نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله تعالى كل هذه الاثار تدل على على زيادة الايمان ونقصانه وسنذكر من القرآن ما يدل على ما قلنا وهذا طريق من اراد الله به خيرا. قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا ايمانا وهم يستبشرون. وقال تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدوا واتاهم تقواهم. وقال تعالى فيما اثنى به على اصحاب الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم. وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم انهم يتوكلون وقال تعالى ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا وهذا في القرآن كثير. وقال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا لنا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد لا نزال في هذه الترجمة ما دل على زيادة الايمان ونقصانه. وفي هذا الموطن ساق رحمه الله تعالى من ادلة كتاب الله عز وجل ما يدل على ان الايمان يزيد في ايات عديدة ساقها رحمه الله تعالى مصرحة بزيادة الايمان. والايات نفسها استدل بها اهل العلم على ان الايمان ينقص. لانه اذا قبل الزيادة قبل النقصان ان اذا قبل الزيادة قبل النقصان. فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف اهله ليسوا فيه على درجة واحدة. وقد ساق رحمه الله ايات عديدة فيها التصليح بزيادة في الايمان وبعضها فيه التصريح بزيادة الهدى. وايضا جاء ويزيدهم خشوعا. التصليح بزيادة في الخشوع والهدى والخشوع من الايمان. فهذه الايات كلها فيها دلالة على ان الايمان يزيد وايضا فيها اشارة الى شيء من اسباب زيادة الايمان مثل التلاوة لكتاب الله عز وجل مع حسن التأمل والتدبر لكلامه سبحانه والتأمل في اياته الكونية ايات الله تبارك وتعالى الكونية الدالة عليه والقيام بالاعمال الصالحة وحسن التوكل على الله هذه كلها من اسباب زيادة الايمان نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو حفص عمر ابن ايوب السقطي قال سمعت ابا جعفر محمد ابن سليمان لوين؟ قال سمعت سفيان ابن عيينة يقول غير الايمان قول وعمل. قال ابن عيينة فاخذناه ممن قبلنا قول وعمل. وانه لا يكون قول الا بعمل قيل لابن عيينة سيزيد وينقص؟ قال فاي شيء اذا؟ قال وحدثنا عمر بن ايوب قال حدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي قال حدثنا ابو الفتح نصر ابن المغيرة قال قيل لسفيان ابن عيينة الايمان يزيد وينقص؟ قال ستقرأون القرآن فزادهم ايمانا في غير موضع قيل ينقص قال ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. هذا الاثر عن سفيان ابن ابن عيينة في الاول قال لما سأله سائل يزيد وينقص قال فاي شيء اذا؟ يعني هذا امر واضح لا يحتاج ان ان يسأل عنه ودلائله واضحة وبينة فاي شيء اذا اي ان هذا امر واضح بين دلت عليه الدلائل في الكتاب والسنة والاجماع والحس. اي ان كل واحد يحس ويجد من نفسه ان ايمانه تارة ينقص ويجد لهذه لهذا النقصان اسبابا وايضا تارة يجد انه يزيد ويجد ايضا ولزيادته اسبابا. وفي الاثر الثاني قيل له يزيد وينقص؟ قال اليس تقرأون القرآن؟ فزادهم ايمانا. اليس تقرأون القرآن فزادهم ايمانا في غير موظعه انه في غير موضع من كتاب الله عز وجل جاء التصريح بزيادة الايمان. ثم قال الله فقيل له ينقص قال ليس ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. يعني اذا قبل الزيادة فهو يقبل النقصان. وعليه فان الايات التي جاءت مصرحة بزيادة الايمان يستدل بها على نقصانه على هذا النحو من التوجيه الذي ذكره سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم. ليس شيء يقبل ليس شيء يزيد الا وهو ينقص. فتكون هذه الايات دلت على زيادة الايمان منطوقا وعلى نقصانه مفهوما. واما السنة فقد جاءت مصرحة. بالنقصان كما الحديث الذي تقدم معنا ما رأيت من ناقصات عقل ودين نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا عمر ابن ايوب قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا محمد بن القاسم الاسدي قال سمعت سفيان الثوري يقول ان الايمان يزيد وينقص قال سفيان واقول ان الايمان ما وقر في الصدر وصدقه العمل. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا ترى عن سفيان الثوري انه يقول ان الايمان يزيد وينقص قال سفيان واقول ان الايمان ما وقر في الصدر وصدقه العمل. الامام ما وقر في الصدر وصدقه العمل. هذا نحو وقول الحسن البصري ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي. ولكن الايمان ما وقر في القلوب صدقته الاعمال وهذان الاثران عن الحسن وسفيان فيهم ان صلاح القلب بالايمان يرتبط به صلاح الظاهر لا يمكن ان يتخلف ظاهر المرء عن مراد قلبه. فالقلب للبدن كله قائد له لا يمكن ان تتخلف الجوارح عن مرادات القلوب كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فالقلب قائد والجوارح وتبع له ولا تتخلف عن مراده. ولهذا قوله رحمه الله تعالى الايمان ما وقر القلب وصدقته الاعمال. اي قام قامت الاعمال فالعبد برهانا على صدق ايمانه. وعليه ايضا فان الايمان ليس مجرد شيء في القلب. بل الايمان قول وعمل عقيدة وسريعة. نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا ابو بكر بن زنجوي قال حدثنا عبد الرزاق قال سمعت سفيان الثوري وابن جريج ومعمرا يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص. نعم. قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا سلمة ابن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن انس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص قال اخبرنا خلف بن عمرو العكوري قال حدثنا الحميدي قال سمعت ابن عيينة يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص؟ فقال له اخوه ابراهيم ابن عيينة يا ابا محمد لا تقولن يزيد وينقص فغضب وقال اسكت يا صبي بل حتى لا يبقى منه شيء. قول ابراهيم ابن عيينة آآ هنا لا لا تقولن يزيد وينقص قد تكون دخلت عليه شبهة المرجئة و اما اهل السنة فهم قاطبة مجمعون على ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ليس بينهم خلاف في ذلك. فلا ينفي الزيادة والنقصان. او يتردد في الزيادة والنقصان للايمان الا من دخلت عليه الشبهة. شبهة اهل البدع والاهواء قال لا تقولن يزيد وينقص فغضب وحق له ان ان يغضب لان هذا مخالفة ومصادمة بالنصوص والاجماع والحس ايضا ما يجده كل امرئ من نفسه في ايمانه وعمله فغضب وقال اسكت يا صبي بل حتى لا يبقى منه شيء. ينقص حتى لا يبقى منه شيء الايمان يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء. نعم. قال اخبرنا ابو العباس احمد بن موسى ابن ابن زنجوية القطان قال حدثنا ابراهيم ابن الوليد القرشي قال حدثنا فديك يعني ابن سليمان قال الاوزاعي يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص فمن زعم ان الايمان يزيد ولا ينقص فاحذروه فانه مبتدع وهنا في هذا الاثر عن الاوزاعي رحمه الله تعالى رد على قولي من يقول الايمان يزيد ولا ينقص. ان يقبل الزيادة ولا لا يقبل النقصان يقولون النقصان شك ولا يقبل النقصان وانما يزيد اي بالبراهين والشواهد والدلائل وقوتها واستحضار العبد لها يزداد بذلك ايمانه لكنه لا ينقص. وهذا قول من اقوال اهل البدع. فالاوزاعي يقول الايمان وعمل يزيد وينقص فمن زعم ان الايمان يزيد ولا ينقص فاحذروه فانه مبتدع. فاحذروه فانه مبتدع لان النقصان قد دلت عليه النصوص تصريحا ومفهوما في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهو ايضا محل اجماع سلف الامة رحمهم الله تعالى وهو ايضا يشهد له الحس ما يجده المرء في نفسه تارة يقوى ايمانه وتارة يضعف وليس ايمانا يبقى على الدوام على حالة واحدة بل تارة يزيد ولزيادته اسباب وتارة نقص ولنقصانه اسباب. نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن مخلد قال حدثنا ابو داوود قال سمعت احمد بن حنبل قال الايمان قول وعمل يزيد وينقص. نعم. قال وحدثنا ابن قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا احمد قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا عبد الله بن نافع قال كان مالك يقول الايمان وعمل يزيد وينقص. قال حدثنا جعفر ابن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا ابو عبد لله يعني احمد ابن يعني احمد ابن حنبل قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن هشام ابن عروة عن ابيه قال ما نقصت امانة عبد الا نقص ايمانه الا نقص ايمانه. قال الفضل وسمعت ابا عبد الله وسئل عن نقصان الايمان فقال حدثنا وكيع عن سفيان عن هشام ابن عروة عن ابيه قال ما انتقصت امانة عبد الا انتقص ايمانه. قال وقال اهل احمد قال وكيع الايمان يزيد وينقص وهو قول سفيان. هذا الاثر عن عروة قال ما نقصت عبد الا نقص ايمانه. ما نقصت امانة عبد الا نقص ايمانه لان الامانة من الايمان فنقصانها نقصان في الايمان وفي الحديث لا ايمان لمن لا له لا ايمان لمن لا امانة له. فالامانة من الايمان. ونقصان الامانة نقصان الايمان وهكذا قل في جميع امور الايمان وخصاله كالحياء والخشية والتوكل قل والانابة وغيرها من خصال الايمان اذا نقصت اذا اذا نقص شيء في العبد من هذه الخصال نقص ايمانه بحسب ذلك. لانها من خصال الايمان زيادة ايمان ونقصانها نقصان في الايمان. نعم. قال حدثنا ابو بكر عبدالله بن محمد بن عبد الحميد الوسطي قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا وكيع قال حدثنا إسرائيل عن أبي الهيثم عن سعيد بن جبير بقوله تعالى ولكن ليطمئن قلبي قال ليزداد ايمانا. قال محمد بن الحسين رحمه الله الله تعالى فيما ذكرت من هذا الباب مقنع لمن وفقه الله تعالى للرشاد وسلم من الاهواء الضالة. قال رحمه الله في خاتمة هذا الباب فيه مقنع لمن وفقه الله تعالى للرشاد وسلم من الاهواء الضالة هذا لفت انتباه الى امر جدير بان ينبه له من الناس من يقف على البراهين والادلة ولكن لا ينتفع بها لا ينتفع بها ولا يستفيد منها. لانه لان الاهواء مرضية لصاحبها وصارفة له عن لزوم الحق حتى وان سمعه وحضر مجالسه. لكن الذي ينتفع من وفقه الله تعالى للرشاد التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. وقد ختم الاجري رحمه الله تعالى هذا الباب ذكر هذه الاية الكريمة ولكن بلى ولكن ليطمئن قلبي في قصة ابراهيم عليه السلام. واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فالطمأنينة هنا طمأنينة القلب زيادة ايمان طمأنينة القلب زيادة ايمان بزيادة براهين الايمان. طمأنينة القلب زيادة ايمان بزيادة بزيادة براهينه. وشواهده. فكلما زادت براهين الايمان زاد ايمان القلب. وقوي ولهذا فان هذه الاية الكريمة من جملة ما استدل به ائمة السلف رحمهم الله تعالى على زيادة الايمان وان الايمان يزيد بحسب قوة البراهين كما قال خليل الرحمن عليه السلام بلى ولكن ليطمئن قلبي قال الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في ذكر دلالة هذه الاية على زيادة الايمان في كلام مفيد ونافع له رحمه الله قال واما قوله ربي ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فمن اعظم الادلة على تفاوت الايمان به حتى الانبياء. فهذا لخليل الرحمن عليه السلام طلب الطمأنينة مع كونه مؤمنا فاذا كان محتاجا الى الادلة التي توجب له الطمأنينة فكيف بغيره؟ انتهى كلامه رحمه الله. نعم. قال رحمه الله تعالى باب القول بان الايمان تصديق بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح. لا يكون مؤمنا الا بان تجتمع فيه هذه قالوا الثلاث قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم ان الذي عليه علماء المسلمين ان الايمان واجب على جميع الخلق وهو تصديق بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا انه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق. الا ان يكون معه الايمان باللسان نطقا. ولا تجزئ معرفة بالقلب نطقم ونطق اللسان حتى يكون عمل بالجوارح. فاذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمنا. دل دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين. نعم. قال رحمه الله تعالى باب القول بان الايمان تصديق بالقلب. واقرار باللسان وعمل بالجوارح لا يكون مؤمنا الا بان تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث. الا بان تجتمع فيه هذه قال الثلاث اعتقاد بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح. اي ان هذه الثلاث اركان للايمان لا يقوم الا عليها. لا يقوم الا عليها ولا يكون العبد مؤمن الا بان تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث. فالايمان ليس كما يقول المرجئة شيء في القلب فقط والاعمال الخارجة عن مسماه وليست داخلة في مضمونة. وانه يمكن ان يكون آآ ايمان بلا اعمال مطلقا بلا اعمال مطلقا فهذا ظلال الايمان قول واعتقاد وعمل باجماع ائمة السلف ولهذا يقول رحمه الله تعالى اه موضحا اعلموا انه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق الا ان يكون معه الايمان باللسان نطقا. ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل جوارح فاذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث كان مؤمنا ثم ساق رحمه الله تعالى من الدلائل والشواهد على ذلك فيما يلزم القلب من فرض الايمان وما يلزم اللسان من فرض الايمان وما يلزم ارح من فرض الايمان بما يكون آآ باجتماعها في آآ العبد لاجتماعها في العبد بما يكون بها العبد مؤمنا لان الايمان انما يكون بذلك قول باللسان واعتقاد القلب وعمل بالجوارح. نعم قال رحمه الله تعالى فاما ما لزم القلب من فرض الايمان هذه الترجمة في في تقديري والله تعالى اعلم ان حقها ان تكون قبل الترجمة السابقة لان الترجمة السابقة ما دل على زيادة ايمان ونقصانه منبنية على على هذه الترجمة. ولهذا تأتي ترتيبا في قول السلف في في تعريف الايمان يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص. نعم. قال رحمه الله الله تعالى فاما ما لزم القلب من فرض الايمان فقول الله تعالى في سورة المائدة يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر وقال تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدره فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. وقال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اولما يدخل الايمان في قلوبكم الاية فهذا مما يدلك على ان على القلب فهذا مما يدلك على ان على القلب الايمان وهو التصديق والمعرفة. لا ينفع القول اذا لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع العمل ذلك اعد. قال رحمه الله تعالى فهذا مما يدلك على ان على القلب الايمان وهو التصديق والمعرفة فلا ينفع القول اذا لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع العمل فاعلموا ذلك. قال الله تعالى واما فرض الايمان باللسان فقوله تعالى في سورة البقرة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. نعم. هنا يقول رحمه الله فاما ما لزم القلب من فرض الايمان فاما ما لزم القلب من فرض الايمان فقول الله تعالى في سورة المائدة يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. جاء في بعض النسخ وهو الاولى ان ان يثبت الى قوله جل جل وعلا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. اي بالايمان اولئك الذين لم يرد الله ان طهر قلوبهم اي بالايمان فهذا يدل كما ذكر رحمه الله تعالى على ما لزم القلب من فرض الايمان وان الايمان يقوم على ما قام في القلب من طهارة وزكاء بوجود الايمان فيه وزوال الكفر عنه والشرك بالله سبحانه وتعالى وقال تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان وهذا موضع الشاهد طمأنينة القلب بالايمان وما لزم القلب من فرض الايمان ان يطمئن القلب بالايمان وان يكون مطمئنا بالايمان وكذلك قوله قالت الاعراب امنا ان قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. دخول الايمان في القلب فهذه الايات الثلاث كلها تدل آآ على ما لزم القلب من فرض الايمان. وان العبد لا يكون مؤمن حتى يقوم في قلبه ما لزمه من فرض الايمان تصفيقا معرفة بالله واقرارا وادعانا نعم قال رحمه الله تعالى واما فرض الايمان باللسان فقوله تعالى في سورة البقرة قولوا امنا بالله ما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى. وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا انما هم في شقاق الاية. وقال تعالى في سورة ال عمران قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم الاية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. واني الله وذكر الحديث فهذا الايمان باللسان نطقا فرضا واجبا. قال رحمه الله تعالى واما فرض الايمان باللسان فقوله تعالى قولوا امنا بالله الى تمامها وقوله قل امنا بالله وهاتان الايتان فيهما دلالة على ما لزم آآ ما لزم القلب من فرض الايمان وما لزم اللسان من فرض الايمان. لان القول اهل العلم اذا اطلق فانه يشمل قول القلب اعتقادا وقول اللسان نطقا وتلفظا. فان معنى قوله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله اي بقلوبكم معتقدين وبالسنتكم ناطقين ومتلفظين. فتكون هذه الاية قولوا امنا لا هو كذلك قل امنا بالله وكذلك قوله في الحديث قل امنت بالله ثم استقم كلها تدل على ما لزم بل من فرض اللسان وما لزم من فرض الايمان وما لزم اللسان من فرض الايمان. نعم رحمه الله تعالى واما الايمان بما فرض على الجوارح تصديقا لما امن به القلب ونطق به اللسان فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا الى قوله تفلحون. وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة في غير موضع من القرآن ومثله فرض الصيام على جميع البدن ومثله فرض الجهاد بالبدن وبجميع الجوارح. فالاعمال رحمكم الله بالجوارح تصديق عن الايمان بالقلب واللسان. نعم قوله اما الايمان بما فرض على الجوارح تصفيقا لما امن به القلب ونطق به اللسان فقوله اي يدل عليه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا فعووا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. وقوله في في مواطن عديدة من القرآن واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ومثل فرض الصيام كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ومثل ارض الجهاد بالبدن وبجميع الجوارح. فهذه كلها من خصال الايمان. هذه كلها من من خصال آآ الايمان نعم. قال رحمه الله تعالى فالاعمال رحمكم الله بالجوارح تصديق للايمان بالقلب واللسان فمن لم يصدق الايمان بعمله بجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد لهذه ورظي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنا. ولم تنفعه المعرفة والقول. وكان تركه للعمل تكذيبا لايمانه وكان العمل بما ذكرناه تصديقا منه لايمانه وبالله التوفيق. وهذا حق وهو بين الا من دخلت عليه شبهة اهل الارجاء الضالة والا هذا كلام بين وواضح كما ذكر رحمه الله وكما ذكر ائمة السلف رحمهم الله تعالى فمن لم يصدق الامام بعمل بعمله بجوارحه من لم صدق الامام بعمله بجوارح من الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد واشباه ذلك ورضي من نفسه والقول ان يعرف بقلبه ويقول بلسانه دون ان يعمل لم يكن مؤمنا لم يكن مؤمنا لان فقد عنده ركن العمل لانه فقد عنده من الايمان ركن العمل فلا يكون مؤمنا ولم تنفعه المعرفة والقول ولم تنفعه المعرفة والقول وكان تركه للعمل تكذيبا لايمانا اذا كان وجود العمل اذا كان وجود العمل تصفيقا لايمانه مثل ما مر في قول سفيان وصدقته الاعمال فان ترك العمل تكذيب للايمان تكذيب للايمان. والشاهد على ذلك بين في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب نعم. قال رحم قوله وكان العمل بما ذكرناه تصديقا منه للايمان. تصديقا منه للايمان وهذا وهذا يستفاد من ان ان التصديق كما انه يكون بالقلب يكون بالجوارح الجوارح تصدق ما قام في القلب. الجوارح تصدق ما قام في القلب من ايمان. بقيامها باعمال الايمان فيكون قيامها باعمال الايمان تصديق فيكون قيامها باعمال الايمان تصفيقا للايمان الذي في القلب. نعم قال رحمه الله تعالى وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لتبين للناس ما نزل اليهم ولعل انهم يتفكرون فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لامته شرائع الايمان انها على هذا النعت في احاديث كثيرة وقد قال تعالى نعم يعني يقصد رحمه الله ان ان بسط الاعمال ومجيء الشريعة بها وان الدين علم وعمل عقيدة وشريعة. وان النبي صلى الله عليه وسلم بين للعباد فرق والعمل من الايمان كما بين لهم الاعتقاد هذا جاء في نصوص كثيرة جدا في الكتاب والسنة قال رحمه الله تعالى وقد قال تعالى في كتابه وبين في غير موضع ان الايمان لا يكون الا بعمل وبينه النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ما قالت المرجئة الذين لعب بهم الشيطان. خلافا لما قالت المرجئة الذين لعب بهم الشيطان لان الشيطان لما القى في قلوبهم هذه الشبهة خذلهم عن العمل وجعلهم في مجتمعاتهم مخذلين عن الاعمال اعمال الدين واصبح بسبب شبهة هؤلاء المرجئة الناس يتهاونون في الصلاة ويتهاونون في الصيام ويتهاونون العبادة ويقول الواحد منهم اذا كان الايمان حاصل الحاصل فلما اتعب نفسي بهذه الاعمال والمواظبة عليها؟ فلما القى الشيطان في قلوبهم هذه اه الشبهة اصبحت دعوتهم تخليل للناس عن العمل وعن القيام بطاعة الله ولهذا الارجاء من اضر ما يكون على المجتمعات في اظاعة العمل ورفقة الدين والبعد عن طاعة رب العالمين. نعم. قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء. الى قول ايه المتقون؟ نعم الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا. واولئك هم المتقون صدقوا في ايمانهم بجمعهم بين العقيدة العقيدة في قوله آآ امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين والعمل في قوله واتى المال على حبه الى تمام الاية. وهذا فيه ان ان الايمان علم وعمل عقيدة وشريعة. وباجتماع ذلك في العبد يكون صادقا في ايمانه متقيا ربه اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى سأل ابو ذر النبي صلى الله عليه سأل ابو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فتلا عليه هذه الاية نعم. قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا سلمة ابن شبيب. قال حدثنا عبد الرزاق. قال اخبرنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد ان ابا ذر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان فقرأ عليه ليس البر ان تولوا وجوهكم الاية؟ قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وبهذا الحديث وبغيره يحتج احمد بن حنبل في كتاب ايمان انه قول وعمل وجاء من طرق قال حدثناه ابو نصر الفلاس في كتاب الايمان قال حدثنا ابو بكر ان المرذي قال حدثنا ابو عبد الله قال حدثنا عبد الرزاق وذكر هذا الحديث وحدثناه ابن ابي داوود من غير طريق واخبر ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا محمد ابن اسماعيل ابن سبرة قال حدثنا جعفر ابن عوف قال اخبرنا عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي عن القاسم عن ابي ذر رضي الله عنه قال جاء رجل فسأله عن الايمان فقرأ عليه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب قال يعني الرجل ليس عن البر سألتك. قال له ابو ذر رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله كما سألت فقرأ عليه كما قرأت عليك فابى ان يرضى كما ابيت ان ترضى فقال ادنو مني فدنا منه فقال المؤمن من الذي يعمل حسنة فتسره ويرجو ثوابها وان عمل سيئة فتسوءه ويخاف عقابها نعم هنا ذكر رحمه الله تعالى هذا الحديث في سؤاله سؤال ابي ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان عن الايمان فتلا عليه هذه الاية ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. والحديث في اسناده عفوا اسناده كلام ومن اهل العلم من احتج به كما اشار المصنف رحمه الله تعالى ربما لكثرة طرقه بان يكون في في ذلك تقوية لا لا تقوية لهذه التقوية لهذا الحديث بكثرة هذه الطرق. لو لم يصح الحديث فالمعنى الصحيح لان الاية الكريمة هي تفسير للايمان. الاية الكريمة تفسير للايمان ولو ان آآ احدا سئل ما الايمان؟ فتلى هذه الاية؟ لكانت وافية. في تفسير الايمان وبيانه وان الايمان عقيدة وشريعة علم وعمل. الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تقوم بواجبات الدين وفرائضه والاعمال والطاعات هذا هو الايمان. وفي الحديث حديث جبريل لما فسر الايمان فسره العقيدة ان تؤمن بالله وملائكته الى اخره وفي حديث وفد عبد القيس قال اخبرونا عن الايمان قالوا الله ورسوله اعلم وقال الايمان ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة فعد هذه الاعمال ايمانا. والاية جمعت هذا وهذا وان عقيدة وشريعة علم وعمل. فالاعمال ايمان كما ان العقيدة التي يقوم عليها اه يقوم عليها الدين ايمان. فالايمان عقيدة وشريعة وعلم وعمل. نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم يا اهل القرآن ويا اهل العلم بالسنن والاثار ويا معشر من الله تعالى في الدين بعلم الحلال والحرام انكم ان تدبرتم القرآن كما امركم الله تعالى علمتم ان الله تعالى اوجب على المؤمنين بعد ايمانهم به وبرسوله العمل. وانه تعالى لم يثن على المؤمنين بانه قد رضي عنهم وانهم قد رضوا واثابهم على ذلك الدخول الى الجنة والنجاة من النار الا بالايمان والعمل الصالح. قرن مع الايمان العمل الصالح لم يدخلهم الجنة بالايمان وحده حتى ضم اليه العمل الصالح الذي وفقهم له. فصار الايمان لا يتم لاحد حتى لا يكون مصدقا بقلبه وناطقا بلسانه وعاملا بجوارحه. لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه له كما ذكرت. نعم هذا يؤجل اللقاء القادم. قوله في الحديث السابق من حديث ابي ذر. في الطريق الاخيرة التي ساقها قال المؤمن الذي يعمل حسنة فتسره ويرجو ثوابها وان عمل سيئة فتسوء ويخاف عقابا وهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الطريق. المؤمن الذي يعمل حسنة فتسره ويرجو ثوابها وان عمل سيئة فتسوءه ويخاف عقابها. وهذا يذكرنا بالكلام اما الذي نقلته عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيما يتعلق بالشق الثاني من هذا الحديث ان مؤمن اذا عمل السيئة تسوءه يخاف العقاب ويفكر في التوبة ويرجو ان يرحمها الله وان يعفو عنه. وهذا كله من من الايمان الذي في العبد. لكنه بفعله للكبير مع انها تسوءه ويأسف لفعلها لفعلها ان لم يتب يكون مؤمنا ناقص الايمان مؤمنا فاسقا الا ان وفقه الله سبحانه وتعالى وهداه للتوبة من ذنبه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين للتوبة النصوح وان يهدينا اجمعين الى صراطه المستقيم يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا. ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا