نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم يا اهل القرآن ويا اهل العلم بالسنن والاثار ويا معشر من فقههم الله تعالى في الدين بعلم الحلال والحرام انكم ان تدبرتم القرآن كما امركم الله تعالى علمتم ان الله تعالى اوجب على المؤمنين بعد ايمانهم به وبرسوله العمل وانه تعالى لم يثن على المؤمنين بانه قد رضي عنهم وانهم قد رضوا عنه. واثابهم على ذلك الدخول الى الجنة والنجاة من النار الا بالايمان والعمل الصالح قرن مع الايمان العمل الصالح لم يدخلهم الجنة بالايمان وحده حتى ضم اليه العمل الصالح الذي وفقهم له. فصار الايمان لا يتم لاحد حتى يكون مصدقا بقلبه. وناطقا بلسانه وعاملا بجوارحه لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه وجده كما ذكرت. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه مقدمة بين يدي سرد للادلة من كتاب الله عز وجل فيها الجمع بين الايمان والعمل في ذكر سبب نيل الثواب ودخول الجنة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى وان ذلك مترتب على وجود الايمان والعمل معا لم يذكر مترتبا على الايمان الذي في القلب بل قرن به العمل وسيسوق المصنف رحمه الله تعالى ايات ايات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى فيها ترتب الثواب ودخول الجنان والفوز برضا الرحمن سبحانه وتعالى على العلم على الايمان والعمل معا على الايمان والعمل معا ولهذا يقول هنا رحمه الله لم يثني على المؤمنين بانه قد رضي عنهم وانهم قد رضوا عنه واثابهم على ذلك الدخول للجنة والنجاة من النار الا بالايمان والعمل الصالح اي انه قرن بينهما في بيان ذكر سبب نيل الثواب والفوز برضا الرب سبحانه وتعالى وقول اه المصنف رحمه الله تعالى اوجب على المؤمن على المؤمنين بعد ايمانهم به وبرسوله العمل اوجب على المؤمنين بعد الامام به وبرسوله العمل الايمان بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام هذا اصل يقام عليه الدين وتبنى عليه الاعمال ولا ينتفع بعمل الا بوجود هذا الاصل ولهذا تجد ايات كثيرة في القرآن تقيد قبول العمل بوجود هذا الاصل كقوله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. قيد شكران العمل بوجود هذا الاصل الايمان قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون والطريقة التي يرشد اليها في فهم الايمان هي انفع طريقة على الاطلاق ان تتدبر القرآن واي القرآن وان تهتدي بهداياته فان القرآن كتاب الايمان كتاب الايمان فهذه انفع طريقة لمعرفة الايمان وايضا للزيادة فيه او الزيادة منه كما قال الله سبحانه واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا كما قال سبحانه واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون فهذه انفع طريقة لمعرفة الايمان وايضا لزيادة الايمان وتقويته نعم قال رحمه الله تعالى واعلموا رحمنا الله واياكم اني قد تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته في شبيه من خمسين موضعا من كتاب الله تعالى ان الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالايمان وحده بل ادخلهم الجنة برحمته اياهم وبما وفقهم له من الايمان والعمل الصالح وهذا رد على من قال الايمان معرفة ورد على من قال الايمان المعرفة والقول وان لم يعمل نعوذ بالله من قائل هذا ثم ذكر رحمه الله لما حث على هذه الطريقة ذكر انه فعل ذلك رحمه الله تعالى وانه تصفح القرآن قال فوجدت ما ذكرته في في سبيل من من خمسين موضعا في شبيه من خمسين موضعا من كتاب الله وسيأتي سرده لهذه الايات رحمه الله تعالى التي وقف عليها وفيها الجمع بين الايمان والعمل في ذكر ترتب الثواب وان الثواب يترتب على وجودهما معا لا على الايمان بدون العمل ولا على العمل بدون الامام بل بهما معا قال تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته اي من القرن بين الايمان والعمل في ترتب الثواب وحصول اه الرضوان ودخول الجنان يقول وجدت ذلك في شبيه من شبيه من خمسين موضعا اي ما يقرب من خمسين موضعا من كتاب الله تعالى ان الله تبارك وتعالى لم يدخل مؤمني الجنة بالايمان وحده بل ادخلهم الجنة برحمته اياهم وبما وفقهم له من الايمان والعمل الصالح قال رحمه الله وهذه الايات فيها رد على المرجئة باصنافهم لان المرجئة هم من يخرجون العمل من مسمى الايمان وهم في الارجاء اصناف منهم من جعله مجرد المعرفة ومنهم من جعله مجرد نطق اللسان ومنهم من جعله آآ آآ المعرفة القلبية واقرارا اللسان اقسام هم في هذا الارجاء يجمعهم الارجاء لكن تختلف طرائقهم فيه وبعضهم اشد ايغالا في الارجاء من بعض فيقول هذه الايات كلها دلائل على بطلان مقولة هؤلاء المرجئة بجميع فرقهم واصنافهم نعم قال رحمه الله تعالى فان قال قائل فاذكر هذا الذي بينته من كتاب الله تعالى ليستغني غيرك عن التصفح للقرآن قيل له نعم والله الموفق لذلك والمعين عليه. نعم يعني طريقته في التأليف والبيان والتشويق وترتيب المعاني طريقة بديعة وجميلة فرحمه الله ذكر ان تصفح القرآن وجد آآ الايات الكثيرة التي تقرب من الخمسين موضع من كتاب الله سبحانه وتعالى قرن فيها بين الايمان والعمل الصالح في ذكر ترتب الثواب نيل الجنان والفوز برضا الرحمن. وان ذلك انما هو بوجود هذين الامرين معا. الايمان والعمل الصالح فذكر انه وجد ذلك فيما يقرب من خمسين اية من كتاب الله فقال ان قال لنا قائل اذكر هذا الذي بينته من كتاب الله ليستغني غيرك عن التصفح اه القرآن. قيل له نعم والله الموفق واخذ يسوق رحمه الله تعالى الايات التي وجدها من هذا القبيل؟ نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى في سورة البقرة وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار انهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل. واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم وقال تعالى في سورة ال عمران فاما الذين كفروا فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين واما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم. والله لا يحب الظالمين. وقال تعالى في سورة النساء والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها ابدا لهم فيها ازواج مطهرة. الاية وقال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا وقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون الى قوله فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم الاية وقال تعالى في سورة المائدة وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم. وقال تعالى في سورة الانعام وما نرسل المرسلين الا مبشرين ومنذرين. فمن امن واصلح فلا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال في سورة الاعراف والذين امنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا الا وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار. وقالوا الحمد لله الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الى قوله اورثتموها بما كنتم تعملون. وقال تعالى في سورة براءة الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله وقال تعالى لكن الرسول والذين امنوا معه جاهدوا باموالهم وانفسهم الاية قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعتبروا رحمكم الله الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا هذا من قبيل ما السبب عطف العمل على الايمان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا هاجروا وجاهدوا هذا العمل نعم بسم الله قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعتبروا رحمكم الله بما تسمعون. لم يعطهم مولاهم هذا الخير كله بالايمان وحده حتى ذكر هجرتهم وجهادهم باموالهم وانفسهم وقد علمتم ان الله تعالى ذكر قوما امنوا بمكة ولم يهاجروا معه ماذا قال فيهم وهو قوله تعالى والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم ما لكم من من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر ثم ذكر قوما امنوا بمكة وامكنتهم الهجرة اليه فلم يهاجروا فقال فيهم قولا هو اعظم من هذا وهو قوله تعالى الا ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم كن ارض الله واسعة فتهاجر فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ثم عذر تعالى من لم يستطع الهجرة ولا النهوض بعد ايمانه فقال تعالى الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون اتوا ولا ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم الاية قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى كل هذا يدل على ان الايمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح لا يجوز غير هذا ردا على المرجئة الذين لعب بهم الشيطان ميزوا هذا تفقهوا ان شاء الله وقال عز وجل في سورة يونس اليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين امنوا عملوا الصالحات بالقسط وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم الاية وقال تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله. الاية وقال تعالى في سورة الرعد الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم وحسن مآب. وقال تعالى في سورة ابراهيم وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجر من تحتها الانهار الاية وقال تعالى في سورة سبحان ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجر كبيرا. وقال تعالى في سورة الكهف الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما الى قوله ويبشر ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا. ماكثين فيه ابدا الاية وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا. الى قوله وحسنت مرتفقا وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا وقال تعالى في سورة مريم فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا وقال تعالى في سورة مريم ايضا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وقال تعالى في سورة طه ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فاولئك لهم الدرجات العلى. الى قوله وذلك فجزاء من تزكى وقال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا الاية وقال تعالى في سورة الحج ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار. ان الله ما يريد وقال عز وجل ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار الاية وقال تعالى قل يا ايها الناس انما انا لكم نذير مبين. فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم وقال تعالى الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين امنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم وقال تعالى في سورة العنكبوت والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم احسن الذي كانوا يعملون وقال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نعم اجر العاملين. الذين صبروا على ربهم يتوكلون. وقال تعالى في سورة الروم ويوم تقوم الساعة يوم اذ يتفرقون فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحظرون وقال تعالى في سورة لقمان ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وقال تعالى في السجدة افمن كان مؤمنا افمن كان مؤمنا كمن كان وقال تعالى في السجدة افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون اما الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون. وقال تعالى في سورة سبأ ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات الاية وقال وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وقال تعالى في سورة فاطر الذين كفروا لهم عذاب شديد. والذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر كبير. وقال تعالى في سورة الزمر موسيقى الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها الى قوله اجر العاملين وقال تعالى في سورة حا ميم عين سين قاف ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم. ذلك هو الفضل الكبير وقال تعالى ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات وقال تعالى في سورة الزخرف الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحذرون الى قوله. وتلك الجنة التي اورثتموها ما كنتم تعملون وقال تعالى في سورة حميم الجافية وترى كل امة جافية وترى كل امة جافية كل امة تدعى الى كتابها الى قوله فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته. ذلك هو الفوز المبين وقال تعالى في سورة الاحقاف ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وقال تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم. وقال تعالى ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات تجري من تحتها الانهار الى قوله مثوى لهم وقال تعالى في سورة التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جناتهم تجري من تحتها الانهار خالدين في ابدها وقال تعالى في سورة الطلاق ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار قال تعالى في سورة اذا السماء انشقت فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. الى قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون قال تعالى في سورة البروج ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار وقال تعالى في سورة التين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون قال تعالى في سورة البينة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب الى قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية وقال عز وجل في العصر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذا سرد ايات كتاب الله عز وجل التي جمع فيها وقرن فيها بين الايمان والعمل الصالح في ذكر ترتب الثواب على ذلك سوق المصنف رحمه الله تعالى لهذه الايات بهذه الطريقة من انفع ما يكون للمسلم للاهتداء بهدايات القرآن العظيمة في هذا الباب العظيم باب الايمان والعمل الصالح الذين عليهما يترتب او يتوقف فوز العبد وفلاحه في دنياه واخراه وجميع هذه الايات لم يرتب فيها الثواب على الايمان وحده بل قرن معه العمل الصالح فعلم من هذه الايات الكثيرة التي تقرب من الخمسين او تزيد على ذلك لان المصنف رحمه الله تعالى لم يستقصي الايات بل ما ذكره ليس كل ما جاء في كتاب الله عز وجل مما قرن فيه بين الايمان والعمل الصالح فاته شيء كثير رحمه الله ولو ان طالب علم اعاد التصفح لكتاب الله عز وجل لوجد من الايات قدرا كثيرا زائدا على هذا العدد الذي ذكره رحمه الله تعالى كذلك ايات في القرآن جمع فيها بين الايمان والعمل بتقديم العمل كقول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن وقوله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. ولهذا نظائر كثيرة في القرآن الكريم وهذا كله يدل على انه لا امام بلا عمل ولا عمل بلا ايمان لا بد منهما والدين انما يقوم على العلم والعمل الايمان والعبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى وبذلك يكون تحصيل الثواب والنجاة من العقاب والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ميزوا رحمكم الله قول مولاكم الكريم هل ذكر الايمان في موضع واحد من القرآن الا وقد قرن اليه العمل الصالح؟ هذه فائدة عليها رحمه الله ان العمل الصالح قرين الايمان في كتاب الله عز وجل وهذا يدل على ان الايمان لا ينفع الا بقرينة لا ينفع الا بقرينها العمل الصالح لابد منه والثواب الذي ذكر في القرآن دخول الجنة النجاة من النار الفوز برظوان الله سبحانه وتعالى كله مرتب على آآ الايمان وقرينه في كتاب الله الذي هو العمل الصالح نعم قال رحمه الله تعالى فاخبر تعالى بان الكلام الطيب حقيقة. نعم. وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فاخبر تعالى بان الكلام الطيب حقيقته ان يرفع الى الله تعالى بالعمل فان لم يكن عمل بطل الكلام من قائله ورد عليه ولا كلام طيب اجل من التوحيد ولا عمل من ولا عمل من اعمال الصالحات اجل من اداء الفرائض هذا كلام عظيم جدا بمعنى قول الله سبحانه وتعالى اليه يصعد الكلم فالكلمة الطيب والعمل الصالح يرفعه لانه لا بد من الامرين الكلم الطيب والعمل الصالح قال رحمه الله تعالى ولا كلام طيب اجل من التوحيد ولا كلام طيب اجل من التوحيد فاعظم الكلم الطيب توحيد الله لا اله الا الله التي تعني اخلاص العبادة لله بان يقولها المرء بلسانه وقلبه بلسانه نطقا وقلبه اعتقادا وايمانا واقرارا ثم يتبع ذلك ما تقتضيه هذه الكلمة من اه اقبالا على طاعة الله عز وجل وعبادته بالاخلاص والافراد له جل وعلا بالعبادة قال ولا كلمة طيب اجل من التوحيد ولا عمل من اعمال الصالحات اجل من اداء الفرائض ولا عمل من الاعمال الصالحات اجل من اداء الفرائض لقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بالشيء احب الي مما افترضته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا الحسن ابن محمد الزعفراني قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا ابو عبيدة الناجي انه سمع الحسن يقول قال قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لنحب ربنا فانزل الله بذلك قرآنا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه. وكذب من خالفه ثم جعل على كل قول دليلا من عمل يصدقه ومن عمل يكذبه فاذا قال قولا حسنا وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله. واذا قال قولا حسنا وعمل عملا سيئا رد القول على العمل وذلك في كتابه تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه نعم هذا اه هذا الاثر عن الحسن البصري قال ان الحسن البصري قال قال قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لنحب ربنا فانزل الله بذلك قرآنا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هذا مرسل المرسل من اقسام الضعيف كما لا يخفى لكن من حيث المعنى المعنى واضح ان هذه الاية الكريمة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله نزلت آآ ذاكرة علامة الصدق المحبة وبرهانها علامة الصدق المحبة وبرهانها وان محبة الله ليست مجرد ادعاء يدعيه المرء وانما فهي امر يقوم في القلب تظهر اثاره على الجوارح عملا بطاعة المحبوب وحسن التقرب اليه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ولهذا تعد هذه الاية حاكمة تعد هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون ان يلزم الاتباع للنهج النبوي والطريق المحمدي طريق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بان دعواه كاذبة ما لم يقم البرهان على هذه المحبة باتباع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قل ان كنتم تحبون الله اي محبة صادقة ليست محبة ادعاء فاتبعوني يحببكم الله ولهذا قال قال الامام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لهذه الاية قال هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون اتباع النهج النبوي بان دعواه كاذبة ولهذا يسمي اه بعض اهل العلم هذه الاية اية المحنة اية المحنة اي من اراد ان يعرف مدى صدق محبته لله فليمتحن نفسه في ضوء هذه الاية. هل هو من المتبعين للرسول؟ عليه الصلاة والسلام ام ان هذه المحبة عنده مجرد دعوة بلا عمل والدعوة بلا عمل ليست بنافعة لصاحبها ان قال اني احب الله او ان الله يحبني او نحو ذلك لما تنفعه. وانما الذي ينفعه برهان هذه المحبة ودليل صدقها والا فان اقبح الامم اوغلهم في الكفر والضلال اخوان القردة والخنازير يقولون نحن ابناء الله واحباؤه واي شيء ينفعهم هذا القول بل يقولون لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى واي شيء ينفعهم ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. لابد من العمل لا بد من البرهان والدليل على صدق محبة العبد لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام والبرهان على ذلك هو الاتباع تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنعوا لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن احب مطيع برهان صدق المحبة وجود الطاعة وجود الطاعة ووجود اه الاتباع للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا نقل ابن كثير رحمه الله عن بعض السلف انه قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى لا يحب بمجرد الدعوة بل لابد من وجود برهانها ودليل صدقها نعم قال قال فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه جعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه وكذب من خالفه او كذب من خالفه نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا يزيد ابن عبد الصمد قال حدثنا ادم يعني ابن ابي اياس قال حدثنا ابو جعفر الرازي عن الربيع ابن انس عن ابي العالية في قول الله تعالى اولئك الذين صدقوا يقول تكلموا تكلموا بكلام الايمان وحققوه بالعمل قال الربيع بن انس وكان الحسن يقول الايمان كلام وحقيقته العمل فان لم يحقق القول بالعمل لم ينفعه القول ثم ذكر هذا النقل عن ابي العالية وهو ايضا عظيم جدا وهو من فقه السلف وحصن ارتباطهم بالنصوص وفهمهم لها اورد قول الله عز وجل اولئك الذين صدقوا اولئك الذين صدقوا ثم قال تكلموا بكلام الايمان وحققوه بالعمل فشهد الله لهم على ذلك بالصدق تكلموا بكلام الايمان وحققوا بالعمل فشهد الله لهم بالصدق اي صدقوا في هذا القول الذي اتبعوه بالعمل وانت اذا قرأت الاية وجدت هذا واضحا هي اية البر قال الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا الايمان هذا الايمان ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا الايمان. ثم ذكر بعده العمل واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة. واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس هذه كلها اعمال قال اولئك الذين صدقوا من هم اولئك اشارة الى اهل هذه الاوصاف والاوصاف انتظمت الامرين معنا الايمان والعمل اوصاف هؤلاء انتظمت الامرين معا. الايمان والعمل فاهل الايمان والعمل هم اهل الصدق مع الله في ايمانهم هم اهل الصدق مع الله في ايمانهم وهم المحققون لتقواه اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. ولهذا يقول ابو العالية الله اولئك الذين صدقوا يقول تكلموا بكلام الايمان وحققوه بالعمل تكلموا بكلام الايمان اي اعتقدوا اصول الايمان امن بالله والملائكة والكتاب والنبيين آآ حققوا هذه الاصول في قلوبهم وحققوه بالعمل حققوه بالعمل واتى المال على حبه الى تمام الاية هذا كله عمل الدين ينتظم الامرين معا. عقيدة وشريعة علم وعمل تكلموا بكلام الايمان وحققوه بالعمل. قال الربيع ابن انس وكان الحسن يقول الايمان كلام وحقيقته العمل. الايمان كلام وحقيقة العمل. فمن لم يحقق فمن لم ان يحقق القول بالعمل لم ينفعه القول الايمان كلام بالشهادتين اللتين عليهما قيام دين الله سبحانه وتعالى وليس ذلك بنافع اذا لم يكن عن اعتقاد لما دلت عليه وانقيادا واذعان لما تقتضيه هذان هاتان الشهادتان من ذل وخضوع واخلاص للمعبود ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام بسلوك نهجه القويم وصراطه المستقيم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يزيننا اجمعين بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشي كما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب دنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا وانطلاقا من هذا النهج الذي نهجه المصنف رحمه الله تعالى لو ان آآ اتبع طالب العلم هذا المجلس مجلس اخر مع كتاب الله يستقصي هذه الايات ويزيد في تتبعها فان مثل هذا التأمل والتصفح والنظر فيه هداية عظيمة للقلوب كما قال الله سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم وانما تنال هذه الهداية بحسن التدبر لكتاب الله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه جزاكم الله خيرا