نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه باجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر كفر من ترك الصلاة قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا ابو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة قال حدثنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن شاهين قال حدثنا ابو جعفر محمد بن يزيد الادمي قال حدثنا يحيى بن سليم قال سمعت ابن جريج سمع ابا الزبير قال سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد المسلم وبين الشرك الا تركه والصلاة قال وحدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا ابو حفص الابار عمر ابن عبد الرحمن اف عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين العبد وبين الكفر او بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا لمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ذكر كفر من ترك الصلاة المراد بالكفر هنا اي الاكبر الناقل من الملة وفي هذه الترجمة ساق المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى دلائل كثيرة جدا ولم يستوعب ادلة الباب لكنه ذكر منها شيئا كثيرا في دلالة نصوص الشرع على كفر تارك الصلاة والمراد بالكفر هنا اي الكفر الاكبر الناقل من الملة وقوله تارك الصلاة ليس المراد آآ جاحد الصلاة الجاحد هذا كفر اخر الجحد كفر اخر وانما المراد هنا الترك للصلاة وان لم يجحدها وان كان مقرا بوجوبها لكنه تركها تهاونا بها وعدم اهتمام بامرها عدم رعاية لشأنها وتظيعا للمحافظة عليها فهذا كفر كفر ناقل من الملة والاعمال التي جاءت الشريعة بها على اقسام ثلاثة منها ما تركه كفر اكبر كما هو الشأن في الصلاة التي هي عماد الدين ومنها ما تركه يعد تركا لايمانا واجب فيكون التارك له عرضة لعقوبة الله سبحانه وتعالى ومنها ما يكون تركه ترك لمستحب من مستحبات الدين فلا يعاقب على هذا الترك ويثاب على فعله لو فعله فالاعمال التي جاءت بها الشريعة على اقسام ثلاثة والصلاة شأنها يختلف عن غيرها من الاعمال فهي عماد الدين بهذا وصفها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وجاء عنه في غير ما حديث ان تركها كفر والمراد بالكفر اي الاكبر الناقل عن ملة الاسلام هذه الصلاة التي كتبها الله على عباده خمس مرات في اليوم والليلة هو قيام بين قيام من العبد بين يدي ربه في هذه الحياة الدنيا وبحسب حال العبد من هذا القيام بينه وبين يدي الله تكون حاله في الموقف الاعظم يوم الدين فاذا صلح الموقف الاول صلح الثاني واذا فسد الموقف الاول فسد الثاني من حافظ عليها افلح وانجح في ذلك اليوم العظيم ومن ضيعها خاب وخسر وهي اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة وشأنها من الدين عظيم حتى انه جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقد صح عنه وسيأتي عند المصنف رحمه الله ان من لم يحافظ عليها يحشر يوم القيامة جنبا الى جنب مع صناديد الكفر واعمدة الباطل مع فرعون وهامان وقارون وامية بن خلف ومن الذي يرضى او يحب لنفسه ان يكون يوم القيامة جنبا الى جنب في رفقة هؤلاء ومن ضيع الصلاة رضي لنفسه هذا الامر شاء ام ابى فالصلاة مكانتها في دين الله سبحانه وتعالى عظيمة وهي عماد من اعمدة الدين واذا اراد ان يعرف المرء مكانتها من الدين فلينظر في عمود الخيمة الفسطاط كيف انه لو نزع من مكانه سقطت الخيمة ولم ينتفع بشيء من اجزائها وتصبح غير صالحة لان ينتفع بها وان يسكن اذا نزع منها العمود الذي تقوم عليه في وسطها فشأن الصلاة من الدين كذلك فهي عماد الدين لا يقوم الا على والدين لا يقوم الا على عماده كما ان الابنية لا تقوم الا على اعمدتها كما قال الناظم والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترس اوتادوا اورد رحمه الله تعالى اول حديث في هذه الترجمة حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ساقه من ثلاثة طرق ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة والمراد بالكفر هنا اي الاكبر فليس بينه وبين ان يكون من اهل الكفر الاكبر الناقل من الملة الا ان يترك الصلاة فاذا تركها صار من الكافرين ولم يكن من المسلمين لانه لا يكون من المسلمين الا بالصلاة فاذا ترك الصلاة لا يكون مسلما بل يكون كافرا والكفر هنا قال بين العبد وبين الكفر ذكر الكفر معرفا باللام ذكر الكفر معرفا باللام وكما ذكر العلماء رحمهم الله تعالى الكفر المعرف لا يكون الا في الاكبر الكفر المعرف لا يكون الا في الاكبر الناقل من الملة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هو الكفر المعروف ينصرف الى الكفر المعروف. وهو المخرج من الملة والمخرج من الملة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا زيد بن حباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله ابن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وبينهم ترك الصلاة. فمن تركها فقد كفر. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بيننا وبينهم ترك الصلاة اي ان الصلاة حد اي ان الصلاة حد بيننا وبينهم. ماذا يدل على ان الصلاة حد فمن صلى دخل في حد الايمان ومن ترك الصلاة دخل في حد الكفر فالصلاة حد حد فاصل بين الايمان والكفر فمن صلى فقد دخل في حد الايمان ومن ترك الصلاة دخل في حد الكفر بيننا وبينهم ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر من ترك الصلاة خرج من حد الايمان من ترك الصلاة خرج من حد الايمان لانه لا يكون في حد الايمان الا بالصلاة لا يكون في حد الايمان الا بالصلاة فاذا ترك الصلاة خرج من حد الايمان ودخل في حد الكفر نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن المسعودي عن القاسم قال قال عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه الكفر ترك الصلاة وهذا اثر موقوف عن موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه في كفر تارك الصلاة وسيأتي في تمام هذه الترجمة آآ اثار اخرى عن الصحابة في ذلك نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل ابن زياد قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الاوزاعي عن القاسم ابن عن القاسم ابن مخيمرة في قول الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا قال اضاعوا المواقيت ولم يتركوها ولو تركوها صاروا بتركها كفارا ثم اورد هذا الاثر عن اوزاعي عن القاسم بن مخيمرة ان انه قال في قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. قيل ان المراد بغي وادي في جهنم يلقون غيا اي يلقون هذا الغي في نار جهنم يلقون هذا الوادي في نار جهنم يوم القيامة بسبب الاظاعة للصلاة خلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات قال اضاعوا المواقيت اضعوا المواقيت ولم يتركوها ولو تركوها صاروا بتركها كفارا والشاهد من هذا الاثر قول القاسم رحمه الله تعالى ولو تركوها صاروا بتركها كفارا وهذا المعنى مروي عن خلق من ائمة السلف رحمهم الله تعالى من الصحابة ومن اتبعهم باحسان نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الفريابي قال حدثنا ابو ايوب سليمان ابن عبد ابن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا ايوب ابن سويد قال يونس ابن يزيد قال حدثني الزهري قال اخبرني سليمان ابن يسار ان المسوار ابن مخرمة اخبره حين طعن عمر رضي الله عنه انه دخل عليه هو وابن هو وابن عباس رضي الله عنهما فلما اصبح افزعوه فقالوا الصلاة. قال نعم ولا حظ في الاسلام من ترك الصلاة فصلى والجرح يفعل يثعب دما وهذا الاثر في عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فيه عظم شأن الصلاة عند ائمة السلف من الصحابة ومن تبعهم باحسان وشدة محافظتهم عليها ورعايتهم لها حتى في اشد الاحوال المها مع الجهد والمرض والتعب ما تغيب عن اذهانهم بل هي حاضرة لعظم مكانتها في قلوبهم واذا اراد المسلم ان ينظر الى عظم مكانة السلف مكانة الصلاة عند السلف رحمهم الله تعالى فليقرأ مثل هذا الاثر ونظائره وليستحظر هذا الموقف العجيب فان عمر رضي الله عنه كما هو معلوم اه طعن وهو يصلي طعن طعنه ابو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي طعنه في خاصرته في بطنه وكان اه ينزف بطنه دما وما يسقى من حليب او غيره يخرج لا يبقى في في موضعه وكان يغمى عليه ويفيق رضي الله عنه فاذا فاق لا يسأل عن شيء الا الصلاة اذا افاق لا يسأل عن شيء الا الصلاة يقول اصلى الناس ثم يغمى عليه ويفيق ثم يسأل عن الصلاة فهي الشغل الشاغل عندهم رضي الله عنهم وارضاهم ومن عجيب امره رضي الله عنه وارضاه انه لما طعن دخل عليه اه المسور ابن مخرمة هو وابن عباس فلما اصبح افزعوه اي ايقظوه من النوم معنى افزعوه اي ايقظوه افزعوه اي من النوم ايقظوه فقالوا الصلاة قالوا الصلاة وكان على تلك الحال يعني ينزف وبطنه يثعب دما وما يسقى يخرج على حال شديدة من الاعياء والتعب والمرض فقالوا له الصلاة قالوا له الصلاة فقال نعم ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وهذا موظع الشاهد الترجمة لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثعب دما نهض للصلاة وصلى وهو على هذه الحال رضي الله عنه وارضاه والجرح يثعب دما وانظر هذه القصة مرة اخرى وقارنها بواقع كثير من الناس عندما يصبح معه تعب يسير جدا لا يعطله عن اعماله الدنيوية لكنه يعتذر لنفسه به عن الصلاة لكن اذا جاء مثلا عمل دنيوي له اهميته يجد ان هذا الاعياء او التعب لم يعطله عن عمله واما الصلاة اي تعب يسير جدا يعتذر لنفسه باني متعب واني مريض واني معذور وربك غفور رحيم ويتهاون فيها ويجد ان هذا التعب الذي عنده بل ما هو اشد منه لا يعيقه عن مصالحه الدنيوية يقوم نشيطا وبهمة عالية ولا يتأخر واما الصلاة فانه ادنى شيء يعفره عنها وهذا من خفة شأنها في القلوب ولو عظمت هذه الصلاة في القلوب لكان لها شأن اخر ومكانة اخرى وكانت الطريقة معها مع هذه الصلاة كطريقة السلف اه رضي الله عنهم وارضاهم الشاهد من هذا الاثر قول عمر رضي الله عنه وارضاه لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وجاء في بعض الروايات انه قال لا اسلام لمن لم يصل جاء في بعض الروايات انه قال لا اسلام لمن لم يصل وهذا قاله بمحضر عدد من الصحابة ولا انكر هذا محل اجماع بين اه اصحاب النبي الكريم اه رضي الله عنهم وارضاهم نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبدالله الحسين بن محمد بن عفير الانصاري قال حدثنا نصر بن علي الجهظمي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن المسورة بن مخرمة قال دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين طعن فقالوا الصلاة يا امير المؤمنين. فقال لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة. نعم قال حدثنا ابن مخلد قال حدثنا ابو داوود قال سمعت احمد بن حنبل يقول اذا قال لا اصلي فهو كافر. نعم يعني هذا ايضا اه عن الامام احمد رحمه الله قال اذا قال القائل لا اصلي فهو كافر لا يقول المسلم لا اصلي. لا يقول المسلم لا اصلي. فاذا قال لا اصلي فهذا والمراد بالكفر هنا الاكبر فلا يقول المسلم لا اصلي ولا يترك الصلاة فان قال لا اصلي او ترك الصلاة كفر بذلك نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا عبيد الله بن عبدالمجيد قال حدثنا ابو العوام القطان قال حدثنا قتادة وابان ابن ابي عياش كلاهما عن خليد العصري عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خمس من جاء بهن يوم القيامة مع ايمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وجوههن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن واعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها قال وكان يقول وايم الله لا يفعل ذلك الا مؤمن. وصام رمظان وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا الا وادى الامانة قالوا يا ابا الدرداء وما اداء الامانة؟ قال الغسل من الجنابة فان الله لم يأمن ابن لم يأمن ابن ادم على شيء من دينه غيرها اه ثم اورد هذا الحديث عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خمس من جاء بهن يوم القيامة مع ايمان دخل الجنة خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة هذا فيه سماحة الدين ويسر الشريعة وان الجنة دخولها ليس باعمال شاقة وامور صعبة وانما هي امور يسيرة وقليلة ومعدودة على اصابع اليد خمس يقول عليه الصلاة والسلام من جاء بهن يوم القيامة مع ايمان دخل الجنة دخل الجنة فمثل هذا حديث الحديث الذي في صحيح مسلم النعمان ابن قوقل لما سأل النبي رضي الله عنه لما سأل النبي قال ارأيت يا رسول الله اذا صليت المكتوبات صمت رمظان واحللت الحلال وحرمت الحرام فادخل جنة؟ قال نعم. قال والله لا ازيد على ذلك وفي في رواية قال ولم ازد على ذلك شيئا ادخل الجنة؟ قال نعم. قال والله لا ازيد على ذلك فهي امور معدودة من احسن المحافظة عليها والمواظبة عليها والرعاية لها دخل الجنة ويأتي في مقدمة هذه الامور الصلاة التي هي عماد الدين واعظم اركانه بعد الشهادتين يقول خمس من جاء بهن يوم القيامة مع ايمان مع ايمان اي بالله وبما امره سبحانه وتعالى عباده بالايمان به وهذا فيه ان الاعمال لا تكون نافعة الا بالايمان فاذا افتقد الايمان بطل العمل ولم ينتفع به كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وقال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولهذا تجد ايات كثيرة في القرآن تقيد قبول الاعمال بوجود الايمان مثل ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وله نظائر كثيرة في كتاب الله عز وجل فالشاهد من الحديث للترجمة اه قوله من حافظ على الصلوات الخمس على وجوههن على وجوههم يفسرها قول النبي عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني اصلي يعني على الطريقة المشروعة المتلقاة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن الصلاة المحافظة عليها تكون بالمحافظة على الوقت الاركان والواجبات الشروط ويتناول ذلك قوله اقيموا الصلاة حافظوا على الصلاة هذا يتناول المحافظة على الوقت والمحافظة على الشروط والاركان والواجبات واعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها يعني لا يخرجها وهو كاره او مبغض بل يخرجها منشرح الصدر طيب البال والخاطر وكان يقول وايم الله لا يفعل ذلك الا مؤمن اي ان هذا هذه المحافظة على الصلوات وايتاء الزكاة بهذا الوصف لا يكون الا من مؤمن وصام رمضان وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا وادى الامانة وادى الامانة. قال قالوا يا ابا الدرداء وما اداء الامانة وما اداء الامانة قال الغسل من الجنابة فان الله لم يأمن ابن ادم على شيء من دينه غيرها هذا التفسير من ابي الدرداء للامانة هو تفسير يعبر عنه اهل العلم بالتفسير بالمثال تفسير بالمثال فقوله لما سأله السائل ما الامانة؟ قال غسل من الجنابة هذا ليس حصر للامانة في الغسل من الجنابة الامانة باب واسع جدا بل بل ان الامانة بعمومها اذا اطلقت تتناول الدين كله. نعم. انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملن الدين اطلاقها العام تتناول الدين كله لكنه هنا فسرها بالغسل تفسيرا بالمثال لبعض افراد الامانة مما هو امر عظيم الشأن تأكد اه العناية به والرعاية والرعاية له والله سبحانه وتعالى اتمنا العبد على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل بن زياد قال حدثني احمد بن حنبل قال حدثنا عبدالله بن يزيد مقري ابو عبدالرحمن قال حدثني سعيد ابن ابي ايوب قال حدثني كعب ابن علقمة عن عيسى ابن هلال الصدفي عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوما الصلاة فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا واضاءة او قال نجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا اضاءة او قال نجاة ويأتي يوم القيامة مع عقارون وفرعون وهامان وابي ابن خلف ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوما الصلاة ذكر يوما الصلاة اي ذكرها حاثا عليها وحاظا على فعلها ومرغبا فيها ومبينا مكانتها ومحذرا من التهاون فيها والاظاعة لها فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا واضاءة او قال نجاة يوم القيامة المحفوظ في الرواية الاخرى انها ونجاة يوم القيامة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة واما الاضاءة آآ فهي النور الذي تقدم ذكره قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة نورا اي لصاحبها في قلبه ووجهه وجميع اجزاء بدنه وجميع اجزاء بدنه ونور له في قبره ونور له في حشره ولقائه لربه سبحانه وتعالى ويكون وصاحب الصلاة من اعظم الناس حظا من الانوار عندما تقسم يوم القيامة يوم يسعى نور المؤمنين بين ايديهم وبايمانهم فاهل الصلاة هم اهل النصيب الاوفى لان الصلاة نور لصاحبها ولما كانت الصلاة نورا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه اذا خرج الى الصلاة سأل الله عز وجل النور سؤالا مفصلا اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا ومن امامي نورا ومن خلفي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن وتحت نورا وعظم لي نورا يسأل الله تبارك وتعالى وفي بعض الروايات واجعل في شعري نورا وفي عصبي نورا وفي عظمي نورا يسأل الله عز وجل ان يجعل النور في كل جزء من اجزائه من عصب وشعر وعظم وعظم وجلد من جميع جهاته يكون محيطا به وفي كل ذرات واجزاء جسمه وهو متجه الى الصلاة فالصلاة نور الصلاة نور صاحبها نور في قلبه ونور في بدنه ونور في وجهه نور في حياته نور في قبره ونور في حشره يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وآآ نور وبرهان كانت له نورا وبرهانا برهانا اي دليلا وشاهدا على ايمانه انما يعمر مساجد الله من امن بالله فهي شاهد على ايمانه ودليل عليه فمحافظة المرء عليها ورعاية لها وعناية الدقيقة بها هذا برهان على برهان على الايمان ودليل عليه لانه لا يحافظ على الصلاة الا مؤمن لا يحافظ على الصلاة الا مؤمن محافظة عليها برهان على آآ الايمان والامر الثالث نجاة يوم القيامة تكون له نجاة يوم القيامة ومن لا يصلي لا ينجو يوم القيامة لانه بترك الصلاة يكون كافرا فلا نجاة له يوم القيامة الا بالصلاة ولهذا في الشق الثاني من الحديث قال ومن لم يحافظ عليها لم تكن له اه اه نورا ولا برهانا ولا اضاءة او قال نجاة لم تكن اي الصلاة له نورا ولا برهانا ولا نجاة لانه حرم بتركه للصلاة من النور والبرهان نجاة حرم من ذلك حرم من النور والبرهان والنجاة. قال و ويأتي يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وابي بن خلف. وهؤلاء الاربعة اعمدة الكفر. اعمدة الكفر. وصناديد الباطل وبعض العلماء قال ان التنويع هنا في ذكر هذه الاسماء قارون فرعون هامان ابي بن خلف تنويع في هذه الاسماء له اعتبار معين وهو ان هؤلاء كل واحد منهم اله شي عن الدين منهم من الهاه عن الدين الرئاسة والزعامة ومنهم من الهاه عن الدين المال والتجارة ومنهم من الهاه عن الدين المكانة من وزارة او نحو ذلك فهؤلاء آآ الذين ذكروا هنا الهتهم امور عن دين الله صرفتهم عن دين الله عز وجل ومن لا يصلي قد يكون الصارف له عن تجارته فتنته برئاسة او فتنته بمال او فتنته بزعامة او شيء من هذا القبيل تصرفه عن العناية والرعاية للصلاة فيكون يوم القيامة في الحشر الى جنب هؤلاء يوم يحشر المصلي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ومن ترك الصلاة يحشر والعياذ بالله مع هؤلاء كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو عبد الله قال حدثنا احمد قال حدثنا محمد قال حدثنا ابو عبد الله جعفر بن ادريس القزويني قال حدثنا يعي ابن يحيى يا ابن عبدك القزويني قال حدثنا عبد الله ابن يزيد المقري وذكر الحديث باسناده الى اخره مثله. نعم قال حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد ابن عن محمد ابن ابي اسماعيل عن معقل ابن معقل الخثعمي قال اتى رجل عليا رضي الله عنه وهو في الرحبة فقال يا امير المؤمنين ما ترى في المرأة لا تصلي فقال من لم يصلي فهو كافر ثم اورد هذا الاثر ان معقل خثعمي اتى قال اتى رجل اه عليا رضي الله عنه وهو في الرحبة. الرحبة مكان الرحبة الواسع فقال آآ يا امير المؤمنين ويحتمل الرحمة محله معينة فقال يا امير المؤمنين ما ترى في المرأة لا تصلي ما حكمها؟ اذا كانت بهذه الصفة ما ما ترى في المرأة لا تصلي؟ قال من لم يصل فهو كافر قال من لم يصل فهو كافر وتقدم معنا قريبا مما نقله المصنف رحمه الله تعالى عن ابن مسعود قال الكفر ترك الصلاة وايضا تقدم عن عن امير المؤمنين عمر انه قال لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وهنا نقل عن علي رضي الله عنه انه قال من لم يصل فهو كافر قال ابن تيمية رحمه الله تعالى وذكر ابن عبد البر مثله اي مثل هذا اللفظ عن علي من لم يصل فهو كافر عن ابي الدرداء وابن عباس وجابر وغيرهم وقال عبد الله بن شقيق كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذه السنن والاثار في ترك الصلاة وتضييعها مع ما لم نذكره مما يطول به الكتاب مثل حديث حذيفة رضي الله عنه وقوله لرجل لم يتم الصلاة لو مات هذا لمات على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم ومثله عن بلال رضي الله عنه وغيره ما يدل على ان الصلاة من الايمان ومن لم يصلي فلا ايمان له ولا اسلام. لو تلاحظ هنا التنوع في الالفاظ مما يدل على ان الترك للصلاة كفر اكبر لان الترك للصلاة كفر اكبر ناقل من الملة يعني مر من لم يصل فلا اسلام له او لا حظ له في الاسلام. من لم يصل فهو كافر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد اه كفر بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة وهنا آآ على غير الفطرة وفي بعض الاحاديث على غير الملة فهذا التنوع في الالفاظ يفيد ان المراد هو الترك ان الترك للصلاة هو كفر اكبر ناقل من الملة نعم قال رحمه الله تعالى وقد سمى الله تعالى الصلاة في كتابه ايمانا وذلك ان الناس كانوا يصلون الى بيت المقدس الى ان حولوا الى الكعبة ومات قوم على ذلك. فلما حولت القبلة الى الكعبة قال قوم يا رسول الله. فكيف بمن مات من اخواننا ممن كان يصلي الى بيت المقدس فانزل الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم الى بيت المقدس وبالله التوفيق. نعم ختم بهذه اية ان الله سبحانه وتعالى سمى الصلاة ايمانا تسمى الصلاة ايمانا قال وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم ونزلت هذه الاية لما سأل بعض الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم من مات قبل ان تحول القبلة الى الكعبة هل تضيع تلك الصلوات التي كانوا يصلونها الى بيت المقدس وقد ماتوا قبل ان تحول القبلة فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم لان الصلاة المفروضة والقبلة المفروظة في ذلك الوقت هي الى بيت المقدس الى بيت المقدس العبرة هو في التوجه طاعة لله ليس في البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب اي انما البر والطاعة والامتثال لله اينما وجه عباده واينما دعاهم سبحانه وتعالى اه الحاصل ان الازري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة نقل جملة من النصوص والدلائل على كفر تارك الصلاة ولم يستقص رحمه الله تعالى وانما ذكر طرفا منها لكن يبقى سؤال في في هذا الباب اه الا يمكن ان يكون الكفر هنا الكفر الاصغر الذي ودون الاكبر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر الا يمكن ان يكون فقد كفر مثل سباب المسلم فسوق وقتاله كفر آآ اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن في الانساب النياحة عالميت في احاديث كثيرة جدا الا يمكن ان تكون هذه الاحاديث في الصلاة مثل هذه مثل تلك الاحاديث يراد بها الكفر الاصغر وليس الاكبر الجواب على ذلك تستمعون اليه بتفصيل نافع ومفيد جدا من الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حيث ذكر تسعة وجوه في بيان ذلك رحمه الله تعالى نعم قال ابن تيمية رحمه الله تعالى لكن الكفر الوارد في الصلاة هو الكفر الاعظم لوجوه احدها ان الكفر المطلق هو الكفر الاعظم المخرج عن الملة. فينصرف الاطلاق اليه وانما صرف في تلك المواضع الى غير ذلك لقرائن انضمت الى الكلام ومن تأمل سياق كل حديث وجده معه وليس هنا شيء يوجب صرفه عن ظاهره بل هنا ما تقرره على ما تقرره على الظاهر قال الثاني ان ذلك الكفر منكر مبهم مثل قوله وقتاله منكر الثاني ان ذلك الكفر منكر مبهم مثل قوله وقتاله كفر هما بهم كفر وقوله كفر بالله وشبه ذلك وهنا عرف باللام بقوله ليس بين العبد وبين الكفر او قال الشرك والكفر او قال الشرك والكفر المعروف ينصرف الى الكفر المعروف وهو المخرج عن الملة الثالث ان في بعض الاحاديث فقد خرج عن الملة وفي بعضها بينه وبين الايمان وفي بعضها بينه وبين الكفر. وهذا كله يقتضي ان الصلاة حد تدخل ان الصلاة حد تدخله الى الايمان ان فعله وتخرجه عنه ان تركه الرابع ان قوله ليس بين العبد وبين الكفر الا ترك الصلاة وقوله وقوله ان كان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة لا يجوز ان يراد به الا الكفر الاعظم. لان بينه وبين غير لان بينه وبين غير ذلك مما يسمى كفرا. اشياء كثيرة ولا يقال فقد يخرج عن الملة باشياء غير الصلاة. لانا نقول هذا ذكر هذا ذكر في سياق ما كان من الاعمال المفروضة. وعلى العموم يوجب تركه الكفر وما سوى ذلك من الاعتقادات فانه ليس من الاعمال الظاهرة الخامس انه خرج هذا الكلام مخرج تخصيص الصلاة وبيان مرتبتها على غيرها في الجملة. ولو كان ذلك الكفر فسقا لشاركها في عامة الفرائض السادس انه بين انها اخر الدين فاذا ذهب اخره ذهب كله السابع انه بين ان الصلاة هي العهد الذي بيننا وبين الكفار وهم خارجون عن الملة ليسوا داخلين فيها واقتضى ذلك ان من ترك هذا العهد فقد كفر. كما ان من اتى به فقد دخل في الدين ولا يكون هذا الا في الكفر المخرج عن الملة الثامن ان قول عمر رضي الله عنه لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة اصرح شيء في خروجه عن الملة. وكذلك قول ابن مسعود وغيره وكذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره مع انه بين ان اخراجها عن الوقت ليس هو الكفر وانما هو الترك بالكلية وهذا لا لا يكون الا فيما فيما يخرج عن الملة التاسع ما تقدم من حديث معاذ رضي الله عنه فان فسطاطا على غير عمود لا يقوم كذلك لا يقوم كذلك الدين لا قوموا الا بالصلاة وفي هذه الوجوه يبطل قول من حملها على من تركها جاحدا. وايضا قوله كانوا لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر. وقوله ليس بين العبد وبين الكفر وغير ذلك مما يوجب اختصاص الصلاة بذلك وترك الجحود لا فرق فيه بين الصلاة وغيرها. ولان الجحود نفسه هو الكفر من غير ترك حتى لو فعلها مع ذلك لم ينفعه فكيف يعلق الحكم على ما لم يذكر؟ ولان المذكور هو الترك هو عام في من تركها جحودا او تكاسلا ولان هذا عن حقيقة الكلام من غير موجب فلا يلتفت اليه. هذا كلام عظيم جدا وتفصيل نافع في بيان ان المراد بالكفر في هذه النصوص التي ساقها الاجري رحمه الله وغيرها مما لم يذكره المراد به الكفر الاكبر الناقل من الملة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا اجمعين وذرياتنا من المقيمين الصلاة وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا