نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين رحمه الله تعالى من قال الايمان قول دون العمل يقال له رددت القرآن والسنة وما عليه جميع العلماء وخرجت من قول المسلمين وكفرت بالله العظيم فان قال بمذاق قيل له ان الله تعالى امر المؤمنين بعد ان صدقوا في ايمانهم امرهم بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وفرائض كثيرة يطول ذكرها مع شدة خوفهم على التفريط فيها النار والعقوبة الشديدة فمن زعم ان الله تعالى فرض على المؤمنين ما ذكرنا ولم يرد منهم العمل ورظي بالقول منهم فقد خالف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى لما تكامل امر الاسلام بالاعمال قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام اما دينا وقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس. وقال صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة فقد كفر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد اخر ما مر علينا من اثار ساقها المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى آآ اثر وكيع رحمه الله قال اهل السنة يقولون الايمان قول وعمل والمرجئة يقولون الايمان قول والجهمية الذين هم ولاة المرجئة يقولون الايمان المعرفة فبعد ان ساق رحمه الله تعالى هذا الاثر اخذ يرد على الطائفتين الاولى التي تقول ان الايمان قول ثم من بعد ذلك اخذ يرد على الطائفة الاخرى التي تقول ان الايمان المعرفة وفي رده على الطائفة الاولى وهم من يقولون الايمان قول اي وتصديق ذكر ان هذا القول مخالف للكتاب والسنة واجماع العلماء اما فالادلة على ذلك فقد تقدمت عند المصنف حيث ساق رحمه الله تعالى فيما سبق جملة من النصوص نصوص الكتاب والسنة الدالة على دخول العمل في مسمى الايمان وايضا سبق ان نقل رحمه الله تعالى من اقاويل السلف واتفاق كلمتهم على ان الايمان قول وعمل واعتقاد لا اختلاف بينهم في ذلك ثم ايضا ذكر في الرد على هؤلاء القائلين بان الايمان هو القول اي والتصديق بان هذا هو الايمان في في اول الامر قبل نزول الفرائض قبل نزول الفرائض كان هذا هو الايمان. الايمان ان ينطق بالشهادتين مصدقا مذعنا مقرا مخلصا لله سبحانه وتعالى فكان هذا هو الايمان في اول الامر لكن بعد ان نزلت الفرائض واولها الصلاة فان كل فريضة تنزل تكون داخلة في الايمان ويتناولها مسماه فالصلاة ايمان والزكاة ايمان والصيام ايمان والحج ايمان وكل طاعة امر الله سبحانه وتعالى بها عبادة فهي ايمان وداخلة في مسمى الايمان ثم لم تزل الفرائض تنزل فريضة تلو الاخرى الى ان نزل قول الله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فاذا كان الايمان تاما بالقول دون العمل كما يزعم هؤلاء المرجئة فما هو معنى الاكمال في قوله اليوم اكملت لكم دينكم وهو بزعمهم كامل من اول ما نزلت الشهادتين فما معنى الاكمال؟ ما معنى قوله اليوم اكملت لكم دينكم؟ وهو عندهم كامل كامل القول وحده فما وجه آآ فما وجه الاكمال؟ وما معناه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لكن الحق ان هذه الفرائض كلها من الايمان الصلاة والزكاة وجميع الطاعات الى ان نزل قول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم فكملت الفرائض كملت الفرائض ولهذا لم ينزل بعد نزول هذه الاية على النبي صلى الله عليه وسلم حلال ولا حرام عاش بعدها اكثر من ثمانين يوما لم ينزل فيها حلال ولا حرام لان الله قال يوم عرفة انزل على نبيه يوم عرفة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ومن قال الايمان المعرفة دون القول والعمل فقد اتى باعظم من مقالة من قال ما نقول ولزمه ان يكون ابليس على قوله مؤمنا لانه قد عرف ربه قال ربي بما اغويتني وقال ربي فانظرني ولزمه ان يكون اليهود بمعرفتهم بالله وبرسوله ان يكونوا مؤمنين. قال الله تعالى يعرفونه كما يعرفون ابناءهم فقد اخبر عز وجل انهم يعرفون الله ورسوله ويقال لهم ايش الفرق بين الاسلام وبين الكفر وقد علمنا ان اهل الكفر قد عرفوا بعقولهم ان الله تعالى خلق السماوات والارض وما بينهما ولا ينجيهم في ظلمات البر والبحر الا الله واذا اصابتهم الشدائد لا يدعون الا الله فعلى قولهم ان الايمان المعرفة كل هؤلاء مثل من قال الايمان المعرفة على قائل هذه المقالة الوحشية لعنة الله فعلى قولهم ان الايمان المعرفة كل هؤلاء مثل من قال الايمان المعرفة يعني العبارة غير غير واضحة والعبارة الصحيحة فيما يظهر فعلى قولهم ان الايمان معرفة كل هؤلاء مؤمنون كل هؤلاء مؤمنون وكأن فيه اشارة الى هذا التصويب في بعض النسخ او في هامش النسخة الخطية فعلى قولهم ان الايمان المعرفة كل هؤلاء مؤمنون هنا يرد الامام الاجري رحمه الله تعالى على الجهمية وهم غلاة المرجئة اشد المرجئة غلوا في الارجاء حيث ان الايمان عندهم انما هو المعرفة فقط لا يدخل فيه القول ولا ايضا يدخل فيه العمل فيقول المصنف رحمه الله في بيان بطلان مقالة هؤلاء على هذا القول او يلزم على هذا القول ان يكون ابليس وفرعون وجميع صناديد الكفر واعمدة الباطل مؤمنين لان المعرفة عندهم ابليس عنده المعرفة بان الرب هو الله وانه هو الخالق وساق المصنف بعض الادلة قال ربي بما اغويتني قال فبعزتك فعنده المعرفة المعرفة بان الله هو الخالق الرازق عنده المعرفة بذلك فرعون عنده المعرفة وان كان في الظاهر يجحد والا عنده المعرفة مثل ما قال له موسى عليه السلام قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر قال لقد علمت يعني هي قرأت نفسك تعلم ان الذي المنزل لهذه الايات هو رب العالمين اما الجحد الذي كان عليه فرعون فهو جهد في الظاهر. وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ايضا على قول هؤلاء يكون اليهود مؤمنين لان هذه المعرفة عندهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم فقد اخبر الله عز وجل انهم يعرفون الله ويعرفون رسوله ثم ايضا يقال في الرد على هؤلاء ايش الفرق بين الاسلام وبين الكفر ما هو الفرق بين الاسلام وبين الكفر كيف يميز بين مسلم وكافر اذا كان مجرد المعرفة يصبح بها مؤمن كامل الايمان. فما الفرق بين الاسلام والكفر وقد علمنا ان اهل الكفر قد عرفوا بعقولهم ان الله تعالى خلق السماوات والارض وما بينهما ولا ينجيه في ظلمات البر والبحر الا الله ما الفرق بين المسلمين والكفار ما الفرق بين المسلمين والمشركين الذين آآ عاندوا وجحدوا دعوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ما الفرق بينهم وبين المسلمين اذا كان الايمان هو المعرفة عندهم المعرفة يعرفون ان الخالق هو الله ولان سألتهم من خلقهم ليقولن الله وكما قال الله اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فهذه معرفة موجودة موجودة عندهم فاذا على قول هؤلاء اي الجهمية ان الايمان والمعرفة كل هؤلاء مؤمنين كل هؤلاء مؤمنون ابليس وفرعون واليهود والمشركين ما بقي احد ليس بمؤمن وكفى بذلك دلالة على فساد وشناعة هذه المقالة نعم قال رحمه الله تعالى بل نقول والحمد لله قولا يوافق الكتاب والسنة وعلماء المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم وقد تقدم ذكرنا لهم ان الايمان معرفة بالقلب تصديقا يقينيا وقول باللسان وعمل بالجوارح لا يكون مؤمنا الا بهذه الثلاثة لا يجزي بعضها عن بعض والحمد لله على ذلك. نعم هنا يعني لخص رحمه الله قول اهل السنة في الايمان وان الايمان معرفة بالقلب تصديقا يقينيا وقول باللسان وعمل بالجوارح لا يكون مؤمنا الا بهذه الثلاثة لا يجزي بعضها عن بعض لان هذه الامور الثلاثة اركان للايمان الايمان يقوم على هذه الاركان الثلاثة القول والاعتقاد والعمل نعم قال رحمه الله تعالى حتى لا يجزي اعتقاد عن قول ولا قول عن عمل لا بد من الثلاث كلها نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا يوسف القطان قال حدثنا جرير عن عطاء ابن السائب عن الزهري قال قال لي عبدالمالك بن مروان الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل جنة وان زنا وان سرق. قال فقلت له اين يذهب بك يا امير المؤمنين؟ هذا قبل الامر والنهي وقبل الفرائض اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الزهري محمد بن شهاب رحمه الله قال قال لي عبد الملك ابن مروان الحديث الذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وان سرق كانه اشكل عليه ما دل عليه هذا الحديث من ان من لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنى وان سرق وان حصل منه الزنا وان حصل منه السرقة ومن يسوء فهمها لهذا الحديث ويفهمه بمعزل عن الاحاديث الاخرى احاديث الوعيد لان هذا من احاديث الوعد والرجاء فمن يفهمه بمعزل عن احاديث الوعيد يخطأ يخطئ خطأ فادحا لكن اذا احسن الفهم وظمه الى احاديث الوعيد مثل لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرقه مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن يا يحسن فهمه لهذا الحديث وغيره ولهذا القاعدة عند اهل العلم في هذا الباب ان يجمع بين النصوص نصوص الوعد والوعيد اما اذا اخذ طرفا واهمل طرفا يقع في الخطأ كما هو الحال عند المرجئة اخذ اخذوا نصوص الوعد واهملوا نصوص الوعيد وقابلهم الخوارج والمعتزلة اخذوا بنصوص الوعيد واهملوا نصوص الوعد واذا وفق المرء الجمع بين الاحاديث احاديث الوعد والوعيد سدد باذن الله سبحانه وتعالى في الفهم واصاب الحق وهذا الحديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وان سرق يحتج به المرجئة على ان هذه الافعال محرمة من الزنا والسرقة وغيرها لا تضر الايمان بشيء ولا تنقصه بشيء فالايمان لا يضر معه ذنب عندهم هكذا يفهمون الحديث وان زنا وان سرق يعني وان زنا وان سرق اي انها لا تضر ولا تنقص الايمان هكذا يفهمون الحديث فلما استشكل عبد الملك بن مروان الحديث قال له الزهري اين اين يذهب بك يا امير المؤمنين؟ اين يذهب بك؟ اي في الفهم كانه يقول ابعدت ابعدت في آآ الفهم فهم الحديث اين يذهب بك يا امير يا امير المؤمنين هذا قبل الامر والنهي وقبل الفرائض هذا قبل الامر والنهي وقبل الفرائض قبل ان تنزل الاوامر وقبل ان تنزل النواهي وقبل ان ينزل النهي عن الزنا وعن السرقة وعن غيرها فكان هذا قبل نزولها هكذا ذكر الامام الزهري رحمه الله تعالى لكن الواضح في معنى هذا الحديث انه يفيد ان فهذه الذنوب لا تمنع من ارتكبها من دخول الجنة ليست مانعا من الدخول لا تمنعه من دخول الجنة الذي يمنع من دخول الجنة الشرك والكفر الاكبر والنفاق الاكبر فهذا الذي يمنع من دخول الجنة اما المعاصي لا تمنع من دخول الجنة لكن قد يمر قبل دخوله الجنة بمرحلة تعذيب على هذه الذنوب قد يكون العذاب على هذه الذنوب يناله في الدنيا وقد يكون العذاب على هذه الذنوب يناله في القبر تعذب في قبره تعذيبا يطهره من ذنوبه وقد يكون العذاب في عرصات يوم القيامة وقد يكون العذاب بالدخول للنار بالدخول للنار ولا يدخل ولا يدخل عصاة الموحدين النار دخول تأبيد وتخليد وانما يدخلون النار دخول تنقية وتطهير ولهذا ينبغي ان يفرق بين دخول الكافر للنار ودخول العاصي فان كفر الكافر وشرك المشرك لا تطهره النار. خبث لا تطهره النار فلهذا يدخل يدخل النار لا لا ليطهر وينقى لان خبثه لا تطهره النار فيدخلها للخلود فيها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل الكفور بينما عصاة الموحدين فان دخولهم للنار دخول تطهير وتنقية ولهذا يكون ذلك بحسب الذنوب ثم يخرجون منها كما جاء في الحديث ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات دفعات دفعات لا يخرج العصاة من النار دفعة واحدة بل يخرجون دفعات لان ما اوجب دخولهم النار متفاوت بعضهم دون بعض في موجبات دخول النار ولهذا يكون خروجهم منها خروجا متفاوتا الى ان يخرج اخر واحد منهم في النار فلا يبقى في النار الا اهلها الذين يخلدون فيها فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنا وان سرق اي ان الموحد الذي لم يشرك بالله شيئا حتى وان وقعت منه معاصي وذنوب مآله الى الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه يعني لا يلزم من قوله آآ في الحديث دخل الجنة ان اي انه يدخلها دخولا اوليا لا يلزم من ذلك انه انه يدخلها دخولا اوليا. وانما المراد ان المآل والمصير للجنة لكن قد يمر بذلك قد يمر قبل ذلك بمرحلة تعذيب مثل ما جاء في الحديث الاخر وهو ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما قال من قال لا اله الا الله نفعته آآ نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه نفعته يوم الدهر يصيبه قبل ذلك ما اصابه يعني نفعته بالدخول للجنة لكن قد يصيبان قبل ذلك بسبب الذنوب التي آآ ارتكبها ما اصاب اي من عقوبات سواء في الدنيا او في البرزخ او في عرصات القيامة او بان يدخل النار دخول تنقية وتطهير نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى احذروا رحمكم الله قول من يقول ان ايمانه كايمان جبريل وميكائيل ومن يقول انا مؤمن عند الله وانا مؤمن اكملوا الايمان هذا كله مذهب اهل الارجاء قال رحمه الله تعالى قول من يقول ان ايمانك ايمان جبريل وميكائيل ومن يقول انا مؤمن عند الله وانا مؤمن مستكمل الايمان هذا كله مذاهب اهل الارجاء اهل الارجاء لما قصروا الايمان على القول والقول لا يزيد ولا ينقص. لا اله الا الله لا يزيد ولا ينقص والناس متساوون في في القول ولما كان ايضا التصديق عندهم لا يزيد ولا ينقص تصديق لا يزيد ولا ينقص ولهذا يقولون اهله يعني الايمان في اصله سواء لما كان الامر كذلك اصبح آآ الكل ايمانهم واحد الملائكة وجبريل والنبيين وفسقت الامة والفجار من الناس كلهم ايمانهم واحد وكلهم على درجة واحدة في الايمان فمن قال ان ايمانك ايمان جبريل وميكائيل ومن قال انا مؤمن عند الله يعني يجزم لنفسه بذلك لانه مؤمن عند الله وهذا فيه تزكية النفس والجزم بقبول العمل والايمان او قال انا مستثمر الايمان او قال انا مستكمل الايمان والايمان مستكمل عند المرجئة بالقول والتصديق ولهذا يجزمون بان ايمانهم مستكمل بان ايمانه مستكمل فهذا كله مذاهب اهل الارجاء ولعلك بذلك تعرف ان البدعة تولد بدعا البدعة تولد بدعا يتولد عنها بدع كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق بن ابن ابي حسان الانماطي قال حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال حدثنا عبد الملك بن محمد قال حدثنا الاوزاعي قال ثلاث هن بدعة انا مؤمن مستكمل الايمان وانا مؤمن حقا وانا مؤمن عند الله اورد عن الاوزاعي رحمه الله قال ثلاث هن بدعة انا مؤمن مستكمل الايمان وانا مؤمن حقا وانا مؤمن عند الله وهذا كله من مقالات اهل الارجاء انا مؤمن مستكمل الايمان الايمان مستكمل عندهم بالقول وانا مؤمن حقا وهذا فيه الجزم الايمان بلا استثناء وفيه من التزكية ما لا يخفى ومن كان مؤمنا حقا فهو من اهل الجنة وانا مؤمن عند الله وانا مؤمن عند الله وهذا فيه الجزم بان الايمان متقبل نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال حدثنا نافع بن عمر القرشي قال كنا عند ابن ابي مليكة فقال له جليس له يا ابا محمد ان ناسا يجالسونك فيزعمون ان ايمانهم كايمان جبريل وميكائيل. فغضب عبد الله بن ابي مليكة وقال ما رضي الله تعالى لجبريل عليه السلام حتى فضله بالثناء على محمد صلى الله عليه وسلم فقال انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مطاع ثم امين. وما صاحبكم بمجنون؟ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. قال ابن قال ابن بن مليكة افأجعل ايمان جبريل وميكائيل كايمان فهدان لا ولا كرامة ولا حبا قال نافع قد رأيت فهدان كان رجلا لا يصحو من الشراب ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن عبد الله ابن ابي مليكة من اجلة علماء التابعين فهو القائل ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه اي لا يزكون انفسهم لا لا يجزم الواحد لاستكمال ايمانه وقبول اعماله وانه مؤمن عند الله لا يجزمون كلهم يخاف النفاق على نفسه وهذا هو شأن المؤمنين الكمل كما كما وصفهم الله بقوله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اورد هذا الاثر النافع ابن عمر قال كنا عند ابن ابي مليكة فقال له جليس له يا ابا محمد ان ناسا يجالسونك يزعمون ان ايمانهم كايمان جبريل وميكائيل وهذه مقالة مرجئة كما تقدم ونبه على ذلك المصنف رحمه الله فغضب عبد الله ابن ابي مليكة وقال ما رضي الله تعالى لجبريل عليه السلام حتى فظله الثناء على محمد صلى الله عليه وسلم فقال انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع تم امين وما صاحبكم بمجنون؟ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لا يلزم من هذه الاية تفضيل جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام وثمة خلاف معروف بين اهل العلم ايهم او ايهما افضل الملائكة او البشر او صالح البشر فمن اهل العلم من فضل الملائكة على صالح البشر ولعل المصنف رحمه الله يذهب الى هذا القول ومن اهل العلم من فضل صالح البشر في مقدمتهم الانبياء وفي مقدمتهم محمد عليه الصلاة والسلام على الملائكة ومن اهل العلم من توقف ومن اهل العلم مفصل قال اذا نظرنا الى آآ الاوائل والبدايات فالملائكة افظل واذا نظرنا الى كمال النهايات الخواتيم الانبياء اصالح البشر ايمانهم افضل واكمل وهذا المعنى اه ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يعني فرق بينك كمال البداية واعتبار النهاية. اذا نظر الى كمان البداية فالملائكة افضل لان من بداية امرهم وهم على الطاعة لا معصية عندهم واذا نظرنا الى اعتبار النهاية اعتبار النهاية فان الانبياء آآ صالح البشر افضل قال ابن ابي ام مليكة افأجعل ايمان جبريل وميكائيل كايمان فهدان لا ولا كرامة ولا حبا آآ فهدان كما كما يأتي عن نافع قال رأيت فهدان كان رجلا لا يصحو من الشراب يعني شرب الخمر كان رجلا لا يصحو من الشراب فكيف يفضل ومن هذه حاله فسقا وظياعا بايمان الملائكة او كيف يسوى ايمان من هذه حاله بايمان الملائكة ولذلك مما يروى مما يروى ان احد المرجئة مر برجل مخمور فشتمه المخمور سبه فالتفت اليه وقال هذا جزائي جعلت ايمانك مثل ايمان جبريل قال هذا جزائي؟ جعلت ايمانك مثل ايمان جبريل؟ يعني تشتمني وتسبني فالحاصل ان مقالة هؤلاء مقالة هؤلاء المرجئة مما يترتب عليها التسوية بين ايمان الفساق والفجرة وامام النبيين والملائكة والصديقين والصالحين من عباد الله وكفى بذلك دلالة على سوء مقالتهم وشناعتها نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى من قال هذا فقد اعظم الفرية على الله تعالى واتى بضد الحق وبما ينكره جميع العلماء بان قائل هذه المقالة يزعم ان من قال لا اله الا الله لن تضره الكبائر ان يعملها ولا الفواحش ان يركبها وان عنده ان البار التقي الذي لا يباشر من ذلك شيئا والفاجر يكونان سواء هذا منكر قال الله تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وقال تعالى ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار؟ يقال لقائل هذه المقالة المنكرة يا ضال يا مضل ان الله تعالى لم يسوي بين طائفتين من المؤمنين في اعمال الصالحات حتى فضل بعضهم على بعض درجات. قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. فوعدهم عز وجل كلهم كلهم بالحسنى بعد ان فضل بعضهم على بعض وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. ثم قال وكلا وعد الله الحسنى فكيف يجوز لهذا الملحد في الدين ان يسوي بين ايمانه بين ايمانه وايمان جبريل وميكائيل؟ ويزعم انه مؤمن حقا هنا اورد الامام الاجري رحمه الله في الرد على هؤلاء المرجئة الذين يسوون بين ايمان جبريل وميكائيل وبين ايمان العصاة والفسقة اورد في الرد على عليهم نوعين من الايات النوع الاول ايات فيها اه عدم التسوية بين المؤمنين والفجار عدم التسوية بين الذين اجترحوا السيئات وبين الذين عملوا الصالحات عدم التسوية بين الذين امنوا وعملوا الصالحات والمفسدين في الارض عدم التسوية بين المتقين والفجار هذا نوع النوع الاخر من الايات التي اوردها رحمه الله تعالى ايات فيها عدم تسب بين اهل الايمان بين اهل الايمان وان ايمانهم متفاضل ليسوا فيه على درجة واحدة لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد من بعد وقاتلوا وكل وعد الله الحسنى كل من اهل الجنة لكنهم ليسوا في ايمانهم على درجة واحدة بل متفاوتون لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين اموالهم وانفسهم على القاعدين درجة ثم قال وكلا وعد الله الحسنى فكل موعود بالحسنى وهي الجنة لكنهم ليسوا في في ايمانهم على درجة واحدة بل متفاوتون نعم قال رحمه الله تعالى واذا كان هذه الاية دلت على ان هؤلاء مع كمال ايمانهم ليسوا في الايمان على درجة واحدة فكيف اذا يسوى بين ايمان الفاسق وايمان هؤلاء اذا كان الله لم يسوي بين ايمان هؤلاء مع كمال ايمانهم وبعدهم عن اه المعاصي والفجور والفسق وسلامتهم من هذه الاشياء ولم يسوي الله بين ايمانهم فكيف يسوى بين ايمان الفاسق الفاجر وايمان هؤلاء المؤمنين الكمل نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا شهاب بن خراش عن محمد بن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله نبيا قبلي واستجمعت له امته الا كان فيه مرجئة وقدرية يشوشون امر امته من بعده الا وان الاوان الله لعن المرجئة والقدرية على لسان سبعين انا اخرهم اورد رحمه الله هذا الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما بعث الله نبيا قبلي واستجمعت له امته الا كان فيهم مرجئة وقدرية فيهم مرجئة يعني من لا يعتبر العمل ولا يعده منا اه الايمان وفيهم قدرية لا يؤمنون بالقدر وفيهم قدرية لا يؤمنون اي لا يؤمنون بالقدر يقولون لا قدر يشوشون امر امته من بعده يعني تكون حالهم مع الامة من بعد نبيهم التشويش عليهم في ايمانهم وعقيدتهم وعبادتهم قالوا الاوان الله لعن المرجئة والقدرية على على لسان سبعين نبيا انا اخرهم لعنهم على نيسان سبعين نبيا انا اخرهم اذا نظرت في عقيدة المرجئة تجد انها عقيدة تظعف امر الايمان تماما وتبعد الناس عن الصلة بالله عبادة له وخضوعا وذلا بين يديه وتجعل في الناس عدم مبالاة بالوعيد واذا تأملت في عقيدتهم هذا التأمل تجد انها عقيدة مصادمة لما بعث من اجله الانبياء الانبياء بعثوا لحث الناس على العبادة والعمل والاستكثار من الطاعات والتسابق في العبادات والتنافس فيها والخوف من عقوبة الله بذكر الوعيد فتأتي عقيدة المرجئة ومذهب المرجئة مصادم لهذه الدعوة فيحصل بوجود المرجئة بعد مبعث النبي اضعاف للايمان اظعاف للعمل اضعاف لحسن الصلة بالله سبحانه وتعالى عدم مبالاة بنصوص الوعيد والتخويف والتهديد فهم شر عظيم على الامة شر عظيم على الامة ايضا اذا نظرت الى عقيدة القدرية الذين لا لا يؤمنون بالقدر تجد ان عقيدتهم تظعف امر الايمان بالله والتقوى تقوى الله عز وجل والوعيد ونصوص التهديد كل هذه تضعف يضعف الايمان وهذا ايضا يأتي ايضا على خط اخر مصادم ايضا دعوة النبيين فاستحق هؤلاء وهؤلاء اللعنة استحق هؤلاء وهؤلاء اللعنة على الانسان جميع النبيين لان ما مذهبهم مذهب ينقض ويضعف آآ ما بعث الانبياء الانبياء بعثوا بالاصلاح في الارض وهؤلاء يفسدون ما اصلحه النبيون يفسدون في الارض بعد اصلاحها بمبعث النبيين عليهم صلوات الله وسلامه نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثني والحديث اسناده فيه اسناد فيه ضعف يعني ضعيف الاسناد وبعض العلماء يقويه بالطرق والشواهد والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا ابو اسامة ومحمد بن بشر قالا اخبرنا ابن ابن نزار علي او محمد عن ابيه عن عكرمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صنفان من ليس لهما في الاسلام نصيب. المرجئة والقدرية ولو حدثنا ابو علي الحسن بن محمد بن شعبة الانصاري قال حدثنا علي بن المنذر الطريقي قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا ابي وعلي ابن نزار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من امتي ليس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية ختم رحمه الله آآ هذا الباب ختم هذا الباب بهذين الحديثين حديث آآ ابي هريرة رضي الله عنه وحديث ابن عباس رضي الله عنه وهما بمعنى واحد وكل من الحديثين ضعيف الاسناد قال الصنفان من امتي ليس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية المرجئة والقدرية وعرفنا ان ان فكر المرجئة ومذهب القدرية مذهب يصادم ما بعث النبيين ما بعث النبيون لاجله ويضعف آآ حال الايمان في قلوب الناس والاقبال على العمل الطاعة لله سبحانه وتعالى تضعف تماما هذا الفكر فكرة المرجئة وايضا مذهب القدرية فكل من المذهبين شر ومضرة على على الامة شر ومضرة على الامة والمصنف رحمه الله ختم بهذا الحديث الذي جمع فيه بين المرجئة والقدرية جعله خاتمة الابواب التي رد على المرجئة وفاتحة للابواب التي هي رد على القدرية ولهذا سيأتي في الباب الذي بعده الرد على القدرية فجعل هذا الحديث اه خاتمة الابواب التي آآ في الرد على المرجئة وفاتحة الابواب التي هي في الرد على القدرية وهذا من جميل آآ الصنيع في التأليف ثم قال تم الجزء الثالث يعني هو قسم رحمه الله الكتاب بلا اجزاء تم الجزء الثالث في الرد على المرجئة ثم يبدأ الجزء الرابع في آآ الرد على القدرية ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل يعني الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا