نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاقول امام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر افضل الايمان ما هو وادنى الايمان ما هو قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني قال حدثنا خالد يعني الواسطي عن سهيل ابن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة افضلها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان قال حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال حدثنا يحيى بن ايوب العابد قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة افضلها اقول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان قال واخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا احمد بن منيع ويعقوب الدورقي ومجاهد بن موسى لفظه قالوا حدثنا جريمة بن عبد الحميد عن سهيل بن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة افضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قبل الدخول في موضوع هذه الترجمة اشير الى فائدة جميلة تتعلق الترحم على اهل العلم وان استفادة طالب العلم منهم سواء بالتلقي عنهم مباشرة او بالاخذ عن مؤلفاتهم وجهودهم العلمية ان من حقهم عليه ان يترحم عليهم ومن لطيف ما وقفت عليه في هذا الباب ما اورده ابن بشكوال في كتابه الصلة عن ابي محمد التيمي رحمه الله تعالى قال ما لكم تأخذون العلم عنا وتستفيدونه منا ثم لا تترحمون علينا فالترحم على اهل العلم والدعاء لهم بالمغفرة هذا جزء من حقوقهم على طلاب العلم والامام الاجري رحمه الله تعالى ترك مؤلفات عديدة نافعة ومفيدة جدا لطالب العلم قرأنا منها في هذا المجلس كتابه اخلاق العلماء واخلاق حملة القرآن وكتابه التهجد وقيام الليل ونحن الان مع كتابه المبارك كتاب الشريعة فرحم الله الامام الاجري وغفر له وجميع من اخذنا عنه من مشايخنا ومن استفدنا منهم من اهل العلم وجزاهم عنا خير الجزاء قال المصنف رحمه الله تعالى باب ذكر افظل الايمان ما هو وادنى الايمان ما هو واورد تحت هذه الترجمة الحديث المعروف عند اهل العلم بحديث الشعب حيث قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فدل هذا الحديث على ان الايمان شعب على ان الايمان شعب عديدة وان له اعلى وله ادنى وان اعلى شعب الايمان وارفعها قول لا اله الا الله وان ادنى شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق والحياء من شعب الايمان فافاد هذا الحديث ان شعب الايمان كثيرة منها ما يتعلق بالقلب ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق بالجوارح فليس الايمان شيئا يقوم في القلب فقط بل الايمان في القلب واللسان والجوارح كل منها كل منها له نصيبه من خصال الايمان وشعبه فالايمان شعب كثيرة من هذه الشعب ما يتعلق بالقلب ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق الجوارح ولما قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث اعلاها وادناها اي شعب الايمان افاد ذلك ان بين هاتين الشعبتين الشعبة الاعلى والشعبة الادنى شعبا كثيرة منها ما هو قريب للاعلى ومنها ما هو قريب للادنى وافاد ايظا ان العبد كلما استكثر حظا ونصيبا من شعب الايمان زاد ايمانه وكلما ضعف حظا ونصيبا من شعب الايمان ضعف ايمانه ولهذا عد العلماء رحمهم الله تعالى هذا الحديث في جملة الادلة الدالة على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله يتفاضلون فيه وانهم ليسوا فيه على درجة واحدة لان الايمان شعب كثيرة واهل الايمان في القيام بهذه الشعب على تفاوت ليسوا على درجة واحدة منهم المستكثر من هذه الشعب وصاحب الحظ الوافي منها ومنهم من حظه من هذه الشعب دون ذلك فاذا زاد حظ العبد من شعب الايمان زاد ايمانا واذا نقص نقص ايمانهم. لان الايمان يزيد بهذه الشعب وينقص بضعفها وقلتها في العبد وافاد هذا الحديث ان من مهمات المسلم ان يعرف شعب الايمان معرفة جيدة يراد بها الاستكثار من هذه الشعب التحلي بهذه الخصال خصال الايمان ليزداد بذلك ايمانا ولهذا فان العبد الموفق يجمع فيما يتعلق الايمان بين امرين معرفة شعب الايمان وخصاله وخلاله العظيمة المباركة ليزداد بذلك ايمانا ليقوم بها وليفعلها ليزداد بذلك ايمانا ويحرص في الوقت نفسه على معرفة الامور التي تظعف الايمان وتنقصه حتى يتقيها ويجتنبها لان لا يضعف ايمانه والايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى بعد هذه الترجمة باب خاص في هذا المعنى ومن فوائد هذا الحديث حديث شعب الايمان ان شعب الايمان ليست على درجة واحدة ولا على مستوى واحد في الفظيلة بل هي متفاضلة بعضها افضل من بعض وان اعلى هذه الشعب وارفعها قدرا قول لا اله الا الله قول لا اله الا الله وهذا يفيد مكانة هذه الكلمة كلمة التوحيد فالايمان وانها اصل الايمان الذي عليه يقوم واساسه الذي عليه يبنى وهي للايمان كالاصول للاشجار يوضح ذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة ابراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون هذا مثل دعا الله دعا الله سبحانه دعا الله سبحانه وتعالى عباده الى عقله وفهمه بقوله الم تر كيف ضرب الله اي تأمل وانظر هذا المثل العظيم الذي ضربه الله سبحانه وتعالى مثلا للايمان كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فالاصل الثابت هو الاساس الذي يقوم عليه الدين وهو هذه الكلمة العظيمة لا اله الا الله فهي اساس الدين الذي عليه يبنى وعليه يقوم والمراد بقوله قول لا اله الا الله اي قولها باللسان نطقا وبالقلب اعتقادا وهذا الاصل في القول اذا اطلق مثل مثل قول الله سبحانه قولوا امنا بالله قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث قل امنت بالله ثم استقم فالاصل فالقول اذا اطلق ان يتناول قول القلب واللسان قول القلب اعتقادا وقول اللسان نطقا وتلفظا قولوا امنا بالله اي بقلوبكم عقيدة وبالسنتكم نطقا اعلاها قول لا اله الا الله اي قولها باللسان نطقا وبالقلب عقيدة ولا اله الا الله ليست بنافعة لقائلها اذا كان حظه ونصيبه منها مجرد نطق اللسان فانها ليست بنافعة لقائلها الا اذا صدق القلب باللسان وقالها صدقا من قلبه كما جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله صدقا من قلبه صدقا من قلبه فهي لا تنفع الا مع الصدق ان تكون نابعة من القلب ان يقولها بقلبه مع قوله لها بلسانه ومن فوائد هذا الحديث ان اعمال الجوارح اعمال الجوارح الصالحة داخلة في مسمى الايمان فالايمان ليس مجرد عقيدة في القلب بل هو عقيدة وعمل عقيدة وعمل قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق واماطة الاذى عن الطريق عمل يباشره المرء بجوارحه وقد عده نبينا صلى الله عليه وسلم من شعب الايمان وخصاله وهكذا مثل هذه الخصلة مما فيه نفع المسلمين واعانتهم وقضاء مصالحهم فهذا كله من الايمان هذا كله من الايمان قالوا ادناها اماطة الاذى عن الطريق. اي ان يرى اه اذى في طريق الناس فيميطه عن طريقهم لان لا يؤذيهم قد جاء في الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان رجلا مر بغصن شجرة ذي شوك في طريق الناس فقال والله لا ادع هذا في طريق الناس فيؤذيهم فشكر الله عمله فادخله الجنة وعليه لا ينبغي للمسلم ان يستهين باعمال الايمان وان قلت الا يستهين لا يحقر من المعروف شيئا ومما يستفاد من هذا الحديث اهمية مجاهدة النفس على العمل بشرائع الاسلام وخصاله فان خصال الايمان عديدة قال بضع وسبعون شعبة فهي خصال عديدة واذا كانت كذلك فان المقام يحتاج الى مجاهدة مجاهدة للنفس اولا بمعرفتها ثم مجاهدة للنفس بالعمل بها ثم مجاهدة للنفس بالثبات على ذلك الى الممات والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة وفي رواية بضع وستون شعبة ومن اهل العلم من رجح السبعين ومنهم من رجح الستين وعلى اي منهما هل المراد بالعدد الحصر بهذا الرقم المذكور او المراد بالتكثير او المراد التكثير قولان لاهل العلم فمن اهل العلم من يرى ان العدد لا يراد به العدد ذاته وانما يراد به الاشارة الى الكثرة كثرة شعب الايمان وان الايمان شعب كثيرة جدا ومنهم من يرى ان فالعدد مراد وان وانها بهذا العدد وان بهذا العدد ولهذا اجتهد جماعة من اهل العلم في جمع شعب الايمان وفق هذا العدد المذكور في الحديث بظع وستون او بظع وسبعون شعبة وبذلوا في ذلك جهود كبيرة جدا من اكثر هؤلاء بذلا للجهد في جمع هذه الشعب وتتبعها في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الامام ابن حبان البستي رحمه الله تعالى صاحب الصحيح وقد ذكر الطريقة التي بذلها في جمع شعب الايمان في كتابه الصحيح كما هو موجود في ترتيبه المعروف بالاحسان في ترتيب صحيح بن حبان ذكر الطريقة التي آآ قام بها في جمعه لشعب الايمان وذكر رحمه الله تعالى ان جميع ما جمعه او اودعه في كتاب له اسماه بوصف الايمان وشعبه وصف الايمان وشعبه وهو كتاب مفقود لكنه ذكر طريقته رحمه الله في كتابه الصحيح فقال تتبعت معنى هذا الحديث مدة وعددت الطاعات فاذا هي تزيد على هذا العدد شيئا كثيرا فرجعت الى السنن فعددت كل طاعة اعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الايمان فاذا هي تنقص عن البضع والسبعين فرجعت الى كتاب الله فقرأته بالتدبر وعددت كل طاعة اعدها الله تعالى من الايمان فاذا هي تنقص عن البظع والسبعين فظمنت فظممت الكتاب الى السنن واسقطت المعاد فاذا كل شيء فاذا كل شيء عده الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم من الايمان تسع وسبعون شعبة لا يزيد عليها ولا ينقص هذا المراد منه ذكر الجهود التي بذلها العلماء رحمهم الله تعالى في جمع هذه الشعب شعب الايمان وتتبعها وتدبر كتاب الله سبحانه وتعالى لاستخلاص هذه الشعب وجمعها التأمل في السنن المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وتجد الان فالناس ربما في طلاب العلم لو وجد كتابا في مئة صفحة في ذكر شعب الايمان لاستثقلت نفسه ان يقرأ الكتاب بتمامه وان يتأنى في فهم هذه الشعب معرفتها لتكون هذه المعرفة موجبة العمل والازدياد من الايمان وخصاله وشعبه ولهذا وقوف المسلم على هذه الشعب وعلى هذه الجهود التي ايضا بذلها العلماء رحمهم الله تعالى في عدي شعب الايمان مما يعين المرء على مزيد العناية بهذه الشعب معرفة ومجاهدة النفس على العمل بها ثم ايضا هذه الشعب في تعيينها بتعيينها عدا الاولى الثانية الثالثة الرابعة الى تسع وتسعين او تسع آآ الى تسع وسبعين او تسع وستين لا يخلو الامر من شيء من التكلف لا يخلو من شيء من التكلف قد يكون اكثرها آآ صائبا لكن لا يخلو شيء من آآ الامر من شيء من التكلف لكن هذه الشعب موجودة في الكتاب والسنة ولهذا انفع طريقة بما ظهر في في هذا الباب ان يكون المرء مرتبطا بكتاب الله العظيم. مهتديا بهداياته مجاهدا نفسه على فهمه والعمل به وينظر في ما في الكتاب من طاعات وعبادات فيجاهد نفسه على العمل بها وعدم التفريط وايضا ينظر في السنن المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وما جاء عنه من اوامر ويجاهد نفسه ايضا على العمل بها وآآ الاتصاف بهذه الخصال المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان يستفيد في الوقت نفسه من جهود اهل العلم رحمهم الله تعالى في جمع هذه الشعب لان جهودهم فيها تقريب عندما يذكر لك الشعبة بادلتها من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فهذا فيه فيه معاونة على تقريب المعنى وتيسير ووصوله فما قام عليه الدليل البين على ان هذا العمل سواء كان من اعمال القلب او اعمال اللسان او اعمال جوارح من الايمان ومن خصاله وشعبه يعد كذلك من شعب الايمان ويجاهد المرء نفسه على الاستكثار من هذه اه الشعب التحلي بها والاتصاف وقول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث والحياء شعبة من الايمان والحياة خصلة قلبية مباركة عظيمة اذا قامت في القلب اوجبت للعبد التحلي بالفظائل والتخلي عن الرذائل ولهذا فان الحياء لا يأتي الا بخير وهو خير كله كما جاء عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا قام في القلب الحياء اقبلت النفس على الفضائل تحليا بها ايضا حذرا من الرذائل والوقوع فيها بخلاف ما اذا نزع الحياء من القلب والعياذ بالله فان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت ومن الامور المهمة التي ينبغي التنبه لها فيما يتعلق بشعب الايمان ان يعلم ان الايمان كما انه فعل للطاعات فانه في الوقت نفسه ترك المعاصي والاثام فكما ان فعل الطاعة ايمان فان ترك المعصية لاجل الله ايمان وسيأتي قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فافاد هذا الحديث ونظائره ان ترك المعاصي طاعة لله سبحانه وتعالى معدود في جملة الايمان فالايمان كما انه فعل للطاعات فانه كذلك في الوقت نفسه ترك للمعاصي من اجل الله وطلبا لرضاه وخوفا من عقابه سبحانه وتعالى لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لان وقوع وقوعه في الزنا وغيره من المعاصي يضعف ايمانه فاذا ترك هذه المعاصي طاعة لله ورجاء ثوابه وموعوده سبحانه وتعالى زاد بذلك ايمانه زاد بذلك ايمانه وعظم ثوابه عند الله ولهذا يعد الترك للمعاصي طاعة لله عملا من اعمال العبد الصالحة الترك يعد عملا من الاعمال العبد الصالحة من اعماله الصالحة التي يتقرب بها الى ربه سبحانه وتعالى تركه للحرام. هذا هذا الترك يعد عملا والمعنى هذا جاء مصرحا به في بعض الاحاديث كما في قول نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فعد الترك اسلاما اي عملا عد الترك اسلاما اي عده عملا من جملة اعمال العبد فكما ان الله سبحانه وتعالى يتقرب اليه بالصلاة والصيام والصدقة والبر والاحسان وغير ذلك ايضا يتقرب اليه سبحانه وتعالى بالبعد عن الحرام باجتناب الاثام طاعة لله وتقربا اه اليه سبحانه وتعالى الحاصل ان هذا الحديث حديث شعب الايمان حديث عظيم ومبارك بين فيه نبينا عليه الصلاة والسلام مكانة الايمان وانه شعب كثيرة وخصال عديدة ينبغي على المسلم ان يجاهد نفسه على العلم بها والعمل ليزداد بذلك ايمانا نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما دل على زيادة الايمان ونقصانه قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن قعقاع بن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستغفر صقل منها قلبه. فان زاد زادت حتى تعلو قلبه. فذلك الران الذي قال الله تعالى لا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون نعم يؤجل هذا الى اللقاء القادم لكن اشير الى فائدة اخيرة تتعلق آآ بالشعب الايمان قد اشرت الى ان هذا الحديث من جملة الادلة الدالة على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واشرت الى وجه الدلالة من الحديث لذلك لكن وجه اخر لو تأملت في ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في خصال الايمان حيث قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق وادناها اماطة الاذى عن الطريق. فهذه الخصلة من خصال الايمان عندما ينظر الانسان في احوال الناس مع هذه الخصلة هل هم فيها على درجة واحدة ام اقسام الناظر الى احوال الناس يجد انهم على اقسام ثلاثة في هذه الخصلة قسم يميط الاذى عن الطريق وقسم يضع الاذى في الطريق وقسم يدع الاذى في الطريق وقسم يدع الاذى في الطريق فمنهم من يميط احسانا لاخوانه ورجاء لثواب ربه ومنهم من يضع الاذى في الطريق ولا يبالي لا يبالي بما يحصل لاخوانه من اه اذى او تضرر او نحو ذلك ومنهم من يدع الاذى يراه في طريق الناس وعرظة آآ اذيتهم فيدعو ولا يميطه هؤلاء متفاوتون وخيرهم افظلهم ايمانا من حيث هذه الخصلة العظيمة من ذكر من ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بهذا الوصف اماطة الاذى عن اه الطريق وايضا يستفاد من ذلك ما اشرت اليه الا يحقر الانسان من اعمال الايمان وخصاله شيئا لا يحقر من المعروف شيئا ونسأل الله الكريم ان يزيدنا اجمعين ايمانا وان يزيننا اجمعين بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وانبه ايضا قبل ان اختم الى ان الدرس يتوقف الى يوم الاحد القادم الاحد القادم سيكون عندنا باذن الله سبحانه وتعالى درس اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اني انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد سؤاله وصحبه. جزاكم الله خيرا