الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب تفريع معرفة الايمان والاسلام وشرائع دين قال محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله على كل حال اما بعد فاعلموا رحمنا الله واياكم ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة ليقروا بتوحيده فيقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فكان من قال هذا موقنا من قلبه وناطقا بلسانه اجزأه ومن ماتا على هذا فالى الجنة فلما امنوا بذلك واخلصوا توحيدهم فرض عليهم الصلاة بمكة فصدقوا بذلك وامنوا وصلوا ثم فرض عليهم الهجرة فهاجروا وفارقوا الاهل والوطن. ثم فرض عليهم بالمدينة الصيام فامنوا وصدقوا وصاموا شهر ثم فرض عليهم الزكاة فامنوا وصدقوا وادوا ذلك كما امروا. ثم فرظ عليهم الجهاد فجاهدوا القريب والبعيد وصبروا وصدقوا ثم فرض عليهم الحج فحجوا وامنوا به فلما امنوا بهذه الفرائظ وعملوا بها تصديقا بقلوبهم وقولا بالسنتهم وعملا بجوارحهم. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ثم اعلمهم انه لا يقبل في الاخرة الا دين الاسلام. فقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت الحرام من استطاع اليه سبيلا ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لامته شرائع الاسلام حالا بعد حال. وسنذكر ذلك ان شاء الله. وهذا رحمكم الله طريق المسلمين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب تفريع معرفة الايمان والاسلام وشرائع الدين عقدها الامام الاجري رحمه الله تعالى لبيان ان دين الله سبحانه وتعالى علم وعمل عقيدة وشريعة اقوال وافعال ليس الدين مجرد شيء يعتقد في القلوب يقتصر عليه او يقال باللسان فيكتفى به وانما دين الله تبارك وتعالى قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بطاعة الله سبحانه وتعالى وبين رحمه الله تعالى في صدر هذه الترجمة ان اول المبعث مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بدأ بدعوة الناس الى الاصل الذي يقام عليه الدين وهو لا اله الا الله محمد رسول الله فهذا هو اصل الدين واساسه الذي عليه يبنى بدأ بذلك واخذ على ذلك السنوات وهو يدعوهم الى هذا الاصل قولوا لا اله الا الله تفلحوا يدعوهم الى هذا الاصل العظيم. لا اله الا الله توحيد الله واخلاص الدين له سبحانه وتعالى حتى فرظت الصلاة قبل الهجرة ثم جاءت شرائع الاسلام كلها بعد الهجرة هجرة النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة واما اول الامر ما كان عليه الصلاة والسلام يذكر في دعوته الا التوحيد. لا اله الا الله محمد رسول الله توحيد المرسل باخلاص الدين له وتوحيد المرسل باتباعه وسلوك نهجه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن مات في ذلك الوقت ممن قبل دعوة النبي عليه الصلاة والسلام يموت على الاسلام يموت على الدين لان هذا هو الدين لم تفرض الفرائض بعد ولم تنزل الشرائع فيكون من اهل الجنة يكون من اهل الجنة لكن بعد الفرائض فرائض الدين فان من حقي لا اله الا الله وحق محمد رسول الله ان يعمل بالفرائض. واجبات الدين ان ينقاد ويستسلم بشرع رب العالمين اما ان يقول ان قول لا اله الا الله يكفي وينزل على ذلك الاحاديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة وانه لا حاجة الى الشرائع والاعمال والعبادات فهذا قول باطل هذا قول باطل وظلال بل لا بد في الايمان من العمل لابد في الامام من العمل العمل شرائع الدين العمل فرائض الاسلام العمل بواجبات الشرع بين رحمه الله تعالى ان النبي عليه الصلاة والسلام في اول الدعوة بدأ بالتوحيد ومضى على ذلك لا يزيد عليه الى ان فرضت الصلاة ثم لما فرضت الصلاة اقر الناس بها وصدقوا وعملوا فرضت من بعد ذلك فرائض الاسلام الاخرى الى ان فرظ في اخر ذلك الحج وهو اخر الفرائض نزل من بعده بل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم الوداع عشية عرفة قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وبعد نزول هذه الاية الكريمة لم ينزل حلال ولا حرام لان الدين كمل عاش بعدها عليه الصلاة والسلام اكثر من ثمانين يوما بقليل في هذه المدة لم ينزل حلال ولا حرام لانه في عشية عرفة لما نزلت هذه الاية نزلت مشتملة على الاخبار بكمال الدين وان الدين قد كمل اليوم ايا عشية عرفة الذي نزلت فيه هذه الاية اكملت لكم دينكم اكملت لكم دينكم. ولهذا بعد نزول هذه الاية الكريمة لم ينزل حلال ولا حرام قال فلما امنوا بهذه الفرائض وعملوا بها تصديقا بقلوبهم وقولا بالسنتهم وعملا بجوارحهم قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. هذا هو دين الله الذي لا يقبل الله دينا سواه ليس دين الله قول لا اله الا الله فقط هذا في اول الامر لما لما كان لما كانت الشرائع لم تنزل بعد اما بعد نزولها فان الشرائع كلها من دين الله الصلاة والصيام والحج وغيرها قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت هذه كلها عليها قيام الدين نعم قال رحمه الله تعالى فان احتج محتج بالاحاديث التي رويت من قال لا اله الا الله دخل الجنة. قيل له هذه كانت قبل نزول الفرائض على ما تقدم ذكرنا له وهذا قول علماء المسلمين ممن نفعهم الله تعالى بالعلم وكانوا ائمة يقتدى بهم سوى المرجئة الذين خرجوا عن جملة ما عليه الصحابة والتابعون لهم باحسان وقول الائمة الذين لا يستوحش من ذكرهم في كل بلد وسنذكر من ذلك ما حظرنا ذكره والله الموفق لكل رشاد والمعين عليه ولا قوة الا بالله قال فان احتج محتج بالاحاديث التي رويت من قال لا اله الا الله دخل الجنة وقد ورد في هذا المعنى احاديث كثيرة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. منها قوله لابي ذر من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنا وان سرقوا فورد في هذا المعنى احاديث كثيرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول المصنف ان قال قائل جاءت احاديث بهذا المعنى من قال لا اله الا الله دخل الجنة اليس معنى ذلك انها كافية وان مقام دخول الجنة لا يحتاج الى الشرائع لا يحتاج الى الاعمال اعمال الدين قال الجواب على ذلك ان هذا كان قبل نزول الفرائض ان هذا كان قبل نزول الفرائض في اول في اول المبعث مبعث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فان من نطق بالشهادتين وقتئذ ومات على ذلك دخل الجنة لان هذا هو الذي فرظ وهذا الذي نزل من دين الله سبحانه وتعالى لم تأتي الفرائض بعد فمن مات وقتئذ دخل الجنة من اهل العلم من حمل هذه الاحاديث على هذا المعنى من اهل العلم من حمل هذه الاحاديث على هذا المعنى وللعلم لاهل العلم اقوال عديدة في محمل هذه الاحاديث لكن اوضح ما قاله اهل العلم رحمهم الله تعالى في اه معنى هذه الاحاديث ومحملها ان فهذه الاحاديث جاءت قيود وشروط وضوابط فتكون فالثمرة المبنية على هذه الكلمة مناطة بوجود هذه القيود والا لم يكن لذكر هذه القيود معنى فجاء تقييدها في بعض الاحاديث بالاخلاص وجاء في بعض الاحاديث تقيدها باليقين وانتفاء الشك جاء في بعض الاحاديث تقيدها بالصدق وغير ذلك من القيود والظوابط ولهذا قيل اه لوهب ابن منبه رحمه الله تعالى اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال نعم ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح نعم لا اله الا الله من قالها دخل الجنة لا اله الا الله مفتاح الجنة لكنها جاءت في النصوص مقيدة بقيود مضبوطة بضوابط فتكون هذه الثمرة مناطة بوجود هذه القواعد او هذه الضوابط والا لم يكن لذكرها اي معنى وجاء عن الحسن انه قيل له اليس من قال لا اله الا الله دخل الجنة؟ قال من ادى حقها وفرضها دخل الجنة فلا اله الا الله جاءت النصوص بذكر شروط لها لا ينتفع قائلها بها الا اذا اتى بها. اتى بهذه الشروط كما قال الشيخ حافظ رحمة الله عليه في منظومته قال وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادري ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه وهذه الشروط التي ذكرها اهل العلم هي شروط اخذوها بالاستقراء والتتبع للنصوص الواردة في لا اله الا الله النصوص الواردة في لا اله الا الله جاءت مقيدة لها بهذه القيود ولهذا ما كان من الاحاديث مطلقا في ذكر الفضيلة يحمل على المقيد من الاحاديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال الحسن نعم من ادى حقها وفرضها من ادى حقها وفرضها فالذي يأتي بحق هذه الكلمة يأتي بضوابطها يأتي بشروطها نعم يدخل الجنة اما مجرد القول مع التضييع للظوابط والشروط فانه لا ينتفع لا ينتفع بهذه الكلمة ما لم يأتي بشروطها وضوابطها التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قيل قيل له هذه كانت قبل قيل له هذه كانت قبل نزول الفرائض على ما تقدم ذكرنا له وهذا قول علماء المسلمين ممن نفعهم الله تعالى بالعلم. وكانوا ائمة يقتدى بهم سوى المرجئة الذين خرجوا عن جملة ما الصحابة والتابعون لهم باحسان وقول الائمة الذين لا يستوحش من ذكرهم في كل بلد وسنذكر من ذلك ما حظرنا ذكره والله الموفق لكل رشاد والمعين عليه ولا قوة الا بالله حدثنا ابو بكر عمر بن سعيد القراطيسي قال حدثنا ابو بكر احمد بن منصور الرمادي قال حدثنا ابو صالح عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في علي ابن ابي طلحة لم يرى ابن عباس ولم يسمع التفسير منه فحديثه عنه مرسل. نعم احسن الله اليكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم قال ان الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بشهادة ان لا اله الا الله. فلما صدق بها المؤمنون زادهم الله الصلاة فلما صدقوا بها زادهم الله الصيام. فلما صدقوا به زادهم الزكاة. فلما صدقوا بها زادهم الحج فلما صدقوا به زادهم الجهاد ثم اكمل لهم دينهم. فقال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال ابن عباس رضي الله عنهما وكان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت براءة نفي فلما نزلت براءة نفي المشركون عن البيت الحرام وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام احد من المشركين وكان ذلك من تمام النعمة انزل الله تعالى اليوم اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما اثر عظيم المعنى من حيث اه الذكر نزول الشرائع تدريجا شيئا فشيئا بدءا بالاصل الذي يبنى عليه دين الله تبارك وتعالى هو التوحيد فاول ما بدأ النبي عليه الصلاة والسلام به من الدعوة فشهادة ان لا اله الا الله فلما صدق بها المؤمنون زادهم الصلاة ثم الصيام ثم الزكاة ثم الحج ثم نزل بعد ذلك قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فلو كان الاقرار وحده لو كان الاقرار وحده كافيا في الايمان بعد نزول الشرائع من صلاة وصيام وحج وغير ذلك لما كان للاكمال معنى اليوم اكملت لكم دينكم لو كان الدين كامل بالاقرار كما كما هو قول المرجئة لما كان للاكمال معنا وهذا وجه الرد عليهم بهذه الاية ووجه ارادة المصنف رحمه الله تعالى لهذه الاية لو كان الاقرار يكون به الايمان تاما بالاقرار وحده من قال لا اله الا الله يكون بذلك ايمانه تام بالاقرار لما كان للاكمال بنزول الشرائع اي معنى لما نزل الصيام والحج والى اخره قال اليوم اكملت لكم دينكم بينما عند هؤلاء الدين كامل من الاصل بدون هذه الشرائع بالاقرار فقط وهذا قول واضح البطلان قال ابن عباس وكان المشركون والمسلمون يحجون جميعا يحجون جميعا هؤلاء يهلون اعني اهل الشرك بالتنديد واهل الاسلام يهلون بالتوحيد والاخلاص لله عز وجل فلما نزلت براءة نفي المشركون عن البيت الحرام اي اقصوا وابعدوا عن البيت الحرام لا يحج بعد هذا العام مشرك وحج المسلمون اي في الحجة التي حج حجها النبي حجة الوداع لا يشاركهم في البيت الحرام احد من المشركين لا يشاركهم احد من المشركين لانه اعلن في العام الذي قبله ان لا يحج البيت مشرك ولا يطب البيت عريان والا من قبل ذلك ترى هذه المناظر الشنيعة ترى هذه المناظر الشنيعة حول بيت الله سبحان الله عراة كانوا يطوفون ببيت الله عراة كما خلقتهم امهات بلا ثياب يطوفون ببيت الله والعبادة التي كانوا يعبدونها ما هي ما كان دعاءهم عند البيت الا مكاء وتصفية تصفير وتصفيق وعراة حول بيت الله الحرام هو شرك بالله والتجاء الى الاصنام اذهب الله عز وجل هذه الجاهلية الجهلاء والظلالة العمياء. وانتهت هذه المظاهر كلها تماما في السنة العاشرة من الهجرة سنة خلت من كل ذلك حج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام احد من المشركين لا يشاركهم احد من المشركين وكان ذلك من تمام النعمة له الحمد سبحانه وتعالى كان ذلك من تمام النعمة انزل الله اليوم يأس الذين كفروا من دينكم رأوا ظهور الاسلام وعزة وعلوه فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال حدثنا ابو يعقوب اسحاق ابن ابراهيم الصفار قال حدثني محمد ابن عبد ملك المصيصي ابو عبد الله قال كنا عند سفيان بن عيينة في سنة سبعين ومئة فسأله رجل عن الايمان فقال قول وعمل قال يزيد وينقص؟ قال يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى شيء منه مثل هذه. واشار مثل هذه واشار سفيان بيده يعني جاء في بعض المصادر مصادر تخريج هذا الاثر عقد ثلاثة اصابع عقد ثلاثة اصابع وحلق الابهام والسبابة فيقول رحمه الله لما سئل يزيد الايمان وينقص قال يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى شيء واشار هكذا حتى لا يبقى شيء وهذه الاشارة معروفة يعني تستعمل عندما يريد ان يذكر الانسان شيئا قليلا يقول بقي هكذا يكتفي بهذه الاشارة يقول بقي هكذا يعني شيء قليل جدا فالاسلام الايمان يزيد ما شاء الله آآ ان يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء نعم قال رحمه الله تعالى واشار سفيان بيده قال الرجل كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون ان الايمان قول بلا عمل قال سفيان كان القول قولهم قبل ان تنزل احكام الايمان وحدوده ثمان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة ان يقولوا لا اله الا الله وانه رسول الله فاذا قالوها عصموا بها دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله تعالى فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم امره ان يأمرهم بالصلاة فامرهم ففعلوا. فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الاقرار الاول فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم امره ان يأمرهم بالهجرة الى المدينة. فامرهم ففعلوا فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الاقرارا ما نفعهم الاقرار الاول ولا صلاتهم. فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم امره ان يأمرهم بالرجوع الى مكة فيقاتلوا اباءهم وابنائهم حتى يقولوا كقولهم ويصلوا ويصلوا صلاتهم ويهاجروا هجرتهم فامرهم ففعلوا حتى حتى اتى احدهم برأس ابيه فقال يا رسول الله هذا رأس الشيخ الكافر والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الاقرار اول ولا صلاتهم ولا هجرتهم ولا قتالهم. فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم امره ان يأمرهم بالطواف بالبيت تعبدا. وان رؤوسهم تذللا ففعلوا. والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الاقرار الاول ولا صلاتهم ولا هجرتهم ولا قتلهم ولا قتلهم اباء فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم امره ان يأخذ من اموالهم صدقة تطهرهم. فامرهم ففعلوا حتى اتوا بها قليلها وكثيرها والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الاقرار الاول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم ولا قتلهم اباءهم ولا طوافهم. فلما علم الله الصدق في بقلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الايمان وحدوده. قال الله له قال الله له قل لهم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال سفيان فمن ترك خلة من خلال الايمان جاحدا كان بها عندنا كافرا. ومن تركها كسلا او تهاونا ادبناه. وكان بها عندنا ناقصة هكذا السنة ابلغها عني من سألك من الناس اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر وهو بمعنى ويقارب الاثر الذي قبله اثر ابن عباس رضي الله عنهما ان سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى وهو من الائمة الاجلاء الفقهاء النبلا حتى قال الامام احمد رحمه الله تعالى ما رأيت احدا اعلم بالسنن من سفيان فكان على آآ درجة عالية في الفقه بسنن النبي عليه الصلاة والسلام والمروي عنه صلوات الله وسلامه عليه فسئل رحمه الله تعالى سأله رجل عن الامام فقال قول وعمل يزيد وينقص وهذا باجماع اهل السنة باجماع اهل السنة لا خلاف بينهم في ذلك ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص وعلى ذلك دلائل كثيرة سيأتي آآ ذكر لها مفصلة في هذا الكتاب المبارك للامام الاجري رحمه الله تعالى قال يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء يزيد الايمان ما شاء الله ان يزيد وينقص حتى لا يبقى منه شيء فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف ولزيادته اسباب ولظعفه اسباب والمسلم مطلوب منه ان يعرف اسباب الزيادة لا يحرص عليها ليزداد ايمانه وان يعرف اسباب النقص ليجتنبها وليحفظ ايمانه من ان يضعف او ان ينقص قال الرجل كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون ان الايمان قول بلا عمل يزعمون ان الايمان قول بلا عمل وهؤلاء المرجئة ايمان يقولون قول بلا عمل العمل ليس داخل في الايمان يكفي في الايمان ان يأتي بالقول شهادة ان لا اله الا الله ويحتجون كما تقدم ببعض الاحاديث التي ينزلونها في غير منازلهم ويحملونها على غير محاملها. من قال لا اله الا الله دخل الجنة من قال لا اله الا الله دخل الجنة فيحتجون بمثل هذه الاحاديث قال كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون ان الايمان قول بلا عمل قال سفيان كان القول كان القول قولهم قبل ان تنزل احكام الايمان وحدوده كان القول قولهم قبل ان تنزل احكام الايمان وحدودا في اول الامر لما لما لم ينزل الا التوحيد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لم تنزل الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا غير ذلك من شرائع الاسلام كان الايمان وقت اذ هو القول اذن لم ينزل الا هو لم ينزل الا هو كان القول قولهم قبل نزول احكام الايمان وحدوده لكن بعد نزولها ثم بكمال نزولها وتمامها قال الله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ان كان كاملا كما يزعم هؤلاء بالقول فما وجه الاكمال بعد نزول الفرائض اليوم اكملت لكم دينكم فرد سفيان على هؤلاء بالاية الكريمة اليوم اكملت لكم دينكم كان القول قولهم اي في اول الامر لما لم تنزل لكن نزلت الفرائض الصلاة ثم الصيام ثم الزكاة ثم الحج الى ان نزل قول الله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فعلم ان هذه الفرائض وهذه الشرائع كلها من الدين وكلها من الايمان الذي اكمله الله سبحانه وتعالى واتمه للعباد قال السفيان فمن ترك خلى اي خصلة من خصال آآ الدين من ترك خلة من خلال الايمان جاحدا كان بها عندنا كافرا ان ترك شيء من خصال الدين عن جحد فانه يكون بذلك كافرا والمراد بالكفر الاكبر الناقل من الملة قال ومن تركها كسلا او تهاونا وفي بعض المصادر او مجونا ادبناه وكان عندنا ناقصة اي ناقص الايمان وكان عندنا ناقص الايمان لكن من الفرائض ما جاء في النصوص التنصيص على ان تركه كفر وان الكفر ليس فقط في جحده بل حتى في تركه كما قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر نعم قال رحمه الله تعالى باب معرفة اي يوم نزلت هذه الاية قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم الاية حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا عبد الجبار عبد الجبار ابن العلاء العطار قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن مسعر وغيره عن قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب ان رجلا من اليهود قال لعمر رضي الله عنه لو علينا انزلت هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم لاتخذناها عيدا فقال عمر رضي الله عنه انا اعلم اي يوم انزلت انزلت يوم عرفة في يوم جمعة قال اخبرنا ابو محمد عبدالله بن صالح البخاري قال حدثنا عثمان ابن ابي شيبة واحمد بن عبدالجبار قال حدثنا عبدالله بن ادريس عن ابيه عن قيس عن طارق بن شهاب قال قال يهودي لعمر لعمر رضي الله عنه لو ان نعلم اي يوم نزلت هذه الاية لاتخذناه عيدا. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فقال عمر رضي الله عنه وقد علمت اليوم الذي انزلت فيه انزلت ونحن وقوف بعرفات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا وكيع قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار عن عمار مولى بني هاشم قال قرأ ابن قال قرأ ابن العباس اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وعنده رجل من اهل الكتاب فقال لو علمنا في اي يوم انزلت هذه الاية لو علمنا في اي يوم انزلت هذه الاية جعلناه عيدا فقال لقد انزلت يوم عرفة يوم الجمعة قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذا بيان لمن عقل يعلم انه لا يصح الدين الا بالتصديق بالقلب والاقرار باللسان والعمل بالجوارح مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وما اشبه ذلك هذه الترجمة باب معرفة اي يوم نزلت هذه الاية قول قول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم عقد هذه الترجمة بمناسبة الاحتجاج بها في اثر بن عباس واثر سفيان وان اسراع الاسلام نزلت تدريجا شيئا فشيئا الى ان كمل كملت الشرائع فلما كملت الشرائع نزل نزلت هذه الاية اخبارا بكمالها نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في يوم عرفة في عشية عرفة في سيد الايام وخيرها يوم عرفة ولم ينزل بعدها شرائع الى ان توفي عليه الصلاة والسلام لم ينزل شيء من الشرائع عاش بعدها واحد وثمانين يوما لم ينزل فيها شرائع لان الدين كمل وتم كما اخبر الله اليوم يعني يوم عرفة اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا بمناسبة ذلك عقد هذه الترجمة لبيان ايوب نزلت هذه الاية اي يوم نزلت هذه الاية وفهم او معرفة اليوم الذي نزلت فيه هذه الاية مما يعين على فهم ما سبق فاورد هذا الحديث عن طارق بن شهاب ان رجلا من اليهود؟ قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لو علينا انزلت يعني معاشر اليهود هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لاتخذناها عيدا لاتخذناها عيدا لان لانه ادركوا انها اية عظيمة فيها كمال المنة وتمام المنة. النعمة والفضل من الله سبحانه وتعالى الاعلام بان الدين قد كمل اكمله الله للعباد قال لاتخذناها عيدا فقال عمر انا اعلم اي يوم انزلت انزلت يوم عرفة في يوم جمعة يوم انزلت يوم عرفة في يوم جمعة الرواية الاخرى قال لقد علمت اليوم الذي انزلت فيه انزلت ونحن وقوف بعرفات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله يوم جمعة يوم الجمعة سيد ايام الاسبوع وافضلها ويوم عرفة سيد ايام السنة فاجتمع شرفا في اليوم الذي نزلت فيه هذه الاية الكريمة نزلت في خير ايام الاسبوع يوم جمعة ونزلت في خير ايام العام يوم عرفة اجتمعت هاتان الفضيلتان فنزلت في يوم جمعة ويوم عرفة عشية عرفة وقت النزول آآ الالهي والدنو الالهي يدنو سبحانه وتعالى عشية ذلك اليوم ويباهي بعبادة سبحانه وتعالى ففي تلك العشية نزلت هذه الاية على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وواقف بعرفة وفيها اخبار الله سبحانه وتعالى انه اكمل العبادة الدين اكمل لهم الدين نستحضر ان هذا الاكمال للدين جاء اولا في اول الشرائع التوحيد ثم الصلاة ثم الصيام ثم الزكاة ثم الحج ثم نزلت اليوم اكملت لكم دينكم اذا ما هو الدين الدين هو هذا كله الدين هو هذا كله مثل ما جاء في حديث جبريل قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم الدين يتناول هذا كله لا على ما يزعمه المرجئة ان الايمان والدين هو القول فقط ولهذا قال رحمه الله تعالى في تمام هذا الباب؟ قال هذا بيان لمن عقل يعلم انه لا يصح الدين الا بالتصديق والاقرار باللسان والعمل بالجوارح مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وما اشبه ذلك وهذا وجه الاحتجاج بهذه الاية الكريمة بالرد على المرجئة نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد جزاكم الله خيرا