الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر ما اخبر الله تعالى ان مشيئة الخلق تبع لمشيئة الله فمن شاء ان يهتدي اهتدى ومن شاء ان يضل لم يهتدي ابدا قال الله تعالى في سورة البقرة كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا من بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقال تعالى فيها ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقال تعالى في سورة الانعام وان كان كبر عليك فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى افلا تكونن من الجاهلين وقال تعالى في هذه السورة والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات. من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على الى صراط مستقيم وقال تعالى اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل وقال تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. ما كانوا تؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون وقال تعالى في سورة هود ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده هو رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة متممة لما قبلها من تراجم في تقرير ما يتعلق بهذا الاصل العظيم من اصول الايمان وهو الايمان بالقدر فمن الايمان بالقدر ان نؤمن بان الامور كلها بمشيئة الله وان مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة وان قدرته جل وعلا شاملة وان حكمته سبحانه بالغة وان العباد لهم مشيئة وهداهم رب العالمين النجدين طريق الخير وطريق الشر ومن يسلك طريق الشر فانما سلكه عن ارادة منه وكذلك من سلك طريق الخير انما سلكه عن ارادة لان العبد له مشيئة وله ارادة الا ان هذه الارادة كما اوضح المصنف رحمه الله تعالى تبع ارادة الله سبحانه وتعالى الكونية القدرية تبع لمشيئة الله كما سيأتي في الايات وما تشاؤون الا اي الا ان يشاء الله رب العالمين ولما كانت هذه المشيئة تبع بمشيئة الله عز وجل فان من من شاء الله عز وجل ان يهتدي اهتدى ولو عمل على صده عن الهدى من عمل من شياطين الانس والجن فانهم لن يجدوا اليه سبيلا اذا كتب الله سبحانه وتعالى له هداية وشرح صدره لهذا الدين وكذلك من شاء الله ان يضل لم يهتدي ابدا ولو عمل معه اكبر الدعاة الى الله عز وجل نصحا وبيانا وتوجيها وارشادا فانه لا يهتدي ان كان الله سبحانه وتعالى لم يكتب له هداية وقد مر معنا قول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين اي حرصت على هدايتهم ان كان الله سبحانه وتعالى لم يكتب لهم هداية ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل فالامر بيده سبحانه وتعالى والخلق كلهم طوع تدبيره وتسخيره فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا به سبحانه وتعالى ساق في اول هذه الترجمة جملة من الايات جملة من الايات مثبتة المشيئة لله عز وجل ونفوذ مشيئة الله عز وجل وان من شاء الله له هداية اهتدى ومن لم يسع له ذلك لم يهتدي ابدا كقوله سبحانه وتعالى والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ولو شاء الله ما اقتتلوا كذلك قول الله عز وجل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى وتأمل ما قبلها في قوله سبحانه وان كان كبر عليك اعراظهم اي صدودهم عن دعوتك وعدم قبولهم لما جئت به وما تدعوهم اليه من من خير ان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية فتأتيهم باية اي اية تكون موجبة لدخولهم في الدين وقبولهم لما جئت به فافعل ان استطعت يعني ذلك فافعل فانهم لن يهتدوا. ما دام ان الله سبحانه وتعالى لم يكتب لهم هداية ولهذا الكافر المعرض الذي لم يكتب له الله سبحانه وتعالى هداية مهما يرى من الايات مهما يرى من اه العبر والعظات مهما يسمع من كلام الناصحين والدعاة فان ذلك كله لا يفيده ولا يغير فيه ساكنا ولا يحرك فيه شيئا ولهذا قالوا ولو شاء الله لجمعهم على الهدى لجمعهم على الهدى اي لجعلهم كلهم مهتدين على قلب رجل واحد في الهداية ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها فالامر بيده سبحانه وتعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها لكن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته ان يكون الناس فريقين فريق يشرح صدرهم للهداية ويمن عليهم بالايمان وفريق مخذول اه ظال عن اه سواء السبيل مثل مثل هذه الايات ايضا قول الله سبحانه وتعالى من يشأ الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم كذلك قول الله سبحانه ولو شاء الله ما اشركوا وكذلك قول الله سبحانه وتعالى ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. وايضا قوله سبحانه وتعالى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة. هذا نظير قوله فيما تقدم لجمعهم على الهدى. فجعلهم هم امة واحدة اي لجمعهم كلهم على الهدى امة مسلمة اه مطيعة لله سبحانه وتعالى ولو جاء ربك لجعل الناس امة واحدة مثل قوله ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. ومن بعد ايراده لهذه الاية الكريمة من سورة هود هود نقل بعض ان نقول في التوضيح والبيان لمعناها نعم. قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا اسماعيل ابن علية عن منصور ابن عبد الرحمن قال قلت للحسن قوله تعالى ولا يزالون مختلفين الا رحم ربك ولذلك خلقهم قال ومن رحم ربك غير مختلفين. قلت ولذلك خلقهم؟ قال نعم خلق هؤلاء للجنة وخلق هؤلاء للنار وخلق هؤلاء للرحمة وخلق هؤلاء للعذاب. نعم اورد رحمه الله هذا الاثر عن منصور ابن عبد الرحمن قال قلت للحسن البصري رحمه الله تعالى ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلق مستوضح المعنى المراد بالاية قال ومن رحم ربك غير مختلفين ومن رحم ربك غير مختلفين لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك اي من رحم ربك المختلفين فعاد الامر الى مشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة في العباد. فالعباد لا يزالون مختلفين الا من شاء الله سبحانه وتعالى لهم برحمته اياهم لا يكون منهم هذا الاختلاف بل يكونون قلبا واحدا على الحق ولزومه والاستمساح ومن رحم ربك غير مختلفين قلت ولذلك خلقهم قال نعم خلق هؤلاء للجنة وخلق هؤلاء للنار خلق هؤلاء للجنة وخلق هؤلاء للنار خلق هؤلاء للرحمة وخلق هؤلاء للعذاب وهذا الامر مثل ما تقدم اه امر القدر سر من اسفاغ الله سبحانه وتعالى لم يطلع عليه خلقه والايمان به اصل من اصول اه الايمان العظيمة وهو امر مغيب عن العباد حال العبد او مآل العبد وبماذا ختم له وهل ختم له بان يموت على سعادة او يموت والعياذ بالله على كفر وظلال؟ هذا امر مغيب عن الانسان لا يدري ولهذا من يحسن ايمانه بهذا الاصل العظيم ويقوى ايمانه بهذا الركن المتين يكثر من الالحاح على الله سبحانه وتعالى ان يثبته على الحق وان يثبت عن الايمان وان يسلمه من الزيغ والضلال لان الامر بيد الله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. وكان من اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعته. تثبيت القلوب على الطاعة انما هو بيد الله سبحانه وتعالى. والا فان القلوب تتقلب وهي في تقلبها اشد من تقلب القدر بالماء او بالطعام اذا استجمع غليانا. فالقلوب تتقلب لكن الثبات بيد الله. ثبات القلوب واستقامتها كما جاء في الحديث. آآ فما شاء اقامه وما شاء زهره. فما شاء قامه وما شاء ازاغه. الامر اه بيده سبحانه وتعالى. ولهذا كل ما قوي ايمان العبد هذا الاصل العظيم قوي تعلقه بالله وتوكله على الله والتزاءه اليه سبحانه وتعالى وطلب نجاته من الضلال منه سبحانه تفويض اموره كلها اليه لان الامر بيده عز وجل وهو كما قدمت امر مغيب لا يدري العبد. ولهذا اكثر ما كان يشتد خوف السلف منه منه رحمهم الله تعالى بالسوابق والخواتيم السوابق ماذا سبق له في علم الله ان ان يكون عليه ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون عن النار لانها سبقت لهم من الله سبحانه وتعالى الحسنى والخواتيم بما يختم له ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار ادخلها فكان اكثر ما يشتد خوفا من السوابق والخواتيم. وهذا من قوة ايمانهم بالقدر. وان الامور كلها اه بيد الله سبحانه وتعالى وانه يهدي من يشاء ويظل من يشاء وانه من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولي مرشدا. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال قدم علينا رجل من اهل الكوفة وكان مجانبا للحسن لما كان يبلغه عنه في القدر. حتى لقيه فسأله الرجل او سأل عن هذه الاية ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم. قال لا يختلف اهل رحمة الله قالوا ولذلك خلقهم قال خلق الله تعالى اهل الجنة للجنة واهل النار للنار. قال فكان الرجل يذب بعد ذلك عن الحسن قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحداء قال قدم علينا رجل رجل من اهل الكوفة وكان مجانبا للحسن لما كان يبلغه عنه في القدر حتى لقيه فسأله الرجل او سئل عن هذه الاية ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم. قال ايختلف اهل رحمة الله؟ قال ولذلك خلقهم قال خلق الله تعالى اهل الجنة للجنة واهل النار للنار. قال كان الرجل يذب بعد ذلك عن الحسن ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن خالد الحداء قال قدم علينا رجل من اهل الكوفة وكان للحسن اي لا يجالس الحسن في حذر من مجالسته لما كان يبلغه عنه في القدر لما كان يبلغه عنه في القدر والمراد بالحسنة الى البصري آآ رحمه الله تعالى وقد اتهم بالقدر اتهم رحمه الله تعالى بالقدر وقال بعض اهل العلم انه بريء من هذه التهمة وجاء نقولات عن بعض اهل العلم في تبرئته من ذلك وانها تهمة باطلة لا لا تصح نسبتها اليه ومن اهل العلم من قال ان انه رحمه الله تعالى علقت به بعض اه شبهات القدرية لكنه رجع لكنه رجع عن ذلك. لم يعد يقل بشيء من من ذلك. الحاصل ان الحسن البصري رحمه الله تعالى امام من ائمة السلف ونقوله النقول عنه في باب الاعتقاد وامور الديانة كثيرة وكلها على المنهج الحق منهج اهل السنة والجماعة بما في ذلك ايضا ينقل عن نقولات عديدة في باب القدر وهو فيها ماض على جادة اهل السنة رحمهم الله تعالى تام بعظ بعظ المعتزلة يدعون انه منهم بل بلغ الامر الى ان كذب عليه رسالة باطلة في اه القدر ادعوا انها من تأليف الحسن البصري حتى انها طبعت في هذا الزمان منسوبة اليه. وهي على طريقة المعتزلة. ولا تصح نسبتها بحال اه الى الامام الحسن البصري رحمه الله تعالى. بل ما ينقل عنه في كتب اه اه السنة آآ مما نقله عنه ائمة السلف رحمه الله تعالى كافية في ابطال ما جاء في تلك الرسالة المنسوبة اليه زورا وبهتانا رحمه الله تعالى. يقول خالد الحداء ان رجل من اهل الكوفة كان مجانبا للحسن اي مجانبا لمجالسته وحضور مجالسه لما كان يبلغه عنه في القدر لما كان عنه في القدر هنا انتبه الى امر جدير بان تنتبه له. احيانا بعظ اهل العلم ينقل عنه كلام ينقل عنه كلام حتى في جوانب من الاعتقاد اما ان يكون الناقل فهمه خطأ. اما ان يكون الناقل فهمه خطأ. او يكون العالم في تلك المرة الواحدة زل لسانه آآ وقع في خطأ ربما لم يكن متنبها له يكون خطأ في اللفظ لا في حقيقة المعنى ولو نبه بلطف وبرفق لرجع آآ ولا اعلم رجوعه وتوبته من من خطأه لكن احيانا تكون زلة او يكون كلام يقوله وهو غير ما لا الامر ثم يتناقل عنه وآآ ربما بعض الناس يعظم الامر فينسبه جملة وتفصيلا الى فرقة من فرق الضلال. يجعله منهم يخرجه من السنة جملة وتفصيلا ولا يلتفت الى اي شيء عنده. من امور الحق والهدى والعلم والنفع والفائدة فهذا جانب حقيقة ينبغي ان يلحظ يعني احيانا قد تكون عبارة اه القاه عن زلة لسان او عن غير قصد او عن عدم اه اه انتباه لما تؤدي اليه مثلا او ما يلزم منها من لوازم منحرفة تنقل عنه ولو نوصح فيها وبين له لرجع عن قالته وآآ حصل خير عظيم يذكرون من القصص في هذا الباب قصة نقلها آآ فيما اذكر ابن العربي في آآ في بتفسيره ذكر ان رجلا غريبا جاء الى مجلس احد اهل العلم ودنا مجلس ليستفيد من علمه فكان مما قال ذلك العالم في درسه ان النبي عليه الصلاة والسلام طلق والى وظاهر. طلق وال وظاهر استعظم هذا الغريب قول هذا العالم في وصف النبي عليه الصلاة والسلام بانه ظاهر. والله سبحانه وتعالى وصف الظهار بانه منكر من القول وزورا يقول الرجل الزوجة انت علي كظهر امي. وصفها الله بانها منكر من القول وزورا. فاستعظم هذا الرجل ذلك. الطلاب الذين في المجلس ما انتبهوا لهذه الزلة فتبع هذا الغريب ذلك الشيخ ومعه بعض طلابه ودخلوا مجلسه دخل معهم ثم لما طاء المجلس قال التفت الشيخ الى اه الى هذا الغريب قال كأن لك حاجة قال نعم. يعني حاجة خاصة. فقال لطلابه يعني اتركوا المجلس لي وله فلما انصرف الطلاب بقي هو والشيخ وحده ذكر استفادة منه ومجيئه للانتفاع من علمه وقال انك قلت اه في الدرس ان النبي صلى الله عليه وسلم اه طلق وهذا حق. دلت عليه انه اه النصوص والدلائل له هذا ايضا حق هذا شهرا من نسائه عليه الصلاة والسلام وقل تظاهر وهذا لا لا دليل عليه بل ان الله وصفه بان المنكر من القول وزورا ولاطفه وبين له آآ ذلك برفق فدعا له الشيخ واستحسن جدا طريقته استحسن طريقته في البيان يقول فمن الغد لمجلسه حتى اقرب منه واستفيد فوجدت اني سبقت في في الدرس طلاب اه ملأوا الاماكن القريبة من الشيخ والشيخ بدأ بالدرس يقول فلما اقبلت قطع الدرس وقال افسحوا لشيخي مرحبا بشيخي افسحوا له يقول ما اخذت الارض تقلني من وصف امر امرا عجيبا القصة تجدونها في اه كتاب اه اظنها في كتاب التفسير لابن العربي قصة عجيبة فيها ان مثل هذا اللطف ومثل هذا الرفق هو الذي باذن الله سبحانه وتعالى تتحقق به المصالح وقد يكون العالم قال الكلمة عن غير قصد عن زلة لسان لو نوصح برفق لتركها مباشرة لو بين له بلطف لا اه اعلن واعلن توبته قال اني اتوب الى الله مما قلت بالامس وبين ان هذا الشاب هو الذي اه اوضح له ذلك وهو الذي بين له وذكر طريقة الشاب ذكرها للطلاب فكان درسا وعبرة عظيمة جدا في اه هذا الباب اه هنا انظر هذه القصة هذا الرجل بلغ عن الحسن كلام في القدر فكان يجانب مجلسه كان يجانب مجلسه حتى لقيه اي مرة فسأله الرجل او سئل يعني سأله شخص اخر والاقرب انه سأله رجل اخر لان هذا الاول مستوحش منه. ولا يقرب مجالسه فلعله لقيه جمع بينه وبينه مجلس فسأله رجل عن قول الله ولا يزالون مختلفين الا من رحم رب ربك ولذلك خلقه. ولذلك خلقهم. قال لا يختلف اهل رحمة الله لا يختلف اهل رحمة الله من رحمهم الله لا لا يختلفون بل هم على الحق والهدى ولذلك خلقهم قال خلق الله تعالى اهل الجنة للجنة واهل النار للنار. وهذا واظح. واظح تماما انه يثبت الايمان بالقدر وانه بريء من مقالة المعتزلة نفاة القدر المعتزلة ما يقولون ان الله خلق اهلا للجنة وخلق اهلا آآ للنار ابدا لا يقولون ذلك. فادرك الرجل ان ما بلغه عن ليس بصحيح. ما هو الرجل يقرر خلاف ذلك؟ فتحول من ساعته الى الذب عن اه الحسن البصري رحمه الله تعالى بعد ان كان هاجرا ومجانبا هاجرا له ومجانبا لمجالسه قال فكان الرجل يذب بعد ذلك عن الحسن. فكان الرجل يذب بعد ذلك عن الحسن. فهذه القصة ينبغي فيفا ان يكون فيها عبرة للشباب طلاب العلم الاستفادة من هذه الاخبار العظيمة وحسن التأمل لها له باذن الله سبحانه وتعالى اثره في طريقة التعامل في طريقة التعامل بحيث تكون باذن الله تبارك على طريقة مسددة سالمة من الخلل نعم قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى في سورة ابراهيم عليه السلام وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم وقال تعالى في سورة النور لقد انزلنا ايات مبينات والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقال تعالى في سورة القصص لنبيه عليه السلام انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الملائكة ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور ان انت الا نزير وقال تعالى في سورة حميم عين سين قاف ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته وقال في سورة المدثر كلا انه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل المغفرة وقال تعالى في سورة هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا بعد ان حذر من النار وشوق الى الجنان مما اعد فيه مما اعد فيها لاوليائه فقال بعد ذلك ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما وقال تعالى في سورة اذا الشمس كورت لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين نعم هذه الايات فيها اثبات ما مر اثباته في الايات التي ساق رحمه الله تعالى من ان الامور كلها بيد الله. وانه عز وجل اه يهدي من يشاء ظلوا من يشاء فقول الله عز وجل فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء. قوله والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم قوله ولكن الله يهدي من يشاء كذلك قول الله عز وجل ان الله يسمع من يشاء اي يسمعه تبارك وتعالى الحجة ويوفقه جل وعلا لقبولها يسمع ما من يشاء يسمعه اي يهديه لسماع الحجة ويهديه لقبول الحجة. ويهديه لقبول الحجة فهذا امر بيد الله ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من من في القبور. فتكون هذه الاية نظيرة التي قبلها انك لا تهدي من ولكن الله يهدي من يشاء. مثلها ان الله يسمع من يشاء. وما انت بمسمع من في القبور ان انت الا نذير اي ليس اه بيدك هداية التوفيق وهداية الشرح للصدر لقبول الحق هذا بيد الله. سبحانه وتعالى. وان كان آآ النبي عليه الصلاة والسلام يهدي هداية الدلالة والارشاد وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فالله عز وجل اثبت لنبيه هداية ونفى عنه هداية اثبت له هداية في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم اي تدل وترشد ونفى عنه هداية في قوله انك لا تهدي من احببت اي هداية التوفيق فهداية التوفيق انما هي اه بيد الله سبحانه وتعالى ايضا قوله عز وجل ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يدخل من يشاء في امة واحدة اي كما تقدم على الحق والهدى. ثم بقية الايات التي في ثروة في سورة هالاتى وفي التكوير. اه جميعها جمع فيها بين ما نبه عليه المصنف في الترجمة وهو ان للعبد مشيئة وان اه مشيئته تبع لمشيئة الله ذكر ما اخبر الله ان مشيئة الخلق تبع تبع مشيئة الله. فمن شاء الله ان يهديه اهتدى ومن شاء ان يضله لم يهتدي ابدا فهذه المواضع الثلاثة في المدثر وفي هل اتى وفي التكوير؟ كلها جمع فيها بين اثبات المشيئة للعبد واثبات المشيئة للرب. وان مشيئة العبد مشيئة الرب سبحانه وتعالى. قوله كلا انه تذكرة. فمن شاء ذكر هذا اثبات اهل العبد فمن شاء ذكر وما يذكرون الا ان يشاء الله وما يذكرون الا ان يشاء الله هو التقوى واهل المغفرة. ايضا في سورة الانسان قال ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وفي سورة اه التكوير قال لمن شاء منكم هذا اثبات مشيئة للعبد ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وتكون هذه جمعت اه في اه جمعت في الرد او جمعت بين الرد على المرجئة عفوا جمعت بين الرد على الجبرية وعلى القدرية. جمعت بين الرد على جبرية القائلين بان العبد مجبور على فعل نفسه. وانه اه ليس له مشيئة ولا ارادة وانه كالورقة في مهب الريح ليس له اختيار وليس له مشيئة ولا ارادة وايضا الرد على القدرية نفاة القدر. فاولها رد على الجبرية لان الله اثبت مشيئة للعبد خلافا لقول ان من يقول ان العبد لا مشيئة له وانه مجبور على فعل نفسه. يقال كيف يقال ذلك؟ والله يقول فمن شاء ذكره فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا فمن شاء منكم ان يستقيم هذا اثبات مشيئة للعبد ففيه الرد على الجبرية. وقوله في تمام الاية الا ان يشاء الله لا يشاء الله هذا فيه الرد على القدرية نفاة القدر. وزعمهم ان العبد هو الخالق لفعل نفسه فجأة كلا المقالتين باطلة والحق وسط بين هاتين ضلالتين وحسنة بين هاتين السيئتين سيئة الجبرية وسيئة القدرية. نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثنا ابو انس مالك مالك بن سليمان قال حدثنا بقية ابن الوليد عن عمر ابن محمد عن زيد ابن اسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما انزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم لمن شاء منكم ان يستقيم قالوا الامر الينا ان شئنا استقمنا وان شئنا لم نستقم. فانزل الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين نعم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي هريرة هو ضعيف الاسناد قال لما انزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم ان يستقيم قالوا الامر الينا ان شئنا استقمنا وان شئنا لم نستقم فانزل الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. والاية كما تقدم واضحة في الجمع بين امرين اثبات المشيئة للعبد واثبات المشيئة الرب وان مشيئة العبد تبع لمشيئة الرب. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. وما تشاؤون الا ان يشاء الله هذا فيه ان ان مشيئة العبد تبع لمشيئة الرب سبحانه وتعالى والعبد له مشيئة. ما له مشيئة هداه الله طريق الخير وطريق الشر. ان ذهب الى المسجد فهو ذهاب الى اليه بمشيئته و ارادته بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وان ذهب الى مكان الفساد فهو ذهاب بمشيئته وإرادته بخذلان وحرمان من الله سبحانه وتعالى واذا استحضر العبد هذا الاصل العظيم الذي دلت عليه دلائل متكاثرة اه في الكتاب والسنة اورد المصنف بعضها وسيأتي ايضا اه جملة منها فان ذلك كما قدمت يقوي صلة العبد بالله وحسن الالتجاء اليه. ان يسلمه من الزلل وان يقيه من الزيغ وان يثبته على الحق وان يهديه الى صراطه المستقيم فان الامر بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعتبروا يا مسلمون هل لقدري في جميع ما تلوته حجة الا خذلان وشقواه؟ نعم يعني بعد ان ساق هذه الايات دعا الى الاعتبار وحسن التأمل في كلام الله سبحانه وتعالى قال هل لقدري في جميع ما تلوته حجة هل له حجة؟ يعني هذه نصوص واضحة في بطلان ما عليه القدرية وفساد مذهبهم. هل لقدري في جميع ما تلوته حجة الا اه خذلان وشكوة. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يصلح احوالنا اجمعين وان يثبتنا على الحق والهدى وان يعين وان يعيذنا من الزيغ والردى وان لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما هون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا. وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعلك على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. قبل ان اختم انبه الى ان آآ الدرس الذي يكون في شهر رمظان باذن الله سبحانه وتعالى بعد العصر سيكون في كتاب فظائل القرآن للامام رحمه الله تعالى وهو من اجود وانفع المختصرات في هذا الباب الكتاب ايضا سيوزع هنا في المسجد النبوي وسيكون الدرس كالمعتاد بعد صلاة العصر من آآ كل يوم ونسأل الله ان يبلغنا اجمعين رمظان وان يعيننا فيه على الصيام والقيام ايمانا واحتسابا وان يجعلنا من عتقائه من النار وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه