نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ما اخبر الله تعالى انه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وان الانبياء لا يهدون الا من سبق في علم الله انه يهديه قال الله تعالى في سورة النساء فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهجوا من اضل الله اه ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا وقال تعالى في هذه السورة وقد ذكر المنافقين فقال مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا وقال تعالى في سورة الانعام والذين والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات. من يشاء الله يضلله ومن يجعله على صراط مستقيم وقال تعالى في هذه السورة قل فالله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين وقال تعالى في سورة الاعراف من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون وقال تعالى في سورة الرعد ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب وقال تعالى في هذه السورة افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا وقال تعالى في هذه السورة بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد وقال تعالى في سورة ابراهيم عليه السلام وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء كاؤوا يهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم وقال تعالى في سورة النحل وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم اجمعين وقال تعالى في هذه السورة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ان تحرصوا على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وقال تعالى في سورة بني اسرائيل ومن يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه الاية وقال تعالى في سورة الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا الى قوله ذلك من ايات الله من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وقال تعالى في سورة الحج وكذلك انزلناه ايات بينات وان الله يهدي من يريد وقال تعالى في سورة النور يهدي الله لنوره من يشاء. ثم قال ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقال تعالى في هذه السورة لقد انزلنا ايات مبينات مبينات والله يهدي من يشاء الى صراط تقييم وقال تعالى في سورة القصص انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين وقال تعالى في سورة الروم بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم فمن يهدي من اضل الله وما لهم من ناصرين وقال تعالى في سورة السجدة ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من والناس اجمعين وقال تعالى في سورة الملائكة افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا؟ فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء شاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون وقال تعالى في سورة الزمر فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه الى قوله قل اولئك الذين هدى الله واولئك هم اولوا الالباب. موضع الشاهد آآ يعني لم يذكر اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب كأن هذا والله اعلم من الناسخ لان وقف عند بداية ذكر الشاهد من الاية يعني في مثل هذا ما يحصل الاختصار نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى في هذه السورة الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. انظر في في الهامش قال تميم مطاء ذكر الاية كاملة هذا هو لولاه نعم. احسن الله اليك. يعني كانه الله اعلم تصرف من الناسخة وقال تعالى في هذه السورة الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادئ وقال تعالى في هذه السورة لمحمد صلى الله عليه وسلم ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل. اليس الله بعزيز ذي انتقام وقال تعالى في سورة حميم المؤمن يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد وقال تعالى في سورة المدثر كذلك يضل الله من يشاء قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا يا معشر المسلمين ان مولاكم الكريم يخبركم انه يهدي من يشاء يوصل الى قلبه محبة الايمان فيؤمن ويصدق ويظل من يشاء فلا يقدر نبي ولا غيره على هدايته بعد ان اضل الله عن الايمان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ما اخبر الله تعالى انه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وان الانبياء لا يهدون الا من سبق في علم الله انه يهديه هذا من الايمان بالقدر قد عرفنا ان الايمان بالقدر يقوم على اربع مراتب العلم والكتابة والمشيئة والايجاد في المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته الشاملة وان ما شاء الله تبارك وتعالى يكون وما لم يشأ لا يكون فالامر بمشيئته ولا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء لم يشأه فما شاء كان سبحانه وتعالى وما لم يشأ لم يكن فالامور كلها بمشيئته الهداية والرزق نيل الذرية وحصول العافية الى غير ذلك من مصالح العباد الدينية والدنيوية كل ذلك هم بمشيئة الله سبحانه وتعالى واذكر مرة فتتبعت ايات القرآن الكريم في ربط الامور بمشيئة الله سبحانه وتعالى مثل يرحم من يشاء يعذب من يشاء يغفر لمن يشاء يعز من يشاء يهب الملك لمن يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور يهدي من يشاء يظل من يشاء تتبعت الايات التي تقرر هذا المعنى فوجدتها تزيد على الاربع مئة اية اربع مئة موظع في اه القرآن الكريم فيها ربط الامور بمشيئة الله فالامور كلها بمشيئته من رزق وعافية وولد وعز او ذل او حياة او موت او هداية او ظلال او غير ذلك والذي تتبعته انما هو ما جاء بهذا اللفظ يعني لفظ المشيئة اما المواضع الكثيرة التي تؤدي الى نفس المعنى فهذا اوسع واكثر يعني مثلا قول انه هو اضحك وابكى هذا يؤدي نفس المعنى وانه هو مات واحيا يؤدي نفس المعنى ان الامور كلها بمشيئته لكن الذي قصدت ما جاء مصرحا فيه بذكر اه المشيئة واثباتها لله سبحانه وتعالى ومن ذلكم الهداية والضلال ومن ذلكم الهداية والضلال هداية العباد الى صراطه المستقيم او ضلال آآ من ظل عن صراط الله المستقيم. كل ذلك من مشيئة الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى لان مشيئته نافذة لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه فمن اراد الله عز وجل ان يظله فلن تجد له وليا مرشدا لا يملك احد ان يهديه حتى افضل الخلق عند الله واحبهم اليه وهم الانبياء صفوة العباد لا يملكون ذلك كما قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فهداية التوفيق وشرح الصدر في الدخول في هذا الدين انما هي بيد الله وحده لا يملك احد من المخلوقات شيئا منها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فظلا عن من هو دونهما فالله عز وجل له المشيئة النافذة والقدرة الشاملة المشيئة النافذة ما شاء وقع طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء على الصفة التي شاء لا راد لمشيئته ولا معقب لحكمه سبحانه وقدرته الشاملة لا يعجزه شيء جل وعلا في الارض ولا في السماء وفقه هذا الباب من ابواب الايمان بالقدر له اثره العظيم على القلوب في قوة تعلقها بالله وحسن صلتها به وتمام توكلها عليه والتجائها اليه وتفويض امورها كلها اليه له اثره البالغ على قلوب من يوفقهم الله سبحانه وتعالى للايمان بهذا الباب العظيم من ابواب الايمان بالقدر ان الله سبحانه وتعالى يظل من يشاء ويهدي من يشاء قال وان الانبياء لا يهدون الا من سبق في علم الله ان يهديه اي لا يملكون هداية لاي من البشر مهما حرصوا على ذلك وقد قال الله سبحانه ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وقال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين اي الامر بمشيئة الله قال تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ويأتي في هذا الموضع قصة عم النبي عليه الصلاة والسلام لما حضرته الوفاة وكان عليه الصلاة والسلام حريصا اشد الحرص على هداية عمه فاتى اليه وكان يقول يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله وعنده بعض رؤوس الكفار والمشركين يقولون له بل على ملة عبد المطلب بل على ملة عبد المطلب ويعيدها عليه الصلاة والسلام عليه املا في ان يهتدي وحرصا على ذلك يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فيقولون له بل على ملة عبد المطلب ومات وخرجت روحه وهو يقول بل على ملة عبد المطلب مات على ذلك مات على الكفر مع حرص النبي الشديد عليه الصلاة والسلام على هدايته وحزن صلى الله عليه وسلم وانزل الله في تسلية نبيه عليه الصلاة والسلام قوله جل في علاه انك لا تهدي من من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقال تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فالامر بمشيئته الحاصل ان الايمان بهذا الباب العظيم من ابواب الايمان بالقدر له اثره العظيم على قلوب من يوفقهم الله سبحانه وتعالى للايمان بهذا الاصل العظيم ولا يعني ذلك ان العبد ليس له مشيئة ولهذا سيأتي في باب قريب عند المصنف اثبات ان العبد له مشيئة لكن هذه المشيئة تحت مشيئة الرب سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وفي هذا المعنى يقول الامام الشافعي رحمه الله تعالى ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن اي ان هذه الامور كلها بمشيئة الله ان هذه الامور كلها بمشيئة الله فمشيئة الله سبحانه وتعالى فالعبادة نافذة في كل ما يكون منهم في هيئاتهم واعمالهم اخلاقهم وحركاتهم وسكناتهم وجميع شؤونهم كل ذلكم انما هو من مشيئة سبحانه وتعالى الحاصل ان من اه الايمان بالقدر الايمان بمشيئة الله تبارك وتعالى النافذة والمصنف رحمه الله تحت هذه الترجمة ساق ايات عديدة من كتاب الله عز وجل راعى فيها كما سبق ترتيبها في المصحف فذكر ايات كثيرة في اثبات هذا المعنى وتقريره ان الهداية والضلال الكفر والايمان الطاعة والعصيان كل ذلك بمشيئة الله اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا فالتي بعده ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا والتي بعدها من يشاء الله يضللها فلو شاء لهداكم كل هذه الايات تقرر المعنى نفسه في اه امر الهداية وانها بيد الله سبحانه وتعالى والشق الثاني من الترجمة وقوله ان الانبياء لا يهدون الا من سبق في علم الله ان يهديهم اورد فيه رحمه الله تعالى قول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين ثم ختم رحمه الله تعالى سوقه فهذه الايات بقوله اعلموا يا معاشر المسلمين ان مولاكم الكريم يخبركم انه يهدي من يشاء فيوصل الى قلبه محبة الايمان فيؤمن ويصدق ويضل من يشاء فلا يقدر نبي ولا غيره. اي من باب اولى على هدايته بعد ان اظله الله عن الايمان نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما اخبر الله تعالى انه ارسل الشياطين على الكافرين فيضلونهم ولا يضلون الا من سبق في علمه انه لا يؤمن ولا يضرون احدا الا باذن الله. وكذلك السحرة لا يضرون احدا الا باذن الله قال الله تعالى في سورة البقرة واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا الى قوله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وقال تعالى في سورة مريم المتر ان ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا وقال تعالى في سورة الصافات فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم قال اخبرنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا محمد بن ابي بكر المقدم قال حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن الحسن في قوله في قول الله تعالى ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم قال الشياطين لا يفتنون بظلالتهم الا من اوجب الله تعالى له ان يصلى الجحيم قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله بن ادريس عن عمر بن ذر قال قال عمر بن عبدالعزيز لو اراد الله تعالى الا يعصى ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة. وان في ذلك لعلما من كتاب الله جاهله من جهله وعرفه من عرفه ثم قرأ فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم. نعم هذه الترجمة باب ذكر ما اخبر الله تعالى انه ارسل الشياطين على الكافرين فيضلونهم ولا يضلون الا من سبق في علمه انه لا يؤمن ولا يضرون احدا الا باذن الله وكذلك السحرة لا يظرون احدا الا باذن الله هذا ايضا من الابواب المتعلقة بالايمان بالقدر وان كل ما يقع في هذا الكون انما هو بمشيئة الله وتقديره سبحانه وتعالى ومن ذلكم ان اه اه ما اخبر الله تبارك وتعالى به انه قال انه ارسل الشياطين على الكافرين فيضلونهم ولا يضلون الا من سبق في علمه انه لا يؤمن الا من سبق في علمه انه لا يؤمن والله سبحانه وتعالى يا يسلط الشياطين على من سبق في علم الله سبحانه وتعالى انه لا يؤمن وانه لا يهتدي فتؤزه الشياطين الى المعاصي ازا وتدفعه الى الوقوع فيها دفعا ويخذله الله سبحانه وتعالى ويحرمه جل في علاه من توفيقه من وفقه الله سلم ومن عافاه الله لم يكن للشيطان عليه طريق ومن فوائد هذا الايمان هذا الامر من امور القدر يعني انه يقوي صلة العبد بربه في النجاة من الشياطين والسلامة من سرورهم ووساوسهم وكيدهم ودفعهم الناس الى الوقوع في الكفر ومعصية الله سبحانه وتعالى تقوي في العبد صدق الاستعاذة بالله وتمام الالتجاء اليه سبحانه وتعالى ان يقيه من الشياطين وان يعيده منهم لان الامر بيده سبحانه وتعالى فهو الذي ينجي من شاء من عباده ويسلمهم من الشياطين ويعيذهم من شرورهم وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون فالامر بيد الله سبحانه وتعالى يعيذ من يشاء وينجي من يشاء قال ان ان ما اخ ذكر ما اخبر الله به لانه ارسل الشياطين على الكافرين فيضلونهم ولا يضلون الا من سبق في علمه انه لا يؤمن اما من سبق في علم الله انه يؤمن فليس للشيطان عليه سبيل ليس للشيطان عليه سبيل قال ولا يظرون احدا الا باذن الله ولا يضرون احدا الا باذن الله لان الامور كلها بمشيئة الله. ولا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء لم يشأه الله او لم يخلقه الله او لم يقدره الله سبحانه وتعالى وكذلك السحرة لا يضرون احدا الا باذن الله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله اي ان الامور كلها مشيئة الرب سبحانه وتعالى اورد قول الله عز وجل واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولا وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا الى قوله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وهذا موضع الشاهد اي ان السحرة لا يمكن ان يحصل منهم اظرار باحد الا ان يكون الله سبحانه وتعالى ادن فقوله الا باذن الله الاذن هو هنا هو الكون القدري لان الاذن يطلق في النصوص تارة يراد به الكوني القدري كما في هذه الاية الكريمة وتارة يراد به الشرع الديني. قل االله اذن لكم ام على الله تفترون؟ اذن اي شرع فالاذن تارة يطلق ويراد به الكون القدري ووتارة يراد به الشرع الديني هنا قوله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله الا باذنه الكون القدري. اي الا بتقديره وقضائه سبحانه وتعالى ان كان الله قضى وقدر ان يحصل له الظرر حصل وان لم يقدر ذلك لا يحصل مهما عملت السحرة وهذا ايضا من فوائده انه يقوي صلة العبد بربه والتجائه اليه في النجاة من السحرة والفكاك من شرورهم وان يعتصم بالله ويلجأ اليه سبحانه وتعالى ويستعيذ به واورد رحمه الله قول الله عز وجل المتر ان ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا وهذا شاهد لقوله في الترجمة ما اخبر الله تعالى انه ارسل الشياطين على الكافرين فيضلونهم ولا يضلون الا من سبق في علمه انه لا يؤمن وكذلك قول الله عز وجل فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صان الجحيم قوله الا من هو صال الجحيم معناها وشاهدوا الشاهد فيها للترجمة ان هؤلاء لا يملكون فتن احد الا من سبق له في علم الله سبحانه وتعالى انه يصل الجحيم الا من سبق في علم الله له انه يصل الجحيم فهذا الذي يملك هؤلاء فتنة صده عن دين الله وايقاعه في الكفر بالله سبحانه وتعالى اورد رحمه الله عن الحسن رحمه الله في قول الله عز وجل ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم قال الشياطين لا يفتنون بظلالتهم الا من اوجب الله تعالى له ان يصل الجحيم الا من اوجب الله تعالى له ان يصلى الجحيم الا من هو صاد الجحيم اي من سبق في علم الله انه يصل الجحيم وانه يكون من اهلها فهؤلاء هم من تفتنهم الشياطين وتصدهم عن دين الله سبحانه وتعالى وهذا ايضا كما اوضحت هذا الايمان بهذا الاصل العظيم من امور القدر يقوي صلة العبد بالله عز وجل ان يعيذه من الشياطين لان الشياطين لا لا يخلصون الى احد فيضلونه عن دين الله سبحانه وتعالى الا من هذا وصفه الا من وصل صان الجحيم يعني الا من قضى الله وقدر ان يصل الجحيم. فهذا هو الذي تصل اليه الشياطين بظلالاتها واغوائها وصدها عن دين الله تبارك وتعالى اما من سبق له في علم الله النجاة من الجحيم والسلامة من دخولها لا يكون للشياطين عليه طريق بل يكون محفوظا بحفظ الله سبحانه وتعالى واورد رحمه الله عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله قال لو اراد الله الا يعصى ما خلق ابليس وهذا فيه ان ابليس من وراء الشرور كلها والمعاصي جميعها فالمعاصي انما هي من اغواء الشيطان وصده عن طاعة الرحمن قال لو اراد الله الا يعصى ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة وان في ذلك لعلما من كتاب الله يعني هذا القول الذي قاله رحمه الله لم يقله جزافا وانما قاله عن علم في كتاب الله عز وجل دل عليه القرآن يقول اه جهله من جهله علمه من علمه. القرآن دل على ذلك ثم ذكر شاهدا على ذلك هو قول الله عز وجل فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صان الجحيم الا من هو صان الجحيم الشياطين تفتن والمعاصي انما تقع من العباد بسبب فتنة الشياطين لهم واغواء الشياطين لهم ولا ينجوا من اغواء الشياطين وصدهم عن دين الله سبحانه وتعالى الا من كتب الله سبحانه وتعالى له النجاة وسبق له في علم الله سبحانه وتعالى النجاة وما سوى ذلك فان آآ الشياطين تتوالى عليهم وتصدهم عن دين الله تبارك وتعالى نسأل الله العظيم ان يعيدنا اجمعين من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقال الله تعالى وقيدنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين وقال تعالى في سورة الزخرف ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون قال محمد بن الحسين قد اخبركم الله تعالى يا مسلمون انه يرسل الشياطين على من لم على من لم يجري له في مقدوره انه مؤمن فيظلهم بالشياطين فيزينون لهم قبيح ما هم عليه وقد اخبرنا الله تعالى انه هو الذي فتن قوم موسى حتى عبدوا العجل بما قبض لهم السامري. بما بما قبض ها ايه نعم في بعض النسخ اه بما قيد ما قيض لهم السامرين نعم فاضلهم بما عمل لهم من العجل؟ الم تسمعوا الى قوله لموسى عليه السلام؟ فانا قد فتنا اعد فاضلهم فاضلهم بما عمل لهم من العجل الم تسمعوا الى قوله لموسى عليه السلام؟ فانا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامري وقال تعالى في سورة الانبياء كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال تعالى في سورة حميم المؤمن وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل نعم وفي المعنى نفسه المتقدم اه يأتي ايظا قول الله عز وجل وقيدنا لهم قرناء تزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم. الشاهد قيظنا لهم قرناء وان الامور كلها انما تكون وتقع باذن الله ومشيئته سبحانه وتعالى وقيدنا لهم قرنا تزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم. وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين وهذا انما هو في سبيل من كتب الله سبحانه وتعالى وقدر هلاكه وعدم نجاته فمن كانت هذه حاله يقيض الله سبحانه وتعالى له القرناء من الشياطين شياطين الانس والجن فيزينون له سوء عمله ويصدونه عن اه طاعة الله سبحانه وتعالى مثلها تماما في تقرير المعنى نفسه الاية التي تليها. ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له. الشاهد قوله نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون فلا تتسلط الشياطين الا على من كتب الله سبحانه وتعالى عليها الغواية ولم يكتب له تبارك وتعالى الهداية اما من كتب الله له الهداية وقدر له ان يكون من المهتدين لا يكون للشياطين عليه سبيل وهذا كله كما قدمت مما يقوي صلة من يؤمن بذلك بالله التجاء اليه واعتصاما به وطلبا للهداية والنجاة من الشيطان والاعاذة من وساوسه وكيده قال رحمه الله قد اخبركم الله يا مسلمون انه يرسل الشياطين على من لم يجري له في مقدوره انه مؤمن فيظلهم بالشياطين فيزينون لهم قبيح ما هم عليه اي ان من كتب له تبارك وتعالى الايمان وكتب له عز وجل اه الهداية لا يكون للشياطين عليه سبيل ولا ليس لهم اليه طريق وقد اخبرنا انه هو الذي فتن قوم موسى حتى عبدوا العجل بما آآ قيض لهم لعلها كذلك لما قيظ لهم السامرين واظلهم بما عمل لهم من العجن فانا قد فتنا قومك من بعدك واظلهم السامرين فاضلهم بما عمل لهم من العجل الم تسمع الى قول الله لموسى فانا قد فتنا قومك من بعدك واظلهم السامرين وقال تعالى في سورة الانبياء كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال تعالى وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعل كل قضاء قضاه لنا خيرا وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يعيذنا من شر الشيطان وشركه وان يعيذنا من شر كل دابة هو اخذ بناصيتها ونسأله جل وعلا ان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الهدى والسداد اللهم يسر امورنا واشرح صدورنا ويسر لنا طاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا ولا تكلنا الى انفسنا وطرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمده اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا