الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى ما احسن ما قاله محمد بن علي رضي الله عنهما وذلك ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والاسلام لا يجوز ان يقال يزيد وينقص وقد روي عن جماعة ممن تقدم انهم قالوا اذا زنا نزع منه الايمان فان تاب رده الله اليه كل ذلك دليل على ان الايمان يزيد وينقص والاسلام ليس كذلك. الا ترى الى قول النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر والصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الله تعالى قرن الزكاة في كتابه مع الصلاة فمن لم يزكي فلا صلاة له. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فاننا لا نزال في باب ما دل على ان الايمان يزيد وينقص وقد ساق رحمه الله تعالى جملة من الادلة على ذلك كان من اخر ما مر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ويسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وقد افاد هذا الحديث كما تقدم التنبيه على ذلك على ان الايمان يزيد وينقص باعتبار ان فعل هذه المعاصي وارتكاب هذه الذنوب مظعف للايمان منقص له والنفي في الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن للايمان ليس نفيا لاصله. وانما هو نفي لكمال الايمان الواجب الذي يتعرض فاعله للعقوبة. عقوبة الله سبحانه وتعالى فافاد هذا الحديث ان الايمان يزيد وينقص. يزيد بطاعة الله تبارك وتعالى وينقص بفعل هذه المعاصي والذنوب ثم اتبع ذلك بالنقل عن ابي جعفر محمد بن علي الذي يعرف بالباقر محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما ورحم الله محمد ابن علي ووالده ورظي الله عن الصحابة اجمعين اورد النقل عن محمد بن علي المعروف بالباقر ابو جعفر انه قال هذا الاسلام ودور دائرة في وسطها اخرى وقال هذا الامام. ثم استشهد بالحديث على ذلك وان الايمان درجة آآ درجة اكمل من الاسلام وان كل مؤمن مسلم وليس العكس ليس كل مسلم مؤمنا ولهذا قال الله سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم اي ان بلوغ درجة الايمان ورتبته العلية انما يكون هذا الحال ان يتمكن الايمان في قلب العبد قال ما احسن ما قاله محمد بن علي وذلك ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي اي ان هذه المعاصي الزنا والسرقة وغيرها تنقص الايمان وتضعفه قال والاسلام لا يجوز ان يقال يزيد وينقص والاسلام لا يجوز ان يقال يزيد وينقص وهنا ينبغي ان يتنبه الى ان الاسلام له اطلاقات تارة يطلق منفردا عن الايمان كقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا وقوله ورضيت لكم الاسلام دينا ونحوها من النصوص فالاسلام في هذه الحال عندما يذكر منفردا فانه يشمل الدين كله يشمل الدين كله يكون بمعنى الايمان يكون بمعنى اه الايمان لانه عند افراده يتناول ما يتناوله الايمان من معنى عند افراده وعليه فان الاسلام على هذا الوصف وعلى هذه الحال شأنه شأن الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف الحالة الثانية الاسلام ان يذكر مقارنا للايمان قرينا للايمان كما هو في كما هو الشام في حديث جبريل قال اخبرني عن الايمان قال اخبرني عن الاسلام ثم قال اخبرني عن الايمان وكما هو الشأن في الاية التي مرت قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا فهذه الحال اذا ذكر الاسلام مقارنا للايمان فان المراد بالايمان العقيدة والمراد بالاسلام العمل والمراد بالاسلام العمل وهو ايضا على هذا الاطلاق يزيد وينقص لان اهل الاسلام يتفاوتون في الاعمال قياما بها ورعاية لها وليسوا في الاعمال على درجة واحدة فالاسلام يزيد وينقص على الاطلاقين سواء ذكر مفردا او ذكر مقرونا بالاسلام او او ذكر مقرونا بالايمان لكن جاء عن بعض السلف منهم الزهري رحمه الله تعالى انه قال الاسلام الكلمة الاسلام الكلمة اي ان اي ان من اطلاقات الاسلام يطلق ويراد به الكلمة ولعل من ذلك ما جاء في حديث اه معاذ وقد اورده النووي في الاربعين قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. فان المراد بقوله رأس الامر الاسلام اي شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فالاسلام الذي لا يستثنى فيه الاسلام الذي لا يستثنى فيه الشهادتان باللسان فقط فانها لا تزيد ولا تنقص. فانها لا تزيد ولا تنقص فالاستثناء فيها فلا استثناء فيها فاذا الاسلام اذا اطلق وذكر مفردا فهو بمعنى الايمان وهو يزيد وينقص واذا ذكر مقرونا بالايمان فالمراد به العمل والاعمال تزيد وتنقص واما اذا اطلق هذا الاطلاق واريد به الشهادتان فقط باللسان فهذه كلمة لا تقبل لا زيادة ولا نقصان لا بد ان يؤتى بها كاملة لا يزاد فيها ولا ينقص منها واما ما اشار اليه في الحديث اذا زنا نزع منه الامام فسيأتي عنده رحمه الله تعالى مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام فان تاب رده الله اليه كل ذلك دليل على ان الايمان يزيد وينقص والاسلام ليس كذلك يقول والاسلام ليس كذلك الا ترى الى قول النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة فمن ترك كالصلاة فقد كفر. مراده ان آآ الصلاة اسلام الصلاة اسلام ترك الصلاة كفر بينما يقصد ان الوقوع في مثل المعصية معصية الزنا او سرقة او غيرها ليس كفرا ناقلا من الملة. وانما هو معصية اما الصلاة فهي عماد الدين وتركها كفر بالله قال الا ترى الى قول النبي والاسلام ليس كذلك؟ الا ترى الى قول النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ترك الصلاة لكن هذا المثال الذي ذكره وهو الصلاة هل المصلون في صلاتهم على درجة واحدة او ان الصلاة نفسها حال المصلين فيها انها تزيد وتنقص منهم من صلاة اعظم ومقامه في صلاته اجل وكل قد صلى وكل ادى الفرظ الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه. وفي الحديث ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها فالصلاة نفسها هي من العمل الذي يتفاوت اهل الايمان فيه زيادة ونقصا وقوة وظعفا نعم قال رحمه الله تعالى حدثني وفيما يتعلق بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى نبه على فائدة مهمة تتعلق بهذا الحديث في كتاب له عنوانه قاعدة في المحبة في الصفحة مئة واربعة يقول رحمه الله لكن اذا كان اصل الايمان صحيحا يعني ممن وقع في الشيء من هذه الكبائر الزنا والسرقة او شرب الخمر يقول لكن اذا كان اصل الايمان صحيحا وهو التصديق فان هذه المحرمات يفعلها المؤمن مع كراهته وبغضه لها فإذا فعلها لغلبة الشهوة عليه فلابد ان يكون مع فعلها فيه نقص اه نعم فيه بغظ لها وفيه خوف من عقاب الله عليها وفيه رجاء لان يخلصه الله من عقابها اما بتوبة واما حسنات واما عفو واما دون ذلك قال والا فاذا لم يبغضها والا فاذا لم يبغضها ولم يخف الله فيها ولم يرجو رحمته فهذا لا يكون مؤمنا بحال بل هو كافر او منافق وهذا تفصيل مفيد ذكره رحمه الله تعالى في اه اه رسالة له عنوانها قاعدة في المحبة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال حدثني جدي قال حدثنا موسى ابن اعين عن عبيد الله بن عمرو عن زيد ابن ابي انيسة عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الرجل اذا زنا نزع الله منه نور الايمان فان شاء رده اليه وان شاء تركه قال وحدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا ابو معمر القطيعي قال حدثنا جرير عن الاعمش عن مجاهد قال كان ابن عباس رضي الله وعنهما يسمي غلمانه تسمية العرب ويقول لا تزنوا فان الرجل اذا زنا نزع منه نور الايمان قال حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن ابراهيم ابن عن ابراهيم ابن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لغلمانه من من اراد منكم الباء تزوجناه لا يزني منكم زان الا نزع الله منه نور الايمان. فان شاء ان يرده عليه رده وان شاء ان يمنعه منه منعه اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الرجل اذا زنا نزع الله منه نور الايمان فان شاء رده اليه وان شاء تركه وفي هذا المعنى حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام. قال اذا اذا زنا العبد خرج منه الايمان وكان عليه كالظلة وكان عليه كالظل واخذ العلماء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ان الحديث لا يدل على كفر من وقع في الزنا وانتقاله من الملة وليس المراد نزع منه الايمان او نزع منه نور الايمان او خرج منه الايمان اي انه آآ لم يبق شيء لم يبقى شيء معه من الايمان وان اصل الايمان نزع من قلبه ليس هذا هو المعنى يقول ابن تيمية بدلالة قوله وكان عليه كالظلة والظلة لم تفارقه صاحبها اي عنده شيء من اه عنده شيء من اه الايمان فلا ينزع عنه الوصف بالكلية ولا يثبت له ايضا آآ الوصف بالاطلاق وانما يفصل يقال مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او يقال مؤمن ناقص في الايمان او ضعيف الايمان او يقال الفاسق الملي اي من اهل الملة او نحو ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما ان الرجل اذا زنا نزع الله منه نور الايمان نزع الله منه نور الايمان وهذا فيه ان الايمان نور لصاحبه وظياء لقلبه ونور لوجهه وضياء له ايضا في طريقه وسبيله ومن بعد ذلك نور له في قبره وحشره ولقائه لربه سبحانه وتعالى يوم تقسم الانوار فالايمان نور واذا زنا العبد نزع الله منه نور الايمان وهذا فيه دلالة على خطورة هذه المعاصي العظيمة على ايمان الشخص وان وقوع العبد في هذه الكبائر وهذه المعاصي موجبا لرقة دينه وظعف ايمانه ونقصه وذهاب نور الايمان وبهجته وضيائه عنه قال فان شاء رده اليه ان شاء رده اليه اي بتوفيقه للتوبة والانابة والرجوع الى الله والاقلاع عن هذه المعاصي وان شاء تركه هذه المعاصي ولا ولا سيما الزنا وقل مثله في شرب الخمر اذا دخل فيه العبد السمراء والعياذ بالله استمرأه ولازمه واصبح فكاكه منه صعب الا ان يخلصه الله منه ويعافيه منه. كما في هذا الحديث فان شاء اي الله رده اليه رده اليه اي نور الايمان وان شاء تركه اي على عصيانه نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا يزيد يعني ابن هارون في بعض طرق التي مرت معنا ان ابن عباس كان يسمي غرمان تسمية العرب لعله ينادي كلا منهم باسمه ويخصه النصح لا تزني يقول فان الرجل اذا زنا نزع منه نور الايمان. في الرواية الاخرى قال انه قال لغلمانه من اراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان الا نزع الله منه نور الايمان. وهذا تنبيه من منه رضي الله عنه الى ان الشاب ينبغي عليه ان يبادر الى الزواج وان يسارع اليه اعفافا لنفسه وصيانة اه لها من داعي الشهوة فيسارع الى الزواج ليعف نفسه وليحصن نفسه بالزواج ولهذا جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغضوا للبصر واحصن للفرج الزواج امره ليس بالهين ومن استطاع وتمكن ينبغي عليه ان يبادر وان يسارع للزواج ليعف نفسه ويعف من تكون ايضا زوجة له من بنات المسلمين فيكون محصنا وتكون هي ايضا محصنة بهذا الزواج المبارك ومن ثم يكرمهم الله سبحانه وتعالى بذرية تعبد الله جل في علاه يقومان على تربيتها وتنشأتها هذا امر ينبغي ان يسارع اليه الشباب بخلاف التخذيل الذي في زماننا هذا عن المسارعة الى الزواج حتى ان بعض الناس لا يجرؤ الان ان يقول في زماننا ما يصلح الزواج الا بعد الثلاثين بعد الثلاثين ايش الكلام هذا هؤلاء ما يفقهون ولا يعرفون حقيقة حقيقة الحياة اه ما ينبغي ان تكون عليه الامور ولهذا تأخر الزواج يترتب عليهم المفاسد آآ المظار الشيء العظيم سواء فيما يتعلق بالرجال او ما يتعلق في النساء فكان يقول لغلمانة رضي الله عنه من اراد منكم الباء زوجناه من اراد منكم الباءة زوجها ان يجد عنده شهوة قوية واقبال على هذا الامر وتفاعل فيه في نفسه. قال زوجناه حتى يحصن نفسه حتى يحصن نفسه وحتى ايظا لا يقع في تفكيرات سيئة يدعوه اليها الشيطان او النفس الامارة هذا السوء قال من اراد منكم الباء زوجناه لا يزني منكم لا يزني منكم زان الا نزع الله منه نور الايمان الا نزع الله منه نور الايمان فان شاء ان يرده عليه رده وان شاء ان يمنعه منه منعه نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن حنبل قال حدثنا يزيد يعني ابن هارون قال اخبرنا العوام قال حدثني علي ابن مدرك عن ابي زرعة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال الايمان نزه فمن فارقه الايمان فان لام نفسه وراجع راجعه الامام. ثم اورد هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ايمان نزه الايمان نزه وهذا وصف للايمان نفسه للايمان نفسه ليس وصفا للعامل به وانما هو وصف للايمان نفسه ان الايمان نزه ومعنى نزه انه لا يقبل المعاصي معنى انه نزه لا يقبل المعاصي فالايمان نزه اي لا يقبل معاصي والذنوب فاذا وجدت الا المعاصي في العبد المؤمن لنزاهة الايمان ينقص ما يبقى على تمامه ما يبقى فيه الايمان على تماما لان الايمان في نفسه نزيه فاذا وقع العبد في المعصية معصية الله تبارك وتعالى الذي يحصل ان الايمان عنده ينقص لان الايمان نزه ما يقبل هذه المعاصي اه الذنوب فينقص ويضعف وكل ما كثرت هذه المعاصي ازداد اه الايمان اه نقصا ووظعفا ولهذا يقول الايمان نزه فمن زنا فارقه الايمان لنزاهة الايمان قال فمن زنا فارقه الايمان فان لام نفسه ورجع راجعه اه الايمان والايمان الذي يفارق صاحبه بالزنا ويعود اليه بالتوبة ليس اه المراد به اصل الايمان وهذا باجماع السلف رحمهم الله ليس المراد به اصل الايمان لا يخالف في ذلك الا الخوارج و المعتزلة من يخرجون آآ يخرجون العاصي بالكبيرة او المعصية من اه الايمان فليس المراد بقوله رضي الله عنه فارقه الايمان اي اصل الايمان وانما يفارقه الايمان المطلق الايمان يفارقه كمال الايمان الواجب فيكون بمفارقة هذا الايمان له فاسقا مستحقا آآ العقوبة ولا يكون آآ كافرا منتقلا من آآ الملة. قال الايمان اي فاصبح فاسقا مستحقا لعقوبة الله تبارك وتعالى عرضة لعقوبة الله فالام نفسه ورجع راجعه الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا احمد قال حدثنا وكيع عن الفضل ابن دلهم عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ينزع الله منه نور الايمان كما يخلع احدكم قميصه فان تاب تاب الله عليه. وهذا النعم اللي بعده. قال وحدثنا ايظا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر قال احمد قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن اشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزع الله منه الايمان فان تاب اعيد اليه الايمان نعم وهذا الحديث آآ ينزع آآ ينزع الله منه نور الايمان كما يخلع احدكم فان تاب تاب الله عليه. رؤية الاخرى قال ينزع الله منه اه الامام فان تاب اعيد اليه الايمان. و الايمان كما اه قدمت ليس المراد به اصله ليس المراد به آآ اصل الايمان الا اذا كان مستحلا هذه المعاصي يفعلها عن استحلال لها فان فانه يكفر وينتقل من الملة بالاستحلال. اما اذا كان وقع فيها لغلبة الشهوة عليه لغلبة الشهوة عليه ووقع في في هذه الذنوب فانه ينزع منها الايمان اي الايمان الايمان الواجب الذي هو كمال الايمان الواجب ويكون فاسقا بذلك عرظة عقوبة الله سبحانه وتعالى فان تاب اعيد اليها الايمان اي الكامل الكمال الواجب الذي لا يستحق صاحبه شيء من العقوبة نعم قال رحمه الله تعالى قال وحدثنا ابو بكر قال حدثنا احمد قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن عوف قال قال الحسن يجانبه الايمان ما دام كذلك فان رجع راجعه الايمان قول الحسن اي البصري رحمه الله يجانبه الايمان هو بمعنى ما تقدم ينزع الله منه الايمان. وعرفنا المراد بالايمان في هذا السياق نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفيريابي قال حدثنا اسحاق بن راهوية قال حدثنا عبد الله بن ادريس قال حدثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. قال دفن ابو بكر بن ابي داوود قال حدثنا ابو احمد بن عمر قال حدثنا انس بن عياض قال حدثني محمد ابن عجلان عن القعقاع عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا من جملة ما استدل به ائمة السلف رحمهم الله تعالى على هذه المسألة ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين واكمل افعل تفضيل اكمل افعل تفضيل اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا فاذا قوله اكمل المؤمنين ايمانا لا يكون هذا اكمل لا يكون هذا اكمل حتى يكون غيره ماذا؟ انقص. لا يكون هذا اكمل حتى يكون غيره انقص. فاذا قول قول النبي من اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا هذا دليل على ان الايمان يزيد وينقص وان من اسباب زيادة الايمان عناية المسلم بالخلق الفاضل والادب الكريم. وان اداب الشريعة التي جاء الاسلام بالحث عليها والترغيب فيها والذكر لعظمة شأنها هي اخلاق يزداد بها الايمان بل هي جزء من الايمان بل هي جزء من اه الايمان وقول النبي عليه عليه الصلاة والسلام اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا دليل واضح على ان حسن الخلق من الايمان دليل على ان حسن الخلق من الايمان ولهذا ولهذا ينبغي ان ينتبه هنا الى امر في غاية الاهمية وهو ما ميز الله ما ميز الله سبحانه وتعالى به امة الاسلام عندما يتعاملون بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة انما يتعاملون بها قربة لله وطلبا لما عند الله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا حسن الخلق قربة ليس عملا يأتي به آآ المرء لمصالح انية تحسن اخلاقه لمصالح فان حصل مصالحه توقف عن حسن الخلق ليس هذا حسن الخلق والاسلام حسن الخلق في الاسلام قربة من القرب التي يتقرب بها المسلم الى الله تبارك وتعالى. ولهذا لا يغتر بما يكون عليه بعض الكفار من اخلاق جميلة واداب حسنة لان تلك الاخلاق التي يقومون بها ليست من باب القرب ليست من باب القرب واما المسلم فخلقه حتى وان قل قربة يجد عليه ثوابا يوم آآ القيامة ولهذا جاء في الصحيح ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن جدعان قالت انه يقرئ الضيف ويفك العاني ويفعل كذا امور عظيمة كان يقوم بها اينفعه ذلك تسأل رضي الله عنها اينفعه ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لانه لم يقل قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين يعني هذه الاعمال التي كان يعملها لم يكن يعملها من اجل يوم الدين يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي الله وانما كان يعملها لامور في الدنيا مثله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والده قال ان والدي كان يفعل كذا من كرم وجود والبذل اينفعه ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذاك رجل اراد شيئا فناله او حصله قال العلماء اي الشهرة قال العلماء اي الشهرة فكان يقوم بهذه الاخلاق للشهرة والصيت والسمعة ما كان يفعلها قربة لله حتى يلقى الله سبحانه وتعالى فيفوز بالثواب العظيم ما كان يفعلها من اجل ذلك وهذا ما ميز الله به المسلم في اخلاقه وادابه فهو فهو يقوم ويؤدي هذه الاخلاق تقربا الى الله سبحانه وتعالى ولهذا اذا تعامل مع الناس بالخلق واساءوا اليه لا يألم لا يألم لما قام به من حسن خلق معهم لانه لم يفعل ذلك لشيء يرجوه منهم وانما لشيء يرجوه عند الله سبحانه وتعالى فلا يأسف ولا يألم لانه ما ضاع عليه شيء. الشيء الذي قدم من اجله حسن الخلق لا يرجوه منهم. وانما يرجوه من الله سبحانه وتعالى قال ان لي قرابة تصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي قال اه لئن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل ولا يزال عليك من الله ظهير ما دمت على ذلك فالمسلم يقوم باخلاقه تقربا الى الله سبحانه وتعالى ايضا فيما يتعلق الكفار والتعاملات الجميلة ينبغي ان يعلم في هذا المقام ان الكفر ملازم تمام الملازمة لفساد الخلق لا يمكن ان يكون كفر وحسن خلق لا يمكن الكفر ملازم لتمام الملازمة لفساد الخلق لانك ان نظرت للخلق بمعناه الوافي فان اعظم الخلق واوجبه واعظم الادب واتمه الادب مع الله فاي خلق واي ادب في رجل خلقه الله وامده بالصحة والعافية والسمع والبصر والمسكن والمأوى والمركب ثم يصرف ذلة لغير الله اين الخلق ثم يصرف ذي الادلة وخضوعه وخشوعه وعبادته لغير الله. اين الخلق اين الخلق في من ينكر مثلا اه شرع الله وينكر دينه لينكر توحيده واخلاص الدين له او يستهزئ بالله او برسوله او بكتابه هذا كله من فساد الخلق من فساد الخلق وقول النبي عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق الا الخلق الدين كله مثل ما قال الله تعالى آآ وانك لعلى خلق عظيم اي دين كامل على دين كامل نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن انس عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء. فقال صلى الله عليه وسلم دعه ان الحياء من الايمان ثم اورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء. ويعظ اخاه في الحياء اه كأنه اه رأى يستحي وفيه تميز في هذا الخلق وخلق الحياء والحياء خلق يقوم في القلب قلب المؤمن يا يدفع صاحبه للتحلي بالفظائل والتخلي عن الرذائل بينما اذا نزع الحيا من القلب لم يبالي المرء في اي معصية او سيئة فعل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. لان اذا ذهب الحياء لا يبالي انسان بما يصنع او بما تقع منه من معاملات سيئة او نحو ذلك فمر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء فقال دعه دعه اي لا تعظه في اه الحياء فان الحياء من الايمان فان الحياء من الايمان والمصنف رحمه الله تعالى ذكر هذا الحديث دليلا على ماذا على ان الايمان يزيد وينقص على ان الايمان يزيد وينقص. وقد سبق من مر معنا في حديث الشعب والحياء شعبة من شعب الايمان ووجه الدلالة في هذا الحديث على زيادة الايمان ونقصانه ان الحياء اذا كان من الايمان وقد دل الحديث على ذلك فاهل الايمان يتفاوتون في الحياء. فقد قال عليه الصلاة والسلام احيا امتي عثمان اي اشدهم حياء اهل الايمان يتفاوتون في آآ الحياء ليسوا فيه على درجة واحدة وعليه فالايمان يزيد وينقص بل زيادة الايمان ونقصانه ليست فقط في الاعمال الظاهرة من صلاة وصيام وصدقة بل حتى في الاعمال الباطنة مثل الحياء والرجاء والتوكل الخشية والانابة وغير ذلك. اهل الايمان يتفاوتون في هذه الاعمال القلبية تفاوتا عظيما. فالايمان يزيد وينقص من جهة الاعمال الظاهرة ومن جهة ايضا اعمال القلبية نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا احمد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن اشعن خيثمه عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه قال يأتي على الناس زمان يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمن قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا عثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا فضيل ابن عياض عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله ابن عمرو. قال يأتي على الناس زمان يجتمعون في مساجدهم ليس فيهم مؤمن. قال وحدثني الفيريابي قال حدثنا عبيد الله ابن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن سليمان عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال ليأتين على الناس زمان يجتمعون في مساجدهم ما فيهم مؤمن ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما من طرق قال يأتي على الناس زمان يجتمعون في المساجد ليس فيهم مؤمن ليس فيهم مؤمن اه اي الايمان الواجب ليس فيهم مؤمن اي الايمان واجب وليس المراد ان انهم كفار ليسوا على الملة وانما ليس فيهم مؤمن اي الايمان الواجب. فهم يجتمعون في المساجد ويصلون لكنهم واقعون في الفسق واقعون في آآ انواع من الفجور من المعاصي الكذب الغش آآ الى غير ذلك من آآ الامور واقع في آآ في في في بهذه الاشياء وليس المراد ليس فيه مؤمن انهم كفار. ليسوا من اهل اه الملة ليس هذا المراد وانما المراد بالايمان المنفي هنا آآ كمال الايمان الواجب كمال الايمان الواجب الذي يستحق اه تاركه العقوبة. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى كل هذه الاثار تدل على الزيادة الايمان ونقصانه. وسنذكر من القرآن ما يدل على ما قلنا وهذا طريق من اراد الله به خيرا قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وقال تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقال تعالى فيما اثنى به على اصحاب الكهف انهم فتية امنوا ربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم. وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. وقال تعالى ليستيقن الذين اوتوا تاب ويزداد الذين امنوا ايمانا وهذا في القرآن كثير وقال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل نعم يوجه الكلام على هذه الايات الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها. وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا انصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا الى من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا