الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب فيمن كره من العلماء ان يسأل غيره فيقول له انت مؤمن هذا عندهم مبتدع رجل سوء قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اذا قال لك رجل انت مؤمن فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله باليوم الاخر والموت والبعث من بعد الموت والجنة والنار وان احببت الا تجيبه وتقول له سؤالك اياي بدعة ولا اجيبك وان اجبته فقل انا مؤمن ان شاء الله على النعت الذي ذكرنا فلا بأس به واحذر مناظرة مثل هذا فان هذا عند العلماء مذموم. واتبع اثر من مظى من ائمة المسلمين تسلم ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد تقدم معنا في الترجمة السابقة ذكر ما يعتقده اهل السنة رحمهم الله تعالى في مسألة الاستثناء في الايمان وان الاستثناء عندهم في الايمان انما هو في الاعمال لا يكون في القول الذي هو النطق بالشهادتين ولا يكون ايضا في الاعتقاد الذي في القلب وانما الاستثناء في الاعمال الموجبة لحقيقة الايمان بعدا عن تزكية النفس وخوفا من التقصير وعدم التتميم للعمل ولكون العبد لا يدري عن اعماله اهي متقبلة او لا فلاجل ذلك كان السلف رحمهم الله تعالى يستثنون في ايمانهم وفي هذه الترجمة يبين الامام الاجري رحمه الله تعالى ان هذه المسألة امؤمن انت لم يكن لها وجود بين السلف في صدر هذه الامة رضي الله عنهم وارضاهم حتى حدثت بدعة المرجئة بدعة الارجاء واخرجوا العمل من مسمى الايمان فاحدثوا هذه المسألة امؤمن انت وكان لاحداثهم لهذه المسألة مقصد سيء وتثبيت مذهبهم الذي هو اخراج العمل من الايمان وقصره على التصديق او على التصديق والقول فقط وان العمل ليس داخلا في الايمان فجاءوا بهذه المسألة امؤمن انت قاصدين من ذلك تثبيت المذهب لكن ائمة السلف رحمهم الله تعالى ادركوا مقصدهم ومرادهم بهذا الطرح المتكرر لهذا السؤال فبينوا ان هذه المسألة بحد ذاتها بدعة ليس لها وجود بين السلف في صدر هذه الامة رضي الله عنهم ورحمهم ولهذا عقد الامام الاجري رحمه الله هذه الترجمة خاصة في بيان ذلك ان هذه المسألة بدعة وليس لها اصل عند السلف رحمهم الله قال فيمن كره من العلماء ان يسأل غيره فيقول له انت مؤمن. هذا عنده مبتدع رجل سوء هذا عندهم مبتدع لان المرجئة من وراء هذه البدعة ومن وراء هذا السؤال ولهم من ورائه مقصد كما اوضحت هو تثبيت مذهبهم في اخراج العمل من مسمى الايمان قال الامام الاجري رحمه الله اذا قال لك رجل انت مؤمن فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والموت والبعث من بعد الموت والجنة والنار وان احببت الا تجيبه فانت بهذه او هذه قطعت عليه الطريق في الوصول الى بغيته ومقصده لانك ان اجبت وقلت نعم انا مؤمن ان اجبت وقلت نعم انا انا مؤمن توصل بهذا السؤال الى مبتغاه وان الامام منحصر في التصديق والقول وهو امر يجزم به المرء اما الاعمال فكل هو في شك من تكميلها وتتميمها وهل هي مقبولة او لا اما اذا سكت عن الجواب قلت له سؤالك اياي بدعة ولا اجيبك او انك اجبت بذكر اصل الايمان وقلت امنت بالله وملائكته الى اخره او قلت لا اله الا الله او قلت اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانك بذلك تكون قطعت عليه آآ الطريق في الوصول الى مقصده من طرح هذا السؤال قال وان احببت الا تجيبه وتقول له سؤالك اياني بدعة سؤالك اياي بدعة لان هذه هذه المسألة ما ما عرفت في صدر الامة فالصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم باحسان هذه لم تعرف. فيه مطلقا قال وتقول له سؤالك اياي بدعة ولا اجيبك وان اجبته فقل انا مؤمن ان شاء الله هذا جواب ثالث اما الا تجيب او تقول امنت بالله وملائكته او ان تقول انا مؤمن ان شاء الله على النعت الذي ذكرنا على النعت الذي ذكرناه اي في الباب الاول وان هذا الاستثناء انما هو في العمل ليس في القول ولا في التصديق قال فلا بأس به واحذر مناظرة مثل هذا لماذا تحذر مناظرة مثل هذا اولا لان صاحب البدعة كما قال ائمة السلف ملقن حجته اي يحمل شبهات يحمل شبهات اهلكته هو وتهلك غيره ممن يستمع الى شبهاته وخصوصا اذا كان المستمع الى هذه الشبهات قليل البضاعة من العلم فانها تؤثر فيه وربما بقيت في صدره وربما لم يتمكن من اخراجها وكما يقال العافية لا يعادلها شيء سلامة القلب ونظافة من هذه الاهواء خير من خير للانسان من ان يستمع الى ارباب هذه الاهواء فتدخل او يدخل على قلبه شيء من اهوائهم وضلالاتهم قال واحذر مناظرة مثل هذا فان هذا عند العلماء مذموم واتبع اثر من مضى من ائمة المسلمين تسلم ان شاء الله نعم قال رحمه الله تعالى حدثني عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا محمد بن سليمان لوين قال قيل لسفيان ابن عيينة الرجل ويقول مؤمن انت قال ما اشك في ايماني وسؤالك اياي بدعة وقال ما ادري انا عند الله شقي ام سعيد مقبول العمل ام لا؟ نعم هذا اه سفيان ابن عيينة اه رضي الله عنه امام من ائمة السلف قيل له الرجل يقول مؤمن انت اي يسأل يسألني هذا السؤال فكيف يجاب قال ما اشك في ايماني ما اشك في ايماني وسؤالك اياي بدعة ما اشك في ايماني. انتبه هنا ان الطارحين لهذا السؤال هم اهل الارجاء وهم من يصفون اهل السنة بالسكاك لاستثناء في الايمان فصدر الجواب بقوله ما اشك في ايماني كل مؤمن لا يشك في ايمانه لكنه يشك في تكميده لاعمال الايمان. وتتميمه لها وهل اعماله مقبولة او ليست مقبولة ومن الذي يجزم ان اعماله كلها متقبلة والايمان النافع عند الله هو المتقبل. وما الذي يدري المرء ان اعماله متقبلة ابن عمر رضي الله عنه يقول لو اعلم انه تقبل مني سجدة واحدة لكان خير لي من الدنيا وما فيها فكان خيرا لي من الدنيا وما فيها والله سبحانه لما ذكر المؤمنين الكمل من عباده قال في نعتهم والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون جاء في المسند وغيره ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام قالت اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ هل هذا هو المراد يؤتون ما اتوا؟ وقلوبهم وجلة ان يقدموا ما يقدمون من معاصي ويخافون عقوبة الله تسأل هل هذا هو المعنى؟ قال لا يا ابنة الصديق انما هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل معنى يؤتون ما اتوا ان يقدمون ما يقدمون من طاعات وقربات وقلوبهم وجلة اي خائفة الا يتقبل منهم طاعاتهم وعباداتهم ولهذا قال الحسن ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة يحسن في العمل ويخاف ان لا يقبل منه واذا كان خليل الرحمن في بنائه لبيت الرحمن بامر الرحمن سبحانه وتعالى يقول ويردد اثناء بنائه البيت ربنا تقبل منا. واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت. واسماعيل ربنا منا انك انت السميع العليم قرأ احد السلف وهو ابن الورد هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ويخاف الا يقبل فالحاصل ان المؤمن لا يدري عن اعماله يقدم ما يقدم من اعمال وهي من امور الايمان وخصاله لا ادري عنها ولهذا اذا سئل مؤمن انت؟ قال ان شاء الله او ارجو يستثني في ايمانه ملاحظة لهذا المعنى ولهذا يقول اه سفيان ابن عيينة رحمه الله يقول ما ادري انا عند الله شقي ام سعيد؟ امقبولنا العمل ام لا هذا امر لا لا يجزم به المرء وانما يجتهد ويقدم الاعمال الصالحات ويرجو ربه سبحانه وتعالى القبول نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يتقبل منا اجمعين صالح الاعمال نعم قال رحمه الله تعالى وحدثني عمر ابن ايوب قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عن الحسن بن عبيد الله قال قال لي ابراهيم اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل ارجو. هذه صيغة اخرى من صيغ الاستثناء المعروفة عند ائمة السلف رحمهم الله ان يقول من يجيب على هذا السؤال امؤمن انت؟ يقول مؤمن ارجو مؤمن ارجو اي ارجو ان اكون من اهل الايمان الذين كملوا ايمانهم وتقبلت اعمالهم ارجو ان اكون من هؤلاء ارجو ان اكون من من هؤلاء ممن تقبل الله اعمالهم وطاعاتهم لا اجزم لنفسي بذلك والملحظ هنا الى اه تكميل الايمان مثل ما تقدم في الاثر الذي اشرت اليه عن الحسن انه سئل امؤمن انت؟ قال لمن سألها الايمان ايمانا ان كنت تسألني عن الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فانا مؤمن وان كنت تسألني عن اهل قول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا فلا ادري انا منهم او لا. هذا الذي لا لا لا يجزم به المرء وان جزم به لنفسه زكى نفسه اعظم تزكية والله تعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى فلهذا يستثني ملاحظة لهذا الامر يقول مؤمن ارجو مؤمن ان شاء الله نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر المروذي قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثني سفيان عن محل قال قال لي ابراهيم اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذه ايضا صيغة في الاستثناء معروفة عن السلف رحمهم الله ان يقول من يسأل ام مؤمن انت؟ يقول امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله. وهذا لا استثناء هذا لا استثناء فيه الاستثناء انما هو في العمل فاذا قال انا مؤمن اذا قال امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ذكر في الجواب على هذا السؤال اصل الايمان لا يستثني. لكن ان قال انا مؤمن لابد ان يضيف ان شاء الله او ارجو لان الايمان اذا اطلق تناول الدين كله وخصال الايمان اجمعها. ومن الذي يزعم لنفسه تكميل ذلك وتتميمه. نعم قال رحمه الله تعالى قال وحدثني احمد قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن ابيه مثله. نعم وباسناده قال حدثنا احمد قال حدثنا عبدالرحمن قال حدثني حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق وحبيب ابن الشهيد عن محمد ابن سيرين قال اذا قيل لك امؤمن انت فقل امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب. نعم اما هذه الصيغة في الاستثناء هي نحو الصيغة التي تقدمت في الاثر الذي قبله عن ابراهيم النخعي قال محمد ابن سيرين اذا قيل لك امؤمن انت؟ فقل امنا بالله. وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب نعم قال رحمه الله تعالى وباسناده عن عبدالرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن الحسن بن عمرو عن ابراهيم قال اذا قيل لك امؤمن فقل لا اله الا الله وهذه ايضا صيغة اخرى من صيغ الاستثناء المعروفة عند السلف ولهم فيه صيغ عديدة. منها ان يقول من يسأل امؤمن انت؟ يقول لا اله الا الله او يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فهذا هذا من الاستثناء في الايمان. او يقول كما تقدم في الاثر الذي قبله امنا بالله وما انزل الينا. وما انزل الى ابراهيم اسماعيل واسحاق ويعقوب او يقول كما في الاثر ايضا الذي قبله امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه كلها صيغ اه صحيحة معروفة عن السلف رحمهم الله تعالى في الاستثناء في الايمان. والاستثنى هنا في الايمان هو ان يكتفي في هذه الصيغة الثلاث ان يكتفي المجيب بالاجابة بان يذكر اصل الايمان. الذي لا استثناء فيه اما اذا الايمان المطلق قال انا مؤمن اذا ذكر الايمان المطلق فانه لا بد حينئذ ان يستثني لان الايمان اذا اطلق يشمل الدين كله. اما اذا قيد الايمان كما في هذه النصوص امنت وملائكته اه او مثلا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم هذا قيد قيد الايمان هنا بالاصل اصل الايمان. وهذا لا استثناء فيه نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا احمد قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثني حسين بن عياش عن غيرة عن ابراهيم قال سؤال الرجل الرجل امؤمن انت؟ بدعة نعم يعني هذا انما نشأ هذا السؤال من اهل البدع وخاصة من المرجئة كما تقدم البيان نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا ابو عبد الله قال حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة قال وتكلم عنده رجل من الخوارج بكلام كرهه وقال علقمة والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال له الخارجي او منهم انت؟ قال ارجو ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابراهيم عن علقمة اه قال وتكلم عنده رجل من الخوارج بكلام كره لعل الكلام الذي كره كما يدل عليه بقية السياق وتتمته انه نال من بعض المؤمنين بشيء من الاذى اما علقم نفسه او من بعض المؤمنين عموما من اهل العلم والفضل وهذا من دأب الخوارج في قديم الزمان وحديثه الحق من العلماء والنيل منهم والوقوع في اعراضهم والانتقاص من مكانتهم والطعن فيهم هذا من ديدن الخوارج في قديم الزمان وحديثه بل ان اول خطوة اول خطوة تكون في الدخول في هذا الفكر الخبيث الفصل بين المرء المراد دخوله في هذا الفكر وبين اهل العلم. هذه اول خطوة يبدأونها مع من ارادوا ادخاله في هذا الفكر فكر الخوارج الفصل بينه وبين اهل العلم والفضل بانتقاص فهم والحط منهم والطعن فيهم وعدم الاعتداد بعلمهم فاذا فصل عن العلماء تمكن هؤلاء من زرع ما شاؤوا من فكر في آآ من زرع ما شاءوا من فكر واقوال فيمن ارادوا ادخاله في مذهبهم الحاصل ان علقمة تكلم عنده رجل من الخوارج بكلام كرهه فقال علقمة والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا اثما مبينا وعظه وزجره بهذه الاية وخير الواعظ الوعظ بالقرآن وذكر بالقرآن من يخاف وعيد فوعظه وزجره بهذه الاية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. قال له الخارجي او ومنهم انت او منهم انت يعني لا يزالون في اه انتقاص ووقيعة وطعن وتقليل من مقام العلماء هو اتى بهذه الاية ليجزره وليردعه عن النيل من اعراض اهل الفضل واهل الايمان واهل العلم واهل الخير فقال اومنهم انت يعني هل انت من اهل هذه الاية؟ فقال ارجو وهذا موضع الشاهد من سياق هذا هذا الاثر المؤمنين المؤمنين في في الاية والذين يؤذون المؤمنين ذكر ذكروا بالوصف المطلق الايمان المطلق الذي يشمل الدين كله وهذا لا يلزم به المرء لنفسه انه كمل الدين وتمم الايمان ولهذا قال علقمة ارجو ارجو ان اكون من هؤلاء استثنى هنا في ايمانه لان الذي ذكر لان الايمان الذي ذكر في الاية الايمان مطلق الذي يشمل الدين كله. فلهذا استثنى اه في ايمانه لكن لو قيل انت اه من اه من اه من قال الله عنهم قولوا امنا بالله وما انزل الينا؟ يقول نعم ان هذا لا استثناء فيه انما الاستثناء في الايمان المطلق او قال له هل انت من اهل لا اله الا الله؟ يقول نعم ما يصلح ان يقول انا من اهل لا اله الا الله ان شاء الله هذا ما لا استثنى فيه. القول لا استثناء فيه والاعتقاد الذي في القلب لا استثناء فيه وانما الاستثناء في الايمان المطلق الذي هو يتناول ويشمل الدين كله. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا ابو عبد الله قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن ابن عن ابيه انه كان اذا قيل له امؤمن انت؟ قال امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله لا يزيد على هذا اه نعم هذه الصيغة في الاستثناء وقد تقدمت نعم قال رحمه الله تعالى وباسناده عن احمد قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الحسن عن الحسن بن عمرو عن فضيل عن ابراهيم قال اذا سئلت امؤمن انت فقل لا اله الا الله فانهم سيدعونك. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابراهيم اي النخعي رحمه الله قال اذا سئلت امؤمن انت؟ فقل لا اله الا الله وعرفنا فيما تقدم ان هذه من صيغ الاستثناء في الايمان من صيغ الاستثناء في الايمان قال فقل لا اله الا الله فانهم سيدعونك. ماذا تستفيد من قول ابراهيم فانهم سيدعونك فانهم سيدعونك ماذا تستفيد من قول ابراهيم ذلك هذا يفيدك ان هذه المقالة من ورائها من؟ المرجئة هم هم من يسأل هذا السؤال هم من يسأل هذا السؤال وايضا يفيدك ان لهم من وراء هذا السؤال مقصد فيقول له اذا سأل اذا سئلت هذا السؤال من هؤلاء؟ فقلت لا اله الا الله قال سيدعونك لانه لا لم يجدوا فيك طريقا لما قصدوه بهذا السؤال لم يجدوا فيك طريقا لما قصدوه بهذا السؤال فاذا قلت لا اله الا الله قال فانهم سيدعونك لماذا؟ لانهم لم يجدوا طريقا اليك بهذا السؤال الذي سألوا نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير بن محمد قال اخبرنا معاوية بن عمر عن ابي اسحاق الفزاري قال قال الاوزاعي في رجل يسأل في الرجل يسأل امؤمن انت؟ فقال ان المسألة عما تسأل عنه بدعة. والشهادة به تعمق لم في ديننا ولم يشرعه نبينا ليس لمن يسأل عن ذلك فيه امام القول به جدل والمنازعة فيه حدث ولعمري ما شهادتك لنفسك بالتي توجب لك تلك الحقيقة ان لم يكن كذلك ولا تركك الشهادة لنفسك بها ان لم يكن كذلك في النسخ الاخرى انا اظنها ان لم تكن كذلك في النسخ الاخرى كيف ان لم يكن نعم يكن عنده تكن هم؟ الاخ عنده تكن عنده تكن بالتاء. بالتاء؟ ايه عندك تكن اي هكذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولعمري ما شهادتك لنفسك بالتي توجب لك تلك الحقيقة ان لم تكن كذلك. ولا تركك الشهادة لنفسك بها التي تخرجك من الايمان ان كنت كذلك. نعم ان كنت وان لم تكن. يعني هكذا يستقيم الكلام احسن الله اليك وان الذي يسألك عن ايمانك ليس يشك في ذلك منك ولكنه يريد ان ينازع الله تعالى علمه في ذلك حتى يزعم ان علمه وعلم الله في ذلك سواء فاصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل فيما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيلهم سلفك الصالح فانه يسعك ما وسعهم. وقد كان اهل الشام في غفلة من هذه البدعة حتى قذفها اليهم بعض اهل العراق ممن دخل في تلك البدعة بعدما رد عليهم فقهاؤهم وعلماؤهم فاشربتها قلوب طوائف منهم واستحلتها واصابهم ما اصاب غيرهم من الاختلاف ولست بايس ان يدفع الله تعالى شر هذه البدعة الى ان يصل. ولست ولست بايس ان يدفع الله تعالى شر هذه البدعة الى ان يصيروا اخوانا في دينهم ولا قوة الا بالله ثم قال الاوزاعي ولو كان خيرا ما خصصتم به دون اسلافكم ولو كان ولو كان هذا خيرا ما خصصتم به دون اسلافكم فانه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم اصحاب نبينا الذين اختارهم الله له وبعثه فيهم ووصفه بهم فقال محمد رسول الله والذين اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا. الى اخر السورة هذا اثر عظيم عن الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى في هذه المسألة وهو جامع فيما يتعلق بهذا الباب وايضا فيه تأصيلات مهمة وعظيمة نافعة في اجابة هذا السؤال وايضا في امور المعتقد الاخرى وايضا في طريقة الرد على اهل البدع والسلامة من شبهاتهم فهو اثر عظيم جدا وفيه فوائد اه كثيرة ومتنوعة قال الاوزاعي فالرجل يسأل امؤمن انت قال ان المسألة عما تسأل عنه بدعة ان المسألة عما تسأل عنه بدعة اي ان هذا السؤال محدث لم يكن له وجود في صدر الامة فرظي الله عنهم ورحمهم. وانما هذا محدث احدثه المرجئة. قال والشهادة به تعمق لم نكلفه في ديننا ما كلفنا الله سبحانه وتعالى في ديننا ان نشهد لانفسنا بالايمان المطلق فهذا تكلف فالدين لم يطلب منا الشهادة بذلك تكلف لم يطلب منا في الدين ولم يشرعه نبينا صلى الله عليه وسلم قال ليس لمن يسأل عن ذلك فيه امام ليس من يسأل عن ذلك ليس لمن يسأل عن ذلك في امام. اي ليس له قدوة من السلف من يسأل هذا السؤال لا قدوة له من السلف وانما كما تقدم هذا من الامور التي احدثها المرجئة. ليس لهم امام اي ليس لهم قدوة من السلف. ومما ينقل عن الامام احمد رحمه الله تعالى انه قال لا تقل في مسألة ليس لك فيها امام لا تقل في مسألة ليس لك فيها امام اي من امام تقتدي به من ائمة اه اه السلف رحمهم الله تعالى. وهؤلاء المرجئة لا امام لهم في ذلك اي لا قدوة لهم في احد من السلف القول به جدل والمنازعة فيه حدث ولعمري ما شهادتك لنفسك اي بالايمان عندما يقال للرجل او مؤمنا فيقول انا مؤمن هكذا بالاطلاق ما شهادتك لنفسك بالتي توجب لك تلك الحقيقة ارأيتم لو ان الشخص قال انا مؤمن هل مجرد الكلمة اذا قالها بلسانه توجب له حقيقة الايمان وبمجرد ان يقول هذه الكلمة يكمل الايمان قال شهادتك نفسك ليست بالتي توجب لك هذه الحقيقة ان لم تكن كذلك ان لم تكن كذلك اي من المكملين للايمان. فالشهادة نفسها لا توجب لك حقيقة الايمان ان لم تكن كذلك اي من اهل الايمان ولا ترك الشهادة لنفسك بها بالتي تخرجك من الايمان ان كنت كذلك ان كنت من اهل الايمان المكملين له ان لم تشهد لنفسك بعدا عن تزكيتك لنفسك هذا لا يخرجك من الايمان فنطقك بهذه الكلمة شهادة لنفسك لا يوجب لك حقيقة الايمان ان لم تكن من اهله وعدم الشهادة لنفسك بذلك بعدا عن التزكية للنفس لا يخرجك من آآ الايمان وان الذي يسألك عن ايمانك ليس يشك في ذلك منك يعني هو لا يشك انك من اهل هذا الدين الذي يقول امؤمن انت؟ يراك تصلي ومع المسلمين وتعبد الله وتطيع الله يراك فلما يقول لك امون انت لم يسألك لينظر هل انت مسلم ولا كافر لم يسألك هذا السؤال لينظر هل انت مسلم او او كافر؟ هو يراك مع المسلمين وبينهم وفي مساجدهم وتعبد الله بل يسألون هذا السؤال ليس لعامة يأتون لائمة المسلمين الكبار والعلما الكبار يقولون للواحد منهم ام مؤمن انت هنا لا يسألهم هذا السؤال يريد ان ينظر هل هم هل هم من المسلمين والا من الكفار وانما يريد ان يصل الى مقصد عنده ومغزى في نفسه يريد ان يصل اليه قال والذي يسألك آآ عن ذلك عن ايمانك ليس يشك في ذلك منك ولكنه يريد ان ينازع الله في علمه في ذلك حتى يزعم ان علمه وعلم الله في ذلك سواء. فاصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل فيما قالوا وكف عما كفوا هذه نصيحة ذهبية نفيسة جدا من هذا الامام رحمه الله يقول قف حيث وقف القوم اي السلف قف حيث وقفوا لا تتجاوز ما كانوا عليه وقل فيما قالوا وكف عما كفوا. الذي قاله السلف قله. والذي كف عنه السلف كف عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فانه يسعك ما وسعهم ومن لم يسعه ما وسع السلف ما الذي يسعه ومن لم يكفه ما كفى السلف ما الذي يكفيه قال وقد كان اهل الشام في غفلة عن هذه البدعة حتى قذفها اليهم بعض اهل العراق لان هذه البدعة نشأت في الكوفة كما تقدم فالاشارة الى ذلك نشأت وانتشرت بينهم وقذفوا قذفها منهم من قذفها الى الشام وهذا يفيد ان البدع هذه طريقة انتشارها تنشأ في البلد ثم يقذفه بعض اهل البلد الى البلد الاخر فتبدأ تنتشر فيه لكن في الزمان الاول اذا اريد للبدعة ان تنتشر في بلد اخر لابد من سفر ومشي على الاقدام او الرواحل الى البلد والاختلاط بالناس وحتى تنتشر بينهم. اما في زماننا هذا ما يحتاج سفر ازرار يضغطه في بيته زر يضغطه في بيته ويصل الى الدنيا كلها ما تفرزه نفسه من ضلالات واهواء وشبهات يضعها في الجهاز الذي امامه ويضغط الزر تذهب للدنيا كلها ولهذا الدنيا تموج في بدع وضلالات واهواء وافرازات نفوس من الشبهات التي ما انزل الله وكثير من اهل الاهواء جالس في بيته ويفرز من الاهواء التي تموج في في صدره والضلالات التي تعتمل في نفسه ثم يضغط الزر ويصدر العالم من به الاراء ولهذا الدنيا تموج بفتن كثيرة جدا لا يعلم مداها الا الله سبحانه وتعالى ولم يكن مثل هذا في زمان سبق نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرزقنا واهلينا وذرياتنا المعافاة والعافية من هذه الاهواء والضلالات وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال اه فحتى قذفها اليهم بعض اهل العراق ممن دخل في تلك البدعة بعدما رد عليهم فقهاؤهم وعلماؤهم وكما ايضا اشرت فيما سبق ان كثير من علماء الكوفة ردوا على هذه البدعة وينقل عن عن عدد ليس بالقليل من علماء الكوفة تقرير ما عليه السلف الايمان قول وعمل واعتقاد تزيد وينقص والامام ابو عبيدة القاسم بن سلام في بعض الاثار المروية عنه لما نقل اسماء علماء السلف ممن يقولون الايمان قول وعمل يزيد وينقص ذكر اكثر من مئة شخص كثير منهم من علماء الكوفة كان كانه قصد ذلك لان هي بدعة نشأت في الكوفة فاكثر النقل عن علماء الكوفة وفقهاء الكوفة في ردها هذه البدعة قال فاسلبتها قلوب طوائف منهم واستحلتها السنتهم واصابهم ما اصاب غيرهم من الاختلاف ولست بايس ان يدفع الله تعالى شر هذه البدعة وهذا ايضا يؤخذ منه ان العالم ينبغي ان يكون متفائل ينبغي ان يكون متفائل وآآ يرجو من فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته لا يقول هلك الناس والبدع آآ عمت وقمت الفساد آآ استشرى الناس وما بقي من قال هلك الناس فهو اهلكهم فينبغي ان ان يحذر من ذلك وانما يتفائل ويرجو ما عند الله سبحانه وتعالى وهذا ايضا مما يعينه على النهوض باعباء اه الدعوة والنصيحة والبيان. قال ولست بايس ان يدفع الله شر هذه البدعة الى ان يصيروا اخوانا في دينهم وايضا قوله الى ان يصيروا اخوانا في دينهم هذا فيه دليل ان البدعة اذا وجدت بين الناس فرقت صفهم وشتت كلمتهم فالبدعة تفرق والسنة تجمع ولهذا يقال اهل السنة والجماعة واهل البدعة والفرقة لان البدعة تفرق ثم قال الاوزاعي رحمه الله ولو كان هذا خيرا ما خصصتم به دون اسلافكم لو كان هذا السؤال خير ما خصصتم به دون اسلافكم اي الصحابة ومن اتبعهم باحسان فانه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفظل عندكم هذه الكلمة جديرة بان تحفظ وتصلح جواب في كل بدعة كل بدعة احدثها الناس تجيب بهذا الجواب لو كان هذا خيرا ما خصصتم به يعني مثلا الموالد التي يقيمها بعض الناس مثلا احتفال بالمولد مولد النبي عليه الصلاة والسلام او احتفال بليلة الاسراء والمعراج او ليلة النصف من شعبان او غيره ذلك من الاحتفالات يقال لهؤلاء المحتفلين لو كان هذا خيرا ما خصصتم به دون اسلافكم فانه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفظل عندكم. ليس فيكم فضل خصصتم به بحيث تدخر لكم هذه الامور وتكون مخبأة عن السلف فهذا كافي في رد كل بدعة احدثها اه الناس قال وهم اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ورظي الله عنهم الذين اختارهم الله له وبعثه فيهم ووصفهم به فقال رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا تغون فظلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثل في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شرأه فازره فاستغرب فاستوى على سوقه يعجب الزراء ليغيظ بهم الكفار وهذا ثناء عاطر على الصحب الكرام في التوراة المنزلة على موسى والانجيل المنزل على عيسى من قبل ان يخلق الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ووفقنا اجمعين لحسن الاقتداء بهم والحقنا اجمعين بالصالحين من عباده. وهدانا اليه صراطا مستقيما. امين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة الفتى والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأر على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا لا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا