الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر ما دل على زيادة الايمان ونقصانه قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الوسطي قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن القعقاع ابن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب فكانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستغفر صقل منها قلبه فان زاد زادت حتى تعلو قلبه حتى تعلو وقلبه فذلك الران الذي قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه على اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر ما دل على زيادة ايماني ونقصانه زيادة الايمان ونقصانه دلت عليه دلائل كثيرة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو محل اجماع بين ائمة السلف رحمهم الله تعالى لا خلاف بينهم في ذلك لوضوح البراهين وكثرة الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك وقد جاء القرآن مصرحا بالزيادة. وجاءت السنة مصرحة بالنقصان وفي القرآن ايات كثيرة فيها اخبار الله عز وجل عن الايمان بانه يزيد وذكر ايضا في القرآن جملة من اسباب زيادته قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا ولايات في هذا المعنى كثيرة والسنة جاءت مصرحة بالنقصان ناطقة به في قول كالنبي عليه الصلاة والسلام ما رأيتم الناقصات عقل ودين وقوله عليه الصلاة والسلام وذلك اظعف الايمان وقوله عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير والمصنف رحمه الله تعالى ساق جملة من اه النصوص والاثار الدالة على زيادة الايمان ونقصانه واذا علم المؤمن ان الايمان يزيد وانه ينقص وان لزيادته اسبابا وان لضعفه اسبابا فان عليه ان يجتهد في تقوية ايمانه وزيادته اخذا باسباب الزيادة معتنيا بها وان يحذر من نقص ايمانه وظعفه متجنبا اسباب نقص الايمان وضعفه مستعينا في ذلك كله بالله تبارك وتعالى اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستغفر صقل منها قلبه فان زاد زادت حتى تعلو على قلبه فذلك الران الذي قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وهذا الحديث صريح في ان الايمان ينقص وان سبب نقصه الذنوب ولهذا قال ائمة السلف رحمهم الله تعالى في بيان الايمان قالوا الايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فالمعاصي تنقص الايمان وتضعفه وكلما ازداد فعلا للمعاصي زاد ايمانه آآ كلما ازداد فعلا المعاصي نقص ايمانه بحسب ذلك قال ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبه اي ينكت في قلبه نكتة سوداء فان ندم واستغفر وتاب الى الله سبحانه وتعالى من الذنب صقل القلب اي ان هذه النكتة التي في قلبه تزال وصقل القلب ان يجلى ما علق به ويزال عنهما علق به فاذا اذنب العبد الذنب واستغفر وندم زالت هذه النكتة السوداء على قلبه لكن والعياذ بالله اذا اذنب ولم يتب ثم اذنب ثم اذنب وهكذا استمر ذنبا تلو اخر فان مع تزايد هذه الذنوب تعلو قلبه فذلك الران. تعلو قلبه اي تغطي قلبه ويصبح كما جاء في الحديث الاخر لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا قال وذلك الران كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. ومعنى ران على قلوبهم اي غطى عليها غطى عليها ومعنى ما كانوا يكسبون اي من الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا اسماعيل بن عياش قال حدثني صفوان بن عمرو عن عبدالله بن ربيعة الحضرمي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال الايمان يزداد وينقص واورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال الايمان يزداد وينقص نعم قال وحدثنا ايضا الحلواني قال حدثنا احمد ابن عبد الله ابن يونس قال حدثنا اسماعيل ابن عياش عن عبدالوهاب عن عبدالوهاب ابن مجاهد عن ابيه عن ابن عباس وابي هريرة رضي الله عنهم قالا الايمان يزداد وينقص هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه وقد ساقه المصنف من طريقين لكن في اسناده ضعف اما من حيث المعنى فهذا امر مجمع عليه بين اهل السنة لا خلاف بينهم في ذلك كثرة الدلائل ووضوح الشواهد على ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر بن عبدالحميد قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد ابن الفضل قال حدثنا حماد ابن متى قال حدثنا ابو جعفر الخطمي؟ عن جده عمير بن حبيب قال الايمان يزيد وينقص؟ قيل له وما ونقصانه قال اذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وخشيناه فذلك زيادته. واذا غفلنا وضيعنا ذلك نقصانه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن اه عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال الايمان يزيد وينقص وهذا الصحابي رضي الله عنه اقدم من اه نقل عنه التصريح بهذا اللفظ الايمان يزيد وينقص واسناده اليه حسن وهو اقدم من نقل عنه التصريح بهذا اللفظ. جاء عن غير واحد من الصحابة الفاظ مقاربة لكن تصريح بهذا اللفظ الايمان يزيد وينقص والجمع بين هاتين اللفظتين يزيد وينقص في جملة واحدة اه اقدم من نقل عنه اه التسبيح بذلك هو هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه وقد سئل قيل لهما زيادته وما نقصانه اي باي شيء يزيد وباي شيء ينقص وهذا السؤال ما زيادته وما نقصانه هو اهم سؤال ينبغي ان يطرح في هذا الباب عندما يعرف المسلم ان الايمان يزيد وينقص فان اهم ما ينبغي عليه ان يعرف اسباب ليفعلها وليعتني بها وان يعرف اسباب النقص ليجتنبها محافظة على ايمانه ولهذا لما سمع من عنده سمعه من عنده يقول الايمان يزيد وينقص؟ قالوا وما زيادته؟ ونقصانه فقال رضي الله عنه اذا ذكرنا الله وحمدناه وخشيناه كذلك زيادته اي ان الايمان لزيادته اسباب كلما كثرت زاد الايمان ومن ذلكم العناية بذكر الله حمدا وتسبيحا وثناء على الله سبحانه وتعالى وكذلك تلاوة لكتابه وتلاوة القرآن من اعظم الذكر والقرآن ذكر هذا ذكر وهو من اعظم اسباب زيادة في الايمان واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وهم يستبشرون اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فالقرآن من اعظم الذكر لله وهو من اعظم اسباب زيادة الايمان وكذلك خشية الله انما يخشى الله من عباده العلماء ورأس العلم خشية الله والعبد كلما ازداد خشية لله ازداد اقبالا على طاعة الله وبعدا عن معاصيه جل في علاه كما قيل من كان بالله اعرف كان منه اخوف والعبادة اطلب وعن معصيته ابعد قال رحمه الله واذا غفلنا وضيعنا فذلك نقصانه. اي ان الايمان ينقص بالغفلة. والاضاعة الغفلة اي عن ذكر الله والاضاءة هي للاعمال التي يحصل بها زيادة الايمان وقوته وافاد هذا الاثر عن هذا الصحابي رضي الله عنه ان الايمان لزيادته اسباب ونقصانه اسباب وان الواجب على المسلم ان يعنى بمعرفة اسباب زيادة الايمان وان يعنى ايضا بمعرفة اسباب نقصانه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا جعفر بن محمد الصندلي ولحدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن ابي جعفر الخطمي عن ابيه عن جده عمير بن حبيب رضي الله عنه قال الايمان يزيد وينقص فقيل وما زيادته وما نقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته. واذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه. واورد هذا الاثر عن هذا الصحابي وهو عمير ابن حبيب الخطمي رضي الله عنه وآآ فيه كما تقدم ان الايمان يزيد وينقص وان لزيادته اسبابا ولنقصانه اسباب نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا جعفر قال حدثنا الفضل قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا محمد ابن طلحة عن زبيد عن ذر قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لاصحابه هلموا نزداد ايمانا فيذكرون الله تعالى ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقول لاصحابه هلموا اي تعالوا نزدد ايمانا وهذا يدلنا على ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من عناية بامر الايمان ورعاية لامر زيادته ومحافظة على نماءه وقوته والاخذ بالاسباب التي من شأنها ان تقوي الايمان فكانوا يا يدعو بعضهم بعضا الى مجالس الذكر وحلق العلم التي هي من اعظم اسباب زيادة الايمان قال كان يقول لاصحابه هلموا نزدد ايمانا هلموا نزدد ايمانا قال فيذكرون الله تعالى معنى يذكرون الله اي يجلسون مجلس علم يذكرون الله بذكر اياته وتلاوة كلامه ومدارسة معانيه والتفكر في دلالاته المذاكرة لشرعه وحدوده هذا كله من ذكر الله. قد قال عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. والمراد بحلق الذكر اي مجالس العلم التي اه يعرف فيها بالرب المعبود وبحقوقه على العباد ووجوب تعظيمه واقامة شرعه وطاعة امره واتباع رسله عليهم صلوات الله وسلامه وهذا اعظم ما يكون به زيادة الايمان ولهذا من من اعظم ما ينبغي ان يعنى به المسلم في حياته فالمحافظة على مجالس العلم ولا سيما ما يعقد منها في بيوت الله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم من رحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا جعفر قال حدثنا الفضل قال حدثنا احمد قال حدثنا وكيع عن شريك عن هلال عن عبد الله ابن عكيم قال سمعت عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول يقول في دعائه اللهم زدني ايمانا ويقينا وفقها. وفي هذا هذه الدعوة تروى عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول في دعاء اللهم زدني ايمانا ويقينا وفقها وهذا فيه ان امر الايمان بيد الله فوالذي سبحانه وتعالى يمن به على من شاء من عباده وهو سبحانه وتعالى الذي يقويه في قلوب من شاء من عباده وهو الذي يثبته سبحانه وتعالى في قلوب من شاء من عباده يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وقال الله سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فقال الله سبحانه وتعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين الايمان هبة الله ومنته على من شاء من عباده بل الله يزكي من يشاء. فالامر بيده ولهذا من اعظم ما ينبغي ان يعنى به المسلم في هذا الباب ان يصدق مع الله في التوجه اليه والسؤال ان يزيد ايمانه وان يقوي يقينه وان يجنبه اه الفتن فالامور التي تضعف الايمان فكان رضي الله عنه يقول اللهم زدني ايمانا ويقينا وفقها نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال حدثنا عبدالعزيز بن محمد الدروردي عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء ما رأيت من ناقصات عقل فقر ودين اغلب لالباب ذوي الرأي منكن ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء ما من ناقصات عقل ودين اغلب لالباب ذوى الرأي منكن الشاهد من الحديث قوله من ناقصات عقل ودين من ناقصات عقل ودين هذا الحديث جاء مصرحا بالنقصان. ولهذا قال العلماء اما الزيادة فنطق بها القرآن واما النقصان فنطقت به السنة اشارة الى هذا الحديث اما الزيادة فنطق بها القرآن اي في مثل قوله زادتهم ايمانا وما النقصان فنطق بها فنطقت بها السنة اشارة الى قوله ما رأيتم الناقصات عقل ودين فهذا الحديث فيه نقصان الدين فيه نقصان آآ الدين ومن نقصان اه الدين نقص العمل من نقصان الدين نقص العمل والمرأة فاذا حاضت فانها لا تصلي ولا تصوم وهذا نقص في آآ اعمال الايمان مقارنة بالرجل الذي لا يتوقف في عن الصلاة والصيام والمرأة في كل شهر تتوقف قدر اسبوع او نحوه فمقارنة بالرجل هذا نقص من نقص من الدين هذا نقص من الدين لكنها نقص مأمورة فلا تنام عليه لكنه نقص مقارنة بعمل اه الرجل والنبي صلى الله عليه وسلم سماه نقصان سماه نقصانا فالايمان ينقص بترك العمل كما انه ينقص بفعل الذنوب كما انه ينقص بفعل الذنوب ينقص بترك العمل اعمال الطاعات كما انه ينقص بفعل الذنوب ولعله والله تعالى اعلم لاجل ذلك اتبع المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لان حديث ابي هريرة رضي الله عنه هذا فيه ان الايمان ينقص بنقص العمل والحديث الذي بعده فيه ان الايمان ينقص بفعل الذنوب ان الايمان ينقص بفعل الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن نعم قال حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا علي ابن الجعد قال اخبرنا شعبة قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن ذكوان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسرق السارق حين وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد نعم قال حدثنا اسحاق بن ابي حسان الانماطي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا حاتم بن اسماعيل قال حدثنا محمد بن عجلان عن القعقاع ابن حكيم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. نعم. قال وحدثنا عبد وقال وحدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابو داوود يعني الطيالسي قال حدثنا شعبة قال اخبرني فراس قال سمعت مدرك بن عمارة قال سمعت مدرك بن عمارة يحدث عن ابن ابي اوفى يعني عبد الله ان النبي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث الازمي الزاني حين يزني وهو مؤمن وساقه من حديث عائشة وابي هريرة وابن ابي اوفى رضي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين هذا الحديث صريح في ان فالذنوب تنقص فالايمان وتظعفه وان من ارتكب الذنوب نقص ايمانه وضعف بحسب ما ارتكب منها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن اي ان ايمانه ينقص بارتكابه لهذه الذنوب ويضعف والنفي هنا للايمان نفي كمال الايمان الواجب الذي يكون صاحبه عرظة للعقوبة وليس نفيا لاصل الايمان كما تقوله الخوارج والمعتزلة وانما النفي هنا نفي كمال الايمان الواجب ولهذا من يرتكب هذه الذنوب العظيمة وهذه الكبائر لا يكون مستحقا لوصف الايمان المطلق او لا يكون من اهل الايمان المطلق بل يعد كن مؤمنا بايمانه فاسقا بكبيرته لا يكون من اهل الايمان المطلق ولا ايظا يخرج من الدين بل يكون مؤمنا ايمانه فاسقا بكبيرته ولهذا يقال في في وصفه اه مؤمن ناقص في الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او نحو ذلك من العبارات التي تؤدي هذا المعنى ومن فوائد هذا الحديث ان ترك هذه المعاصي طاعة لله سبحانه وتعالى باب من ابواب زيادة الايمان فان الايمان كما انه يزداد بفعل الطاعات فانه كذلك يزداد بترك المعاصي والخطيئات من اجل الله وطاعة لله سبحانه وتعالى ومقابل ذلك النقص كما تقدم فلمن ينقص بترك العمل وفي الوقت نفسه ينقص بفعل الذنوب الايمان ينقص بترك العمل وينقص ايضا بفعل الذنوب اه ارتكابها نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا ابو هشام وايضا وايضا من اه فوائد هذا الحديث له فائدة من الاهمية بمكان في باب تعريف الايمان وما يدخل تحت مسماه فالايمان آآ يدخل فيه اه فعل الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية ويدخل في الايمان ترك الذنوب يدخل في مسمى الايمان ترك الذنوب فالايمان كما انه يدخل في في مسماه فعل الطاعات فانه كذلك يدخل في مسماه ترك الخطيئات والمعاصي نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا وهب بن جرير قال اخبرنا ابي عن فضيل بن يسار قال قيل لابي اعثروا في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن قال فدور دارة فقال هذا الاسلام ثم دور جوفها دارة فقال وهذا الايمان محصور في الاسلام فاذا سرق او زنا خرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرجه من الاسلام الا الشرك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابي جعفر وقد سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يسرق السارق حين يسرقه مؤمن قال فدور دارة فقال هذا الاسلام ثم دور جوفها داره فقال وهذا الايمان محصور في الاسلام محصور في الاسلام فاذا سرق او زنا خرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرجه من الاسلام الا الشرك هذا وان كان في باسناده اه كلام الا انه من حيث المعنى مستقيم بل اه معناه حسن وجيد فيه ان في ضرب هذا المثل في ضرب هذا المثل الذي يوضح حال الاسلام والايمان ومدى تأثير الذنوب على العبد فدور داره اي دائرة ودور في داخلها دائرة اخرى وجعل الدائرة الاوسع الاسلام والدائرة الاضيق الايمان وايضا يمكن ان يزاد في داخل الدائرة الاضيق دائرة ثالثة وهي دائرة الاحسان ذلك ان من بلغ درجة الاحسان وهي اعلى رتب الدين لا يبلغها الا وقد كمل اسلامه وايمانه ولهذا يقول العلماء كل محسن مؤمن مسلم وليس كل مؤمن محسنا لان دائرة الاحسان هي اضيق هذه الدوائر فلا يبلغ العبد هذه الدرجة الا اولا يكون بدخوله في الاسلام ثم اذا تمكن الايمان في قلبه اصبح في دائرة الايمان ثم اذا بلغ في العبادة مبلغا في الاتقان والاجادة ان يعبد الله كانه يراه. ارتقى الى درجة الاحسان. ولهذا كل محسن مؤمن مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا محسنا وليس ايضا كل مؤمن محسنا وهذا المثل الذي ضربه ابو جعفر يوضح هذا المعنى فدور دائرة قال هذا الاسلام ودور داخلها دائرة اطيب قال هذا الايمان فاذا دخل العبد الدين اول ما يكون دخوله للدين يكون ماذا يكون مسلما هذا اول ما يكون الدخول فاذا اخذ يتقوى في معارف الدين وعلومه وعقائده واصوله والمعرفة بالرب العظيم سبحانه وتعالى وتمكن الايمان في قلبه حينئذ يرتقي للايمان اقرأ دليلا على ذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم اي ان رتبة الايمان اعلى فمن دخل في هذا الدين اول ما يكون دخوله في الاسلام فاذا قوي ايمانا وعقيدة يقينا ارتقى الى درجة الايمان ثم اذا قوي اكثر وبلغ في العبادة اه اتقانا واجادة ان يعبد الله كانه يراه فهذه رتبة الاحسان وهي تأتي بالمجاهدة والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وفي هذا الاثر الرد على خوارج والمعتزلة الذين يستدلون بهذا الحديث حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن في اخراج مرتكب الكبيرة من الايمان في اخراج مرتكب الكبيرة من الايمان ففهموا من النفي في الحديث ما في اصل الايمان وهذا كلام باطل هذا كلام باطل وقول فاسد فالحديث لا يدل على ذلك وانما الحديث يدل على نقص الايمان ولهذا حسب هذا المثل اه اذا سرق او زنى خرج من الايمان الى الاسلام خرج من الايمان الى الاسلام. بمعنى انه بارتكابه للكبيرة لم يصبح من اهل الايمان المطلق لم يصلح من اهل الايمان المطلق ولا يصح ان يوصف الايمان الا مقرونا بما يدل على عصيانه ولهذا يقال مؤمن ناقص الايمان مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لابد ان يقرن بشيء يدل على عصيانه وفسقه فاصبح غير مستحق للايمان المطلق وفي الوقت نفسه ليس خارجا من الدين لان العبد لا يكفر فعل المعصية وانما يكون الكفر والانتقال من الدين بالشرك بالله ارتكاب الامور المكفرة الناقلة من الملة قال فاذا سرق او زنى خرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرجهم من الاسلام الا الشرك اي لا يخرج من الاسلام مجرد المعاصي كما تقوله الخوارج المعتزلة لا يخرجه من السهم الا اه الشرك نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر محمد بن كردي الفلاس قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا جرير ابن حازم عن الفضيل ابن يسار قال قال محمد بن علي هذا الاسلام ودور دارة في بوسطها اخرى وهذا الايمان الذي في وسطها مقصور في الاسلام. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن قال يخرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرج من الاسلام فاذا تاب تاب الله عليه قال رجع الى الايمان. اعد قال حدثنا ابو نصر محمد بن كردي الفلاس قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا ابن حرب قال حدثنا جرير ابن حازم عن الفضيل ابن يسار قال قال محمد بن علي هذا الاسلام ودور دارة في طه اخرى وهذا الايمان الذي في وسطها مقصور في الاسلام نعم. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن قال يخرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرج من الاسلام. فاذا تاب تاب الله عليه قال رجع الى الامام هذا هذا الاثر هو بمعنى ما تقدم في ذكر هذا المثل آآ في ذكر هذا المثل قال آآ هذا الاسلام ودور داره في وسطها اخرى وهذا الايمان الذي في وسطها مقصور في الاسلام مقصور في الاسلام اي داخل دائرة الايمان داخل دائرة الاسلام ثم قرأ الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن قال يخرج من الايمان الى الاسلام ولا يخرج من الاسلام اي بمجرد المعصية اذ لا يخرجهما الاسلام الا الكفر الاكبر والشرك بالله سبحانه وتعالى قال فاذا تاب تاب الله اليه او تاب الله عليه قال رجع الى الايمان اي رجع الى هذه الرتبة العالية التي هي درجة الايمان نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ما احسن ما قاله محمد بن علي رضي الله عنهما وذلك ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والاسلام لا يجوز ان يقال يزيد وينقص وقد روي عن جماعة ممن تقدم انهم قالوا اذا اذا زنا نزع منه الايمان فان تاب رده الله اليه كل ذلك دليل على ان الايمان يزيد وينقص والاسلام ليس كذلك؟ الا ترى الى قول النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. فمن ترك الصلاة فقد كفر وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الله تعالى قرن الزكاة في كتابه مع الصلاة فمن لم يزكي فلا صلاة له نعم هذا وما بعده يؤجل الى لقاء الغد نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا قل للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا. وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في لديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا