن مذهبه وان لم يرجع فالبلاء اعظم فالبلاء عليه اعظم. قال رحمه الله تعالى لم يزل لم يزل الله عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء من قال غير هذا كفر لم يزل الله عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الاشياء من قال غير هذا فقد كفر جاء في القرآن ايات كثيرة فيها مثل قول الله عز وجل ان الله كان عليما حليما مثل قوله وكان الله سميعا بصيرا ولها نظائر جدة ولها نظائر كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل كان الله سميعا بصيرا كان الله عليما حكيما. يقول ابن عباس رضي الله عنهما لما سأله سائل هل معنى كان الله اي شيء مضى وانتهى كان الله يعني هل هذا هو المفهوم او المدلول لهذه الاية قال رضي الله عنهما كان الله اي لم يزل كذلك كان الله اي لم يزل كذلك وتبعه في في ذلك ائمة السلف رحمهم الله تعالى في فهم هذه الايات وما دلت عليه من تبوت الصفات لله عز وجل وانه عز وجل لم يزل ولا يزال متصفا بصفات الجلال ونعوت الكمال واوصاف العظمة فو عز وجل سميع لم يزل ولا يزال متصلا بهذا الوصف لم يزل ولا يزال عليما حكيما رحيما بصيرا سميعا الى غير ذلك من صفاته جل وعلا نعم قال وسنذكر من السنن والاثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم ما اذا سمعه سمعها من له علم وعقل زاده علما وفهما واذا سمعها من في قلبه زيغ ان اراد الله هدايته الى الطريق طريق الحق رجا عن مذهبه وان لم يرجع فالبلاء عليه اعظم لان الحجة عليه قائمة بهذه البراهين الواضحات والدلائل البينات نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي قال حدثنا ابو اسحاق فزاري عن الحسن بن عبيد الله النخاعي عن سعد بن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على منبره ايها الناس ان هذا القرآن كلام الله فلا اعرفن ما عطفتموه على اهوائكم فان الاسلام قد خضعت له الناس فدخلوه طوعا وكرها. وقد وضعت وقد وضعت لكم السنن ولم يترك لاحد مقالا الا ان يكفر عبد عن عين فاتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم اعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهه قال اخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن ليث ابن ابي سليم عن سلمة ابن كهيل عن ابي الزهراء عبد الله بن هاني قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه القرآن كلام الله فلا تصرفوه على ارائكم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اورده من طريقين وهو جاء من طرق وكلها لا تخلو من ضعف لكن قد يقال ان بعضها يقوي بعضا اورد رحمه الله تعالى عن عمر رضي الله عنه انه قال ايها الناس ان هذا القرآن كلام الله. ايها الناس ان هذا القرآن كلام الله وهذا فيه اه الشاهد اه الترجمة اثبات ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى واضافة الكلام اليه من باب اضافة الصفة الى الموصوف قال فلا اعرفن ما عطفتموه على اهوائكم ويروى ايضا فلا اعرفنكم ما عطفتموه على اهوائكم عطفتموه اي امنتموه او حرفتموه على اهوائكم وهذا فيه ان صاحب الهوى من عنده الاعتقاد الباطل او المذاهب الباطلة من طريقته انه يعطف القرآن على هواه تحريفا للمعاني والدلالات بان يعطي اللفظ مدلول لفظ اخر على ما يميل اليه هواه فيعطف القرآن ويلوي دلالات النصوص على ما يعتقد على ما يعتقد فيحذر من ذلك رضي الله عنه ثم يقول فان الاسلام قد خضعت له الرقاب. فدخلوه طوعا وكرها دخلوا هذا الدين العظيم حججه وبيناته دخلوا فيه افواجا منهم من دخل طوعا ومنهم من دخل كرها لقوة الاسلام اه ظهوره وقد وضعت لكم السنن ولم يترك لاحد مقالا وقد وضعت لكم السنن ولم يترك لاحد مقالة اي ان الدين كامل والحق بين لم يبق الا العمل لا مجال للاهواء ولا للاراء ولا المخترعات قد انزل الله سبحانه وتعالى في ذلك على نبيه قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فدين الله كامل بينت فيه السنن ووضحت الاحكام ولم يترك لاحد مقالة لم يترك لاحد مقالة واقيمت فيه الحجة على العباد لينذركم به ومن بلغ ومن بلغ القرآن قامت عليه الحجة ببلوغ القرآن الا ان يكفر عبد عمد عينا يعني الامر واضح يقول الامر في غاية الوضوح والبيان والظهور والحجة بينة ظاهرة الا ان يكفر عبد عمد عين اي عن تعمد وقصد ومعاندة ومراغمة للحق تتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم اي كفيتم بهذا الوحي المنزل كما قال الله تعالى اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم من لم يسعه الكتاب والسنة لا وسع الله عليه تلا القرآن والسنة فيهما الكفاية فقد كفيتم كفاكم الله عز وجل عن هذه الاهواء وعن هذه الاراء وعن هذه الظنون والتخرصات بهذا الوحي المنزل اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم اعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهه قد مر معنا قول الله عز وجل منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهين معتقدين ان كلا من آآ كلا من المحكم والمتشابه كلام الله سبحانه وتعالى كل من عند ربنا وفي الطريق الاخرى قال عن عمر انه قال القرآن كلام الله فلا تصرفوه على ارائكم قوله لا تصبوه على ارائكم بمعنى فلا اعرفن ما عطفتموه على اهوائكم عطفتموه اي صرفتموه نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا داوود ابن رشيد قال حدثنا ابو حفص عن منصور عن هلال ابن يساف عن فروة ابن نوفل قال اخذ خباب ابن الارت بيدي بيد بيدي فقال يا هناه تقرب الى الله تعالى بما استطعت. فانك لست تتقرب اليه بشيء احب من كلامه. وهذه كلمة عظيمة لخباب ابن الارت آآ يرويها عنها فروة ابن نوفل قال اخذ بيدي فقال يا هناه تقرب الى الله بما استطعت يا هنا هذه هذه لا تستعمل الا في النداء يقال للرجل يا هناه وللمرأة يا هناتاه بمعنى يا هناء يا رجل ويا هنتاء يا امرأة لا تستعمل هذه الكلمة الا في النداء تقرب الى الله بما استطعت فيجتهد في التقرب الى الله وابتغاء الوسيلة اليه سبحانه وتعالى بما يحب اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه تقرب الى الله بما استطعت جاهد نفسك على حسن التقرب الى الله بما استطعت اي من الاعمال الصالحة الطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى فانك لن فانك لست تتقرب اليه بشيء احب اليه من كلامه فانك لست متقرب اليه بشيء احب من كلامه وهذا فيه فضل القرآن وفضل التقرب الى الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن وتدبر القرآن كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب فمن اعظم ما يتقرب به المتقرب الى الله سبحانه وتعالى ان يتلو كلام الله الذين اتيناهم آآ ان يتلو كلام الله سبحانه وتعالى تلاوة مشتملة على حسن التدبر للكلام كلام الله عز وجل وحسن العمل بالقرآن الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به وتلاوة القرآن حق التلاوة تكون بهذه الامور الثلاثة القراءة للقرآن تلاوة له والفهم لمعاني القرآن ودلالاته والعمل بالقرآن والعمل بالقرآن نفسه يعد تلاوة للقرآن يعد تلاوة للقرآن صلاة المصلي وزكاة المزكي وصيام الصائم هذا كله من تلاوة القرآن اي من اتباع القرآن من اتباع القرآن والعمل بما دل عليه قال فانك لست تتقرب اليه بشيء احب من كلامه والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بكلامه ان يتلى كلام الله وان يتدبر كلام الله سبحانه وتعالى وان يعمل بكلامه جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو عبدالله احمد بن ابي عوف البزوري والبزوري قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا معاوية بن عمار قال سئل جعفر بن محمد رضي الله عنه عن القرآن اخالق او مخلوق؟ قال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله تعالى قال قال حدثنا ابو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال حدثنا ابو داوود السجستاني قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا معبد بن عبدالرحمن ثقة عن معاوية بن عمار قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال ليس بخالق ولا ولكنه كلام الله تعالى قال وهو معبد ابن راشد كوفي روى عنه موسى ابن داوود ورويم ابن يزيد نعم هذا اثر رواه رحمه الله تعالى من طريقين عن جعفر ابن محمد انه سئل عن القرآن فقال ليس بخالق ولا مخلوق سئل عن القرآن اخالق او مخلوق؟ قال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله تبارك وتعالى قوله اه رحمه الله ليس بخالق ولا مخلوق اي ليس هو الخالق المخلوقات ليس القرآن هو الخالق للمخلوقات وليس ايظا هو من جملة المخلوقات ليس هو الخالق المخلوقات وليس من جملة المخلوقات بل هو كلام الله ولهذا سئل القرآن خالق او مخلوق؟ قال ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله ولكنه كلام الله وكلام الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته اللائقة بجلاله سبحانه وتعالى وكلمات الله كثيرة منها القرآن كلمات الله كثيرة ومنها القرآن ولا يقال ان كلماته هي الخالقة وانما الخالق هو الله سبحانه وتعالى سئل القرآن خالق او مخلوق؟ قال ليس بخالق وليس بمخلوق ولكنه كلام الله نعم قال حدثنا ابو عبد الله جعفر بن ادريس القزويني قال حدثنا حموية بن يونس امام مسجد جامع قزوين قال حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الرأسي رأس العين قال حدثنا عبدالله بن صالح كاتب الليث ابن سعد قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى قرآنا عربيا غير ذي عوج قال غير مخلوق قال حموية بن يونس بلغ احمد بن حنبل هذا الحديث فكتب الى جعفر ابن محمد ابن فضيل يكتب اليه باجازته فكتب اليه باجازته فسر احمد بهذا الحديث وقال كيف فاتني عن عبد الله ابن صالح هذا الحديث؟ ثم اورد رحمه الله تعالى عن ابن عباس اه رضي الله عنهما في تفسير قول الله عز وجل قرآنا عربيا غير ذي عوج اي معنى قوله غير ذي عوج قال غير مخلوق قال ابن عباس رضي الله عنهما غير مخلوق والامام احمد رحمه الله تعالى كما روى عنها الاجري رحمه الله تعالى سر بهذا النقل عن عن اه سر بهذا النقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا السرور كله من عظيم العناية المعتقد والفرح بشواهده ودلائله وما تقوم به الحجة على المخاصم من الجهمية واضرابهم ففرح بذلك وسر رحمه الله تعالى قال فسر احمد بهذا الحديث وقال كيف فاتني عن عبد الله بن صالح نعم قال حدثنا ابو حفص عمر بن ايوب السقطي قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثني اخ لي من الانصار عن ابي زكريا يحيى ابن يوسف الزمي قال سمعت عبد الله ابن عبد الله ابن ادريس وسأله رجل عمن يقول القرآن مخلوق. فقال من اليهود؟ قال لا. قال من النصارى قال لا قال من المجوس قال لا قال فممن؟ قال من اهل التوحيد. قال معاذ الله ان يكون هذا من اهل التوحيد الزنديق من زعم ان القرآن مخلوق فقد زعم ان الله تعالى مخلوق. يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. فالرحمن لا يكون مخلوقا والرحيم لا يكون مخلوقا. والله لا يكون مخلوقا. هذا اصل بندقة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن ادريس وقد سأله رجل عمن يقول القرآن مخلوق يعني ما ماذا ترى في من يقول هذه المقالة القرآن مخلوق قال هو من اليهود قيل له لا قال من النصارى؟ قيل له لا. قال من المجوس؟ قيل له لا قال فممن قيل من اهل التوحيد قيل من اهل التوحيد قال معاذ الله ان يكون هذا من اهل التوحيد معاذ الله ان يكون هذا من اهل التوحيد لان هذه عقيدة مصادمة للتوحيد كيف يكون من اهل التوحيد وهو يعتقد هذه العقيدة المصادمة ل توحيد الله سبحانه وتعالى قال هذا الزنديق من زعم ان القرآن مخلوق فقد زعم ان الله تعالى مخلوق لان القرآن صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ثم ذكر دليلا على ذلك قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم مشيرا الى ان القرآن من جملة الامور التي اشتمل عليها اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته السميع العليم البصير الرحمن الرحيم الحكيم الخبير هذي اسماء جادة في القرآن جاءت في كلام الله سبحانه وتعالى قال بسم الله الرحمن الرحيم لا يكون فالرحمن لا يكون مخلوقا والرحيم لا يكون مخلوقا والله لا يكون مخلوقا بسم الله الرحمن الرحيم ثلاث اسماء في هذه الاية ثلاثة اسماء الله الرحمن الرحيم قال فالرحمن لا يكون مخلوقا والرحيم لا يكون مخلوقا والله لا يكون مخلوقا هذا اصل الزندقة هذا اصل الزندقة فاحتج عليهم هذه الاية بنظائرها من الايات الكثيرة في القرآن التي جاءت مشتملة على اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وسيأتي ايضا في جملة نقول التي ساقها رحمها الله تعالى اه انواعا من اه الادلة يعني هنا مر معنا من انواع الادلة آآ ان القرآن من علم الله ولا يكون شيء من علم الله مخلوقا وهذا النوع الان ذكر فيه ان القرآن مشتمل على اسماء الله الرحمن الرحيم السميع البصير الى غير ذلك وليس شيء من اسماء الله تبارك وتعالى او صفاته مخلوق تعالى الله عما يقول الظالمون وسبحان الله عما يصفون ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم الاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا