نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجور رحمه الله تعالى وكذا ذكر الله المتقين في كتابه في غير موضع ودخولهم الجنة فقال ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. وهذا في القرآن كثير يطول به الكتاب لو جمعته مثل قوله في الزخرف الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. الى قوله وتلك الجنة التي اورثها بما كنتم تعملون ومثل قوله في سورة قاف وفي الذاريات والطور مثل قوله ان المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما اتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون وقال تعالى في سورة المرسلات ان المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون قال محمد بن الحسين كل هذا يدل العاقل على ان الايمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال كذا قال الحسن وغيره. نعم بسم الله الرحمن الرحيم فالحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى يبين ويسوق الادلة على ان الايمان ليس شيء في القلب فقط بل لابد فيه من العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى وقد نوع رحمه الله تعالى الدلائل والشواهد على ذلك وهنا يشير الى نوع اخر من الادلة الا وهو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم من اوصاف المتقين وان تقوى الله سبحانه وتعالى لابد فيها من عمل بطاعة الله واقامة لشرعه فليست التقوى امر يدعى يدعيه المرء ولا ايظا مجرد اماني بل تقوى الله سبحانه وتعالى امر وقر في قلوب المتقين وصدقته اعمالهم طاعة لله ولزوما لشرعه جل في علاه قد قال عليه الصلاة والسلام التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا ويشير الى صدره عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات وفي الحديث الاخر قال الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فاذا استقام القلب على تقوى الله سبحانه وتعالى استقامت الجوارح ولهذا جاء ذكر ثواب المتقين عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة مرتبا على اعمال التقوى التي قاموا بها ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فجاء ثواب المتقين عند الله عز وجل يوم القيامة مرتبا على اعمال المتقين اعمالهم اه طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته واذا قرأت اوصاف المتقين في القرآن تجد ان من اوصافهم العمل بالطاعة. وقد مر معنا قريبا اية البر حيث قال الله سبحانه وتعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى الى تمام الاية هذا كله عمل ثم قال اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. اي هذه صفاتهم فصفات المتقين تجمع بين امرين صلاح المعتقد واستقامة الجوارح على العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى ومن احسن ما حدت به التقوى ان تقوى الله عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فالتقوى عمل بالطاعات وتجنب للمعاصي والخطيئات وكل ذلك على نور وبصيرة وبرهان من شرع الله ودينه سبحانه وتعالى رجاء ثوابه وخوفا من عقابه. هذه حقيقة التقوى وذكر رحمه الله جملة من الايات فيها الدلالة على هذا المعنى وهو ان ثواب المتقين مرتب على قيامهم بالعمل بطاعة الله قال الله تعالى وتلك الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ان المتقين في ظلال وعيون الى ان قال كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون فالمتقون هم العاملون بطاعة الله المتقون هم العاملون بطاعة الله المستقيمون على فعل اوامره واجتناب نواهيه سبحانه وتعالى وبهذا فازوا بهذه الاجور العظيمة والثواب الجزيل قال رحمة الله عليه كل هذا يدل على ان الايمان ليس بالتحلي ولا بالتمني الايمان ليس بالتحلي يعني ليس مجرد شيء يدعيه المرء ليس مجرد شيء يدعيه المرء حلية له وزينة فان مجرد التحلي دون قيام حقيقة الايمان في العبد علما وعملا واستقامة على شرع الله سبحانه وتعالى فان هذا لا يفيد. الايمان ليس بالتحلي ولا بالتمني فليس مجرد اماني مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به فالايمان لابد فيه من عمل ليس مجرد اماني وليس مجرد دعاوى وانما الايمان امر وقر في قلوب اهله اهل الايمان واستقامت عليه جوارحهم طاعة لله ولزوما شرعه سبحانه وتعالى قال ليس الامام بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الاعمال وهنا الحسن البصري وغيرهم ممن ذكر نحو كلامه رحمه الله تعالى وصف اعمال الجوارح بانها تصديق فالتصديق كما انه يكون في القلب اعتقادا وايمانا فانه ايضا يكون بالجوارح عملا واستقامة على طاعة الله الجوارح تصدق ما قام في القلب من خير او شر انظر قول النبي عليه الصلاة والسلام العين تزني وزناها النظر وليت تزني وزناها اللمس واللسان يزني وزناه الحديد ثم قال والفرج يصدق ذلك او يكذبه. والفرج يصدق ذلك او يكذبه يسمى عمل الجوارح تصديقا سماه تصديقا يصدق ذلك او يكذبه فآآ جوارح العبد المؤمن تصدق ما قام في قلبه من ايمان صادق بالله سبحانه وتعالى وهذا كله شاهد لقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب نعم قال رحمه الله تعالى وانا بعد هذا اذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة وعن كثير من التابعين ان الايمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح ومن لم يقل عندهم بهذا فقد كفر قال حدثنا ابو العباس احمد بن عيسى بن ابن السكين البلدي قال حدثنا علي بن حرب الموصل الموصلي قال حدثني عبد السلام ابن صالح الخرساني قال حدثني علي بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي ابن الحسين عن ابيه عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان قول باللسان وعمل بالاركان ويقين بالقلب اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث الذي يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام انه قال الايمان قول اللسان وعمل بالاركان ويقين بالقلب ويقين بالقلب اي ان الايمان يقوم على هذه آآ الامور الثلاثة فهو يكون اللسان قولا ونطقا ويكون بالاركان التي هي الجوارح عملا واستقامة على طاعة الله ويكون بالقلب يقينا وعقيدة فالايمان بالقلب واللسان والجوارح كون الايمان يقوم على هذه الامور الثلاثة دلت عليه دلائل كثيرة جدا والشواهد عديدة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومر الكثير منها وسيأتي ايظا الكثير فيما ساقه المصنف رحمه الله تعالى اما هذا الحديث فانه لا يصح آآ عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فان آآ راويه عبد السلام ابن صالح الخرساني وهو ابو الصلت الهروي اه متروك الحديث متروك الحديث فحديثه لا يحتج به المصنف يعذر في ايراد مثل ذلك لانه ساق الاسناد. ومن اسند فقد برئت عهدته وبرأت ذمته فساق اه الاسناد وفيه هذا الرجل المعروف عند اهل العلم باتفاقهم عدم قبول مروياته فهو متروك الحديث عند آآ عند اهل العلم الحديث لا يصح اه ان ينسب الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وانقل هنا كلمة جميلة للامام ابن القيم رحمه الله تعالى جديرة بان تكتب وان ينتبه لها يقول في كتابه تهذيب السنن في المجلد السابع الصفحة تسعة وخمسين بعد ان بين عدم صحة هذا الحديث وعدم ثبوته قال عقب ذلك رحمه الله تعالى وفي الحق ما يغني عن الباطل وفي الحق ما يغني عن الباطل ولو كنا ممن يحتج بالباطل ويستحله لروجنا هذا الحديث وذكرنا بعض من اثنى على عبد السلام ولكن نعوذ بالله من هذه الطريقة كما نعوذ به من طريقة تظعيف الحديث الثابت وتعليله اذا خالف قول امام معين فشار رحمة الله عليه الى طريقتين عند آآ عدد من الناس اما ان يصحح حديثا ضعيفا لكونه مؤيدا مذهبه او يظعف حديثا ثابتا لكونه يخالف مذهبه وكل من الطريقتين ضلال وباطل ويتعوذ بالله تبارك وتعالى من كلا الطريقتين ولهذا قال رحمة الله عليه ولكن نعوذ بالله من هذه الطريقة كما نعوذ به من طريقة تضعيف الحديث الثابت لكونه يخالف قول امام معين نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو يعقوب اسحاق بن ابي حسان الانماطي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا شهاب بن خراش قال حدثني عبد الكريم الجزري عن علي بن ابي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالا لا ينفعك قول الا بعمل ولا عمل الا بقول ولا قول الا بنية ولا نية الا بموافقة السنة نعم قال واخبرنا خلف بن عمر قال حدثنا الحميدي قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثنا ابو حيان قال سمعت الحسن يقول الايمان قول ولا قول الا بعمل ولا قول وعمل الا الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بسنة نعم آآ هذا الاثر اه عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما وبنحوه ايضا عن حسن عن الحسن البصري وايضا يروى عن غيرهم من ائمة السلف هذا محل اجماع بين السلف ان الايمان لا ينفع الا اذا قام على هذه الامور الاعتقاد الذي يكون في القلب والقول الذي يكون باللسان والعمل الذي تكون عليه الجوارح فالايمان قول واعتقاد وعمل هذا باجماع اهل السنة لا خلاف بينهم في ذلك الاعمال عندهم باجماعهم داخلة في مسمى الايمان وعلى هذا الشواهد كثيرة ودلائل عديدة ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة منها نقل هنا عن علي بن ابي طالب وعن ابن مسعود رضي الله عنهما قال لا ينفع قول الا بعمل ولا عمل الا بقول ولا قول الا بنية ولا نية الا بموافقة سنة اي ان الايمان لابد فيه من القول والقول اذا اطلق يشمل قول القلب نطق آآ اعتقادا وقول اللسان نطقا فلا بد من قول وعمل لابد منهما معا ولابد ايضا من نية واتباع لابد من نية خالصة لله واتباع اي للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فالايمان لا ينفع بدون نية ولا ينفع ايضا بدون اتباع سنة فاذا كان بدون اه نية فانه لا يقبل انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وان كانت بدون اتباع سنة لا يقبل كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه والحسن البصري رحمه الله يقول الايمان قول ولا قول الا بعمل الايمان قول ولا قول الا بعمل ولا قول عمل الا بنية ولقول وعمل ونية الا باتباع سنة فهو بمعنى الذي قبله يعني لابد في الايمان من من هذه نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ايضا خلف بن عمر قال حدثنا الحميدي قال حدثنا يحيى بن سليم قال سألت سفيان الثوري عن فقال قول وعمل وسألت ابن جريج فقال قول وعمل وسألت محمد ابن عبد الله ابن عمر ابن عثمان فقال قول وعمل وسألت نافع بن عمر الجمحي قال قول وعمل وسألت مالك ابن انس فقال قول وعمل. وسألت فضيل بن عياض فقال قول وعمل وسألت سفيان بن فقال قول وعمل قال الحميدي وسمعت وكيعا يقول اهل السنة يقولون قول وعمل والمرجئة يقولون الايمان قول والجهمية يقولون الايمان المعرفة الان لما تقرأ هذا الاثر عن يحيى ابن سليم يقول سألت سفيان وسألت ابن جريج وسألت محمد ابن عبد الله ابن عمر ابن عثمان سألت نافع ابن عمر الجمحي سألت مالك ابن انس سألت الفضيل سألت سفيان ابن اي نعم كلها مسألة واحدة يمر عليهم يسألهم هذا يدل يدل اه من جهة حسن الارتباط باهل العلم من ائمة السلف وعظيم منفعته عندما يكون المرء مرتبطا بهم ولا سيما عند اه انتشار الشبهات المهلكة وهذه السؤالات من يحيى ابن سليم صدرت منه في وقت انتشرت فيه شبهات مرجئة انتشرت فيه الشبهات المرجئة واقاويلهم الباطلة واثارتهم للشبهات التي تشكك في الايمان تزعم عدم دخول الاعمال فيه وان الاعمال ليست من الايمان فكان يسأل ائمة السلف لمزيد الاطمئنان يسألهم لمزيد آآ الاطمئنان وان هذا قول هو محل اتفاق بينهم محل اتفاق بينهم فيفيد من ذلك ويفيد ايضا من ينقله من ينقل لهم كلام ائمة السلف رحمهم الله تعالى قال الحميدي وسمعت وكيعا يقول اهل السنة يقولون قول وعمل اي الايمان قول وعمل والمرجئة يقولون الايمان قول والجهمية يقولون الايمان المعرفة الجهمية مرجئة الجهمية مرجئة بل هم غلاة المرجئة والمرجئ عند اهل العلم هو من يخرج العمل من مسمى الايمان مأخوذ من الارجاء وهو التأخير. قالوا ارجه اخاه اي اخره فالارجاء هو التأخير فكل من يؤخر العمل عن مسمى الايمان ويدعي انه غير داخل في مسماه يطلق عليه عند ائمة السلف بانه مرجع واهل الارجاء اصناف في ارجائهم. منهم من يقصره على المعرفة وهم الجهمية ومنهم من يقصره على قول اللسان وهم الكرامية ومنهم من يضيف الى قول لسان اعتقاد القلب واقراره اعتقاد القلب وتصديقه المرجئة اصناف المرجئة اصناف لكن يجمعهم وصف الارجاء ويتفاوتون فيه وغلاة المرجئة هم الجهمية الذين يقولون الايمان هو مجرد المعرفة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن ابي بكر بن داود قال حدثنا علي بن خشرم قال اخبرنا يحيى بن سليم الطائفي عن هشام عن الحسن قال الايمان قول وعمل. قال يحيى ابن سليم فقلت لهشام فما تقول انت قال الايمان قول وعمل وكان محمد الطائفي يقول الايمان قول وعمل قال يحيى بن سليم وكان مالك بن انس يقول الايمان قول وعمل. قال يحيى وكان سفيان بن عيينة سيقول الايمان قول وعمل قال وكان فضيل بن عياض يقول الايمان قول وعمل هشام وهو ابن حسان يروي عن الحسن البصري انه يقول ايمان قول وعمل والراوي عن هشام يحيى بن سليم الذي تقدم معنا قريبا فهشام ابن حسان يروي عن الحسن ان الايمان قوله عمل ويسأله يحيى بن سليم قال وانت ماذا تقول فهذا يدل على ان آآ شبهة المرجئة المرجئة رائجة. وبدأ الناس يعني يتأثرون وتدخل على بعضهم فكانت هذه السؤالات كلها كما اه قدمت لمزيد الاطمئنان وايضا الارتباط اه ائمة السلف رحمهم الله تعالى نعم قال وحدثنا ابن ابي داوود قال حدثنا سلمة ابن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن انس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص نعم قال حدثنا ابن مخلد قال حدثنا ابو داوود السجستاني قال سمعت احمد بن حنبل قال في بعض مصادر آآ المصادر الاثار المروية عن السلف اه رووا اثرا عن ابي عبيد القاسم بن سلام عد في ذلك الاثر ما يزيد على الستين من ائمة السلف باسمائهم فلان وفلان وفلان وفلان كلهم يقول يقول الامام قول عمل يزيده كلهم يقول ايمان قول وعمل يزيد وينقص. ذكرهم اسمائهم ما يزيد على الستين اماما من ائمة السلف رحمهم الله تعالى وبعضهم في مثل هالمقام يقول فرويت عن اه او اخذت العلم عن الف او اكثر من كلهم يقول ايمان قول وعمل كلهم سمعته يقول الامام قول عمل يزيد وينقص وهذا يدل على ان هذا امر متوافر عليه بين ائمة السلف وهو محل اجماع بينهم نعم قال وحدثنا ابن مخلد قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا احمد قال حدثنا ابراهيم بن شماس قال سمعت جرير بن عبد الحميد يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص قال ابراهيم بن شماس وسألت بقية ابن الوليد وابا بكر ابن ابن عياش فقالا الايمان قول وعمل قال ابراهيم وسألت ابا اسحاق الفزاري فقلت الايمان قول وعمل؟ فقال نعم وسمعت ابن المبارك يقول الايمان قول وعمل قال وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا ابو الحسن احمد بن محمد بن ابي بزة قال سمعت المؤمل ابن اسماعيل يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص نعم وان نقول عنهم في هذا المعنى بل وحكاية اجماعهم على ذلك جاء عن غير واحد من اهل العلم فهذا محل اجماع بين ائمة السلف رحمهم الله تعالى ونقول عنهم في ذلك كثيرة نقلها من جمع اقاويلهم في الاعتقاد ولا سيما من توسعوا في النقل كما هنا عند الاجر في الشريعة وكما في شرح الاعتقاد للالكاء والابانة لابن بطة والكتب التي افردت في الايمان كالايمان لابن منده وابن ابي شيبة و آآ ابي عبيد القاسم بن سلام وغيرها من كتب ائمة السلف رحمهم الله تعالى نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فيما ذكرته مقنع لمن اراد لمن اراد الله به الخير فعلم انه لا يتم له الايمان الا بالعمل. هذا هو الدين الذي قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. نعم جميع ما تقدم كله في تقرير ان الايمان لا يتم الا بالعمل. ان الايمان لا يتم الا بالعمل وان العمل لا بد فيه لا بد منه في الايمان فالايمان لا يتم الا بالعمل فذكر من الشواهد والدلائل على ذلك الشيء الكثير وما فيه مقنع اي كفاية لمن اراد الله به الخير ثم ختم بهذه الاية ايضا شاهدا على ذلك آآ وهي قول الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة يؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فالدين اه هو توحيد الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة هذا دين والصلاة والزكاة عمل وهما من دين الله سبحانه وتعالى وهذا من اوضح ما يكون دلالة على انه لا بد في الدين من العمل واعظم العمل الصلاة وقرينتها الزكاة اعظم العمل اعظم اعمال الدين الصلاة وقرينتها آآ الزكاة وبهذا انهى رحمه الله تعالى اه هذا الباب ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه الى ان يوم الاحد لا لا يكون فيه درس ونعود للدرس يوم الاثنين باذن الله سبحانه وتعالى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا